إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة





    الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
    إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين وصاحب الخلق العظيم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،

    وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
    أمـــا بعـــد..



    فيا أمة الإسلام، ويا أمة القرآن؛ أين ذهبت أخلاقنــا؟!

    فَأَخْــلاقنــا في أزمــة، وأزمتُنــا هِيَ سُـــوءُ الْأَخْــلَاق
    أخلاقنا في عِلَّةٍ، وكَمْ مِنَ الْعِلَلِ تُدَاويهَا الْأَخْلَاق



    فأين ذهبت أخلاقنا؟!

    أين ذهبت أخلاقنا الحسنة؛ امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى، واقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم؟!

    أين نحن
    من قول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} النحل: 90

    وقوله تعالى:

    {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف: 199

    وقوله تعالى:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات: 6

    فتلك بعضٌ من الآيات القرآنية الدَّالَّة على وجوب التخلق بالأخلاق الحسنة.


    وكذلك فقد أنزل الله سبحانه آيات تنهى عن الأخلاق المذمومة، منها قوله تعالى:


    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ
    بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
    ﴿١١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ
    وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ
    ﴿١٢﴾
    } الحجرات





    ولو لم يكن للخُلُقِ الحسن ومكارم الأخلاق أهمية بالغة في حياة المسلم وسلوكه، بل هو الأساس تأصيلًا؛


    لَمَــا
    زكَّىَ الله تعالى سيد الأولين والآخرين بالخُلق العظيم في قوله جلَّ وعلا:
    { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }

    صلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يارسول الله.


    و لَمَــا قال صلى الله عليه وسلم:

    "إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ" [1]



    و لَمَــا قال صلى الله عليه وسلم:

    "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" [2]


    ولأننا أمة اتباع وليس ابتداع، ولأننا خير أمة أخرجت للناس؛
    حَريٌّ بنا ولِزامًا علينا الخضوع لأوامر الله، واتباع رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
    نقتدي به، ونهتدي بهديه، ونسير على هدي صحابته رضوان الله عليهم.

    أحري بنا أخوة الإيمان والإسلام أن نُهذِّبَ أخلاقنا ونُحسِّنها، وأول من يجب عليه ذلك هم الـدُعـــــاة؛

    لأنَّ الدعوة إلى الله تعالى عنوانها الأخلاق!!


    فالدعوة إلى الله طريقنا، نخطوه بحسن أخلاقنا

    وإلَّا؛ كيف ندعو الناس وأخلاقنا لا تستقيم مع دعوتنا لهم؟!

    كيف نُحفِّزَهُم للعمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وخَـالِــقِ النَّــاسَ بِخُـلُـــقٍ حَـسَــــنْ"، و أخْلاقُنا عكس ذلك؟!!

    لذا فإنَّ أول خطوة لصلاح أحوال الأمة يجب أن تكون بالدعوة الخالصة إلى الله تعالى، على يدِ دُعَاة يعرفون هذه القيمة وقدرها تمام المعرفة.

    فيجب على كل داعية البدء بتهذيب أخلاقه أولا، ثم دعوة الناس بأفعاله الظاهرة ثانيًا،
    وأخيرًا بقوله لهم وتبليغهم ما أمر الله تعالى به، وما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم به.

    فكم سمعنا وقرأنا عن سلفنا الصالح الذين أثَّروا في غير المسلمين بتصرفاتهم وأفعالهم المُبيّنه تمامًا لحسن الأخلاق،
    فدخل كثير من الناس الإسلام طواعية وحبًا في هذه الأخلاق واقتناعا بأنها مرتبطة فقط بالإسلام والمسلمين.


    و من هنا، من هذا القسم الطيب العطر بأخلاق الإسلام، والذي نزداد ونتزود منه بالخيرات،

    من هنا.. من قسم زاد الداعية.. هذه دعوة إلى الجميع وإلى كل داعية..


    هَيـَّــــا بِـنـَــا نُرَسِّخ في نفوسنا قواعد العمل الدعوي بأهم قاعدة، ألا وهي التخلق بالأخلاق الحسنة.



    فكلنا دعاة إلى الله تعالى، كما قال ربنا تبارك وتعالى:

    {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ} آل عمران: 110


    وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:


    "بلِّغوا عنِّي ولو آيةً" [3]



    هَيـَّــــا بِـنـَــا نُخَطِّط معًا تخْطِيطًا إيمانيًا يتضمَّن كيفيَّة تعلُّم ومعرِفَة الأخْلَاقِ الحَسَنَة، شَامِلَةً ومُتكَامِلةً؛
    لنصِلَ جميعا بأمر الله تعالى إلى هذه الغاية السامية:


    العــــودة إلى أخــلاقنـــا الإســلاميـــة






    فلنبدأ بعون الله المستعان، ونستعين به سبحانه على ذلك؛ لنتعرف أولا على هذه الأخلاق، وكأننا نقرأ عنها من جديد!!
    نتعلمها جيدا، ونُطبقها على أنفسنا، ثم نُعلِّمها للناس بقدر ما نستطيع.

    لكن جمع أنواع الأخلاق الإسلامية والحديث عنها في موضوع واحد ليس بيسير، والأمر سيطول بنا؛
    إنما أسلوب التعرف والمعرفة سيوفقنا الله له بفتحٍ من عنده، وبحوله وقوته ومشيئته وقُدرته، الذي يُيسِّر بفضله طريق العلم لِمَن طَلَبَهُ..



    ولأنَّــه مَنْ أرَادَ العِلَمَ فَلْيَتعَلَّمْ؛ فَدَعُونِي أعْرِضُ عَليْكُمُ الْخُطُوط الْعَرِيضَة لأسْلُوبِ الحَدِيثِ عَنِ الْأَخْلَاقِ الإسْلَامِيَةِ، وحَصْرِ أنْوَاعِهَا:



    أولًا: عرض بعض الكتب التي شملت الحديث عن الأخلاق الإسلامية؛ لنقرأها ونستفيد منها بأمر الله تعالى،
    تجدونها مُجمَّعة للتحميل بصيغة الوورد في هذا الموضوع:
    دعوة للتزود والتعرف على أخلاقنا الإسلامية





    ثانيا: ما سأنقله لحضراتكم بأمر الله تعالى من بعض المراجع، وذلك بتصرف شديد؛
    لتحصيل أكبر قدر من الفائدة في عناوين رئيسية وشرح يسير؛ نستجمع منها الخطوط العامة إن شاء الله.






    وأبدأ مع حضراتكم بعرض الخطوط الرئيسية للمعرفة، مُفهرسَةً كالآتي، في المشاركات القادمة بإذن الله:


    تبدأ أولا: بمقدمة وتمهيد،
    ثم بداية الحديث عن سوء الخلق، من حيث:

    التعريف بسوء الخلق
    ________________________


    علاج سوء الخلق

    ______________________

    1- حسن الخلق وفضائله
    2- أسباب اكتساب حسن الخلق



    ثانيا: عرض شامل للأخلاق الإسلامية، يبدأ:
    بـــ مقدمات في الأخلاق الإسلامية،
    ..
    ثم تصنيف الأخلاق بأنواعها إلى:

    ____________________________________

    1- الأخلاق المحمودة؛ للتخلق بها.
    2- الأخلاق المذمومة؛ للابتعاد عنها.




    وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى، ورزقنا وإياكم التخلق بالأخلاق الإسلامية،
    ووهبنا ورزقنا وإياكم علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وعملًا صالحًا متقبلًا،
    ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول وفي العمل.






    _________________________________________________

    [1] صححه الإمام ابن باز في: مجموع فتاوى ابن باز-الصفحة أو الرقم: 215/2
    [2] صححه الإمام الألباني في: السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 45
    [3] صححه الإمام ابن تيمية في: مجموع الفتاوى-الصفحة أو الرقم: 30/205
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد خالد المصرى; الساعة 23-01-2016, 05:20 AM.
    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: ذهبت أخلاقنــا !! هل لها من عــودة ؟!! ، فحسن الخلـق هو الـدَّعــوة

    جزاكم الله خيرًا

    موضوع طيب

    نتابع معكم بإذن الله

    تعليق


    • #3
      رد: ذهبت أخلاقنــا !! هل لها من عــودة ؟!! ، فحسن الخلـق هو الـدَّعــوة

      المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
      جزاكم الله خيرًا

      موضوع طيب

      نتابع معكم بإذن الله
      بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: ذهبت أخلاقنــا !! هل لها من عــودة ؟!! ، فحسن الخلـق هو الـدَّعــوة


        بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
        وبعــد..

        فقبل الحديث عن حسن الخلق؛
        يجب أن نعلم جيدًا أنَّ حسن الخلق عِبادة من أجَلِّ العِبادات، كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، فقال:
        سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ: " تَقْــوَى اللَّهِ وَحُسْــنُ الْخُـلُـــــقِ " ،
        وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ: " الْـفَـــمُ وَالْـفَـــــرْجُ ". [1]

        كما يجب أن نعلم أيضًا أنَّ كمال الإيمان بحسن الخلق. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
        " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا " [2]

        وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
        " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لِيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ " [3]

        وقال صلى الله عليه وسلم:
        " مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ " [4]







        فـــائــــدة هـــامــــــة:



        من كلام الشيخ بن العثيمين رحمه الله،
        مِنْ كَمَالِ الدِّينِ كَمَالُ الْخُلُق؛ كما صَحَّ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا

        وعلى هـــذا؛ فكُلُّ مَنْ كَانَ ناقِصُ الخُلُقَ فهو ناقِصٌ للدِّين, فكمَالُ الدِّين بكَمَالِ الخُلُق,
        ولذلك فإنَّ تأثِيرَ كَامِلُ الخُلُق على غَيرهِ مِنْ جَلْبِهِ إلى الإسلام وإلى الدِّين أكبر من تأثير ذِي الدّيانةِ السيئ الخُلُق,
        فإذا وُفِقَ مَنْ كان قويًا في العبادة إلى كمالِ الخُلُق كان ذلك أحْسَنَ وأكْمَلَ.


        ومن كلامه أيضًا رحمه الله-تعليقًا على نفس الحديث الشريف-:
        ينبغي أن يكون هذا الحديث دائمًا نُصْبَ عين المؤمن, لأنَّ الإنسان إذا علِمَ بأنَّه لن يكون كامل الإيمان إلَّا إذا أحْسَنَ خُلُقَهُ؛
        كان ذلك دافعاً له على التَّخَلُقِ بمكارم الأخلاق ومَعَالِي الصِفات وتركِ سَفَاسِفهَا وردِيئهَا.
        أ.هـ






        وهكذا نرى بوضوح تام أنَّ شأن الأخلاق عظيم، ومنزلتها عالية في الدِّين؛ فالدِّين هو الخلق،
        وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، وأحسنهم أخلاقا أقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة مجلِسا.



        ولأنَّ نصوص الشرع في الحديث عن الأخلاق؛

        حَثَّـتْ ، و حَضَّـتْ ، و رَغَّبَـتْ في محاسن الأخلاق،
        و حَـذَّرَتْ ، و نَفَّـرَتْ ، و رَهَّبَـتْ مِن مساوئ الأخلاق.

        لـــذا؛ فـــ قبل الحديث أيضًا عن حسن الخلق؛ يجب أن نتعرف أولًا على سوء الخلق وأسبابه وكيفية علاجه؛
        لأن سوء الخلق -كما نراه جميعًا- شاعت مظاهره في صفوف الكثير من المسلمين، فأصَبحَ مَرَضًا مُتفَشِّيًا بينهم، وصَارَ دَاءً عُضَالًا يحتاج إلى الدَّوَاء!

        ولذلك رأيت -بتوفيقٍ من الله- أن أبدأ الحديث عن سوء الخلق من حيث: تعريفه، وذمّه، والوقوف على مظاهره، وأسبابه التي تبعثه وتُحركه؛
        فكما هو معلوم للجميع أنَّ تشخيص الداء مفيد في وصف الدواء؛
        فتعالوا بنا نتعرف معًا على أشدِّ الأدواء خطورة في مجتمعاتنا الإسلامية:



        التـعــريف بـســوء الـخـــلق


        الْخُلُقُ: هو السجيةُ والطبع، وهو كما يقول أهل العلم: صورةُ الإنسان الباطنة؛
        لأنَّ الإنسان صورتين:

        صورة ظاهرة: وهي شكلُ خِلْقَتِهِ التي جعل الله البَدَنَ عليه, وهذه الصورة الظاهرة؛ منها جميل حسن, ومنها ما هو قبيح سيئ, ومنها ما بين ذلك.
        ________________
        وصورة باطنة: وهي حالٌ للنَّفْسِ راسِخَةٌ تصْدُرُ عنهَا الأفعال؛ مِنْ خيرٍ أو شرٍّ, من غير حاجةِ إلى فِكْرٍ ورَوِيَّة.
        ________________
        وهذه الصورة أيضاً منها ما هو حسن، ومنها ما هو قبيح, وهذا ما يُعبَّرُ عنهُ بالخُلُق.

        فالخُلُقُ إذَنْ: هُوَ الصُورَةُ البَاطِنَةُ الَّتِي طُبِعَ الإنْسَانُ عَلَيْهَا.

        و السُوُءُ: مأخوذ من الفعل: ساءَ ، يسوءُ ، سوءا. ومعنى السوء: القبُحُ، وهو ضِدّ الحسن ونقيضُه.

        قال ابن فارس:
        [ولذلك سُمِّيَت السيئة سيئة، وسُمِّيَت النَّار سُوأى، لِقُبْحِ منظرها].
        قال الله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى} الروم: 10. [5]


        فسوء الخلق هو قبحه، ومساوئ الأخلاق: مُنكراتها، وقبائحها.


        ومما يمكن أن يعرف به سوء الخلق أنه:
        1- بذل القبيح، وكف الجميل.
        2- أو أنه:التَّحَلِّي بالرذائل، والتَّخَلِّي من الفضائل.






        وسوء الخلق عمل مرذول، ومسلك دنيء، يمقُتُهُ الله عزَّ وجل ويبغضُه الرسول صلى الله عليه وسلم.

        بل إنَّ الناس على اختلاف مشاربهم يبغضون سوء الخلق، ويَنفُرون من أهله؛ لأنَّهُ يُنَفِّرَ الناس، ويُفَرِّقَ الجماعات، ويَصُدَّ عن الخير، ويْصرِفَ
        عن الهُدَى،
        ثم إنَّهُ مَجْلَبَةً للهمِّ والغمِّ، ومَدعَاةً للكَدَرِ وضيقِ الصدر، سواءً لأهله أو لمن يتعامل معهم.

        فَمـَـــــا أضيقَ عَيْشَ مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ ، ومـَــــا أشَدَّ بَلاءَ مَنْ ابْتُلِيَ بِسَيِّئِ الْخُلُق.


        قال النبي عليه الصلاة والسلام:

        "وإنَّ مِن أبغضَكِم إليَّ وأبعدَكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفيهِقونَ" [6]








        ومن كلام الإمام الماوردي رحمه الله:

        قال الأحنف بن قيس: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَدْوَأِ الدَّاءِ؟ قَالُوا بَلَى. قَالَ الْخُلُقُ الدَّنِيُّ وَاللِّسَانُ الْبَذِيُّ.

        وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ ضَاقَ رِزْقُهُ.

        وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: الْحَسَنُ الْخُلُقِ مَنْ نَفْسُهُ فِي رَاحَةٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي سَلَامَةٍ.
        وَالسَّيِّئُ الْخُلُقِ؛ النَّاسُ مِنْهُ فِي بَلَاءٍ، وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي عَنَاءٍ.

        وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: عَاشِرْ أَهْلَك بِأَحْسَنِ أَخْلَاقِك فَإِنَّ الثَّوَاءَ
        (1) فِيهِمْ قَلِيلٌ.

        وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
        إذَا لَمْ تَتَّسِعْ أَخْلَاقُ قَوْمٍ ... تَضِيقُ بِهِمْ فَسِيحَاتُ الْبِلَادِ
        إذَا مَا الْمَرْءُ لَمْ يُخْلَقُ لَبِيبًا ... فَلَيْسَ اللُّبُّ عَنْ قِدَمِ الْوِلَادِ

        فَإِذَا حَسُنَتْ أَخْلَاقُ الْإِنْسَانِ كَثُرَ مُصَافُوهُ، وَقَلَّ مُعَادُوهُ، فَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الصِّعَابُ، وَلَانَتْ لَهُ الْقُلُوبُ الْغِضَابُ.

        وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «
        حُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجُوَارِ يُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ». [7]


        وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مِنْ سَعَةِ الْأَخْلَاقِ كُنُوزُ الْأَرْزَاقِ. أ.هـ







        إنَّ سوء الخُلُق من أسباب دمار الأمم، وانهيار الحضارات، وصدق شوقي إذ يقول:

        وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم ... فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــًا وَعَـــــويــــلا
        [8]


        هذا وسيتبين ذم سوء الخلق بصورة أجلى عند الحديث عن مظاهره كما سيأتي فيما بعد.
        فتابعوا معي بأمر الله...



        ______________________________________
        المراجع:
        -----------
        سُـــــوءُ الخُــلُــــــق، للدكتور محمد الحمد/ترجمة الشيخ: هنــــا
        مكارم الأخلاق، للشيخ ابن العثيمين رحمه الله.
        أدب الدنيا والدين،للإمام الماوردي رحمه الله.

        -------------------------------------------
        المعاني:
        ----------
        (1) الثواء: ثَواء: ( اسم ) ، مصدر ثوَى بـ / ثوَى في ، ثوى أي: أقام واستقرّ

        -------------------------------------------------------

        [1] رواه الإمام الترمذي، وقال: صحيح غريب-الصفحة أو الرقم: 2004
        [2] رواه الإمام الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ-الصفحة أو الرقم: 1162
        [3] رواه الإمام البوصيري (أ) في: إتحاف الخيرة المهرة، وقال: رواته ثقات-الصفحة أو الرقم: 6/19 ،
        .........ورواه الإمام الهيثمي في: مجمع الزوائد، بلفظ: إنَّ أكملَ النَّاسِ إيمانًا... إلى آخر الحديث، وقال: رجاله ثقات-الصفحة أو الرقم: 1/63
        [4] صححه الإمام الألباني في: صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2003
        [5] معجم مقاييس اللغة لابن فارس.
        [6] متن الحديث: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
        «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ»،
        قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ؛ فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟
        قَالَ: «المُتَكَبِّرُونَ»
        رواه الإمام الترمذي في سننه: بَاب مَا جَاءَ فِي مَعَالِي الْأَخْلَاقِ - رقم: 2018 ، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وصححه الإمام الألباني في: صحيح الترمذي.

        قال الإمام المباركفورى في: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:
        ================================================== ==================

        الثَّرْثَارُ: هُوَ الكَثِيرُ الكَلَامِ، وَالمُتَشَدِّقُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الكَلَامِ وَيَبْذُو عَلَيْهِمْ،
        والثرثارون هم الذي يُكْثِرُونَ الْكَلَامَ تَكَلُّفًا وَخُرُوجًا عَنِ الْحَقِّ، وَالثَّرْثَرَةُ كَثْرَةُ الْكَلَامِ وَتَرْدِيدُهُ،
        (وَالْمُتَشَدِّقُونَ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ الْمُتَشَدِّقُونَ هُمُ الْمُتَوَسِّعُونَ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ احتياط واحتراز،
        وقيل أراد بالمتشدق المستهزىء بِالنَّاسِ يَلْوِي شَدْقَهُ بِهِمْ وَعَلَيْهِمُ، وَالشَّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ.
        (وَالْمُتَفَيْهِقُونَ) هُمُ الَّذِينَ يَتَوَسَّعُونَ فِي الْكَلَامِ وَيَفْتَحُونَ بِهِ أَفْوَاهَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَهْقِ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ وَالِاتِّسَاعُ كَذَا فِي النِّهَايَةِ
        قِيلَ وَهَذَا مِنَ الْكِبْرِ وَالرُّعُونَةِ.
        وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي الترغيب: الثرثار بثائين مثلثين مَفْتُوحَتَيْنِ؛ هُوَ الْكَثِيرُ الْكَلَامِ تَكَلُّفًا، وَالْمُتَشَدِّقُ هُوَ المتكلم بملىء شَدْقِهِ تَفَاصُحًا وَتَعْظِيمًا لِكَلَامِهِ،
        وَالْمُتَفَيْهِقُ أَصْلُهُ مِنَ الْفَهْقِ وَهُوَ الِامْتِلَاءُ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمُتَشَدِّقِ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي يَمْلَأُ فَمَهُ بِالْكَلَامِ وَيَتَوَسَّعُ فِيهِ إِظْهَارًا لِفَصَاحَتِهِ وَفَضْلِهِ وَاسْتِعْلَاءً عَلَى غَيْرِهِ،
        وَلِهَذَا فَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُتَكَبِّرِ. انْتَهَى
        [7] متن الحديث: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا:............
        "إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ"
        .مسند الإمام أحمد، رقم: 24694 ، وصححه الإمام الوادعي في: الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 1656
        [8] من قصيدة: قم للمعلم، للشاعر أحمد شوقي رحمه الله.

        __________________________________________________ ________

        (أ) ترجمة الإمام البوصيري رحمه الله -من موقع الدرر السنية-، هو المُحَدِّث:
        أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري المصري، أبو العباس، شهاب الدين، من حفاظ الحديث، (ت 840هـ).
        قال الحافظ ابن حجر: كتب عنِّي واسْتمْلَىَ عَلَيَّ، وله تخاريج وفوائد.
        وقال السخاوي: كان كثير السكون والتلاوة والعبادة والانجماع عن الناس والإقبال على النسخ والاشتغال.
        وقال السيوطي: من حُفَّاظِ الحديث.
        وللتفريق والتوضيح؛ فهناك تشابه في الاسم بينه وبين الشيخ البوصيري من مشايخ الطرق الصوفية،
        واسمه: محمد بن سعيد بن حمّاد الصنهاجي ، ولد سنة 608هـ ، وتوفي سنة 696 هـ.
        وقد تتلمذ على يد الشيخ أبو العباس المرسي، أحد أعلام الصوفية وأبرزهم في سلسلة الطريقة الشاذلية،
        واشتهر الشيخ البوصيري بقصيدته (البُرْدَة)، المشتملة على غُلُوٍّ كبير، وصَلَ في بعض الأحيان إلى الشِرْكِ عياذا بالله!!.
        ذكر ذلك علماء أهل السنة والجماعة ممن نقدوا قصيدة البردة.
        وللفائدة.. راجع
        بيان ما فيها من كفر في هذه الفتــوى: هنــــــا
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد خالد المصرى; الساعة 15-01-2016, 01:30 AM.
        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

        تعليق


        • #5
          رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

          جزاكم الله خيرا والدنا الفاضل
          متابعون معكم بامر الله

          اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

          تعليق


          • #6
            رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

            المشاركة الأصلية بواسطة راجية حب الرحمن مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيرا والدنا الفاضل
            متابعون معكم بامر الله
            بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
            إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
            والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
            يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

            الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

            تعليق


            • #7
              رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

              جزاكم الله كل خير ومتابعين معكم ان شاء الله

              تعليق


              • #8
                رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                المشاركة الأصلية بواسطة ابو زهير مشاهدة المشاركة
                جزاكم الله كل خير ومتابعين معكم ان شاء الله
                بارك الله فيك ياولدي الفاضل وجزاك خير الجزاء
                إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                تعليق


                • #9
                  رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
                  وبعــد..

                  فمازلنا معًا أيها الكرام الأفاضل نتحدث عن سوء الأخلاق ورذائلها، وتأثيرها الضَّار على مجتمعات الأمة الإسلامية؛
                  ولنقف قليلًا عند تأثيرها على الدَّعوة إلى الله؛ فإنَّ سوء خُلُق الدَّاعية ضرره عظيم على الدعوة؛ لأنَّ الناس ينفرون من سيِّءِ الخُلُق، سيء التعامل،
                  ويرفضون نُصحَهُ، ويقولون: ينصح نفسه أولا ،
                  ويُقبلون على حَسَنِ الخُلُق حَسَنِ التعَامُل، ويَقبَلون منه نُصحه ويستمعون إلى قوله.

                  فمن ساء خلُقُه عطَّل سبيل الدعوة، وجعل الناس يُسيئون الظنَّ بأهل الالتزام، وأنهم لا يُحسِنون التعامل مع الناس ويُنفِّرونَهُم.
                  كما يعود سوء الخلق بالعاقبة السيئة عند التعامل مع غير المسلمين، لأنَّه يُنفِّرهُم من الدِّين وأهله .

                  فهل يليق بالمسلم المؤمن إذا دعا إلى الله أن يكون حاله وفِعَاله سببًا في صدِّ الناس عن سبيل الله، أو تنفيرهم من الدين وأهله؟!!

                  وكما هو مُتدَاوَلٌ وشَائِعٌ بين الناس، قول: الدِّين المُعامَلة، وهو مَثلٌ من الأمثال يُبين عظمة الأخلاق في الإسلام؛
                  فالمسلم بأخلاقه يمكن أن يكون داعية للإسلام دون أن يتكلم بكلمة، والناس أسرع تأثرًا بالأفعال منهم بالأقوال.

                  وباب المعاملات الإنسانية كبير، بل إن حياتنا في الدنيا كلها معاملات؛ تشمل الصنفان من الخُلُق؛ المحمود والمذموم، أو الحسن والسيء؛
                  فالخُلُق الحسن له مظاهره المُتعدِّدة، وسوء الخُلُق أيضًا يأخذ مظاهر عديدة، وصُورًا شتَّى،
                  أبدأ أولا بعرضٍ لأمثلةِ بعض المظاهر التي قد تعتري بعض الدعاة، ثم عرضٍ لبعض الأمثلة الأخرى من:

                  مظــاهــر ســوء الخـلـــق




                  الغلظة والفظاظة
                  _____________________

                  مِنَ الناس مَنْ هو فظٌّ غليظٌّ، ولا يتكلَّم إلا بالعبارات النابية، التي تحمل في طياتها الخشونة والشدة، والغلظة والقسوة.
                  وذلك كله مدعاة للفرقة والعداوة، ونزغ الشيطان، وعدم قبول الحق.
                  الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو المعصوم- يقول الله له:
                  {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران: 159
                  فـكـيــــف بـغـيــــــره ، وخــاصــــةً الــدُّعَـــــاة؟!

                  أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم،
                  من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبًا لعباد الله لدِينِ الله!.




                  عبوس الوجه وتقطيب الجبين
                  _______________________________________

                  ومِنَ الناس من تراه عَابِس الوجه، مُقَطَّب الجبين، لا يعرف التبسُّم واللَبَاقة، ولا يُوفَق للبِشرِ والطَلاقَة.
                  بل إنه ينظر إلى الناس شَزَرًا، ويَرمُقهُم غيظًا وحَنَقًا، لا لذنب ارتكبوه، ولا لخطأ فعلوه، وإنَّما هكذا يوحِي إليه طبعه، وتدعوه إليه نفسه.
                  وهذا الخُلُق مُركَّبٌ من الكِبْر؛ فإنَّ قِلَّة البشاشة استهانة بالناس، والاستهانة بالناس تكون من الإعجاب والكِبر.

                  وقلة التبسُّم -وخاصة عند لقاء الإخوان- تكون من غِلَظِ الطبع، وهذا الخُلُق مُستقبَح؛
                  فالعبوس وما يستتبعه من كآبة واضطراب نفس دليل على صِغَرِ النَّفس. أما النفوس الكبيرة فيكتنفها جو السكينة، والطمأنينة.

                  قيل لحكيم: من أضيق الناس طريقا، وأقلهم صديقا؟
                  قال: من عاشر الناس بعبوس وجه، واستطال عليهم بنفسه.




                  سرعة الغضب
                  __________________

                  وهذا مَسلكٌ مَذمومٌ في الشرع والعقل، وهو سببٌ لحدوثِ أمورٍ لا تُحمَدُ عُقْبَاهَا؛ فكمال قوة العبد أن يمتنع من أن تؤثر فيه قوة الغضب،
                  فخير الناس من كانت شهوته وهواه تبعًا لما جاء بالشرع، وشرّ الناس من كان صريع شهوته وغضبه.

                  ولا يستقيم الغضب مع الداعية أبدًا، في حياته ودعوته؛ إلا إذا كان غضبه ومدافعته في نصر الحق على الباطل.
                  فالغضب ينافي الحكمة، والحزم، والمروءة، والاعتدال.
                  ومن وُفِقَ لترك الغضب أفلح وأنجح، وإلا فلن يصفو له عيش، ولن يهدأ له بال، ولن يرتقي في كمال.




                  المبالغة في اللوم والتوبيخ
                  _____________________________________

                  وهذا يقع كثيرا ممن لهم سلطة وتمكن، كالرئيس، والمدير، والمعلم، والكفيل، والوالد ونحوهم.

                  ولا شك أن الدَّاعية في دعوته للناس له سلطة أيضًا؛ لكنها معنوية، وليست مُباشرة أو مُلزِمة كأمثال هؤلاء،
                  فالمتلقي أو المدعو قد يشعر بداخله بسلطة الداعية عليه إذا نصحه لله؛ بنفسٍ راضيةٍ وقبول تام في حال تلقّيه الكلام المعتدل؛
                  إذا أخطأ أو أفصح عن خطأه في شيء ما..
                  لكن بعض الدعاة يزيد ويُبالغ في اللوم والتوبيخ بمجرد رؤيته أومعرفته لهذا الخطأ!!.

                  هذا الصنيع تكرهه النفوس، وتنفر منه القلوب؛ فالناس يكرهون من يبالغ في التأنيب دون تَرَوٍّ أو تُؤَدَة؛ ومثل هذا الخُلُق يُنفِّر المُتلقي من الداعية،
                  فيُصاب بخيبة أمل قد تدعوه إلى ترك الطاعات والرجوع إلى المعاصي، أو الحكم على جميع الدعاة بأنهم غِلاظ القلوب، فلا يستمع لأحد بعدها،
                  وأكثر الناس لا يتحمل أدنى عتب أو لوم، كما أنَّ الذي يلوم الناس ويُبالِغ؛ لا يَقبَلُ أن يُوجَّه إليه لَوْم؛ إذا استَحَقَّ ذلك!!.



                  الْـكِـبْــــــــــــر
                  _______________

                  الكبر بطر الحق، وغمط الناس؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [1]

                  فبطَرُ الحق أي: رفْضُ الحقِّ والبعدُ عنهُ وإنكَارهُ وعدم قبوله، وغمط الناس أي: احتِقارهُم.

                  فالكِبرُ والتكبُّرُ والتعاظُمُ على النَّاسِ مِن الصِّفاتِ التي تدُلُّ على فسادِ القُلوبِ،
                  والكبر خصلة ممقوتة في الشرع،
                  والمُتكَبّر ممقوت عند الله، وعند خلق الله.


                  ولعلَّ بعض الدعاة يُصاب بهذه الخصلة، خاصة إذا وصل إلى درجة من العلم تجعله يثق في نفسه أكثر من اللازم،
                  فيبلغ درجة الغرور ثم الكبر والتعالي على الآخرين، فلا يرى لأحد قدرا، ولا يقبل من أحد أن يساويه أو يشابهه.

                  فالتواضع والتسليم لحول الله وقوته يُزيدان العبد من نور العلم والفهم،
                  أما الغرور الذي يصاحبه كبر يقف بصاحبه عند نقطة نهاية علمه وانحصار معرفته، ثم ظنَّه الواهم بأنه أعلم الناس؛ فينظر لغيرة بدنوٍ واحتقار!!



                  عدم قبول الأعذار
                  __________________________

                  العاقلُ مَنْ يقبل اعتذار أخيه؛ على جُرم مضى أو تقصير سبق، ويعتبره لم يُذنب.

                  قال ابن المبارك رحمه الله:
                  "المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم، وقال بعضهم:
                  اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً ... إِن برَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
                  فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ ... وَقَد أَجَلَّكَ
                  (2) مَن يَعصيكَ مُستَتِرا" [3]

                  فقبول الأعذار من صفات الكرام، حتى ولو كان المعتذر كاذبا.

                  قال ابن حبان رحمه الله:
                  "ولا يخلو المعتذر في اعتذاره من أحد رجلين: إما أن يكون صادقا في اعتذاره أو كاذبا،
                  فإن كان صادقا فقد استحق العفو؛ لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات، ولا يستر الزلات.
                  وإن كان كاذبا فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب، وريبته، وخضوع الاعتذار وذلته أن لا يعاقبه على الذنب السالف،
                  بل يشكر له الإحسان المحدث، الذي جاء به في اعتذاره، وليس يعيب المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه
                  " [4].

                  سبحان الله!!
                  رحم الله الإمام ابن حبان.. تأملوا كلامه:
                  وليس يعيب المعتذر إن ذلَّ وخضع في اعتذاره إلى أخيه

                  بالله عليك أيها الداعية!!
                  كيف لاتقبل عذر أخيك المُتذلِّل أدبًا ورجاءً في عفو الله، وخضع لك حُبًا في مودتك والقرب منك؟!!

                  أنسيت قوله تعالى:
                  {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} المائدة: 54

                  و أَذِلَّةٍ جمع ذليل، ولعلك تعرف المعنى، أي: من تذلل إذا تواضع وحنا على غيره،
                  وليس المراد بكونهم أذلة أنهم مُهانون، بل المراد المبالغة في وصفهم بالرفق ولين الجانب للمؤمنين.


                  ومن أولى بالمسلين لينا ورفقا وترفُقًا إلَّا الدُّعاةَ المُتخَلِّقين بأخلاق الإسلام؛ كما أمر ربنا تبارك وتعالى؟!!




                  التهَاجُر والتدَابُر
                  _____________________

                  يحدث كثيرا بين المسلمين عند اختلافٍ يسيرٍ لا يترتب عليه فسادٌ في الدين؛ أن يهجر الأخ أخاه، ويعطيه ظهره، ويقطع أواصر المحبة والرحمة والأخوة.
                  قال عليه الصلاة والسلام:
                  "لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ" [5].

                  وإذا كان هذا الأمر مرفوضًا بين عامة الناس؛ فإنَّ المصيبة تعظُم إذا وقع بين أهل العلم والفضل والعبادة، فذلك هو الدَّاء الأشدّ.
                  فمما يُدمي الفؤاد، ويدُلّ على استحكام الغفلة، أن تجد اثنين من أهل العلم والدعوة متهاجرين متقاطعين،
                  لا يُكلِّم أحدهما الآخر، ولا يُسلِّم عليه بلا سبب يُذكر، أو بسبب يسير جدا!.

                  إنَّ ما يقع بين بعض طلبة العلم من تدابر، وتقاطع، ونُفرة بسبب حسد، أو اختلاف في رأي لا يُوجِب اختلاف القلوب؛
                  مما يسبب الفرقة وشيوع العداوة والبغضاء، وتألب بعضهم على بعض؛ مما يجعلهم يفشلون، وتذهب ريحهم، ويصبحون شماتة للأعداء،
                  فيصطلي بنار تلك الفرقة أهل الخير، والحريصون على جمع الكلمة، ويُسَّر بذلك إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن،
                  الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
                  فبدلا من أن يجمعوا أمرهم، ويلموا شعثهم، تجدهم شذر مذر (6) والله المستعان.
                  فكيف إذًا يُصلحون الناس وهم لم يُصلِحوا ذات بينهم؟!

                  ولله در القائل:
                  يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ ... مَا يُصْلِحُ الْمِلْحَ إِذَا الْمِلْحُ فَسَدْ؟




                  قلة المراعاة لأدب المحادثة
                  _____________________________________

                  للمحادثة آداب يجب مراعاتها والتحلِّي بها؛ والتقصير فيها يُعَدُّ من سوء الخلق.
                  فمقاطعة المتحدث، والاستخفاف بحديثه، وترك الإصغاء إليه، والمبادرة إلى تخطئته أو تكذيبه، ورفع اليدين في وجهه، والقيام عنه قبل أن يكمل حديثه؛
                  كل ذلك يتنافى مع آداب المحادثة.
                  كما أنَّ حب الاستئثار بالحديث، وكثرة امتداح النفس، وقلة المراعاة لمشاعر الآخرين، ومواجهتهم بما يكرهون، والحديث بما لا يناسب المقام والحال،
                  ورفع الصوت بلا داع، والغلظة في الخطاب، والشدة في العتاب؛ كل ذلك يخالف آداب المحادثة.

                  وما أشدّ حزني حينما أرى ذلك من أئمة وخطباء لا يُراعون آداب المحادثة، ويفعلون مثل هذه المساوئ!
                  إنَّهم من الدعاة؛ لكنهم لا يُراعون آداب المحادثة بأي حال!!

                  فكيف يُسمَعُ لكلامهم، وكيف يَلتفُّ الناس حولهم، وكيف ترقى وتنهض الأمة بأمثالهم؟!!




                  سوء التعامل مع الوالدين
                  _____________________________________

                  وهذا الأمر يأخذ صورًا كثيرة، فمن ذلك نهرهما، وزجرهما، ورفع الصوت عليهما، والتأفف والتضجر من أوامرهما.. إلخ؛
                  فتجد بعض الدعاة المُغترين بعلمِهم يُسيئون التعامل مع والديهما؛ بوصفهما بالجهل، والحُمق، والغباء؛
                  خاصَّة إذا جهِلا حُكمًا شرعيًا، أو إذا وقعا في خطأٍ شرعي بعد معرفتهما به!
                  في حين أن مساعدته لهما فرضٌ واجبٌ؛ خوفًا عليهما، وبِرَّاً بهما، وتدريبًا له على دعوة الناس بحكمة وموعظة،
                  كما أمر ربنا تبارك وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، في قوله:
                  {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} النحل - الآية 125







                  الكرام الأفاضل.. أعزَّكم الله

                  ماسبق عرضه كان لمحات سريعة لبعض مظاهر سوء الخلق، بدأت بها لتسليط الضوء على ما قد يشوبُ بعضَ الدعاة بشيء منها،
                  وتلك المظاهر وغيرها تشوب كثيرًا من الناس، إلَّا من رحم ربي، فمنها مثلًا:

                  سوء المعاملة والتقصير في حقوق الآخرين والسخرية بهم، وسوء الأدب مع الجيران، والتنابز بالألقاب، والغيبة والنميمة،
                  والتجسس ومقابلة الناس بوجهين، وإساءة الظن، وإفشاء الأسرار، والحسد والحقد، وقلة الحياء، والبخل... إلخ

                  فتلك بعض المظاهر لسوء الأخلاق، والحديث عنها وغيرها سيأتي تفصيلًا في آخر الكلام بأمر الله..

                  وقانا الله وإياكم كل شر وسوء، وباعدنا وإياكم عن سوء الخلق، ورزقنا وإياكم بحسن الأخلاق والعمل الصالح

                  _________________________________
                  المراجع:
                  سوء الخلق، للدكتور محمد الحمد.
                  موقع الإسلام سؤال وجواب.
                  تفسير الإمام السعدي رحمه الله.
                  تفسير الوسيط للشيخ سيد طنطاوي.
                  --------------------------------------
                  [1] متن الحديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
                  "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً،
                  قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ "
                  رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه-رقم: 91
                  (2) أَجَلَّ الرَّجُلُ: عَظُمَ وَقَوِيَ

                  [3] أدب العشرة وذكر الصحبة والأخوة، لبدر الدين الغزي.
                  [4] روضة العقلاء، ص 184،185.
                  [5] رواه الإمام البخاري في: صحيحه-الصفحة أو الرقم: 6065
                  (6) شَذَرَ مَذَرَ : تركيب يفيد التفرُّق والتشتُّت ، ولا يُقال في الإقبال ، ذهَب القَومُ شَذَرَ مَذَرَ : ذهبوا مذاهب شتَّى

                  إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                  والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                  يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                  الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم
                    بالفعل نحتاج لعودة اخلاقنا من جديد
                    خاصة في زمن الغربة


                    تعليق


                    • #11
                      رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                      جزاكم الله خيرا
                      والله ربما يعول على حسن الخلق فى الدعوة عن كثرة العلم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                        المشاركة الأصلية بواسطة منى صفوة مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا
                        والله ربما يعول على حسن الخلق فى الدعوة عن كثرة العلم
                        وجزاكم الله خير الجزاء
                        أحسنتم القول يا ابنتي الفاضلة، أعزَّكم الله

                        فكثرة العلم لاقيمة لها إلا بتقوى الله والافتقار إليه وحسن الخلق،
                        ولله در القائل:
                        لو كَانَ لِلعلِمِ مِنْ دونِ التُّقَى شَرَفٌ ... لكَانَ أشْرَفَ خَلْقِ الله إبْلِيسُ
                        والقائل:
                        الْعِلْمُ كَالْغَيْثِ وَالأَخْلاَقُ تُرْبَتُهُ ... إِنْ تَفْسُدِ الأَرْضُ تَذْهَبْ نِعْمَةُ الْمَطَرِ
                        إبْليسُ أعْلَمُ أهْلَ الأرضِ قَاطِبةً ... والنَّاسُ تَلْعَنهُ في البَدْوِ والحَضَرِ
                        إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                        والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                        يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                        الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                          المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك محمد عيسى مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم
                          بالفعل نحتاج لعودة اخلاقنا من جديد
                          خاصة في زمن الغربة
                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          أحسن الله لنا ولكم في الدنيا والآخرة،
                          ومتعنا وإياكم بمحاسن الأخلاق
                          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                            بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
                            وبعــد..

                            فإنَّ سُوء الخُلُق داءٌ كغيرِهِ من الأدْوَاءِ؛ لهُ أسبابٌ تُجْلِبَهُ، وبواعِثَ تُحرِكَهُ.
                            وبلا أدنى شك؛ فمعرفة أسباب الداء تُساعد إن شاء الله في وصف الدواء، وفي علاج سلوكياتٍ سيئةٍ نرَاها ونتعَجَّب منها شديد العَجَب!!
                            وكما يقولون في الأمثال:
                            إذا عُرِفَ السَّبَبُ بَطَلَ العَجَبُ

                            فهل هناك ما يدعو إلى العجب في مجتمعاتنا الإسلامية أكثر من سوء الخلق؟!


                            بل إنَّنا تجاوزنا حَدّ الْعَجَبِ، وصار حالنا في عَجَبٍ عُجَابٍ، ليتبادر إلى أذهاننا سؤال دائم التكرار:
                            ما السبب في فساد أخلاق الكثير من المسلمين في أمتنا الإسلامية؟،
                            لماذا تقهقرنا وتراجعنا للوراء هكذا؟

                            لماذا ولماذا، وتساؤلات كثيرة لا حصر لها بسبب ما نراه من انحراف السواد الأعظم في أمتنا عن الأخلاق الإسلامية التي دعى إليها الإسلام،
                            فظهر الانحلال في جميع أمور الحياة؛
                            (اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأخلاقية)
                            فنرى سرقة واختلاساً، وإهداراً للمال العام، وذبحاً للأخلاق، وقتلاً للفضيلة، وإعلانات عن متع محرمة، وتقليداً أعمى لأهل الشرك والضَّلال،
                            وسهرات شيطانية، وتطرُفاً عن الدين، وتفكُكاً في الأُسَرِ، وضياعاً لحقوق الزوجية ... الخ. ...

                            فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف عن أخلاق الإسلام الفاضلة المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

                            بـدايــة؛ فإنها ثلاثة أسباب رئيسية، تتجلَّى بوضوح فيما يلي:

                            السبب الأول: البعد عن الله تعالى


                            وهذا أهم الأسباب، حيث بَعُدَ كثير من الناس عن الله، واتباع أوامره، والابتعاد عن نواهيه، واقترب من الشيطان فانحرفت أخلاقه وصار إنساناً شيطانياً.
                            وما أحرى العبد من أن يتمثل كلمات الله ويقتدي بآياته، فالله مالك كل شيء ومليكه، وإنَّ كلّ ما سوى الله مخلوق له،
                            وأنَّه سبحانه أوجب على نفسه الرحمة، كما قال:
                            {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الأنعام: 54
                            فكَيْفَ لا يَرْحَمُ مَنْ خَلَقَهُ فَسَّوَاهُ فَعَدَّلَهُ؟!





                            السبب الثاني: اتباع الهوى


                            أعظم مشكلة تواجه الإنسان في حياته اتباع الهوى، وإذا غلب الهوى على النفس أظلم القلب، وجنح العقل، فلا يسمع الإنسان كلمة الحق،
                            ولا يرى إلا الأباطيل والأشباح المفزعة التي تجعله في حياته تعساً شقياً.
                            إن الهوى عدو العلم والحق، إذ يقود صاحبه لارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وصاحب الهوى ظالم لنفسه؛ فقد حرمها نعمة الإيمان،
                            وحجبها عن نور المعرفة، فعاش حياة الخوف والفزع، وشحن بالحقد والحسد، وأغواه الشيطان فضَّلَ عن سواء السبيل، يقول تعالى:
                            {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} القصص: 50

                            ويقول سبحانه:
                            {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} الروم: 29

                            إن أصحاب الهوى يعيشون جُلَّ حياتهم في قلق مزمن وخوف دائم، وإن تظاهروا بالسعادة، فإن الحقيقة أن بواطنهم يخيم عليها التعاسة والشقاء الدائم.
                            ويختلف عباد الهوى في ضلالهم، فمنهم من يزعم العلم وما يتبع إلا الظنّ، ومنهم من يتوهم الهدى وما يعبد إلا الشيطان،
                            ومنهم من يخيل إليه الباطل حقاً والحق باطلاً، ولا يكفي أصحاب الهوى عن التعريض بالمؤمنين، فأمانيهم أن يضلوهم عن طريق الحق،
                            فإن لم يستطيعوا كادوا لهم، وسلَّطوا عليهم المفسدين لظلمهم والنيل منهم.

                            وقد أمرنا الله تعالى بعدم الالتفات إلى أهل الهوى، وعدم اتباعهم، أو طاعتهم فيما يقولونه ويفعلونه، يقول تعالى:
                            {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} الكهف: 28

                            ويقول سبحانه:
                            {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} محمد: 14.

                            إن الزمان لا يخلو من أهل الهوى كما أنه لا يخلو من أهل الحق، وأهل الهوى هم المنحرفون الضالون عن الطريق المستقيم؛ لا أخلاق لهم ولا فضيلة،
                            وأهل الحق هم أهل الإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة.




                            السبب الثالث: الافتراء على الله


                            وهذا السبب من الانحراف مرتبط بما قبله، فليس من الصعب على أصحاب الهوى أن يفتروا على الله تعالى بأن يقولوا على الله كذباً،
                            وليس من اليسير أن يلتزموا أدب العبودية وأن يقنتوا لله طائعين خاشعين تائبين.

                            على العبد أن يلتزم الأدب مع ربه، بأن يعرف أنه عبد ضعيف، والله هو القوي، وأنه عبد فقير مُحتاج على الدوام والله غَنيٌّ عن العالمين.
                            فإذا تجاوز العبد حدوده، وأطلق العنان لهواه، فقد أغواه شيطانه ونازع الله في ملكه، واعترض على حُكْمِه، وتطاول برأيه ليتحدى مشيئة الله وإرادته،
                            القائل سبحانه:
                            {مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} الكهف: 5.





                            تلك هي الأسباب الثلاثة التي يندرج تحتها أسباب أخرى -مختلفة ومتنوعة- ناتجة عنها؛
                            فتعالوا بنا يا أهل الخيرات لنتعرف معًا -عرضًا وتفصيلًا أكثر- على:

                            أسباب سوء الخلق




                            سوء التربية المنزلية
                            _____________________

                            التربية المنزلية لها دور عظيم في توجيه الأولاد سلبا أو إيجابا؛ فالبيت هو المدرسة الأولى للأولاد، والولد مدين لوالديه في سلوكه المستقيم،
                            كما أن والديه مسؤولان إلى حد كبير عن فساده وانحرافه.
                            فإذا تربى الولد في المنزل على مساوئ الأخلاق، وسفاسف الأمور، وتربى على الميوعة، والترف؛ نشأ ساقط الهمة، قليل المروءة،
                            فهذه التربية تقضي على شجاعته، وتقتل استقامته ومروءته.
                            والأولاد يرثون طباع والديهم كما يرثون أشكالهم؛ ولذلك قيل: إذا أردت ولدا صحيحا فتَخيَّر له آباء أصحاء أقوياء.
                            فإذا كان الوالد سيئ الخلق، عديم المروءة؛ فإن ذلك الأثر سيلحق بالأبناء في الغالب.





                            البيئة والمجتمع
                            ______________________

                            لهذين الأمرين أهمية كبرى في حسن الخلق وسوئه؛ فإذا نشأ المرء في بيئة صالحة، من بيت طيب، ومدرسة تعنى بدين الطلاب وأخلاقهم،
                            وكان في مجتمع تشيع فيه الفضيلة ومحاسن الأخلاق؛ نبت خير منبت، وتربى خير تربية، وإلا فما أحراه أن يكون سافل القَدْرِ شِريرًا لا خير فيه.
                            قال تعالى:
                            {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} الأعراف:58.





                            الظلم
                            ___________

                            فالظلم يحمل صاحبه على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضى، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة،
                            ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويُحجِم في موضع الإقدام، ويُقدِم في موضع الإحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتَّد في موضع اللين،
                            ويتواضع في موضع العزة، ويتكبَّر في موضع التواضع.





                            الشهوة
                            ___________

                            فهي تحمل على الحرص، والشح، والبخل، وعدم العفة، والنهمة، والجشع والذل، والدناءات.
                            ثم إنه سهل على الإنسان أن يدرك معنى الفضيلة في صورة مجملة، بل سهل عليه أن يتعرف ما هي الفضائل بتفصيل.
                            وإنما العسر في أخذ النفس بها، والسير في معاملة الناس على قانونها، وعسر العمل على الفضيلة مع تصور مفهومها،
                            والشعور بحسن أثرها؛ يجيء من ناحية الشهوات التي قد تطغى فتنطمس على البصائر وتكاد تحول معرفتها للخير إلى جهالة عمياء.





                            الغضب
                            __________

                            فهو يحمل على الكبر، والحقد، والحسد، والعدوان، والسَّفَه.
                            وهذه الأوصاف تتنافى مع حسن الخلق.





                            الجهل
                            ___________

                            فالجهل يورد صاحبه المهالك، وينزع به إلى الشرور والبلايا، والجاهل عدو لنفسه، يسعى في دمارها من حيث لا يشعر.
                            ولهذا قيل:
                            لا يبْلُغُ الأعداء مِنْ جاهِلٍ ... كمَبْلَغِ الجاهِل مِنْ نَفْسِه

                            فالجهل بعواقب الأمور، وبمحاسن الأخلاق ومساوئها؛ يؤدي إلى فساد عريض، وشر مستطير، ويحمل صاحبه على ارتكاب مالا ينبغي.





                            الْغِنَى
                            ________

                            فقد تتغير به أخلاق اللئيم بطرا، وتسوء طرائقه أشرا، وقد قيل: من نال استطال،
                            وقال بعضهم:
                            فإنْ تكُن الدُّنيا أنالَتكَ ثروة ... فأصبحَت ذا يُسْرٍ وقد كُنتَ ذا عُسْرِ
                            لقد كشَفَ الإثرَاءَ مِنْكَ خَلائِقًا ... مِنَ اللؤمِ كانت تحت ثوْبٍ مِنَ الفقْرِ
                            [1].





                            الشهرة وبعد الصيت
                            ______________________________

                            فهناك من إذا ذاعت شهرته، وبعد صيته إمَّا بسبب علمه، أو ماله، أو نحو ذلك، تغيَّر أحواله، وتبدَّلَت أخلاقه وطباعه، فازدرى من حوله،
                            وتنَكَّر لمن كان معه في بداية طريقه.
                            قال البارودي:
                            وكذا اللئيم إذا أصاب كرامة ... عادى الصديق ومال بالإخوان [2].




                            كثرة الهموم
                            __________________

                            التي تُذهِل اللُّبَ، وتشغَل القلب، فلا تتبع الاحتمال، ولا تقوى على صبر، وقد قيل: الهمّ كالسُّمّ.





                            الأمراض
                            _____________

                            التي يتغير بها الطبع، كما يتغير بها الجسم، فلا تبقى الأخلاق على اعتدال، ولا يقدر معها على احتمال.





                            كِبَر السِّن
                            _______________

                            فلذلك تأثيره على الجسم والنفس معا، فكما يضعف الجسد عن احتمال ما كان يطيقه من أثقال؛
                            فكذلك تعجز النفس عن أثقال ما كانت تصبر عليه من مخالفة الهوى، والصبر على الأذى.





                            ضِيقُ الْعَطَن
                            (3)

                            _____________________

                            فهناك من الناس من هو ضَيِّق العطن، لا يريد من أحد أن يُخطئ، ولا يتحمل أدنى إساءة أو خطأ، فتجد أن نفسه تضيق عند أدنى زلة أو هفوة.





                            الغفلة عن عيوب النفس
                            __________________________________

                            فكثيرا ما نغفل عن عيوب أنفسنا، ونتعامى عن معايبنا ونقائصنا، وقليلا ما نتفقد أحوالنا، وننظر في مواطن الخلل فينا.
                            بل كثيرا ما نُحسِنُ الظَنَّ بأنفسنا؛ فنُزكِّيها بالأقوال لا بالأفعال، وندَّعِي لها الكمالات، ونُبرِّؤهَا من النقَائِص.
                            فإذا سمعنا بخُلُق حسن نسبناه إلى أنفسنا، وكأننا أحق الناس به وأهله.
                            وإذا سمعنا بخلق سيئ عزوناه إلى غيرنا، وخُيِّلَ إلينا أننا بمَنْجَى منه ومَنْأَى عنه.

                            فهذا المسلك لا يحسن بذوي المروءات، ومتطلبي الكمالات، فهذا مما يورث الإعجاب بالنفس، والرضا بما هي عليه من تقصير،
                            وترك السعي في علاجها وإصلاحها.
                            وهذا عين الخطأ، وعنوان الغفلة والجهل؛ فإصلاح النفس، والترقِّي بها قدما في درج المكارم؛ لا يتأتى بتجاهل العيوب، ولا بالغفلة عن تفقد النفس.




                            اليأس من إصلاح النفس
                            ___________________________________

                            هناك من يعرف من نفسه سوء الخلق، فيحاول إصلاح نفسه مرة إثر أخرى، فإذا ما رأى منها نفورا أو جماحا أيس من إصلاحها، وترك مجاهدتها،
                            وظن أن سوء الخلق ضربة لازب (5) لا تزول، ووصمة عار لا تنمحي.





                            دنو الهمة
                            _______________

                            فمن دنت همته، وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل، فالنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع كما يقع الذباب على الأقذار.
                            قال الإمام الشوكاني رحمه الله:
                            قبَّح اللهُ هِمَّةً تتسَامَى ... عن كِبَارِ الأقْدارِ دُونَ الصغَارِ
                            هي أهلٌ لِمَا عَرَاهَا مِنَ الذَلَلِ ... ومَا مسَّهَا مِنَ الإحْتِقَارِ






                            التقصير في أداء الحقوق
                            ____________________________________

                            فهذا الأمر يُشعر المرء بوَخْزِ الضمير، ويقوده إلى الْتمَاسِ المسوغات والمعاذير، تارَّة بالكذب والتملق، وتارَّة بإلقاء اللائمة والتبعة على الآخرين وهكذا ...
                            فإذا ألِفَ هذا الأمر واستساغه ساء خُلُقه، وقل حياؤه.





                            قلة التناصح والتواصي بحسن الخلق
                            __________________________________________________ ___

                            فهذا مما يقود إلى التمادي بسوء الخلق وإلفه، وترك المحاولة في اكتساب حسن الخلق والتحلي به.
                            التكبر عن قبول النصيحة الهادفة والنقد البناء
                            فقد توجد النصيحة الهادفة والنقد البناء، وقد تصدر وتبذل من ناصح أمين وناقد بصير.
                            ولكن قد لا تجد أفئدة مُصغِيَة، ولا آذانا مُسْتَمِعَة، بل قد يتكبر المنصوح، ويتعاظم في نفسه، ويستنكف من قبول النصيحة،
                            فيستمر على خطئه، ويعزّ علاجه واستصلاحه.





                            قلة التفكير في أمر الآخرة
                            ______________________________________

                            وما أعدَّه الله ـ جلَّ وعلا ـ من عظيم الثواب لمن حسن خلقه.
                            ولهذا كان من وصف الأنبياء ـ عليهم السلام ـ أنهم يُكثرون من ذِكر الآخرة.
                            قال تعالى عنهم:
                            {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} ص:46.





                            مصاحبة الأَشِرَّاء
                            (6)
                            _______________________________

                            فللصحبة أبلغ الأثر في سلوك المرء، فالصاحب ساحب، والطبع استراق، فمن جالس الأشرار وعاشرهم فلا بد أن يتأثر بهم،
                            ويقبِسُ من أخلاقهم؛ فمجالستهم تنساق بصاحبها إلى الحضيض،
                            فكلما همَّ بالنهوض والتحلِّي بمكارم الأخلاق، والتخلِّي عن مساوئها؛ عوَّقُوه، وثنَوْهُ، فعاد إلى غيِّهِ، واستمر على جهله وسفهه.




                            قلة الحياء
                            _______________

                            فقلة الحياء مظهر من مظاهر سوء الخلق، وهي في الوقت نفسه سبب من أسباب سوء الخلق؛
                            ذلك أن الحياء خصلة حميدة، تبعث على فعل الجميل وترك القبيح، فإذا قل حياء المرء لم يعد يُبالي بسفُولِ (7) قَدْرِهِ، وسوء خُلُقه،
                            ولم يجد ما يبعثه للنهوض إلى اكتساب الفضائل، ولا ما يرفعه عما هو مُستغرِقٌ فيه من الرذائل.

                            يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
                            إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء






                            الطمع والجشع
                            _______________________

                            فهما من موجبات الذِلَّة والحقارة، ومن أسباب سقوط الجاه والمنزلة؛
                            فحب المال هو الذي ينزِعُ من فؤاد الرجل الرأفة، ويجعل مكانها القسوة والفظاظة.
                            وإذا غلب طمع أو جشع على قلبٍ فإنَّه يستشِعرُ ذِلَّة، وتعلوه مهانة، وتكسوه حقارة.





                            وجماع ذلك كله ـ ضعف الإيمان
                            ________________________________________________

                            ذلك أن الإيمان جماع كل خير، فإذا ما ضعف أو فُقِد، فإنَّ صاحبه لن يُبالي بالمكرمات، ولن يأنف من النزول في حضيض الدركات.






                            هذه بعض الأسباب الحاملة على سوء الخلق، والسؤال المنطقي الآن؛ هل يمكن تغيير الأخلاق أم لا؟
                            والجواب عن ذلك قد اختُلِفَ فيه، وهذا ما سيأتي ذكره لاحقًا بأمر الله تعالى،
                            فتابعوا معي .. أعزَّكم الله بالإسلام والتخلق بأخلاق الإسلام.




                            _______________________________________________
                            المراجع:
                            --------
                            سوء الخلق، للدكتور محمد الحمد.
                            موسوعة الأخلاق الإسلامية، موقع الدرر السنية.
                            --------------------------------------
                            [1] أدب الدنيا والدين، ص 244.

                            [2] ديوان البارودي4/53.
                            (3) عَطَن: اسم ، الجمع: أَعطانٌ ،
                            وفلانٌ واسِعُ العَطَنِ، أي: واسِعُ الصَّبر والحيلة عند الشدائد ، سَخِيٌّ كثيرُ المالِ ، وضدُّه: ضَيِّقُ العَطَن.

                            [4] الأدب الصغير والأدب الكبير، ص 84.
                            (5) لازِب: فاعل من لَزَبَ. 1: صَارَ الأَمْرُ لاَزِباً : ضَرُورِيّاً ، 2: شَكْلٌ لاَزِبٌ : ثَابِتٌ ، لاَزِمٌ . ( وَلاَ يَحْسِبُونَ الشَّرَّ ضَرْبَةَ لاَزِبٍ ).
                            (6) أشِرّاء جمع شِرّير: ( اسم ) ، الشِّرِّيرُ : كثير الشرّ ، مُولَع به ، والشِّرِّير : إبليس ، الشَّيطان.
                            (7) سُفُول
                            مصدر سفَلَ / سفَلَ في ، سفل في الشيء: نزل من أعلاه إلى أسفله ، وسَفَلَ: كان سَافِلا ، دنيئا ، ساقطا.
                            إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                            والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                            يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                            الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ذهبت أخلاقنــا !! فهل لها من عــودة ؟!! ؛ فحسن الخلق عبادة، وطريقنا للدَّعــوة

                              بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
                              وبعــد..

                              فقد تعرفنا فيما سبق على بعض أسباب سوء الخلق، وتوقفنا عند هذا التساؤل:
                              هل يمكن تغيير الأخلاق أم لا؟

                              والجواب ينحصر بين رأيين؛
                              الأول يرى أن الأخلاق ثابتة في الإنسان لا يمكن أن تتغير؛ لأنها غرائز فُطِرَ عليها؛ فلا يمكنه تغييرها.
                              و الثاني يرى أن تغيير الأخلاق وارد ممكن؛ فليس مُتعذَّرا ولا مُستحِيلا.

                              والرأي الثاني هو الصواب؛ لأن الأخلاق على ضربين:
                              منـهـــا ما هو غَرِيزِي فِطرِيّ جِبِلِّيّ،
                              و منـهـــا ما هو اكتسابي؛ يأتي بالتدريب، والممارسة، والرياضة، والمُجاهدة.

                              فلو كانت الأخلاق لا تَقْبل التغيير؛ لم يكن للمواعِظ والوصايا معنى، ولم يكن للتربية والتهذيب والأمر بهما معنى،
                              ولم يكن للحدود والزواجر الشرعية عن اقتراف الآثام إذَنْ معنى.

                              فالتربية والتهذيب تُكتَسبان بالمِرانِ والتدريب

                              وقد تمَكَّن الإنسان من تعليم الحيوان وتدريبه على أشياء؛ كالصيد، وتعليم الكلب عادات، وتدريب الفرس... إلخ؛
                              فلِمَ لا يُمكِّن نفسه من التعليم والتدريب أيضًا؛ لكن للأرقى والأعلى،
                              فالأجدر به أن يعلِّم نفسه ويغيِّر خُلُقه، ويُبدِّل طبعه إلى حد الاعتدال، وذلك إن أخذ برياضة نفسه، وسياستها، وحملها على المكارم.


                              فيُربِّي نفسه بتهذيب طباعه وأخلاقه بحيث تكون مُستخدمة في أداء التكاليف الشرعية على اختلاف درجاتها،
                              وفي الُمباحات في حد الاعتدال -دون إفراط أو تفريط-.

                              فالتربية إذن من معانيها:
                              هي تلك العملية التي يمكن من خلالها الوصول بالإنسان جسمًا وروحًا لأقصى درجات الكمال، وذلك من خلال الكشف عن القوى الكامنة فيه،
                              والعمل على تنميتها، وتوجيهها وترقيتها لأقصى درجات الاستفادة منها.
                              [1]

                              ولنقف قليلًا عند هذا المعنى، ونتأمل معنى الكلام، لنسقطه على واقعنا المرير فيما نراه من بعض الدعاة؛
                              ذلك أن الإنسان لديه القدرة في إخراج طاقاته الكامنة لاستغلالها واستخدامها في الخير؛
                              فبها يستطيع أن يتعلَّم ما ينفعه في الدنيا والآخرة، وبها أيضًا يستطيع أن يُعلِّمَ غيره طرق الخير وسبله؛
                              ليرقى -بنفسه وبغيره ممن يُعلِّمهُم- لدرجات الكمال المَرجُوَّة.

                              فما بالكم لو كان هذا الإنسان داعية إلى الله تعالى ويفقتد قدراته في تعليم نفسه وتدريبها؛
                              فكيف بالله عليكم يستطيع تربية من يبلغهم ويدعوهم؟!!

                              ألا ترون أنَّ فاقد الخُلُق الحسن من الإستحالة أن نستقي منه هذا الخُلُق، حتّى وإن دعانا إلى ذلك!!

                              فإنَّ فاقد الشيء لا يُعطيه!

                              و
                              لا حول ولا قوة إلا بالله




                              أمَّا أدلة الشرع فكثيرة جدا، فهي تحثُّ على التحلِّي بالفضائل، والتخلِّي من الرذائل.
                              ولو كان ذلك غير ممكن لما أُمر به.

                              قال الله تعالى:
                              {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الأعلى: 14.

                              وقال تعالى:
                              {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} الشمس: 9.

                              ففي هاتين الآيتين دليل على أن الأخلاق تتغير، وأن الطباع تتبدل؛ ذلك أن حسن الخلق من الفلاح، والفلاح يُنال بالتزكية.

                              وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
                              "إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، و إِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، و مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ ، و مَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ" [2]

                              ففي هذا الحديث دليل على أن الأخلاق قابلة للتغيير؛
                              ذلك أن الحلم من الأخلاق، بل هو سيدها، وهو مع ذلك يُنال ويُكتسب بالتحلّم، والمجاهدة، وحمل النفس على ذلك.

                              وخير دليل على ذلك ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم قبل البعثة، فلقد كانوا كسائر كثير من العرب ممن يتصفون بالشدة، والقسوة، والغلظة.
                              فلما دخلوا في الإسلام، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم؛ رقَّت طباعهم، وحسُنت أخلاقهم.

                              بل إنَّهم أصبحوا مِثالا يُحتذَى، ونهجًا يُقتفَى، في الإيثار، والسماحة، والكرم، والحلم، ونحو ذلك من مكارم الأخلاق.

                              مما سبق يتبين لنا أن الأخلاق قابلة للتغيير، وأن سوء الخلق له علاج،
                              خاصة وأن غالبية الناس لا يخفى عليهم سوء الخلق، ولا يجهلون ضرره وقبحه، ويتمنَّون الخلاص منه إن كانوا مُتصفين به،
                              ويتمنّون أيضًا التحلِّي بحسن الخلق، لما له من فضائل كثيرة، تؤهل الإنسان إلى أعلى درجات الرقي، وتؤهله لارتقاء مراتب الكمال الإنساني في الدنيا،
                              ليفوز في الآخرة بأعلى درجات الجنان برحمة العزيز الرحمن.







                              إنَّ فضائل حسن الخلق ومكارم الأخلاق لعظيمة جدًا؛ وأساس تلك الفضائل أنهـــــا:

                              1- من أعمال الجنة:


                              فهي من الأعمال المُقرِبَة للجنَّة المُوَصِّلة إليها المُوَرثّة الفردوس الأعلى.

                              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                              "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا ،
                              وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ
                              " [3].


                              2-
                              سبب في محبة الله جل جلاله لعبده:


                              قال رسول صلى الله عليه وسلم:
                              "أحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ أحسَنُهُمْ خُلُقًا" [4].


                              3- من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم،


                              فقد قال:
                              "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا" [5].


                              4- أثقل شيء في الميزان يوم القيامة، وتُضَاعِفُ الأجر والثواب:


                              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                              "
                              ما من شيءٍ في المِيزانِ أثْقلُ من حُسنِ الخُلُقِ" [6].

                              وقال صلى الله عليه وسلم:
                              "إِنَّ الرجلَ لَيُدْرِكُ بحسنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قائِمِ الليلِ ، صائِمِ النَّهارِ" [7].

                              وقال صلى الله عليه وسلم:
                              "إنَّ المُسْلِمَ المسدِّدَ ليُدرِكُ دَرجةَ الصَّوَّامِ القوَّامِ بآياتِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ لِكَرمِ ضَريبتِهِ وحُسنِ خُلُقِهِ" [8].


                              5- من خير أعمال العباد:


                              عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا ذَرٍّ فَقَالَ:
                              "يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهِمَا" ،
                              قَالَ:بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
                              قَالَ:
                              " عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ . فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَمِلَ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهَا
                              " [9].


                              6- تزيد في الأعمار، وتعمِّر الديار:


                              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                              "حُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجُوَارِ يُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ" [10].







                              ولأن الفضائل عظيمة لمكارم الأخلاق وحسن الخلق؛ فما زال هناك تفصيلًا لذكرها، نورده بأمر الله تعالى فيما هو آت،
                              فتابعوا معي إن شاء الله..






                              ____________________________________
                              المراجع:
                              سوء الخلق، للدكتور محمد الحمد.
                              موسوعة الأخلاق الإسلامية، موقع الدرر السنية.
                              الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها، لعبد الله الرحيلي.

                              ---------------
                              [1] المدخل إلى التربية، د. محمد عبد الرءوف عطية السيد (جامعة أم القرى).
                              [2] أخرجه الخطيب في تاريخه9/127، وقال الألباني في الصحيحة(342): "إسناده حسن أو قريب من الحسن".
                              [3] حسنه الإمام الألباني في: صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 2648.
                              [4]
                              صححه الإمام الألباني في: صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 179.
                              [5] سبق تخريجه في المشاركة رقم: 4#

                              [6] رواه الإمام الترمذي (2002)، وقال: حسن صحيح، وصححه الإمام الألباني في: صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 5721.
                              [7] صححه الإمام الألباني في: صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 1620.

                              [8] صححه الإمام أحمد شاكر في: مسند أحمد-الصفحة أو الرقم: 12/14.
                              [9] رواه الإمام المنذري في: الترغيب والترهيب، وقال: (إسناده جيد رواته ثقات)-الصفحة أو الرقم: 3/355.
                              [10] سبق تخريجه في المشاركة رقم: 4#
                              إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
                              والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
                              يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

                              الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X