إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع





    المقدمة
    الحمد الله القائل: "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [101: آل عمران]، والصلاة والسلام على السراج المنير، محمد بن عبد الله- الداعي إلى التمسك بحبل الله المتين- وعلى آله وصحبه المتلقين للوحي بالانقياد والخضوع والتسليم.

    أما بعد:
    لقد بعث الله تعالى محمدًا –عليه الصلاة والسلام– رسولًا للعالمين، ليرسم لهذه البشرية طريقها، ويؤسس نظامًا لحياتها وفق مراد خالقها سبحانه، و في جميع شؤونها وأعمالها، ويُعِدُ جيلاً ليستلم هذه المهمة من بعده"وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" [الأنبياء:34]. وما كان ليستعين بهذه المهمة بغير توجيهات كلام رب العالين، ووحيه المنزل، فقد أنزل عليه هذا القرآن العظيم؛ يأخذ منه طريقة إصلاح البشرية وإعمار الأرض.
    ولقد استطاع محمد -عليه الصلاة والسلام– أن يحدث تغيرًا في هذه الأرض، ويخلع كل أنواع الفساد الموجود حينئذ، وأن يخرج جيلاً فريداً على الإطلاق لم ولن يتكرر بتلك الهيئة، بسلامة منهجه ومعتقداته، وتصوره للحياة والكون، وطريقة استخلافه على هذه البسيطة، ولم يكن العامل الأساس لهذا التغير إلا الاستقاء من منبع القرآن الكريم، و التمسك والاعتصام بحبل الله تعالى، وبَرَز أثر قول الله تعالى: الله تعالى:"وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [آل عمران:101]. ثم توفى رسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفه أصحابه لتولي مهمة هذا الدين، وكانت خلافتهم على مناهج النبوة لقربهم من عهد النبوة، وأثر تربية الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليهم في الالتزام بمنهج الوحي، وكانت القرون الثلاثة الأولى المفضلة خير القرون كما أخبر بذلك النبي –عليه الصلاة والسلام– بقوله: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ولقد تحقق الانتشار للإسلام تحققاً رائداً عندئذ، ووصل إلى الأرض شرقا وغرباً في هذه القرون لتمسكهم بالوحي المنزل، ثم بَعُدَ الناس عن الوحي وعهد النبوة، وكلما مرت مرحلةٌ كلما ابتعد الناس عن منهج القرآن والتمسك به، لذلك فقد شهد الإسلام تراجعاً بيناً بسبب البعد، وأثَّر ذلك البعد في حصول البدع والانحرافات، وكلُ انحرافٍ وقع في حياتهم عن المنهج القرآني كانت له ولا شك عاقبته البطيئة أو السريعة حسـب نوع الانحراف، ودرجة تسربه، ولقد حدثت بدع وانحرافات كثيرة في حياة المسلمين في مسيرتهم الطويلة خلال التاريخ، وأول بدعت حصلت هي بدعة القدر، ثم بدعة الخوارج، ثم المرجئة وهلم جرا، إلى أن صار واقع المسلمين اليوم كما هو مشاهد يكتظ بالفساد، ويعاني من البدع والمحدثات، والمفاهيم المغلوطة عن هذا الدين، ويئن من فساد عريق في الأخلاق والمعاملات، وكما أخبر الصادق المصدوق -عليه الصلاة وأتم التسليم- "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباً كما بدأ، وما ذاك إلا لعدم تمسكهم بهذا الوحي -القرآن الكريم-، وأصبح المسلمون يتخبطون في هذا الدين بين البدع والمحدثات، والانحرافات؛ نتيجة إصغائهم لغير توجيهات الوحي الرباني. إذ القرآن العظيم يمثل دستوراً للحياة، وله مكانة قدسية يجب أن تكون في نفوس الخلق، فهو عنوان للشعائر والعبادات للمسلمين"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" [الحج:32].ولقد أدرك الغرب، وأهل الكفر بأن سر قوة المسلمين ووحدتهم وسلامة معتقداتهم هو استقائهم من الوحي الإلهي -القرآن الكريم-، والنهل من منبعه، والالتزام بتعاليمه، لذلك فهم يحرصون بكل ما أوتوا من قوة أن يبعدوا جيل المسلمين عن منبع الوحي -القرآن الكريم-، ويضعفوا أثر التمسك به، فيدسوا فيهم بوسيلة أو بأخرى البدع والمحدثات، والمفاهيم الدخيلة، ويزرعوا بينهم الفرقة والاختلاف؛ وهم يحاولون أن يحكوا من صدور الجيل قول الله تعالى:"وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، وأنى لهم لذلك مادام أن الجيل يتربى على مائة القرآن، ويرى أنه قارب النجاة؛ يوصله إلى أمان السلوك وسلامة المعتقد.




    هذا الموضوع تدور الكتابة فيه حول نقطتين هما:


    أولا: التعرض لمفهوم المفردات :-
    {مفهوم الاعتصام(التمسك) - مفهوم القرآن}


    ثانيا: أهمية الاعتصام بالقرآن :-

    1- الاعتصام بالقرآن في منهج التلقي والتعليم.

    2- الاعتصام بالقرآن في منهج التطبيق والعمل.


    الخاتمة





    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 10-02-2018, 03:14 PM. سبب آخر: إضافة فواصل القسم


  • #2
    رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع


    أولا: التعرض لمفهوم المفردات :-


    مفهوم الاعتصام (التمسك)

    الاعتصام في اللغة:
    هو كما يقول ابن فارس: (العين والصّاد والميم أصل واحد صحيح يدلّ على إمساك ومنع وملازمة، والمعنى في ذلك كلّه معنى واحد، من ذلك العصمة، أن يعصم اللّه تعالى عبده من سوء يقع فيه...إلخ[3].
    وقد نقل ابن منظور عن الزجاج في تعريف الاعتصام قوله: (أصل العصمة الحبل وكل ما أمسك شيئاً فقد عصمه)، وقولهم: اعتصم بالشيء أي تمسك به، ومنه قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا" أي تمسكوا بعهد الله.
    كذلك ابن القيم يعرف الاعتصام بقوله: (والاعتصام: افتعال من العصمة وهو التمسك بما يعصمك ويمنعك من المحذور والمخوف فالعصمة: الحمية والاعتصام)[5].
    من خلال التعريف للاعتصام اللغوي عند جماهير العلماء نجد أنه بمعنى التمسك، والحبل، والمنعة، وكلها ترجع معانيها إلى التمسك بالشيء والاحتماء به.


    الاعتصام في الاصطلاح:
    تعاريف الاعتصام فيها نوع ترابط، واختلفت من إمام لآخر، ولا غضاضة إذ يجري هذا على مبنى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد، فالإمام الطبري عرف الاعتصام بقوله: فالاعتصام بالله: التمسك بعهده وميثاقه الذي عهد في كتابه إلى خلقه من طاعته وترك معصيته[6]. وقريب من هذا يعرفه الإمام البغوي بقوله: الاعتصام بالله: هو التمسك بالكتاب والسنة[7]، وتجد الإمام الشوكاني، يجمع بالتعريف للاعتصام بين الاصطلاح معناه اللغوي بقول: الاعتصام بالله التمسك بدينه، وطاعته، وقيل: بالقرآن، يقال: اعتصم به، واستعصم، وتمسك، واستمسك: إذا امتنع به من غيره، وعصمه الطعام: منع الجوع منه[8].
    وكل هذه التعاريف تصب في مجرى واحد وهو التمسك بكتاب الله تعالى وعهده، كما جمعها الإمام ابن كثير عند قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" قيل "بحبل الله" أي: بعهد الله، وقيل: "بحبل من الله" يعني: القرآن، وصراطه المستقيم"[9]. وسيأتي مزيد بيان عند الحديث عن هذه الآية.
    التمسك في اللغة:
    هو من مسك يمسك تمسكا، واستمسكت بالشيء، إذا تحريت الإمساك به، ومنه قوله: (فاستمسك بالذي أوحي إليك)، وأمسك بالشيء وتمسك به و استمسك به وامتسك به، كله بمعنى اعتصم به، فالاعتصام مرادف التمسك[9].
    إذن فالتمسك: هو التحري والأخذ بالشيء والتعلق والاعتصام به.
    التمسك في الاصطلاح:
    هو القبض على الشيء قبضاً محكماً بكل ما يستطيع [9]، ومنه قوله تعالى: (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)، فدلت الآية على هذا المفهوم الاصطلاحي، إذ هو أمر من الله تعالى لرسوله على التمسك بهذا الوحي المنزل عليه لاسيما عندما تشتد عليه الكروب، وتتوجه إليه سهام الظالمين، وتتطاول عليه ألسنة المكذبين، فإن ما أنت عليه من الدين هو الحق الذي لا مرية فيه. فتبين أن المفهوم اللغوي والاصطلاحي للتمسك بينهما تقارب بيِّن.



    مفهوم القرآن الكريم لغة واصطلاحاً.
    أولاً: القرآن في اللغة: كما تعارف عليه العلماء أنه من مادة قرأ، تقول: قرأ الكتاب قراءةً وقُرءاناً. وقرأ الشيء قُرءانا أي جمعه وضمه، ومنه سمي القرآن لأنه يجمع السور ويضمها. وقوله تعالى"إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ"[القيامة: 17] أي قراءته[10].
    قال الزرقاوي: أما لفظ القرآن: فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة - للآية السابقة -، ثم نُقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسما للكلام المعجز المنزل على النبي من باب إطلاق المصدر على مفعوله[11].
    القرآن في الاصطلاح: مجمل القول في تعريف القرآن الكريم.
    هو الكلام المعجز المنزل على النبي المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته [12].


    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-04-2016, 04:01 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع


      ثانيا: أهمية الاعتصام بالقرآن :-
      1- الاعتصام بالقرآن والتمسك به في منهج التلقي والتعليم


      لقد طُويت صفحات الجهل والخرافة وانجلى الوهم والتخلف العلمي والعقلي والفكري، وابتدأت صفحات من نور العلم والمعرفة والعقل والفكر الصحيح مذ نزول أول باكورة هذا الوحي وهو قول الحق تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" [العلق:1-5].
      إذ الاعتصام والتمسك بهذا القرآن يمثلان مفرق طرق لأبناء الأمة الإسلامية، يتحتم علينا أن ننظر كيف تعامل النبي –عليه الصلاة والسلام– مع هذا الوحي المنزل عليه من عند ربه -جل وعلا-، حينما جاءه أمر الله تعالى بالقراءة، ثم أمره بأن يتمسك بما يقرأ، فقال: "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"[الزخرف:43]، قال ابن جرير في تأويل هذه الآية: (يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام-: فتمسّك يا محمد بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك)[22]، وثم أمره ثالثةً بتبليغه لهذه البشرية، ويعلمه أصحابه –رضوان الله عليهم– فقال: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)[المائدة:67]، لذلك كان –عليه الصلاة والسلام- يبدي حرصه الشديد على أن يكون الوحي هو المصدر الوحيد للتلقي والتعليم لأصحابه، وأمرهم أن يتمسكوا به دون سواه من الكتب السماوية المنسوخة -التوراة وغيرها–، وهذا ظاهر في طريقته ومنهجه –عليه الصلاة والسلام– ويدل هذا غضبه على عمر عندما رأى في يده صحيفة من التوراة، ثم قال: (والله لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي).


      فهذا منهج جلي وواضح للدعوة إلى التمسك بهذا المنبع الصافي في طور التلقي والتعليم، فإن تحصين الجيل وحصر هم على الوحي المنزل أثناء التلقي والتعليم يمثل أساساً وحصناً منيعاً من الابتداع في هذا الدين، فحينما نمعن النظر في سبب كثرت البدع والمحدثات؛ نجده نتيجةً لعدم تحصنهم بالوحي، ولاختلاط مناهج التلقي وعدم وحدة المصدر، وإن شئت فقرأ قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ"[آل عمران - الآية 100]، "وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم" ففي هذه الآيات الكريمات حذر الرب تعال من طاعة أهل الكتاب، والاقتباس من منهجهم وعقيدتهم التي هي مصدر الزيغ الضلال، وسبباً للتبديل والانحراف في منهج الوحي القرآني، إذ كيف يصوغ لمن وجد بين أيديهم هذه الآيات تتلى، وفيهم رسوله يبين لهم طريق الاستقامة؛ أن يلتمسوا الهدى من دين محرف، وأهله مغضوب عليهم، والبعض أضلهم عن طريق الهداية!! (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله)؟!، ثم بين أن الاعتصام والتمسك به سبحانه سبيل للهداية للطريق القويم.
      قال محمد رضا عند قوله تعالى (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[آل عمران: 101]، (وكيف تكفرون بطاعتهم واتباع أهوائهم وأنتم تتلى عليكم آيات الله، وهي روح الهداية وحفاظ الإيمان، وفيكم رسوله يبين لكم ما أنزل إليكم، ولكم في سنته وإخلاصه خير أسوة تغذي إيمانكم وتنير برهانكم، فهل يليق بمن أوتوا هذه الآيات، ووجد فيهم الرسول الحكيم الرءوف الرحيم أن يبتغوا أهواء قوم ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا، حتى استحوذ عليهم الشيطان، وغلب عليهم البغي والعدوان، وعرفوا بالكذب والبهتان؟ فالاستفهام في الآية للإنكار والاستبعاد ومن يعتصم بالله وبكتابه يكون الاعتصام إذن هو حبله الممدود. ورسوله هو الوسيلة إليه وهو ورده المورود فقد هدي إلى صراط مستقيم لا يضل فيه السالك، ولا يخشى عليه من المهالك، فلا تروج عنده الشبهات، ولا تروق في عينه الترهات).
      إن التلقي من هذا الكتاب المنزل على نبي العالمين فيه غنية وكفاية عن غيره من ا الكتب والثقافات والعلوم، وإن كانت كتباً سماوية.؟ نعم وإن كانت كتب سماوية كالتوراة وغيرها، فما بالك بكتب أرضية بشرية، فهي ابعد من أن ننظر إليها، فقد أنزل الله تعالى على محمد – عليه الصلاة والسلام - قوله: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51). وقد أورد القرطبي: أن هذه الآية نزلت من أجل أن قوماً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انتسخوا شيئا من بعض كتب أهل الكتاب، وأورد حديثاً عن يحيى بن جعدة، أن ناسا من المسلمين أتوا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود، فلما رآنا ننظر فيها ألقاها، ثم قال: كفى بها حماقة قوم، أو ضلالة قوم، أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم، إلى ما جاء به غير نبيهم، إلى قوم غيرهم، فنزلت: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(العنكبوت - الآية 51)"[24].

      فالبعد عن القرآن جعل من الرسول –عليه الصلاة والسلام– يرفع الشكوى إلى رب العالمين من قومه لهجرهم تعلم هذا القرآن، وعدم التمسك به في العلم والعمل، وقد جاءت هذه الشكوى بقوله تعالى:"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" [الفرقان:30].


      وقد تحدث ابن القيم عن هذه الآية، و ذكر أنواعاً لهجر للقرآن الكريم من هذه الأمة، فذكر من أنواع الهجر: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، و هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه[25]. وفي الآية تحذير وزجر من عدم هذا تعلم هذا القرآن الكريم وسماعه والإيمان به والإصغاء إليه، وعدم التدبر والتفهم والمعرفة لما أراد رب العزة من منه؛ لأن العبد إذا تولد لديه التمسك بكلام خالقه وسيده، لا يصغي لغيره من الخطابات المرجفة، والأقوال المضللة.
      فإننا لو نظرنا إلى أسباب ركوبِ كثيرٍ من الفرق موجَ الانحراف وانتحال المناهج الضالة، وأمعنا النظر في مراحل النشأة لهذه الفرق؛ يتجلى لنا بلا مرية وضحُ إصغائهم لغير كلام البرية، فاختلفت مشاربهم، وتغايرت مناهج تلقيهم، فكان لثقافة الإغريق ومنطقها وفلسفتها كذلك دور كبير في اصطفافها إلى جانب الوحي الصافي، فعكرت صفوه لدي كثير من أبناء المسلمين، وكانت تمثل سقاءً آخر لرواد البدع، ولم يعد الاعتصام بمنهج الوحي وحده كافيا ًلهم لتقلي كثير من تعاليمهم، فكان بدء خط الانحراف هناك، وتتجرع الأمة ثمرته المرة مدى الزمن، فالتمسك بالوحي والاعتصام به في غضون التلقي، وفي مرحلة المهد صمام أمان للحفاظ على هذا الدين من التحريف والتبديل و التغيير، بل ويمثل درعاً حصيناً، وسداً منيعاً من الزيغ والضلال.
      ونحن إذ نتحدث عن هذه المرحلة –مرحلة الاعتصام بالوحي أثناء التلقي– لما لها أثر على العمل والتطبيق، حيث أن التمسك بالوحي المنزل، والاعتصام به في تعلمه والإصغاء إليه، تسلم للعبد الطريق الموصلة إلى ربه -جلا وعلا-، فالسلامة في الطريق، والأمن في السير؛ثمرة صفاء منهج التلقي من الوحي في مرحلة المهد والتكوين، إذ يمثل هذا المفهوم جزء اً من تحقيق مفهوم آيات الاعتصام، ويبرز هذا المفهوم بجلاء؛ حينما منع النبي -عليه الصلاة والسلام– الصحابة أن يكتبوا عنه غير القرآن، ومع أن الصحابة -رضوان الله عليهم- هم أفهم الناس وأعرف الناس بعد الرسول –عليه الصلاة والسلام– بالوحي، ومع هذا لم يجعلهم يكتبوا غير القرآن، حتى لا يختلط في غضون التنزيل بغيره، بل منعهم من تدوين سنته –عليه الصلاة والسلام– وهو يعد من مصادر التلقي، بعد القرآن الكريم- وإن كانت الأمة أجمعت بعد ذلك على كتابة غير القرآن - فكيف بعيره من الثقافات، وهذا يمثل وقاية وتحصيناً لهذا الوحي، فقد روى أبو سعيد الخدري قوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تكتبوا عنى ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه...إلخ)[26]. بل إن النبي –عليه الصلاة والسلام– أرشد الناس إلى من يأخذوا عنه القرآن غضاً طريا كما أنزل، ليسلم لهم الفهم الدقيق، والمعرفة النافذة فقال: (خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد -فبدأ به- ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وسالم مولى أبى حذيفة)[27].


      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 22-04-2016, 06:25 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع


        2- الاعتصام بالقرآن والتمسك به في منهج التطبيق والعمل



        مرحلة العمل والتطبيق لكلام الله تعالى هي ثمرة للتمسك به في طور التلقي، وامتداد للمرحلة التي قبلها، فهي بمثابة مرحلة الرضاعة لا غنى عنها لجيل القرآن، حتى يدرك مدى أهمية العمل بهذا الوحي، وأثرَ التمسك والاعتصام بحبله لإقامة دين الله في الأرض، فالاعتصام بوحي الله المنزل مدار السعادة الدنيوية والأخروية، قال ابن القيم: "... ومدار السعادة الدنيوية والأخروية: على الاعتصام بالله والاعتصام بحبله ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين"[28].
        وفي المقابل جعل الله الشقاوة والخسران للذين يختارون الضلالة على الهدى، ونفى عنهم الهداية إلى الإيمان، قال تعالى:"أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" [البقرة:16]. قال ابن جرير:"أخذوا الضلالة وتركوا الهدى"[29].
        وخسارتهم هذه الفادحة؛ جزاء تفلتهم من كلام رب العالمين، وعدم التمسك به؛ فأحرمهم الهداية والتوفيق، وإن كان سياق الآيات يتحدث عن المنافقين إلا أن القاسم المشترك بين الخاسرين هو اختيارهم طريق الضلالة ومجانبتهم طريق الهداية، ثم كيف لا يحرمهم من السعادة الدنيوية والأخروية، وقد بين ودعا في أكثر من آية إلى الاعتصام بحبله المتين، والاستمساك بعروته الوثقى؛ حتى يضمن الله للعبد النجاة من الفتن، والصفاء في الفهم، و السلامة بالصول، والظفر بسعادتي الأولى والأخرى، فها هو الرب تعالى يدعو إلى الاعتصام به بعد أن حكم وتوعد أهل النفاق والزنقة بأنهم في الدر الأسفل من النار، واستثنى منهم بقوله:"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" [النساء:146]. فالتوبة والصلاح والاعتصام والإخلاص هذه تجعلهم مع المؤمنين الذين رتب لهم الأجر العظيم والنعيم المقيم.
        قال أبو جعفر في هذه الآية: (هذا استثناء من الله جل ثناؤه، استثنى التائبين من نفاقهم إذا أصلحوا، وأخلصوا الدين لله وحده، وتبرءوا من الآلهة والأنداد، وصدَّقوا رسوله، أن يكونوا مع المصرِّين على نِفاقهم حتى تُوافيهم مناياهم- في الآخرة، وأن يدخلوا مدَاخلهم من جهنم. بل وعدهم جل ثناؤه أن يُحلَّهم مع المؤمنين محلَّ الكرامة، ويسكنهم معهم مساكنهم في الجنة، ووعدهم من الجزاء على توبتهم الجزيلَ من العطاء فقال: (وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرًا عظيمًا)[30].
        وهنا دعوة أخرى من الرب يوجهها للناس بملازمة الإيمان، إذ الاعتصام بالله ثمرة للإيمان به سبحانه، فمتى عرف العبد حقيقة الرب تعالى وعبوديته، ورأى النور يتجلى له، وأن غاية هذا النور الرحمة والحصول على الفضل، وإنارة الطريق أمامه، لن يبقى إلا أن يعتصم العبد به، قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا"[النساء:174-175].
        قال ابن كير عند هذه الآية: يقول تعالى: مخاطبا جميع الناس ومخبرا بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة –ويمثل- ضياء واضحا على الحق –وأن الذين- جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم... آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن -وأنه سبحانه- سيرحمهم فيدخلهم الجنة ويزيدهم ثوابا ومضاعفة ورفعا في درجاتهم، من فضله عليهم وإحسانه إليهم، -ويجعل لهم- طريقا واضحا قصدا قواما لا اعوجاج فيه ولا انحراف. وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات)[30].
        وقد جعل الله تعالى مناط السلامة وعدم الاكتراث من الخوف باختيار طريق الإيمان والتمسك به، والكفر بالطاغوت قال تعالى: "فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى"، قال ابن جرير في تأويل هذه الآية: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله، فقد اعتصم من طاعة الله بما لا يخشى مع اعتصامه خذلانه إياه، وإسلامه عند حاجته إليه في أهوال الآخرة، كالمتمسك بالوثيق من عرى الأشياء التي لا يخشى انكسار عراها)[30].




        ويزيد أهمية التمسك بالقرآن كثرة النصوص التي تحث على التمسك بالوحي ليسلم للعبد دينه من البدع والانحراف، ويجتنب الفرقة والاختلاف، بالإضافة إلى ما سبق ذكره قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..." [آل عمران:103]. قال أبو جعفر: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا): يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعًا، وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عَهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله)[31]. وقد تنوعت عبارات المفسرين لقوله تعالى (بحبل الله) فقال السدي: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا "، أما"حبل الله"، فكتاب الله، وقال مجاهد: "بحبل الله"، بعهد الله، وقال عطاء: "بحبل الله"، قال: العهد، وقال الضحاك في قوله: "واعتصموا بحبل الله جميعًا"، قال: القرآن، فكل عبارات المفسرين تدل على معنى واحد -وإن تنوعت ألفاظهم– هو التمسك بالوحي المنزل الذي هو كتابه، وعهده، وهو القرآن الكريم، وهناك تفسير أخر بأن حبل الله هو الجماعة، كما جاء ذلك عن ابن مسعود. (المصدر السابق).

        قال الإمام القرطبي عند هذه الآية: (أوجب تعالى علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه والرجوع إليهما عند الاختلاف، وأمرنا بالاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادا وعملا، وذلك سبب اتفاق الكلمة وانتظام الشتات الذي يتم به مصالح الدنيا والدين، والسلامة من الاختلاف)[32]، إذن فالقلوب لا يمكن لها أن تجتمع إلا في ظل الأخوة في اللّه، فتصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية، والثارات القبلية، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية، تحت راية القرآن، ولن تجد الأمة من ينصرها على أعدائها من الداخل والخارج، ويسلم لها كيانها من التمزق والشتات، ويصفو لها مشربها مالم تجعل الله لها ولياً ونصيراً، وتضع ثقتها به سبحانه، بالإضافة إلى إقامة شعائر الدين، وركائزه الإيمانية كالصلاة التي تربط الأمة بخالقها، وشعيرة الزكاة التي تربط الأمة بعضها البعض، أن تتمسك بالعروة الوثقى التي لا تنفصم، فلا نصير ولا ولي لها عند وجود البغي عليها إلا أن تعتصم الأمة به فهو نعم الولي ونعم النصير، قال سبحانه: "فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ"[الحج - الآية 78].

        ولابن عاشور كلاما يحسن عرضه عند قوله تعالى: (فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) والمعنى: اجعلوا الله ملجأكم ومنجاكم. وجملة: (هُوَ مَوْلَاكُمْ) مستأنفة معللة للأمر بالاعتصام بالله لأن المولى يعتصم به ويرجع إليه لعظيم قدرته وبديع حكمته، والمولى: السيد الذي يراعي صلاح عبده، فرَّع عليه إنشاء الثناء على الله بأنه أحسن مولى وأحسن نصير. أي نعم المدبر لشؤونكم، ونعم الناصر لكم. ونصير: صيغة مبالغة في النصر. أي نعم المولى لكم ونعم النصير لكم. وأما الكافرون فلا يتولاهم تولي العناية ولا ينصرهم. وهذا الإنشاء يتضمن تحقيق حسن ولاية الله تعالى وحسن نصره. وبذلك الاعتبار حسن تفريعه على الأمر بالاعتصام به[33].






        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 22-04-2016, 05:58 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع


          الخاتمة






          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .

          وبعد.. فالحمد لله أولاً وأخيرًا فهو للحمد أهلٌ وللثناء مستحقٌ، سبحانه لا نحصي ثناءً هو كما أثنى على نفسه، وأشكره على أن منحني الجهد والاجتهاد في ما تم تسطيره وكتابته في هذا البحث المسمى (الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع )، وحيث يحسن في الختام أن ألخص ما تم تقريره وهو كالتالي:
          - أن الاعتصام والتمسك بالقرآن المنزل هو صمام أمان من الابتداع في الدين، و بالتمسك استطاع النبي – عليه الصلاة والسلام – أن ينتصر على الباطل وأهله، وينشر دعوته بين الخلائق، ويؤسس جيلًا حمل أعباء هذا المنهج من بعده.
          - تكمن أهمية الاعتصام بالقرآن بأن الله ورسوله دعَوَا إلى التمسك به، وكذلك صحابة رسول الله – عليه الصلاة والسلام – دعوا إلى هذا.
          - أن الاعتصام بالقرآن يبدأ من مرحلة التكوين والنمو للفرد؛ بوحدة التلقي من هذا الوحي الفريد، وأن العمل بهذا الوحي والاعتصام به بعد ذلك ثمرة لهذه المرحلة .
          - الانفتاح على الثقافات الأخرى، والاستقاء منها إلى جانب الوحي كان له الأثر البالغ في انحراف هذه الأمة عن المنهج القويم الذي رسمه لهم رسولهم – عليه الصلاة والسلام – وسار عليه أصحابه من بعده .
          - تبين أن كثيراً من المفاهيم المغلوطة والدخيلة على هذه الأمة متسربةٌّ من الأمم السابقة، فتشربها أقوام فحادوا عن الصراط المستقيم، والقرآن الكريم؛ فظهر ت الأهواء والفرق والبدع والضلالات .



          منقول بتصرف


          الحاشية

          (1) أخرجه البخاري واللفظ له برقم (2508)، ومسلم برقم(2533).

          (2) أخرجه مسلم برقم (389 ) ، عن عبد الله ابن مسعود .

          (3) مقاييس اللغة (4/ 331).

          (4) انظر لسان العرب (12 / 403).

          (5) مدارج السالكين (1 / 460).

          (6) تفسير الطبري 310 (دار هجر) -(7 / 622).

          (7) تفسير البغوي - (5 / 404).

          (8) فتح القدير - (2/4).

          (9) تفسير ابن كثير - (2 / 89).

          (10) انظر: تاج العروس من جواهر القاموس (27 / 334)، (33 / 101)، ومختار الصحاح (1 / 642).

          (11) فتاوى ابن جبرين (6/58)

          (12) مختار الصحاح - (1 / 251) .

          (13) مناهل العرفان - (1 /11) .

          (14) انظر المصدر السابق - (1 / 15) .

          (15) أخرجه أبو داود .برقم - (4609) ، و الترمذى برقم – (2891) ، و ابن ماجه برقم- (48).

          (16) انظر: لسان العرب - (8/6)، تاج العروس من جواهر القاموس - (20/309).

          (17) انظر الاعتصام – للشاطبى- (1/36).

          (18) انظر الاعتصام للشاطبى - (1/37).

          (19) مجموع الفتاوى -(4 / 108)- (4 / 107).

          (20) انظر الاعتصام ـ للشاطبى - (1/48) -(1/49) - (2/306).

          (21) أخرجه البخاري برقم - (2550) .

          (22) أخرجه مسلم برقم – (1718) .

          (23) أخرجه أبو داود.برقم – (4609 )- و الترمذى برقم–(2891 )- و ابن ماجه برقم – (48).

          (24) الاعتصام (1 / 60).

          (25) التفسير للطبري 11/191.

          (26) تفسير المنار - (4/16).

          (27) تفسير القرطبي - (13/355).

          (28) انظر الفوائد- (1/82).

          (29) صحيح مسلم -رقم -7702-

          (30) صحيح مسلم -6488-.

          (31) مدارج السالكين بين- (1 /460).

          (32) تفسير الطبري- (1/315).

          (33) تفسير الطبري - (9/340).






          تعليق


          • #6
            رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع


            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا، موضوع طيب

            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق


            • #7
              رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيراً كثيراً

              أن الاعتصام والتمسك بالقرآن المنزل هو صمام أمان من الابتداع في الدين
              بارك الله فيكم وتقبل منكم جهدكم ..
              ( تقييم )

              تعليق


              • #8
                رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع

                عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك فيكم

                تعليق


                • #9
                  رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع

                  المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة

                  عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيرًا، موضوع طيب
                  جزانا الله وايّاكم، بارك الله فيكم على مروركم الطيب


                  تعليق


                  • #10
                    رد: الاعتصام بالقرآن أمان من الابتداع
                    المشاركة الأصلية بواسطة abd-elrahman مشاهدة المشاركة

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيراً كثيراً



                    بارك الله فيكم وتقبل منكم جهدكم ..
                    ( تقييم )

                    وجزاكم وبارك فيكم
                    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 08-02-2018, 05:46 PM.

                    تعليق


                    • #11

                      المشاركة الأصلية بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله مشاهدة المشاركة

                      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيراً ونفع بكم وبارك فيكم

                      آمين وايّاكم

                      تعليق

                      يعمل...
                      X