اللقاء الثالث و الثلاثون | الأحرف السبع والقراءات - الشيخ شوقي عبد الصادق| بصائر3

[سهير(بنت فلسطين)]

اللقاء الثالث و الثلاثون | الأحرف السبع والقراءات - الشيخ شوقي عبد الصادق| بصائر3






تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ


رابط الدرس على الموقع بجميع الجودات:
http://way2allah.com/khotab-item-136650.htm



رابط الجودة العالية HD:
http://way2allah.com/khotab-mirror-136650-217692.htm




رابط صوت mp3 :
http://way2allah.com/khotab-mirror-136650-217693.htm




رابط ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/way2allahcom/a7rof-7




رابط المشاهدة على اليوتيوب

رابط تفريغ بصيغة PDF:
http://way2allah.com/khotab-pdf-136650.htm


رابط التفريغ بصيغة Word:

https://up.top4top.net/downloadf-677uue5m1-doc.html


| جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


لقراءة التفريغ مكتوب
تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.

[سهير(بنت فلسطين)]

حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم تفريغ: اللقاء الثالث و الثلاثون | الأحرف السبع والقراءات -
مع الشيخ شوقي عبد الصادق

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
مرحبًا بكم في دورة بصائر الموسم الثالث، شبكة الطريق إلى الله، مع السلسلة المباركة علوم القرآن.

نتابع الجمع الثاني للقرآن: في عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ومع الحلقة الثالثة إكمالًا لما بدأناه من جمع القرآن والسياسة التي اتبعها سيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه وعن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه لم يكن يكتب في الصحف التي حوت كتاب الله -سبحانه وتعالى- في الصدر الأول إلا ما يُشْهِد على ما يكتب شاهدين.

أوَّلًا زيد يحفظ، وزيد كاتب أصلًا هذه الأشياء، لكن يريد تدعيم من كل المسلمين الذين سمعوا القرآن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو سمع بعضهم جزءًا منه، إلى آخره.
يقول الشاهدين يقولوا إيه؟
نشهد أنَّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قرأ هذا وفلان هذا كتب هذا بين يدي رسول الله.
أو يقول له أنت اللي انت كاتبه دا تحفظه؟
أيوا، يبقى عنده حِفظ شيء مكتوب وحفظ في صدره، لإنّه لما قال: "لم أجد آخر براءة إلا مع أبو خزيمة"، معناها إيه؟ معناها وجدها مكتوبة عنده، يعني زيد يحفظ آخر براءة
"لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ..." التوبة:١٢٨
هو يحفظها، وزيد كاتبها، لكن ما وجدهاش مكتوبة إلّا عند أبي خزيمة وأبو خزيمة حافظها، باقي الصحابة يحفظوها، فيبقى الشاهدين كده؛ كتابة وحفظ.

عليّ -رضي الله عنه- يقول:
"أعظم الناس في المصاحف أجرًا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول مَن جمع كتاب الله"

وهذا الكلام عن سيدنا عليّ أخرجه أبو داود في المصاحف غصّ في حلوق الشيعة الذين يتَّهمون أبا بكر جامع القرآن بإنه شال سور؛ سورة الولاية، وحذف سور من القرآن، وحذف آيات كانت بتتكلم عن كذا وكذا، عليّ -رضي الله عنه- اللي هم بيعبدوه من دون الله يشهد ويقول:
"أعظم الناس في المصاحف أجرًا أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول مَن جمع كتاب الله".

الصُّحُف اللي جمعها سيدنا زيد كانت تمتاز بإيه بقى؟
كل اللي مكتوب فيها في منتهى الدّقّة والبحث والتَّحَرِّي، كل اللي مكتوب فيها ما لم تُنسخ تلاوته، كل اللي مكتوب فيها ظفر بإجماع الأمة، كل الأمة مُجْمِعَة على ما كُتب في هذه الصحف.

الجَمْع الثالث للقرآن: في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه
الجَمْع الثالث يا إخواني للقرآن في السطر، مش في الصدر بقى، في السطر، كان في عهد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنهم أجمعين-، اللي حصل بقى أنَّ الفتوحات الإسلامية زادت في عهد عمر واستمرَّت في الزيادة في عهد عثمان -رضي الله عنه-، وكان كُلّ صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بينتشروا في البلدان وبيعلّموا الناس القرآن، وفي المدينة برضو فيه تعليم وتحفيظ للقرآن، فيه مُعَلِّم وفيه غلمان بيتعلّموا وكده؛ فحصل بقى شيء مِن الخِلاف، كُلّ معلم عنده الغلمان اللي بيعلّمهم يقرؤون بقراءة هذا المعلم، والغلمان دول يقرؤوا بقراءة هذا المعلم، فحصل نوع من الخلاف.
فسيدنا عثمان حسّ بكده، فقال لهم إيه بقى؟ "أنتم عندي تختلفون، فمَن نأى عني من الأمصار أشد اختلافًا"، إذا كنتم أنتم في المدينة وبتختلفوا، بسبب إيه بقى؟ بسبب القراءة، لإنّ الغلمان اتعلموا من شيخهم قراءة، أو حرف من القرآن، فبيقرؤوا بيه، والغلمان دول تعلّموا من شيخهم حرف آخر من القراءة فحصل بقى الاختلاف دا، فقال عثمان -رضي الله عنه- يبقى بقيّة الأمصار أشد اختلافًا.

سنة أربعة وعشرين هجريّة أو خمسة وعشرين هجريّة بدأ سيدنا عثمان ياخد قرار بنَسْخ مصاحف من الصُّحُف اللي نسخها سيدنا زيد ويبعتها لعواصم البلاد، حتَّى لا يقعوا في الخلاف لإنّ فعلًا وصل الخلاف، سيدنا حذيفة جِه قال: يا أمير المؤمنين، أَدْرِك الأُمَّة، الأُمَّة هتختلف في القرآن كما اختلفت اليهود والنَّصارى.
روى البخاري بسنده أنَّ أنس بن مالك قال أنَّ حذيفة بن اليمان قَدِمَ على عثمان وكان يُغَازِي يعني في الغزوة يعني أهل الشام في فَتْح أرمينيا وأذربيجان مع أهل العراق، طبعًا جيوش إسلاميّة متجمّعة تفتح البلاد دي، أفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، مختلفين في القرآن، لدرجة إنّ هُمّ هيكفّروا بعضهم وهيختلفوا،
فقال حذيفة لعثمان:
"يا أمير المؤمنين، أَدْرِك هذه الأُمَّة قبل أنْ يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنَّصارى".

فأرسل عثمان -رضي الله عنه- إلى السيّدة حفصة أرسلي إليَّ الصحف اللي نسخها زيد؛ لإنّ لَمَّا نسخها سيدنا زيد ظلَّت في بيت أبي بكر الصديق، لما تُوفي أبو بكر انتقلت من بيت أبي بكر إلى السيدة حفصة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فسيدنا عثمان قال لها إيه؟
أرسلي إليَّ بالصُّحُف؛ فأرسلت الصحف؛ فنسخ منها بقى سيدنا عثمان مصاحف.

كان برضه رئيس اللجنة هو زيد بن ثابت، ومعاه مين؟
عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، الأربعة دول مِن مَكَّة مَكِّيُّون، وسيدنا زيد بن ثابت ليس بمكّي، حتى إنّ سيدنا عثمان قال له إيه بقى؟
قال: إذا اختلفتم، بيقول لسيدنا زيد:
"إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش.." مش اختلفوا بالزّيادة أو النَّقْص، لا، اختلفوا في حاجة يعني إيه؟ في القراءة، في الحرف، إنَّما النَّصّ واحد، والكلمات واحدة ما تتغيَّرش أبدًا، ".. فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم" ففعلوا.

نسخوا بقى من الإيه؟ من الصُّحُف دي مجموعة من المصاحف نُسَخ بقى علشان سيدنا عثمان هيُرسلها إلى عواصم البلدان، يُرْسِل إلى الكوفة، ويرسل إلى البصرة، ويرسل إلى مكة، ويحتفظ عنده في المدينة بالمصحف الإمام، وقيل أرسل إلى مصر نسخة، وإلى اليمن، يعني نُسَخ كده بحيث تبقى مَرْجِع، وكُلّ نسخة معها قارئ يُعَلّم ويُقْرِئ النَّاس مِن هذه المصاحف.
وأمر -رضوان الله عليه- بأن أيّ نسخة خلاف هذه النسخ تُحْرَق حتى لا يقع الخِلاف.

ميزة بقى النُّسَخ اللي سيدنا عثمان عملها دي والجَمْع التالت للقرآن في السطر بقى إنّ برضه موجود في النُّسَخ دي كل ما ثَبت بالتَّوَاتُر لإنّ النُّسْخَة الأصليَّة اللي نسخوا منها مُجْمَع عليها من الأمة، كل ما نُسِخَت تلاوته غير موجود، الآيات مترتّبة والسور مترتبة.

تفرق إيه عن النسخة اللي هي كانت في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- كانت مُرَتَّبة الآيات ومش مرتبة في السور، مرتبة في الآيات،
هذه النُّسَخ التي نسخها سيدنا عثمان -رضي الله عنه- كانت مُرَتَّبة آيات وسور، يبقى تزيد في المزايا عن النسخة التي جُمِعَت في عهد أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم أجمعين- إنّ دي كانت مُرَتَّبَة الآيات وليست مُرَتَّبة السُّوَر.

أيضًا الصُّحُف التي أو المصاحف التي نسخها سيدنا عثمان كانت بتجمع وجوه القراءات، وجوه القراءات موجودة فيها، ومُجَرَّدَة مِن كل ما ليس بقرآن، يعني لو معنى، لو صحابي حاطط معنى للآية ما يكتبوش المعاني إنّما يكتبوا فقط النَّصّ، وما يكتبوش في الحواشي، ليس مكتوب فيها أيّ شيء في الحواشي.
هذا هو الجَمْع الثالث للقرآن العظيم في السطور.

يبقى عندنا كام جَمْع؟
جَمْع في الصَّدْر ودا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعهد الصحابة، وما زال الجمع في الصدر، وما زال الجمع في السطر،
وكان الجمع الأول في السطر الجمع الأول في السطور كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبل أن يموت وتحت سمعه وبصره -صلوات الله وسلامه عليه-، "ضعوا هؤلاءِ في السُّورةِ الَّتي يذكرُ فيها كذا وَكَذا" حسَّنه ابن حجر العسقلاني. اكتبوا هذه الآية في المكان الذي يُذْكَر فيه كذا.

ترتيب الآيات قَطْعًا ترتيب توقيفي

ينقلنا هذا إلى مسألة ترتيب الآيات يا إخوانَّا ترتيب الآيات دا ترتيب توقيفي؛ لإنّ الرسول هو اللي رَتّب، من الأدلة على أنّ الترتيب توقيفي، الأدلة إنّ ترتيب الآيات توقيفي يعني إيه؟ يعني مِن الرسول، لا مِن الصحابة ولا مِن أيّ حدّ، من الرسول، والرسول رتّبها بناءً على أمر من جبريل، وجبريل هو الذي ينقل عن ربّ العزة سبحانه وتعالى، دليل ذلك أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول،
روى الإمام أحمد عن عثمان بن أبي العاص:
"كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا إذْ شخُصَ ببصرِهِ ثم صوَّبَهُ حتى كادَ أنْ يَلْزَقَ بالأرضِ قال وشخُصَ ببصرِه قال أتاني جبريلُ فأمرَني أن أضعَ هذه الآيةَ بهذا الموضعِ من هذه السورةِ" حسَّن الهيثمي إسناده،
"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ" النحل:٩٠.

ومما يُؤَكِّد إنّ ترتيب الآيات توقيفي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
إنّ كان بيقرأ سُوَر كاملة؛ البقرة وآل عمران والنساء بنفس السورة بالترتيب علطول، الأعراف يقرأ بها في المغرب، قد أفلح المؤمنون وسورة الروم يصلي بها في الصُّبْح، يقرأ السجدة والإنسان في يوم الجمعة، في فجر الجمعة، ويقرأ المنافقون في صلاة الجمعة أيضًا، يبقى المقصود كله إنّ ترتيب الآيات ترتيب توقيفي، لا دخل لأحد فيه.
لإنّ هنعرف ترتيب السور ممكن يكون فيه اجتهاد من الصحابة أو توقيفي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

انظر لِمَا روى البخاري عن عبد الله بن الزبير: "قلتُ لعثمان بن عفان.."، بيقول له على موضعين يعني في البقرة، على آيتين،
"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ.."البقرة:٢٤٠،
نسخَتها الآية الأخرى اللي هي
"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ "
البقرة:٢٣٤،
طب دي منسوخة حُكْمًا موجودة ليه تلاوةً؟
عاوز يقول له يعني الآيتين الاتنين موجودين مع إنّ واحدة منهم منسوخة حُكْمًا، دا مين اللي بيقول؟ دا ابن الزبير بيقول لسيدنا عثمان اللي هو نسخ المصاحف، فبيقول له والمعنى لماذا تكتبها يعني؟ أو سِبتها ليه مكتوبة؟
قال: "يا ابن أخي، لا أُغَيّر شيئًا من مكانه".
يبقى أماكن الآيات دا بتوقيف ولَّا اجتهاد لأحد من الصحابة؟
دا توقيف من جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

روى مسلم عن عمر رضي الله عنه يقول:
"ما سألتُ النبي عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة"، الكلالة في المواريث يعني، يعني سأله كتير في الكلالة، فقال: حتى طعن بإصبعه في صدري وقال: "يا عمرُ، ألَا تَكْفيك آيةُ الصَّيْفِ التي في آخِرِ سورةِ النِّساء؟"
صحيح مسلم.
الشَّاهِد إيه؟
الشاهد إنّ الرسول بيقول لسيدنا عمر: آية الصيف اللي بتتكلم عن الكلالة
"يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ" النساء:١٧٦،
في آخر آية النساء، يعني بيقول له المكان بتاعها أهو، معنى ذلك إنّ لا يوجد أيّ موضع لأيّ آية إلا بوَحْي من جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ورسول الله -صلى الله عيه وسلم- يقوله للصحابة، فلا مجال للاجتهاد في ترتيب الآيات.

ترتيب السُّوَر: منها ما هو توقيفي ومنها ما هو اجتهادي من الصحابة
أمَّا بقى ترتيب السور في المصحف الذي بين أيدينا فهو اللي فيه الكلام، ترتيب السور فيه منها ما كان توقيفي، ومنها ما كان باجتهاد من الصحابة الكرام، ودا يعني أرجح الأقوال في مسألة ترتيب السُّوَر، أمَّا ترتيب الآيات قَوْلًا واحدًا، ترتيب الآيات قَوْلًا واحدًا بتوقيف من جبريل إلى رسول الله، وجبريل طبعًا عن الله -سبحانه وتعالى- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا دَخْل لأيّ بشر فيه، ولنطمئن إلى هذا، ولنحمد الله -سبحانه وتعالى- أنه حَفِظ كتابه من كل دخيل.

القرآن نزل على أحرف سبعة
يقودنا هذا يا عباد الله إلى أمر مُهِمّ جدًّا مسألة بقى القراءات التي أشار إليها العلماء في الصُّحُف أو المصاحف التي جمعها سيدنا عثمان إنها كانت تحمل أوجُه القراءات، وما نزل عليه القرآن من أَحْرُف سبعة، القرآن نزل على أحرف سبعة، يعني إيه أحرف سبعة؟ تيسير من الله -سبحانه وتعالى-.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"أُنْزِلَ القرآنُ من سبعةِ أبوابٍ، على سبعةِ أحرفٍ، كلُّها شافٍ كافٍ"صححه الألباني رحمه الله.
مِن تيسير الله -سبحانه وتعالى- على هذه الأمة أن أَنْزَل القرآن على أحرف سبعة.

دليل ذلك ما روى البخاري ومسلم: قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-:
"أقرَأني جبريلُ على حرفٍ، فراجَعتُه، فلم أزَلْ أستَزيدُه ويَزيدُني، حتى انتَهى إلى سبعةِ أحرُفٍ"
زَادَ مسلم:
"بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا، لَا يَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ".

وروى البخاري ومسلم أيضًا أنَّ عمر بن الخطاب قال:
"سمعتُ هشامَ بنِ حكيمٍ يقرأ سورةَ الفرقانِ في حياةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.."
فعمر استمع له فإذا هو يقرأه على حروف كثيرة لم يقرأ بها عمر ولم يحفظها عمر،
".. فاستمعتُ لقراءته، فإذا هو يقرؤها على حروفٍ كثيرةٍ لم يُقرئنيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كذلك، فكدتُ أساورُه في الصلاة.."،
يعني أُخْرِجه من الصلاة،
".. فانتظرتُه حتى سلَّم، ثم لببتُه بردائِه أو بردائي.."
أخذه من ثوبه،
".. فقلتُ: مَن أقرأك هذه السورةَ؟ قال: أقرأنيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قلتُ له: كذبتَ، فواللهِ إنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أقرأني هذه السورةَ التي سمعتُك تقرؤها، فانطلقتُ أقوده إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إني سمعتُ هذا يقرأ بسورة الفرقانِ على حروفٍ لم تُقرئنيها، وأنت أقرأتني سورةَ الفرقانِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أرسِلْه يا عمرُ.." يعني اتركه، ".. اقرأْ يا هشامُ. فقرأ عليه القراءةَ التي سمعتُه يقرؤها، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هكذا أُنزلت. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اقرأْ يا عمرُ. فقرأتُ، فقال: هكذا أُنزلتْ. ثم قال: إنَّ هذا القرآنَ أُنزل على سبعةِ أحرفٍ، فاقرؤوا ما تيسَّر منه"
صحيح البخاري.

في رواية طيّبة أذكرُها أيضًا عند مسلم، عن أُبَيّ بن كعب يقول:
"كنتُ في المسجدِ.
فدخل رجل يصلِّي. فقرأ قراءةً أنكرتُها عليه. ثم دخل آخرُ . فقرأ قراءةً سوى قراءةِ صاحبِه"،
يعني آدي قراءة اتنين وقراءة أُبَيّ آدي ثلاثة قراءات أَهُم،
"فلما قضَيْنا الصلاةَ دخلْنا جميعًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فقلتُ: إنَّ هذا قرأ قراءةً أنكرتُها عليه. ودخل آخرُ فقرأ سوى قراءةِ صاحبِه.
فأمرَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقرآ
" الاتنين اللي هو بيعترض عليهم أُبَيّ،
".. فحَسَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شأنَهما. فسقط في نفسي.."
، دا مين اللي بيتكلم؟ أُبَيّ، إيه بقى؟ يعني دا صحّ ودا صح يبقى كده الكلام دا مش من عند الله، أصل تلاتة صحّ ومختلفين يعني تلات قراءات صحّ ومختلفين يبقى إزّاي صَحّ ومختلفين؟ دا معنى الكلام اللي بيقوله أُبَيّ، فبيقول إيه بقى؟
".. فسقط في نفسي من التَّكذيبِ. ولا إذ كنتُ في الجاهلية.."،
يعني رجعت كإنّي في الجاهلية، إزّاي تلاتة صَحّ ومختلفين؟
ما تمشيش، ما هو علشان صَحّ لازم كله يتّفق، إنما تلاتة صَحّ ومختلفين، فهنا بقى الرسول -عليه الصلاة والسلام- ضرب في صدره، بيفوّقه،
".. فلما رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد غَشِيني ضرب في صدري . ففِضتُ عرَقًا.."
بيقول لك أنا انتفضت، ".. وكأنما أنظرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فرَقًا.." خَوْفًا يعني.

".. فقال لي: يا أُبَيّ! أُرْسِلْ إليَّ: أنِ اقرأِ القرآنَ على حرفٍ.
فرددتُ إليه: أن هوِّنْ على أمَّتي. فردَّ إليَّ الثانيةَ: اقرأْه على حرفين. فرددتُ إليه: أن هوِّن على أُمَّتي. فردَّ إليَّ الثالثةَ: اقرأْه على سبعةِ أحرُفٍ.."،
سبعة أحرف، سبعة لهجات، سبعة قراءات، "فلك.." دي الزيادة بقى اللي أنا كنت عاوز أتكلم عنها "فلك بكل ردَّةٍ.." يعني طَلَب يعني طلب التيسير على الأُمَّة يعني الرسول -عليه الصلاة والسلام- طلب التيسير على الأُمَّة تلات مرات، فهنا بيقول: ".. فلك بكل ردَّةٍ رددتُها مسألةً تسألنيها.. " أعطيك مكافأة مِن الله -سبحانه وتعالى- إنّك سألت التخفيف على الأُمَّة تلات مرات، فكُلّ رَدَّة سألت فيها التخفيف هعطيك جائزة، مسألة تسألنيها، اطلب مني تلات طلبات.

".. فقلتُ: اللهمَّ! اغفِرْ لأمَّتي.."، دي واحدة ".. اللهمَّ! اغفِرْ لأمَّتي.."، التالتة بقى ".. وأُخِّرتِ الثالثةُ ليومٍ يرغب إليَّ الخلقُ كلُّهم. حتى إبراهيمَ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-"،
أنا مخلّي التالتة بقى ليوم القيامة حتى سيدنا إبراهيم نفسه هيبقى إيه يرغب إليّ، الشاهد يا جماعة إنّ القرآن نزل على كم حرف؟ سبعة أحرف، إيه هي السبعة أحرف بقى؟

ما معنى أحرف سبعة وما أوجه الاختلاف بينها؟
سبعة أحرف يعني إيه؟ إيه بقى علشان باختصار كده إيه هي السبعة أحرف بقى؟
سبعة أحرف، سبعة وجوه من وجوه القراءة، القرآن فيه الحاجات دي كلها موجودة، لا تخرج كما قال الرازي رَحِم الله جميع علمائنا لا تخرج عن سبعة أحرف في الاختلاف، يعني إيه؟
اختلاف الإفراد والتثنية والجمع، ممكن تأتي حاجة فيها جمع وفيها إفراد في نفس الآية، واحد يقرأها بالقراءة دي وواحد بالقراءة دي، زَيّ إيه مثلًا؟ "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ" لأماناتهم جمع "وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" المؤمنون:٨،
تُقْرَأ هكذا -دا مِن التيسير أهو بقى-:
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَتِهِمْ" بالإفراد، "لِأَمَانَتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ".
يبقى إفراد وتثنية وجمع، دا وجه من الوجوه السبعة.
اختلاف تصريف الأفعال من مضارع وماضي وأمر في نفس الآية، سورة سبأ مثلًا: "ربنا بَعِّد بَيْنَ أَسْفَارِنَا" كإنّ هُمّ أهل سبأ اللي بيطلبوا إن ربنا يبعّد ايه ما يسافروش بسهولة يعني، ربّنا بَعِّد أهل سبأ من الافتراء بتاعهم، "ربنا بَعِّد بَيْنَ أَسْفَارِنَا " تُقْرأ هكذا، وتُقْرَأ أيضًا "ربُّنا باعَد" إخبار، "ربُّنا باعَد بَيْنَ أَسْفَارِنَا "، أو "ربَّنا باعِد بَيْنَ أَسْفَارِنَا" دي القراءة اللي احنا حافظينها هنا أهل مصر يعني، "رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ"سبأ:١٩، كل دا موجود وكل دا من باب التيسير، والأحرف السَّبعة.

اختلاف وجوه الإعراب، زَيّ إيه مثلًا؟ في سورة البروج: "ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ"البروج:١٦،١٥، وتُقرأ أيضًا: "ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ"
يبقى لو قُلت المجيدُ تبقى دي تعود على ربّ العزّة صفة من صفات الله -سبحانه وتعالى- ذو العرش المجيدُ، وذو العرش المجيدِ تعود على أنها صفة من صفات العرش ذو العرشِ المجيدِ، يبقى عرش ربنا -سبحانه وتعالى- مجيد، أو لو قُلت ذو العرش المجيدُ يبقى دي صفة لله -سبحانه وتعالى-، كل دا من التيسير.




الزيادة والنقصان
ممكن تجد حرف جَرّ موجود، وممكن ما تجدهوش موجود، ودي قراءة صحيحة ودي قراءة صحيحة، ودا حرف صحيح ودا حرف صحيح، ونزل القرآن على هذه الأحرف، سورة التوبة مثلًا:
"وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي.." التوبة:١٠٠
المصاحف اللي بين أيدينا "تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ" من غير "مِن"، وأيضًا تُقْرَأ "تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ"
قراءة يعقوب -رضي الله عنه- ومَن معه، ودا حرف من الحروف اللي نزل عليها القرآن.

كذلك تقديم وتأخير في سورة التوبة برضه
"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.." التوبة:١١١،
اللي بين أيدينا كَمِصْر يعني أو طبعة حفص "فيَقْتلون.." يعني هم بيقتلوا الأول "وَيُقْتَلُونَ " " فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ " تقديم وتأخير، حمزة والكساء وخلف قرؤوها "فيُقْتَلُونَ ويَقْتُلُونَ"، ودا حرف موجود ولا خلاف عليه.

كذلك الاختلاف بالإبدال، أحطّ مثلًا أبدل الراء بزاي أو الزاي براء وكده يعني، كل دا من الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، في سورة البقرة قَوْله -تبارك وتعالى-: وانظر.. اللي هو "أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ " "وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا" البقرة:٢٥٩،
ننشزها بالزاي لإنّ المصاحف اللي كان عاملها سيدنا عثمان ما كانش عليها نقط ولا عليها شكلات، فلو حطّيت نقطة تبقى زاي، شِلت النقطة تبقى راء، طب بيعملوا كده ليه؟ علشان هي دي موجودة ودي موجودة، الرسول قرأ بدي وقرأ بدي.
"وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا" بالزاي "ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ".
"وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِرُها"ننشرها شيل النقطة علشان تمشي، تمشي كده وتمشي كده.
دا اختراع في الدين؟ لا، الرسول قرأ بدي وقرأ بدي، ما هو الرسول اللي طلب، قال يا ربّ الأمة بتاعتي فيها الشيخ الكبير وكذا وكذا يَسِّر عليها، قال اقرا القرآن على سبعة أحرف، اقرأ كله يسر، "إن هذا القرآن أُنْزِل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسَّر منه"، صحيح البخاري رحمه الله.
فلو ثبت وثبت فعلًا عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قرأ ننشزها تقرأها ننشزها، ننشرها.



كذلك اختلاف اللهجات، احنا أيّ بلد في العالم تجد مثلًا أهل الحضر لهم لهجة في الكلام، أهل البادية لهم لهجة في الكلام، أهل القرى لهم لهجة في الكلام، نفس الكلام برضه موجود اللهجات دي اختلاف اللهجات، التفخيم والترقيق والإمالة، يقول لك موسي، موسى يبقى دا فتح، موسي يبقى فيها إمالة، موسي، كل دا قرأ به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو من التيسير علينا عباد الله.



وقفات مع القراءات والقُرَّاء
وهذا ينقلنا إلى مسألة القراءات نتعرف عليها كده يعني بما تيسَّر والقُرَّاء كذلك، القراءات والقُرَّاء.

• القراءات لا تؤخذ إلا من فم النبي

القراءات بقى باختصار لا تُؤْخَذ إلا من فَم النبي، يعني مفيش قراءة مُخْتَرَعَة، مانعرفش نخترع قراءة، كل القراءات الثابتة الصحيحة العلماء حطُّوا لها ضوابط وشروط علشان نقول القراءة دي معتبرة، وتعلّمنا هذا ووصلنا ولله الحمد، لكن عاوز أقول لكم بس طبقات القُرَّاء والمقرئين، كل دا منقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لإنّ مفيش اختراع، كله تم تلقّيه من فم النبي،
"وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ" النمل:٦.

• أشهر القُرَّاء مِن الصحابة والتابعين

اشتهر بالقراءة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-: سيدنا عثمان، وعليّ، وأُبَيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو موسى الأشعري، وسائر أولئك أرسلهم عثمان بالمصاحف إلى الآفاق، المصاحف اللي نسخها سيدنا عثمان.
واشتهر من التابعين طبعًا أنت عندك شوف بقى طبقة يُؤْمَن عليها الكذب، وطبقة يُؤْمَن عليها الكذب، طبقة الصحابة وبعدين طبقة التابعين، طبقات طبقات بعضها أطهر من بعض.
اشتهر مِن التابعين: ابن المُسيّب، وعروة، وسالم، وعمر بن عبد العزيز، وسليمان بن يسار، وأخوه عطاء، وزيد بن أسلم، ومسلم بن جندب

.

• الإسناد من الدين

أنا بَذْكُر الأسماء دي ليه؟
علشان تحسّ إن فيه إسناد؛ لإنّ الإسناد من الدين عباد الله.
إسناد القراءة، دول سمعوا من الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والرسول سمع من جبريل، كل القراءات دي، هؤلاء اشتهروا وأخذ عنهم التابعون. فيه منهم في المدينة اللي أنا بذكرهم دول، وعبد الرحمن بن هرمز، ومعاذ بن الحارث، كل دول من قُرَّاء المدينة، وعطاء، ومجاهد، وطاووس، وعكرمة، وابن أبي مليكة، وعبيد بن عمير، في مكة، وعامر بن عبد قيس، وأبو العالية، وأبو رجاء، كل دول في البصرة.
شوف يُؤْمَن الكذب ليه؟
لإنّ مستحيل ناس في تباعُد في الزمان وتباعُد في المكان ويتّفقوا على شيء، إذن الشيء اللي هُمّ مُتَّفِقِين عليه أكيد أنه سليم مائة في المائة، وصادقون في نقله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

• عدد القراءات

القراءات عندنا سبعة،
سبع قراءات، منسوبة لأئمة أعلام معروفون، هؤلاء الأئمة: نافع، وعاصم، وحمزة، وعبد الله بن عامر، وعبد الله بن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، دول سبعة.
والقراءات العَشْر هي السبعة المُتَقَدِّمَة دول ويزيد معاهم أبو جعفر، ويعقوب، وخلف، يسمُّوه خَلَف العاشر.
فالقراءات أوَّلًا السبعة، سبعة قراءات هي حَظِيَت بالشُّهْرَة بين علماء المسلمين، وعلماء الأداء بصفة عامَّة، وزاد عليها قراءات ثلاث من أئمة أبي جعفر ويعقوب وخلف، يبقى كده عندنا عشرة.
وهناك أربع قراءات زيادة على هذه القراءات العشرة، وهي قراءة الحسن البصري، وابن محيصن، ويحيى اليزيدي، والشنبوذي، رحم الله الجميع.

• ضوابط القراءة التي لا بُدّ أن تتوفر فيها لتكون صحيحة

فيه شيء بقى مهم جدًّا في القراءات لا بُدّ إنّ احنا نعرفه، إنّ فيه ضابط العلماء وضعوه ودا برضه يطمّن المسلمين على إنّ هذا الكتاب العظيم مُحاط بحِرَاسَة مُشَدَّدة في الأداء، في الكتابة، في الأحرف، كل شيء فيه مُحَاط بحِرَاسَة مُشَدَّدَة،
ضوابط القراءة:
1- قال لك إنّ لازم سند حتى نصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
القراءة دي مسنودة، مش أيّ قراءة، مش أيّ حدّ يقول كلام، لا، لازم يكون فيه سند.
2- ولازم تكون القراءة موافقة رسم المصحف اللي سيدنا عثمان بعته في الأمصار وعواصم البلدان.
3- ولازم تكون القراءة موافقة لوجه من وجوه النحو، في الإعراب يعني.
وكل ما وافق وجهًا نحوي، وكان للرسم احتمالًا يحوي، وصَحّ إسنادًا هو القرآنُ، فهذه الثلاثةُ الأركانُ.

يعني حاجة بالنسبة مثلًا الإسناد خلاص انتهينا منه إنّ لا بُدّ من الإسناد، وهنشوف برضه حاجة سريعة بالنسبة للإسناد، القراءات بالنسبة للإسناد يعني، لكن موافقة للمصاحف، يعني عندنا مثلًا:
"قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ "البقرة:١١٦،
قراءة ابن عامر بغير واو، "قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ " كقراءة ابن عامر "قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ " سورة البقرة بغير واو.

وقراءة "وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ" في سورة آل عمران:١٨٤، بزيادة الباء في الاسمين، كل دا ثابت فين؟
في المصحف الشامي موجود في المصحف اللي سيدنا عثمان أرسله لأهل الشام، يبقى موافقة للرسم، موجودة في الرسم، برضه "تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ" في الموضع الأخير من سورة التوبة بزيادة مِن، دي موجودة في المصحف اللي سيدنا عثمان بعته لمكّة، طب المصحف اللي موجود عندنا احنا هنا في مصر مش موجودة مِن، لكن المصحف اللي سيدنا عثمان نسخه موجودة فيه ليه؟ لإنّ دي موجودة والرسول قرأ بدي، وقرأ بدي، لإنّ المصحف اللي عندنا برواية حفص عن عاصم، ماشي؟

فيبقى لو لقيت القراءة بقراءة ابن كثير لو لقيت مصحف مكتوب على قراءة ابن كثير هتلاقي فيه
"تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ"
هل ابن كثيررحمه الله اللي زوّد "مِن"؟
لا، هي موجودة وقرأ بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيّدنا عثمان لما نَسَخ الصُّحُف نسخ المصاحف وبعتها موجودة في
المصحف المكّي.

• أنواع القراءات من ناحية السَّنَد

فيه شيء مهم جدًّا بالنسبة للقراءات من ناحية السَّنَد
القراءات من ناحية السند أنواعها إيه؟
هذه أنواع القراءة:
القراءة المتواترة، والقراءة المشهورة، والقراءة التي صَحّ سندها، والقراءة الشاذّة.

- المتواترة يعني جَمْع من الصحابة قرؤوها، وجَمْع من التابعين قرؤوها، اللي حَظِي بهذا القراءات السبع، تقريبًا هي اللي فازت بهذه الرتبة.

- المشهور بقى يقول لك ما صَحَّ سنده بأنْ رواه عدل ضابط عن مِثْله، مش جَمْع، عدل ضابط عن مثله، ودي أقل شوية من المتواترة.

- النوع التالت بقى ما صَحّ سنده، يعني لما تيجي ترجّع السند تلاقيه صحيح، بس لا هي موجودة في المصحف المصاحف بتاعت سيدنا عثمان مش موجودة فيها، والنحو بقى الله أعلم توافق النحو أو ما توافقش، زَيّ إيه بقى؟
قالوا إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ -اللي هو الإسناد بقى-: "مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْارِفٍ"الرحمن:٧٦، مش رَفْرَفٍ، "عَلَىٰ رَفْارِفٍ خُضْرٍ وَعَبَاقَرِيّ حِسَانٍ"، وعباقريّ حِسان قالوا دي قراءة، الإسناد صَحّ، بس مش موجودة في المصاحف اللي سيدنا عثمان كتبها.
ومنها قراءة "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ.."التوبة:١٢٨،
مش "مِّنْ أَنفُسِكُمْ"، لا، "مِّنْ أَنفَسِكُمْ" النَّفَاسَة يعني المعدن العالي يعني
قالوا دي قراءة سندها صحيح بس مش موجودة في المصاحف.

طب القراءة دي إيه؟
لا يجب أن يُقرأ بها، اللي هي القراءة اللي صَحّ سندها بس لم تُوجَد في المصاحف.
- القراءة الشاذّة بقىككقراءة ابن سميفع "فاليوم نُنَحِّيك" سورة يونس، "فاليوم ننحيك ببدنك"، ننحيك مش ننجيك، ننحيك المعنى يمشي، بس مش هي دي اللي قرأ بها الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ننحيك يعني نركنك على جنب،
"ننحيك ببدنك لتكون لمن خَلَفَك آية" يعني الفراعنة اللي هيمسكوا الحُكْم بعدك تبقى أنت لهم آية، إنّما هي الآية "لِمَنْ خَلْفَكَ"يونس:٩٢، منهم ومِن غيرهم يعني.
هذه القراءة لا يجوز القراءة بها ولا يجوز الصلاة بها، حتى إنّ لو صلَّى بها إنسان فصلاته باطلة.

- طبعًا فيه نوع خامس من القراءة: القراءة الموضوعة، فيه قراءة موضوعة زَيّ الحديث الموضوع كده، قراءة موضوعة زيّ الحديث الموضوع، دي موجودة بينسبوها يعني هي أبو حنيفة لم يقرأ بها، نسبوها لأبي حنيفة،
وهي في سورة فاطر "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ " فاطر:٢٨، هو دا الصحيح، ودا اللي كتبه سيدنا عثمان، وهو دا اللي موجود، قالوا يُنسب لأبي حنيفة إنّ هو قرأها إيه؟ "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ "، طبعًا دي قراءة اسمها قراءة موضوعة ولا يَصِحّ ولا يُقرأ بها والمعنى يتغير كتير. وللأسف بعض المفسرين اتكلموا فيها وقعدوا يدندنوا حولها على إنّ هي صحّ وهي مش صحيحة أبدًا بل هي قراءة موضوعة.

• نبذة عن القُرَّاء الأربعة عشر

القُرَّاء السَّبْع يا إخواننا أو العشرة أو الأربعة عشر بمنتهى السرعة كده هذكر لكم أسماءهم بس وتاريخ وفاتهم علشان تعرفوا إنّ هم من الأول، يعني من الصَّدْر الأول مش يعني ناس كده بينهم وبين الرسول مسافات، لا،
1- يعني ابن عامر مثلًا دا القارئ الأول
ابن عامر تُوفي امتى؟
تُوفي سنة ١١٨ يعني فوق هناك، ابن عامر سمع من أفاضل سمع من سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، سمع من عثمان بل قرأ على عثمان نفسه علشان تحسّ التواتر أهو بقى والسند، يعني عثمان هو اللي كتب المصاحف، اللي سمع منه مين؟
أول القُرَّاء دول ابن عامر سمع من عثمان نفسه.

2- ابن كثير
مش ابن كثير المُفَسِّر، لا، ابن كثير القارئ تُوفي ابن كثير القارئ في سنة ١٢٠ بعد ابن عامر بسنتين، ابن كثير، القارئ
3- التالت عاصم رضي الله عنهم أجمعين
4- والقارئ الرابع أبو عمرو
5- والخامس حمزة
6- ونافع السادس رضي الله عنهم أجمعين
7- والسابع الكسائي
8- التامن بقى أبو جعفر
9- والتاسع يعقوب رضي الله عنهم أجمعين
10- وخلف العاشر
يزيد عليهم بقى الحسن البصري، وابن محيصن، ويحيى اليزيدي، والشنبوذي يبقى كده عندنا ١٤ قارئ.

هؤلاء الأئمة وأضرابهم هم الذين خدموا الأمة والملَّة وحافظوا على كتاب الله
يقول فيهم السيوطي -رحمه الله-: "ثم لما اتّسع الخرق وكاد الباطل يتلبس بالحقّ قام جهابذة الأمة وبالغوا في الاجتهاد وجمعوا الحروف والقراءات وعزو الوجوه والروايات وميّزوا الصحيح والمشهور والشّاذ بأصولٍ أصّلوها وأركان فصّلوها".
رحمة الله على هؤلاء الأئمة الأعلام.

الخاتمة
ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصّته، ويجعلنا من خُدَّام القرآن ويجعل القائمين على الموقع كبارًا وصغارًا عُمَّالًا ومخططين ومموّلين أسأل الله لهم جميعًا التوفيق والسداد وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم، يرفع به الدرجات، يرفع بهذا العمل لهم الدرجات، ويجزل لهم الثواب والعطايا، ويبارك لهم في أموالهم وأولادهم وكل ما خوّلهم، اللهم آمين.
وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وجزاكم الله خيرًا.

تم بحمد الله

شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا


رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

[آمــال الأقصى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.