إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة السادسة من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة السادسة من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني



    قال نبي الله موسى عليه السلام لبني إسراءيل:
    يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ
    (المائدة: 21)
    الأرض المقدسة كتبها الله عز وجل للمؤمنين المتمسكين بشرع ربهم
    أما من بدلوا نعمة الله كفرًا بعد أن أنعم الله عليهم بالهداية فلا يستحقون هذه الأرض أبدًا.


    وللتعرف على مزيد من الإضاءات والنقاط الهامة
    تابعوا هذه الحلقة
    من سلسلة خط الزمن للدكتور راغب السرجاني
    بعنوان​​​​​​​



    تمزيق اليهود في فلسطين



    رابط مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:







    لتحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:

    http://way2allah.com/khotab-item-18644.htm



    جودة عالية ممتازة avi

    http://way2allah.com/khotab-mirror-18644-22346.htm



    جودة عالية ممتازة mp4


    http://way2allah.com/khotab-mirror-18644-22347.htm


    رابط الحلقة على الساوند كلاود:

    http://way2allah.com/khotab-mirror-18644-219833.htm



    رابط تفريغ بصيغة pdf


    http://www.way2allah.com/media/pdf/18/18644.pdf



    رابط تفريغ بصيغة word


    https://archive.org/download/timeline6/timeline6.doc



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 17-01-2018, 12:30 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2


    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد؛ فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذه اللحظات في ميزان حسناتنا أجمعين.


    مع الحلقة السادسة من خط الزمن ومازلنا مع قصة فلسطين الحبيبة التي نسأل الله -عز وجل- أن يحررها كاملة، وقفنا في القصة اللي فاتت مع مملكة اليهود التي أسسها داوود -عليه السلام- ثم سليمان -عليه السلام-، وهذه المملكة كما ذكرنا حكمت أرض فلسطين حوالي 80 سنة متصلة من سنة 1004 ق.م إلى سنة 923 ق.م، وهذه هي فترة الحكم الإيماني الوحيدة في تاريخ اليهود بكامله، قبل كده طبعا شفنا فساد كبير جدًا أيام سيدنا موسى كان فيه فساد، أيام سيدنا يوشع ابن نون مع إن حصل انتصار كبير إلا إن حصل فساد كبير، أيام صموئيل كما يقال في كتبهم اسمه النبي الذي بُعث فيهم بعد مائة وخمسين سنة من وفاة يوشع ابن نون معظم القوم أفسدوا ولم يتبعوا جيش طالوت عليه -رحمة الله- إلى أن تم النصر لطالوت عليه-رحمة الله- وكان السبب في نصر جعله الله -عز وجل- في الفتى الصغير داوود -عليه السلام- ثم بُعث داوود وكانت المملكة التي ذكرناها.



    انقسام اليهود إلى قسمين
    طبعا أفكركم إن قلنا إن هذه المملكة كانت 74% فقط من أرض فلسطين لم تكن تشمل أرض فلسطين بكاملها، بوفاة سيدنا سليمان سنة 923 ظهرت النوايا الخبيثة لهؤلاء القوم الذين حُكِموا طول هذه الفترة بقوة سليمان-عليه السلام- وبقوة داوود-عليه السلام- قبل ذلك ولم يكن الإيمان مترسخًا في قلوبهم إلى درجة إنه بمجرد وفاة سيدنا سليمان-عليه السلام- انقسم الناس على أنفسهم وبدأ الفساد والبغي والبعد عن كل فضيلة وعن كل خلق حميد، انقسم اليهود على أنفسهم إلى قسمين: قسم طبعا انتوا عارفين اليهود 12سبط يعني 12عائلة هم أولاد سيدنا يعقوب وما تفرع منهم بعد ذلك، فانقسموا على أنفسهم 10 اتفقوا على قيادة معينة و2 اتفقوا على قيادة أخرى، أما الـ 10 اللي اتفقوا على قيادة معينة فهما كونوا مملكة اسمها مملكة إسرائيل، وهذه المملكة كانت في شمال فلسطين وبدأت مباشرة بعد وفاة سيدنا سليمان -عليه السلام- والمملكة الثانية كانت في الجنوب وهي مملكة يهوذا وكونها سبطين فقط: هم سبط يهوذا، وسبط بنيامين، طبعا دول من أولاد سيدنا يعقوب برضو.

    عبادة بنو إسرائيل الأوثان بعد موت سيدنا سليمان-عليه السلام-
    نفس المشكلة الأخلاقية، نفس الفساد، نفس الوثنية، تخيلوا يعني بمجرد وفاة سيدنا سليمان عبدوا الأصنام من دون الله، وقربوا الآلهة التي كان يعبدها الكنعانيون، والآلهة التي كان يعبدها الفينيقيون في سوريا ولبنان وما حولها، واستمر حكم دولة إسرائيل أو مملكة إسرائيل في شمال فلسطين مدة 202 سنة كلها فساد وبغي وظلم وعدوان إلى أن سلط الله -عز وجل- عليهم الآشوريين وهم من أهل العراق، فجاءوا في سنة721 ق.م وأفنوا مملكة إسرائيل، وأخذوا معظم شعب إسرائيل الذي كان في هذه المملكة من اليهود أخذوه وبعثروه في العالم، باعوه هنا وهناك، بذلك انتهى تمامًا تمامًا من الدنيا بكاملها كل نسل هؤلاء الأسباط العشرة، يعني خلاص لم يعد في التاريخ حاجة اسمها واحد يهودي من نسل هؤلاء الأسباط العشرة، وظلت مملكة يهوذا في الجنوب اللي هي كانت مكونه من يهوذا فقط، ومن بنيامين فرعين فقط من فروع سيدنا يعقوب هما اللي كملوا بعد كده المملكة، وكان يهوذا هذا هو الذي يعني فيه المُلك كما ذكرنا قبل ذلك في قصة طالوت، ولذلك اختار هؤلاء الأتباع أو بنو إسرائيل أن يسموا أنفسهم باليهود. اليهود نسبة إلى يهوذا اللي هو أحد أبناء سيدنا يعقوب-عليه السلام- ومن هنا جاء اسم اليهود إطلاقًا على بني إسرائيل، ولم يكن هذا الاسم معروفا أيام سيدنا موسى -عليه السلام- ولا معروفًا أيام الأنبياء السابقين سيدنا سليمان أو سيدنا داوود-عليهم جميعًا وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.

    إبادة مملكة يهوذا لعصيانها الله فترات طويلة
    مملكة يهوذا هذه استمرت فترة أطول من مملكة إسرائيل، عاشت بعدهم حوالي 150 سنة أو أكثر وبالتحديد ظلت موجودة إلى سنة 586 ق.م، وفي سنة 586ق.م سلط الله -عز وجل- عليهم قومًا أبادوا هذه البلاد لكونها عصت ربها -سبحانه وتعالى- فترات طويلة متلاحقة من الزمان، قبل القصة ديه بـ 11 سنة يعني تحديدًا في سنة597 ق.م أرسل ربنا -سبحانه وتعالى- عليهم قوم من العراق فجاسوا خلال الديار وحصل نوع من التهديد بالإفناء لهؤلاء وحصل تدمير لعدد كبير من القرى، وأخذوا سبي من هذه المملكة إلى بابل، إلى بابل طبعا بابل كانت في العراق والسبي ده كان تقريبا حوالي عشرة آلاف من اليهود.


    سقوط ممكلة اليهود كاملةً
    لكن مع هذا السبي ومع هذه الإهانة التي تعرض لها اليهود ومع هذا التذكير ببعدهم عن ربنا -سبحانه وتعالى-، إلا أنهم استمروا في عصيانهم وفي طغيانهم، فسلط الله -عز وجل- عليهم التسليط الثاني والأخير في سنة 586 ق.م وكان قائد هذا التسليط الأخير هو النبوخذ نصر أو بختنصر كما في بعض الروايات وكان قائد البابليين في العراق وهذا الذي جاء ومسح كل شيء موجود في أرض فلسطين ودمر مملكة يهوذا بكاملها، ودمر المسجد الأقصى اللي هما بيقول عليه الهيكل اللي هو كان عند اليهود، دمر كل شيء موجود، وخرج بعد كده هو من البلدة ومعه أربعين ألف من اليهود، يعني خدوا هذا ما يسمى في التاريخ بالسبي البابلي الثاني، أخذهم معاه إلى العراق بذلك سقطت مملكة اليهود سقوطًا كاملا في هذه الفترة.

    نهاية حكم اليهود في فلسطين
    نجي نقف كده ونبص على هذا الوضع بعد هذا السقوط نقول أن هذا نهاية الحكم اليهودي تمامًا لفلسطين في هذه الفترة. الحكم اليهودي لفلسطين بدأ من سنة 1004 ق.م وانتهى زي ما شفنا دلوقتي سنة 586 ق.م يعني الفترة كلها حوالي 418 سنة، منهم 80 سنة حكم إيماني وحتى هذا الحكم الإيماني كان حكم اضطراري بالنسبة لليهود، كانوا يسمعون لقوة داوود –عليه السلام- القوي، ولقوة سليمان –عليه السلام- القوي أيضًا بجيوشه وجنوده الكثيرة، لكن لم يكن الإيمان في قلوبهم، لكن حفظ الله -عز وجل- هذه البلاد بتقوى وصلاح الأنبياء الكرام الذين حكموا هذه المملكة، وبعد هذه المملكة تولى اليهود حكم البلاد 338 سنة من الإفساد والبغي والظلم والطغيان بل والوثنية، في ظل وجود بعض الأنبياء لهم، بل وكانوا يقتلون بعض أنبيائهم كما هو ثابت في كتاب ربنا -سبحانه وتعالى- وفي سنة حبيبنا-صلَّى الله عليه وسلم-.

    الفترة التي من أجلها يدَّعي اليهود الأحقية في أرض فلسطين
    لكن لما جي بختنصر أو نبوخذ نصر أنهى تمامًا هذا الوجود اليهودي بعد كده اليهود رجعوا بعد كده زي ما هنشوف بعدها بفترات لكن لم يعودوا حاكمين لأرض فلسطين، يعني فترة حكمهم لفلسطين حكمًا إيمانيًا حقيقيًا لم تكن إلا 80 سنة، هي ديه ال 80 سنة اللي بيعتمدوا وبيقولوا عليها في أحقيتهم لهذه الأرض وملكيتهم لأرض فلسطين وحقهم التاريخي كما يزعمون، ثم انظروا ماذا قالوا عن أنبيائهم الذين حكموا هذه الفترة الإيمانية وتعرضنا لذلك في حلقة سابقة، اللي فضل من بني إسرائيل في أرض فلسطين هرب إلى مصر، ومعظم الناس زي ما قلنا توجهت إلى بابل عن طريق السبي حوالي 50 ألف يهودي توجهوا إلى بابل عن طريق السبي 10 آلاف في السبي الأول و 40 ألف في السبي الثاني.



    الدليل على التحريف الشديد في توراة اليهود الحالية
    من الحاجات المهمة جدا اللي عايزين نقولها أن لما راح هؤلاء اليهود إلى أرض العراق بدأوا يسجلوا في التوراة، تخيل!عايزين بقى نحسب كده الفترة اللي بدأوا يسجلوا فيها التوراة من ساعة نزلولها على سيدنا موسى-عليه السلام- إلى هذه اللحظة هتلاقي الفترة ديه 700 سنة، تخيل! بداية تسجيل التوراة لم تكن إلا بعد 700 سنة من نزولها على سيدنا موسى- عليه السلام- طول هذه الفترة ليست هناك توراة موجودة بين أيدي اليهود لسرقة التابوت وسرقة الألواح ومعدش عندهم حاجة مجرد ذكريات واحد بيحكيها لواحد، تخيل مدى التحريف الذي حدث في التوراة وبالذات أنها أعطيت لأيدي هؤلاء الكذابين الأفاقين على مدار هذه السنوات الطويلة 700 سنة على ما بدأ حد يكتب في التوراة، كتبوها في أد إيه مكتبوهاش في سنة ولا اثنين معملوش مؤتمر وجمعوا نفسهم وكتبوا التوراة، كتبوها على مدار 400 سنة متصلة.

    الإفساد الكبير في الأرض لبني إسرائيل بعد موت سليمان-عليه السلام-
    يعني بتتكلم على كتاب مستحيل أبدًا بالعقل أو بالبرهان أو بالحجة أن يُحفظ وبالذات أنه كله زي ما شفنا أنواع كثيرة جدًا من البعد عن الفطرة السليمة ومن الطعن في أنبياء الله -عز وجل-، ومن التضاد بين آياته وبين مواقفه المختلفة الكثيرة والاختلاف البين بين أوله عن آخره، والركاكة في الأسلوب، وأشياء كثيرة جدًا في داخل هذا الكتاب المحرف. ربنا -سبحانه وتعالى- ذكر في كتابه الكريم آية تصف هذه الأحداث قال: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا" الإسراء5:4، غالب المفسرين يقولون أن هذه الآية تذكر هذا الإفساد الأول والعلو الكبير الذي كان لبني إسرائيل بعد سيدنا سليمان-عليه السلام-، وأن هذا الإفساد هو الذي بسببه سلط الله -عز وجل- عليهم عبادًا له اللي هو قوم نبوخذ نصر أو بختنصر فقاموا بإهلاك بني إسرائيل وما حدث من تضييع لقوتهم وإزالة لملكهم.

    معصية الله تؤدي إلى الهزيمة والخيبة
    طبعًا في بعض الإخوة من المفسرين أو الدعاة بيقولوا أن هو ليس هؤلاء ليس هذا هو التسليط لنبوخذ نصر لأن الله -عز وجل- وصفه بأنه عباد لله -عز وجل- ونبوخذ نصر كان وثنيًا ولم يكن من عباد الله -عز وجل-، فأنا بقول أولًا أن ليس معنى أن الظالم رفض عبوديته لله أن هذا ينفي عنه العبودية فهو من عِباد الله شاء أم أبى، كلنا من عباد الله -عز وجل- سواء العصاة أم الطائعين سواء الكفار أم المؤمنين، ثم إنه يقول عِباد وليس عُبَّاد لله -عز وجل-، يعني ما هو مجرد عبد من عباد الله، وكلمة عباد هي جمع كلمة عبد، وكلنا لا ينكر أننا عباد لله -عز وجل-، ثم الإشارة اللطيفة جدًا في كلام سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه وأرضاه-، وهو من الملهمين عندما قال: "ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله" كان يخاطب جيش من الجيوش الإسلامية المسافرة إلى العراق للجهاد في سبيل الله قال لهم: "لا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا، فقد سلط الله -عز وجل- المجوس وهم كفرة على بني إسرائيل وهم من عِباد الله لما أفسدوا في الأرض فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولا"، انظر إليه استخدم نفس الألفاظ التي جاءت في الآية دلالة على أنه يعلم أن نبوخذ نصر أو بختنصر هو الذي أرسله ربنا -سبحانه وتعالى- لإهلاك بني إسرائيل، وهذا هو العلو الأول لبني إسرائيل والإهلاك الذي حدث لهم. وتُرى ما هو العلو الثاني؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله بعد الفاصل فابقوا معنا.



    العلو الثاني لبني إسرائيل في الأرض
    نرجع تاني نتكلم على قصة بني إسرائيل في أرض فلسطين وشفنا في الجزء اللي فات الموقف بعد وفاة سيدنا سليمان-عليه السلام- وبعد الإفساد الكبير وبعد تسليط ربنا -سبحانه وتعالى-، لنبوخذ نصر أو بختنصر على مملكة يهوذا وإفناء هذه المملكة بعد أن فعل اليهود الأفاعيل في دينهم وفي عقيدتهم وفي أخلاقهم، وبعدوا كل البعد كما رأينا عن الصواب، طبعًا هذا هو العلو الأول كما ذكرنا، والعلو الأول الذي عقبه هذا الإفساد وفيه علو ثاني، ولعل العلو الثاني كما نشاهد جميعًا هو ما يحدث الآن في أرض فلسطين هذا العلو الذي استطاع فيه اليهود أن يسيطروا على أرض فلسطين، وأن تمتد أيديهم بعد ذلك إلى أماكن كثيرة احتلوا قبل ذلك بقاع من مصر، واحتلوا بقاع من لبنان ومازالوا يحتلون، وأجزاء من سوريا وما زالوا يحتلون، ويريدون التوسع أكثر في قضية إسرائيل الكبرى ولهم يعني اتصالات اقتصادية على أعلى مستوى في معظم بلاد العالم ولهم هيبة سياسية ولهم وضع اجتماعي معين، ولهم قرارات.

    اليهود في كتبهم يعترفون أنهم على طريق الضلال
    يعني كلنا يعلم أن دول كبرى في العالم تقف إلى جوار هذه الدولة الصغيرة المزروعة في داخل فلسطين الحبيبة، كل هذا علو ونحن نطمع في الرؤية، أو في البشارة التي جاءت في كتاب ربنا-سبحانه وتعالى-، أنه سيرسل عليهم عباد له -سبحانه وتعالى-، فيعيدوا الكرة ويعيدوا إهلاك اليهود كما أهلكهم قبل ذلك نظرا لذنوبهم الكثيرة، أنا عايز أذكر لكم تفسير اليهود نفسهم في التلمود وفي توراتهم لهذا الإهلاك الذي حدث على يد نبوخذ نصر أو على يد بختنصر، عشان نعرف أنهم فاهمين القضية كويس، وفاهمين أن فيه مخالفة، وفاهمين أن في بعد عن الطريق لكنهم اختاروا طريق الضلال بإرادتهم، لذلك علق ربنا -سبحانه وتعالى- على ذلك، في كتابه الكريم في أكثر من موضوع باللعنة عليهم "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ"المائدة:13، هكذا وصف ربنا -سبحانه وتعالى- حالهم.



    نصوص من التلمود تدل على اعتراف اليهود بذنوبهم
    وفي آيات كثيرة يصف قتلهم للأنبياء وأخذهم الربا ظلما للناس وما إلى ذلك من أمور، يقول التلمود وهو من الكتب المقدسة المفسرة للتوراة عند اليهود: "حدث هذا.."، ما هذا؟ هذا هو إهلاك نبوخذ نصر لدولة يهوذا أو مملكة يهوذا، "حدث هذا عندما بلغت ذنوب بني إسرائيل مبلغها، وفاقت حدود ما يطيقه الإله العظيم.."، هكذا بتعبيرهم وفاقت حدود ما يطيقه الإله العظيم "..وعندما رفضوا أن ينصتوا لكلمات وتحذيرات إرمياه"، إرمياه أحد أنبياء اليهود المذكورين في التوراة، ويخاطب في التوراة أيضًا إرمياه نبوخذ نصر و يقول له تخيل، هذا النبي يخاطب نبوخذ نصر يفسر له بالضبط إيه سبب المشكلة يقول: "لا تظن أنك بقوتك وحدها استطعت أن تتغلب على شعب الله المختار، إنها ذنوبهم الفاجرة، التي ساقتهم إلى هذا العذاب"، يعني تخيل هذا في التلمود الكتاب المقدس عند اليهود.

    الانحراف الشديد لليهود بنصوص كتبهم الحالية
    وكلام أشعياء- وأشعياء أحد أنبياء اليهود في سفر أشعياء في التوراة- يقول: "ويل للأمة الخاطئة.." يتكلم على من يتكلم عن بني إسرائيل، يتكلم في كتابهم المقدس عندما يصلون يقرؤون هذه الكلمات تصفهم -سبحان الله-،"ويل للأمة الخاطئة الشعب الثقيل الآثم، نسل فاعلي الشر أولاد مفسدين تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلى وراء"، هذا في التوراة، ثم أيضًا "..والأرض تدنست تحت سكانها لأنهم تعدوا الشرائع غيروا الفريضة نكثوا العهد الأبدي"، هذا في كتبهم، تخيل واقع الأمر شكله إيه؟ إذا كان في كتبهم يصفون أحوالهم بهذه الصورة، مع إن كتبهم شديدة التحريف، ما بالك بالواقع الحقيقي الذي كانوا عليه، كانوا على وثنية وضلال وبعد عن الدين، لايتخيله عقل ولا يمكن أبدًا أن تصفه أقلام ويكفي ما ذكره ربنا -سبحانه وتعالى- في حقهم في سيرة أنبيائهم بدءاً من سيدنا موسى-عليه السلام- ومرورًا بكل أنبيائهم.

    فترة الحكم البابلي
    بالوضع اللي احنا شفناه دلوقتي وبدخول نبوخذ نصر وإهلاك مملكة يهوذا بدأ عصر جديد في أرض فلسطين المباركة، بدأ الحكم البابلي، الحكم البابلي ده استمر من سنة586 ق.م لـ سنة 539 ق.م يعني 47 سنة بس، تخيل يعني دخل نبوخذ نصر وأقام دولة في أرض فلسطين لمدة 47 سنة فقط وكأنه لم يدخل إلا لإهلاك بني إسرائيل، لم يدخل إلا لإفناء مملكة يهوذا المملكة الظالمة التي ابتعدت عن شرع ربها -سبحانه وتعالى-، سنة 539 انتهت مملكة بابل أو الحكم البابلي لأرض فلسطين، ودخل حكم جديد اللي هو الحكم الفارسي.

    فترة الحكم الفارسي
    طبعًا الحكم البابلي كان من أرض العراق، والحكم الفارسي من أرض إيران، والصراع كان تقليدي ومازال بين أرض إيران وبين أرض العراق، في شتى مراحل التاريخ الإنساني سواء كانت قبل الدولة الإسلامية أو حتى بعد الدولة الإسلامية كان في دايمًا نزاع وصراع بين البلدين سواء كان فارس أو العراق، حصل نوع من الصدام بين الفرس وبين البابليين، وانتصر الفرس وكان زعيم الفرس في ذلك الوقت كان اسمه كورش، وانتصر الفرس على البابليين بمساعدة اليهود، يعني اليهود كانوا عايشين زي ما انتوا عارفين في بابل نتيجة السبي الذي فعله بختنصر أو نبوخذ نصر أخذ 50 ألف عشرة آلاف وبعدين 40 ألف إلى أرض العراق عاشوا هناك عبيدًا يخدمون البابليين، كما عاشوا قبل ذلك عبيدًا في مصر يخدمون الفراعنة، و بعد كده ساعدوا كورش اللي هو زعيم فارس على الانتصار على البابليين فانتصر على البابليين انتصار كبير وراح فتح بعد كده فلسطين وضم فلسطين للحكم الفارسي، الكلام ده استمر فترة يعني من الزمن اللي هو الحكم الفارسي زي ما قلنا 207 سنة انتهت في سنة 332 ق.م.



    الحكم الإغريقي في فلسطين
    عندما دخل القائد الروماني الشهير جدًا الإسكندر المقدوني دخل إلى أرض فلسطين ليغير الحكم ويزيل الحكم الفارسي ويضع مكانه الحكم الإغريقي، وطبعا ده كان حكم برضو وثني زي الحكم اللي كان موجود في أيام الحكم الفارسي، وطبعًا برضه اليهود عاشوا في حكم الإسكندر المقدوني، لم يمس الإسكندر المقدوني اليهود، طبعا الإسكندر المقدوني كان قائد فاتح كبير جدًا فتح بلاد كثيرة جدًا في هذه الرحلة التي فتح فيها فلسطين، فتح أيضًا مصر، وفتح العراق وفتح كذلك الهند ووصل إلى مسافة ضخمة جدًا في أعماق آسيا، وسع المملكة بتاعته جدًا واستطاع أن يسيطر على الأوضاع بسهولة في داخل فلسطين.

    الإسكندر المقدوني ليس هو ذو القرنين
    طبعا ليس هناك داعي طبعا فهذه الإشارة سريعة أن يسمي الناس الإسكندر المقدوني بذي القرنين، الناس تقارن بين قصته وبين ذي القرنين التي في القرآن الكريم، ويصفون أحيانًا الإسكندر المقدوني بأنه ذي القرنين، وأنا أقول أن ذو القرنين كما وصفه ربنا -سبحانه وتعالى- كان موحدًا لله عز وجل عبدا صالحا، وكان الإسكندر المقدوني وثنيًا يعبد الآلهة التي يعبدها الإغريق ولم يكن موحدًا بالله -عز وجل-، هذه الفترة التي دخل فيه الإسكندر المقدوني وبدأ يحكم فلسطين هو وأتباعه بعد ذلك، استمرت 269 سنة من سنة 332 ق.م إلى سنة 63 ق.م، 269 سنة متصلة من الحكم الإغريقي وطبعا حضارةكبيرة وعلوم وازدهار وما إلى ذلك من أمور، انبهر اليهود الذين عاشوا في أرض فلسطين بهذا الأمر وبدأوا يتعلموا لغة الإغريق وبدأوا يتعلموا الحياة الإغريقية.

    تسلل الفكر الإغريقي إلى داخل الديانة اليهودية
    وانقسم اليهود القلة اللي موجودين في داخل أرض فلسطين إلى طائفتين: طائفة سمت نفسها بالمتأغرقة الذين يقلدون الإغريق وهؤلاء يعني عاشوا بأخلاق الإغريق وبآلهة الإغريق ووثنية الإغريق وغيروا كثيرًا جدًا في التوراة المحرفة أصلًا والموجودة في أيديهم تبعًا لما عندهم في التراث الإغريقي، عشان كده نقدر نشوف ونفهم إزاي اليهود بيتكلموا على الرب، الرب عندهم غير مقدس، الرب ممكن يتغلب، الرب ممكن ميعرفش، الرب ممكن يجهل أشياء كثيرة، ممكن تكون أخلاقه غير سوية، هذا نتيجة الفكر الإغريقي الذي تسلل إلى داخل الديانة اليهودية.



    مجموعة قليلة ظلت على اليهودية المحرفة
    وفي مجموعة قليلة فضلت على اليهودية المحرفة، ولم تتأغرق كما تأغرق الآخرون، ودول كان بيتبعوا رجل ظهر فيهم اسمه يهوذا المكابي، والمكابي ديه لفظ بمعنى المطرقة، وهو معظم عند اليهود وعملوا شيء من الثورة، واحترم الإغريق هذه الثورة وقبلوا دخول يهوذا المكابي إلى القدس وهذا الدخول كان في يوم 25 يناير سنة 116ق.م، وهو أحد الأعياد عند اليهود واسمه عيد الأنوار أو حانوكا، ده أحد الأعياد المشهورة عند اليهود، بسبب أن في واحد من اليهود حافظ على التوراة المحرفة أصلًا في داخل أرض فلسطين، اللي كل أرض فلسطين في ذلك الوقت من اليهود اتبعوا ما يقوله الإغريق من خرافات حول العقيدة وحول الأخلاقيات.



    الخاتمة
    ده كان الوضع في فلسطين إلى هذه السنة سنة 63ق.م، في سنة 63 تغيرت الأوضاع تماما بدخول دولة جديدة تسيطر على الأوضاع في فلسطين، واستمرت هذه السيطرة 700 سنة متصلة. تُرى ما هي هذه الدولة؟ والأحداث التي حدثت في زمانها؟ وما هي قصة المسيح -عليه السلام- في أرض فلسطين؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله في الحلقة القادمة،
    أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    http://forums.way2allh.com/forumdisplay.php?f=36

    ​​​​​​​
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 15-01-2018, 06:02 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا أختنا الكريمة.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آمــال الأقصى مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا أختنا الكريمة.
            المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم
            المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
            جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم
            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            وخيرا جزاكم اللهم آمين
            اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

            تعليق


            • #7
              جزاكم الله خيراً
              ‏كل من يقول: أريد أن أخدم الإسلام وأنا احترق على حال أمتي، ثم لا يحدد له وقتاً معينا من يومه يستثمره في بناء نفسه ليخدم دينه، فهو مجرد ثرثار بطال لا قيمة لما يقول.
              ‏‏د. سلطان العميري

              تعليق

              يعمل...
              X