إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( جنة الريان )) | الشيخ هاني حلمي و الشيخ أحمد جلال | رمضان قرب يلا نقرب 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( جنة الريان )) | الشيخ هاني حلمي و الشيخ أحمد جلال | رمضان قرب يلا نقرب 4



    (( جنة الريان )) |الشيخ هاني حلمي و الشيخ أحمد جلال |رمضان قرّب يلا نقرّب 4




    رابط الحلقة على الموقع
    http://way2allah.com/khotab-item-141012.htm



    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب




    رابط تحميل جودة فائقة الدقة
    http://way2allah.com/khotab-mirror-141012-226749.htm




    الجودة العالية hd
    http://way2allah.com/khotab-mirror-141012-226626.htm




    رابط صوتي
    http://way2allah.com/khotab-mirror-141012-226627.htm

    رابط صوتي ساوند كلود

    https://soundcloud.com/way2allahcom/.../sets/ramadan4



    رابط تفريغ بصيغة
    word


    https://archive.org/download/jannat_alrayyan/2.doc

    رابط تفريغ بصيغة
    pdf

    http://www.way2allah.com/media/pdf/141/141012.pdf



    فهرس حملة || رمضان قرب يلا نقرب 4 || "عودة الروح " تابعونا

    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 22-04-2018, 08:12 PM.


  • #2

    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ: جنة الريان
    للشيخ هاني حلمي و الشيخ أحمد جلال



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد،
    دي تاني حلقة من حلقات برنامجكم "عودة الروح" اللي كان الهدف الأساسي من ورا البرنامج دا هي مسألة عودة الروح مرَّة تانية، الروح في العبادة، والروح في الطّاعة، والروح في القُرْب من الله -سبحانه وتعالى-، ودا اللي احنا محتاجين نؤكّد عليه.

    من أكتر الأشياء اللي تخلّينا دايمًا ترجع لينا روحنا مرة تانية في عبادتنا وطاعتنا وقُرْبنا من ربنا -سبحانه وتعالى- إنّ الإنسان منَّا يفتكر ما أعدَّه الله -سبحانه وتعالى- له من نعيم أبدي خالد يوم القيامة بسبب الأعمال الصالحة اللي الإنسان عملها في الدنيا، يمكن في كتير من الأوقات أكتر حاجة تدفع الإنسان للعمل الصالح هو الرجاء في جود الرَّبّ، وفي كَرَم الرَّبّ -سبحانه وتعالى-، ودي من أكتر الحاجات اللي دايمًا بتساعدنا على العمل الصالح.
    الجنة، وما أعدَّه الله -سبحانه وتعالى- فيها من نعيم؛ نعيم بيعود على الروح، ونعيم بيعود على النفس، ونعيم بيعود على البدن، نعيم برؤية الله -سبحانه وتعالى-، ورؤية الأنبياء والمرسلين، ورؤية الصحابة، ورؤية الصالحين، نعيم الجنة اللي ربّنا -سبحانه وتعالى- قال فيه: "مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ" صحيح البخاري. كما ذكر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    الجنة، هنحاول النهارده نرجع روحنا مرة تانية في تعلُّقها بالجنة وارتباطها بالجنة.



    الشيخ هاني حلمي:
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
    الجنة، الجنة "مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ"، الجنة، إني لأجد ريح الجنة، واهًا لريح الجنة، إني لأجد ريح الجنة دون رمضان، محتاجين نتنسَّم هذه المعاني، وعلشان نتنسّمها واحنا في جنة الريان محتاجين نعيش معاني الصيام اللي توصّلنا لجنة الريان، هو هيبقى صايم ويُعْطِش نفسه لله علشان الريان، علشان الرِّيّ سيجده هناك، يوم ما يشرب من يد النبي -صلى الله عليه وسلم- الشربة الهنيئة، يوم ما نبقى إن شاء الله كده على نهر الكوثر، "إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" الكوثر:١، فعلشان كده محتاجين إنّنا نفهم إيه العبادات القلبيّة اللي محتاجينها علشان نُحَصّل هذه الرّياض؛ رياض الجنة.

    يعني تعالَ ناخد أوّل معنى هيعيشه الصائم وفي نفس الوقت بقى يُبَلَّغ به هذه المعاني في الجنَّة إن شاء الله، الشيخ أحمد عارف إنّ في الأرض جنَّة مَن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، والمعنى هنا مرتبط بقضيَّة الرضا، ويفكّرنا علطول المعنى دا بكلام موسى -عليه السلام- لَمَّا "وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ * قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي" طه:٨٤،٨٣. بيقولوا: قال "أولاء" وما قالش "هؤلاء" علشان خاطر لا يُنَبَّه الرَّبّ -سبحانه وتعالى-، "قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي" ورايا ورايا خلفي، "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ" طه:٨٤.
    السرعة دي في الآخرة وتقول "لعلَّك ترضى"، وهو نفسه هيبقى طالب لهذا المعنى "وعجلت"، وكأنّ أول شيء محتاجين نُبَلَّغ به في الجنة المبادرة إلى الجنة، المسارعة إلى الجنة، وسارِعوا، سابِقوا، فهو في الصيام هيبقى على حال "فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا" النازعات:٤. تُسَابِق الروح شَوْقًا إلى ربّها -سبحانه وتعالى-.

    وهو صايم هيبقى عايش معنى اسم الله الصَّمَد، لإنّه الصمد لا جوف له، إنما ابن آدم فيه الجوف، الحديث في إنه "لما خلق الله -عز وجل- آدم جعل إبليس يطوف حوله، فلمَّا رآه له جوف علم أنه خلقٌ لا يتمالك"[1]، إنّه لن يتمالك علشان الشهوة، لن يتمالك علشان الغضب، فهو في الصيام الآن فيها معنى مراغمة الشيطان، هو بقى لا بيتمالك، لا هو بيجاهد نفسه في الله -تبارك وتعالى-، "وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ" الحج:٧٨، وفي نفس الوقت "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚوَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" العنكبوت:٦٩، بيُبَلَّغ منزلة الإحسان وإذا بُلّغ هذه المنازل يبقى بقى بيعيش رَوْحٌ وريحانٌ وجنَّة نعيم.

    فالمعنى الأول عايزين نستشعره من جنة الرّضا، من جنة إنه "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ.." صحيح مسلم. فهو بيتذوّق المعاني الجميلة دي وهو أوّل شيء راضي بحكمك يا ربّ، راضي عن الله، وراضي بالله، راضي بحكمك يا رب أمرتني إني أصوم الشهر دا هصومه يا رب بس ترضى.

    ودا المعنى الأساسي اللي مفترض إنّ احنا بنحتسبه لإنّ فكرة رمضان فكرة "إيمانًا واحتسابًا"، فأحتسب إيه؟ ناس كتير تقعد تسأل الأسئلة دي أقعد أقول إيه في ذهني كده وأمرّر إيه على قلبي على أساس يبقى إيمانًا واحتسابًا؟ أحتسب إيه؟ أحتسب العِتْق؟ أحتسب المغفرة؟ أحتسب ليلة القدر اللي هي خيرٌ من ألف شهر؟ أحتسب إيه؟ حاجات كتير أوي، معاني عظيمة جدًّا، عايز تجمع دا كله في كلمة واحدة؟
    "نسألك الرّضا" زَيّ ما أهل الجنة هيقولوا لربّنا -سبحانه وتعالى-: "نسألك الرضا"، مش عاوزين أكتر من إنك تستحضر قبل العمل "بس انت ترضى يا ربّ".


    الشيخ أحمد جلال:
    من المعاني المهمّة جدًّا اللي لازم نفهمها وهي متعلّقة بالجنة، الجنة منزلة غالية، وعلشان هي غالية مش أيّ حدّ مُؤَهَّل إنّه يدخلها، يمكن أولادنا وبناتنا في ثانوية عامة أهلهم بيصرفوا عليهم كتير جدًّا، فلوس كتير جدًّا، ويا عيني تلاقي الأولاد رايحين الدرس راجعين من الدرس، رايحين الدرس راجعين من الدرس، وتخُشّ بقى مرحلة الامتحانات يا عيني الأولاد ما بيناموش، الأب مُسْتَعِدّ يضحّي بأيّ شيء، والأم تضحّي بأيّ شيء، والولد برضُه أو البنت بيضحّوا بأيّ شيء، علشان في النهاية يخشّوا كلية طب، ولو في يوم من الأيام الابن ما جابش المجموع اللي يدخّل كلية طب لإنّ كلية طب في الكليات الحكوميَّة مشترطة مجموع معيّن، خلاص الأب لو غني شوية وثري شويّة هو ممكن يدخَّله كلية طب بس هو لازم يبقى فيه شرط تاني ألا وهو إنه لازم يدفع، لازم يبقى فيه فلوس تندفع، فالناس دي تشوفهم دايمًا مستعدّين إنّهم يضحّوا بأيّ شيء.
    فيه ولد بيحب بنت فهو علشان يتجوّزها بعد ما انطلب منه طلبات قَدّ كده هو مستعدّ إنّ هو يشتغل تحت رجلين النّاس، يضحّي بكل حاجة بس يجيب فلوس علشان يتجوّزها، هو مستعدّ إنّ هو يسافر لدولة من دول الخليج ويشتغل -أعزَّكم الله- في أسوأ أنواع الوظائف، ويشتغل وظيفة واتنين وتلاتة في اليوم الواحد، وما ينامش، وييجي كده عايز ياكل حاجة بيشتهي حاجة في مطعم في حاجة وهيمدّ إيده خلاص هو نفسه ياكلها لإنّه محتاجها، يقول لا، أوفّر تمنها علشان البنت اللي أنا بحبها.

    كل إنسان بيحب حاجة معيّنة ممكن يضحّي علشانها، الجنة محتاجة تضحية، الجنة أغلى عندنا من كلية طب، وأغلى عندنا من بنت أنا عايز أرتبط بيها، علشان كده ربّنا -سبحانه وتعالى- قال لنا إنّ عايز تخشّ الجنة هو لازم فعلًا يظهر صبر، إنك تسيب حاجات في يوم من الأيام انت كنت بتحبّها علشان ربنا -سبحانه وتعالى-، الجنة دايمًا ربنا -سبحانه وتعالى- قرّرها بحاجتين: بالصَّبر، والعمل.
    إنّك تصبر على حاجات انت نفسك فيها، وانّك تعمل أشياء هي تقيلة عليك، ربّنا بيقول في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" آل عمران:١٤٢. اللي اتعرض عليه بنت في الشارع وغضّ بصره عنها، إنّ بنت بيحبّها أوي وهي بتحبّه أوي وسابها علشان الجنة.

    الجنة دايمًا مرتبطة بصبر، الجنة لا يمكن أبدًا تيجي بكلام، اليهود والنصارى من قبلنا قالوا: "لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ" البقرة:١١١. فربّنا حسم القضية فقال الله -سبحانه وتعالى- في شأنها: "تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ" الجنة مش بالكلام "تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ" البقرة:١١٢،١١١.

    الجنة اللي ربّنا -سبحانه وتعالى- خلقها وخلق فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر محتاجة جدًّا صبر على أشياء انت بتحبّها لازم تسيبها، علشان كده ربّنا -سبحانه وتعالى- قال في شأن أهل الجنة إنّ الملايكة تدخل عليهم وتقول لهم كلمة واحدة بس، بعد السلام، "سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ" صبرتم على حاجات كتير جدًّا غلط كان ممكن تقعوا فيها انتوا سيبتوها، صبرت على قيام الليل انّك تقوم بالليل تصلّي، صبرت على إنّك تركت طعامك وشرابك وشهوتك علشان ربّنا، "سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"الرعد:٢٤.

    الجنة مش بالكلام، الجنة أفعال، ربّنا -سبحانه وتعالى- بيذكر لينا نداء آخر على أهل الجنة فيقول ربّنا -عزَّ وجلَّ- في سورة الأعراف بسم الله الرحمن الرحيم: "أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" الأعراف:٤٣.
    وهم أهل الجنَّة أصلًا أول ما دخلوا الجنة شكروا ربّنا، على إيه؟ على الجنة؟ لا لا، شكروا ربّنا على إنّه في الدنيا أصلًا وفّقهم للعمل الصالح اللي يخشّوا بيه الجنة، بسم الله الرحمن الرحيم "وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا" الأعراف:٤٣. ابن جرير رجَّح في أحد أقوال التفسير رجَّح ابن جرير -رحمه الله- قال: "وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا، أيْ هدانا في الدنيا للعمل الصالح الذي يوفّقنا يوم القيامة للدخول إلى هذا المكان".

    "أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ". الجنة معناها عندنا عمل، اللي يهوّن علينا مع دخول أيام الحر ودخلة رمضان اللي يهوّن علينا الصّيام إنّ أنا أقول لربّنا تركت طعامي وشرابي وشهوتي من أجلك، اللي يهوّن علينا إنّ احنا نعمل العمل الصالح إنّ احنا نفتكر الجنّة ونعرف إنّ النّاس اللي دخلت الجنّة وربّنا حكى لنا إنّ فيه ناس هتخشّ الجنة لإنّ هم سابوا حاجات كتير كانوا بيحبّوها، بسم الله الرحمن الرحيم "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ"، حُبّ! هو بيحبّ دا، "مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّـهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا" الإنسان:١١:٨. بإيه؟ إنّه في يوم من الأيام ساب حاجة بيحبّها علشان ربّنا -سبحانه وتعالى-.
    الجنة دايمًا مرتبطة بالحاجتين دول؛ مرتبطة بعملي اللي أنا هقدّمه، اتنين: مرتبطة بصبر على حاجة أنا بحبّها سِبتها لربّنا سبحانه وتعالى. لو المعنى دا وصل لنا من كل قلوبنا هنقول واهًا لريح الجنة، نجد ريحها دون هذا العمل.


    الشيخ هاني حلمي
    جميل، المعنيين معنى الصبر ومعنى الإيثار وارتباطهم أصلًا بالجنّة، العلماء بيتكلّموا على الصبر، مقامات الصبر، فبيقولوا فيه صبرٌ بالله، وصبرٌ لله، وصبرٌ مع الله، زَيّ ما فيه صبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر عند البلاء، فمعنى الصبر "اعلَم أنَّ النَّصرَ معَ الصَّبرِ" صححه الألباني. فتلاقوا معنى الصبر في رمضان النبي سمَّاه كده -صلى الله عليه وسلم- لما قال: "صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ" صححه الألباني. فسمّاها شهر الصبر يا جماعة، فجنة الصبر بقى، جنّة الريان هنا اللي مفتاحها في الصبر، إنّ النصر مع الصبر.

    تلاقي بقى: صبرٌ -الأول خالص- بالله "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ" النحل:١٢٧، يا جماعة انت مش هتصوم بنفسك، انت مش هتقوم بنفسك، انت مش هتؤدي الطاعة، اوعى تكون فاهم إنّ البرامج اللي انت حاططها في ذهنك إنّ انت هتُؤْتَى ثمرتها بحولك ولا بقوّتك، أول معنى أنْ تتبرَّأ من حولك وقوتك، فهو أن تعيش معنى "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّـهِ"، فهو المعنى حتى دا مرتبط بمعنى الحُبّ، أنا بالله ولله ومع الله، سبحانه وتعالى. فإذن يبقى المعنى الأوَّلاني إنّك تستمدّ الحَوْل والقوّة منه -سبحانه وتعالى-.

    المعنى التّاني: إنّه الغاية بقى، صَبْر لمين؟ لله، آية جميلة جدًّا، وفي أوائل ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-، "وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ" المدثر:٧. علشان ربّنا هنصوم، علشان ربّنا -سبحانه وتعالى- سنؤدّي هذه الطاعات، علشان ربّنا، علشان ربنا يرضى، علشان نتقرّب من القريب -سبحانه وتعالى-، معنى رائع جدًّا في رمضان.

    لَمَّا ربّنا -سبحانه وتعالى- اتكلّم على رمضان أصلًا في القرآن، لفظ رمضان دا جاي فين؟ دا جاي في سورة البقرة، "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" البقرة:١٨٥، والآيات واحنا بنقرأها كده نلاقيها ماشية كلها في أحكام الصيام، "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة:١٨٣، تيجي بقى تتكلم في أحكام الصيام والمسافر والمريض و.. و.. ونلاقي آية عجيبة في النُّصّ كده وربنا بيقول: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"البقرة:١٨٦. قالوا: أصل اللي يصوم وما يسألش السؤال دا يبقى ما صامش، اللي هو إيه بقى؟ انت مين يا ربّ؟ التعرُّف على ربّنا -سبحانه وتعالى- من خلال نعمة الصّيام، علشان كده بعديها علطول "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ" البقرة:١٨٧.
    يعني الآية في النُّصّ كده علشان تدّينا اللَّذة دي والمعنى دا.

    فيبقى فيه معنى أساسي جدًّا مرتبط به اللي هو معنى الصبر، ومعنى الصبر دا مرتبط بثمرة رمضان أصلًا، احنا لسَّه قايلين "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" لو احنا عايزين نشوف المعنى بتاع التقوى دا الآية الجامعة له وهي على رأس الرُّبْع لَمَّا ربّنا -سبحانه وتعالى- قال: "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ" أهي، "عَلَىٰ حُبِّهِ"، الإيثار أهو، "ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖوَالصَّابِرِينَ" البقرة:١٧٧.
    شوف بقى السّتّ حاجات دول لو احنا عدّيناهم مع بعض كده؛ الإيمان، وذَكَر عليها خمسة أركان عليهم، وبعدين ذَكَر الإيثار، وبعدين ذَكَر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والوفاء، والصّبر، تاخد غنيمتين، تاخد جايزتين كبار أوي، الجايزة الأوَّلانية الصّدْق "أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" البقرة:١٧٧. يبقى هم دول المتقين اللي بيحقّقوا المعاني دي. فمِن أنواع اللي صبروا لله -تبارك وتعالى- اللي هم أهل التقوى فعلًا، هم الصائمون اللي جه ذكرها بعد كده لَمَّا ربّنا قال: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ".

    نفس الفكرة في معنى الإيثار، سفيان الثوري يُؤْثَر عنّه أنّه لَمَّا تُوُفّي رُئِي في المنام، فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: "غفر لي، وأُدخلتُ الجنة، فنُثر لي من نثارها.." اتزفّ عروس في الجنّة، أوّل ما دخل اتزفّ في الجنة، وبعدين بيقول: ".. وسمعتُ قائلًا يقول لي: سفيان بن سعيد، هل تَذْكُر يومًا آثرتَ الله فيه على هواك؟ قال: إي والله، يوم كذا ويوم كذا ويوم كذا، قال: يومها أدخلتك الجنة". هي دي بقى إنّ انت "لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا" طه:٧٢. هي دي يا كُلّ شاب وكُلّ شابة، يا كل أخ وأخت، يا كل مسلم يا كل مسلمة، لن نؤثرك، مجاهدتك في الصيام اللي بتربّي فينا المعنى دا، بتربّي فينا ازّاي نجاهد نفسنا من الشّهوات، ازّاي نجاهد نفسنا أمام فتن، وأمام مغريات، وما أكثرها، واحنا عارفين كويس حجم الابتلاءات اللي بيتعرّض لها الشباب اليومين دول، لكن معنى لطيف جدًّا إنك تستشعره إنّ انت بتربّي نفسك على معنى الإيثار علشان توصل "لن نؤثرك" فتوصل إلى هذه المعاني، الله المستعان.


    الشيخ أحمد جلال:
    الصبر مُرّ، وكون إنّ أنا اتعرض عليَّا كمّيّة المسلسلات بتاعت رمضان والفوازير بتاعت رمضان وبخاصة اللي جاية في وقت التراويح وأصبر عن دا كله وأسيبه وأنزل للتراويح، يقيني إنّ كل مرارة دُقناها في الدنيا هننساها تمامًا مع أوّل غمسة في الجنة، مهما تحمّلنا من بلاءات أو مِحَن أو مشكلات بسبب احنا اختيارات اختارناها في الدنيا، أكيد أكيد اللي اختار في يوم من الأيام إنّه يترك البنت اللي بيحبّها وكانت قريبة جدًّا من قلبه، علشان ربّنا، أكيد هو بيمرّ ببلاء صعب، وأكيد هي لما أخدت القرار وقالت لا ما عادش ينفع، أكيد القرار صعب، بس سبحان الله هذا البلاء بيتنسى تمامًا مع أوّل غمسة في الجنة، أكيد الشاب اللي ما شاء الله اتحمّل إنّه ينزل قبل الفطار ويقف في الطرقات علشان يوزّع إفطار على الصائمين في الشوارع، وما فطرش مع والده ووالدته، واتحمّل البلاء والحرّ والتَّعب دا كله، أكيد هيتنسى دا مع أول غمسة في الجنة.

    كل تعب، كل عناء، كل محنة، كل مشكلة احنا مرّينا بيها في الدنيا من عظيم قَدْر الجنة إنّ ربّنا ينسّيك أيّ مشكلة مرّت عليك في الدنيا بأول غمسة. يُؤتَى بأبأس رجل من أهل الدنيا، أبأس رجل دا يعني هو كان أكتر واحد عنده أمراض، أكتر واحد مرّ بفقر، أكتر واحد مرّ بمشكلات، أكتر واحد اتظلم، أكتر واحد الناس ظلمته، ويُؤتى به، مع أوّل غمسة في الجنة، غمسة يعني اتحطّ وطلع، دخل وخرج بس، ما قعدش فيها، فيقول الله: هل مرَّ بك من بؤس قطّ؟ فيقول: لا يا رب، وعزّتك ما مرّ بي من بؤس قط[2]، هننسى أيّ تعب، وهننسى أيّ مشكلة، وربّنا يعوّضنا خير عن اللي احنا عملناه في الدنيا في الجنة.

    مع أول حوار يدور بين الله -سبحانه وتعالى- وبين عباده، "إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي ربنا -تبارك وتعالى-: يا أهل الجنة هل رضيتم؟" انتوا رضيتوا؟ "فيقولون: يا ربّ، وما لنا لا نرضى!" احنا كان فيه اختبارات كتيرة جدًّا الحمد لله انت عدّيتنا منها بفضل ربّنا مش بفضلهم، "يا ربّ، ألم تبيّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ ألم تنجنا من النار؟ فيقول الله -سبحانه وتعالى-: -وهنا روايتين بقى- اليوم أُحِلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا" انتوا كان سعيكم في الدنيا لإرضاء ربّنا -سبحانه وتعالى-، النهارده انتوا اللي ترضوا، يعيش "وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ" الليل:٢١، النهارده أنا هنَسِّيك كل مشاكلك القديمة، وكل أزماتك اللي فاتت بالنداء دا، "اليوم أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا".
    في روايات تانية: "فيكشف ربنا -تبارك وتعالى- عن وجهه الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحبّ إليهم من لذة النظر إلى وجهه -سبحانه وتعالى-"[3].

    هنا فعلًا تقول سبحان الله بنت إيه اللي كانت ممكن تَحُول بيني وبين الكلام دا؟ معصية إيه اللي تستاهل إنّ أنا في يوم من الأيام يُحال بيني وبين الكلام دا؟ ذنب إيه اللي ممكن في يوم من الأيام يكون سبب إنّ يُحال بيني وبين الخير دا كله؟ إنّ ربّنا يقول لي أنا أُحِلّ عليك اليوم رضواني فلا أسخط عليك أبدًا، هنا بيهون علينا كل شيء، يوم ما نفتكر أوّل غمسة في الجنة، يوم ما نفتكر إنّ احنا دخلنا الجنة.
    بسم الله الرحمن الرحيم "سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" محمد:٦،٥. هو أبواب الجنة اتفتحت فهو طالع يجري آخر الشارع دا هيخُشّ يمين القصر اللي على ايدك الشمال دا سيبه دا قصر سيدنا عمر بن الخطاب، إنّما البيت اللي جنبه بقى الناحية التانية دا بيتك انت، إيه قيمة فرحة الإنسان في هذا اليوم وهو داخل بيجري في قلب الجنة؟
    ويوصل للمكان بتاعه، أصل هو كان مُؤَدَّب، أصل هو لَمَّا كان صايم ما كانش بيتنرفز على والده ووالدته، أصل والدته لَمَّا عملت أكل بايت ما قلبش الدنيا، هو كان مؤدب أصلًا، هو كان محترم أصلًا، فهو لإنّه كان مؤدب فهو داخل وسط الجنة عمَّال يجري يجري يجري، فهو يُفاجأ بحاجة كده منورة، إيه دا؟ قالوا له دا دا قصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، طب أنا بيتي فين؟ انت شايف مجموعة البيوت دي؟ دي بتاعت الناس اللي كانوا مؤدّبين في الدنيا، انت بيتك تاني واحد على اليمين جنب بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- "أقربُكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحسنُكم خُلُقًا" حسنه الألباني. ساعتها وأنا ماشي بعربيتي لَمَّا حدّ آذاني أنا صبرت علشان أكون عندي خُلُق وأدب علشان أكون جنب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    الحديث العجيب جدًّا اللي النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول فيه: آخر واحد يخرج من النار ويخشّ الجنة فيقول الله -سبحانه وتعالى- يعني ادخل خُذ نصيبك من الجنة، فهيدخل فبيجري، في بعض الروايات يجري في الجنة فرأى نورًا عظيمًا؛ فخرَّ ساجدًا، فتقول له الملائكة: لِمَ خررت ساجدًا؟ قال: ربّ العالمين! قالوا له لا دا مش ربّ العالمين دا دا نور القصر بتاعك، وهو بيجري على القصر فلقى حدّ واقف بقى نور وجمال فسجد له، فبيقولوا له: بتسجد ليه تاني؟ قال: ربّ العالمينّ قالوا له: لا، دا ده خادم من الخُدَّام بتوعك[4]، دا ده أدنى واحد في الجنة، دخل القصر بتاعه ما شاء الله لقى إخوانه وأصحابه، قابل الشيخ هاني فرحتي أوّل ما شُفتك كانت كبيرة جدًّا، سبحان الله لإنّ ربّنا -سبحانه وتعالى- يعلم إنّ الجنة لا تطيب أبدًا إلا برؤية الصالحين جعل ربّنا -سبحانه وتعالى- في الجنّة الصالحين –ربّنا يجعلنا منهم يا ربّ- على سُرُرٍ متقابلين.

    الصحابي الكريم اللي راح للنبي يقول له: يا رسول الله، أنا بتّ بِشَرّ الليلة، الليلة اللي عدّت دي كانت ليلة صعبة جدًّا، فالنبي بيقول له: ليه؟ قال له: أنا لَمَّا بشتاق لك بآجي أبُصّ في وشّك، بس انا امبارح افتكرت موتي وموتك عرفت إنّ انت لو متّ هتُرفَع في أعلى الجنة، وأنا لو متّ هبقى في درجة بعيدة عنك خالص، فأنا ما اتحمّلتهاش، أمام المشاعر دي،
    يُذْكَر لأحد الصالحين أنَّه قيل له: شوّقنا للجنّة، قال: فيها محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليه ما تكونش طيّبة؟ روح النهارده الجنة جميلة وبخاصة إنّ احنا هنشوف فيها ربّنا، الجنة جميلة هنشوف فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، هنشوف فيها صلاح الدين، هتشوف فيها قطز، عمر بن الخطاب، أبو بكر الصديق، سلمان الفارسي، الجنة جميلةّ!


    الشيخ هاني حلمي:
    جميل! شوّقتنا يا شيخ أحمد، وطارت قلوبنا للجنَّة، "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" القيامة:٢٣،٢٢، أعلى النّعيم رؤيا ربّنا -سبحانه وتعالى- في الجنة "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ" يونس:٢٦، تخيّلوا المعنى الرائع الجميل في الجنّة لَمَّا ربّنا -سبحانه وتعالى- واللي عايز يعيش في الجنة أوي يقرأ سورة الإنسان، ويعيش في جنة الريان، وربنا يقول: "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" الإنسان:٢٠. انت ملك في الجنة، ملك بمعنى الكلمة في الجنة.

    ومن المعاني اللطيفة جدًّا اللي بيقولوها في خواتيم سورة القمر لَمَّا ربّنا -سبحانه وتعالى- قال اسمه المليك، واسم المليك دا ما جاش في القرآن كله إلا في خواتيم سورة القمر، لَمَّا ربّنا قال: "فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ" وسمَّاها مقعد صدق "عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ"، العلماء بيقولوا ربّنا سمَّى نفسه الملك، وسمَّى نفسه المالك "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" الفاتحة:٤، وسمَّى نفسه المليك، إيه الفرق؟
    يقولوا أصل مش كل ملك مالك، يعني مش واحد ملك أيّ شيء فدا يبقى ملك البلاد! ولا ملك البلاد هو ملك كل حاجة، إنما المالك والملك هو المليك، ليه بقى؟ علشان لَمَّا تدخل الجنة إن شاء الله وتبقى في جنة ريان إن شاء الله هتحسّ بسِعَة النّعيم، ودايمًا لما الغنى يزيد أوي كده الناس تقلق أحسن حدّ ييجي ياخد حاجة أصل المساحة ضخمة أوي، أحسن حدّ ياخد من ورايا ويقتطع الأرض دي ويعمل كذا يختلسها، علشان كدا قال ما تخافش ما تقلقش اللي هيدّيها لك الملك اللي مفيش حد ينازعه في مُلْكه، واللي هيدّيهالك مالكها فمحدّش هيدّعيها، علشان كده "فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ" القمر:٥٥.
    المعنى إنّ احنا في الجنة إن شاء الله هيبقى شوقنا لأعلى شيء قُلنا النّظر لوجه ربّنا -سبحانه وتعالى-، المعنى دا مرتبط بإيه؟ مرتبط بعبادة المفترض نعيشها طول وقت الصيام، ونعيشها طول وقت رمضان، والمفترض علطول في حياتنا وهو أنْ تطير قلوبنا شوقًا إلى الله -تبارك وتعالى-. ازَّاي بقى دا يتحصَّل، المفاتيح فين؟

    ابن القيم له كلام لطيف في الأسباب الموجبة لحبّ الله -تبارك وتعالى-، بيقول الكلام دا في المدارج، ويقول معاني كلها ممكن نحقّقها في رمضان، منها مسألة الخلوة بالله -عز وجل-، اللي هي عبادة التبتُّل، ودا مع الأسحار وانت بتدعي وبعد ما اتسحرّت وبتدعي في جُنْح الليل، فتعيش لحظة من لحظات التبتل، وانت عند الفطار وانت بتدعي ربّنا -سبحانه وتعالى- في لحظة من هذه اللحظات الجميلة.

    نفس الفكرة إنّ العبادة الثانية مسألة قُلنا الإيثار قال: إيثار الله على هواك، فيه هنا معنى جميل نفتكره علشان إزَّاي المعاني دي نُشْرِبها قلوبنا مع رياضات وأعمال رمضان، الحديث في لَمَّا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة يحبهم الله، ويستبشر بهم" تخيَّل يا شيخ أحمد إنّ ربنا بيستبشر بك، يـــاه، يعني يا جماعة احنا لو كده أدخلنا السرور على قلب المسلم دا من أعظم العبادات ومن أعظم القُرُبات إلى الله -عزَّ وجلّ-، تخيّل لَمّا ربّنا بيشوف فلان دا بيستبشر به "ثلاثة يحبهم الله، ويستبشر بهم، ويضحك لهم"[5] والنبي قال في الحديث الآخر: "من ضحك الله له في موطن فلا حساب عليه"[6].
    التلاتة يا جماعة عباداتهم إيه؟ عباداتهم كلها إيثار الله -عز وجل- على الهوى، إيثار الله -عز وجل- على شهوة النفس، المجموعة اللي طلعوا في غزوة من الغزوات وفي جهاد ولما هجم عليهم العدوّ كلهم فرّوا وجروا إلا هو إمَّا أنْ يردّهم وإمّا أن يستشهد، فيذَر كل شيء لله -تبارك وتعالى-.
    والرجل اللي كان مع مجموعة في سفر وبعدين هذا الإنسان جه عليه جنح الليل كلهم تعبانين مِن طول السفر فكلهم غرقوا في النوم وهو قام يتملق الله -عز وجل-، قام يناجي ربنا -سبحانه وتعالى-.
    واللي مع زوجته على فراشٍ وطيء وحلاله، وييجي يستدفع ذلك، فيثور عن وطائه ابتغاء مرضاة الله -عز وجل-.
    المعاني دي كلها بتقول إيه؟ احنا محتاجين في الصيام الجنة دي، المعاني دي، معاني الشوق لربنا -سبحانه وتعالى-، معاني إيثار الله -عز وجل-، إنّ احنا نتعبَّد باسمه الودود، ونعيش جنة الريان.


    الشيخ أحمد جلال:
    الجنة، الجنة من الحاجات الجميلة اللي ربّنا -سبحانه وتعالى- خلقها، وسبحان الله ما مِن أمر من أمور الجنة إلا وجعل الله -سبحانه وتعالى- شيء في الدنيا يُذَكّر به، سيدنا أنس بن النضر قال: "واهًا لريح الجنة، إني لأجد ريح الجنة دون أُحُد" فهو حسّها، وحسّ بريحها، "وإن ريحَها ليوجد من مسيرةِ كذا وكذا" صحيح مسلم.كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

    احنا محتاجين الجنة، وعايز أقول إنّ من أجمل الأشياء في الجنة فعلًا على الإطلاق رؤية ربنا -سبحانه وتعالى-، ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في القرآن: "لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ" ق:٣٥. المزيد دا إنّك تشوف ربّنا -سبحانه وتعالى- وتتكلّم معاه، وسبحان الله الناس اللي كانت في الدنيا حريصة على رضا ربّنا -سبحانه وتعالى- لما ربنا يقعد معاها في الجنة ويتكلم معها في الجنة، ربنا -سبحانه وتعالى- يقول: "سلوني أعطكم، فيقولوا له: يا رب نسألك الرضا، فربنا يقول لهم: رضائي عليكم أحلكم دار كرامتي"[7]، أنا راضي عنكم، والرضا دا هو اللي وصّلكم للمكان دا، ودا المعنى اللي أنا عايز أوصل له، عايز أوصل إنّ احنا محتاجين نكون في الدنيا بنسعى لرضا ربنا -سبحانه وتعالى-، أنا النهارده سِيبت أكلي وشربي وشهوتي ليه؟ أنا برضي ربنا -سبحانه وتعالى-، أنا النهارده نزلت المسجد اللي بيصلي بحزء في التراويح ليه؟ أنا وأنا نازل أنا برضي ربنا -سبحانه وتعالى-، أنا النهارده اقتطعت جزء من مالي علشان أعمال الخير وصنائع المعروف في رمضان، ليه؟ علشان ربنا يرضى.
    وأنا عايز أقول لكل اللي ماشي في حاجة زَيّ كده إذا عملت دا فالقانون الكبير اللي ربّنا وضعه في الكون إنّ ربّنا هيتعامل معاك من جنس ما انت بتتعامل معاه، مش انت بتسعى لرضاه؟ هيرضى عنك وهيُرضيك، "رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" التوبة:١٠٠. الرضا دا احنا إذا وصلنا لمرحلة إنّ احنا كل حركاتنا وسكناتنا علشان رضا ربّنا ربّنا هيرضينا في الدنيا ويرضينا في الآخرة بالجنة.

    الحديث عن الجنة طويل بس للأسف الوقت خلص.
    جزاكم الله خيرًا، ربّنا يا ربّ يفتح بين إيديكم، ربّنا يبلّغنا وإياكم رمضان، شدّوا حيلكم الجنة حاجة كبيرة عظيمة لازم نوصل لها ومش هنوصل لها إلا بالعمل الصالح بعد توفيق ربّنا -سبحانه وتعالى- لينا.
    بسم الله الرحمن الرحيم "وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" الأعراف:٤٣.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    [1] "لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ" صحيح مسلم.
    [2] ".. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ" صحيح مسلم.
    [3] "إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: تريدونَ شيئا أزيدكُم؟ فيقولونَ: ألم تبيضْ وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار. قال: فيكشِفُ الحجابَ. فما أُعطوا شيئا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عز وجلَّ" صحيح مسلم.
    "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا" صحيح البخاري.
    [4] لم نجد له تخريج.
    [5] "ثلاثةٌ يُحبُّهُم اللهُ، ويضحَكُ إليهِم، ويستبشِرُ بِهم: الَّذي إذا انكشفَتْ فئةٌ قاتلَ وراءَها بنَفسِه للهِ عزَّ و جلَّ فإمَّا أن يُقتلَ، و إمَّا أن ينصُرَه اللهُ و يكفيَه، فيَقولُ: انظرُوا إلى عبدِي هذا كَيف صَبرَ لي بنَفسِه. والَّذي لهُ امرأةٌ حسَنةٌ و فراشٌ ليِّنٌ حسنٌ، فيقومُ من اللَّيلِ، فيقولُ: يَذرُ شهوتَه و يذكُرُني، و لَو شاءَ رقدَ و الَّذي إذا كان في سفَرٍ، و كان معهُ ركبٌ، فسهرُوا، ثمَّ هجَعُوا، فقامَ من السَّحَرِ في ضرَّاءَ و سرَّاءَ" رواه الطبراني، وحسّنه الألباني.
    [6] "وإذا ضحِك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حسابَ عليه" صححه الألباني.
    [7] "ويَبْدُو لَهُمْ ذُو الْجِلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَيَقُولُ: سَلُونِي، فَيَقُولُونَ: نَسْأَلُكَ الرِّضَا يَا رَبُّ، فَيَقُولُ: رِضَائِي أَحَلَّكُمْ دَارِي، وأَنالَكُمْ كَرامَتي" المعجم الأوسط للطبراني.
    "فيَتَجَلَّى لهم ربُّهُم -تبارَك وتعالَى- حتَّى يَنظُروا إلى وجْهِهِ، وهو يَقولُ: أنا الَّذي صَدَقْتُكُمْ وعْدِي، وأَتْمَمْتُ عليكُمْ نِعْمَتي، هذا مَحَلُّ كرامَتي، فسَلوني، فيَسْأَلونَهُ الرِّضا، فيَقولُ عزَّ وجلَّ: رِضائي أُحِلُّكُم داري، وأَنالُكُم كَرامتي" حسنه لغيره الألباني.





    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    ​​​​​هنـــا​​​​​
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 09-04-2018, 07:08 PM.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا وأحسن الله إليكم

        تعليق

        يعمل...
        X