إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( عودة الروح )) | الشيخ أحمد جلال و د.حازم شومان | رمضان قرب يلا نقرب 4

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( عودة الروح )) | الشيخ أحمد جلال و د.حازم شومان | رمضان قرب يلا نقرب 4


    (( عودة الروح )) |الشيخ أحمد جلال و د.حازم شومان |رمضان قرّب يلا نقرّب 4

    تخيّل كده لو واحد راح لملك من الملوك، قال له: أنا جايبلك هديّة ما حصلتش، أنا جايبلك هدية خطيرة جدًّا، فراح للملك يقدّم له الهدية طلعت الهدية عبد ميّت، الملك يعمل فيه إيه؟ الملك يزعل منّه قدّ إيه؟ الملك يغضب عليه قَدّ إيه؟ جايبلي عبد ميّت! مش عبد حيّ!
    هو دا يا إخوانَّا اللي احنا بنعمله مع ربّنا كل يوم، كل يوم بنصلّي، ولكن صلاة ممكن واقفين في الصَّفّ زَيّنا زَيّ العمود اللي جنبنا؛ مفيش خشوع، مفيش روح.

    "عودة الروح" هو دا الشّعار بتاعنا في الموسم الرابع من رمضان قَرَّب يلَّا نقرَّب، يلا نقرب بروحنا المرة دي بقى، يلا نعبد ربنا ولكن نعبد ربنا بروح، نعبد ربنا والروح في العبادة





    رابط الحلقة على الموقع
    http://way2allah.com/khotab-item-140930.htm


    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب




    رابط تحميل جودة فائقة الدقة
    http://way2allah.com/khotab-mirror-140930-226457.htm


    الجودة العالية hd
    http://way2allah.com/khotab-mirror-140930-226458.htm



    رابط صوتي
    http://way2allah.com/khotab-mirror-140930-226459.htm





    رابط صوتي ساوند كلود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/.../sets/ramadan4




    رابط تفريغ بصيغة word

    WORD


    رابط تفريغ بصيغة pdf
    PDF




    فهرس حملة || رمضان قرب يلا نقرب 4 || "عودة الروح " تابعونا

    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 22-04-2018, 08:11 PM.


  • #2
    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ: عودة الروح
    للدكتور حازم شومان و الشيخ أحمد جلال


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى، اللهم لك الحمد كله، ولك المُلْك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله، اللهم صلِّ على عبدك ونبيّك محمد -صلى الله عليه وسلّم- في الأوّلين والآخرين وفي كل وقتٍ وحين، أمّا بعد،

    تخيّل يا شيخ أحمد كده لو واحد راح لملك من الملوك، قال له: أنا جايبلك هديّة ما حصلتش، أنا جايبلك هدية خطيرة جدًّا، فراح للملك يقدّم له الهدية طلعت الهدية عبد ميّت، الملك يعمل فيه إيه؟ الملك يزعل منّه قدّ إيه؟ الملك يغضب عليه قَدّ إيه؟ جايبلي عبد ميّت! مش عبد حيّ!
    هو دا يا إخوانَّا اللي احنا بنعمله مع ربّنا كل يوم، كل يوم بنصلّي، ولكن صلاة ممكن واقفين في الصَّفّ زَيّنا زَيّ العمود اللي جنبنا؛ مفيش خشوع، مفيش روح.

    "عودة الروح" هو دا الشّعار بتاعنا في الموسم الرابع من رمضان قَرَّب يلَّا نقرَّب، يلا نقرب بروحنا المرة دي بقى، يلا نعبد ربنا ولكن نعبد ربنا بروح، نعبد ربنا والروح في العبادة.
    إزَّاي الروح ترجع للذِّكْر تاني؟ إزَّاي الروح ترجع لتلاوة القرآن تاني؟ احنا بنقرأ القرآن كُلّنا ولكن فين الرّوح؟ العبادة اتحوّلت لعادة.
    وربّنا -سبحانه وتعالى- يقول في القرآن: "وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا" [الكهف:٦٨].
    اللي انت مش فاهمه هتصبر عليه ازَّاي؟ اللي الروح بتاعت قيام الليل ما جاتش في قلبه إيه اللي يخلّيه ينتفض من الفراش؟ اللي الروح بتاعت الذِّكْر ما جاتش في قلبه إيه اللي يخلّيه يَذْكُر الله ساعة واتنين بعد الفجر حتى تطلع الشمس؟ اللي روح العبادة ما جاتش في قلبه إيه اللي يخلّيه يواصل ويكمّل في العبادة؟

    وهو دا اللي ربّنا أمرنا بيه يا شباب "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ" صحيح البخاري، مش أن تعبد الله بس، مش الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال لنا إنّك تعبد بس، "كأنك تراه"، شوفي بقى انتِ لو انتِ شايفة جوزك اللي انتِ بتحبّيه -ولله المثل الأعلى- انتِ بقى بتخدميه بروح شكلها إيه؟ الأب لَمَّا يسافر ويتغرّب ويتبهدل يطلّع صور ولاده لَمَّا يشوفهم بعينيه يصبر أكتر علشانهم، "كأنّك تراه" بتفجّر في القلب حُبّ، وبتفجّر في القلب الشّوق، وبتفجّر في القلب كل العواطف الرهيبة والخوف والرجاء في الله -سبحانه وتعالى-.
    هو دا هدف السلسلة دي، هدف سلسلة رمضان قرّب يلا نقرّب الموسم الرابع هو قَوْل الله -سبحانه وتعالى- "فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ" الأعراف:١٤٣، الإفاقة، السلسلة دي كل حلقة فيها كل مقطع فيها هو حجرة إفاقة، حجرة إفاقة علشان تدخلي رمضان وانتِ فايقة، علشان تدخل رمضان وانت فايق، "فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ"، امتى هنفوق بقى وقلوبنا هتستيقظ على جلال الله؟ وهنجأر بكلمة سبحانك، وندخل رمضان واحنا كلمة سبحانك دي بتخرج من أعماق أعماق أعماق قلوبنا.

    عودة الروح، هو هدف هذه السلسلة اللي بإذن الله -سبحانه وتعالى- يعني أنا وشيخي وأستاذي وحبيب قلبي ونور عيني الشيخ أحمد جلال بنقدّمها ليكم في البداية.


    الشيخ أحمد جلال:
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد،
    في البداية أنا سعيد إنّ أنا موجود مع حضرتك يا دكتور حازم، وربّنا يحفظك، حضرتك شيخنا وبنتعلّم منك كتير، وربّنا يجزيهم خير فريق العمل في الطريق إلى الله -سبحانه تعالى-، ربّنا يجزيهم جميعًا خير على المجهود اللي بيعملوه، ويا ربّ فعلًا سلسلة السَّنَة دي تكون عودة للروح مرَّة ثانية.

    الفارق الكبير بين اللي بيقول أنا عايز أخشّ رمضان وبعد كده بيكمّل وبين اللي بيخشّ رمضان وبعد كده بيقع، هو إنّ الاتنين واحد داخل بروح وواحد داخل من غير روح، واحد داخل بروح فكَمّل بفضل الله، وواحد أصلًا هو كان بيصلّي بلا روح، وبيقيم الليل بلا روح، وحضر صلاة التراويح بلا روح، فبالتّالي هذه العبادة أصلًا لم تُؤَثّر فيه. ودورنا من خلال السلسلة إنّ احنا نعيد الروح مرَّة تانية لكل عبادة من العبادات اللي ربّنا سبحانه وتعالى أمرنا بها.

    عودة الروح مش حاجة جديدة احنا بنقدّمها، دا عودة الروح هو منهج قديم احنا ماكُنَّاش بنقدّمه، من تاني: عودة الروح مش حاجة جديدة، دا عودة الروح منهج قديم احنا ماكُنّاش بنقدّمه للناس، ودورنا السنة دي إنّ احنا نرجع للناس مرة تانية نقول لهم دي روح العبادة، ودي روح الطاعة، ودي روح القُرْب من الله.

    ابن القيم -رحمه الله- كان بيقول: إنَّكلتَرَى الرَّجُلَيْن، اتنين بيصلّوا مع بعض في صفّ واحد ورا إمام واحد في مسجد واحد، ولكن بينهما في الأجر كما بين السماء والأرض، إيه الفرق إنّ واحد طلع بصلاة قيام الليل لأعلى عليين، والتاني أصلًا ما وصلش خالص؟ هو إنّ واحد قدّم عبادة بروح وعبادة بلا روح.
    ربّنا -سبحانه وتعالى- وضّح لينا أصلًا القرآن نزل ليه، القرآن نزل علشان مش مجرّد كتاب يُقْرَأ، القرآن في حدّ ذاته بالنسبة لنا روح، بسم الله الرحمن الرحيم، "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا" [الشورى:٥٢].

    ابن القيّم بيقول لإنّ القلب اللي بيبعد عن القرآن هو جسد بلا روح، جسد بلا روح يعني حاجة ميّتة، فاحنا عايزين نرجّع الروح مرَّة تانية. الروح دي هي المنهج اللي كان عايش عليه السلف قديمًا، ما مِن حدّ مِن السَّلَف إلا وكان بيعبد ربّنا -سبحانه وتعالى- بهذه الرّوح، نضرب على ذلك أمثلة، الأمثلة دايمًا هي اللي هتوضّح للناس:

    احنا بنقرأ القرآن بأيّ نيّة؟ أنا بأقرأ القرآن وخلاص، لكن كان الصحابي أو التابعي يقرأ القرآن بروح القرآن، الحسن بن عليّ -رضي الله عنه- بيقول: "أدركتُ سلف هذه الأمة -الصّحابة- ينظرون للقرآن على أنَّه رسائل من الله لهم، فكانوا يتدبّرونها بالليل ويعملون بها بالنهار". هو شايف إنّ روح القرآن إنّ أنا أُطَبّق، إنّ أنا أعمل، إنّ أنا أحوّل القرآن دا لواقع في الحياة، فهو بيقول أنا كُنت شايف القرآن من الصورة دي، الصحابة شافوا القرآن إنّ دي رسالة جايّة من ربنا، هي دي الروح، فارق كبير جدًّا!


    عملت نموذج بسيط جدًّا في المسجد عندي بين الشباب اللي كانوا دايمًا بيقولوا لي: احنا مش حاسّين بالروح، احنا مش حاسّين بالصلاة، مش حاسّين بالقرآن، مش حاسّين بالخشوع في الصلاة، فالكلام دا كان بعد صلاة المغرب قبل العشاء بلحظات، في صلاة العشاء قُلت لهم: أنا هعمل معاكم تجربة بسيطة جدًّا؛ أنا هقرأ آيات معيّنة، وهقول لكم كل واحد يطَلَّع لي رسالة من الرسايل اللي هو حسّ في الصلاة كده إنّ الرسالة دي جايّة من ربّنا له، بعد الصّلاة قُلت لهم: قُل يا فلان، وقُل يا فلان، وقُل يا فلان، بلا استثناء كل واحد منهم قال لي: أنا حسّيت إنّ أنا لأول مرَّة في حياتي بصلّي، ليه؟ لإنّ أنا قدرت أنقل تجربة السَّلف لينا، أنا قُلت له عيش في صلاة العشاء بإيه؟ بإنّ القرآن اللي هتسمعه دا رسالة من ربّنا ليك.

    د. حازم: أنا على جزيرة وربّنا منزّل لي الآية دي ليَّا أنا دلوقتِ، مُراد ربّنا مني فيها إيه؟ أعلى إحساس.

    الشيخ أحمد: بالظّبط، فكانت النتيجة إنّ بعد الصلاة المسألة اتغيّرت تمامًا عند الناس.

    مسألة الخشوع في الصلاة مش علم يُدَرَّس، الخشوع في الصلاة مش لازم أدرس علم وآخد بقى مش عارف إيه، لا لا استشعر بس اللي السلف حسّوه، إنّ القرآن دا روح القرآن إنّ دا كلام ربنا، بيبعتلي من خلاله رسالة، أنا عايز أطبّقها، فكانوا يتدبّرونها بالليل، ويعملون بها بالنهار.

    سيدنا علي بن أبي طالب دا نموذج تاني، كان إذا أراد الصلاة فقام فتوضّأ، ارتعد جسده، ورُئِيَ ذلك في وجهه، قايم خايف، فبيقولوا له: لِمَ كل هذا؟ فقال لهم كلمة قال: "أولا تدرون بين يَدَي مَن أقف؟" انتوا مش عارفين أنا هقف أصلًا بين إيدين مين؟ دا أنا هقف بين إيدين المَلِك -سبحانه وتعالى-. اللي داخل الصلاة بالروح دي ممكن يسرح؟ اللي داخل الصلاة وهو مستشعر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- "إن العبد إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه يناجيه ما لم يلتفت" [1] اللي يستشعر من البداية أنا قايم أصلّي بأقول الله أكبر بروح الصلاة إنّ أنا واقف بين إيدين ربّنا، ربنا يُقبل عليّ، وأنا أناجي الله، مين فينا يعني اللي داخل الصلاة..


    سفيان الثوري -رحمه الله- دخل المسجد الحرام والناس كلها بتطوف، فدخل يصلّي، فحدّ من طلبة العلم حبّ يتعلم من الإمام سفيان، فبيقول أنا لفّيت كان هو ساجد، لفيت اللفة التانية وهو ساجد، التالتة وهو ساجد، الرابعة وهو ساجد، خلّصت السبعة أشواط بتوع الطَّواف وهو ساجد، قُمت طُفت مرَّة تانية وتالتة ورابعة يعني لحد ما وصلت للمرة السابعة، يعني تسعة وأربعين شوط وهو ساجد، قال: فقلتُ والله لأقتربنّ منه، أرى ما يصنع وما يقول، فلمَّا دنوت منه إذا هو يبكي ويقول: "متى ألقاكَ وأنتَ راضٍ عنّي؟" امتى أقابلك وانت راضي عنّي؟ دا واحد عايش الصلاة بروحه، نسى كل حاجة، فصل عن الدنيا، الفاصلة دي لإنّه كان عايش بس مع ربّنا، أنا يا ربّ زَيّ ما أنا واقف دلوقت بين إيديك وانت راضي عنّي لإنّ أنا بصلّي وفي الحرم، أنا نفسي تكون آخر لحظة في حياتي لَمَّا أقابلك وأنا خارج من الحياة علشان أقابل ربّنا يكون راضي عني.
    هدف السلسلة السنة دي إزَّاي نقدر نحوّل العبادة من جسد ميت إلى جسد به روح يتحرك بين الناس.




    د. حازم شومان:

    حبايبنا في الله، وإخواننا في الله، يا شباب، احنا هدفنا السنة دي أملنا جايين بأمل كبير أوي لينا وليكم ولينا كلنا ولكل المسلمين على وجه الأرض،
    الهدف حاجتين:


    ١. عودة العبادة، نرجع نعبد تاني "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ.." "يَذْكُر" مضارع مستمر "وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ" صحيح البخاري. يبقى العبادة في حدّ ذاتها شيء عظيم جدًّا وبيُحْيي وبيرجّع الروح.
    الهدف التاني بعد عودة العبادة: عودة الروح للعبادة، إنّ احنا نعبد بروح بقى "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" المؤمنون:٦٠. يعني يؤتون ما آتوا، بيصلّوا وبيصوموا، مش بيزنوا ويسرقوا، بيصلّوا وبيصوموا، وبيستعدّوا لرمضان، وبيختموا القرآن، وبيسجدوا وبيقيموا الليل، وبيصوموا اتنين وخميس و١٣ و١٤ و١٥، وقلوبهم وجلة، الوجل اللي هو إحساس ساعة ما ورقة الامتحان بتتوزّع وانتِ قلبك بيرتعش يا ترى عارفة الأسئلة ولا لأ!

    "وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ" عايش مع لحظة العَرْض على الله -سبحانه وتعالى-، هي دي الرّوح.

    هدفنا السنة دي عودة الروح للعبادة، عودة الشوق لربّنا في العبادة، "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ" طه:٨٤،المشاعر اللي لَمَّا عِشْناها في يوم من الأيَّام ربّنا فتح علينا كل خير، عودة "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ" النجم:٨، عودة الشوق في العبادة، عودة الحبّ في العبادة، "وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ" يوسف:٣٣، يا ربّ قلبي هيميل لحدّ غيرك يا ربّ!

    عودة الحياة في العبادة، عودة قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: "وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ".

    ازَّاي إنّ احنا يا جماعة عودة الروح للدّعاء، يعني نفس الدعاء اللي انت بتدعيه لما بتقع في زَنْقَة "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، هو اللي سيّدنا يونس لَمَّا الحوت التقمه، التقمه بقى لُقْمَة في بُقّه، وبعد كده وهو كظيم لحظة وهو بيبلعه مش عارف ياخد نَفَسه، وبعد كده لَمَّا راح في بطنه وبقى في الظُّلُمات بقى جوَّا بطن الحوت بقى وسيّدنا يونس قاعد ثلاثة أيام جوَّا بطن الحوت وقاعد يجأر يجأر، طب ما ربّنا عمل له معجزة مذهلة، "وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا"الصافات:١٤٨:١٤٦. إيه كل دا يا ربّ؟ طب ما أنا بقولها يا ربّ، إنما فين الرّوح؟ هو نفس الدعاء هو نفس الدعاء ولكن الروح مختلفة فالنتيجة مختلفة تمامًا.



    هي نفس الركعتين اللي انت بتصلّيهم هم نفس الركعتين اللي كان الصحابة لَمَّا بيحصل لهم مشكلة بيصلّوهم ولكن النتيجة يا إخواني مختلفة تمامًا.

    عايزين نجيب بقى الثمرة، عايزين نستمطر هذه الثمرة، نفس الدعاء اللي إبراهيم قاله وهو بيترمي في النار، "حسبي الله ونعم الوكيل"، هو الدعاء اللي احنا بنقوله في مشاكل كتير ولكن النتيجة ما بتبقاش نفس النتيجة، ليه؟ فين الرّوح اللي كانت في قلب إبراهيم وهو بيقول هذا الدعاء؟


    علشان كده الله -سبحانه وتعالى- ما قالش اعبدوا بس، قال: الله يحبّ إيه؟ مش يحبّ بس العابدين، يحب الإيه؟ المحسنين، وربّنا ما قالش اعبدوا بس، قال: سابقوا، قال: استبقوا، قال: سارعوا، ليه؟ لإنّ ربّنا يحبّ كيف العبادة، يحبّ روح العبادة -سبحانه وتعالى-.
    علشان كده الله -سبحانه وتعالى- يقول في سورة النحل: "وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" النحل:٤٩، ليه؟ السجود بس كان هو محلّ الثّناء ومناط الثّناء؟ لا، "يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ" النحل:٥٠، يخافون، يبقى مش بس السّجود، زَيّ ما ربّنا قال "وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب"العلق:١٩، مش بس السجود هو اللي ربنا أثنى عليه، ولكن الثّمرة اللي بعد كده.


    إخواني في الله، الله -سبحانه وتعالى- هل الله يحب الحركات؟ يعني ما فيه ناس كتير جدًّا بتركع رياضة، أيّ حدّ فينا بيروح جيم بيركع رياضة وبيتشقلب رياضة، ابن سلول كان بيصلّي في نفس الصف مع أبي بكر وعمر ولكن حركات! إنّما الروح فين؟ هي دي اللي الله -سبحانه وتعالى- يريدها.
    "قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ" الزمر:١١،طب لَمَّا جات الرّوح بقى؟ ها؟ لَمَّا "مخلصًا له الدّين" جات مع العبادة، "أعبد الله" دي كلنا بنعملها ولكن "مخلصًا له الدين" لَمَّا جه بقى الإخلاص "وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ" الزمر:١٢. المفسّرين بيقولوا في الآية دي أوّل المسلمين دي كلمة عامة مش للنبي -عليه الصلاة والسلام- بس، قالوا أول المسلمين إنك تبقى أسبق الخَلْق إلى الله، إنّك تبقي أوّل الخلق إلى الله، امتى بقى الأوّليّة والسَّبْق بييجي؟ لَمّا الإخلاص بييجي، يبقى امتى العبادة "سبقَ المُفرِّدونَ" صحيح مسلم. امتى بقى؟ لما تتفرّد نيّتك في ذِكْر الله، ولما تتفرّد بعودة الروح في العبادات بينك وبين الله
    عايزين هدفنا تاني وتالت وعاشر هدف السلسلة دي، وهدف الدُّعاة كلهم، وهدف كل شغل الدعوة في رجب وشعبان بإذن الله سبحانه وتعالى:


    ١. عودة العبادة، تصلي كتير، تصوم كتير، تذكر ربّنا كتير، تعبد ربّنا كتير، تستغفر كتير، كتير، "كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا" طه:٣٣.

    الهدف التاني عودة الروح في العبادة، إنّ احنا نعبد بروح، لو رجع في قلوبنا "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ"، لو رجع في قلوبنا الروح دي العبادة هتغيّر حياتنا تمامًا.


    الشيخ أحمد جلال:
    سبحان الله، السَّبْق عند ربّنا -سبحانه وتعالى- مش بكَثْرة العبادة، السَّبْق عند ربّنا -سبحانه وتعالى- بالرّوح الموجودة في العبادة، علشان كده مِن أروع ما يُدَلّل على ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- اللي قال لنا فيه: "سبقَ دِرهمٌ مائةَ ألفِ درهمٍ" رواه النسائي وحسنه الألباني، فيه واحد في يوم من الأيام تصدّق بدرهم، بس هو أصلًا ما كانش معاه إلّا درهمين اتنين، هو محتاجهم ولكن طلّعها لله بروح، يا ربّ انت تعلم إنّ المال دا أنا محتاجه ولكن أنا خلّيت المال بيني وبينك مناصفة؛ نصف ليك يا ربّ ونصف معي أنا، الدّرهم دا سبق مائة ألف درهم كانت بلا روح، واحد كان عنده أموال كتيرة جدًّا، أخد من عراضها جزءًا من المال وطلّعه بس بلا روح، الدّرهم دا كان عند ربّنا -سبحانه وتعالى- أفضل من مائة ألف درهم.

    الفرق الكبير اللي خلَّى الصحابة داومت وتحمّلت العناء والتّعب في عبادة ربّنا -سبحانه وتعالى- مش علشان هم كانوا صحابة واحنا مش قادرين نعمل علشان احنا مش صحابة، لا لا الفرق هم ليه كمّلوا في الطاعة والعبادة واحنا ما بنكمّلش في بعض الأوقات هي الروح اللي هم كانوا عايشين بيها.

    مثال على ذلك واحنا مُقْبِلين على شهر رمضان، حديث رواه ابن عباس أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل أبا موسى في سريّةٍ في البحر، فبينا هم كذلك في ليلةٍ مظلمة قد أنزلوا الشّراع إذا منادٍ ينادي عليهم: يا أهل السفينة قفوا أُخْبِركم بقضاء الله الذي قضاه على نفسه فقال أبو موسى أَخْبِرْنا إن كنت مخبرًا، قال: "إن الله كتب على نفسه أنّه مَن عطّش نفسه في يومٍ صائف.." يوم صائف يعني يوم شديد الحرّ ".. كان حقًّا على الله أن يسقيه يوم الظّمأ"[2].

    احنا بنصوم في الشّتا كتير بس لما بيخشّ علينا الصّيف ويشتدّ الحرّ واليوم بيطول، بنتوقف عن الصّيام، ونقول نشدّ حيلنا في الشّتا، أبو موسى الأشعري ما كانش كده، أبو موسى كان عكسنا بالظّبط، أبو موسى الأشعري كان يتخيّر اليوم شديد الحرّ ليصومه رضي الله عنه.
    الفارق ليه؟ إيه اللي دفعه للعبادة والطاعة؟ هو استشعار إنّ يوم القيامة في عزّ حرّ القيامة الله -سبحانه وتعالى- يقدّم له الماء ليشرب في هذا اليوم شديد الحرّ، الفارق بين دا وبين دا إنّه مستشعر يا ربّ كل لحظة بتعدّي عليّا في الحرّ الشديد دا وأنا محتاج المايّة ومحتاج إنّ أنا أشرب أيّ حاجة تبلّ ريقي، أنا محتاج يا ربّ إنّ أنا محتاج ليوم القيامة، فأنا هصوم النهارده، أنا هسيب أكلي وشربي لله.


    ليه ربّنا -سبحانه وتعالى- جعل أحبّ العبادات وأقرب العبادات لربّنا -سبحانه وتعالى- الصّيام؟ لأنّ روح الصيام حقيقةً الناس اللي بتبقى قاعدة قدّام الفطار زيّ الترابيزة اللي قُدَّامي دي كده، قبل المغرب بعشر دقايق حاطّة عينيها على الأكل والشرب والحاجة عاملة كده وتبصّ في الساعة وترجع للأكل، أَذِّن بقى! وتفضل تعمل كده، النّاس دي مش حاسّة بالرّوح، اللي حسّ بروح الصّيام هو اللي استشعر حديث ربّنا -سبحانه وتعالى- في الحديث القدسي لما قال ربنا -تبارك وتعالى-:

    "كلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَه إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأَنا أجزي بِه" صحيح البخاري. ليه يا ربّ؟ قال: "يَترُكُ طعامَهُ وشرابَهُ وشهوتَهُ منْ أجْلِي، الصيَامُ لي وأنا أجزِي بهِ"صحيح البخاري.
    حقيقة الصوم إنّ أنا بقول لربّنا أكلي الحلال اللي انت أحلّيته وفيه لذّتي وشهوتي أنا سِبتها لله، سبتها ليك يا ربّ، شهوتي الحلال اللي ربّنا أباحها ليَّا سِبتها وبقول: يا ربّ تركت أحبّ الأشياء إلى قلبي ليك، المايَّة في عزّ الحرّ اللي أنا محتاجها جدًّا أقول: يا ربّ دي أحبّ حاجة إلى قلبي سِبتها ليك يا ربّ، اللي يستشعر وهو داخل في قلب الصّلاة أو في قلب الصيام إنّه سايب حاجة غالية جدًّا بالنسبة له لربّنا تلاقيه مش عايز أصلًا يخرج من الصّلاة، اللي داخل القلب ومعاه روح شيء كبير جدًّا، بخلاف اللي واقف كده وسط الناس أهو واقف وخلاص، اللي داخل يصلّي بروح يختلف تمامًا عن اللي واقف يصلّي كده.


    ابن المبارك بيذكر موقف لواحد كان بيعبد ربّنا -سبحانه وتعالى- فرق كتير جدًّا عن أيّ حدّ تاني كان معاه في الصَّفّ، بيروي ابن المبارك -رحمه الله- إنّ في يوم كان وهو في أحد معارك الروم وقف رجل على فرسه وجه واحد جنبه كده فبيسمعه بيقول: "ألستِ يا نفس صاحبة كذا وكذا؟" مش انتِ يا نفس يا اللي كنتِ زمان بتقوليلي أنا هخرج للجهاد هتموت، زوجتك حدّ هيتجوّزها، العيال يضيعوا، فأنا سمعتك ورجعت، وانتِ يا نفسي في غزوة كذا لَمَّا خرجت قُلتيلي كذا وكذا اضطرّيت إنّ أنا رجعت، "والله يا نفسُ لأعرضنّكِ اليوم على الله عز وجل.."
    أنا النهارده هعرضك على ربّنا -سبحانه وتعالى- ".. إنْ شاء قَبِلك وإن شاء ردّك".

    أنا النّهارده في جهادي عرض على ربنا، الراوي بيقول إيه؟ بيقول فلمَّا بدأت المعركة قال ضغطنا على الروم، فكان في أوائل الصفوف، ثم أقبل علينا الروم فكان.. بعد ما الناس بقى هربت كلها، الناس كلها بتهرب الراجل دا فضل واقف في مكانه يقاتل ويدافع عن إخوانه، ثم أقبلنا على الروم فكان في أوائل الصفوف، ثم عاد، دا كان حاله، الفارق بين دا وبين كل اللي كانوا معاه الفرق إنّ دا دخل الجهاد أصلًا بروح، دخل الجهاد بروح أصلًا.

    اللي هيقرّبنا من ربّنا -سبحانه وتعالى- دخولنا في العبادة بروح، هو دا اللي هيرفع كتير جدًّا عند ربّنا -سبحانه وتعالى-، علشان كده النبي قال لنا في الحديث: "ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ" رواه الترمذي وحسنه الألباني.واحد داخل الدعاء يا ربّ يا ربّ يا ربّ وقلبه مش هنا أصلًا، مفيش روح في الدعاء، ولا فيه روح وهو بيقول يا ربّ، ولا فيه روح وهو بيستغيث بالله، تكون النتيجة إنّ الدعوة دي لا يُستجاب لها، لا قيمة لها عند الله -سبحانه وتعالى-.

    ولكن الدعوة الحقيقيّة هي دعوة المضطر، مش ربّنا بيقول: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ" النمل:٦٢.ليه دعوة المضطر مستجابة؟ لإنه بيدعي بروح.احنا محتاجين السَّنَة دي نقول للناس عايزين نرجع مرة تانية لروح العبادة، أنا مش عايز عبادة وبس، احنا كلنا محتاجين العبادة وأنا واقف أنا واقف بروح، أبو هريرة -رضي الله عنه- كان إذا قام في الصلاة وأوّل ما يحطّ إيده اليمين على الشمال كده ويبدأ يصلّي يبكي بكاءً شديدًا، الوقفة دي تخلّيه يقعد يعيط عياط شديد جدًّا، فيقولوا له: يا أبا هريرة، ما يُبْكِيك؟ إيه اللي خلَّاك تعيَّط كده؟ قال: "أُخبرنا أنَّ هذه الوقفة هي وقفتنا بين يَدَي الله غدًا". أنا هقف بين إيدين ربّنا للحساب كده، فأنا كل لَمَّا أصلًا أحطّ إيديا اليمين على الشّمال وأقف كده في الصّلاة أفتكر إنّ دي وقفتي بين إيدين ربّنا -سبحانه وتعالى- فأبكي، لا يتمالك نفسه، دا واحد داخل الصلاة بروح، حياتنا كلها والله لا تتغيّر إلا بوجود هذه الرّوح.

    سفيان الثوري في يوم طلبة العلم كانوا قاعدين عنده في البيت وبيعلّمهم الحديث وغير ذلك، فبينا هو يحدّثهم انطفأ السّراج، السراج زمان كانوا بيحطّوا فيه الزّيت والفتيلة ويولّعوا الفتيلة، سفيان الثوري وهو بيكلّمهم الزيت خلص، فالبتّالي المصباح انطفأ، الفارق بين سفيان الثوري وبين كل اللي حواليه هو الروح، سفيان الثوري على ما راحوا جابوا الزيت وحطّوه وولَّعوا الفتيلة لقوا سفيان الثوري قد بكى بكاءً شديدًا بَلّ لحيته وبَلّ صدره، فقالوا له: لِمَ كل هذا؟ قال: "والله تذكَّرتُ ظُلْمة القبر"، أنا افتكرت ظلمة القبر، دا واحد كل حاجة عايشها بروح، واحد كل حاجة مش عبادة بس، دا عبادته وحياته كل حاجة فيها عايشها بروح
    علشان كده الناس دي سادت، وكون العبادة لها روح دي من أكتر الأشياء اللي خلّتهم يكمّلوا في طريقهم لربّنا -سبحانه وتعالى-، احنا محتاجين الناس ترجع تاني لروح العبادة، لروح الطاعة، لروح القُرْب من ربّنا سبحانه وتعالى.

    عايز أقول حديث وأترك المجال لحضرتك، النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم دبح شاة وراح مشوار ورجع، لَمَّا رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- وجد إنّ السيدة عائشة تصدّقت بالشّاة كلها إلا الذّراع، فالنبي بيقول لها، ودا الفارق بقى بين التفكيرين التفكير بروح العبادة والتفكير الآخر، النبي بيقول لها: يا عائشة، ما بَقِي منها؟ قالت: يا رسول الله، لم يبقَ منها إلا الذّراع، احنا تصدّقنا بها كلها وما اتبقّاش إلا الذّراع، روح العبادة
    في وقت الصدقة النبي قال لها: لا يا عائشة، انتِ مش واخدة بالك، بقيت كلها إلا الذراع[3]، دي هي كلها باقية لإنّ كل اللي احنا تصدّقنا بيه هو عند ربّنا، إنّما اللي هناكله دا ملهوش أيّ وزن، شوف النبي هنا لَمَّا بيتصدّق إنّ لَمَّا بيتصدّق بصدقة وهو يعلم يقينًا إنّ هي دي الباقية اللي هيقابل بها ربنا -سبحانه وتعالى-، إزّاي هيَسْهُل عليه الطاعة والعبادة.



    دكتور حازم شومان:
    عودة الروح، هنفضل نتفرّج على الكلام دا لحدّ امتى يا جماعة؟ هنفضل نتفرج على اللي بيعرض نفسه لله في الجهاد يا ربّ لو نفسي دي انت تقبلها يبقى أنا هستشهد النّهارده، أنا وِحِش وما أستاهلش يبقى أنا هرجع بيتي سليم النهارده، هنفضل نتفرّج على بَقِيَت الشاة وذهب كتفها، هنفضل نتفرج لحدّ امتى يا جماعة؟ لحدّ امتى مش هنتعب؟ مجرد انّك هتعبد، مجرد انّك هتعبدي، زائد إنّ احنا نبدأ نركّز بقى في الروح بقى والمشاعر الإيمانيّة، إن شاء الله بإذن الله هندخل رمضان منوّرين.
    عودة الروح للقرآن، وانتِ بتقري القرآن، قال -سبحانه وتعالى-: "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ"ق:٣٧. يبقى القرآن ذكرى وهدى ورحمة بس لمين؟ اللي له قلب، اللي عنده روح، اللي عنده الاستقبال من جوّا سليم مع الرسائل القرآنيّة، عودة الروح للقرآن.

    عودة الروح للذّكْر،"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ" بس لإيه؟ "لِذِكْرِ اللَّـهِ" الحديد:١٦. ازَّاي أوّل ما نذكر ربّنا كإنّ قلوبنا دي بتتشقق، هتنهار من شدّة التأثّر.
    عودة الروح للصلاة، أتدرون بين يَدَي مَن أقوم؟
    عودة الروح للسّواك،"السواك مرضاةٌ للرّبّ" صحيح ابن حبان، الواحد يمسك السواك كده في فمه كده، يا ربّ حتّة الخشبة دي انت ممكن ترضى عني دلوقتِ عودة الروح دا يخلّيك ترتبط بيه ما تقدرش تنفصل عنّه، عودة الروح، إزَّاي الروح ترجع؟


    ١. الاتّصال بالقرآن، قال تعالى: "وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ"المجادلة:٢٢، الروح على قَوْل من خمسة أقوال للمفسّرين في الآية: "الروح هي القرآن"، أيّدهم بروحٍ منه يبقى القرآن روح، يبقى انت عايز الروح ترجع يلا بقى الشهرين دول مع القرآن، أو الستّة وأربعين يوم دول مع القرآن، ما عادوش شهرين، يلا بقى القوّة في العلاقة بالقرآن.
    رقم اتنين: ربّنا وصف سيدنا عيسى في سورة النساء "وَرُوحٌ مِّنْهُ" النساء:١٧١.لإنّ سيدنا عيسى عمل بحث في الواقع، شباب ضايع وتايه كلّمه عن ربنا، قلوبهم اتزلزلت، كله قام وبقى صوّام قوّام، يبقى سيّدنا عيسى يبقى السُّنَّة، زَيّ سيدنا محمد روح من الله سبحانه وتعالى، السُّنَّة، الارتباط بالسُّنَّة واتّباع النبي -عليه الصلاة والسلام-.


    الحاجة التالتة: العبادة يا جماعة، العبادة مجرد العبادة بتركيز مع كثرة العبادة هتجيب الرّوح، علشان كده ربّنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" الحجر:٩٩، "حتى" بعض المفسرين قال: "أيْ مِن أجل أن يأتيك اليقين"، عايزة اليقين؟ عايزة الإنابة؟ عايزة الإخبات؟ عايز الخشوع؟ عايز الصّدق؟ عايز الإخلاص؟ كل دا بييجي بالعبادة، "وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا" الأحقاف:١٩. يبقى هيترقّى قلبك في الدّرجات الإيمانيّة ودرجات اليقين ودرجات المقامات على حسب عملك، على حسب جهدك.

    رقم أربعة: كثرة الاتّصال بالشحن والوعظ الإيماني، زَيّ سلسلة الإفاقة بتاعتنا، سلسلة "فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ"، سلسلة حجرة الإفاقة الإيمانيّة قبل رمضان، إزّاي نعبد ربّنا؟ إزَّاي نكثر من العبادة؟ إزاي الستة وأربعين يوم دول نجتهد فيهم أعظم الاجتهاد في عبادة ربّنا؟ إزَّاي الروح ترجع في يوم؟ إزاي تعود الروح
    لعباداتنا مرة تانية؟ بإذن الله ندخل رمضان وفيه روح، نعيش تلاتين يوم في الجنة كما قال السلف "إنّ في الدّنيا جنة مَن لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة"، اللي هي العبادة بروح.




    الشيخ أحمد جلال:

    بيحضرني الآن حديث جميل جدًّا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، يمكن العبد دا لم يُصَلّ إلا ركعتين من الليل ولكن قام بالليل بروح، فكانت النتيجة إنّه اترفع جدًّا عند ربّنا -سبحانه وتعالى-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
    "إن عبدًا قام من الليل يصلي، فقال الله -عز وجل- لملائكته: انظروا -ملائكتي- إلى عبدي هذا قام يعالج نفسه من النوم.." هو قايم بالليل تعبان وعنده شغل الصبح وتعبان ومتدغدغ ومتكسّر ومع ذلك هو بيقاوم نفسه وهو بيقاوم نفسه إيه اللي بيخلّيه يقاوم؟ أنا قايم لله -سبحانه وتعالى-، ".. ثم يعالج نفسه للطهور، ثم يعالج نفسه للصلاة، فيقول الله سبحانه وتعالى للذين هم من وراء حجاب: أشهدكم ملائكتي أنَّ ما سألني عبدي هذا فهو له"[4]، كل اللي هيطلبه النهارده هو له، دا واحد قدر يعبد ربّنا -سبحانه وتعالى- بروح.

    احنا محتاجين السَّنة دي نعبد ربّنا -سبحانه وتعالى- بروح، اللي خلَّى الصحابة والتابعين وأتباعهم والصالحين في كل زمان حبّوا العبادة واستمرّوا على العبادة يوم ما وجدوا لها روح، اللي خلّى بينهم تنافُس وتسابُق على الطاعة والعبادة إنّ كان بينهم روح، الأمر التالت اللي خلاهم يعني استشعروا بالفعل إنّ العبادة دي لها قدر كبير جدًّا إن هم قالوها يا ربّ دا القربان اللي احنا بنقدّمه لربّنا -سبحانه وتعالى- فلازم القربان دا يكون على أكمل صورة وأختم بالمثال اللي حضرتك بدأت بيه في نهاية هذه الحلقة وأقول كل إنسان منَّا بيقدّم هدية لِمَن يحبّ على قَدْر الحُبّ، كل إنسان مِنَّا أنا بحب دكتور أحمد أمين فأنا لازم أقدّم له هدية على قَدْر حُبّ هذا الرجل في قلبي، ومن خلال قَدْر الهديَّة بيعرف الإنسان منّا قَدْر الحُبّ.

    سبحان الله الإنسان مِنَّا إذا كان هيقدّم القربان النهارده مش لحدّ بيحبّه ولا حدّ قريب منه، هيقدّم القربان النهارده القربان دا اللي فيه نجاته أصلًا، وهيقدّم هذا القربان لله -سبحانه وتعالى-، فلازم القربان دا يكون على أكمل صورة وأحسن صورة "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ"صحيح مسلم. ربّنا -سبحانه وتعالى- بينظر للقلب اللي اتحرّك أثناء العبادة، واتحرّك أثناء القُرْب، واتحرّك أثناء عبادته وطاعته لربّنا، دا اللي بيترفع أوي عند ربّنا -سبحانه وتعالى-، علشان كده كانت السلسة السنة دي عودة الروح، لازم الروح ترجع تاني للعبادة.
    "وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ" النمل:١٩.


    دكتور حازم شومان:
    إخواني وأحبابي في الله يعني نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحيي قلوبنا بذِكْره، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحيي قلوبنا بمعرفته، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يملأ قلوبنا باليقين اللهم لا تجعل في قلوبنا إلّاك، ولا تجعل همّنا إلّا رضاك، ولا تجعل رغبتنا إلا إليك، ولا تجعل رغبتنا إلا إليك، ولا تجعل رغبتنا إلا إليك، ولا تجعل توكلنا إلا عليك، اللهم املأ قلوبنا بما ملأت به قلوب الصالحين، واعمر صدورنا بما عمرت به صدور الصّدّيقين، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلّغنا رمضان، وبارك لنا في رمضان، اللهم اجعلنا من الفائزين بهذه النفحات العظيمة، وبهذه المواسم الجليلة، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أيّدنا بروحٍ منك، اللهم أيّدنا بروحٍ منك، اللهم أيّدنا بروحٍ منك.

    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
    وجزاكم الله خيرًا

    تم بحمد الله

    [1] "إِذَا قَامَ الرَّجُلُ إِلَى الصَّلَاةِ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهُهِ فَإِذَا الْتَفَتَ أَعْرَضَ عَنْهُ" مصنف ابن أبي شيبة.
    "إِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا" رواه أحمد، وصححه الألباني.

    [2] "عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ وَقَدْ رَفَعْنَا الشِّرَاعَ، وَلَا نَرَى جَزِيرَةً وَلَا شَيْئًا إِذْ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ، قِفُوا أُخْبِرْكُمْ، فَقُمْنَا نَنْظُرُ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا، فَنَادَى سَبْعًا فَلَمَّا كَانَتِ السَّابِعَةُ، قُمْتُ فَقُلْتُ: يَا هَذَا، أَخْبِرْنَا مَا تُرِيدُ أَنْ تُخْبِرَنَا بِهِ، فَإِنَّكَ تَرَى حَالَنَا، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقِفَ عَلَيْهَا، قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ: أَيُّمَا عَبْدٍ أَظْمَأَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، أَرْوَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. زَادَ أَبُو أُسَامَةَ: فَكُنْتَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَرَى أَبَا مُوسَى صَائِمًا فِي يَوْمٍ بَعِيدٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ إِلَّا رَأَيْتَهُ" مصنف ابن أبي شيبة.
    [3] "عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا، قَالَ: بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا" رواه الترمذي وقال حديثٌ صحيح.
    [4] "رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ يُعَالِجُ نَفْسَهُ إِلَى الطَّهُورِ وَعَلَيْهِ عُقَدٌ، فَإِذَا وَضَّأَ يَدَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا وَضَّأَ وَجْهَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِذَا وَضَّأَ رِجْلَيْهِ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا لِلَّذِي وَرَاءَ الْحِجَابِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُعَالِجُ نَفْسَهُ لَيَسْأَلَنِي، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ، مَا سَأَلَنِي عَبْدِي هَذَا فَهُوَ لَهُ" صحيح ابن حبان.



    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    ​​​​​هنـــا​​​​​
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    التعديل الأخير تم بواسطة أم يامن السلفية; الساعة 07-04-2018, 12:18 PM.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
        عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا كثيرًا ونفع الله بكم

          تعليق


          • #6
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،

              حلقة قيمة جزاكم الله خيرا

              اللهم بلغنا رمضان و أنت راضٍ عنا و بارك لنا فيه
              اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

              الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
              بقية المقال هنا

              تعليق


              • #8
                جزا الله عنا مشايخنا الكرام خيرا
                كانت بداية موفقة وحلقة أكثر من رائعة نفعنا الله بها
                اللهم بلغنا رمضان وأعنا على الاستعداد له واجعلنا فيه من الفائزين


                تعليق

                يعمل...
                X