إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الثاني :سورة الملك2/الدكتور أحمد عبد المنعم |برنامج آيات تتلى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الثاني :سورة الملك2/الدكتور أحمد عبد المنعم |برنامج آيات تتلى






    الحمد لله منزل القرآن وملهم البيان، والصلاة والسلام على خير الأنام، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام، وبعد:

    سورة الملك سورة عظيمة يغفل الكثير عن فضلها

    فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
    "يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب "
    حديث حسن


    لذا نقدم لكم البرنامج الرمضاني معنا هذا العام والذي بعنوان:
    آيـــ تتلى ــــات
    اللقاء الثاني /لسورة الملك ٢/ مع الدكتور أحمد عبدالمنعم








    رابط المشاهدة على اليوتيوب:
    www.youtube.com/watch?v=MvH-8a4ZQzY



    رابط المادة على الموقع:
    http://way2allah.com/khotab-item-143168.htm





    رابط المادة mp3:
    http://way2allah.com/khotab-mirror-143168-231019.htm



    تفريغ الحلقة بصيغة
    pdf:
    http://www.way2allah.com/media/pdf/143/143168.pdf





    تفريغ الحلقة بصيغة word:
    https://archive.org/download/Ayat_totla/2.doc





    موضوع خاص لاستقبال أسئلتكم وتفاعلكم مع برنامج: آيـ تتلى ــات

    ​​
    ​​
    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 26-05-2018, 12:12 AM.
    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة


  • #2

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلًّى الله عليه وسلَّم-،

    نكمِّل مع بعض -بإذن الله عز وجل- الحلقة التانية من وقفات مع سورة المٌلك، هذه السورة العظيمة التي كما ذكرنا أن النبي -صلًّى الله عليه وسلَّم- كان لا ينام حتى يقرأ هذه السورة. اتكلمنا المرة اللي فاتت عن جو السورة، وإزاي المملكة تعيش جوة مملكة في جنود الملك -سبحانه وتعالى-. اتكلمنا عن اسم الله الرحمن اللي تكرر في السورة. أيضًا من جو السورة إنك هتشعر إن بتكلم شخص معاند ومحارب، إيه الدليل على ده؟ أو التقاط ده منين؟ عشان نتعلم آليات التدبر، واحنا ماشيين كده كل ما نلتقط لفظة أقولكم اللفظة دي ليها دلالة، إن الشخص اللي بتخاطبه السورة شخص معاند، محارب، رافض إن هو يقبل الانصياع بسهولة.




    من خصائص السورة تكرار كلمة "قُل"

    وأيضًا هنفاجأ إن ختام السورة غريب جدًّا، ختام السورة زي -إن شاء الله- هيبقى الحلقة الرابعة، تكرار كلمة "قُل" كتير جدًّا، ودي من خصائص السورة، السورة الوحيدة في القرآن تقريبا، أظن هي وسورة سبأ اللي الختام بتاعها "قُل" متتاليات، 6 مرات في الملك، بتفصل بينهم آية واحدة، كلمة "وَيَقُولُونَ"، إنما هي 6 مرات متتاليات "قُل"، "قُل" تفصل بس بعد آيتين"قُل"، "وَيَقُولُونَ"وبعدين أربع مرات "قُل" متتاليات، وده له دلالة هنقولها في الحلقة الأخيرة بإذن الله -سبحانه وتعالى-.

    اتكلمنا عن الآية الأولى "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" الملك:1، البركة، الثبات، النماء، الزيادة، ظهور صيغة تفاعل البركة، والملك، والقدرة، أبدأ السورة موقن أن كل شيء بيده -سبحانه وتعالى- حتى قلبي يملكه الله، ويقدر على تقليبه -سبحانه وتعالى-، فأنا ألجأ له -سبحانه وتعالى-، فالآية الأولانية كده بتظبطلك البوصلة بتاعتك، اتجاهك، أنت تحوِّل قبلتك، لا تملك إلا أن تلجأ إليه.




    من خصائص السورة تكرار لفظ "الَّذِي"

    نجد أيضًا من خصائص السورة تكرار اللفظ "الَّذِي" اسم موصول اللي بيفيد تعريف، بيعرّفك من هو الله، من هو الملِك. أول كلمة الذي كانت بيده الملك، فانت اطمئنيت، "وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

    طيب ما هي أوصافه -سبحانه وتعالى-؟ "الَّذِي خَلَقَ"، الآية التانية "الَّذِي خَلَقَ"، والتالتة "الَّذِي خَلَقَ" برضو، تكرار وصف الخالقية لله ده مهم جدًّا، أول صفة تعرّف الله -عز وجل- بها إلى خلقه في أول آية أُنزلت: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" العلق:1، قبل أي حاجة، قبل الذي علَّم، والذي رزق صفة الخالقية؛ لأن بها التحدي، صفة خاصة لله –سبحانه و تعالى-، تحدى الله -عزّ وجلّ- الخلق بأن يخلقوا ولو ذبابًا ولو اجتمعوا له. فهنا "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ" الملك:2، والآية التالتة "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا" الملك:3، كان متوقع السموات، خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، متوقع إن خلق السموات يأتي قبل خلق الموت والحياة.




    ليه قُدِّم الموت والحياة قبل "سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا"؟

    الغاية من الوجود قبل ذكر الوجود، مهم جدًّا إنك تعرف الغاية، إنك انت هتموت ثم تُحاسب، وإن الحياة أصلًا ليبتليك الله -عزّ وجلّ-، "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ"، مسألة الابتلاء، نحن هنا في ابتلاء، في امتحان، في اختبار، "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات:56، قبل ما تنظر في السموات والأرض والخلق، وقبل ما ربنا يسألك في السورة "هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ" في خلق الله، قبل أن تتأمل في الخلق لا بد أن تعرف الغاية من وجودك، ودي إشكالية الدخول في المختبر والمعمل والعلم الحديث قبل أن نعرف الغاية من وجودنا، وده بيضل كثير من العلماء المتقدمين فعلًا في الدنيا، بيضلوا، يبقى ذكي جدًّا، بارع في الذكاء في الدنيا، لكن ضال، لا يعرف الغاية من وجوده. يجيب على سؤالٍ فرعي، كنجاح دنيوي مثلًا، ويرسب في الامتحان الكبير، امتحان الغاية التي خُلقنا من أجلها.




    لماذا قُدِّم الموت على الحياة؟

    فبدأ الأول "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" الملك:2، البداية بالموت قبل الحياة؛ أن تعرف أنك ستموت قبل أن تعرف أنك ستعيش، ليه؟ حتى تعرف الغاية من وجودك. ولذلك كثير من المفسرين ذكر هذا أدعى لإحسان العمل، "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"، طبعًا احنا هنا عشان الحلقات قصيرة، هما 4 حلقات تقريبًا، اللي هيرجع لكلام المفسرين في مثلًا أي نقطة، لماذا قُدِّم الموت على الحياة؟ شوف رأي الإمام الزمخشري وتعليق الإمام الطيبي عليه في الحاشية بتاعته، وشوف رأي ابن عطية هتجد إبداعات، ورأي أبو السعود، أبدعوا، كل واحد بيحاول يستنبط لماذا قُدِّم الموت على الحياة؟ لماذا جه هنا مثلًا "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا"، الإمام الألوسي ذكر معنى رائع، قال: هو احنا يوم القيامة الحساب هيكون حسن وأحسن فقط؟ مش فيه أسوأ؟ مش فيه سيئ؟ وكإن الغاية من الوجود مَن هو الأحسن عملا؟ زي ما ربّنا قال: "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة:30.




    قانون المملكة

    كإنّ الغاية من إقامة السماوات و الأرض لأجل هؤلاء الأولياء الصالحين، لأجل هؤلاء العبّاد، لأجل هؤلاء المجاهدين، لأجل هؤلاء العلماء، لأجل هؤلاء قامت السماوات و الأرض، كأنّ هذا هو المشهد "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" الملك:2، عارف –مع الفارق- لمّا بيتعمل مسابقات و يدخل في المسابقة 500 واحد، في الآخر ايه همّا في عشرة أوائل بس، طيب و الباقي!، لأ، ده كانوا داخلين بس المسابقة، لكن التكريم للعشر الأوائل، كإن ربّنا بيقول "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" الملك:2، و كأن المفروض إن الخلق يتنافسوا من هو أقرب إلى الله، مش تسمع كلمة "سُنَّة" تقول أصل هي سنة مش مهمّة، لأ التنافس احنا عايزين نصل إلى الدرجات العليا "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" الملك:2، الذي يخرج عن ملكه سيعاقب لأنه عزيز و الذي يخطئ و يتوب هو غفور -سبحانه و تعالى-، ده قانون المملكة، اللي هيخرج برة المملكة سيعاقب لأنه عزيز-سبحانه و تعالى-، و اللي هيخطئ لكن هيتوب، هو الغفور.




    هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت؟

    "الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ"، هنا تكرار اسم الرحمن، "مِن تَفَاوُتٍ" الملك:3، تفاوت يعني في عدم تناسق أو أخطاء، الشيء اللي بيفوت الشيء كأنه مفيش تناسب بينهم، انظر في عينك، انظر في صدرك و رئتك، انظر في كبدك في كليتك، انظر في الأوعية، انظر في السماوات، انظر للنّباتات، انظر للحيوانات، انظر للأمطار، البحار، الأنهار، انظر في الخلق، تأمل! هل ترى من تفاوت؟ إزاي ربّنا سبحانه و تعالى خلى النّبتة تخرج من طين أسود، نبتة متناسبة مع معدتك، عشان معدتك تعرف تهضمها فتصبح غداءً لك، مين اللي عمل التناسق ده في الكون؟ انظر "هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ"، هل ترى في خلق الرحمن من تفاوت؟، "فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ" في أيّ تشقّقات؟ في أيّ خلافات ؟ في أي عدم تناسق في الكون؟ هل عينك مش متناسبة مع الضوء اللي في الكون؟، هل ودنك مش متناسبة مع الموجات الصوتية اللي بتجيلها؟، هل إيدك مش متناسبة مع استعمالاتها؟ شوف التناسق الرهيب الموجود في الكون، بين كل شيء زي ما هنيجي في قول الله -سبحانه و تعالى- على الطير"مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ" الملك:19.




    فإذن ارجع و اسأل نفسك السؤال "هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ"، و ده السؤال اللي بيقابلك في الأول هل ترى من فطور في خلق الرحمن -سبحانه و تعالى-، طيب انت بصيت أول مرة، لا معلش ارجع ثاني "ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ" الملك:4، "الكَرَّة" أصلا لفظ مستعمل في الحرب، الكر و الفر، زي ما قلنا السورة تكلم إنسان معاند، و هنا قال مرتين مش معناها مرتين و بس، لأ، كرِّر إلى ما تشاء، يعني أوّل مرّة قلنا له بص، هل ترى من فطور؟ فما جاوبش، قلنا له طب معلش ارجع ثاني، "ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ" يعني مثلا العين؛ هناخذ العين و نقول بص في العين كده فيها أخطاء؟ لأ، طيب معلش بص ثاني، بص ثاني، "ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ" الملك:4.




    كلمة "هَلْ تَرَىٰ" مش "هل رأيت" انت بتخاطبه و هو لسه عمّال بيبص، وكأنّه يبحث عن ثغرة و لن يجد، هو معاند، هو رافض أنه يستجيب، عمّال يدَوّر عن أي خلل في الكون، و بعدين و أنت بتسأله-مشهد مضحك كده- بتسأله و هو قاعد بيدور، ها لقيت أخطاء؟ مش لقيت، هل ترى من أخطاء في الكون؟ طب بص ثاني، قمة التحدي، "ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ" و كإنه بعد ما لفّ و تعب كإنه أرسل البصر بتاعه يلف في السماء "يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ" التعبير هنا رائع، كإنه هو خرّج عينه و بعث عينه تلِفْ في الكون و لم يجد شيئا فعاد إليه البصر خاسئا، الخاسئ المنهزم زي الكلب كده -والعياذ بالله- لمّا يرجع بدون ما ينتصر، فنقول له اخسَأْ زي ما النبي –صلَّى الله عليه و سلَّم- قال: "اخسَأْ عدوّ الله فلن تعدُوَ قدرَك" ، "خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ" في قمّة الإعياء و التعب، يعني ده واحد بذل مجهود لأجل أن يجد خللا و لم يجد شيئا "وَهُوَ حَسِيرٌ".




    "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ"

    إذن "وَهُوَ حَسِيرٌ" في قمّة الإعياء و التعب بعدما لفّ في الكون و لم يجد خللاً، ثم يقول الله -سبحانه و تعالى-:"وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" الملك:5، و كإن الآية بتقوله: أنت لن تجد خللاً بس هتجد الزّينة و ستجد المصابيح، يعني ستجد الأمر مش فقط متقن، ده في قمّة الإتقان و الزّينة "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" الملك:5، لكن هذه لا يراها إلا أهل الايمان، الكافر المعاند، يبحث عن خلل، لكن المؤمن بنظرة واحدة إلى السماء يزداد إيمانه.




    "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" هذه المصابيح تكون -أو جزء منها على كلام ذكره كتير من المفسرين- "رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ" يعني هي زينة في ظاهرها، لكن للمُعاند، للشيطان، للمُبتعد، المُعاند الشيطان الذي يريد أن يسترق السمع، رجومًا للشياطين وبعدين لن يُكتفى معهم بعذاب الدنيا "وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ" الملك:5، كما أنه هناك رجوم لشياطين الجن، هناك رجوم يقذفها الله -عز وجل- في قلوب شياطين الإنس بالحرمان من الخير –والعياذ بالله- بالصرف عن الهدى، عن سماع الحق، كما سنذكر في قوله -سبحانه وتعالى-: "لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ" الملك:10، وهناك عذاب أخروي، "وَأَعْتَدْنَا"، عذاب مُعد جاهز لهم، خاص لهم، عَذَابَ السَّعِيرِ، قمة النار في قمة الاشتعال –والعياذ بالله- نسأل الله السلامة.




    العذاب البدني و النفسي للكفار

    هذه النار المُعدة للشياطين، أيضًا مُعدة للكفار، شياطين الأرض، شياطين الإنس "وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * إِذَا أُلْقُوا فِيهَا" الملك:6،7، لقوا مصيرهم "إِذَا أُلْقُوا" الشيء الملقى الشيء اللي هو -والعياذ بالله- لا يُهتم له عارف إنك لما بترمي شيء كده في القمامة، "إِذَا أُلْقُوا فِيهَا" أول ما يترمى فيها "سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ" الملك:7، قيل الشهيق الصوت ذكر الإمام الراغب ممكن يكون من شاهق مرتفع وقيل صوت الحمار أو صوت النفس الصعب العالي "شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" الملك:7،8، تخيل واحد لسه بيترمى في زنزانة كده لقى الحيطان بتطلع تاخد نفس عميق وتغلي ومتغاظة ولسه انت هتشوف العذاب ولسه لم يبدأ العذاب، تخيل أول ما بيُلقى في النار النار تأخذ شهيق صوت عالي مرتفع صوت منكر –والعياذ بالله-.




    "تَكَادُ تَمَيَّزُ" النار نفسها تكاد أن تتقطع، الشيء اللي بيتميز عن بعضه بينفصل تكاد النار تميز، ليه؟ من الغيظ، النار نفسها تريد أن تنتقم، لسه ملايكة العذاب، النار نفسها تريد أن تنتقم –والعياذ بالله- لأن نار جهنم التي تأتي يوم القيامة لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك مشهد أصلًا لو حاول العقل أن يتخيله يسقط مغشيًا عليه، مشهد، تخيل ديه النار اللي هيترمى فيها إنسان –والعياذ بالله- يُرمى فيها، "شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" وبعدين بيترموا مجموعات لأنه لا يُأبه بهم، المجموعات اللي كانوا بيعملوا معاصي مع بعض، اللي كانوا بيحاربوا الدين مع بعض، اللي كانوا في مجالس التخطيط لهدم الدين، زي ما هنقول "وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ" الملك: 13.




    "كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا" الملك:8، ليس هناك عذاب بدني فقط، لأ، ده زي ما فيه عذاب بدني فيه عذاب نفسي، كان فيه رسالة جميلة أوي كده قرأتها "العذاب النفسي للكفار والمنافقين" كانت رائعة، فعلًا كانت مرعبة.




    عذاب التبكيت

    "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ" الملك:8، اللي هو عذاب التبكيت، مش قلنالكم، مش جالكم حد، زي ما واحد يسقط، مش قلت لك ذاكر، مش كان عندك الأسئلة مش كان عندك الإجابات، مش كان قدامك الكتاب، عذاب التبكيت "أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى" الملك:8،9، أصل لازم يعترفوا "قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا" الملك:9، هنا اللي غريب إن هم بيجاوبوا بالتفاصيل، ليه؟ بيتذكر اللحظة اللي بيندم عليها، اللحظة اللي كان ممكن ينجح فيها، عارف لما واحد بعد الامتحان يسقط، فاكر مش قلت لك ذاكر، يقولك أه والله الكتاب كان أدامي، والأسئلة كانت معايا، وكانت محلولة وماردتش أبص عليها، فيزداد حسرة، هو اللي بيحَسَّر نفسه، "قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ" الملك:9، حصل، "فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ" الملك:9، طب الإجابة ديه على أي أساس؟ لإنه عايز يتبع شهوته.




    "وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ"، تخيل، "إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير" الملك:9، بعض المفسرين بيقولوا إن الكفار بيرد على الأنبياء بيقولولهم -الكافر بيقول للنبي- "إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير"، أو إن الملائكة ردت عليهم في النار لما أنكروا النُذُر "إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير".




    العاقل هو الذي يستجيب لدعوة الأنبياء

    وقالوا -بيكمل بقى لسه الاعتراف- يااه لو كنا سمعنا الكلام لو كنا نسمع ياريت لو كنا سمعنا درس وعظي، أو سمعنا قرآن، أو سمعنا آية أو حديث، ياريتنا كنا استمعنا لكلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، "لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ" ياريتنا كنا بنفكر في اللي بنسمعه، طب ما هو فيه ناس كتير سمعت وأعرضت أَوْ نَعْقِلُ، لذلك بعض المفسرين وإن كان حديث ضعيف جدًا لكن بعض المفسرين خد الأثر ده مارًا على بعض السلف قال: "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا" الملك:2، قال: "أتمُّ عقلا"، العاقل هو اللي بيتسجيب، لذلك "لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ"، الذي يرفض دعوة الأنبياء هو مجنون لإنه بيضحي بنفسه، اللي بيرفض دعوة الأنبياء إنسان مجنون، لذلك "أُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ" هود:21، ابن عاشور بيقول: "معنى "خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ" فقدوا فوائدها" يعني خلاص لأن نفسه ديه كان ممكن يصعد بيها لأعلى عليّين نزل بيها لأسفل السافلين –والعياذ بالله-.




    اعتراف بالذنوب بعد فوات الأوان

    "فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِير * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" الملك: 9،10، ماكناش بقينا هنا في أصحاب السعير –والعياذ بالله-، فاعترفوا بذنبهم، ده المطلب اللي مطلوب منك في الدنيا إنك تعترف ذنبك،أن أصلا سيد الاستغفار إنك تقر بذنبك وتعترف بذنبك فتلجأ إلى الله، طب هما اعترفوا بذنوبهم لكن خلاص بعد فوات الأوان "فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ" الملك:11، مش مثلًا فاعترفوا بذنبوهم فغفر الله لهم، لأ، ده كان في الدنيا لكن بعد ما رأى النار، بعد ما عُرِضَ على النار، بعد ما رأى العذاب، لا ينفع الندم، "وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ" ص:3، ولم تنفع التوبة في هذا الوقت -والعياذ بالله-، "فَسُحْقًا" السحق التفتيت العذاب الشديد "فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ".




    الخشية من الملك

    "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ" الملك:12، نقلة تانية تمامًا، فيه ناس كانت بعيدة تمامًا عن أصحاب السعير، كان مُسيطر عليهم قضية الخشية، والخشية هنا متناسبة جدًا مع سورة المُلك، مع المَلك، مع جنود المَلك، مع عظمة المَلك، وقدرة المَلك، "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ" صيغة المضارع والتأكيد "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم" زي ما هنا "وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ" مش الذين كفروا بالله، الرب هو الذي أنعم عليهم، ودبر لهم أمورهم، وبالرغم من كده كفروا بيه، المؤمنين، لأ.

    "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ" قيل بالغيب بمعنى يخشون الله ولم يروه، الله غائب عنهم، أو يخشون ربهم بالغيب يعني هم غائبين عن الناس، يعني مش مثلًا أدام الناس بيمثل إن هو طائع، والناس مش شايفاه يعصي، لأ، يخشون ربهم حتى وهم بمفردهم، "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" الملك: 12،"لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ".




    إذًا فيه قسم اختار الإعراض، كَفَر بنعم الله –سبحانه وتعالى-، اختار إنه يحاول إنه يطعن في الوحي، سواء شياطين الجن، أو أنه يطعن في الوحي في الأرض، هؤلاء لهم عذاب السعير، ويُسحَقون يوم القيامة، وجهنم، وجنود الله –سبحانه وتعالى- في جهنم، "تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ"، سيرون عذابًا شديدًا، عذابًا أليمًا.




    نسأل الله السلامة، ونسأل الله-عزّ وجلّ- أن نكون ممن يخشى ربَّهم بالغيب، نسأل الله-عزّ وجلّ- أن نكون من أهل القرآن، ومن أهل هذه السورة خصوصًا، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته


    التعديل الأخير تم بواسطة كريمه بركات; الساعة 24-05-2018, 07:02 PM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًأ ونفع بكم.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        رائع جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا

            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق

            يعمل...
            X