إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتاوى وإستشارات أسرية

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتاوى وإستشارات أسرية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هنا بإذن الله سيتم تجميع الفتاوى والإستشارات المتعلقة
    بالحياة الأسرية والزوجية
    اسأل الله أن ينفع بها
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ


    * شاب خطب فتاة كانتْ مخطوبة مِن قبلُ، وتراوده بعض الشكوك في خطيبته، ويرى احتمالية حدوث بعض التجاوزات بينها وبين خطيبها السابق.

    * رجل يشكو مِن شدة غيرة زوجته وشكِّها فيه، واتهامها له بالسحر، وهَجرها له عدة أشهر، مما جعَل حياته معها مليئة بالمتاعب، حتى فكَّر في التعدد.

    * السؤال: أرادت خالتي أن تتزوج وطلبت مني أن أدلها على طريقة إرسال الصور ، لترسلها إلى أخت الرجل ، وهو أيضا سيطلع عليها ، فهل أثمت ؟


    * السؤال:لقد تقدم لخطبتي شاب وقد اعترف لي بأنه يتقاضى رشوة في عمله بالطبع رفضت الموضوع وقلت له : إما أن نتعاون على العيش على طاعة الله أو أن نفترق ، فرفض النقاش بتاتا بحجة أن ندع ذلك حتى يتم الزواج فقررت عدم الاستمرار معه ، أحيانا أقول : هل كنت مخطئة عندما رفضت تأجيل الموضوع فقد أكون سببا لعدم هدايته وربما لم أعطه فرصة ليتغير بعد الزواج ، خاصة وأنني كنت أرى أن قبضه للرشوة نقص في دينه .

    * هل يجوز له أن يمكّن أخته من رؤية خطيبها خارج المنزل دون علم أبيه ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:35 PM.

  • #2
    رد: فتاوى وإستشارات أسرية


    ملخص السؤال:


    شاب خطب فتاة كانتْ مخطوبة مِن قبلُ، وتراوده بعض الشكوك في خطيبته، ويرى احتمالية حدوث بعض التجاوزات بينها وبين خطيبها السابق.



    تفاصيل السؤال:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أنا شابٌّ عمري 24 عامًا، تقدمتُ لخطبة فتاة، وأحبُّها جدًّا، وهي كذلك تحبني، المشكلة أني غيور جدًّا، والحمدُ لله لم تكن لي أية علاقات سابقة.




    تراودني شكوك كثيرة حول خطيبتي، فقد كانتْ مخطوبة قبل ذلك لشاب ولم تكن تُحبه حسب قولها، وكانتْ مُجبرة عليه مِن أهلها، وهذا يقلقني جدًّا، مع أني سألتها مرارًا وتكرارًا، وأكَّدَتْ لي أنها لم تكن تُحبه، وكانتْ متضايقة من وجوده.




    سألتها عن طبيعة العلاقة بينهما فأخبَرَتْني أنه كان يزورهم كل فترة في منزل أهلها، وكانتْ تجلس معه ولا تتكلم، لكن شكوكي التي داخلي تطرح علي تساؤلات؛ مثل: هل حصلتْ بينهما بعض التجاوُزات كاللمس أو القبلات؛ لأنها بالتأكيد كانتْ تتزيَّن وهي أكَّدَتْ ذلك بنفسها؟!




    أكَّدَتْ لي أكثر من مرة أنها لم تحب شخصًا مثلما أحبتني، لكني غير متقبِّل نهائيًّا لفكرة أنها كانتْ مخطوبةً وكانتْ تجلِس مع خطيبها مُتزَيِّنة!




    لا أعرف هل تفكيري صحيح أو كلها ووساوس؟!


    أشيروا عليَّ بارك الله فيكم.


    الجواب



    الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

    فإنَّ الغيرة خُلُق كريم جُبِل عليه الإنسانُ السويُّ الذي كرَّمه ربه وفضَّله، وقد أعلى الإسلام قدْرَها وأشاد بذكرِها، ورفَع شأنها.




    فالغيرةُ في مَوطنِها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال والنساء مِن جُملة الأمور المحمودة، والمعاشرةُ بالمعروف تقتضي ذلك، ويجب على كلِّ طرف أن يقدرَ غيرة صاحبه عليه، ولكن الغيرة إذا زادتْ عن حدِّها كانتْ نقمةً على الشخص وعلى مَن حوله، فكثير مما يسمى بجرائم العرض والشرَف قد تُرتكب بسبب الشائعات، مما ترتب عليه إزهاقُ الأرواح في بعض الأحيان دون وجه حقٍّ، ودون تثبُّت بسبب الغيرة القاتلة، وهذا مَشاهَدٌ في كثير مِن البقاع.




    بعضُ الأزواج مريض بمرض الشك المُرّ الذي يحيل الحياة الزوجية إلى نكدٍ لا يطاق، وقد "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم"؛ رواه مسلم، فلا يصحُّ أنْ يُسيء الرجل الظن بزوجه، وليس له أن يسرفَ في تقصي كل حركاتها وسكناتها؛ فإن ذلك يُفسد العلاقة الزوجية، ويقطع ما أمر الله به أن يوصلَ.




    والذي أنصحك به هو: أن تستعيذ بالله من الشيطان الرحيم، وألا تستسلم لأوهام ما أنزل الله بها مِن سلطانٍ، بل ولن تنتفعَ منها بشيءٍ سوى الهَمِّ والحزن.





    يَظْهَر من زوجتك أنها فتاة عاقلة، وما حصل منها في علاقتها السابقة إنما هو أمر طبيعي يحصل مع كل إنسان، ولن ينبني عليه شيءٌ مما تظن، خصوصًا أنها ذكرتْ لك أنها لم تكن راغبة في ذلك الخاطب، وأن جلوسها معه وتزينها إنما هو مِن الروتين الذي يَحْصُل عادة مِن كل فتاة تعرض لخاطبها، فلا علاقة له البتة بما يُكنه القلبُ مِن مشاعر.




    جاهِدْ نفسك، واستعنْ بالله في أن يشفيك من تلك الوساوس، فوالله إنها لمن البلاء، وقد تصل لحالة مرَضية لا قدَّر الله.

    خلاصة الأمر أن ما تشعر به أنت شيءٌ والواقع شيء آخر، فلا تُفسد فرحتك بسبب أوهام قد تُفقدك إنسانةً ذات ميزة.




    ثم إني أود تنبيهك لمسألة وهي: أن الرجل الغيور رجل كثير السؤال، ومِن شأن ذلك أن يضعفَ العلاقة الزوجية بسبب ضعف المحبة الناجمة عن الضغط والملل مِن تَكْرار الأسئلة، والرجل القوي والصامد تبقى مكانته دائمًا هي الأعلى، وهو محطُّ نظر وإعجاب المرأة.





    توكَّلْ على الله، ويَحْسُن بك أن تلجأَ بعد الدعاء إلى الرقية الشرعية؛ حيث إنها تحوي قرآنًا ودعاءً وفي كليهما الشفاء.


    وفقك الله، وألهمك رشدك، وكفاكما الشرور
    شبكة الألوكة






    التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:04 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: فتاوى وإستشارات أسرية
      ♦ الملخص:

      رجل يشكو مِن شدة غيرة زوجته وشكِّها فيه، واتهامها له بالسحر، وهَجرها له عدة أشهر، مما جعَل حياته معها مليئة بالمتاعب، حتى فكَّر في التعدد.


      ♦ التفاصيل:

      أنا رجل أبلغ من العمر (55) عامًا، تزوجتُ مِن ابنة عمي من مدة تزيد عن عشرين عامًا، ولدي منها أولاد وبنات.

      للأسف منذ أن تزوجتُ لم أتذوق حلاوة الزواج إلا بعض الأيام، ومشكلة زوجتي الكبرى أنها غيور وشكاكة، حتى إنها تجعل كل ما تراه في المنام حقًّا، حتى إنها رمتني بالخيانة الزوجية أكثر مِن مرة، وأقسمتُ لها أنها مخطئة في كل أقوالها، لكنها لم تصدقني وأخبرتْ أهلها وشاع الخبر بين الناس!



      لم تكتفِ زوجتي بهذا كله، بل اتهمتْني واتهمَت أهلي بالسِّحر، وأخبرتْ أقاربها بذلك، ثم اتهمتني أنني أسكب الماء والعطر على رأسها حين تنام، ثم هجرتني وأصبحَتْ تنام مع أولادها، ولها على ذلك عدة أشهر!


      كرهتُ العيش معها وأردت أن أُعدِّد، لكنها حين علمتْ بالخبر قالت إنها ستنتقم ممن أتزوَّجها ومني!

      فكَّرتُ في طلاقها، لكنني لم أستطع بسبب أولادي، والآن قررتُ أن أتم أمر التعدد، وقلت: إذا هي رضيتْ بقدر الله فهي زوجتي وابنة عمي وأم لأولادي، وإذا هي لم ترضَ بقدر الله وفعلت أي شيء فلن أطلِّقها، وسيبقى كل شيء على ما يرام مِن جهة النفقة، أما قسمتها في المبيت فلن أقسم لها، فهل ما سأفعله صواب؟!


      أفيدوني، وجزاكم الله كل خير


      الجواب


      أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

      أرحب بك أخي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعد:

      فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهمك طريق الرشاد، وأن يصلح لك زوجك وبيتك.


      أخي الكريم، إن كانت زوجتك بالصفات التي وصفتها لنا، فكان الله تعالى في عونك، وأنصحك أولًا ألا تألو جهدًا في إصلاح بيتك مِن خلال إصلاح زوجتك، ولا تنسَ أنها زوجتك منذ أكثر من عشرين سنة، بالإضافة إلى أنها ابنة عمك وأم أولادك، فالعملُ على إصلاحها سيؤول عليك بالفائدة، فلا تيئس، وحاوِلْ معها ما استطعتَ.


      غيرتُها تَنبع مِن حبِّها لك، قد تكون غيرة شديدة، ولكنها إن لم تكن يهمها أمرك وتُحبُّك ما كانت لتغار عليك، بل العكس، كانت لتفرح إن أنتَ قررت الزواج بأخرى وتركها مع أولادها، طبعًا مع الإنفاق عليها.


      أخي الكريم، التعدُّد حلال في شرعنا، ولكن هو مشروط بالعدل، وإن كان سيترتب على الزواج الثاني خراب بيت وتشتيت أسرة فأنا أقول لك: تريَّث، ولا تتَّبع هواك، أو تتصرف بسبب ضيقك من تصرفات زوجتك.


      ضع في الحسبان ما قد يترتَّب عليه من هذا الزواج، فقد ترفض زوجتك قبول الضرَّة، وترضى بالطلاق، وتترك لك بيتك وأولادك، فهل الزوجة الأولى ستَرضى بتربيتهم والاهتمام بهم؟


      قلت: إنك ترفض الطلاق، فماذا لو أُرغمْتَ، وماذا لو أصرَّت عليه؟ حتى لو أنها وافقتْ وبقيتْ زوجة بالاسم أو حتى بالفعل، فزواجك سيزيد الشرخ ولن يُرمِّمه، ومهما حصل بعد ذلك، فالشرخُ سيبقى قائمًا ولن تعودَ الحياة كما كانتْ مهما فعلت.


      أخي الكريم، اجعل فكرة الزواج من ثانية آخر حل، واعمل جاهدًا على الإصلاح، صارِحها أنك تعبت مما هي عليه، ومِن ناحيتك قدم لها الحب، وانظر إليها بمنظار آخر.


      تذكَّر ساعات الصفاء والسعادة، وابتعدْ عن تفكيرك أيام التعب والمشاحنات، وحاول التقرُّب إليها، وأغدق عليها الهدايا، وقابلها بكلمات الغزل، فالزوجات يُحببْن هذا من أزواجهن، واجعلها تشعر أنها ما زالت في نظرك صبية كما كانت مِن قبلُ، واعلم أن الجمال الخارجي لا يدوم، وأنها إن كبرت في السن فأنت أيضًا قد كبرت.


      إن لم تنفع كل المحاولات، ولم تعد تستطيع الاستمرار، وكنت مصرًّا على الزواج الثاني، فعليك بالاستخارة، والدعاء إلى الله تعالى أن يلهمك طريق الرشاد، وأن يعينك ويسدِّد خطاك.


      والله الموفِّق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      شبكة الألوكة



      التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:05 PM.

      تعليق


      • #4
        رد: فتاوى وإستشارات أسرية
        مساعدة الخاطب في الاطلاع على صورة مخطوبته


        السؤال: أرادت خالتي أن تتزوج وطلبت مني أن أدلها على طريقة إرسال الصور ، لترسلها إلى أخت الرجل ، وهو أيضا سيطلع عليها ، فهل أثمت ؟


        الجواب:
        الحمد لله
        أجاز الشارع نظر الخاطب إلى المخطوبة ، لحصول المصلحة الراجحة من وراء ذلك ، والأصل أن ينظر إليها ذاتها ، لا إلى صورتها ، لأن المصلحة المتعلقة بالنظر لا تحصل كما ينبغي إلا بالنظر إلى ذات المخطوبة ، ولأن الصورة لا تحكي الحقيقة غالبا .
        إلا أنه ربما لا يتمكن الخاطب من النظر إلى المرأة ، فيحتاج إلى النظر إلى صورتها ، فيتحصل له بالنظر إلى الصورة انطباع عام ، يمكنه به أن يقرر بصورة مبدئية الموافقة أو الرفض ، حتى إذا ما تمكن من النظر إليها بعد ذلك قطع بالخطبة أو عدمها .
        فإذا احتاج الخاطب إلى النظر إلى مخطوبته فلم يتمكن إلا من النظر إلى صورتها ، وكان جادا في خطبته ، فلا حرج في ذلك للمصلحة الراجحة ، ولكن بشروط ذكرناها في جواب السؤال رقم : (132499) ، والتي منها : أن يكون الظاهر من الصورة هو وجه المرأة وكفاها ، وما جرت العادة بكشفه أمام المحارم ، كالرأس والرقبة ، وأن تكون رؤيته للصورة عن طريق وسيط ثقة مؤتمن ، وألا يحتفظ الخاطب بهذه الصورة ، وألا يراها غيره .
        فإذا تحققت الشروط التي أشرنا إليها : فلا حرج عليك فيما فعلت ، إن شاء الله .
        ومتى صرف رأيه عن هذه الخطبة ، لم يحل له أن يحتفظ بهذه الصورة ، ولا أن ينسخ منها شيئا ، ويجب عليها أن يردها إلى صاحبتها ، أو إلى الوسيط الذي توسط في إيصالها .


        والله تعالى أعلم
        موقع الإسلام سؤال وجواب



        التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:06 PM.

        تعليق


        • #5
          رد: فتاوى وإستشارات أسرية
          السؤال:
          لقد تقدم لخطبتي شاب وقد اعترف لي بأنه يتقاضى رشوة في عمله بالطبع رفضت الموضوع وقلت له : إما أن نتعاون على العيش على طاعة الله أو أن نفترق ، فرفض النقاش بتاتا بحجة أن ندع ذلك حتى يتم الزواج فقررت عدم الاستمرار معه ، أحيانا أقول : هل كنت مخطئة عندما رفضت تأجيل الموضوع فقد أكون سببا لعدم هدايته وربما لم أعطه فرصة ليتغير بعد الزواج ، خاصة وأنني كنت أرى أن قبضه للرشوة نقص في دينه .




          الجواب :
          الحمد لله
          الرشوة أمر محرم ، لا خلاف في تحريمه ، وهي من كبائر الذنوب ، وقد جاء في الرشوة من الوعيد واللعن ما يرهِّب العاقل من الإقدام عليها ، فقد أخرج أبو داود (3580) ، والترمذي (1336) ، وابن ماجه (2313) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " .

          ولا شك أن فاعل الرشوة فاسق ؛ لمخالفته أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامه بأمر يعرضه للعن الله سبحانه له ، والفاسق لا يستحق التزويج من المؤمنة ؛ لأنه ليس كفؤا لها ، ولأنه ليس مرضيا في دينه ولا خلقه ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتزويج صاحب الدين والخلق ، فقد أخرج الترمذي (1084) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن الترمذي" .

          وجاء في " الشرح الكبير وحاشية الدسوقي " (2 / 249) : " وَحَاصِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَنْعُ تَزْوِيجِهَا مِنْ الْفَاسِقِ ابْتِدَاءً ، وَإِنْ كَانَ يُؤْمَنُ عَلَيْهَا مِنْهُ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا وَلَا لِلْوَلِيِّ الرِّضَا بِهِ ، وَهُوَ ظَاهِرٌ ؛ لِأَنَّ مُخَالَطَةَ الْفَاسِقِ مَمْنُوعَةٌ ، وَهَجْرُهُ وَاجِبٌ شَرْعًا ، فَكَيْفَ بِخُلْطَةِ النِّكَاحِ ؟ .... " انتهى .
          وبذلك تعلمين : أن ما أقدمت عليه من رفض الارتباط بهذا الشاب الذي يعترف بتقاضي الرشوة ، ويرفض مناقشة الأمر قبل الزواج : أمر حسن ، وقرار صحيح موفق منك ، فلقد كان الواجب عليه أن يسارع إلى التوبة من فسقه ومعصيته ، مرضاة لرب العالمين ؛ ثم لست أنت مسؤولة عن شيء من عمله ، ويكفيك منه أن بذلت له النصح ، وطلبت من أن يبدأ في تصحيح مساره ، نسأل الله سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ، وأن يبدلك رجلا خيرا وأطوع لله منه .

          والله أعلم .
          موقع الإسلام سؤال وجواب



          التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:08 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: فتاوى وإستشارات أسرية
            هل يجوز له أن يمكّن أخته من رؤية خطيبها خارج المنزل دون علم أبيه ؟


            السؤال:
            تقدم لخطبة أختي شاب يحفظ القرآن ، وعلى خلق ، ويوجد قبول مبدئي ، ولكن أختي لم تره إلا نظرة عابرة ، وأنا أريد الرؤية الشرعية قبل أن تتم الخطوبة ؛ لتحقيق التوافق والراحة النفسية بينهما ، لكن والدي يرفض الرؤية الشرعية ويريد إتمام الخطوبة مباشرة ، فهل يجوز أن ترى أختي هذا الشاب رؤية شرعية في حضوري ، ولكن خارج المنزل بدون معرفة الأب ، وإذا كان يجوز ، فما هي الشروط ؟




            الجواب :
            الحمد لله
            أولا :
            يشرع للخاطب أن يرى مخطوبته ويتمكن من ذلك ، كما يشرع لها أيضا أن تتمكن من رؤيته.
            حتى إذا تمت الموافقة على مشروع الزواج تمت على بينة .
            روى أبو داود (2082) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ ) قَالَ : فَخَطَبْتُ جَارِيَةً فَكُنْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى رَأَيْتُ مِنْهَا مَا دَعَانِي إِلَى نِكَاحِهَا وَتَزَوُّجِهَا فَتَزَوَّجْتُهَا .
            حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .


            وله أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها مما يظهر غالبا كالوجه والكفين والرقبة والقدمين.
            قال في "الروض المربع" (ص332) – مع أصله - :
            " ويباح لمن أراد خطبة امرأة ، وغلب على ظنه إجابته : نظر ما يظهر غالبا ، كوجه ورقبة ويد وقدم " انتهى .


            وقال علماء اللجنة :
            " يجوز لمن أراد أن يتزوج امرأة أن ينظر عند خطبتها إلى وجهها بلا تلذذ ولا شهوة ، ودون خلوة بها باتفاق العلماء ، وقد شرع ذلك رعاية للحاجة ، ورجاء أن يؤدم بينهما إذا تزوجها ، وفي ذلك الكفاية ؛ لأن الوجه مجمع المحاسن ، وبه تندفع الحاجة ، وأجاز بعض الأئمة النظر إلى الكفين أيضا وما يظهر من المرأة غالبا مما يدعو إلى نكاحها ، ويجوز للخاطب أن يرقبها أثناء سيرها في الطريق ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (18/ 75) .
            وينظر : إجابة السؤال رقم : (2572) .


            ثانيا :
            إذا كان الأمر على ما ذكرت ، فلا حرج عليك في تمكين أختك من رؤية هذا الخاطب ، وتمكينه من رؤيتها ، ولو كان ذلك خارج المنزل ، بشرط وجودك ، أو وجود محرم لها أثناء ذلك ؛ فالمهم ألا يكون ذلك في خلوة ، ولا مظنة فتنة ، كما سبق في كلام أهل العلم .
            قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
            " ينظر الوجه ، والرأس ، واليدين ، والرجلين ، بشرط ألا يخلو بها , بل يكون عندها أحدٌ من محارمها , لابد أيضاً من أن يأمن الفتنة , فينظر بقدر الحاجة ، ولا حرج عليه إذا لم يتمكن من رؤيتها في المرة الأولى أن ينظر إليها مرة أخرى , لكن بالشرط الذي ذكرناه ، وهو ألا يخلو بها , لأن الخلوة بالمرأة محرمة , كذلك ينبغي ألا تتجمل أو تزين وجهها عند نظره إليها ؛ لأن ذلك قد يُنْتِج نتيجة عكسية , فإنه إذا نظر إليها وهي قد تجمَّلت وتحسَّنت , يراها جميلة أكثر مما هي عليه في الواقع ، فحينئذٍ إذا دخل عليها ونظر إليها على حسب الواقع ربما يرغب عنها ويزهد فيها " انتهى من " فتاوى سؤال من حاج " (ص 39) .


            لكن عليك أن تتحفظ من علم والدك بذلك ، حتى لا يغضب ، أو يرفض تزويجها منه ، متى وقع القبول .
            وإذا أمكن استرضاؤه ، وإقناعه بذلك : فهو أحسن وأولى .


            مع تنبيهنا إلى أن الرؤية العابرة التي ذكرتها ، إن كانت تكفي أختك ، وتكفي الخاطب أيضا في تكوين رأيه ، وحدوث القبول بينهما : فهذا هو المطلوب ، ولا يلزم أن تكون هناك رؤية مباشرة .

            والله أعلم .
            موقع الإسلام سؤال وجواب



            التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:14 PM.

            تعليق


            • #7
              رد: فتاوى وإستشارات أسرية
              يقدم مصلحة أمه دائما على مصالح زوجته فما حكم ذلك؟


              السؤال:
              في رمضان الماضي كنت مريضة ، كنت أعاني من قرحة ، وانتفاخ في المعدة ، والأمعاء الغليظة ، وكنت أعاني من ألم شديد ، ولا أستطيع التنفس ، فقلت لزوجي : يأخذني للطبيب ، لكنه لم يرد أخذي ، وقال لي : سأصطحب أمي لتشتري الملابس ، فقلت له : أنا لا أستطيع أن اصبر ليومين آخرين ؛ لأن حالتي تسوء ، رغم ذلك لم يأخذني ، ومرة بعد ولادتي القيصرية تعرضت لإلتهاب في موضع العملية، فرفض اصطحابي ، وقال : سأصطحب أمي إلى الحمام الطبيعي ، وبعد غد سآخذها لتتفسح ، قلت له : المرض أولى ، ويمكنك أن تأخذها في يوم آخر ، دائما يقول لي : الأولوية لأمي حتى لو تموتين ، أمي التي تدخلني الجنة ، وليست أنت ، أعرف أن الأولوية لأمه ، لكن هل حتى في حالة المرض عليه أن يلبي رغبات أمه وزوجته تعاني ، ما حكم الشرع في هذه الحالة ؟




              الجواب :
              الحمد لله
              ليس من شك في أن الأم هي أعظم الناس حقا على ابنها ، وأن برها من أوجب الواجبات عليه ، قال الله تعالى : (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ) الأحقاف / 15 .
              وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ ، قَالَ : (أُمُّكَ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : ( ثُمَّ أُمُّكَ ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : (ثُمَّ أُمُّكَ) ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ ، قَالَ : (ثُمَّ أَبُوكَ) رواه البخاري (5971) ، ومسلم (2548) .

              لكن ذلك لا يعني ألا يعطي الرجل الآخرين حقوقهم ، بل الواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه ، ويوازن بين هذه الحقوق ، ويجمع بين ما يقدر عليه من المصالح ، ويحسن سياسة بيته وشأنه .
              وإذا كان الله تعالى قد أمر بالإحسان إلى الأم فقد أمر أيضا بالإحسان إلى الزوجة ومعاشرتها بالمعروف ، قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ من الآية 228 .
              وقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/ من الآية 19 , قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : " وهذا يشمل المعاشرة القولية ، والفعلية ، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته ببذل النفقة ، والكسوة ، والمسكن ، اللائق بحاله ، ويصاحبها صحبة جميلة ، بكف الأذى ، وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة ، والخلق ، وأن لا يمطلها بحقها ، وهي كذلك عليها ما عليه من العشرة ، وكل ذلك يتبع العرف ، في كل زمان ، ومكان ، وحال ، ما يليق به" .
              انتهى من " تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن " ( ص 132 ) .
              ويراجع الفتوى رقم: (125457).

              وإذا كان الإحسان إلى الأم طريقا إلى الجنة ، فالإحسان إلى الزوجة أيضا طريق إلى الجنة لأنه امتثال لأمر الله تعالى ، وكل امتثال لأمره سبحانه يقرب إلى رضوان الله وجنته.
              فالواجب على الرجل أن يلتزم العدل وأن يعطي كل ذي حق حقه .

              وإذا كان زوجك يحمد على بره بوالدته إلا أنه يحتاج إلى معرفة الموقف الصحيح حينما تتعارض مصالح والدته مع مصالح زوجته ، فليس معنى أن حق الأم آكد عليه من حق الزوجة : أن جميع مطالب الأم تُلبى وتقدم على مطالب الزوجة .
              فقد تكون مطالب الأم نوعاً من الكماليات ، كالتنزه ، أو نوعا من الحاجات التي يمكن تأجيلها ولا يلحق الأم بسبب ذلك مشقة ولا أذى كشراء ثياب مثلا ، وفي الوقت ذاته تكون مطالب الزوجة من باب الضرورة أو الحاجة الشديدة التي ينبغي أن تُلبى فورا ، وتأخيرها يضر الزوجة أو يؤذيها أذى شديدا ، ففي هذه الحالة على الزوج أن يقدم حاجة زوجته على مطالب والدته ، ولا يكون بذلك عاقا أو مقصرا في حق الأم ، بل يكون موافقا لحكم الله ، فقدَّم ما أمر الله بتقديمه .
              وقد ذكر القرافي رحمه الله الضابط فيما إذا تعارضت الحقوق ، ماذا يقدم منها ؟
              فقال في كتابه "الفروق" (2/358، 359) :
              "ويقدم الفوري على المتراخي".
              والفوري هو ما لم يأذن الشرع بتأخيره ، والمتراخي ما أذن بتأخيره ، ودفع ضرورة المضطر أو حاجته – كالمرض – فوري ، لأنه إزالة لألم موجود بالفعل .
              وقال أيضا : "ويقدم ما يخشى فواته على ما لا يخشى فواته ، وإن كان أعلى مرتبة منه ، كما تقدم حكاية قول المؤذن على قراءة القرآن ، لأن قراءة القرآن لا تفوت ، وحكاية قول المؤذن تفوت بالفراغ من الأذان".

              وقد نص أهل العلم ـ أيضا ـ على أنه "إذا تزاحمت المصالح قدم الأعلى منها" .
              انتهى من "تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن" (1 / 169).
              ولا شك أن الضرورات تقدم على الحاجيات والحاجيات تقدم على التحسينيات.

              وهذا ينطبق تماما على ما ذكرته ، فإغاثة الملهوف ومعالجة المريض المتألم أمر يخشى فواته ، بأن يتفاقم المرض ويزداد الألم ، أما شراء ثوب لوالدته – عندها غيره - ، أو الذهاب إلى الحمام الطبيعي أو التنزه فأمر لا يفوت ، ويمكن تأجيله .
              غير أننا نأمل منك أن تعذري زوجك بقصده الحسن ، وأن يكون التفاهم معه حول ذلك ، بنصح هادئ ، وتسامح ، وإغضاء عن بعض الحقوق ؛ ومن ذا الذي ما ساء قط ؟ ومن له الحسنى فقط ؟
              نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، وأن يصلح ذات بينكما ، ويجمع بينكما في خير حال .


              والله أعلم.


              التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:19 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: فتاوى وإستشارات أسرية
                حكم طلب الطلاق لغياب الزوج كل شهر مدة تزيد عن نصف الشهر لظروف العمل


                السؤال:
                أنا شابة متزوجة ، وعمري 24 سنة ، وعندي طفلة عمرها عام ، مر على زواجي عامين ، وزوجي يعمل بعيدا ، ولا يأتي إلا بعد مرور شهر ، ويأتي لقضاء 10 أيام ، ثم يعود إلى العمل. وـ الحمد لله ـ نمتلك منزلا للعيش فيه ، ولكن ليس في منطقة عمله ، ومشكلتي هي : إنه قبل زواجنا وعدني أن يأخذنا معه إلى مكان عمله للعيش بقربه ، ولكن بعد زواجنا تغير الأمر ، ولم نذهب معه ، وقال : لن يأخذنا حتى يجد المنزل ، مر شهر وشهرين ، وهكذا ، ونحن ننتظر ولم يجد المنزل ، وقد كنت أسكن عند عائلته حتى اكتشفت أني حامل ، قلت له : إني أحتاج وجودك معي ، ولكن نفس الجواب لم يجد المنزل هناك في منطقة عمله ، حتى إني مرضت كثيرا في حملي ، والحال لم يتغير ، وقال لي : إنه سيقوم بنقل عمله للعيش معنا ، اقترب موعد ولادتي ولا جديد في ذلك ، كان يأتي بعد شهر من الغياب ويعود بعد قضاء 10 أيام معنا ، حتى ولدت ابنتي ، وأنا أنتظر وجوده معنا . بدأت المشاكل تكبر في منزل عائلته ، حتى أحسست أن مكوثي معهم أصبح مضيقة لهم ، و كان لا يتصل بي إلا أحيانا ، ولا يسأل عن والديه ، وكانوا دائما هم المسؤولون عني ، حتى قلت له : خذنا معك ، نحتاجك أنا وابنتك معنا ، لكن بدون جدوى ، في الشهور الأخيرة من العام الماضي مرض أبيه ، وقال لي : يجب أن أكون بجانب والديه ، وأخدمهم ، ولن يستطيع أخذنا معنا . من الشهور الأولى من زواجنا لا يحب أن يجلس في المنزل معنا أبدا ، كثير الخروج ، ولا يحب التحدث ، دائما يشاهد التلفاز بصمت ، أو يذهب للنوم ، أحاول لفت نظره ، والتحدث معه ، لكن لا يستجيب ، حتى بدأت أشعر بالملل من هذا الحال ، معظم الأوقات غائب عني ، وفي حال وجوده لا يحب أن يكون معي ، حاولت كثيرا في التحدث معه ـ يقول : أنا هكذا ، ولا يشاركني في أموره الخاصة ، دائم الهروب ، أتجمل له ، وألبس له ـ لكنه يفضل الخروج دائما ، سئمت من العيش معه ، هل من حقي طلب الطلاق ؟



                الجواب :
                الحمد لله
                الذي نوصيك به أن تصبري فإن في الصبر على ما يكرهه الإنسان خيرًا كبيرًا ، وقد أمر الله تعالى عباده بالصبر والمصابرة فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران/ 200 .
                ويراجع الحديث عن فضل الصبر وحكمة البلاء في الفتوى رقم : (71236).

                وأما سكنك مع أهل زوجك فينظر في طبيعته فإن كان مسكنا مستقلا بمرافقه ، ولكنه مجاور لمساكنهم ، أو في نفس البناية ، فهنا يكون الزوج قد أدى ما عليه ، وفعل ما ألزمته به الشريعة الغراء ، من توفير مسكن مستقل للزوجة .
                وأما إن كنت تسكنين مع أهله في سكنهم الخاص ، ولم يوفر لك مسكنا مستقلا : فهنا يكون الزوج مقصرا ، فإن من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (94965).

                وأما مطالبته لك بأن تخدمي أهله : فهذا لا يلزمك ، وإنما هذا من مكارم الأخلاق ، ومن حسن معاشرتك لزوجك ولأهله ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (120282).
                وإن كان من نصيحة أخيرة لك وللزوج فإنا ننصحه بأن يعاشر زوجته بالمعروف قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.
                وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ، من الصحبة الجميلة ، وكف الأذى ، وبذل الإحسان ، ولين القول ، وحسن المعاملة كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (199119).
                وعليه أن يحاول جاهدا لكي يضم زوجته وولده إلى كنفه ورعايته بحيث يسكنون معه ، فإن قصر في ذلك، فينظر : فإن كان قد وفر لك مسكنا مستقلا فقد خرج من عهدة المطالبة بالسكن.


                وإن لم يوفر مسكنا مستقلا ، فهنا يلزمه أن يوفره فإن لم يفعل جاز لك طلب الطلاق للضرر . وإن كنا في كل الأحوال لا ننصح إلا بالصبر والتأني في معالجة الأمور ، خصوصا وأن غياب زوجك عنك ليس بالوقت الطويل ، فإنه يغيب فقط لمدة عشرين يوما لظروف عمله ، ويرجع ليمكث معكم عشرة أيام ، ومثل هذا كثير في الأسر ، وبإمكان المرأة أن تتكيف عليه ، وتتعايش معه ، متى ما جعلت الحفاظ على بيتها وأسرتها : هدفا أساسيا لها ، ومحورا في حياتها .
                وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (233628) ، ورقم : (240905) .


                والله أعلم.
                موقع الإسلام سؤال وجواب



                التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:20 PM.

                تعليق


                • #9
                  امتلأ قلبها بالوساوس بسبب زواج زوجها عليها وتريد الخلع
                  السؤال :
                  هل يشرع أن تطلب المرأة الطلاق إذا تزوج عليها زوجها ، وكانت شديدة الغيرة ، وحساسة ولا تتحمل ذلك ، وكانت تخاف أن تفتن في دينها من شدة ذلك ، لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام بمنع علي من التزوج على فاطمة رضي الله عنهم ؟ وهل هذا دليل على إنما يتزوج الرجل على المرأة الناقصة لحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه اكتمل أربع من النساء آسيه ومريم وخديجة وفاطمة رضي الله عنهم الرجا ء الجواب بمصداقية ؟ لأني أشعر بالألم ، وفؤادي محترق ، أبكي بالليل والنهار ، وشهيتي مقفولة ، وانتكست ، وتركت النوافل ، وقيام الليل ، كنت قبل فترة أقبل التعدد ، ولكن كلما أتذكر الآن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه نهيه علي عن التزوج على فاطمة رضي الله عنهم ؛ لأنها بضعة منه وما (يؤذيها) (يؤذيه) فيه دلالة صراحة على أن الزواج على الزوجة (أذى) لها ، وإن كان فيه المصلحة بالنسبة للرجال ، فإذا كانت لا ترضاه سيدة نساء العالمين فهل يحق لنا أيضا؟ ثم إن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن نقارن أنفسنا فيهن فهن زوجات نبي الأمة عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة ، أي إن هذا لا يمكن أن يَصْب إلا في صالحهن.. أما نحن فماذا نستفيد ؟ ثانيا : إني أجد في قلبي ما لا يقال أبدا ، وأخاف أن هذا نقض إيماني حقا ، وأسئلة تعاودني بلا جواب فهل علي توبة ؟ وماذا أفعل لأطهر قلبي ؛ لأني أتوب ثم يرجع قلبي محروق ، وأتكلم بكلام لا يليق داخل نفسي ، وأشعر أن هذا ليس له نهاية ؟ وهل علي إثم بهذا السؤال؟ وكيف أعرف إذا لُعِنت؟ وهل أعمالي لا تقبل الآن ، أرجو الجواب على كل تساؤلاتي بالتفصيل ؛ حتى يسلم قلبي .



                  الجواب :

                  الحمد لله
                  أولا :
                  التعدد حق شرعه الله تعالى للرجل بقوله تعالى : ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) النساء/ 3 .
                  وفيه من الحِكَم ما لا يخفى ، فأنت بما حباك الله تعالى به من نعمة الزوج ، ربما لا تدركين ما تتجرعه المرأة العانس التي لم تتزوج ، أو الأرملة والمطلقة التي صارت بلا زوج ، فلماذا تبخلين بفضل الله تعالى على أخت لك مسلمة ؛ تشاركك في زوجك ، وبهذا يندفع عنها ألم الوحشة ومرارة الوحدة .
                  في حين أنك لن تفقدي زوجك بذلك ، ولا ينبغي أن تتركيه ، غاية ما هنالك أن نصيبك منه سوف يكون أقل من ذي قبل ؛ هكذا إذا كان الأمر قاصرا على الحساب العاجل ، ومقاييس المكسب والخسارة المادية .
                  لكن الأمر سوف يختلف إذا كنت ستحتسبين عند الله تعالى هذا الوقت والمال الذي سيخص به زوجك زوجته الأخرى ، وترجين من الله الخلف عما فاتك ، والبركة والفضل فيما آتاك .

                  إننا يا أمة الله نخاطب فيك الإيمان ، ونخاطب فيك العقل ، فلا يستفزنك الشيطان فيحملك على طلب الطلاق أو الخلع ، فتصيرين بلا زوج ، وتضيعين أسرتك وأولادك إن كنت ذات ولد ، ثم تنقشع عنك سكرة الغضب والغيرة ، فتجدين نفسك قد خسرت ما لعلك تعجزين عن تعويضه مدى الحياة !!

                  إن الطلاق مهما كان سببه – وقعه على المرأة شديد ، وتأثيره على المرأة في علاقاتها الاجتماعية ، ونظرة المجتمع لها شديد ، لا تتحمله أكثر النساء .
                  ولا يرتاب عاقل في أن صبر المرأة على التعدد خير لها وأهون من صبرها على أن تعود إلى بيت أهلها ، ثم تبقى هكذا بلا زوج ، في غالب حالها ؛ وقد كانت العرب تقول : زوج من عُود ؛ خير من قعود !!
                  ولسنا نقول : إن التعدد لن يؤثر عليك بشيء مطلقا ، ولكننا نقول : إن بإمكانك أن تتعايشي مع هذا الوضع الجديد ، وتتكيفي معه ، وتندمجي من خلاله في حياتك الطبيعية ، كما عاش النساء دهرهن قبلك ، وكما سيعشن بعدك إلى ما شاء الله .
                  وإنما يمكنك أن تفعلي ذلك ، متى استعنت بالله تعالى ، وتكلفت الصبر والتحمل ، حتى ييسر الله لك أمرك ، ويكشف غمك ، ويصلح شأنك ، ويبارك لك في زوجك وأسرتك ، وبيتك .

                  وتأملي ـ يا أمة الله ـ في عاقبة الطلاق ، فلن تكون أهون مما أنت فيه ، إذا تدبرت في أمرك بحكمة وروية ، وعلمت حال كثير ممن طلبن الطلاق بسبب ذلك ؛ وكيف أنهن قد ندمن على ذلك كل الندم ، وتمنين أن لم يكنَّ قد فعلن ذلك ؛ ولكن بعد فوات الأوان ، وركوب متن العناد والشطط ، وطاعة الغضب الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا يوقع صاحبه إلا في الشر .

                  والنصيحة لك أن تستعيني بالله تعالى ، وتقفي بين يديه سبحانه في ليل طويل تتضرعين وتبثين شكواك إليه ، وهو سبحانه القادر على أن يذهب عنك ما مسك الشيطان به من نصب وعذاب ، قال تعالى لنبيه الكريم : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا . وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) الإنسان/ 24، 26 .
                  وقال جل شأنه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/ 153 " أوصى سبحانه عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين" .
                  انتهى من " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " (1 / 12).
                  ثانيا :
                  أما طلب المرأة الطلاق بسبب التعدد ، فلا يجوز ذلك ، وليس مجرد التعدد من الأسباب التي تبيح للمرأة أن تطلب الطلاق ، فإن الله تعالى أباح للرجل التعدد مع ما يصيب المرأة منه من هم وضيق .
                  لأن الإسلام ينظر في هذا إلى المصالح العامة المتعلقة بالمجتمع والتي تترتب على التعدد ، فتلك المصالح تقدم على مصلحة المرأة في الانفراد بزوجها .
                  وليست مصلح التعدد راجعة إلى الرجل وحده – كما ذكرت في سؤالك – وإنما هي مصالح للمجتمع كله .
                  فلو أبيح للمرأة أن تطلب الطلاق بسبب ذلك ، لكان في هذا مضادةٌ للحكمة التي أرادها الله من مشروعية التعدد ، وتضييعٌ لها .
                  ولكننا قدمنا في السؤال رقم : (186325) أن المرأة إذا لم تستطع أن تتحمل ذلك وخشيت أن لا تؤدي حق زوجها فيجوز لها طلب الطلاق .
                  وينظر أيضا للفائدة جواب السؤال رقم : (165543) .
                  ولكن هذا ليس هو الحالة المرضية ولا الطبيعية ، وإنما هو من أجل قصور المرأة وقلة صبرها ، فهذه حالة استثنائية لا ننصح بها المرأة ، ثم لا تدري لعلها تطلب الطلاق ، ثم يتبين لها بعد فوات الأوان أن ما كانت فيه أهون مما صارت إليه .

                  ثالثا :
                  أما منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من الزواج على ابنته فاطمة رضي الله عنها ، فهذا لا يصح الاستدلال به لكل امرأة ، وإنما هو لخصوصيةٍ لفاطمة رضي الله عنها ، ولخصوصيةٍ لأبيها عليه الصلاة والسلام ، فليست أذيته وأذيتها كأذية سائر الناس ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (162287).

                  وأما قولك ، عن تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك : " لا يمكن إلا أن يصب في صالحهن " ؟ ؛ فيقال فيه : إن هذا مجرد دعوى ، ودعوى غريبة أيضا ، لم تعرف أن حقيقة النساء واحدة ، وأن الغيرة من ذلك الأمر : هي أمر عام مشترك في النساء جميعا ؛ وإلا فاسألي نفسك يا أمة الله : أي مصلحة لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في أن يتزوج عليها ، ويقل نصيبها من قسمه ، ويضعف حظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
                  وأي امرأة أحق بالغيرة على زوجها ، والحرص عليه ، والشح بكل لحظة تفوتها منه ؛ من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟
                  لكنه : الدين الذي يعصم ، يا أمة الله !! والرضا بالله ، وبما شرعه لعباده ؛ وهذا هو الفرق حقا ، وهو ما نريد أن نهرب منه ، ولا نتحمله مشقة الجهاد فيه ، والصبر عليه .

                  وأما قولك : " وأما نحن فماذا نستفيد ؟ " ، فالجواب عنه : أننا نستفيد التسليم لأحكام الله تعالى والرضا بها ، وعدم الاعتراض عليها ، وكفى بها من فائدة ، فإن هذا هو حقيقة الإسلام وأصل الإيمان .

                  نعم كراهية المرأة لزواج زوجها بأخرى أمر طبيعي وفطري ، لكن الألم والكراهة الطبيعية شيء ، والتسليم لأمر الله وشرعه ، والرضا به ربا ، وبنبيه رسولا ، وبالإسلام دينا : شيء آخر .
                  وقد نص أهل العلم ـ كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى ـ على أنه " ليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره ، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه ، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه وقالوا : هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر ، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان ؟
                  والصواب : أنه لا تناقض بينهما ، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى , كرضى المريض بشرب الدواء الكريه ، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر ، بما يناله من ألم الجوع والظمأ ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها" .
                  انتهى من "مدارج السالكين" (2/175) .

                  وبهذا تعلمين أن ما تجدين في صدرك من ضيق وحرج : هو أمر طبيعي فطري ، ما لم يصاحبه تسخط على أحكام الله تعالى ، أو كراهية لها ، أو يحملك ذلك على فعل شيء محرم , وقد سبق بيان هذه المسألة بالتفصيل في الفتوى رقم : (148099).

                  وأنت إن شاء الله لا يظهر منك – كما هو واضح من السؤال – كراهة لأحكام الله ، بل الواضح أنك فقط تعانين من الجزع ، وقلة الصبر وضيق الصدر ,،وتخافين أن يجرك هذا إلى المكروه من الاعتراض على أحكام الله جل وعلا ، وهذه المخاوف علامة الإيمان .

                  وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بأن كراهية هذه الوساوس من علامات الإيمان وذلك فيما أخرجه مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : " جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ؟ قَالَ : ( وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ ) ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ: ( ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ) .
                  قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان ، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قالت الصحابة : يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به. فقال : ( ذاك صريح الإيمان ). وفي رواية : ما يتعاظم أن يتكلم به. قال : ( الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة).
                  أي : حصول هذا الوسواس ، مع هذه الكراهة العظيمة له ، ودفعه عن القلوب : هو من صريح الإيمان ، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه ، فهذا عظيم الجهاد" .
                  إلى أن قال : " ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعُبَّاد من الوساوس والشبهات ، ما ليس عند غيرهم ، لأنه (أي الغير) لم يسلك شرع الله ومنهاجه ، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه ، وهذا مطلوب الشيطان ، بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة ، فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى " انتهى ملخصا من " مجموع الفتاوى " (7 / 282) .

                  فمجرد هذه الوساوس لا تضرك إن شاء الله تعالى ، وينبغي إذا عرضت لك أن تستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم ، وأن تقطعي التفكير فيها .

                  ويراجع الفتوى رقم : (12315).


                  والله أعلم.
                  موقع الإسلام سؤال وجواب
                  التعديل الأخير تم بواسطة الراغبة في لقاء الله; الساعة 10-04-2019, 09:23 PM.

                  تعليق


                  • #10

                    تزوجها دون علم والديه ولا يبقى معها إلا ساعتين في اليوم وقد سئمت الحياة معه


                    السؤال :
                    زوجي يعيش مع والديه ، قدّم لي مسكنا أنا وطفلي البالغ سنةً نعيش وحدنا في البيت ، والديه لا يعلمان حتى شيئاً عن زواجه ، الآن مضت ثلاث سنوات ، يزورنا يوميّاً لمدةّ ساعتين إلى ثلاث ساعاتٍ فقط ، لا يمضي وقتاً ممتعاً مع طفله ، ماذا يقول الإسلام عن زوجٍ مثل هذا؟ هل يجب عليّ مواصلة العيش هكذا ؟ تجادلت معه كثيراً حول هذا الأمر ، لكن في كل مرّةٍ يعطي أعذاراً لوالده لأنّه مريضٌ بالقلب ، أرجو نصحي ، فأنا سئمت من هذه ا
                    لحياة.

                    الجواب :


                    الحمد لله

                    إذا كان زوجك يقوم على نفقتك ورعايتك، ويزورك كما ذكرت كل يوم ساعتين أو ثلاث، فينبغي أن تصبري، وتعينيه، ولا تنغصي عليه عيشه.

                    وما ذكرت – من قلة زيارته لكم - أمر متوقع ما دام والداه لا يعلمان بالزواج، وقد رضيت أنت بذلك ابتداء.

                    فاصبري، واحتسبي، وأعيني زوجك، والتمسي له العذر في مرض والده ، وعدم قدرته على إخباره بالزواج لتنالي حقوقك كاملة، واعلمي أن الصبر عاقبته الفرج، وأن مع العسر يسرا.

                    والزوج إذا قام بالنفقة، ووفر السكن المستقل، ولم يغب عن زوجته أكثر من ستة أشهر بغير إذنها، فقد قام بأصل الواجب عليه من الحقوق .

                    ثم قد بقي بعد ذلك الكمال، وحسن العشرة ، والرعاية ، وحصول الأنس ببقائه في بيته أكثر الوقت، ولعل الله أن يمن عليك وعليه ، ويتم لك قريبا إن شاء الله ، ما دام زوجك راغبا فيك ، حريصا على إكمال الحياة الزوجية معك .

                    ونوصيك بشغل وقتك فيما ينفعك من أمور الدين والدنيا، كحفظ القرآن الكريم، وحضور مجالس العلم، أو الالتحاق ببعض الجامعات أو المراكز العلمية عن بعد، والانشغال بعمل دنيوي نافع، والبحث عن الصحبة الصالحة من أخواتك المسلمات.

                    نسأل الله أن ييسر أمركما، ويصلح بالكما، ويجعل لكما فرجا ومخرجا.

                    والله أعلم.




                    موقع الإسلام سؤال وجواب

                    تعليق


                    • #11
                      هل للزوجة إزالة مانع الحمل دون علم الزوج ؟

                      السؤال :

                      زوجي مهندس ، ، ومن نفس سني ، ويعمل في مدينة سياحية، وأنا أقيم مع والدتي ووالدي في العاصمة، رزقنا الله بطفلة في السادسة من عمرها الآن، ولكن زوجي تأخذه مظاهر الدنيا ، وكل حياته في الجيم ، وأنواع الأطعمة ، وأنواع الرياضة ، والملابس الغالية ، والترفيه ، والحياة الفارهة المتكلفة ، ولا يشغل باله حال ابنتنا الآن ، أو غدا ، أو عندما تكبر ، أو كيف نريدها أن تعيش ، وأن تكون ، وأعلم أن له ميزانية خاصة لطعامه ، حيث لا يأكل إلا المستورد ، ولكن لا أتكلم ؛ حيث إنه يكفيني ما يعطيني من المال ، بالرغم من أنه لابد من الادخار لابنتنا ، وللمستقبل ، ونحتاج إلي شقة أكبر مما نحن فيها الآن ، أريد أن أنجب طفلا آخر ؛ لكي يكونوا سندا لبعض في الدنيا بعد مماتنا، لم أسأله ، ولكن أعلم أنه سيرفض خوفا من زياده المصاريف ، واختلال ميزانيته الخاصة بالرياضة ، والطعام ، وقوامه الممشوق ، وزياده أعباء الأبوة، ففكرت في أن أذهب لدكتورة النساء ، وأخلع وسيلة منع الحمل دون علمه ، واترك الحمل ليحدث بأمر الله ، وكأن الوسيلة سقطت دون أن ألتفت لهذا ، وأنه أمر الله تعالى ، ورزق من الله تعالى ، أرجو الإفادة أفعل أم لا ؟ وهل هذا حرام أم لا ؟ فلا أريد أن أنجب طفلا لا يبارك فيه الله تعالى ؛ لأني سلكت طريقا يغضب الله تعالى .

                      الجواب :

                      الحمد لله

                      من مقاصد النكاح في الإسلام وجود النسل وتكثير الأمة، وقد روى أبو داود (2050) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ ) صححه الألباني في " صحيح أبي داود " (1805).

                      وتأخير الحمل خشية عدم القدرة على الإنفاق على الأولاد فيه سوء ظن بالله تعالى؛ لأن الله عز وجل قد تكفل برزقهم فقال: (
                      نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) الإسراء / 31 .

                      كما أن كثرة الأولاد رغَّبت فيه الشريعة، والمؤمن يحسن ظنه بربه تعالى أنه هو الرزاق.

                      ولو اعتمد الناس على هذا التخوف ، لقلت الذرية ، وحصل ما يضاد رغبة الشارع من تكثيرها.

                      والإنجاب حق مشترك بين الزوجين، وليس للزوج أن يعزل عن زوجته إلا بإذنها.

                      قال ابن قدامة رحمه الله : " ولا يعزل عن زوجته الحرة إلا بإذنها.

                      قال القاضي: ظاهر كلام أحمد وجوب استئذان الزوجة في العزل...

                      لما روي عن عمر - رضي الله عنه - قال: «
                      نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها.» رواه الإمام أحمد، في " المسند " وابن ماجه.

                      ولأن لها في الولد حقا، وعليها في العزل ضرر، فلم يجز إلا بإذنها" انتهى من "المغني" (7/ 298).

                      فيؤخذ من هذا : أن الزوج ليس له أن يجبر الزوجة على عدم الإنجاب .

                      وعليه ؛ فليس للزوج منع زوجته من الحمل، ولها أن تنزع وسيلة منع الحمل دون علمه .

                      لكن ينبغي أن يتم الإنجاب بعد التشاور والتفاهم، وإزالة الوهم المتعلق بالرزق ، حتى لا يؤدي حصول الحمل إلى نزاعات قد كنت في غنىً عنها ، وربما يشق عليه تحمل تبعاتها .

                      والله أعلم.



                      موقع الإسلام سؤال وجواب

                      تعليق


                      • #12

                        أخرت زواجي لإكمال دراستي


                        ♦ ملخص السؤال:

                        فتاة لم تتزوَّج بسبب تأجيل الدراسة، وبعد أن أكْمَلَتْها وتقدَّم عمرها نَدِمَتْ، وتخاف ألا تتزوَّج!


                        ♦ تفاصيل السؤال:

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                        أنا فتاة عمري 34 عامًا، لم أتزوَّجْ بعدُ، فقد أجَّلْتُه بسبب الدراسة، وأَكْمَلْتُها والحمدُ لله، لكن بعد انتهاء الدراسة تعَسَّر هذا الموضوعُ،وأنا نادمة، وأخاف أن أعيشَ وحدي في المستقبل.

                        أرجو أن تُشيروا عليَّ بما يُمكنني فِعلُه



                        الجواب

                        بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

                        عزيزتي، الحمدُ لله أنْ مَنَّ الله عليك بإكمال دراستك، فهذه نعمةٌ عظيمة، وفَّقك الله إليها.

                        اتخذتِ قرارًا بتأجيل الزواج لحين إكمال الدراسة، فما مضى فات، فلا تتحسَّري أو تندمي على الماضي، فلعل الله كتَب لك خيرًا بتأخر زواجك.

                        توكَّلي على الله، وابذلي الأسباب، وأكثري مِن الاستغفار ودعاء الله، والتضرُّع إليه، وتحري أوقات إجابة الدعاء كثُلُث الليل الأخير، أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة، ولو كلمتِ مَن تثقين بها في أن تسعى لك، وتبحث لك عن شخصٍ مناسبٍ فلا بأس.

                        تنازَلي عن بعض شروطك في الزوج، فالمهم هو دينه وخُلُقه، وأنْ يكونَ هناك نوعٌ مِن التوافق بينكما.

                        أسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة عاجلًا غير آجل، وأن يُمَتِّعك بحياة سعيدة هنيئة

                        شبكة الألوكة

                        تعليق


                        • #13
                          حكم دخول أم الزوج لشقة ولدها والاستفادة من أدواتها وهل يلزم استئذان الزوجة؟

                          السؤال :

                          أنا شاب متزوج منذ 6 أشهر ، وأقيم في بيت العائلة ، أنا ، وأمي ، وإخواني ، وكل منا له شقة منفصلة ، ولي سؤالان. الأول : حكم تصرف أمي في مقتنيات الشقة من مكنسة ، وكاسات المياة ، وأطباق بعد أخذ إذني ، فهل يجب علي أخذ إذن زوجتي في ذلك ؟ الثاني : أبقيت مع أمي نسخة من مفتاح الشقة للطوارئ ، حيث إنها لا تدخلها إلا بإذني أو عند الضرورة ، وزوجتي تقول : إنه لا يحق ذلك ؛ لأن السكن من حقها ، ولا يحق لأحد التصرف فيه ، أو مقتنيات الشقة إلا بإذنها حتي لو كان الزوج ، فهل هذا صحيح ؟


                          الجواب :

                          الحمد لله

                          أولا:

                          من حق الزوجة أن يكون لها مسكن خاص مع زوجها، لا يشاركها فيه أحد، لا أب ولا أم ولا قريب؛ لقوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق/6

                          وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، ورأوا أن للزوجة الامتناع من السكن مع أبي الزوج وأمه وإخوته.

                          وينظر كلامهم في جواب السؤال رقم (94965).


                          ولا حرج في إعطاء والدتك مفتاحا للشقة بحيث لا تدخلها إلا للضرورة ، كأن تكونوا مسافرين، أو عند حصول ضرر فادح كحريق مثلا ، ونحو ذلك من الحالات الاستثنائية .

                          وأما حال وجودك فيها، أو وجود زوجتك، أو عدم وجود أمر اضطراري كالذي ذكرنا : فالأصل ألا تستعمل المفتاح، بل تطرق الباب ، فإن فُتح لها، فذاك، وإلا رجعت؛ لقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) النور/ 27، 28

                          والذي نراه ألا تدع المفتاح مع والدتك إلا في حال السفر، فهذا أبعد للمشاكل التي تنتج عادة بين الأم والزوجة.

                          ولأن تقييد الأمر بالإذن والضرورة قد لا يفهم على وجهه الصحيح، والسلامة لا يعدلها شيء.

                          ثانيا:

                          مقتنيات الشقة إن كانت للزوجة، كالتي أحضرتها في جهازها، أو كتبها الزوج في ما يسمى بالقائمة ، أو جرى العرف على أنها من حق الزوجة في حال الانفصال : فهي ملك للزوجة، ويلزم إذنها قبل أخذ شيء منها.

                          وينبغي للزوجة أن تطيب نفسا بإعارة ما يمكن إعارته من أطباق ونحوها، وقد ذم الله تعالى من يمنع الماعون فقال: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) الماعون/4- 7

                          قال ابن كثير في تفسيره (8/ 495): " وقوله: {ويمنعون الماعون} أي: لا أحسنوا عبادة ربهم، ولا أحسنوا إلى خلقه ، حتى ولا بإعارة ما ينتفع به ، ويستعان به، مع بقاء عينه ورجوعه إليهم...

                          وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ وسعد بن عياض، عن عبد الله قال:

                          كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون: الدلو، والفأس، والقدر، لا يستغنى عنهن" انتهى.

                          وإن كانت المقتنيات من خصوصيات الزوج ، وما يبقى على ملكه ، ولم يكتب في قائمة الزوجة ، ولم يجر العرف أنها ملكها عند الانفصال : فهذا إنما يُستأذن فيه الزوج ، لا الزوجة .

                          وينبغي أن يتفاهم الزوجان حول الأسلوب الأمثل في التعامل مع الأم ، ومراعاة شعورها دون هضم حق الزوجة، ولا إهدار خصوصيتها في بيتها ، وحقها فيه ، والعمل على تلافي أسباب المشاكل منعا لوقوعها ، والتعامل مع قد يقع منها بحكمة وروية ، ورفق وأناة .

                          والله أعلم.

                          تعليق


                          • #14
                            زوجي هجرني فماذا أفعل؟

                            السؤال

                            ♦ الملخص:

                            فتاة متزوجة مِن رجل يكبرها بـ15 عامًا، تشكو مِن هجرِه وابتعاده عنها وعدم اهتمامه بها، وتريد أن تجدَ حلًّا لما هي فيه.



                            ♦ التفاصيل:

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                            أنا فتاة متزوجة منذ عامٍ، زوجي أكبرُ مني بـ15 عامًا، أُعاني مِن هجرِه لي أيامًا كثيرة، ولا أدري السببَ الحقيقي وراء ذلك!

                            دائمًا يُخبرني أنه واقعٌ تحت ضغط العمل، مع أني لم أعِشْ معه إلا شهرينِ فقط، وذلك بسبب عمله خارج البلد الذي نعيش فيه!

                            سألتُه عن سبب هجره المستمرِّ فلم يُجبْ، حاولتُ أن أعرف هل هو مُجبر على الزواج فلم أرَ أنه كان مُرغَمًا عليه، بل على العكس تمامًا كان يَسعى إليه بكلِّ ما يَستطيع، على الرغم مِن العراقيل التي وضعَها له والدي.


                            حقيقةً لا أعلم سببَ هذا الابتعاد، كلَّمتُه وكلَّمتُ أهله ولا أدري ما يُمكن فِعْلُه!

                            طلبتُ الطلاقَ، فرَفَض وقال: لن أَجِدَ أفضل منك!!

                            فما الحل؟



                            الجواب

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

                            من الواضح أنَّ لدى زوجكِ مِن الأسباب القوية ما يَمنعه مِن اصطحابه ومرافقته إياكِ، ولذلك أسبابٌ كثيرة يصعُب عليَّ توقُّعها وسردها، حيث أعدتُ قراءة رسالتكِ أكثر مِن مرة، فلم أقفْ على ما قد يرجح سببًا دون آخر.

                            الوضع يَصعُب احتماله، وقد يُعسِّر فارق العمر بينكما سهولة التقرُّب إلى زوجكِ، وفتح حوار مباشر وصريح حول الأمر، وأخشى أنه لن يُفصح لكِ عن السبب الحقيقي إن استمرت العلاقة على هذا النحو، فعليكِ أن تؤجلي أمر اصطحابكِ، وتعمَلي على مدِّ حبائل الود ولو مِن خلال التواصل الشبكي أو الهاتفي دون الإلحاح عليه، أو ذكر ضرورة سفركِ هذه الفترة، وليكنْ الهدفُ مِن تلك المحادَثات تَرْغيبَه في لقائكِ، وتَحبيب محادثتكِ إلى نفسه، كأن تبحثي وتنمي معلوماتكِ في مجالات اهتماماته وتناقشيه فيها، ولتكن محادثاتكِ مخلوطةً ببعض الدعابات، مَمزوجة بالمرَح، هكذا يحب الرِّجال، وهذا ما يَجذبهم في كثيرٍ مِن الأحوال.

                            لا داعي أثناء هذه الفترة أن تَستعيني بأهله، أو تشكي لهم سلوكه معكِ، وليكن ذلك بعد أن تستنفدي كافة السبُل بينكِ وبينه، فالزوجُ يُزعجه كثيرًا إشراك أهله في مشكلاته الشخصية.

                            راجعي حالكِ معه، وفكِّري بتأمُّل في سُلوككِ تلك الفترة القصيرة، وراجعي سلوكه أيضًا فقد يكون يُعاني مشكلةً ما تظهر لكِ مِن خلال تواصلكما المباشر وتدركينها كزوجة.


                            الرجلُ الذي يصل إلى هذا العمر المتأخِّر دون زواج يكون مختلفًا إلى حدٍّ كبير، فقد اعتاد حياة الوحدة، وألِفها وقتًا طويلًا يَصعب عليه تقبُّل فكرة أن هناك من ينتظر منه الكثير، وهناك مسؤوليات جديدة بحاجة لمن يقوم بها، فحاولي ألا تكون طلباتُكِ مباشرةً أو على صيغة أوامر، مثل:

                            • أريد أن نخرجَ إلى مكان كذا.

                            أحضر طلبات السوق.

                            أنا بحاجة لزيارة الطبيب.


                            وليكن بدلًا مِن ذلك:

                            يُسعدني مرافقتكِ إلى مكان كذا متى ما سمح وقتك.

                            تكتبين ورقة باحتياجات المنزل وتضعينها على الباب.

                            إخباره بأنكِ مُتعَبة، ولو تيسَّر لكِ مرافقة صديقة إلى الطبيبِ إن لم يكن الأمرُ يَستلزم وُجوده.

                            مُعاشَرة الزوج تَحتاج إلى كثيرٍ مِن الصبر والتأنِّي والتفهم لاحتياجاته، ولو رأيتِ فيه اختلافًا كثيرًا عما عهدتِه في حياتكِ، فلا تقفي على كل صغيرة أو كبيرةٍ، ولا تُكثري معه النقاشات، واجعلي مُجالستكِ طيبةً لينةً لا جدال فيها ولا مُشاحنات، فالحياةُ لا تحمل صغائر التلاحي، فكيف بكبيرها؟!

                            يسَّر الله أمركما، وجعلكِ قرةَ عين له، وجعله لكِ كذلك، ووفقكِ لكلِّ خير وفلاح

                            والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل



                            شبكة الألوكة

                            تعليق


                            • #15
                              النفقة على الأبناء البالغين


                              ملخص السؤال:
                              فتاة انفصل والدها عن أمِّها بسبب المشاكل، ووالدها لا يريد الإنفاق عليهم؛ متعذرًا بضيق الرزق وأنه لا تجب عليه نفقة أولاده لأنهم بالغون، والفتاة تسأل: هل نفقةُ إخوتي البالغين لا تَجب على والدي؟

                              تفاصيل السؤال:
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                              أنا فتاةٌ أعيش حياةً بائسةً بسبب انفصال والديَّ، فقد كانت الحياة بينهما شبه مُستحيلة ومليئة بالمشاكل، ولهذا السبب افترق والداي، وبقيت مع والدتي وإخوتي.

                              أمي تعمل ليلًا ونهارًا لتحضر مَصروف المنزل، وأبي يعمل في محلٍّ ويشكو قلة المال، وأخي الكبير عمله متقطع، والمشكلة التي نُعاني منها أن راتب أمي لا يكفي لدفع إيجار المسكن الذي نَسكُن فيه، وأبي لا يريد أن يدفعَ أو يُسهمَ معنا في إيجار البيت، لزعْمِه أنه ليس لديه مالٌ، ولا تَجب عليه النفقةُ؛ لأن إخوتي بالغون ويَعملون!

                              تكلَّمتُ مع والدي، وأخبرتُه أن أخي الكبير يَبحثُ عن عملٍ، وأمي تَعمل ليلًا ونهارًا والمال لا يكفي، لكنه لم يهتمَّ!

                              سؤالي: هل نفقةُ إخوتي البالغين لا تَجب فعلًا على والدي؟


                              الجواب

                              الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
                              فجزاك الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على اهتمامك بأمور أسرتك، وأسأل الله أن يُوَسِّعَ عليكم جميعًا، وأن يَصُبَّ عليكم الرزقَ صبًّا، وألا يجعل عيشكم كدًّا.

                              وبعدُ، فالواجبُ على الأبِ أن يُنفقَ على أبنائه ما داموا صِغارًا غير قادرين على الكَسْب، فإذا بلغوا وصاروا قادرينَ على الكسب فلا تجب عليه نفقتهم عند جمهور العلماء، وذهَب الحنابلة إلى أن النفقةَ تَجِب لهم كبارًا إذا كانوا فقراء، فلا يَجب على الأبِ - على قول الجمهورِ - أن يُنفقَ على الأبناء بعد البلوغ.

                              وكذلك أيتها الابنة الفاضلة لا تدخل نفقات الدراسة الجامعية ضمن النفقة الواجبة، فلا يلزم على والدك دَفْعُ مصاريف الجامعة عن إخوانك، لا سيما وقد ذكرتِ أن الوالد غير مستطيعٍ.

                              غير أنه يَنْدُب للأب أن يُنفقَ على أبنائه إن تَيَسَّرَتْ أحوالُه وأن يُساعدهم في هذه الحال، ويحصل على أجر الصدقة والصلة، وفي الحديث: ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحِم ثنتان: صدقة وصلة))؛ رواه التِّرمذيُّ.

                              وكذلك انصحي إخوانك أن يبذلوا الجهدَ الممكن في البحث عن عملٍ ليُعينوا أمهم، ولا يتَّكلوا عليها، وإن أحبُّوا أن يُكملوا دراستَهم، فلا تعارُض بين الدراسة والعمل.

                              وفقكم الله لكل خير، وأسبغ عليكم من فضله الواسع


                              شبكة الألوكة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X