إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الواحدة والثلاثون من برنامج خط الزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الواحدة والثلاثون من برنامج خط الزمن





    تابعوا معنا الحلقة الواحد والثلاثون
    من برنامج خط الزمن

    بعنوان /فلسطين في عهد السلطان عبد الحميد (خط الزمن)



    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:






    لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:
    http://way2allah.com/khotab-item-24051.htm





    لتحميل الحلقة بجودة عالية:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-24051-33285.htm



    رابط صوت mp3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-24051-33286.htm




    رابط الساوند كلاود
    http://way2allah.com/khotab-mirror-24051-219858.htm



    رابط تفريغ بصيغة pdf


    http://www.way2allah.com/media/pdf/24/24051.pdf

    رابط تفريغ بصيغة word

    https://archive.org/download/timeline31/timeline31.doc

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 10-02-2018, 01:04 AM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

  • #2

    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم: تفريغ:

    الحلقة الواحد والثلاثون من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني
    فلسطين في عهد السلطان عبد الحميد

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد، فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.

    الدولة العثمانية في عهد قوتها وضعفها
    مع الحلقة الحادية والثلاثين من حلقات خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين، في الحلقة اللي فاتت شفنا تراجع الدولة العثمانية، شوفنا عهد الضعف اللي استمر حوالي 156 سنة بعد عهد القوة العظيم الذي اتسعت فيه أملاك الدولة العثمانية، حتى وصلت إلى أكثر من 20 كيلو متر مربع من مساحة العالم، وتُعد من أكبر الدول في تاريخ الإنسانية، ورأينا كيف وصل هذا الضعف إلى أن تدخلت إنجلترا وفرنسا وروسيا، وسنرى بعد ذلك تدخل بعض الدول الأخرى في أحوال الدولة العثمانية، واعتبروا أن النصارى في داخل الدولة العثمانية رعايا لهذه الدول، ومن ثَم خَوَّلَ لهم ذلك التدخل في شئون الدولة العثمانية العملاقة آنذاك.

    انفصال محمد علي عن الدولة العثمانية
    شفنا برضو مشكلة كبيرة جدًا حصلت عند دخول نابليون بونابرت إلى مصر محتلًا، وطبعًا مصر في ذلك الوقت كانت تابعة للدولة العثمانية، ثم خروج نابليون بونابرت إلى فلسطين وفشله في احتلال عكا، وسقوط عدد كبير من القتلى من جنده، ومعاونة إنجلترا وروسيا للدولة العثمانية في صد نابليون بونابرت عن فلسطين وعن مصر، وتفكير إنجلترا في احتلال مصر وإرسال الدولة العثمانية إلى أحد جنودها لحماية مصر من الاحتلال الإنجليزي، وهذا الجندي كان محمد علي، لكن محمد علي زي ما قلنا في الحلقة السابقة استأثر لحكم مصر، وانفصل عن الدولة العثمانية بل وقاتلها، واستعان في قتال الدولة العثمانية بإنجلترا وفرنسا، ومن ثَمَ يعني وصلنا في النهاية إلى إنه استقل بحكم مصر استقلاًل كاملًا له ولأبنائه، وأصبح يحكم أرض فلسطين وأرض الشام بصفة عامة طيلة فترة حياته.

    عدم السماح لليهود بالسكنى في أرض فلسطين
    قلنا إن محمد علي كان شخصية نفعية، كان عنده رغبة في إتمام مصالحه الخاصة وكذلك أولاده يعني كانوا انعزلوا تمامًا عن الدولة العثمانية وبدأوا يفكروا في مصالحهم الخاصة، وهذا أثر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على قصة فلسطين أو على أحوال المسلمين في فلسطين، طبعًا اليهود كان لهم أطماع في أرض فلسطين، لكن ملهمش أي نوع من القوة كل الوجود اليهودي موجود في خارج فلسطين في الدولة العثمانية، لكن لم يُسمح لهم أبدًا بالسُكنى في فلسطين طيلة أيام السلاطين الأقوياء للدولة العثمانية ابتداءً من سليم الأول، ومرورًا بكل السلاطين من بعده.

    بداية ظهور السلطان عبد الحميد
    ورأينا نمو يهود الدَوْنَمَة في داخل الدولة العثمانية، ولكن لم يصلوا بعد إلى دولة فلسطين أو إلى قطر فلسطين، إنجلترا من أول أيام تعاونها مع محمد علي عرضت بوضوح قضية التعاون على أن تُعطى قنصلًا عامًا في القدس، وكان من أهم مهام هذا القنصل البريطاني في داخل القدس أن يحافظ على وجود اليهود في داخل فلسطين، وطبعًا بدأوا من هذه اللحظة يساعدوا اليهود على الهجرة إلى أرض فلسطين بقدر ما يستطيعوا، وبدأت المشاريع بتاعتهم تلاقي شيء من النجاح، لولا أن ظهر في العالم الإسلامي شخصية غيرت كثيرًا من تخطيطات الإنجليز، وتخطيطات اليهود وعطّلت المشاريع اليهودية إلى حدٍ كبير، وهذه الشخصية هي شخصية السلطان عبد الحميد الثاني سلطان الدولة العثمانية.

    جهود السلطان عبد الحميد في أرض فلسطين
    الحقيقة هذا الرجل من أعظم الخلفاء في تاريخ الدولة العثمانية، ولولا أنه ظهر في زمن الضعف، وفي زمن التراجع لكان له شأن آخر في تاريخ الدولة العثمانية، لكن للأسف هو ظهر في وقت انتشر فيه الأقزام، وكانت الدولة في مراحل الاحتضار، فحاول قدر ما يستطيع لكن الجهود كانت صعبة جدًا، هو اتولى الحكم من سنة 1293.هـ لسنة 1328.هـ، يعني من 1874.م إلى 1909.م، حكم 35 سنة تقريبًا في هذه الفترة الطويلة حاول قدر ما يستطيع أن يُجّمِع من جديد شتات الدولة العثمانية وأن يقاوم الأطماع الإنجليزية والفرنسية والروسية في الدولة العثمانية، عمل جهود إصلاحية كبرى لما استلم الحكم كان عدد اليهود في فلسطين حوالي 14 ألف، وأنشأوا مستعمرة صغيرة في شمال فلسطين طبعًا بمعاونة الإنجليز، لكن هذه المستعمرة كانت صغيرة للغاية، ولم يكن لهم وجود أكثر من ذلك في أرض فلسطين ولم يكن لهم وجود مطلقًا في القدس.

    وضوح قضية فلسطين في ذهن السلطان عبد الحميد
    تزامن استلام الحكم لعبد الحميد الثاني- رحمه الله- مع اضطهاد مستمر لليهود في روسيا، وروسيا كانت تضم أعداد كبيرة جدًا من اليهود حوالي 7 مليون يهودي كانوا يعيشون في روسيا في ذلك الوقت، كانت تحت الحكم القيصري الأرثوذكسي، وقام اضطهاد كبير وظهرت دعوة اللاسامية أو معاداة السامية في روسيا، وبدأت إنجلترا وفرنسا يضغطوا على الدولة العثمانية لاستقبال المهاجرين من روسيا في ذلك الوقت، ونتيجة طبعًا الصلاحيات الكبرى التي أُعطيت لفرنسا وإنجلترا في داخل الدولة العثمانية وقوتها، قوة فرنسا انجلترا وضعف الدولة العثمانية، حتى في زمان عبد الحميد الثاني -رحمه الله-، قَبِل السلطان عبد الحميد بوجود اليهود في داخل الدولة العثمانية على ألا يسكنوا في داخل فلسطين، القضية عنده في منتهى الوضوح لأنه عارف اليهود جيين من كل حتة من أجل أرض فلسطين.

    عقيدة أمريكا بوجود وطن قومي لليهود في فلسطين
    وتدخل السفير الأمريكي للمرة الأولى -إحنا أول مرة نذكر أمريكا في قصة فلسطين منذ عهد السلطان عبد الحميد الثاني-، وهو يتدخل لمحاولة إنشاء وطن قومي لليهود في داخل فلسطين ومننساش أن السفير الأمريكي وأمريكا كلها بروتستانت، وعندهم عقيدة وجود وطن قومي لليهود في داخل فلسطين حتى ينزل المسيح المنتظر. ومع ذلك مع تدخل السفير الأمريكي في القصة، وطبعًا أمريكا كانت لسه ناشئة على الساحة العالمية، السلطان عبد الحميد قال كلمة جميلة قال: " إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الدولة-أو الخلافة- العثمانية قائمة".

    كارثة احتلال مصر من الإنجليز

    في سنة 1299.ه، الموافق 1882.م، حصلت كارثة مروعة على العالم الإسلامي، احتُلت مصر من الإنجليز، وطبعًا الاحتلال دوت أعقبه غلق ملف مصر تمامًا عن ملف فلسطين، يعني خلاص نُحِّيت مصر عن فلسطين وانشغلت بحالها، وأصبحت محتلة من إنجلترا، وكانت خُطوة تمهيدية لإنشاء وطن قومي لليهود في داخل فلسطين أن حُيّد جانب مصر تمامًا، طبعًا أصبحت فلسطين الآن محاصرة من جنوبها بالإنجليز اللي عندهم رغبة من البداية زي ما إحنا شايفين في ترسيخ أقدام اليهود في داخل فلسطين.

    بداية ظهور القوميات

    ظهرت برضو كارثة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني –هي الحقيقة ظهرت قبليه لكن نمت في عهده- وهي ظهور مسألة القوميات، ونشأت جمعية معروفة بـتركيا الفتاة، وهذه الجمعية كان منشئها في باريس، وأصبح لها فروع كثيرة في بلاد العالم المختلفة، وأشهر هذه الفروع كان فرع في "سالونيك" في اليونان، المكان اللي فيه يهود كثير زي ما قلنا قبل كده كان معظم الهجرة كانت لسالونيك في اليونان، وبرضو كان لهم فروع في برلين، وفروع في إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية. هذه الجمعية "تركيا الفتاة" دعت إلى ما كانت تدعو إليه الثورة الفرنسية، الثورة الفرنسية كانت تدعو إلى القومية الفرنسيين فرنسيين، والإنجليز إنجليز، وإن النمساويين نمساويين وهكذا. يُقسم البلاد على حسب العرق، وحسب الجنس، وحسب العنصر، وكذلك دعت جمعية تركيا الفتاة إلى تقسيم العالم الإسلامي على حسب العرقية والجنسية، وبدأت تُعلي جدًا من شأن الجنسية أو العرقية التركية، على حساب العرقية العربية اللي هي تاني عرقية في الدولة العثمانية الكبيرة.

    انتشار القومية في العالم العربي
    وطبعًا هذه الجمعية كبرت بشكل كبير تحت رعاية فرنسا وإنجلترا، وأنشأت لها جناح عسكري، وهذا الجناح العسكري سمي بجبهة الاتحاد والترَّقي، طبعًا مشهورة جدًا معظم الناس اللي فيها عندهم أفكار قومية عالية، ومعظمهم علمانين لا يعترفون بالدين مطلقًا، أو يؤيدون المنهج التي صارت عليه الثورة الفرنسية وهي فصل الدين تمامًا عن الدولة. وهذه الجمعية ضمت إليها عددًا كبيرًا من الجنود في الجيش العثماني، وكلهم طبعًا جنود غير ملتزمين بالإسلام، عندهم النزعة العلمانية عالية جدًا، وطبعًا كل هذه الجمعية مؤيَدة بقوة من يهود الدونمة اللي هما أصلًا في الظاهر مسلمين وجواهم يهود، وتغلغل هؤلاء اليهود في داخل حزب الاتحاد والترَّقي التابع لجمعية تركيا الفتاة، وبدأت تنتشر الأفكار القومية في العالم أجمع بما فيه العالم العربي، حيث ظهرت أيضًا في العالم العربي جمعيات تدعو إلى القومية العربية في مواجهة القومية التركية، وطبعًا دي بداية مأساة في الدولة العثمانية.

    قرار السلطان عبد الحميد بمنع بيع أرض فلسطين لليهود
    طبعًا زاد النفوذ الغربي جدًا في داخل الدولة العثمانية، أكبر نفوذ كان نفوذ الدولة الروسية في داخل الدولة العثمانية، متبوع بعد كده بنفوذ النمسا، ثم إنجلترا، ثم فرنسا وأخيرًا ألمانيا، حصلت ثورات كثيرة وحروب كثيرة في الدولة العثمانية أنهكت قواها أكثر وأكثر، وبدأت الجيوش العثمانية تضعف هنا وهناك، ومع ذلك السلطان عبد الحميد كان حاطط عينيه على القدس، وجعل ولاية القدس أو ولاية فلسطين تابعة له مباشرة وليست تابعة لأمير الشام حتى يستطيع أن يتابع الأحوال فيها بدقة، وفي عام 1308.هـ، الموافق 1891.م، أصدر السلطان عبد الحميد –رحمه الله- قرارًا بمنع بيع أرض فلسطين مطلقًا لليهود حتى وإن كانوا يسكنون في داخل فلسطين.

    فكرة إنشاء وطن قومي لليهود داخل فلسطين
    الموضوع فضل بين الشد والجذب، بين الإنجليز والفرنسيين واليهود من ناحية، وبين السلطان عبد الحميد الثاني من ناحية أخرى، إلى أن ظهرت في التاريخ شخصية غيرت كثيرًا جدًا من أوراق اللُعبة، وبدأت الأمور تتجه إلى جانب اليهود. تُرى من هي هذه الشخصية؟ هذا ماسنعرفه بإذن الله بعد الفاصل، فابقوا معنا.

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، قبل الفاصل اتكلمنا على وضع الدولة العثمانية في زمن التراجع، واتكلمنا على السلطان عبد الحميد الثاني –رحمه الله- وجهوده المتتالية لمنع سُكنى اليهود في داخل أرض فلسطين، وشفنا أد إيه فرنسا وإنجلترا وروسيا بيحاولوا أد ما يستطيعوا أن هما يتغلغلوا في داخل الدولة العثمانية، وأحد وسائل هذا التغلغل إنشاء وطن قومي لليهود في داخل فلسطين، وإن كان أهم المؤيدين لإنشاء هذا الوطن القومي طبعًا كانت إنجلترا وأمريكا على اعتبار أنهم بروتستانت ومؤيدين لفكرة إنشاء وطن قومي لليهود انتظارًا للمسيح المنتظر.

    أفكار تيودور هرتزل في البحث عن وطن لليهود
    جهود السلطان عبد الحميد كانت كبيرة لمنع إنشاء وطن قومي لليهود في داخل فلسطين، لكن ظهرت شخصية يهودية في أوروبا غيرت كثير جدًا جدًا من أوراق اللعبة هذه الشخصية هي شخصية تيودور هرتزل، تيودور هرتزل هو صحفي مَجَرِي كان عايش في النمسا طبعًا يهودي، وصحفي كان صغير في السن يعني كان عنده 36 سنة عندما أصدر كتابًا بعنوان "الدولة اليهودية"، وفي هذا الكتاب أعلن أنه يجب أن يكون لليهود وطن في العالم يجمعهم، وعرض اقتراحات كثيرة جدًا لهذا الوطن، عرض أنه ممكن يكون في ليبيا، ممكن يكون في موزمبيق، ممكن يكون في أوغندا، ممكن يكون في سيناء، ممكن يكون في قبرص، ممكن يكون في الأرجنتين، وممكن يكون في فلسطين. يعني مكنتش القضية واضحة في هذا الكتاب أن هو لابد أن تكون هذه الدولة في أرض فلسطين، ومن ثَم بدأ يعمل جهود علشان يوصل لمكان يصلح أن يكون مستقرًا لليهود وجامعًا لهم من الشتات في العالم.

    مؤتمر "بال" واختيار اليهود لفلسطين وطن لهم
    عمل مؤتمر كبير جدًا في مدينة بال في سويسرا الكلام ده كان سنة 1897.ه، بيوافق 1315.م، حضر فيه 197 يهودي من أنحاء العالم المختلفة من علماء وساسة والاقتصاديين وغيرهم، وبدأ يجمع الناس ويقولهم فكرته في تجميع اليهود في وطن واحد يجمعهم من الشتات في العالم، وفعلًا ده كان أول مرة يجتمع اليهود سويًا لهدف واحد في العالم، وبدأوا يفكروا في بعض القرارات، وكان من أهم هذه القرارات في هذا الاجتماع اختيار فلسطين كوطن لليهود. يعني سابهم من كل الاقتراحات الأخرى وركزوا على قضية فلسطين، وبدأوا يقولوا إحنا لازم نشجع الهجرة إلى فلسطين، والتشجيع ده يكون بكل الإمكانيات المتاحة، تشجيع ديني عن طريق إثارة عواطف اليهود هنا وهناك للتوجه إلى فلسطين، وتشجيع مالي عن طريق إعطاء الأموال لليهود ليتركوا بلادهم هنا وهناك ويتجهوا إلى أرض فلسطين، وتشجيع بالإعلام.

    دور الإعلام في تحريك الشعوب
    وقرروا في هذا الاجتماع الأولي أول مرة يجتمعوا شوفوا من سنوات طويلة، أول مرة يجتمعوا قرروا في هذا الاجتماع أن يكونوا يدًا واحدة في إنشاء بنك يهودي، وفي إنشاء جريدة إعلامية يهودية، من البداية خالص عارفين قيمة المال في تحريك الشعوب، وقيمة الإعلام في تحريك الشعوب أيضًا، وأنشأوا صحيفة فويس أوف جاكوب، أو صوت يعقوب وصحيفة جيوش كرنكل في لندن، وعملوا البنك اليهودي وكان طبعًا متزعم قيادة هذا البنك أكبر أثرياء اليهود مطلقًا في العالم وهو آل روتشيلد، وروتشيلد دولت إنجليز يهود، وطبعًا كانوا من القوة المالية بحيث أنهم كانوا يساندون الحكومة الإنجليزية عندما تحتاج إلى أموال، تخيل كمية الأموال اللي كانت معاهم.

    ربط يهود العالم بعضهم ببعض
    الحاجة التالتة اللي قرروها في المؤتمر غير أن فلسطين وطن قومي لهم، وأن تشجيع الهجرة إلى فلسطين، الحاجة التالتة أن هما بدأوا يربطوا يهود العالم سويًا، فقالوا نعمل مؤتمرات سنوية ميبقاش ده مؤتمر وحيد، وبدأوا فعلًا يعملوا مؤتمر كل سنة. والحاجة التانية مهمة جدًا جدًا بدأ يعلم اليهود في كل أنحاء العالم اللغة العبرية، مع أن اللغة العبرية في إنجلترا، ولا في فرنسا، ولا في أمريكا، ولا في روسيا ملهاش أي قيمة، محدش بيتكلم بيها لكن بيقول لما الناس دي كلها تتجمع في فلسطين هيكلموا بعض لغة إيه؟ كل واحد بيتكلم لغة، فلازم يتعلموا لغة واحدة تجمعهم وتربطهم بالأرض التي يذهبوا إليها، وهي اللغة العبرية.

    تخطيط اليهود لتقسيم فلسطين
    وبالفعل بدأوا يتعلموا اللغة العبرية. وقال هرتزل في نهاية المؤتمر ده 1897 ميلادية، احفظوا هذا التاريخ، مؤتمر بال في سويسرا، قال كلمة غريبة جدًا قال:"لو أردت أن أختصر بال- مؤتمر بال يعني- في كلمة واحدة لقلت في بال أُسست الدولة الصهيونية، وبعد 50 سنة على وجه التأكيد سيرى هذه الدولة جميع الناس"، احسبوها من سنة 1897.م إلى سنة 1947.م، 50 سنة، نزل قرار التقسيم من الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة يهودية والأخرى فلسطينية، وفي سنة 1948 بعد سنة واحدة من هذا القرار نزلت القوات اليهودية العسكرية لتقيم دولة إسرائيل في داخل فلسطين الحبيبة، نسأل الله –عز وجل- أن يحررها كاملة.

    دقة حسابات اليهود وخططهم وضعف الدول العثمانية
    لكن الشاهد من القصة إن الكلام ده اللي قاله مهواش سحر ولا دجل، هي حسابات حسبها بناء على الإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت، وجهد اتبذل وخطة اتحطت في وجود ضعف للدولة العثمانية، وفي وجود غياب كامل للفكر الإسلامي الصحيح عند عموم الشعوب الإسلامية، بل عند معظم العلماء المسلمين في ذلك الوقت، أدى كل ذلك إلى الكارثة التي نحن بصددها، مسكتش تيودور هرتزل عند هذا الأمر لكن سعى إلى الاعتراف الدوليّ بهذا الكيان الجديد، طبعًا هما لسه كلهم بيعملوا مؤتمرات مجرد مؤتمرات تجميع لليهود مرة في بال، والسنة التانية برضو كانت في بال، بعد كده في لندن، بعد كده في نيويورك، يعني كل سنة في مكان بيجمعوا اليهود من كل مكان.

    مساعدة إنجلترا لليهود في هجرتهم إلى فلسطين

    لكن سعى إلى الاعتراف الدوليّ، فبدأ يتجه إلى الدول القوية في ذلك الوقت إلى أين اتجه؟ اتجه مرة إلى ألمانيا ولم يجد صدى كبيرًا عند ألمانيا لمساعدته، اتجه إلى روسيا، وقابل وزير المالية الروسي ويت، وقال له أن احنا عايزينك تساعدنا في إقامة وطن يهودي لفلسطين، قال له وأساعدكم ليه؟ قال له إنت عندك اليهود وبتعمل لهم اضطهاد كبير جدًا وعملين لكم مشكلة اليهود في داخل فلسطين وفيه معاداة للسامية، إحنا نخلصكم من اليهود كلهم، إحنا ناخد اليهود كلهم نحطهم في أرض فلسطين، ساعدنا على الهجرة اليهودية من روسيا إلى فلسطين، فقال الوزير المالية ويت: نحن نفضل أن نتخلص من اليهود لا عن طريق إرسالهم إلى فلسطين، ولكن عن طريق إغراقهم في البحر الأسود، هكذا قال وزير المالية الروسي وكان في منتهى العنف في مقابلته مع تيودور هرتزل، مع ذلك مَيأسش تيودور هرتزل وذهب إلى إنجلترا وعمل مباحثات كثيرة جدًا مع إنجلترا، ووجد ضالته في إنجلترا.

    التعاون بين اليهود وإنجلترا
    إنجلترا من البداية زي ما قلنا عندها الرغبة في إنشاء وطن قومي لليهود في داخل أرض فلسطين، ووجدت إنجلترا في اليهود حليف محلي قوي في داخل الأراضي الإسلامية، الفرنسيين كانوا عاملين حلفاء مع الموارنة، والروس عاملين حلفاء مع الأرثوذكس في العالم الإسلامي في كل أماكنه، والإنجليز عاملين حلفاء مع الدروز، لكن الدروز ليسوا بالقوة الكافية التي ترضي الطموح الإنجليزي في ذلك الوقت، فسعوا إلى وجود حليف محلي مزروع في داخل البلاد الإسلامية وهو اليهود، وطبعا الأموال اليهودية كانت إغراء كبير جدًا للإنجليز، ولما حاولت إنجلترا أنها تشتري حقوق قناة السويس في مصر لم تجد المال الكافي في الإمبراطورية الإنجليزية استلفت من اليهود، تخيل! استلفت من روتشيلد بنك روتشيلد اليهودي الموجود في إنجلترا، يعني معنى كده أنه بنك عنده القدرة على تسليف حكومة كاملة، فطبعًا كان عندهم طموح في هذه الأموال.

    مكافحة هرتزل ضد الإسلام بكلمات واضحة

    بالإضافة طبعا إلى الموقع الاستراتيجي الخطير لفلسطين وهي معبر إلى الهند، اللي طبعًا كان فيها مستعمرات إنجليزية كبيرة، وفي النهاية خط دفاع أول ضد المسلمين، وحجر عثرة أمام إعادة إنشاء الدولة العثمانية أو الخلافة العثمانية في زمن السلطان عبد الحميد الثاني-رحمه الله-. هرتزل قال كلمات موثرة جدًا عند إنجلترا قال لهم:"سوف نبني هناك حاجزًا في مواجهة آسيا من أجل أوروبا وسنكون حراس المقدمة للحضارة ضد البربرية"، يعني هو سيحمي، سيكون هو خط الدفاع الأول للحضارة الأوروبية ضد البربرية الإسلامية كما يقول.

    إغراءات تيودور هرتزل للسلطان عبد الحميد الثاني

    ولم يكتفي تيودور هرتزل بكل ذلك بل ذهب إلى رأس العالم الإسلامي، ذهب إلى السلطان عبد الحميد الثاني وحاول أن يغريه بإغراءات كثيرة جدًا، والسلطان عبد الحميد الثاني عندما قابله كان خارجًا من هزيمة كبيرة في حرب اليونان، ومُزق الجيش العثماني، وكانت الخزانة العثمانية أفلست في هذه الحرب، يعني راح له في ظروف صعبة جدًا، وعرض عليه عرض مغري جدًا قال له: "أعرض عليك 150 مليون ليرة ذهبية لجيب السلطان الخاص"، يعني رشوة عملية واضحة.
    الحاجة التانية أسد جميع ديون الدولة العثمانية، الحاجة التالتة أبني أسطول للدولة العثمانية بتكلفة 120 مليون فرنك ذهبي فرنسي، الحاجة الرابعة أديك قرض بدون فوائد قيمته 35 مليون ليرة لإنعاش الخزانة العثمانية، والحاجة الخامسة بناء جامعة عثمانية في القدس، والحاجة السادسة تهدئة الأوضاع في الغرب بالنسبة لقضية الأرمن، اللي كانت مثارة في الغرب في ذلك الوقت.

    عدم خضوع السلطان عبد الحميد الثاني لإغراءات تيودور هرتزل
    كل دي عروض من تيودور هرزل للسلطان عبد الحميد في مقابل إيه؟ في مقابل أن يعطي له فقط مستعمرة خارج القدس، فقط لا يسمح بأكثر من مستعمرة صغيرة خارج القدس، وأن يسمح لليهود بالهجرة إلى أرض فلسطين. ومع ذلك مع كل هذه الإغراءات إلا أن السلطان عبد الحميد –رحمه الله- رفض هذه العروض رفضًا قاطعًا، وقال الكلمات الرائعة قال:"على هرتزل ألا يتقدم خطوة واحدة في هذا الشأن، لا أستطيع بيع بوصة واحدة من البلد لأنه ليس ملكي بل ملك شعبي، لقد أوجد هذه الإمبراطورية بدمه، وسنغطيها مرة أخرى بدمائنا قبل أن نسمح بتمزيقها" ثم قال:" قد يأتي يومًا يأخذ فيه تيودور هرتزل هذه البلاد بلا ثمن، لكن لن يأخذها أبدًا دون أن تُشَرَّح أجسادُنا على هذه البلاد" هذه الكلمات قالها من قلبه –رحمه الله- وخرج تيودور هرتزل من هذه المفاوضات وفي ذهنه النية واضحة وقال: "لا يمكن أبدًا إقامة سلطان لليهود في داخل أرض فلسطين إلا بإقصاء السلطان عبد الحميد الثاني".

    الخاتمة
    تُرى ماذا سيفعل تيودور هرتزل واليهود لإقصاء السلطان عبد الحميد الثاني سلطان الدولة العثمانية الشريف الذي حاول مرة والثانية والثالثة إلى آخر لحظات حياته أن يمنع اليهود من السُكنى في فلسطين؟ وتُرى ما هو رد فعل السلطان عبد الحميد الثاني؟ وما هو أثر حزب الإتحاد والترَّقي العلماني الذي نمى في داخل الدولة العثمانية؟ وأثر كل ذلك على الحركة الإسلامية في داخل فلسطين؟ هذا ماسنعرفه في الحلقة القادمة. أسأل الله -عز وجل- أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع

    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.
    في أمان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 10-02-2018, 01:10 AM.
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ أختي الكريمة.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم


        تعليق


        • #5
          وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
          عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

          تعليق


          • #6
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق


            • #7

              جزاكم الله خيرًا

              تعليق

              يعمل...
              X