إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء السابع و الثلاثون | محاسن الدين الإسلامي للدكتور/ عبد المنعم مطاوع | بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء السابع و الثلاثون | محاسن الدين الإسلامي للدكتور/ عبد المنعم مطاوع | بصائر3







    اللقاء السابع و الثلاثون | محاسن الدين الإسلامي للدكتور/ عبد المنعم مطاوع | بصائر3









    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ



    رابط الدرس على الموقع بجميع الجودات:
    http://way2allah.com/khotab-item-136810.htm




    رابط الجودة العالية HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136810-218021.htm





    رابط صوت mp3 :
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136810-218022.htm




    رابط ساوند كلاود:
    https://soundcloud.com/way2allahcom/ma7asen-aldeen




    رابط المشاهدة على اليوتيوب




    رابط تفريغ بصيغة PDF:



    رابط التفريغ بصيغة Word:




    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    فوائد من لقاءات دورة بصائر || متجدد بإذن الله


    ||: فهرس دورة بصائر الجزء الثالث:||


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.




    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2
    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله

    أن يقدم لكم تفريغ:
    اللقاء السابع و الثلاثون | محاسن الدين الإسلامي
    مع الدكتور/ عبدالمنعم مطاوع



    الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينًا، وأرسل إلينا نبيّنا-صلّى الله عليه وسلّم- نبيًّا ورسولًا وأشهد ألاَّ إله إلاّ الله، وأشهد أنَّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُه و مُصطفاه، أمّا بعد:
    أيُّها الإخوة الأحباب الكِرام، والأخوات، هذا لقاءٌ مُتمِّم لِلقاءاتٍ ثلاثةٍ مضَت، وهذا خِتامها، وأحبْبنا أن نختِمه بأحسن ختامٍ وأجَلِّ ختام، فكثير من أبناء المسلمين ومن ينتسبون لهذا الدّين، لا يعرفون محاسن هذا الدّين، ولا يعرفون منه إلاّ صوَرًا مُشوّهة، وأوْصالًا مُقطّعة، وأجزاءها هنا وهناك، فلو اطّلع أبناءنا وإخواننا على ما حوَتْه الشّريعة من أسرار، وحَواه هذا الدّين من محاسن؛ لربّما زادوا فخرًا، وإيمانًا وحبًا وتضحيةً في سبيل هذا الدّين، فنُصحًا لنفسي ولإخواني، أجعل هذه الكلمة التي هي بعنوان "الذُرّة المُختصرة في محاسن الدّين الإسلامي"، وهذا عُنوان رسالةٍ مُباركة خطّطها يراع الإمام العلاّمة الشيخ عبد الرحمان ابن ناصر السّعدي-رحمة الله عليه-، عُنوانًا لهذه الكلمة، وسنحاول أن نُعرِّج سريعًا ما ذكرَه العلاّمة في هذه الرّسالة، عسى الله-سبحانه وتعالى- أن ينفعنا وإيّاكم بما نقول وبما نسْمع.




    محاسن دين الإسلام
    قال-رحمه الله-: "فإنّ دين الإسلام، الذي جاء به محمّدٌ- صلّى الله عليه وسلّم- أكْمَل الأديان وأفضلها، وأعلاها وأجلُّها، وقد حوى من المحاسن والكمال والصّلاح والرّحمة والعدْل والحِكْمة، ما يشْهد لله-تعالى- بالكمال المُطلق وسِعَة العِلم والحِكمة، ويشْهد لنبيِّه-صلّى الله عليه وسلّم- أنّه رسولُ الله حقًّا، وأنّه الصّادِق المَصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى "إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" النجم:4".

    الإيمان بالأنبياء أصل مكارم الأخلاق و محاسن الأعمال
    أمّا المثـال الأوّل الذي ذكره الشيخ من محاسِن الدّين، فقال دين الإسلام مبنيٌّ على أصول الإيمان المذكورة في قوْله-تعالى -: " قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" البقرة:136، فدينٌ أصْله الإيمان، وثمَرتُه السّعي في كلّ ما يُحبّه الله ويرضاه، وإخلاص ذلك لله، هل يُتصوَّر أن يكون دينٌ أحْسَن منْه وأجَل وأفضل؟ لا يُتصوَّر.

    ودينٌ أمَر بالإيمان بكلّ ما أوتيه الأنبيّاء، والتّصديق برسالاتهم، والاعتراف بالحقّ الذي جاءوا به من عند الله، وعدَم التّفريق بيْنهم؛ بالإيمان بِبعضهم والكُفران بالبعض الآخر، وأنّهم كلُّهم رُسُل الله، الصّادقون و أُمَنَاؤُهُ الصّالحون، المُخلصون، يستحيل أن يتوَجّه إليه أيُّ اعتراضٍ وقدْحٍ.
    والمقصود أنّ عقائد هذا الدّين، هي التي تزكو بها القلوب، أي تطهُر، وتصلُح بها الأرواح، وتتأصّل بها مكارم الأخلاق ومحاسُن الأعمال. هذا هو المثال الأوّل، ويخُصُّ أمور العقائد، وأصول دين الإسلام، والتي هي الإيمان بالله، وملائكتِه، وكُتُبه، ورسُلِه، واليوم الآخر، والقدَر خيْرِه وشرِّه.


    شريعة الصلاة و منافعها في الحياة
    أمّا المثال الثّاني،قال: "شرائعُ الإسلام الكِبار بعد الإيمان، هي إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوْم رمضان، وحجِّ البيت الحرام."
    تأمّل هذه الشّرائع العظيمة، وجليل منافعها، وما توجبُه من السّعي في مرضاة الله والفوْز بثوابِه العاجل والآجل.
    تأمّل ما في الصّلاة من الإخلاص لله-سبحانه وتعالى-، والمُقدّمات اللي الإنسان بيِعملها قبْل أن يدخُل في الصّلاة، من طهارةٍ، وتطييب بدنٍ، ونظافة ثوبٍ، واستحضار خشوعٍ، وما إليْه ممّا يلزم المصلّي، وانظر إلى هيْئات الصّلاة، وما فيها بقى من الرّكوع الذي فيه الخضوع، ومن الذلّ الذي إذا سجَد العبدُ أقرب ما يكون من ربّه وهو ساجد، وقراءة الفاتحة، وقراءة ما تيسّر من الذّكر الحكيم، والأدعيّة التي تُصاحب الصّلاة؛ كالتّحيّات والدّعاء في الرّكوع، والرّفع من الرّكوع وفي السّجود، تجد أنّه شيءٌ عظيمٌ جدًا، مُؤثّر في حياة أهْل الصّلاة، ولا يعرِف هذا إلاّ من يعني باشَرَه، ونفّذه.



    بركات الزّكاة و أثرها في المجتمع
    وانظُر إلى حِكم الزّكاة، وما فيها من التّخلُّق بأخلاق الكرام من السّخاء، والجود، والبُعد عن أخلاق اللئام، لأنّ أخلاق اللئام، دائمًا البُخل والشُّح، ومنع الخيْر، حتى منْع الآخرين أن يُواسوا الفقراء، مش بس بيَكتفي هو، يعني عدم فِعْل الخيْر، لأ، ده بيَحض غيْرُه على عدم فعل الإيه؟ الخيْر، وكذلك البُعْد عن أخلاقِ اللئام والشُّكر لله على ما أوْلاه من الإنعام، وحِفْظ المال من المُنغِّصات الحسيّة والمعنوية، يعني الزّكاة سبب حِفظ لهذا المال، وكذلك إخراج ما فيه مما عسى أن يكون قد دخله من غير عِلم الإنسان، من المال الخبيث، كالشّبهة والحرام الذي لم يكن يعلَمُه، وكذلك ما في هذه الزّكاة من مُساعدة الخَلْق والإحسان إليهم، ومواساة المُحتاجين وأصحاب العِوَز.

    وكذلك أيضًا من بركات الزّكاة، إنّها بتَجْعل ليْس هناك ما يُسمّى بصراع الطّبقات في المُجتمع، لأن عادةً يحدُث هذا حينما يستأثر الأغنيّاء بأموالِهم، ويُقَتِّرون في إيصال الخيْر إلى من يخدمونهم، ويُعينونهم في تحصيل هذا النّجاح في أموالهم، فيحدث صِراع، الأغنيّاء يُريدون أن يبخسوا الفقراء حقوقهم، ويستَعبدوهم، ويمصّوا دِمائهم، وصحّتهم لكي يعلو هم بأموالهم وتزداد أرصدتهم. والفقراء يحقدون، إنّ حنا اللي بنعمل وبنتعب، ودُول بيُعطونا الفُتات الذي لا يكاد يُقيموا حاجاتنا، ثم هم يستأثرون بالترف والبطر والغنى، فيحصل صراع، وأحيانًا الفقراء يقومون بقتْل الأغنيّاء و أخذ أموالهم، وسلبهم، وأحيانًا يعُد الأغنياء على الفقراء بمزيدٍ من الظّلم، وما هو معروف.
    فإنّ الزّكاة دفع حاجة المُضطرين المُحتاجين، وفيها دفع صوْلة الفقر، والفقراء، وفيها الثّقة بخُلف الله؛ إنّ ربّنا هيُخلف، "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" سبأ:39،والرّجاء لثوابه، وتصديق وعوده.



    الصوم تمرين للنفوس على الصبر و قوة العزيمة
    وفي الصّوْم من تمرين النّفوس على ترْك محبوبها الذي ألفته؛ الطّعام والشّراب والنّكاح في نهار رمضان، حبًا لله، وتقرُّبًا وتعويد النُّفوس وتمرينها على قوّة العزيمة والصّبر، عشان ما تحطّ في موقف يُمنع عنه الطّعام والشّراب، يستطيع إن هو يقاوم، لا يكون عبدًا لبطنه أو عبدًا لشرابٍ مُعيّن، أو عبدًا لشهوته، أو ما إليه.

    الحج و التنوع في العبوديات لله -سبحانه وتعالى-
    وأمّا ما في الحجّ من بذل الأموال، وتحمّل المشقّات، والتعرّض للأخطار، والصّعوبات طلبًا لرضى الله، والرِّفادة عليْه في بيْتِه، والوِفادة عليْه أيضًا، والتّملُّك له في بيْتِه، وفي عرَصاته، والتّنوَّع في عبوديات الله-سبحانه وتعالى- في تلك المشاعِر، وقوفٌ بعرفة، سعيٌ بين الصّفا والمروة، طوافٌ في الكعبة، مبيتٌ في مزدلفة، إفاضة إلى منى، كلُّ هذا تنوُّعٌ، عشان يعرف المسلم إن له نسب عريق جدًا من لدُن إبراهيم-عليه السّلام- بيَشدُّه إلى هذا البيْت الذي طالما قام هذا البيْت، فهو قيامٌ للمسلمين، وعدنا الله وإيّاكم يعني الوفود إلى بيْته-سبحانه وتعالى-، وأن يُيَسّر الله-عزّ وجل- لنا جميعًا الحج المبرور والعُمرة المبرورة اللهمّ آمين.
    وكذلك أيضًا يعني مظهر الخضوع، والتّعظيم التّامّ لله-سبحانه وتعالى- والتّجرُّد من الدّنيا وزينتها، انظر لا تكاد تُفرّق بين النّاس؛ كلُّهم يلبسون ثياب يُشبه بعضها بعضًا، وفيها تعارفٌ بين المسلمين، وتآلف وصدَق-مولانا الكريم- حينما قال: "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ" المائدة:97.




    نعمة رابطة الدين ومضرة الاختلاف و التفرق
    أمّا المثال الثّالث، فهو ما أمر به الشّارع، وحثّ عليْه من وجوب الاجتماع، والائتلاف، ونهيُه وتحذيره عن التّفرُّق والاختلاف، فربّنا-سبحانه وتعالى- أنْعم علينا بهذا الدّين، الذي ألَّف الله-عزّ وجل- به بين المُختلفين، وتدبَّر قول الله-سبحانه وتعالى- "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا" آل عمران:103،
    فلا يمكن للنّاس أبدًا أن يجمعهم جامع، ويربطهم رابط كرابط وجامع الدّين، وكلّا يعني أقْبل النّاس على الدّين بصِدقٍ وأخذوه بحقّه كلّما ألَّف الله-سبحانه وتعالى- بينهم، قال الله-عزّ وجل-: " لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ" الأنفال:63، بهذا الدّين، فكلّ من له أدنى عقْل قد علِم مصلحة الاجتماع، والائتلاف بين النّاس، وأنّ الاختلاف والتّفرّق هو مضرّة عظيمة على أيّ قومٍ كانوا، فقد عُلِم ما كان عليْه المسلمون في صدر الإسلام من استقامة الدّين وصلاح الأحوال، والعزّة التي لم يصل إليها أحدٌ سواهم، إذ كانوا مُستمسكين بهذا الأصْل، قائمين به حقّ قيام، مُوفّين أشدّ التّوْفيَة لهذا الدّين، موقنين أشدّ اليقين أنّه روح دينِهم، فائتلفوا فألّف الله-عزّ وجل- بينهم، وحدّث ولا حرج عن الخلاف والشّقاق بين المسلمين الذي أدى إلى ذهاب قوّتهم و ريحهم، وتسلّط الأعداء عليهم.




    الإسلام دين رحمة وبركة وإحسان
    المثال الرّابع من محاسن الدّين الإسلامي، أن دين الإسلام دين رحمة، وبركة وإحسان، وحث على منفعة نوْع الإنسان، فما عليه هذا الدّين من الرّحمة، وحُسن المعاملة، والدّعوة إلى الإحسان، والنّهي عن كلّ ما يُضاد ذلك، هو الذي صَيَّرَهُ نورًا وضياءً بين ظلمات الظلم والبغي وسوء المعاملة وانتهاك الحرمات. فهذه الرّحمة التي في طيّات هذا الدّين والإحسان حتى إلى غيْر المسلمين، "إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيٍء" صحيح مسلم، حتى البهيمة اللي إنت بتذبحها، قال النّبي-صلّى الله عليه وسلّم-: "فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ " صحيح مسلم ، فلا شكّ أن هذا الأمر الذي جذب قلوب النّاس إلى الدّخول في هذا الدّين، فمصلحة الاجتماع والائتلاف وكذلك أيضًا ما حواه هذا الدّين من المعاملة الحسنة لبني الإنسان، وإيصال النّفع إليهم، ما شهد به القاصي والداني.



    الإسلام دين الحكمة ودين الفطرة و الصلاح و الفلاح
    أمّا المثال الخامس، فهو أنّ دين الإسلام دين الحكمة، والحكمة هو وضع الشيء في موضعه، ودين الفطرة؛ مستقيم مع الفطرة، يعني رجل جاء فسمع النّبي-صلّى الله عليه وسلّم- يُنبّه على الفواحش الكبار، يقول:" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ " الأعراف:33، فبيذكر القتل، وبيذكر الزنى، وأكل الرّبا، فقال الرّجل على فطرته العربيّة التي لم تلوّث، والله لو لم يحرّم الله هذه الأشياء، لكفى بالعقل يعني مانعًا أن يُحرّمها، لأنها كلّها منافيّة، كلّها مضرّة، كلّها لا خيْر فيها، فدين الإسلام هو دين الحِكمة، ودين الفِطرة، ودين العقْل، والصّلاح، والفلاح.

    يُوضّح هذا الأصل ما هو مُحتوٍ عليه من الأحكام الأصوليّة، والفرعيّة التي تقبلها الفِطر والعقول، انظر إلى قصص الذين أسلموا من المُعاصرين، وكيف بكاؤهم على ما كانوا فيه من جهلٍ وعدم معرفة بالله-سبحانه وتعالى-، وهذه الرّاحة التي حصّلوها لم يعني يُحصّلوا في حياتهم رغم تمتّعهم بمباهج الحياة الدّنيا شيئًا منها، لم يجدوا الرّاحة إلّا حينما أسلموا، فاستقامت نفوسهم مع أرواحهم مع أعضائهم مع هذه الشّريعة الكريمة. فليس في شريعة الإسلام أبدًا قط ما تُحيله العقول، أي تستحيل العقول، تقول ده لا يمكن أن يكون، هذا غير موجود وإنّما فيه ما تشهد العقول الزكيّة بصِدقه، ونفْعِه، وصلاحه.



    الجهاد و الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
    وأمّا المثال السّادس، ما جاء به هذا الدّين من الجهاد في سبيله، والأمر بكلّ معروف، والنّهي عن كلّ منكر، فإنّ الجهاد الذي جاء به مقصودٌ به دفع عدوان المُعتدين على حقوق هذا الدّين، وعلى ردّ دعوته وهو أفضل أنواع الجهاد، لم يُقصد به جشعٌ ولا طمعٌ ولا أغراضٌ نفسيّة، ولا هذه الأشياء التي يُشوّه بها النّاس هذه العبادة الكريمة التي هي ذروَة سنام الإسلام.
    وكذلك أيضًا، الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، سببٌ عظيم لهناءة المجتمع، وراحته وألّا تعلو المعاصي حتى لا يغضب الله-سبحانه وتعالى- على أقوامٍ فيُنزل بهم بأسه-سبحانه وتعالى- فطالما ائتمرنا فيما بيننا بالمعروف، وتناهينا عن المنكر، فإن الله-عزّ وجل-يؤلّف بيننا، ونقضي مصالح ديننا ودنيانا، ونسعد في أُخرانا ونفلح.
    وكذلك أيضًا، لا شك إن الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من محاسن هذا الدّين الإسلامي ومن أعظم الضّروريات للقيام، فما من إنسان إلا وهو مُحتاج أن يُذكّره مُذكّر بأمرٍ تركه أو بنهي هو واقعٌ فيه، و "الدِّينُ النَّصيحةُ "، كما قال النّبي-صلّى الله عليه وسلّم-: قلنا : لمن ؟ قال :"للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم" صحيح مسلم.




    حرمت الشريعة التطفيف والخداع في البيع والشراء
    كذلك أيضًا المثال السّابع من محاسن الدّين الإسلامي، ما جاءت به الشّريعة، من إباحة البيوع والإيجارات، والشّركات وأنواع المعاملات، التي تُتبادل فيها المُعاوضات بين النّاس في الأعيان، والدّيون، والمنافع وغيرها، فقد جاءت الشّريعة الكاملة بحِلِّ هذا النّوع وإطلاقه للعباد، لاشتماله على المصالح في الضّروريات والحاجات والكماليّات، وفسحت للعباد فسْحًا صلحت به أمورهم وأحوالهم، واستقامت معايشهم، وشرطت الشريعة في حل هذه الأشياء شروطًا، منها الرضا بين الطرفين، مينفعش تشتري أو تبيع لإنسان وأنت تُكرهه على البيع أو على الشراء، وكذلك أيضًا اشترطت العلم، تبقى أنت هتشتري السلعة الفلانية، وعندك علم بها بالنظر أو اللمس أو أي شيء يبين لك ماهية هذه السلعة، أما إذا حصل غرر ونوع من الإخفاء للسلعة فهذا يبطل هذا البيع، ومعرفة المعقود عليه وموضوع العقد وما يترتب على ذلك من الشروط، كل هذه أمور جاءت من محاسن الشريعة حتى تحصر أسباب الشر التي قد يدخل منها الناس فتفسد بيوعهم، وحرمت طبعًا الشريعة مسألة الغش في البضائع، ومسألة التطفيف في المكاييل والموازين وبخس السلع والخداع الذي يتم من بعض الناس، يجيب ناس مثلًا يعلوا أسعار السلع عشان يغُّر غيره ممن لا يعلم فيشتري، لما يلاقي الناس متوافرون كده وطوابير واقفة، وناس قاعدة تقول أرقام، فيظن إن ده غنيمة فيأخذها ويتبين بعد ذلك أن دول كلهم مستأجرون من قبل هذا الرجل فهذا كله محرم في الشريعة.

    فمنعت الشريعة كل ما فيه ضرر أو ظلم أو جَور، أو أكل لمال الناس بالباطل، فإذا استقامت هذه المعاملات الشرعية رأيت صلاح الدين والدنيا في آنٍ واحد، وشهد الإنسان لله –عز وجل- بسعة رحمته وتمام حكمته حين أباح للمسلمين هذه المعاملات بالشروط التي وضعها في شريعته الغراء.





    الأصل في الأمور كلها الحل إلا ما حُرِّم بنص
    وكذلك المثال الثامن ما جاءت به الشريعة من إباحة الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح، فكل طيبٍ نافع لا مضرة فيه أباحه الله –سبحانه وتعالى- وجعله حلالًا للناس،"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ" الأعراف:32، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ " البقرة:172، " يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ " الأعراف:31، وأباح الله –سبحانه وتعالى- اللحوم إلا ما استثني، والحيوانات إلا ما استثني، واللباس إلا ما استثني فدايمًا الأصل هو الحِل، وبعدين تأتي الشريعة لأشياء في المطاعم أو المشارب أو الملابس، أو ما يحتاجه الإنسان في حياته الاعتيادية، تحَُرِّم أشياء لما فيها من المضرة على دينه أو أنها تفسد عليه بعض دنياه.




    منافع النكاح والحكمة منه
    فانظر حينما أباح الله-عز وجل- النكاح، وما يترتب على هذا الأمر من المصالح الشرعية من أن يقضي الإنسان وطره فيما أحله الله، وكذلك يُرزَق بالنسل، وكذلك يكون الإنسان قائمًا مع شريكة حياته في طاعة الله –سبحانه وتعالى- و يتعاونا في كل أمرٍ يرضي الله –عز وجل-، يعينها على أمر دينها ودنياها، وهي تفعل كذلك، وما بين الزوجين من الرحمة والتواد والنصيحة، وحب الخير، والدعاء في الصلوات والخلوات، كل هذا مظهر عظيم وحكم، وبعدين مسألة النكاح دي بيترتب عليها توسيع القرابات ما شاء الله، فالإنسان لما بيتزوج من أسرة أخرى يصير كهيئة أهله، أم زوجته ووالدها كوالديه، وأبناؤهم أخوال لأبنائه، وهكذا فتتسع القرابات والمعارف، تحقيقًا لقول الله –عز وجل- :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ"، ليس لتتعاركوا أو لتختلفوا، أو ليقتل بعضكم بعضًا، أو يسلب بعضكم بعضًا، وإنما،" لِتَعَارَفُوا" الحجرات:13، وهذا النكاح من أظهر صور التعارف.




    حكمة الشريعة الإسلامية من التعدد والطلاق
    وكذلك أحل الله –عز وجل- للمسلم الرجل ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع، لما في ذلك من مصلحة الطرفين ودفع ضرر الجانبين، ولن يكون هناك ثَم عنوسة إذا طبق الناس هذا الأمر، أما إذا خشي الإنسان على نفسه أن يظلم، أو لم يكن مستعدًا ماديًا، أو من ناحية الباءة وحقوق الفراش لزوجةٍ ثانية فيحرم عليه أن يزيد، ويجب عليه أن يكتفي بالواحدة، كما هو أيضًا الزواج من أكبر النعم ومن الضروريات التي لا يستغني عنها الإنسان، لكن إذا لم تحدث هذه المعاني وأصبح الرجل مع امرأته في شقاقٍ وخلافٍ وهم ونكد وغم ليل نهار، ونقص الدين وحضرت الشياطين وذهبت الملائكة من البيت، وأصبح كلٌ يتربص بالطرف الآخر ليوقع به الضرر، ويأخذ عليه ما يكون سببًا لفضيحته بين الخَلق فإنه في هذه الحالة ليس هناك دواء ناجعٌ بعد أن مررنا بالطرق المعروفة من الوعظ ومن الهجر، ومن الضرب غير المبرح، ومن حضور طرف من ناحية الزوج وناحية الزوجة، ليس ثَم حل لهذه المشكلة إلا الطلاق، الذي جعل الله –عز وجل- فيه سعة وغُنية عن هذه الحياة التي ما ينبغي أن تسمى حياة أبدًا، قال الله –عز وجل-"وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِۚ " النساء:130، فهناك أُناسٌ كالنصارى حرموا على أنفسهم الطلاق، يقول لك أنا بصيب الهدف من أول مرة، مش ممكن أي واحد رامي أبدًا يصيب الهدف في كل مرة من أول مرة، لازم يخطيء مرات، طب اللي أخطأ ده ما عساه أن يفعل بقا؟ بيفضل هكذا رهين هذا الزواج التعيس حتى يفقد معنى إنسانيته، لكن إذا لم يوافق الرجل امرأة، أو لم يوافق امرأة رجل، فربنا جعل الطلاق هذا سبيل إن هي تذهب إلى من يُشاكلها ويحتملها، والزوج يجد أيضًا من تشبهه وترضى به على وضعه إن كان العيب من ناحيته.





    حقوق العباد في الشريعة الإسلامية
    المثال التاسع من محاسن الدين الإسلامي ما شرعه الله ورسوله بين الخَلق من الحقوق التي هي صلاح وخيرٌ وإحسان وعدلٌ وقسط وتركٌ للظلم، وذلك الحقوق التي أوجبها الله –سبحانه و تعالى- للوالدين، بر الوالدين ده معنى قيمة عظيمة جدًا، "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ" لقمان:14، "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" النساء:36، وما إليه من هذه الأدلة العظيمة، فمعروف قيمة بر الوالدين لأنهما أعظم الناس إحسانًا وإفضالًا على أبنائهما بعد الله –سبحانه وتعالى-، وكذلك أيضًا الحقوق التي أوجبها الله على الآباء والأمهات نحو أبنائهم من حُسن التربية والصيانة والإطعام والكسوة، والتعليم وما هو معروف، وكذلك حقوق الأقارب وصلة الرحم، وحقوق الجيران، والأصحاب، وحقوق من يتعامل الإنسان معه، حتى فيه حقوق في السفر، إذا كنا في رفقة في السفر فيه حقوق بيننا، إن احنا نعين بعضنا بعضًا ونستعين على مشقة السفر بالتعاون فيما بيننا، وكلها حقوق وضروريات وكماليات تستحسنها الفِطر والعقول الزكيّة، وتتم بها المخالطة و تُتَبادل فيها المصالح والمنافع بحسب حال صاحب الحق ومرتبته.




    المواريث والتركات في الشريعة الإسلامية
    المثال العاشر من محاسن الدين الإسلامي، ماجاءت به الشريعة من انتقال المال والتركات بعد الموت وكيفية توزيع المال على الورثة، واحنا بنذكر من خصائص الشريعة أن لم يُبقوا لنا مما تحكم به الشريعة إلا مسألة المواريث والنكاح والطلاق، والحضانة وما إليه لأنهم لم يجدوا في هذه القوانين في بلاد الغرب التي استقوا منها قوانينهم نموذجًا ينقلون منه، بل بالعكس هذه القوانين الغربية هي عالة على شريعتنا، وأخذت منها كثيرًا من الأحكام ولازال غير المسلمين ممن هم بين المسلمين يعيشون، يأخذون في أحيانٍ كثيرة في تقسيم التركات بما أوصى الله –عز وجل- به في كتابه وعلى لسان نبيه –صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، فربنا –سبحانه وتعالى- أشار إلى حكمة المواريث بقوله –عز وجل-: " آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ" النساء:11، فوضعها الله بنفسه ولم يكلها إلى أحدٍ من خلقه بحسب ما يعلمه من قرب النفع وما يحب العبد عادةً أن يصل إليه ماله، وما هو أولى ببره وفضله، ومما شهدت بحسنه العقول الزكية والفِطر المستقيمة، وإذا قام الناس بهذا الأمر وحَكَّموا شرع الله –عز وجل- في توزيع التركات بما قسَّمه –سبحانه-، أراحوا واستراحوا وابتعدوا عن الظلم الذي هو ظلماتٌ يوم القيامة.



    الحدود في الشريعة الإسلامية
    المثال الحادي عشر ما جاءت به الشريعة الإسلامية من الحدود وتنوعها، يقول لك أه أنتم ليس عندكم إلا بقا الرجم وقطع الأيدي وهذا الكلام، فنقول ليس عندنا نحن وإنما نحن وأنتم إن كنتم من أهل الإسلام أنزل الله –عز وجل- هذه الحدود رحمة بالخَلق وليس يعني ظلمًا لهم، لأنه منزه عن الظلم –سبحانه وتعالى- فهذه الحدود وإن كان ظاهرها الشدة إلا إن في طياتها الرحمة، لأنها تمنع كثيرًا من ضعاف النفوس والإيمان عن أن يقترفوا الكبيرة إذا لم يخافوا الله خوفًا من أن تنالهم، يعني إيه؟ حدود هذه الشريعة فيصيرون عبرةً لغيرهم، وإذا وقع أحدهم فحينما يُطَبَّق عليه الحد يُزجز غيره حينما يراه وهو يُجلد، أو وهو يُرجم، أو وهو تُضرب عنقه لأنه قتل عمدًا وما إليه، فالحدود أيا كانت في الشريعة للزجر ولرحمة الناس ولتطهيرهم أيضًا لأن الأمر كما قال النبي –صلَّى الله عليه وسلم- الحدود كفارات لأهلها، الحديث " ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا ؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا ؟ و ما أدري الحُدودُ كفَّاراتٌ لأهلِها أم لا ؟" صححه الألباني.

    الحجر وكتابة الدَّيْن في الشريعة الإسلامية
    المثال الثاني عشر، ما جاءت به الشريعة من الأمر بالحجر على الإنسان في التصرف إذا حصل له زهيمر، حصل له جنون، حصل له عته شديد جدًا، بيأتي القاضي ويحجر عليه لأنه أصبح غير متصرف راشد في ماله فهيضر بزوجه وعياله، ويعطي الأموال سفهًا ها هنا وها هنا، فبيقيم رجل راشد أمين ليُصرِّف له تصرفاته ويعطيه ما يصلحه، كذلك المثال الثالث عشر ما جاءت به الشريعة من مشروعية الوثائق اللي هي الكتابة، كتابة الديون، كتابة العقود، الرهن، الضمان، الكفالة، وصولات الأمانة، أي شيء بيتبايع به الناس ويشترون ويضمنون بها حقوقهم، فقد شهدت العقول الزكية والفِطر المستقيمة بحُسن هذه الوثائق،"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ " البقرة:282، وبعدين ربنا –سبحانه وتعالى- قال،" ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ"، هيحصل رفع للخلاف والشقاق، ده يقول له ليك كذا، والثاني يقول له لا ده أنا عليا كذا، لما يكون مكتوب وعليه شهود الأمر بيختلف طبعًا.




    القرض ومنافعه والعدل بين الناس
    المثال الرابع عشرما حث الشارع عليه من الإحسان الذي يُكسِب صاحبه الأجر عند الله والمعروف عن الناس، كمسألة القرض، إنك تعطي لإنسان قرض يفك ضائقته، أو تعطيه سيارتك أو آلتك أو أي شيء عارية، فلا شك أن هذا من المصالح العظيمة وفيه خير للمعطي وخير لمن يُعطَى.

    المثال الخامس عشر، الأصول والقواعد التي جعلها الشارع أسسًا لفصل الخصومات بين الناس، زي مسألة البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، فالبينة على من ادعى، يعني لابد إن هو يجيب دليل إما من شهادة شهود أو شيء مكتوب أو أي شيء يقول أن له الحق عند فلان، لأن الأصل براءة الذمم وخلوّها من حقوق الآخرين، فأنا جيت قلت فلان ده عليه لي ألف جنيه، فيقوم القاضي يقول لي معاك بينة، عندك وصل، عندك شهود، عندك أي شيء يشهد لك، طيب إذا كانت مجرد دعوى ما عنديش كان الأمر بيني وبينه، فيبقى ليس لك في هذه الحالة إلا يمين هذا، يقول له احلف بالله إن هو ليس عليك له شيء فإن حلف يبقى خلاص ليس لك حق، فدي مسألة البيِّنة واليمين من محاسن الدين الإسلامي، وكذلك أتت الشريعة بالمساواة بين الناس في العدل، وعدم تفضيل أهل الشرف على الضعفاء ولا الأقوياء والأغنياء على من دونهم لا كل هذا الناس أمام دين الله –عز وجل- سواء جميعًا.




    الشورى في الشريعة الإسلامية
    المثال السادس عشر مسألة الشورى،" وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ " الشورى:38، فلا شك أن الإنسان قاصرٌ بعقله قليلٌ به كثيرٌ بإخوانه، لا سيما إذا كان هؤلاء الذين يتجاذب معهم ويشاورهم أهل علم، وأهل حكمة وأهل رأي، لا شك أن الإنسان يسعد كثيرًا، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالأمة، فينبغي أن نوجِد أهل الشورى، أهل الخبرة، وأهل الديانة، وأهل العقل والحكمة، هم الذي يشاورون في الأمور وتولية الأمراء والحكام القضاة وما إليه حتى تنصلح أحوال البلاد والعباد.




    جاءت الشريعة بإصلاح الدين والدنيا معًا
    كذلك أيضًا ما جاءت به الشريعة المثال السابع عشر بإصلاح الدين وإصلاح الدنيا، والجمع بين مصلحة الروح والجسد، كذلك أيضًا المثال الثامن عشر، أن الشرع جعل العلم والدين والولاية والحُكم متآزرات متعاضدات، فالعلم والدين يُقوِّم الولايات وتنبني عليه السلطة والأحكام، والولايات كلها مقيدة بالعلم والدين الذي هو الحكمة وهو الصراط المستقيم، وهو الصلاح والفلاح والنجاح، فحيث كان الدين والسلطة مقترنين متساعدين، فإن الأمور تصلح، كما أن الأحوال تستقيم وحيث فُصِل أحدهما عن الآخر اختل النظام فذهب أهل الحُكم بحكمهم، وذهب أهل الشورى برأيهم وحينئذٍ فلن يتمكن الناس من أن تستقيم أمورهم.




    ألَّف الدين الإسلامي بين قلوب العباد
    أما المثال التاسع عشر أن الشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولا بما ينقضه العلم الصحيح وقد سبق الدندنة حول هذا الأمر، وهذا المثال العشرون وبه نختم، وإن كانت محاسن الإسلام لا ينتهي فيها الحديث، ولا يمكن أن يستقصي الإنسان أبدًا محاسن هذا الدين، فلازال حُسنه بادٍ ومتجدد وما اطلع عليه الناس أقل مما لم يطلعوا على حُسنه، فهي نظرة مُجملة في فتوحات الإسلام المتسعة الخارقة للعوائد، ثم لبقاءه محترمًا مع تكالب الأعداء ومقاومتهم العنيفة، ومواقفهم المعروفة منه، وذلك أن من نظر إلى منبع هذا الدين وكيف ألَّف جزيرة العرب على افتراق أهلها، وكثرة ضغائنها وتعاديها، وكيف ألَّفهم وجمع قاصيهم لدانيهم وأزال تلك العداوات، وأحل الأخوة الإيمانية محلها، ثم اندفعوا في أقطار الأرض يفتحونها قُطرًا قُطرًا وفي مقدمة هذه الأقطار فارس والروم أقوى الأمم وأعظمها مُلكًا، فحتى وصل الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها فصار هذا يُعد من آيات الله وبراهين دينه، ومعجزات نبيه، وبهذا دخل الخَلق فيه أفواجًا ببصيرة وبطمأنينة لا بقهرٍ وإزعاج، فمن نظر نظرةً إجمالية إلى هذا الأمر عرف أن هذا هو الحق الذي لا يقوم له الباطل مهما عظمت قوته وتعاظمت سطوته.





    بقاء الدين رغم كل العداء ضده
    ثم بقاء هذا الدين على توالي النكبات وتكالب الأعداء على محقه وإبطاله بالكلية من آيات هذا الدين، وأنه دين الله الحق، فلو ساعدته قوة كافية ترد عنه عادية العادين وطغيان الطاغين لم يبقى على وجه الأرض دينٌ سواه، ولقبله الخَلق من غير إكراهٍ ولا إلزامٍ لأنه دين الحق ودين الفطرة ودين الصلاح والإصلاح، لكن تقصير أهله وضعفهم وتفرقهم وضغط أعدائهم عليهم هو الذي أوقف سيره فلا حول ولا قوة إلا بالله، وبهذه الكلمات ينتهي لقاءنا ونسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يجعل ما تكلمنا به وما يسمعه إخواننا في موازين حسناتنا جميعًا، وأن يهدينا و إياكم –سبحانه وتعالى- لما يحب ويرضى، ونسأله –عز وجل- أن ينصر الإسلام وأن يعز المسلمين، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يصلح ذات بينهم، وأن يرد إلينا عافيتنا في هذه الأمة، وأن يعلي دينه على سائر الأديان، وأن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    التعديل الأخير تم بواسطة سهير(بنت فلسطين); الساعة 12-11-2017, 09:31 PM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق

      يعمل...
      X