إعـــــــلان

**لؤلؤة باسلامي** · 02-11-2017, 11:08 PM

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمةً لخَلْق الله، ثم أما بعد:
فأهلًا بكم معنا في حلقة جديدة من دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني.
طبعًا زَيّ ما احنا اتكلمنا في الحلقات اللي فاتت وعرفنا الدورة بتهدف لتقوية البناء الإيماني والعلمي لدى الإنسان المسلم المعاصر الرباني حتى لا تدخل عليه الشبهات، يعني احنا زَيّ ما قُلنا اختارنا إنّ إحنا ما نقعدش نقول شبهات وردود وشبهات وردود لكن نقوّي المناعة الفكرية والإيمانية والعلمية لدى المسلم حتى لا يتشرَّب أي شبهة من الشبهات المعاصرة التي تطعن في دين الإسلام.

مجمل ما دار الحديث عنه في اللقاءات السابقة
واتكلّمنا في الحلقتين الأولانيين عن "هل الله موجود؟" واتكلّمنا عن أدلة وجود الله -سبحانه وتعالى- الفطرية، والعقلية، والخُلُقية، والتشريعية، اللي بتؤدي إلى حتمية وجود الله -سبحانه وتعالى-.
وإنّ إنكار وجود الله -سبحانه وتعالى- يؤدي إلى هدم العلم، وهدم الأخلاق، وهدم التشريع، وهدم الإنسانية بالكليَّة، واتكلمنا عن الأمور دي بالتفصيل في الحلقتين الأولتين.

بعد كده اتكلّمنا في الحلقة الماضية عن "هل الإسلام هو دين الحق؟" اتكلمنا فيها على إنّ الإسلام بلا شكّ هو دين الحقّ قَطْعًا الكلام دا هو أول دليل وأعظم معجزة هي القرآن، واتكلمنا على قطعية ثبوت القرآن، وأنَّ القرآن وحي من عند الله -عز وجل-.
والدلائل أول حاجة اتكلمنا إن الاحتمالات إنّ القرآن رقم واحد يكون من عند النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- نفسه، والنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هو الذي ادَّعى القرآن، وألَّف القرآن، كما يقول الملحدون أو الكُفَّار.

ردّينا على هذا الأمر من وجوه: الوجه الأول: أنَّ النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يَدَّعِ ذلك، رقم اتنين: إنّ القرآن كان يتأخر نزول الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في مواقف مُحْرِجَة جدًّا ويحتاج فيها إلى الردّ، رقم تلاتة: أنَّ القرآن نزل أحيانًا بتخطئة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في الاجتهاد كما فعل مع الأعمى، وكما فعل في مواقف متعددة ذكرنا سبعة مواقف.

نتابع أدلة أن القرآن ليس من عند النبي
الدليل الرابع: بعض الآيات لم يستطع النبي تفسيرها بل فُسِّرت بآيات آخرى من القرآن
بعد كده رقم أربعة الذي يُثْبِت أنَّ القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنَّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كان ينزل عليه أحيانًا بعض الآيات لا يستطيع تفسيرها بنفسه، بل ينتظر الوحي مرةً أخرى ليُفَسِّرها، يعني تنزل آية والنبي -عليه الصلاة والسلام- ما يفسَّرهاش، يستنى الوحي هو اللي يفسَّرها، طيب لو كان القرآن من عند النبي -عليه الصلاة والسلام- كان فسَّرها من أول مرة، لماذا ينتظر التفسير؟

وطبعًا أشهر موقف في ذلك هو مسألة الأعمال بالنيات، أو المحاسبة على النيات في العمل اللي هي قوْل الله عز وجل "لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ" البقرة:٢٨٤. لما نزلت هذه الآية كانت الدلالة الظاهرة للآية أنَّ الله -عزَّ وجل- يحاسب على النيّة الخفيّة، يعني إيه؟
يعني لو إنسان نوى معصية جوَّاه عاوز يعمل معصية وما عملهاش، إيه اللي يحصل؟ تُكتب عليه معصية، يعني مجرد الخاطرة إنّ تخطر في باله إنه يعمل معصية يُحاسب عليها، فهذا أمر شاقّ جدًّا؛ لإن كل إنسان بتجيله وساوس وساعات بيفكَّر وبعدين يراجع نفسه وهكذا، فلو الحساب على مجرَّد النيَّة يبقى إذن الموضوع هيبقى شاقّ.

فشقَّ ذلك على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول ابن عباس: إن هذه الآية حين نزلت غمَّت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -يعني ركبهم الغَمّ- غمًّا شديدًا، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "قولوا: سَمِعنا وأطَعْنا" صحيح مسلم.
يعني هتعملوا إيه؟ هو ربنا أمر بذلك هتعملوا إيه؟ هتقولوا سمعنا وأطعنا، ولا تقولوا كاليهود، فقالوا: سمعنا وأطعنا حتى زلَّت بها ألسنتهم، يعني بقى ييجي واحد يكلّم صحابي يقول له: السلام عليكم، بدل ما يقول له: وعليكم السلام، يقول له: سمعنا وأطعنا، من كُتر ما بيقولها يقولها غلط، ييجي يقول حاجة يروح قايل غلط سمعنا وأطعنا.

يقول ابن عباس: فنسَخَتْها:
"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ.." البقرة:٢٨٥. إلى قَوْله: ".. وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" البقرة:٢٨٦، يعني بقى الحساب على إيه؟ على الكَسْب، يقول: "فتُجُوِّز لهم من حديث النفس وأُخِذوا بالأعمال"، يعني سيدنا عبد الله بن عباس يقول إنّ الآية الأولى كانت فعلًا بتقول إنّ إيه؟ أو ظاهرها يدلّ على أن الحساب على النية، ولكن الله عز وجل بيَّن بعد ذلك بيَّن المجمل هذا بأنَّ الحساب ليس على النية ولكن على العمل.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا سُئِل عن الآية لو كان القرآن من عند نفسه كان هيقول لهم لا الحساب على العمل مش على النية، لكن النبي قال لهم: لا، قولوا سمعنا وأطعنا، ثم نزل قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" فبيَّن أنَّ الحساب على العمل وليس على النيَّة.
يبقى دا أيضًا من الأمور التي تُبَيِّن أنَّ القرآن قَطْعًا ليس مِن عند النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن من عند الله.

الدليل الخامس: حال النبي وهو يتلقى القرآن لأول مرة
الأمر الخامس كيفية تلقّي النبي -صلى الله وآله وسلم- للقرآن، يعني إيه؟ يعني لو أنا مثلًا بألّف حاجة وعمَّال طول الليل أقلّب فيها، وأزيد وأحطّ، مثلًا لو شاعر بيضع الشعر وعمَّال يَزِن الأبيات، ويضع الكلمات، وفي الآخر طلع بالقصيدة، أما ييجي يقولها أول مرة بقى بعد ما هو عمَّال يألِّفها ويتقنها، هيبقى بيقولها وهو حافظها ومتقنها ولا بيحاول يحفظها؟ هيبقى حافظها ومتقنها، دا عمَّال يقلّب فيها طول الليل.
لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يَكُن كذلك، كان أول ما يتلقَّى القرآن للمرة الأولى يَعْجَل به، ويراجعه سريعًا؛ خوفًا من أنْ ينساه، ودا حال طالب مُتَلَقِّي، مش إنسان بيُؤَلِّف وبيجتهد، لا، دا طالب متلقي.

حتى نزل قَوْل الله: "لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" القيامة:١٩:١٦. ونزل قَوْل الله -عز وجل-: "سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ" الأعلى:٦. ما تخافش هتحفظها مش هتنساها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان حينما يتلو القرآن أول مرة يعجل، يعني إيه يعجل؟ يعني يقوله بسرعة ويردده مرة واتنين وتلاتة، ليه؟ خايف ينساه، ودا حال واحد مش بيؤلّف القرآن، ولكن بيتلقَّى القرآن، فحال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك دالٌّ على أنَّ القرآن كان وحيًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن من عند ذاته.
يبقى دا الدليل الخامس على أنَّ القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

الدليل السادس: سيرة النبي التي لم يُعْرَف فيها الكذب
الدليل السادس سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، يعني إيه الكلام دا؟ يعني النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- قبل البعثة هل كان كذَّابًا يفتري؟ هل كان شاعرًا؟ لا بل كان -صلى الله عليه وآله وسلم- الصادق الأمين، تخيّلوا، في مجتمع سُمُّوا بالجاهليَّة، يعني المجتمع أيام النبي -عليه الصلاة والسلام- سُمُّوا بإيه؟ بالجاهلية، لجهلهم وكذبهم، كانوا أكذب ما يكون، وأفجر ما يكون، يطلع واحد في البيئة دي ويتسمَّى مش يتقال عليه بيَصْدُق دا يتسمَّى الصادق الأمين يعني بلغ النهاية في الصدق، هذا الرجل يكذب على الله؟ مستحيل.

لذلك حتى الحديث في البخاري لَمَّا ذهب أبو سفيان لهرقل قبل إسلامه يعني أبو سفيان ما كانش لسه أسلم وراح لهرقل علشان ينفّره من الإسلام، فهرقل قام سائله عدَّة أسئلة كده، فمِن ضمن الأسئلة: قال له: هل عُرِف بالكذب؟ هل النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- قبل الإسلام أُثِر عنه الكذب؟ كان بيكذب كتير؟ قالوا: لا، ما كان يكذب قطّ، فقال بقى بعد ما سألهم شويّة أسئلة كده قال لهم: "هذا رسولٌ صادق"، ليه؟ قال لهم: ومِن ذلك أنِّي سألتكم هل أُثِر عليه كذب؟ فقلتم: لا، وما كان ليَذَر الكذب على الناس ثم يكذب على الله.
يعني طالما هو ما كانش بيكذب على الناس هيكذب على ربنا اللي هو أعظم من الناس؟ مستحيل، فقال هو رسولٌ صادق، فدا الدليل السادس أنَّ القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه أصلًا ليس بكذَّاب وطالما قال إنه مش من عنده يبقى مش من عنده، طالما قال إنه من عند الله يبقى من عند الله.
يبقى دي أدلة سِتَّة على أن القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

الدليل السابع: القرآن فيه أمور لا يمكن لبشرٍ أن يعلمها إلا بوحي من الله
الدليل السابع ودا أمر مهم جدًّا جدًّا وهي أنَّ القرآن فيه أمور لا مدخل للذكاء فيها، يعني فيه أمور نقول إن هو مثلًا كان ذكي أوي فاخترع التشريعات المحكمة دي، كان ذكي جدًّا وعنده أخلاق عالية فعمل كذا، طب فيه أمور مينفعش تتألّف يعني لازم تأتي بخبر، اللي هي إيه؟

الإخبار بخبر الأمم السابقة

أمور الغيب، مثلًا الأمم السابقة، النبي -عليه الصلاة والسلام- أخبرنا في القرآن عن الله -عز وجل- بخبر الأمم السابقة، طب النبي عرفها منين؟ إلا لو كانت وَحْي من عند الله، مايعرفهاش، إزَّاي؟ يعني مثلًا إنّ فيه نبي اسمه نوح، إنّ فيه نبي اسمه موسى، إنّ فيه أصحاب كهف، دي أمور ممكن بعض الناس تعرفها، لكن إنّ سيدنا نوح عاش تسعمائة وخمسين سنة، يعرفها منين؟ إنّ أهل الكهف قعدوا ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا، والثلاثمائة دي بالإفرنجي والثلاثمائة وتسعة بالعربي، اللي هو التقويم الميلادي والتقويم الهجري، يعرفها منين؟ من أين يعلمها رجلٌ تاجرٌ أُمّيّ يعرف الكلام دا منين؟

ليس يعلم ذلك قَطْعًا إلا مِن عند معلمٍ يعلم ذلك، من هو هذا المعلم؟
إنه الله -سبحانه وتعالى- الذي علَّمه بواسطة جبريل -عليه السلام-، ودي النقطة اللي هنناقشها بس إحنا الأول بنُثْبِت أنها ليست قطعًا من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. يبقى إحنا كل دي أدلة بنقول إيه؟ القرآن ليس من عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، يبقى فيه أمور لا مدخل فيها للذكاء، زَيّ أخبار الأمم السابقة، إيه كمان؟

أخبار الغيب.. هزيمة الروم للفرس

أخبار الغيب، المستقبل، النبي يعرف الغيب منين؟ يعني منين يقول بثقةٍ وقوةٍ "غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ" الروم:٤:٢. يعني إزّاي واحد أُمّيّ تاجر -عليه الصلاة والسلام- لا يقرأ ولا يكتب ومهما بلغ من العلم يقول لهم إنّ الروم هتغلب الفرس قريب في بضع سنين؟ وبضع سنين دي خد بالك مش مثلًا يقول لهم في خلال ٢٠٠، ٣٠٠ سنة يكون هو مات والموضوع انتهى، لأ، بضع سنين دي يعني مثلًا تسع سنين، عشر سنين، حاجة عدد قريب، يعني هيحصل وهيشهده، وبالفعل يشهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك وتهزم الروم الفُرس في حياته -صلى الله عليه وسلم-.
لو واحد تاني غير النبي -عليه الصلاة والسلام- بيقول الكلام ده نقول مثلًا إنّ هو كان دارس القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية فنظر وحلَّل ووصل إنّ الروم ستغلب الفرس، كان هيقولها قطعًا وفي بضع سنين في تاريخ محدد؟ ولَّا كان يقول ظنًّا قد تغلب الروم الفُرس أو يقول أمور بقى يعني ايه كلام يوهم البعض، لأ يأتي بأمرٍ قطعيّ وفي زمنٍ قطعيّ ويعيشه، مستحيل إلا إذا كان بوحيٍ من عند الله -عز وجل-.

موت أبي لهب على الكفر

كذلك أمور أخرى زي مثلًا ايه؟ زي إنّ أبو لهب سيموت على الكفر، دي يعرفها منين؟ ده أبو لهب نفسه لا يستطيع أن يجزم بذلك، يعني أبو لهب لو أراد أن يُكَذِّب النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أعلن الإسلام، كان يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وخلاص كده ودينكم باطل، مش أنت بتقول أنا هموت كافر؟ أديني أسلمت، أبو لهب نفسه ما عرفش يعملها.
أبو لهب نزل قول الله -عز وجل-: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ" المسد:٣:١، وده دليل أنه لن يقول لا إله إلا الله قطعًا، ربنا بيتحداه بيقول له أنت هتموت كافر، يقدر النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه يتحدى هذا التحدي ويخبر هذا الخبر؟ مستحيل، ليس إلا بوحيٍ صادق من عند الله -عز وجل-.

حفظ القرآن من التحريف

أمور أخرى زي مثلًا حفظ القرآن من التحريف، "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" الحجر:٩، إنّ القرآن سيظل إلى يوم القيامة دون تحريف، مين اللي يقدر يتحدى هذا التحدي للإنس والجن والأمم الحاضرة والمستقبَلة لن تستطيعوا تحريف القرآن؟ مين اللي يقدر يتحدى هذا التحدي غير الله -سبحانه وتعالى-، فالقرآن قطعًا ليس من عند النبي -صلى الله عليه وسلم-.

دخول مكة في حياة النبي

أمور أخرى زي مثلًا وعد الله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم سيدخلون مكة، "لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ" الفتح:٢٧، إنّ ربنا يقول لهم هتدخلوا المسجد الحرام وقت صلح الحديبية وهمَّ راجعين مش عارفين هيروحوا، والصحابة زعلانين إنهم ما عملوش عُمرة، ربنا قال لهم: لأ رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ستتحقق وستدخلون مكة، وبالفعل دخلوا مكة العام الذي بعده.

مصرع الوليد بن المغيرة بإصابة في أنفه

الله -عز وجل- قال: "سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ" القلم:١٦، اللي هي مناخيره، الوليد بن المغيرة سيُصاب في أنفه ويموت من هذه الإصابة، من أين علم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الغيب؟
وبالفعل أُصيب الوليد بن المغيرة في أنفه في حربه مع المسلمين ومات من إِثْر هذه الإصابة "سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ".

هذه معجزات لا يمكن أن تأتي من عند إنسان، بل هي وحيٌ من عند الله -عز وجل-، كل ذلك يُثبت قطعًا أن القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

مَن الذي علَّم النبي محمد؟
طيب خلاص احنا عرفنا القرآن كده مش من عند النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لإن النبي لم يدَّعِ ذلك، لإن الوحي كان بيتأخر على النبي -عليه الصلاة والسلام- أحيانًا، القرآن نزل بتخطئة النبي -عليه الصلاة والسلام- في بعض الأمور التي اجتهد فيها، القرآن أثبت أمورًا لا مدخل للذكاء فيها، القرآن.. القرآن.. القرآن.. كل هذه الأدلة دلَّت على أن القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

فمَن الذي علَّم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-؟ فيه احتمالين تانيين:

١. قالوا: علَّمه بشر.
قالوا خلاص يبقى فيه حدّ تاني أعلم من النبي -عليه الصلاة والسلام- هو الذي علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فمَن هو الذي علَّم النبي -عليه الصلاة والسلام-؟

- الاحتمال الأول: أحد العرب الأُمِّيين.
ده احتمال يعني ذهني بس احتمال لا يتحقق، ازاي؟ أهل العرب، أو أهل قريش من العرب الأُمِّيين الذين سُمُّوا ووُصفوا بالجاهلية يُعلِّموا النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا القرآن بما فيه من علمٍ بالأمم السابقة، وعلمٍ بأخبار الغيب، وعلمٍ بالمستقبل، وعلمٍ بالجنة، وعلمٍ بالنار، وعلمٍ بالتشريع، وعلمٍ بالأخلاق، وعلمٍ بالفضائل، كل ذلك يأتي من أُمة أُمِّية لا تقرأ ولا تكتب؟! مستحيل، يبقى احتمال إنه تَعلَّمه من الأُمِّيين في قريش ده مستحيل.

- الاحتمال الثاني: أعجمي
أومَّال ايه الاحتمال التاني اللي بيروِّج بعض الملحدين وبعض المشككين وبعض الكفار؟ بيقولوا ايه بقى؟ يقولوا إنّ فيه حد أعجمي من اليهود، أو من النصارى، أو من الفُرس، أو من غيرهم علَّم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
والله -عز وجل- ذكر هذه الشُّبَه في القرآن فقال: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ" النحل:١٠٣، يعني بيقولوا إنّ فيه واحد ايه؟ أعجمي، طيب أقطع دليل على بُطلان هذه الدعوى: "وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ" النحل:١٠٣، إنّ أصلًا القرآن مُعجِز في لغته، ازَّاي واحد أعجمي هيتكلم بهذه اللغة المُعجِزة؟! ده الرد القطعي من القرآن.
الأعاجم الذين زُعم أنهم علَّموا النبي
وأيضًا هناك ردود أخرى، ايه هيَّ؟ مين الأعجمي اللي قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلَّمه؟ قالوا مين؟

١. بَحِيرة الراهب
قالوا: بَحِيرة الراهب، طيب بَحيرة الراهب اللي كان في الشام، اللي النبي قابله مرة عَرَضًا مدة قصيرة في سفره للشام وهو مع عمه أبي طالب طفل صغير أو شاب صغير عنده ١٥، ٢٠ سنة ورايح الشام يتاجر قعد مع بَحِيرة مثلًا قابله يوم أو يومين مثلًا يعني، ده هو أصلًا لقاء عارض هنقول إنه كان يوم، قعد معاه يوم، تعلَّم فيه علمًا يُعَلمه للبشرية في تلاتة وعشرين سنة! يتعلم في يوم حاجة يقعد يعلِّمها للبشرية في تلاتة وعشرين سنة؟! مستحيل، طيب بَحيرة نفسه لو كان عنده العلم ده ما علمهوش للناس ليه؟!

أصلًا دعوى إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قابل بحيرة لم تَثبت أو أدلتها ضعيفة، ولو ثبتت فأين العلم الذي كان عند بحيرة قد علَّمه للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ طبعًا لم يكن كذلك.

٢. ورقة بن نوفل
طيب قالوا بلاش بَحيرة قالوا مين تاني؟ قالوا: ورقة بن نوفل، طيب ورقة بن نوفل اللي هو أصلًا قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: ليتني أكون فيها جَزعًا، ليتني أكون فيها حيًّا حين يُخرجك قومك فأنصرك نصرًا مؤزَّرًا يبقى هو اللي علم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا القرآن؟! مستحيل.
طيب قالوا مين كمان؟ قالوا مش عارف ده غلام نصراني، قالوا كذا، قالوا كذا.

أدلة بطلان هذه الدعوى
كل هذه الدعوى باطلة
- أولًا: لأنها لم تَثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعلَّم من أحد.
- ثانيًا: لأن كل هؤلاء لم يكن عندهم من العلم، ولو كان لهم من العلم هذا العلم لأُثر عنهم.
- ثالثًا: أنَّ هذه العلوم لا تُعلَم أصلًا بخبرات البشر ولا بعلمهم، ولا تُعلَم إلا بوحيٍ من عند الله -عز وجل-.

فإذًا علمنا أن القرآن قطعًا ليس من عند النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، أنه لم يكن هناك في الأُمِّيين العرب الجهلاء الجاهلية مَن يُعَلم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، لم يكن هناك أيضًا مَن يُعلِّمه من الأعاجم، كلها دعاوى باطلة سواء بَحيرة، سواء ورقة، سواء رجل نصراني، كل دي دعاوى باطلة ليس عليها دليل.

- الاحتمال الثالث: أحبار اليهود والنصارى
الأمر الأخير أنه تعلَّمه من أحبار اليهود والنصارى، وهذا أمرٌ يدل على بُطلانه أعظم ما يكون إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- أصلًا أو القرآن عمومًا كان موقفه من هؤلاء أنه كان يشهد على ما وقعوا فيه من التحريف، ويُصَوِّب خطأهم، وآمن كبراؤهم وأحبارهم، ازَّاي هيبقى متعلم منهم ويؤمنوا بيه بعد كده؟! تمام؟
والقرآن ليس من عند هذه الأمور قطعًا اللي هم اليهود والنصارى يعني؛ لأنه خطَّأهم، لأن القرآن خطَّأ اليهود والنصارى، فكيف يتعلم منهم ويُخَطِّئهم؟! وخالفهم، وجاء بمعجزات كثيرة جدًّا جدًّا مما ذكرنا التي ليست في الكتب السابقة.

طيب يبقى إذًا هذه النظرة كانت ليست في القرآن نفسه، لكن كانت في دراسة الواقع الذي نزل فيه القرآن، وأنه يستحيل أن يكون القرآن في هذا الواقع إلا من عند الله -عز وجل- ووحيًا من عند الله.
طيب تعالوا ننظر بقى في القرآن نفسه وإعجاز القرآن وإعجاز السنة، احنا عايزين نُثبت ايه؟ إنّ الإسلام هو دين الحق، وإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الرسول الحق.

معجـزات القـرآن
قلنا المعجزة الأولى هي القرآن، هننظر بقى في القرآن نفسه ومعجزات القرآن العلمية واللغوية والتشريعية والإصلاحية، ومعجزات السنة كذلك، هنسردها بقى سردًا سريعًا؛ لإن الوقت أزف بينا فهنقول بعض المعجزات:

أولًا: إعجاز القرآن البلاغي والبياني
القرآن كان مُعجِزًا، مُعجِزًا إعجازًا بلاغيًّا وبيانيًّا، كيف ذلك؟ طبعًا يعني دون الخوض في تفاصيل قبل ما نخش في التفاصيل يكفي أنَّ العرب وهم أعلم الناس باللغة لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله، لا قرآن مثله، لا سورة من مثله، ولا بعشر سور مثله، ولا بآيةٍ واحدةٍ من مثله، يعني التحدي كان درجات هم ما عرفوش يجيبوه، والعرب دول هم أفصح الناس وأعلمهم باللغة.
فاللي يقول لك: أصل القرآن مش مُعجِز لغويًّا نقول له: إذا كان أعلم الناس باللغة، أنت أعلم من العرب باللغة؟ همَّ أصل اللغة ما عرفوش يجيبوا أنت هتعرف تجيب؟! ده قبل ما نتكلم في تفاصيل يعني، ابتداءً أعلم ناس باللغة ما عرفوش يجيبوه يبقى ده لوحده دليل على الإعجاز.

أمثلة على الإعجاز اللغوي في القرآن
تعالوا نشوف بقى ونتأمل في إعجاز القرآن اللغوي، فالإعجاز اللغوي في القرآن أمور كثيرة جدًّا جدًّا هنذكر أمثلة منها:

القصد في اللفظ مع الوفاء في المعنى

أول حاجة: القصد في اللفظ مع الوفاء في المعنى، يعني ايه؟ يعني أصلًا البلاغة قائمة على ايه؟ إنّ إنسان يقول كل اللي عايز يقوله بأقل الألفاظ، القرآن كان أوجز ما يكون في اللفظ مع الوفاء في المعنى، والعمق الضارب في التأثير، القرآن بيقول لك كل حاجة الله -عز وجل- يريد أن يقولها لك، يقولها الله -عز وجل- في القرآن بأوجز الألفاظ وأوجز العبارات، ده رقم واحد.

خطاب العامة والخاصة معًا

يعني ايه؟ يعني لو جِبت القرآن وجِبت واحد أُمِّي لا يقرأ ولا يكتب وسمع القرآن يؤثر فيه تأثيرًا عظيمًا ويزيد إيمانه جدًّا، ثم تأتي لعالم من علماء اللغة أو عالم التفسير أو كده يسمع القرآن يطلَّع منه درر كثيرة، ونفس الآيات تؤثر في العامة والخاصة، محدش يعرف يعملها دي، يعني العادي إنّ تقول كلام يفهمه البسطاء والعلماء يقولوا ايه الكلام ده ده مش بتاعنا ده كلام البسطاء، أو العكس كلام يفهمه العلماء والبسطاء ما يفهموهوش.
إنّ القرآن مُعجِز في إنّ العامة يفهموه والخاصة يفهموه ده ليس إلا في القرآن اللي هو خطاب العامة والخاصة بخطابٍ واحد يفهمه العامِّي ويُخرج منه الدرر والنفائس العالِم والخاصة، يبقى ده رقم اتنين في إعجاز القرآن.

إقناع العقل وإمتاع العاطفة معًا

رقم تلاتة إقناع العقل وإمتاع العاطفة، اللي هو إيه؟ إن طبيعة الخطاب يا إما خطاب عقلي جاف، يا خطاب ممتع فيه كلام روحي وجميل جدًّا بس مفيش فيه أدلة عقلية، القرآن جمع بينهما في خطابٍ واحد اللي هو إقناع العقل وإمتاع العاطفة، وهذا من إعجاز القرآن أيضًا.

البيان والإجمال

البيان والإجمال، لما تلاقي فيه إجمال في مواطن وبيان في مواطن في سياقٍ واحد دون اختلال في النظم القرآني.

تناول صور شتى في سياق واحد دون اختلال

تناول الصور لشؤون شتى في سياق واحد، يعني إيه؟ يعني تلاقي سورة فيها أخلاق، وفيها تشريعات، وفيها قصص، وفيها.. وفيها..، وكل دا في سياق واحد لا تشعر أبدًا بغربة أو فيه نقلة في السورة غريبة، لا، أنت الأمور منسجمة وماشية مرة واحدة كده كإن حنفية مفتوحة والمايَّة نازلة بسهولة ويُسْر.
تلاقي القرآن نازل على قلبك يعلّمك الأخلاق، ويعلّمك التشريع، ويعلّمك الفضائل، ويعلّمك صفات الجنة، وصفات النار، و.. و.. و..، ودي أمور شتَّى في سياقٍ واحد دون أيّ خلل في الانتقال بين هذه الأمور الشَّتَّى، دَمْج عظيم جدًّا من الإعجاز اللغوي في القرآن.

الترابط بين السور والترابط الموضوعي في السورة الواحدة وترابط القرآن ككُلّ

أيضًا من الإعجاز ترابط السور بعضها ببعض، والترابط الموضوعي في السورة الواحدة، وترابط القرآن كلحمة واحدة لا يوجد فيه تعارض ولا خلل ولا يوجد أبدًا في القرآن آية واحدة تتعارض مع آية أخرى، حتى الآيات التي كان ظاهرها التعارُض العلماء صنَّفوا فيها كتب، قالوا مفيش حاجة اسمها تعارض، دا ظاهرها التعارض، يعني الإنسان يتوهَّم إن فيه تعارض، وحلّوا هذه الإشكالات وفهّمومها للناس وعرّفوهم إن مفيش تعارض أبدًا ولا في حرفٍ واحد من حروف القرآن، ودا من إعجاز القرآن اللغوي يبقى دا، رقم واحد الإعجاز اللغوي.

ثانيًا: الإعجاز العلمي في القرآن
رقم اتنين إنّ فيه إعجاز علمي، يبقى دا إعجاز لغوي، رقم اتنين إعجاز علمي، يعني إيه إعجاز علمي؟ يعني أمور علمية نزلت في القرآن لم يكن يعلمها العرب ولم يكن يعلمها النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما جاءت بوحي من عند الله وأثبتها العلم النظري التجريبي بعد ذلك، زي إيه؟

حاجات كثيرة جدًّا هنسرد بعضها زي مسألة إن الأرض انفصلت، قول الله -عز وجل- "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" الأنبياء:٣٠. أثبت العلم الحديث في الفلك إن السماوات والأرض كانت رتق وفتقناهما اللي هي بقى نظرية الانفجار الكبير والأمور اللي أثبتها العلم التجريبي بعد ذلك.

مسألة وجود الماء وأصله في الحياة، الله -عز وجل- يقول: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" الأنبياء:٣٠. مسألة إن الأحياء أصلًا بداية النشأة جاية من وجود الماء في بداية تكوين الخليقة، وإن أصلًا الخليقة لا بُدّ لها من الماء في استمرار الحياة أيضًا دا شيء أثبته العلم النظري التجريبي بشكل واضح جدًّا لم يكن يعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن يعلمه العرب. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أمرٌ خارق لا يعلمه إلا النبي بوحي من عند الله -عز وجل-: "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ".

أيضًا من هذه الأمور المهمة جدًّا مسألة إخراج اللبن، يقول الله -عز وجل-: "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖنُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ" النحل:٦٦. لما العلماء درسوا في الحيوانات كيف يتكون اللبن، وجدوا أن الحيوانات -أعزكم الله- تأكل العلف ثم العلف هذا يدخل إلى الأمعاء فيتحول إلى فرث ثم يأتي الدم ويأخذ مكونات تذهب إلى الغدد، لقوا إن الدورة بتاعت تكوين اللبن دي إزاي بتتكون هي مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لبَنًا، كان يعرف النبي -عليه الصلاة والسلام- الكلام دا منين؟ ليس إلا بوحي من عند الله -عز وجل-.

انخفاض نسبة الأكسجين عند صعود المناطق العالية، عرفنا الكلام دا منين؟ من قول الله -عز وجل-:
"فَمَن يُرِدِ اللَّـهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" الأنعام:١٢٥، مسألة الضغط الجوي وإن الإنسان لما يطلع جبال يبقى صدره ضيق الكلام دا النبي -عليه الصلاة والسلام- ما كانش يعرفه ولا كان فيه حد في العرب يعرفه، عرفه العلم النظري التجريبي بعد ذلك اللي هو اختلاف الضغط الجوي من فوق الجبل لتحت، ومسألة ضيق الصدر عند الارتفاع الله عز وجل ضرب هذا الضيق مثلًا لضيق الكافر بالقرآن قال لك إن الكافر سيضيق صدره بالقرآن زي اللي بيطلع جبل فيحصل له ضيق الصدر.

وهذه حقيقة علميَّة ثابتة أثبتها العلم بعد ذلك وهذا أمر ثابت لا يعلمه إلا النبي بوحي من عند الله، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما كانش يعرف الكلام دا، ولا كان الأميين الجهلة اللي هو بُعِث فيهم يعرفوا الكلام دا، جهلة في جانب العلم التجريبي هم كانوا علماء في إيه؟ في اللغة في أمور تانية لكن في العلم النظري التجريبي ماكانوش يعرفوا الكلام دا، وما كانش عندهم حضارة، ولا يعرفوا الأمور دي خالص، تمام؟

أيضًا مسألة الظلمات في أعماق البحار وإنّ فيه ظلمات "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ" النور:٤٠. إنّ فيه ظلمات وفيه بحر لجي وفيه أمواج الكلام دا أثبته برضو العلم النظري التجريبي بعد ذلك، كل دي أمور يعني أنا مش هستطرد في إيه شرح التفاصيل اللي عاوز يرجعلها موجودة ومشروحة في موسوعات الإعجاز العلمي، بس أنا بقول إن فيه أمثلة للإعجاز العلمي ثبتت قطعيًّا.

زَيّ طبيعة الجبال وأنها كالأوتاد، قال الله -عز وجل-: "وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" النبأ:٧. وقال: "وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" النحل:١٥. أثبت العلم النظري التجريبي في الجيولوجيا وغيرها أنّ الجبل عامل زَيّ الوَتَد، يعني إيه عامل زَيّ الوَتَد؟ يعني نسبة قليلة جدًّا هي اللي على السطح وبقية الجبل تحت، النبي عرف الكلام دا منين؟ نزل تحت الأرض وشافها؟ حدّ من العرب كان يعرف الكلام دا؟ محدّش كان يعرف، قال الله -عز وجل- في القرآن: "وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" ودا دليل أنَّ القرآن ليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بوحي من عند الله ربنا اللي يعلم ما في باطن الأرض وقال له إنّ الجبال دي أوتاد، جزء صغير فوق والباقي كله تحت.

مسألة الريح والتلقيح والمطر مسألة أيضًا عظيمة جدًّا لم يعلمها العلماء إلا متأخرًا، إنّ فيه السحاب فيها سحب سالبة وسحب موجبة ويحدث بينهما تلقيح فينزل المطر، الكلام دا عُمْر ما كان فيه حدّ يعرفه على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، قال الله -عز وجل-:
"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ" الحجر:٢٢.
يبقى فيه تلقيح في مسألة السُّحُب، والتلقيح كمان في النباتات تقوم الرياح بتلقيح النباتات، ودا أيضًا في "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ".

يعني كلمة "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ" تحمل مَعْنَيين:
- تلقيح النباتات اللي هي حبوب اللقاح النباتات اللي احنا عارفينها.
- وتلقيح السحاب الموجب للسالب؛ علشان ينزل المطر.
والاتنين تدلّ عليهم الآية التي لم يَكُن يعلمها أحد على عصر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا أيضًا من المعجزات العلمية التي في القرآن التي تدلّ قَطْعًا أنه من عند الله عز وجل الذي يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفَى.

مسألة دوران الأرض حول نفسها وإنْ كان مُخْتَلَف في تفسير الآية، لكن على القَوْل بإنّ قَوْل الله -عز وجل-: "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ" النمل:٨٨.
قال العلماء في تفسيرها، بعض العلماء لأنها مختلف في تفسيرها، على القَوْل بأنها تدلّ على دوران الأرض حول نفسها، فدا أحد الأدلة، بس يعني سيبك من دي لإنّ هي مُخْتَلَف فيها، هنقول حتَّى سيبك من المعنى دا، وإنْ كان هو ثابت في بعض كتب التفسير إنّ قالوا إنّ الأرض كروية وتدور حول نفسها من زمان من قبل حتى ما يكتشف العلماء تجريبيًّا هذا الأمر، لكن علشان الآية مُخْتَلَف فيها بلاش الآية دي.

كمان مسألة النجم الطارق، "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" الطارق:٣:١. إنّ فيه نجوم طَارِقَة، يعني إيه طارقة؟ يعني لها صوت كصوت الطَّرْق، والكلام دا أثبته العلم النظريّ التجريبيّ بعد ذلك، إن فيه نجوم ثاقبة، ونجوم اسمها سَمّوها في علم الفلك "النجم النابض"، يعني له نبضات، هي فكرة النجم الطارق برضو، ودا ثبت في العلم التجريبي مؤخَّرًا.

مسألة العنكبوت، وإنّ العنكبوت جاءت في القرآن مُؤَنَّثَة، "وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ" العنكبوت:٤١. العنكبوت جاءت مُؤَنَّثَة، وهي اللي لها البيت، ودا اللي أثبته بعد ذلك العلم النظري التجريبي إنّ اللي بتعمل عشّ العنكبوت هي الأنثى وليس الذَّكَر، ودا أيضًا أمر من العلم النظري التجريبي المُعْجِز الذي لم يَكُن يعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن يعلمه أحدٌ من قومه، ولا يُعلم إلا بوحي من عند الله -عز وجل-.

كذلك في علم النباتات أمور كثير جدًّا، منها أنَّ النباتات ذكر وأنثى، إحنا ماكُنَّاش نعرف الكلام دا على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ما كانش البشر يعلمون إنّ فيه نبات ذَكَر وفيه نبات أنثى، لكن الله -عز وجل- قال ذلك، فقال: "سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ" يس:٣٦. يبقى النباتات أزواج فيها ذكر وأنثى، ودا تفسير الآية اللي ما كانش حدّ يعرفه على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، عرفنا بعد كده إنّ فيه نبات ذكر ونبات أنثى، ويحدث تلقيح، والكلام دا عرفناه مُؤَخَّرًا جدًّا، لم يَكُن النبيّ محمد النبيّ الأُمّيّ يعلم ذلك ولا أحد من قومه، وذلك دليلٌ قاطع على أنّ القرآن وحي من عند الله -عز وجل-.

أيضًا التراكب في الحَبّ والثمار، ووجود الصبغة الخضراء، قَوْل الله -عز وجل-: "وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا" الأنعام:٩٩.
الخَضر اللي هو إيه؟ المادة الخضراء الكلوروفيل اللي عرفناه بعد كده، "نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا" يبقى الحَبّ والبناء والتمثيل دا بييجي منين؟ من المادة الخضراء.
محدّش كان يعرف الكلام دا على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- إنّ فيه خَضر والخَضر دا هو اللي بيطلَّع النباتات ويطلَّع الحبوب والكلام دا عرفناه بعد مئات السنين من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يَكُن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم ذلك قَطْعًا، ولا كان يعلمه قومه، لكن القرآن مُعْجِز كل هذه الإعجازات.

مواقع النجوم، قال الله -عز وجل-: "فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ" الواقعة:٧٥. وعلمنا بعد كده إنّ مواقع النجوم دي آية من آيات الله وإنّ النجوم اللي إحنا بنشوفها دي ممكن تكون اختفت من آلاف السنين بس على ما الضوء وصل لنا شُفناها وهي خلاص كانت مشِت، فمواقع النجوم دي إعجاز، والله -عز وجل- قال نبَّه لذلك وأشار إليه إنّ المواقع دي شيء مُعْجِز، فقال:
"فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ" الواقعة:٧٦،٧٥. عرفنا بعد كده إنّه عظيم لما تعلّمنا. فدا كله من أوجه الإعجاز القرآني، الإعجاز العلمي.

وأيضًا منه أيضًا عِلْم الله بالأجنَّة والولادة والظُّلُمات وغيرها، كُلّ هذه أمور أطوار الجنين التي ذُكرت في القرآن لم يَكُن يعلمها أحد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا كان فيه سونار، ولا كان فيه مجهر، ولا كان فيه حاجة، دخلوا الرَّحِم وعرفوا الكلام دا منين؟ ما كانش فيه حدّ يعرف الكلام دا خالص، لكن الله -عز وجل- أوحى إلى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- هذه الأمور وهذا من إعجاز القرآن العلمي.

يبقى قُلْنا فيه إعجاز لُغَوِي، وفيه إعجاز علمي.

ثالثًا: الإعجاز الإصلاحي والتشريعي في القرآن الكريم
الإعجاز التالت هو الإعجاز الإصلاحيّ، الأثر التشريعيّ لتشريعات القرآن، يعني القرآن فيه تشريعات، هذه التشريعات أصلحت المجتمع، مَن الذي عنده هذا العلم بنفوس البشر وبما يزجرهم عن الجريمة وما لا يزجرهم؟ يعني حتى الآن زَيّ ما قلت حتى في اللقاء التاني بتاع هل الله موجود؟ مسألة التشريع، إنّ ما زال حتى الآن تنعقد مؤتمرات عالمية في: لماذا لا تنعدم الجريمة؟ لماذا ليست العقوبات القانونية رادعة؟ مؤتمرات بتُعقَد حتى الآن لمناقشة هذه المسألة.
العقوبة الوحيدة الرادعة للجريمة -وإن كانت ما تردعهاش قطعًا- لكن بتُقلل الجريمة وتُصلح المجتمع وتجعله نسبة الصلاح فيه أكثر من نسبة الفساد، لكن الفساد لن يمتنع أبدًا من أيّ مجتمع على الإطلاق، لا بد من وجوده، لكن بتقلل الجريمة تمامًا إلى أقل منسوباتها. حتى الآن مازال الزنا والمخدرات وهذه الأمور؛ أقل ماتكون في بلاد الإسلام من كل بلاد العالم. هذا الإعجاز الإصلاحيّ لا يعلمه إلا الله. "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الملك:١٤.
يبقى أيضًا دا من إعجازات القرآن: الإعجاز اللغوي، الإعجاز العلمي، الإعجاز الإصلاحي.
كده يُعتبر اتكلمنا على مسألة القرآن كمعجزة من عدّة وجوه، يعني القرآن لن نوفيه حقه مهما تكلمنا فيه؛ لكن هننتقل إلى أمور أخرى غير معجزة القرآن.
إحنا بنقول إن إحنا بنتكلم على أدلة صحة الإسلام، وأدلة صحة بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-. أول حاجة اتكلمنا عنها القرآن؛ خلصنا فيها الحلقة الأولى كلها ونُصّ الحلقة التانية. باقي الأمور بقى اللي هي معجزات أخرى للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ومعجزات أخرى تدل على صدق الإسلام، زي إيه؟

من المعجزات التي تدلّ على صحة الإسلام:
أمور غيبية وعلمية وردت في السنة وأثبتت الأيام والعلم صحّتها
زي بعض دلائل النبوة العلمية الأخرى. فيه معجزات أيضًا جاءت في السُّنة، يعني إحنا عرفنا معجزات القرآن اتكلمنا عن عشرة أو خمسة عشر واحدة منها، فيه معجزات في السُّنة، زي إيه؟
خلق الجنين؛ في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، قال:
"إن أحدَكم يُجْمَعُ في بطنِ أمِّه أربعين يومًا، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغةً مثلَ ذلك" صحيح البخاري.
يبقى الجنين بيمرّ بمرحلة النطفة، العلقة، المضغة في أول أربعين يوم، ومثل ذلك؛ يعني نفس ذلك في تفسير الحديث. والدليل على هذا التفسير إنّ دول كلهم أربعين يوم واحدة، مش أربعين وأربعين وأربعين؛ مائة وعشرين، هو الحديث الثاني الذي يقول فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"إذا مرَّ بالنطفةِ ثنتان وأربعون ليلةً، بعث اللهُ إليها ملَكًا، فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها ..." صحيح مسلم. يعني إيه الكلام ده؟
يعني النبي -عليه الصلاة والسلام- بيقولك: -وخدوا بالكم فيه إعجازات كتير في الحديث ده- إن عند اتنين وأربعين يوم بيكون الجنين مر بمرحلة النطفة والعلقة والمضغة؛ عند اتنين وأربعين يوم. ويُنفخ فيه الروح ويصير ذكر أو أنثى؛ عند اتنين وأربعين يوم. طبعًا علم الأجنَّة الحديث أثبت ذلك قطعًا.

خدوا بالكم فيه كذا إعجاز؛ الإعجاز الأول في المدَّة نفسها؛ شوف النبي -عليه الصلاة والسلام- قال إيه؟ ثنتان وأربعون ليلةً، اتنين وأربعين. علم الأجنَّة؛ اللي درس علم الأجنة في طب أو في أي مكان تاني يعرف إن علماء الأجنة بيقسّموا الفترة بتاعت الحمل لأسابيع، يعني يقول لك الأسبوع الأول، الأسبوع التاني، الأسبوع الثالث، الأسبوع الرابع بيقسموا تطوُّر الجنين لأسابيع. اتنين وأربعين يوم يعني كام أسبوع؟ يعني ستَّة أسابيع. يعني النبي -عليه الصلاة والسلام- عرَّفنا إن مرحلة الجنين بتُقاس بإيه؟ بالأسابيع. ودي حاجة ماكانش حدّ يعرفها أيام النبي -عليه الصلاة والسلام- إنّ تطوُّر الجنين ماشي بالأسابيع، دي رقم واحد.
رقم اتنين؛ مسألة إنّ عند اتنين وأربعين يوم يُنفخ الروح، ودي برضه معرفنهاش إلا مؤخَّرًا في علم الأجنَّة وعرفنا إن عند اتنين وأربعين يوم. هذه المراحل الثلاث اللي في الاتنين وأربعين يوم دول محدش شافها؛ نطفة، علقة، مضغة كل ذلك من إعجاز النبي -صلى الله عليه وسلم- في السُّنة الذي لا يأتيه من عند نفسه وهو رجلٌ أمّيّ، تاجر في صحراء، لا يقرأ ولا يكتب إنما هو بوحي من عند الله -عز وجل-. فده أحد الإعجازات النبوية.

أيضًا قَوْل النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم: "لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تعودَ أرضُ العربِ مُروجًا وأنْهارًا ..." إحنا لسَّه ماشفناش إنها عادت مروج وأنهار. بس كلمة تعود دي تدل على إيه؟ على إن الجزيرة العربية زمان كانت إيه؟ كان فيها أنهار. وده اللي أثبته علم الجيولوجيا الحديث لما بحثوا أرض الجزيرة العربية، وجدوا إن فيه آثار لأنهار ومروج كانت في الجزيرة العربية، وحصل تصحُّر واندثار لهذه الأمور، ثبت قطعًا بالعلوم الجيولوجية هذه، وتحليل الصخور والأماكن إن كان فيه أنهار في هذه الأمور، وفيه أفلام وثائقية كتير عن المواضيع اللي عايز يراجع فيها. يبقى ده أيضًا أمر من الإعجاز النبوي.

كذلك قَوْل النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"كلُّ ابنِ آدمَ يأكلُه التُّرابُ إلا عجْبَ الذَّنَبِ، منه خُلِقَ، ومنه يُركّبُ". صححه الألباني. مسألة إنّ فيه جزء من العصعص بتاع الإنسان كده مابيأكلوش التراب، بيفضل، وهو ده اللي بيُبعث منه يوم القيامة، أيضًا من أين علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك؟ هنفترض إن مثلًا إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نبش القبور ووجد عجب الذنب، هيعرف منين إنّ كل البشرية بيحصلَّها كده؟ والعصور اللي قبله واللي بعده؟ معندوش هذا العلم. إحنا عرفناه لما استقرأنا بقى عصور البشرية كلها، وحفرنا في بلاد متعددة، والعلوم تواصلت، عرفنا إنه لا يفنى. هنقول إنه كان لا يفنى عند العرب، عرف منين إنه عند العجم؟ عرف منين إنه عند الفرس؟ عرف منين إنه في زمنه والزمن اللي قبله واللي بعده؟ هذا لا يأتي إلا بوحي من عند الله -عز وجل-.

كذلك مفاصل جسم الإنسان ودي من أجمل المعجزات أيضًا؛ قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ..." صحيح مسلم. يعني فيه في جسمك ثلاثمائة وستُّون مفصل، عرف النبي -عليه الصلاة والسلام- منين الكلام ده؟ وقعد يعدّ المفاصل، وكان يعرف عدد المفاصل اللي في الضهر والعمود الفقري، والمفاصل الثابتة والمتحركة.
كلام محدش يعرفه إلا بوحي من عند الله، لما درس علماء التشريح Anatomy جسم الإنسان وجدوا فعلًا ثلاثمائة وستّين مفصل، اللي هم مائة وسبعة وأربعين مفصل في العمود الفقري؛ ماكانش حدّ يعرف عنهم حاجة، أربعة وعشرين مفصل في الصدر؛ اللي هم بتوع القفص الصدري، وستة وتمانين مفصل في الطرف العلوي، وتمانية وتمانين مفصل في الطرف السفلي، ١٥ مفصل في الحوض، جمعوهم طلعوا ثلاثمائة وستين مفصل مصداقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وعلَّمَنا أن على كل مفصل صدقة؛ فالحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر صدقة، ويجزئ عن ذلك كله ركعتان من الضحى، تصلي ركعتين الضحى تبقى كأنَّك تصدَّقت عن كل إيه؟ مفاصل جسمك.
معجزات أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم
فهذه المعجزات؛ معجزات أخرى للنبي - عليه الصلاة والسلام- مختصر مش هنطولها عشان الوقت أزف بينا، القرآن الكريم اتكلمنا عنه، تحقُّق البشارات ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته، الإسراء والمعراج، انشقاق القمر، حماية الملائكة له عند سجوده عند الكعبة؛ عارفين القصة "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب" العلق:١٩. فسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وجاءت الملائكة وحمت النبي -صلى الله عليه وسلم- من أبي جهل، سماعه لأهل القبور -طبعًا كل دي أدلة واردة بأسانيد صحيحة في البخاري ومسلم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع أهل القبور، مخاطبته لأهل بدر في القليب، حنين جذع النخلة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، اهتزاز جبل أحد وقال اثبت جبل أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدان، نبوع الماء من بين إصبعه -صلى الله عليه وسلم-، تكثير الطعام بين يديه معجزات كثيرة جدًا جدًا جدًا تُثبت قطعًا صحة الإسلام، وصحة بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه رسول من عند الله.

إجمال ما تحدثنا عنه
إجمالًا عشان نبقى خلصنا محاضرات دلائل الإسلام أو أصول الإسلام اللي هي هل الله موجود؟ اتكلمنا وأثبتنا قطعًا أن العقل والفطرة والمنطق والأخلاق والتشريعات قطعًا تدلّ ضرورةً على وجود الله -سبحانه وتعالى- في الحلقتين الأولتين.
بعد كده انتقلنا على واحد مؤمن بوجود الله خلاص، هنتكلم بقى على أن الله -عز وجل- الذي تؤمن بوجوده أرسل رسولًا. ما دليل صدق هذا الرسول، وصدق الدين الذي جاء به؟ أول دليل وأعظمه هو القرآن. وأثبتنا أن القرآن ليس من عند النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليس من عند أحد من الأميين الجهلاء في الجاهلية، ليس من عند أهل الكتاب، ليس من عند الأعاجم وأنه لا يكون إلا من عند الله -عز وجل-.

أثبتنا أيضًا أن القرآن وحي من عند الله، أثبتنا معجزات القرآن العلمية -الإعجاز العلمي-، الإعجاز اللغوي في القرآن، الإعجاز التشريعي والإصلاحي في القرآن وده المعجزة الخالدة الباقية وهي القرآن.

بعد كده اتكلمنا على معجزات أخرى في السنة من أحاديث كثيرة في أمور غيبية وأمور علمية أُثبِت صحتها بالسنين وبالأيام، فدلَّ قطعًا على صحة الإسلام وعلى صحة نبوة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

دعاء الخاتمة
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم الألباب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين.
رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله

شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

إعـــــــلان

اللقاء السابع والعشرون | هل الإسلام دين الحق (2) للدكتور محمد جودة | بصائر3

اللقاء السابع والعشرون | هل الإسلام دين الحق (2) للدكتور محمد جودة | بصائر3

تعليق