إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الثالث عشر: سورة الغاشية 1 (لسعيها راضية ) | الشيخ عمرو الشرقاوي | برنامج آيات تتلى |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الثالث عشر: سورة الغاشية 1 (لسعيها راضية ) | الشيخ عمرو الشرقاوي | برنامج آيات تتلى |





    مقصود السّورة:


    التخويف بظهور القيامة، وبيانُ حال المستوجبين للعقوبة، وذكر حال المستحِقِّين للمُثُوبة (وإِقامة الحُجة على وجود الحقِّ)
    ووعظ الرّسول- صلى الله عليه وسلم للأُمّة، على سبيل الشَّفَقَة، وأَن المرجع إِلى الله تعالى في العاقبة



    مع حلقة جديدة من البرنامج الرمضاني معنا هذا العام والذي بعنوان:
    آيـــ تتلى ــــات
    مع الدكتور أحمد عبدالمنعم والشيخ عمرو الشرقاوي



    والآن مع اللقاء الثاني عشر و سورة الغاشية 1 ( لسعيها راضية ) مع الشيخ/ عمرو الشرقاوي







    رابط المشاهدة على اليوتيوب:




    رابط تحميل اللقاء من على الموقع:
    http://way2allah.com/khotab-item-143946.htm


    رابط تحميل اللقاء بالجودة العالية HD:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-143946-232593.htm




    رابط تحميل اللقاء صوتي MP3:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-143946-232594.htm






    رابط تفريغ اللقاء Pdf:

    http://way2allah.com/khotab-pdf-143946.htm


    رابط تفريغ اللقاء Word:

    https://archive.org/download/133ashia1/13_3ashia-1.doc

    موضوع خاص لاستقبال أسئلتكم وتفاعلكم مع برنامج: آيـ تتلى ــات
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-07-2018, 01:55 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، هدىً وذكرى لأولي الألباب، وأودعه من العجائب العجب العجاب، وجعله حاليًا بالأحرف السبعة وكمال الشرعة وحسن الخطاب، والصلاة والسلام على النبي الأواب، مُبَلِّغِ الكتاب، وعلى الآل والأصحاب، صلاةً تدوم إلى يوم الحساب، ويكون لنا بها عند الله زلفى وحسن مئاب، وبعد،

    سورة الغاشية من السور التي كان يرددها النبي –صلَّى الله عليه وسلم-
    فإن الله -سبحانه وتعالى- جعل القرآن هاديًا ومبَشِّرًا ونذيرًا، وقد ذكرنا أن الله –سبحانه وتعالى- فضَّل بعض سور القرآن على بعض، وجاء التفضيل على لسان النبي –صلَّى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا، فمن الفعل: أن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كان يٌردد بعض السور دون بعض، ومن السور التي كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحرص على تردادها سورة "الغاشية"، الرسول –عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الجمعة بسورتين، يقرأ بسورة الأعلى "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى" الأعلى: 1، ويقرأ بسورة الغاشية "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ" الغاشية: 1.

    سورة الغاشية سورة مكية
    وسورة "الغاشية" من السور المكية باتفاق أهل العلم، وقد ذكرنا في تفسير سورة الإنسان معنى القرآن المكي، أو معنى أن السورة مكية، سورة الغاشية سورة مكية باتفاق أهل العلم، وعدد آياتها باتفاق أهل العد أيضًا 26 آية، يعني سورة الغاشية عدد آياتها 26 آية باتفاق علماء العد، وهي سورة مكية باتفاق أهل العلم.

    افتتح الله –عز وجل- سورة الغاشية بالسؤال
    افتتح الله –عزَّ وجلَّ- هذه السورة بالسؤال، احنا عندنا فيه سور الله –عز وجل- يفتتحها بالسؤال، وفيه سور ربنا –سبحانه وتعالى- بيفتتحها بالأحرف المقطعة، وفيه سور ربنا –سبحانه وتعالى- بيفتتحها بالخبر، وفيه سورة ربنا –سبحانه وتعالى- يفتتحها بالقسم، ففيه سور متعددة، يعني فيه مُفتتح للسور مختلف، فهذه السورة كسورة الإنسان، افتتحها الله –عز وجل- بالإيه؟ افتتحها الله –عز وجل-بالسؤال، والسؤال هنا كالسؤال في سورة الإنسان تمامًا بتمام، احنا ذكرنا إن سورة الإنسان الله –عز وجل- افتتحها باستفهامٍ تقريري، "هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ" الإنسان: 1 يعني قد أتى على الإنسان.

    الإنسان عقله محدود لا يستطيع أن يُدرك شيء
    الله –عز وجل- يقول في هذه السورة المباركة "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ" الغاشية: 1 يعني قد أتاك حديث الغاشية، والإنسان عقله محدود، لا يستطيع الإنسان أن يُدرك كل شيء، فهناك أشياء من الغيب الإنسان يدرك أصلها لكنه لا يدرك تفاصيلها، يعني الإنسان يستطيع أن يدرك وجود الله –عز وجل- بالمكون الفطري والعقلي، لكنه لا يستطيع أن يصل إلى تعداد أسماء الله –عز وجل- وصفاته، إلا بإخبار الله –سبحانه وتعالى-، الإنسان قد يدرك بعقله وفطرته إن فيه دار آخرة، لكنه لا يستطيع أن يصل إلى تفاصيل الدار الآخرة إلا بإخبار الله –سبحانه وتعالى-، فلذلك ربنا –سبحانه وتعالى- جعل هذه السورة وغيرها من السور، طبعًا جزء عمَّ كله بأكمله الفكرة المركزية في جزء عمَّ "الحديث عن الدار الآخرة"، الحديث عن الدار الآخرة ومركزية الدار الآخرة في حياة الإنسان.

    الغاشية هي يوم القيامة
    فربنا – سبحانه وتعالى- افتتح هذه السورة المباركة، اللي هي سورة الغاشية، افتتحها الله –عز وجل- بالقسم، فقال الله لنبيه –صلَّى الله عليه وسلم- قد أتاك حديث الغاشية، "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ" الغاشية:1، يعني قد أتاك حديث الغاشية. وإنما سُميت القيامة غاشية لأنها تغشى الناس جميعًا، يعني تعُم الناس جميعًا، تعُم الناس جميعًا، فالغاشية في هذه الآية هي يوم القيامة، يعني اسم من أسماء يوم القيامة "الْغَاشِيَةِ"، وقد ذكر بعض أهل التفسير أن "الْغَاشِيَةِ"، هنا هي النار، لكن الصحيح "الْغَاشِيَةِ"، هنا هي يوم القيامة.

    الحديث عن يوم القيامة
    يقول الله – تعالى-: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ" الغاشية1: 2، يعني وجوهٌ يوم القيامة خاشعة، يعني ذليلة، وهذا إذا اعتبرنا أن الحديث كله في يوم القيامة، لأن بعض العلماء بيقول أنه لأ؛ الحديث هنا في الدنيا، وبعضهم يقول إن بعض الحديث في الدنيا وبعضه يوم القيامة، فيقول مثلًا أن "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ" الغاشية:2، دي في الآخرة، "عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ" الغاشية: 3، يعني في الدنيا، وبعضهم يقول لأ، ده "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ"، في الدنيا و"عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ" في الآخرة، لكن على اختيارنا، إن الحديث كله والسياق كله في الحديث عن الدار الآخرة، فاحنا هنُمضي الحديث عن يوم القيامة.

    يُبصر الكافر يوم القيامة الحقيقة فيكون ذليلًا
    فالله –عز وجل- يقول "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ" الغاشية: 1، يعني قد أتاك حديث يوم القيامة، "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ"، يعني وجوهٌ يوم القيامة خاشعة يعني ذليلة، "تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ" عبس: 41، كما قال الله –سبحانه وتعالى-، وتعلوها ذِلة لأنهم عاينوا الحق، "فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ" ق: 22، يعني خلاص أصبح الإنسان يُبصِر ما لم يكن يُبصره من قبل، وأصبح الإنسان يرى ما لم يكن يراه من قبل، فيكون الإنسان يوم القيامة ذليلًا لأنه يعلم ما الذي سيُقبِل عليه.
    أشد أنواع العذاب للكافر في النار والعياذ بالله
    لذلك ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ" الغاشية 2: 3، يعني هي تعمل وتَنصَب يوم القيامة، كما ورد عن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أنهم يتردّدون ويحتارون بين الأنبياء يوم القيامة، وهذا والعياذ بالله نَصَبٌ مستمر لأهل الكفر إلى أن يدخلوا دار النَصَب والتعب أعاذنا الله منها وهي النار والعياذ بالله، اللي هي قمة النَصَب، وقمة التعب. فربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً" الغاشية 3: 4، شوف ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "تَصْلَىٰ"، ولم يقل تُكوى ليه؟ لأن فيه فرق بين الصلّو وبين الكوي، الكوي مجرد أن إنسان يُكوَى وخلاص، لكن العرب تقول شاة مَصلِّية إذا حُفِرت لها حفرة، وأُوقد في هذه الحفرة نار ثم وُضعت فيها هذه الشاة والعياذ بالله، فالإنسان الكافر يوم القيامة يَصْلى النار مش يُكْوى بالنار، لا، ده يدخل النار و يَصْلى فيها والعياذ بالله.

    أهل النار يأكلون منها ويشربون منها والعياذ بالله
    "تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً"، طب ما أي نار حامية، لماذا ذكر الله –عز وجل- عن هذه النار بأنها حامية؟ أي أن هذه النار لا تخبوا، كما قال الله –عز وجل-: "كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا" الإسراء: 97، والعياذ بالله، "كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا" وهذه النار تتغيظ على الكافرين والعياذ بالله –تبارك وتعالى-، فلذلك قال الله –عز وجل- "تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ" الغاشية 4: 5، يعني سُقيا أهل النار عين آنية، كما قال الله –عز وجل- "حَمِيمٍ آنٍ" الرحمن:44، والآنُ هو البالغ الشدة في الحرارة، يعني "تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ"، تُسقى من عينٍ شديدة الحرارة والعياذ بالله –تبارك وتعالى-، لا يستسيغوا هذا الشراب –سبحان الله-، يعني يأكلون من النار، ويشربون من النار والعياذ بالله –تبارك وتعالى- وكلما استغاثوا أُغيثوا بماءٍ " كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" الكهف: 29.

    طعام أهل النار لا يُغني من جوع والعياذ بالله
    "تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ" الغاشية 5: 6، يعني ليس لهم طعامٌ يوم القيامة في النار إلا من ضَريع، والضَريع هو نوع نباتٍ شوكي سام، يابس، يعني شوف والعياذ بالله اجتمعت فيه هذه الأوصاف الثلاثة، اليُبس، وأنه شوك، وأنه سام، وقد تأكله الإبل أحيانًا فلا تسمُن، تبقى الإبل جوعانة إذا أكلت هذا الطعام، لذلك ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: طعامهم من ضَريع "لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ" الغاشية: 7، يعني لا هو بيسمنهم ولا يُغني من جوع، يعني يظل أهل النار والعياذ بالله جوعى بسبب هذا الطعام الشديد.

    ثنائية القرآن في بيان حال أهل الكفر وحال أهل الإيمان
    ثم ذكر الله –عز وجل- الفريق الآخر، دايمًا كده يا اخواننا القرآن فيه ثنائية، ثنائية الإيمان والكفر، ثنائية الهدى والضلال، عشان ربنا –سبحانه وتعالى- يُبَصِّرك بحقيقة حياتك، وحقيقة وجودك، يقول الله –تعالى-: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ" الغاشية: 8، ربنا –سبحانه وتعالى- يقول: "وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ" القيامة: 24، "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ" القيامة:22، "فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ" هود: 105، "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا" النساء: 173، "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا" هود: 106، فدايمًا في "وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا " هود: 108، "فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا"، فدايمًا فيه الثنائية دي، الثنائية دي في القرآن، "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ"، في المقابل "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ" الغاشية 8: 9، يعني هي راضية بسعيها "إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا" الإنسان: 22.

    من هم أهل الغُرَف في الجنة؟
    "لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ" الغاشية 9: 10، فوصف الله –عز وجل- هذه الجنة بأنها عالية، النبي –عليه الصلاة والسلام- يقول: إنكم لتتراءَون أهل الغرف كما تراءَون الكوكب الدرِّي الغابر في الأُفُق[1]، يعني زي ما أنت بتشوف الكوكب في السماء كذلك أهل الغُرف، فقالوا يا رسول الله هذه منازل الأنبياء والصديقِّين، قال بلى رجالٌ آمنوا، لا مش منازل الأنبياء والصديقِّين بس، رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين، ربنا –سبحانه وتعالى- يعطيهم هذا المُلك الكبير، كما قال الله –تعالى- في سورة الإنسان "وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا" الإنسان: 20.

    المؤمن يجد في الجنة السكينة والراحة فقط
    "فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً" الغاشية 11:10، يعني الجنة ليس فيها لغو، و"اللغو" هو اللهو والباطل من الكلام، كلام لا قيمة له، لا تسمع واحد يسب، ولا تسمع واحد يلعن، ولا تسمع واحد يشتم، ولا تسمع واحد يقول الهُجرَ من القول، فيه سلام في كل شيء، فيه كلامٍ حسن، ومنظرٍ حسن، وسرورٍ حسن، قلب الإنسان يدخله السرور، وعينه لا ترى إلا الجمال والحُسن، وأذنه لا تسمع إلا السلام، إلا السلام، الهدوء والسكينة والطمأنينة والراحة في الجنة.

    الأسِرَّة في الجنة ليست كأسِرَّة الدنيا
    "فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ" الغاشية: 12:10، أنهارها في غير أخدودٍ جرت –سبحان ممسكها عن الفيضان، كما يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- : يعني النهر يجري بلا أخاديد، بلا أخاديد في الجنة –سبحان الله-، "فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ" الغاشية: 13:12، السُرُر معروفة اللي هي السرير مَّرْفُوعَةٌ فوصفه الله- عز وجل- بالرِفعة، إما رِفعة المكان، وإما رِفعة المكانة، الرُتبة، يعني هو فيه سرير ليس كأسِرَّة الدنيا، وهو مرفوع، هذا السرير مرفوع، إما أنه مرفوع في رفعة مكان، وإما أنه مرفوع في رفعة مكانة، أو أنه يجمع الأمرين وهو الصواب، إن هو بيجمع ما بين رِفعة المكان ورِفعة المكانة


    الأكواب في الجنة في متناول اليد
    ولذلك قال الله –عز وجل- بعدها، "وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ" الغاشية: 14، والأكواب الموضوعة مناسبةٌ للسرر المرفوعة، يعني هل الإنسان وهو في مكان مرتفع يحتاج أن ينزل لكي يأتي بالكوب؟ لأ، وإنما هذه الأكواب في متناول أيديهم، والله –عز وجل- قد وصف هذه الأكواب في سورة الإنسان، الله –عز وجل- يقول: "وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا" الإنسان: 16:15، يعني أكواب مناسبة تمامًا، ولذلك قال الله –عزَّ وجلَّ- "وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ".

    البُسُط في الجنة يطأها المؤمن
    "وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ" الغاشية: 15، "النمارق" هي الوسائد، اللي هي المخدة يعني، "وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ"، يعني هذه النمارق هذه الوسائد "مَصْفُوفَةٌ" بعضها بجوار بعض أُعِدت مُتكئًا لأهل الإيمان، "وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ" الغاشية: 16، والزرابيّ هي البُسُط، اللي هي زي السجاد كده، "وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ"، يعني الزرابيّ اللي هي السجاد أو البُسُط "مَبْثُوثَةٌ" في كل مكان، يعني المؤمن يطأ على هذه الزرابيّ نعيمًا وملكًا من الله –سبحانه وتعالى-.

    حال أهل الكفر وحال أهل الإيمان
    فقد ذكر الله –عز وجل- في هذه السورة الطريقين، ذكر الله –عز وجل- الفريقان وحالهم في الدار الآخرة، قال لك إن فيه فريقين، الفريق الأول: هو أهل الكفر، والفريق الثاني: هم أهل الإيمان، فالله –عز وجل- بيَّن لك حالهم، وبيَّن لك مآلهم، ثم وضح الله –عز وجل- الطريق، دايمًا ربنا –سبحانه وتعالى- من رحمته وكرمه وفضله وإحسانه على عباده، يُبيِّنُ لهم الطريق، يُوضح لهم أين يسيرون، وإلى أين يتجهون، فيُبيِّن الله –عز وجل- لك طريق معرفته، يُبيِّن الله –عز وجل- لك طريقًا من طرق معرفته.

    التأمل في خَلق الله وقدرته –سبحانه وتعالى-
    فيقول الله –تعالى- :" أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" الغاشية: 17، يبقى الأول: أنت عرفت حال أهل الكفر، ومآلهم في الآخرة، الثاني: عرفت حال أهل الإيمان، ومآلهم في الآخرة، طيب الطريق إلى الوصول إلى أهل الإيمان إنك أنت أولًا تؤمن بالله، طب كيف أُؤمن بالله؟ أن تتأمل في مخلوقات الله –تبارك وتعالى-، أن تنظر في خَلق الله –عز وجل- للسماوات والأرض، أن تنظر في هذه السماوات والأرض "قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ" يونس: 101، أن تُبصر هذه المخلوقات "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ" آل عمران: 190، أن تتأمل في هذه القدرة البديعة، وهذا الإحكام، وهذا الإتقان، وهذا الخَلق الذي يدُلك على الخالق –سبحانه وتعالى-.


    خاتمة
    فلذلك أرشدنا الله –عز وجل- إلى الطريق في النصف الثاني من هذه السورة المباركة، وهذا سنعرفه إن شاء الله –تعالى- في الحلقة القادمة، أقول قولي هذا، وصلى الله على نبينا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.


    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    [1] "إنَّ أهل الجنَّةَ يَتَراءونَ أهلَ الغرفِ من فوقهم ، كما تَتَراءَونَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ الغابرَ في الأُفُقِ ، من المشرقِ أو المغربِ ، لِتَفاضُلِ ما بينهم . قالوا : يا رسولَ اللهِ تلك منازلُ الأنبياءِ لا يَبْلُغُها غيرُهم ، قال : بلى ، والذي نفسي بيَدهِ ، رجالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ " صحيح البخاري.

    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 11-07-2018, 01:59 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
      وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خير الجزاء
          رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

          تعليق

          يعمل...
          X