إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الأول: سورة الملك 1 | الدكتور/ أحمد عبدالمنعم | برنامج آيات تتلى |

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الأول: سورة الملك 1 | الدكتور/ أحمد عبدالمنعم | برنامج آيات تتلى |




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
    القرآن الكريم حبل الله المَتِين، والصراط المستقيم، والنور الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، فيه نبأ ما قبلكم، وخبرُ ما بعدكم،
    وهو الفصل ليس بالهزل، مَن تركه من جبار قصمه الله، ومَن ابتغى الهُدَى في غيره أضلَّه الله، مَن قال به صدق، ومَن حكم به عدل،
    ومَن دعا إليه فقد هُدِي إلى صراط مستقيم.



    لذا نقدم لكم البرنامج الرمضاني معنا هذا العام والذي بعنوان:
    آيـــ تتلى ــــات
    مع الدكتور أحمد عبدالمنعم والشيخ عمرو الشرقاوي



    والآن مع اللقاء الأول و سورة الملك 1 مع د/ أحمد عبدالمنعم





    رابط المشاهدة على اليوتيوب:





    رابط تحميل اللقاء من على الموقع:
    https://www.way2allah.com/khotab-item-143123.htm




    رابط تحميل اللقاء بالجودة العالية HD:
    www.way2allah.com/khotab-mirror-143123-230928.htm




    رابط تحميل اللقاء صوتي MP3:
    https://www.way2allah.com/khotab-mir...123-230929.htm





    رابط تفريغ اللقاء Pdf:
    http://www.way2allah.com/media/pdf/143/143123.pdf



    رابط تفريغ اللقاء Word:
    https://archive.org/download/Ayat-totla_mulk/1.doc



    موضوع خاص لاستقبال أسئلتكم وتفاعلكم مع برنامج: آيـ تتلى ــات
    ​​​​​​​






    التعديل الأخير تم بواسطة آمــال الأقصى; الساعة 23-05-2018, 01:38 AM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

  • #2
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم، أهلا بكم في هذا البرنامج الطيب؛ هذا البرنامج بعنوان: "آيات تُتلى"، فكرة البرنامج أنه بفضل الله -سبحانه و تعالى- كثير من المسلمين يُصلي صلاة الجماعة بيستمع إلى آيات قد يُكرِّرها الإمام و قد يظن المؤموم أن الإمام بيكررها من تلقاء نفسه، يعني مثلا ممكن يسمع سورة الإنسان في صلاة فجر يوم الجمعة أو يسمع سورة الأعلى و الغاشية كثيرًا في صلاة الجمعة، أويسمع سورة الأعلى ولاسيما بفضل الله و احنا في رمضان، في الوتر في الركعات؛ الركعة الأولى من الركعات الثلاثة الأخيرة، فممكن يظن أن ذلك من تلقاء نفسه، لكن هكذا وردت في السنة زي ما هنعرف مع بعض بإذن الله -سبحانه و تعالى- و زي ما هنعرف مع بعض مع الشيخ عمرو وهو هيتكلم إن شاء الله عن سورة الإنسان و سورة الغاشية و بإذن الله أكون معكم بإذن الله في سورة الملك و سورة الأعلى.

    تم اختيار هذه السور مع موقع الطريق إلى الله جزاهم الله خيرا، في فكرة الآيات اللي احنا بنسمعها أو بنقرأها كثيرا
    و تُكرّر حتى نستفيد من هذه المعاني و لا نفقد قيمة التكرار، لأن التكرار له مقصد شرعي، سواء تكرار الأذكار زي "سبحان الله و بحمده" مائة مرة، و "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير" مائة مرة في اليوم الواحد، أو السُّور اللي الإنسان بيكررها لأن كل ما تكرر المفروض أنه يتقرر في القلب ويصبح عقيدة مستقرة في القلب، لذلك بإذن الله هكون معكم في البرنامج ده نشرح المعاني اللي تحتويها هذه السورة بحيث نحنا نستفيد من هذه السورة و لا نفقد قيمة التكرار كما قلت.

    أبدأ معكم بإذن الله -عز وجل- سورة الملك، طبعا سورة الملك سورة عظيمة جدا، المفسرين حقيقةً أبدعوا، الواحد كان مستمتع و هو بيقرأ و استفاد جدًّا و هو بيقرأ كلام المفسرين في هذه السورة، وفعلا تحتاج حلقات طويلة، احنا هنحاول مع بعض كده في تقريبا أربع حلقات نتكلم عن مجمل السورة و تفصيل في بعض آيات السورة، الحالة الأولى بإذن الله هتكون مجمل سريعا السورة؛ نظرة عامة، لو هناخذ حاجة هتبقى آية وحدة بس، و بعد كده ثلاث حلقات هنقسّم السورة لثلاث أقسام، و نتناولها بنوع من التفصيل بإذن الله -سبحانه و تعالى-.

    سورة الملك طبعا زي ما كلكم عارفين في أول الجزء 29، بتستفتح جزء 29 تجد سورة الملك أمامك،

    إيه خواص سورة الملك؟
    ممكن تعبير خواص يبقى جديد شوية، بيستعلمه كثير من أهل العلم، في كتاب رائع اسمه "خواص القرآن الكريم" أنصح الناس تقرأه و تستفيد منه، نجد أن في خصائص معينة للسورة، و دائما لما نقول خصائص للسورة ماينفعش من تلقاء أنفسنا نكتشف هذه الخصائص، هذه تأتي عن طريق النقل، يعني إيه عن طريق النقل؟ يعني ترد إلينا عن طريق آية قرآنية بتُشير إلى معنى معيّن أو حديث، و غالبا بتَأتي أحاديث للنبي -صلى الله عليه و سلم- أو آثار عن الصحابة تكون موقوفة، يعني الصحابي ليس من تلقاء نفسه بل سمِعَها من النّبي -صلى الله عليه و سلم- و أخبرنا بذلك، زي ما مثلا فضائل سورة الفاتحة أو آية الكرسي أو غيرها من السور.

    خصائص سورة الملك من السنة النبوية
    طيب ايه بقى هي خصائص سورة الملك؟ لماذا اخترنا سورة الملك تحديدًا ؟ حديث في مسند أحمد و صححه الشيخ الألباني: "كان النبي صلى الله عليه و سلم لا ينام حتى يقرأ (ألم) السجدة و (تبارك الذي بيده الملك)"
    (1)، متخيّل يعني النبي -صلى الله عليه و سلم- ليليًّا، يوميًّا قبل ما ينام يقرأ سورة الملك، أكيد فيه دلالة للتكرار اليومي لسورة الملك،
    النبي-صلى الله عليه و سلم- أيضا بيقول يتكلم ايه المعاني التي في سورة الملك بإذن الله سبحانه و تعالى- التي ينبغي أن تتكرر على قلبك يوميّا، النبي -صلى الله عليه و سلم- بيقول: "سورة ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى يغفر له"، إيه السورة دي بحيث إن الإنسان ما يبقاش عنده أي لخبطة، و الأمر يبقى واضح لأنه مهم يعرف ما هي هذه السورة، "سورة ثلاثون آية، شفعت لصاحبها حتى يغفر له، تبارك الذي بيده الملك"
    (2) و في رواية: "سورة ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة"(3) تخيّل سورة تدافع عنّك؟ تشفع لك، و تُخاصم و تُدافع عنّك؟ تشفع لك حتى يغفر لك ذنبك، في رواية: "تنقذك من النار"(4)، و تدخلك الجنة، يال سعادة من صَحِب سورة الملك!

    يعني هي دي الصُّحبة الحقيقيّة، هي دي الصُّحبة النَّافعة، في واحد صحبك يبيعك في وقت الزنقة، حتى لو من صاحبت من من البشر، من الذي سينفعك و أنت في قبرك، من الذي سينفعك يوم القيامة، فالنّبي -صلى الله عليه و سلم- يُخبرك بالصحبة الحقيقية اللي لو انت لك صحبة ليليّة يوميّة مع سورة الملك بتقرأ هذه السورة زي النبي صلى الله عليه و سلم لا ينام حتى يقرأها، هذه السورة ثلاثون آية مش كبيرة، فيها معاني كبيرة تشفع لك تدافع عنك، تخاصم عنك حتى تدخلك الجنة، يبقى إذن في معنى مهم يبدو إن في معنى خطير استقر في قلب المصاحب لسورة الملك، لأجل هذا المعنى سورة تُدافع عنه، تذكرت حديث النبي -صلى الله عليه و سلم-؛ حديث البطاقة اللي فيها لا إله إلا الله و الوزن بيطيش بـ تسعة و تسعين سجل مليء بالسيئات، يُروى أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال: "
    (5)، اسم الله و معاني معرفة الله لمّا بتستقر في القلب لا يثقل معها شيء، تغفر كل الذّنوب، و تدافع عنك و تدخلك الجنة.

    سورة الملك من اسمها و بدأت بكلام عن المَلِك-سبحانه و تعالى- و زي ما نشوف الموضوعات العامَّة التي بتتناولها السورة تتكلم عن قدرة الله و عظمة الملك -سبحانه و تعالى-، هذه المعاني إذا استقرت في قلب الإنسان و صَحِبها الإنسان، أصبح مُلازِم لهذه المعاني و استقرت في قلبه، تُدخله الجنة بإذن الله -سبحانه و تعالى-.

    طيب اتكلمنا عن الخصائص، أو الخواص اللي جات لنا من النبي-صلى الله عليه و سلم-، طيب احنا لمّا احنا نحاول نتدبّر وننظر في سورة المُلك، تخيل كده انت قرأت سورة الملك كثيرًا و تأملت فيها و تدبّرت فيها، مش قراءة كده اللي عايز يختم زي ما ابن مسعود بيقول: "لا يكن همّك آخر السورة"
    (6)، ميبقاش همّك أنك توصل لآخر السورة، لأ، تعالوا نحاول نصل لحالة من التدبر و التأمل كده نقرأ سورة الملك آية آية، كلمة كلمة تقرؤها، هنجد في حاجات كده نلتقطها مع بعض.

    أول شيء نلتقطه في السورة:كثرة الأسئلة؛
    يعني ايه كثرة الأسئلة؟ سورة ثلاثين آية، فيها أكثر من عشر أسئلة، تقريبا 12 سؤال يعني لو في سؤالين اتدمجوا فبعض في السورة هيبقو عشر أسئلة تقريبا، تخيّل ثلاثين آية نصهم 15، 12 من 15 يعني تقريبا نص السورة عبارة عن أسئلة، طيب يعني ايه القيمة أنك انت لما بتسمع سؤال؟ القيمة لو انت بتتفاعل هتجاوب، "أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" النور:22، سيدنا أبو بكر لما تُلِيَ عليه السؤال ده أجاب قال: بلا، فبالتالي انت لو انت بتقرأ السورة قبل ما تنام وكلّ ما بتقرأ السؤال بدأت بتُجيب على السؤال ده، هتشعر بتفاعل مع السورة، طيب الأسئلة دي بتسأل في ايه؟ يعني هما مثلا 10 أو 12 سؤال بيسألوا في ايه، تجد أن الأسئلة دي تقريبا بتتكلم في أسئلة في الخلق؛ خلق الله -سبحانه و تعالى-، في العلم، في القدرة، في الأمن، في الرزق، في الإهلاك، في الإنجاء، ايه ده !، ده كأنّها مُراجعة عقديّة شاملة قبل النوم.

    عارفين في كُتيّب رائع كده اسمه "200 سؤال و جواب في العقيدة" كثير من إخواننا جزاهم الله خيرا شرحوه و بسّطوه منهم الدكتور محمد جودة جزاهم الله خيرا، كتاب بيشرح العقيدة بصورة علمية بحيث الإنسان لا يضل ولا يتّبع الفرق الضالّة، لكن دي بقى العقيدة القرآنية، كأن انت عشر أسئلة قرآنية لك قبل ما تنام، هل أنت آمن من عذاب الله؟ "أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء" الملك:16، من الذي ينصرك؟ " أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم" الملك:20، " أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ" الملك:21، طب لو الرزق اللي معاك و السبب اللي معاك انتفى و راح؟ " فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ" الملك:30، تخيل لو انت بتراجع الأسئلة دي يوميا قبل ما تنام، أنت الآن تنام على الفطرة، لو كل إجاباتك صح وقلت أن الله -سبحانه و تعالى- بيده الملك، الله -عز وجل- هو الذي ينصر، الله -عز وجل- هو الذي يرزق، الله -عز وجل- هو الذي يهلك، الله -عز وجل- هو الذي ينجّي، الله -عز وجل- هو الذي يعلم كل شيء، لأن الله عز وجل " إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" الملك:13، "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ" الملك:14.

    إجابات الأسئلة دي لأن الأسئلة دي مش بس أنك تجاوب، الغرض أنك تتذكر ما نسيته طوال اليوم، إنت طوال اليوم في إجابات ثانية تقفز على ذهنك، طوال اليوم قد تعتقد أن فلان ينصر، قد تعتقد أن فلان يرزق، زي ما هنقول مع بعض في الحلقة الثانية أو الثالثة، قد تعتقد اعتقادات خاطئة بسبب إن كثرة الأسباب و الاختلاط مع الناس و الانشغال بالدنيا قد تكون هناك إجابات خاطئة لهذه الأسئلة فانت بترجع بالليل كده تقرأ هذه السورة و لاسيما لو كمان لو تقرأها في قيام الليل و تقرأها قبل أن تنام، مراجعة عقدية شاملة لكي تنام على الفطرة.

    هذه الأسئلة التي تسأل بها نفسك، و انت نايم مع نفسك لوحدك، انت بتسأل نفسك انت اللي بتجاوب، وأسئلة بتطلب منك إعمال البصر "فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى .." الملك:3، السؤال "هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ" في خلق الله، أسئلة بتطلب منك إعمال البصر، إعمال السمع، " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ" الملك:8، إعمال العقل، تفكّر، السورة بتشغّل لك كل حواسّك قبل ما تنام عشان تراجع العقيدة، هذا أهم شيء في الوجود أن تحافظ على عقيدتك، لأن العقائد أحيانا زي ما هنذكر بإذن الله -عز وجل- في السورة، العقائد قد تتغير مع أسباب القوة و مع أسباب الرزق، لكن عقيدة المؤمن ثابتة لأنه يعلم أن الأمن و الزرق بيد الله –سبحانه و تعالى-.

    عظمة وقدرة المَلِك
    أيضًا لما نبص نظرة تانية لسورة الملك بعيدًا عن قضية الأسئلة تُفاجأ إن السورة وكأنها بتتكلم عن مملكة المَلِك حتى اسمها "المُلك"، هذه المملكة العظيمة اللي بنعيش فيها كأن انت قبل ما تنام يوميًّا أوليليًّا تقرأ سورة الملك، تراجع أنت عايش فين؟ ما هي هويتك؟ سيبك من الانتماءات الأرضية انت منتمي إلى تراب، الجنسيات الأرضية اللي موجودة ده بينتمي إلى التراب الفلاني أو تراب البلد الفلاني، لأ، شوف انت عايش في مملكة الملك –سبحانه وتعالى- الأرض أرضه -سبحانه وتعالى- لذلك سيدنا صالح قال عن الناقة: "فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ" هود:64، إنها أرض الله -سبحانه وتعالى-.
    المملكة اللي احنا عايشين فيها لازم تعرف من المَلِك، من الذي يملك هذه الأرض، من الذي يملك هذه السماء، فالسورة بتكلمك عن عظمة المَلك، قدرة الملك، هيمنة المَلك -سبحانه وتعالى-، ده جزء موجود.

    جنود الملك
    أيضًا السورة بتكلمك عن جنود المَلِك، الملك انت لما تعرف إن فيه جنود للملك تخاف، فالله -عزّ وجلّ- وجنوده يحتاجون إليه -سبحانه وتعالى-، الملائكة تحتاج إلى الله -سبحانه وتعالى -، مش زي ملوك الدنيا هو اللي بيحتاج للجنود لو باعوه مُلكه يسقط، لأ، الله -سبحانه وتعالى- الملايكة تحتاج إليه وتسبح بحمده -سبحانه وتعالى-.

    الغريبة في السورة إن الجنود مش زي ما أنت متخيل مجرد ملائكة، لأ، السورة بتكلمك إن فيه مخلوقات لها وظائف في الكون، هذه المخلوقات هي جنود وأنت لا تشعر، يعني ربنا بيقولك الأرض اللي انت ماشي عليها -اللي هي ذلول دي- الله قادر أن يجعل الأرض الذلول أن تمور "تضطرب"، المصابيح "النجوم" ربنا قادر إنه يخلّيها رجوم للشياطين، الماء المعين ربنا قادر إنه يخليه غورا في الأرض، جهنم "تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" الملك:8، جهنم تريد أن تنتقم، ربنا بيقولك أن المُلك مُلكه -سبحانه وتعالى-، وأن كل المخلوقات تسبح بحمده وتريد أن تنتقم من العاصي، يعني ربّنا بيقولك خد حَذَرك، الأرض، السماء، جهنم، مصابيح النجوم، الماء، كل شيء في الأرض بقدرته -سبحانه وتعالى- قادر إن هو ينقلب في لحظات.

    لذلك الإمام ابن عاشور كان ذكر إن من أغراض السورة: "أن يعلم الناسُ النعم وأن هذه النعم ممكن في لحظات تُفسَد عليهم" إزاي إن ممكن النعمة تُسحب منك لذلك انت تقول إيه؟ تستعيذ بالله -سبحانه وتعالى- مِنْ؛ تقول يا رب: "أعوذ بالله من تحول عافيتك وفجاءة نقمتك" إن الحياة مش ممكن تفضل زي ما هي، إن الحياة ممكن في لحظات تنقلب، مين اللي ممكن يعمل كده؟ الله -سبحانه وتعالى-.

    الإحاطة؛ أنت مُراقب في هذه المملكة
    يبقى عظمة وقدرة المَلِك، جنود المَلِك، الإحاطة، انت في المملكة ديه مُراقب، انت عارف أما حد يقولك انت في البلد ديه انت متراقب، وكل مكالماتك متسجلة عليك، وكل خطواتك متسجلة عليك، انت متراقب فتلاقيك تاخد حذرك، تتحرك بحذر، فتخيل ربنا بيقولك انت مُراقب في هذه المملكة، مش خطواتك ولا كلامك، لأ، أسرارك "وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" الملك:13، زي ما هنشرح الآية دي بالتفصيل بإذن الله –سبحانه و تعالى- أنت مُحاط بالسماء "أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" الملك:17:16، أنت محاط من تحت، ومن فوق، والملايكة، والكلام والهمس، والأسرار إحاطة شاملة في هذه المملكة.
    لما تيجي تنظر إلى النظرة ديه قبل ما تنام، المملكة اللي انت عايش فيها، المَلِك الذي تعبده، المملكة التي تعيش فيها، كل من حولك جنود لله -سبحانه وتعالى-، فأنت الأن تراجع العقيدة مراجعة قرآنية قبل أن تنام، حتى تنام على الفطرة.

    وقفة مع الآية رقم 1 من سورة الملك
    ممكن نأخذ آية سريعا كده بحيث نبدأ الحلقة التانية بإذن الله -سبحانه وتعالى- من الآية رقم 2.
    يقول ربّنا -سبحانه وتعالى- في بداية هذه السورة: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" الملك:1، "تَبَارَكَ" أول آية تقابلك البركة بصيغة "تفاعل" اللي تُفيد الانتشار والظهور، والبركة أصلًا من معانيها الثبات والدوام والاستقرار والظهور.

    من خصائص السورة تكرار اسم الله "الرحمن"
    الخير في الكون أول آية كده بتستفتح، أنا نسيت أقولكم صحيح من خصائص السورة تكرار اسم الله "الرحمن" لما تيجي تبص كده إيه الاسم اللي اتكرر في السورة 3 مرات تقريبًا اسم الله الرحمن، هذه المملكة مليئة بالرحمة، المملكة اللي انت عايش فيها ديه، رحمة الله -عز وجل- سبقت غضبه، فأنت بتعيش مطمئن إن أنت أَطَعته.
    فتجد أول آية أن الخير في هذا الكون ملأ الكون "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" الخير ظاهر، البركة مستقرة ثابتة، لذلك كان عجبني كلمة ذكرها الدكتور الطيب أبو عزة وهو بيتكلم في الفلسفة وبيشرح، بيتكلم عن الإلحاد؛ فقال لفتة جميلة أوي عجبتني بيقول: "إن دايمًا الملحدون يسألون عن مشكلة الشر في الوجود ويتذرّعوا إن ديه مشكلة وانتوا ماعندكوش إجابة ليها" احنا بنسألهم طب ومشكلة الخير في الوجود، طب ما تجاوبوا على الخير الذي في الوجود من أين جاء؟ الخير الذي في الوجود من أين جاء؟، انتوا بتقولوا أصل فيه شر وفيه إشكاليات طب احنا هنسألكم طب والترتيب والتناسق زي ما هنشوف في بقية السورة "هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ" الملك:3، طب الخير والبركة اللي في الوجود جه منين؟ يقولك جه عشوائيًّا، هذه إجابة!.

    "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ماقالش "تبارك الله" قال "الذي بيده الملك" وعُرف تلقائيًا إنه الله لأنه هو الملك -سبحانه وتعالى- بيده الملك -سبحانه وتعالى- يبقى لما يتقال بيده الملك يبقى تلقائيًا عرفت إنه الله -سبحانه وتعالى- لا يملك المُلك غيره -سبحانه وتعالى-، يملك كل شيء، وبيده كل شيء، تبارك الذي بيده، وكلمة بيده مع إثبات صفة اليد لله -سبحانه وتعالى-، بيده قمة الهيمنة والسيطرة، لا يخرج شيء عن ملكه أبدًا -سبحانه وتعالى- حتى الباء ديه اللي بتفيد الالتصاق، لا يخرج شيئا أبدًا عن ملكه -سبحانه وتعالى-.

    أركان المُلك: "الملك والقدرة" بيده -سبحانه وتعالى-
    "بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" اجتمع في الآية الأولى حاجتين وأختم بهما: حاجتين "الملك والقدرة"
    إنت ممكن تملك حاجة لكن ماتعرفش تتصرف فيها، يعني ممكن تملك سيارة بتاعتك لكن ماتعرفش تغيّر فيها، ماتعرفش حتى لو باظت تصلحها، انت ممكن يبقى عندك القدرة على إصلاح شيء لكن لا تملكه، الله -عز وجل- بيده الملك والقدرة، فيملك كل شيء ويقدر على كل شيء -سبحانه وتعالى- ديه أركان المُلك له -سبحانه وتعالى-، فأنت أول آية بتطمّنك؛ البركة، الملك، القدرة بيده -سبحانه وتعالى- فتستفتح أول آية وأنت مطمئن.

    نكمل -إن شاء الله- في الحلقات القادمة، تفسير أشبه بتفسير تحليلي لبقية آيات السورة، أسأل الله أن يجعلني وإيّاكم من أهل القرآن ومن أهل هذه السورة خاصة، تقبل الله مني ومنكم وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:

    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    1-"أنَّ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلمَ - كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ الم تَنْزِيلُ ، وَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" صححه الألباني.
    2-"إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" صححه الألباني.
    3-"سورةٌ من القرآنِ ما هي إلا ثلاثون آيةً خاصمتْ عن صاحبِها حتى أدخلَتْه الجنةَ ، و هي تبارك" حسنه الألباني.
    4-"إنَّ سورةً من كتابِ اللهِ ما هي إلا ثلاثون آيةً ، شفَعتْ لرجلٍ فأخرجَتْه من النَّارِ ، وأدخلَتْه الجنَّةَ" حسنه الألباني.
    5-"إنَّ اللهَ يستخلصُ رجلًا من أُمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ ، فينشرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلًّا ، كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ، ثم يقولُ : أَتُنكرُ من هذا شيئًا ؟ أظلمَك كتبتي الحافظونَ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ ! فيقول : أفلكَ عُذرٌ ؟ فيقول : لا يا ربِّ ! فيقولُ اللهُ تعالى : بلى إنَّ لك عندنا حسنةً ، فإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ ، فتخرجُ بطاقةٌ فيها ( أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ) ، فيقول : احضُرْ وزْنَك . فيقول : يا ربِّ ! ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ ؟ فقال : فإنك لا تُظلَمُ ، فتوضَعُ السَّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ ، وثقُلَتِ البطاقةُ ، فلا يَثقُلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ." صححه الألباني.
    6-عن ابن مسعود قال: لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ، كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ. وفي رواية: لا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوسلمى المصري; الساعة 27-05-2018, 01:58 AM.


    رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

    اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


    ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله
          جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            للنفع

            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
            وتولني فيمن توليت"

            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

            تعليق

            يعمل...
            X