إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وبالوالدين إحسانا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وبالوالدين إحسانا




    {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾}

    المتأمل في آيات سورة الإسراء

    يلحظ ذكر ان فرصة ادراك الابن لوالديه حين كبرهما ليس كبيرا بمعنى انه في الغالب يتوفى احد الابوين او كلاهما قبل ان يهرما و بالتالي فان المتأمل للايه الكريمه يفهم ان الفرصه التي تمكن الابن من البر بوالديه حال حياتهما ليست كبيره ولهذا يتوجب عليه اغتنام تلك الفرصه ان قدر الله له ان يشهد وجود والديه احياء وان يدرك كبرهما ومن اعجاز ايات القران و تمام تدبرها و فهمها اهمية كل حرف يرد في الايه و انظر الى كلمة اما يبلغن عندك انظر الى كلمة عندك التي توحي بلزوم اقتراب الابن من ابويه في تلك المرحله الحرجه من عمرهما حين يضعفا و يهرما و يحتاجان لمن يرعاهما و يقضي شؤنهما و يسهر على راحتهما وهي امور سبق لهما القيام بها مع ابنائهما لمدد طويله قبل ذلك و لكن الفارق بين الحالتين ان الابوين يفعلان ذلك لاطفالهما بكل حنان و حب وتفاني يرجوان بذلك حياة ابنائهما و طول اعمارهم و سلامتهم

    اما الابناء فيفعلون ذلك و قد يضجرون مما يفعلون و قد تتمنى نفوسهم ان يرحمهم الله بقبض ابائهم لكي يستريحون من همومهم




    جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فقال له: يا أمير المؤمنين: إن لي أماً بلغ بها الكبر، إنها لا تقضي حوائجها إلا ويكون ظهري مطيَّةً لها، وأوضِّئها، وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها؟ فقال: لا. فقال الرجل: أليس قد حملتها على ظهري، وحبست نفسي عليها؟ فقال سيدنا عمر: إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وأنت تتمنى فراقها، ولكنك محسن في عملك، والله يثيب الكثير على القليل.



    يقول صاحب الظلال في تفسير هذه الايات من سورة الاسراء

    {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}..

    فهو أمر بتوحيد المعبود بعد النهي عن الشرك. أمر في صورة قضاء. فهو أمر حتمي حتمية القضاء. ولفظة {قَضَىٰ} تخلع على الأمر معنى التوكيد، إلى جانب القصر الذي يفيده النفي والاستثناء {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} فتبدو في جو التعبير ظلال التوكيد والتشديد.

    فإذا وضعت القاعدة، وأقيم الأساس، جاءت التكاليف الفردية والاجتماعية، ولها في النفس ركيزة من العقيدة في الله الواحد، توحد البواعث والأهداف من التكاليف والأعمال.

    والرابطة الأولى بعد رابطة العقيدة، هي رابطة الأسرة، ومن ثم يربط السياق بر الوالدين بعبادة الله، إعلاناً لقيمة هذا البر عند الله:

    {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾}

    بهذه العبارات الندية، والصور الموحية، يستجيش القرآن الكريم وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء. ذلك أن الحياة وهي مندفعة في طريقها بالأحياء، توجه اهتمامهم القوي إلى الأمام. إلى الذرية. إلى الناشئة الجديدة. إلى الجيل المقبل. وقلما توجه اهتمامهم إلى الوراء. إلى الأبوة. إلى الحياة المولية. إلى الجيل الذاهب! ومن ثم تحتاج البنوة إلى استجاشة وجدانها بقوة لتنعطف إلى الخلف، وتتلفت إلى الآباء والأمهات.
    إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد. إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات. وكما تمتص النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات، ويمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشر؛ كذلك يمتص الأولاد كل رحيق وكل عافية وكل جهد وكل اهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية إن أمهلهما الأجل وهما مع ذلك سعيدان!
    فأما الأولاد فسرعان ما ينسون هذا كله، ويندفعون بدورهم إلى الأمام. إلى الزوجات والذرية.. وهكذا تندفع الحياة.
    ومن ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء. إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة وجدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقة كله حتى أدركه الجفاف!
    وهنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله يحمل معنى الأمر المؤكد، بعد الأمر المؤكد بعبادة الله.
    ثم يأخذ السياق في تظليل الجو كله بأرق الظلال؛ وفي استجاشة الوجدان بذكريات الطفولة ومشاعر الحب والعطف والحنان:
    { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا}.. والكبر له جلاله، وضعف الكبر له إيحاؤه؛ وكلمة {عِندَكَ} تصور معنى الالتجاء والاحتماء في حالة الكبر والضعف.. { فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} وهي أول مرتبة من مراتب الرعاية والأدب ألا يند من الولد ما يدل على الضجر والضيق، وما يشي بالإهانة وسوء الأدب.. {وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } وهي مرتبة أعلى إيجابية أن يكون كلامه لهما بشيء بالإكرام والاحترام.. {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} وهنا يشف التعبير ويلطف، ويبلغ شغاف القلب وحنايا الوجدان. فهي الرحمة ترق وتلطف حتى لكأنها الذل الذي لا يرفع عيناً، ولا يرفض أمراً. وكأنما للذل جناح يخفضه إيذاناً بالسلام والاستسلام. { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} فهي الذكرى الحانية. ذكرى الطفولة الضعيفة يرعاها الولدان، وهما اليوم في مثلها من الضعف والحاجة إلى الرعاية والحنان. وهو التوجه إلى الله أن يرحمهما فرحمة الله أوسع، ورعاية الله أشمل، وجناب الله أرحب. وهو أقدر على جزائهما بما بذلا من دمهما وقلبهما مما لا يقدر على جزائه الأبناء.

    قال الحافظ أبو بكر البزار بإسناده عن بريدة عن أبيه: أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها؟ قال: «لا. ولا بزفرة واحدة». انتهى كلام صاحب الظلال



    وقد قدر الله لنا ان يرحل والدنا عنا منذ 40 عاما و نحن لم نزل بعد في سن الحلم فلم يتسنى لنا ان نصحبه الا فترة قليله من الزمن حيث توفي رحمه الله قبل ان يستكمل الخمسين من عمره و من ثم استكملنا رحلة الحياه مع الام الحنونه الصابره شفاها الله و عافاها و اجزل لها الاجر و الثواب جزاء ما قدمت لنا و كانت نعم الام و الاب معا حتى اتممنا دراستنا في اعلى وافضل الكليات الجامعيه و تزوجنا و انجبنا وقارب كل منا ان يكون جدا

    ولكن بالرغم من تفاني امنا في تربيتنا الا انني حتى الان بعد ان اصبحت في منتصف الخمسينات من عمري لازلت الى الان افتقد ابي و اتمنى لو كنت قد صحبته مده اطول من الزمن واتخيل في الكثير من الاحيان ماذا كنت سافعل معه لو كان موجودا على قيد الحياه حتى الان وعندما ارى احد الاشخاص يسير مع والده المسن اتمنى لو كنت مكانه اسعد بوجود ابي معي واستفيد بحكمته و تجاربه في الحياه وللعجب فقد ظللت احلم في منامي بحلم واحد يتكرر و لا يتغير منذ عشرات السنين وهو ان ان ابي لم يمت وانه عاد الينا والى عمله السابق فأفرح بذلك كثيرا حتى اقارب الاستيقاظ من المنام فأدرك انني كنت احلم فأستيقظ من منامي وأنا في حاله من البكاء الشديد بعد أن أعرف انني كنت أحلم وأن أبي قد مات بالفعل

    ولهذا فأنني أطلب من كل ابن لايزال والديه على قيد الحياه أن يبرهما و ان يغتنم تلك الفرصه العظيمه التي وهبها الله له بان قدر له ان يمد في حياة ابويه حتي كبرهما




    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة

    هدى الله المسلمين بهداه و رزقهم بر ابائهم و امهاتهم





    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 09-03-2016, 06:15 PM.

    اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

  • #2
    رد: وبالوالدين إحسانا

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    آمين
    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

    تعليق


    • #3
      رد: وبالوالدين إحسانا

      المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      آمين
      جزاكم الله خيرا ونفع بكم

      وجزاكم بالمثل

      اشكركم علي مروركم

      اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان

      تعليق


      • #4
        رد: وبالوالدين إحسانا

        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


        تعليق


        • #5
          رد: وبالوالدين إحسانا

          عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيراً أخي الكريم ونفع بك
          وبارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            رد: وبالوالدين إحسانا

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

            تعليق


            • #7
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              تعليق

              يعمل...
              X