إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من هنا ياتي النصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هنا ياتي النصر



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    دكر ابن الجوزي رحمه الله

    قال أبو قدامة الشامي رحمه الله أغارت جيوش النصارى على بلدة من بلاد
    <الشام> يوم كانوا إذا أغاروا وجدوا الليوث أمامهم يوم كانوا إذا أغاروا نيل منهم ما نيل
    ورجعوا ليدفعوا الجزية صاغرين قال أغارت فماذا يعمل ذهب إلى المسجد
    الذي تعقد فيه مؤتمرات المسلمين والذي تعقد فيه كل مشاكل المسلمين لحلولها
    والذي تطرح فيه الآراء والذي منه تنطلق الجيوش والذي منه تنطلق الكتائب
    والذي ما كان صلى الله عليه وسلم يعمل عملا إلا وانطلق من هذا المسجد
    يذهب إلى المسجد ويقف على منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
    وينادي في الناس على المنبر في خطبة الجمعة حضر النساء وحضر الرجال
    وقام ينادي فيهم نداء عظيما ويقول
    (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيله)
    (انفروا خفافا وثقالا)

    لم يترك آية من آيات الجهاد ولم يترك حديثا من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
    فاشرأبت الأعناق إلى الجنة وأرادت ما عند الله منهم من يريد اثنتين وسبعين حورية من الحور العين
    ومنهم من يريد ما هو أعظم من ذلك النظر إلى وجه الله الكريم
    ويرتفع الأمر ويرتفع ونقف عند خطبة أبو قدامة إلى ما بعد الأذان.
    خطب أبو قدامة خطبته وصلى الناس وكل في نفسه أن يدخر له عند الله منزلة
    بمشاركته في هذا الجهاد حتى النساء والأطفال وخرج ذاهبا إلى بيته
    وبينا هو في الطريق في أحد الأزقة وإذ بامرأة تقول السلام عليك يا أبا قدامة
    قال فقلت في نفسي لعلها تريد أن تفتنني لأنه يعلم أن النساء في الغالب فتنة
    فاتقوا الدنيا واتقوا النساء قال فلم أرد عليها فقالت السلام عليك يا أبا قدامة
    قال فلم أرد عليها قالت السلام عليك يا أبا قدامة ما هكذا يفعل الصالحون
    قال فتوقفت قال فجاءت وقالت يا أبا قدامة سمعت منك ما قلت على المنبر سمعت آيات الله
    وسمعت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا ظرف أقدمه علني أن أكتب عند الله من المجاهدات
    في سبيله ماذا في هذا الظرف قالت فيه ضفيرتان من شعري
    والله لم أجد ما أقدمه أغلى من هاتين الضفيرتين اجعلهما لجاما لفرسك في سبيل الله
    علّ الله أن يكتبني في عداد المجاهدات في سبيله فأجهش أبو قدامة بالبكاء
    وقال والله هذا هو أول النصر هذه بشارة النصر
    أن تقدم امرأة شعرها يوم لم تجد ما تقدمه إلا هذا جادت بما لديها يوم لم تجد إلا شعرها و هو أعز ما لديها فأخذه وذهب لبيته وبقي يجمع في الصفوف
    وفي اليوم الثاني ينطلق بكتائب الإيمان يريد أن يقابل الروم في موقعة من المواقع
    وإذا بذاك الطفل يقابله طفل صغير أمثاله لا زالوا عندنا يلعبون في الشوارع
    لا هدف لهم ولم يغرس فيهم أي هدف يقول يا أبا قدامة
    أسألك بالله إلا جعلتني في عداد المجاهدين في سبيل الله
    قال يا بني أخشى عليك صغير تطأك الخيل والإبل بأخفافها
    أخشى عليك أن توطأ بين هذه قال أسألك بالله لا تحرمني الشهادة في سبيل الله
    أطفال يا أيها الأخوة بهذه الهمم أسأل الله أن يجعل في الأمة رجالا كهؤلاء الأطفال
    ويتقدم أبو قدامة مندهشا فيقول أقبلك بشرط واحد إن استشهدت في هذه المعركة
    أن أكون من شفعائك عند الله لأنك ستشفع في سبعين
    قال قبلت الشرط فركب معه وأبو قدامة يحار في تلك المرأة ويحار في هذا الصبي
    ويقول والله جيش لجام الفرس فيه ضفائر امرأة
    وجيش فيه مثل هذا الطفل يريد أن يموت في سبيل الله جيش لا يهزم بإذن الله
    (ولينصرن الله من ينصره)
    أخذه رديفا له على دابته وبينما هم مقبلون على الروم قال يا أبا قدامة
    ومعه خرج كان يحمل خرجا معه لا يعلمون ماذا فيه فقال يا أبا قدامة
    أسألك بالله ثلاثة أسهم أرمي بها في سبيل الله قال يا بني ستضيعها
    ولا نستفيد منها دعها لمجاهد يوغل بها في الروم قال أسألك بالله ثلاثة أسهم
    قال لا تنس الشرط قال لا أنساه قال فأعطاه ثلاثة وعندما قابلوا الجيش
    أخذ الأول وقال السلام عليك يا أبا قدامة وأطلقه فقتل روميا ثم أخذ الثاني وقال السلام عليك يا أبو قدامة فقتل روميا آخر ثم أخذ الثالث فقال السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع ثم رمى به فقتل روميا
    وجاءه سهم طائش فضربه في لبته فسقط من على الفرس يقول أبو قدامة فسقطت وراءه
    وأقول له يا بني لا تنس الوصية لا ينسى أن يشفع له عند الله جل وعلا
    قال يا أبا قدامة خذ هذا الخرج وأعطه أمي قال ومن أمك فقال أمي صاحبة الضفيرتين
    الله أكبر يا أيها الأخوة أسر يخرج منها مثل هؤلاء هذه هي أسر المؤمنين
    هذه هي الأسر التي نرجو من الله أن يكثر من هذه الأسر بأسر المؤمنين
    يا أيها الأخوة فينتهش مكانه ويجهش بالبكاء ويجلس ويقول الله أكبر
    جيش فيه مثل هؤلاء وفيه مثل هذه الأسر لا يهزم أبدا أبشروا بالنصر أبشروا بالنصر
    ويأتون ليدفنوه فيفتح له القبر ويضعوه وبينما هم يدفنونه إذ لفظته الأرض
    فتعجبوا وخافوا واندهشوا
    يقول [ابن الجوزي]
    والموقف يستحق ذلك أن يدهشوا قال فأخذتني سنة من نوم
    والناس يدوكون ويقولون لعله لم يستأذن أبويه لعله مراء
    كذا مع أنه لم يبلغ الحلم لم يكلف بهذا كله قال فجاءتني سنة من النوم
    وإذ بمناد يناديني ويقول يا أبا قدامة اترك وليي الله يا أبا قدامة
    اترك ولي الله هؤلاء هم أولياء الله الذين أخذوا طريق الله
    وأخذوا طريق رسول الله لا أولياء الشر والبدعة لا أولياء الخرافة
    إنهم هؤلاء هم الأولياء أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
    الذين يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يأخذ عن الوحي
    والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي قال فتركناه
    وإذ بطير تنزل من السماء فتنقط لحمه من على عظمه
    حتى لا يبقى على عظمه شيء وتأخذه إلى السماء قال فزادت الدهشة
    قال ثم دفنا هيكله العظمي وذهبنا وكان أن نصرنا في هذه الموقعة
    ورجعنا بالخرج هذا لنذهب إلى صاحبة الضفيرتين أم الولد لنعزيها في ابنها
    قال فجئت إلى البيت وطرقت عليها الباب فخرجت أخته وقالت أمهنئ، أم معز؟
    قال بل مهنئ قالت إذا استشهد أخي قال إي والله لقد استشهد
    قالت إذا فهنئنا لقد رزئنا بابينا فاحتسبناه عند الله ورزئنا بأخينا الأكبر
    فاحتسبناه عند الله والآن رزئنا بأخينا الأصغر فنحتسبه عند الله
    فلنا ما لهم في الجنة عند الله فتخرج أمه فيقول أحسن الله عزائك في ابنك
    قالت أمعز إذا هو ليس بشهيد أمهنئ قال إي والله
    قالت وما أدراك قال إنه شهيد قالت لذلك علامة اذكرها لي فما كان منه
    إلا أن قام ليذكر هذه العلامة وقال يوم أن دفناه لفظته الأرض وجاء الطير من السماء
    فالتقطت هذا اللحم فلم يبق إلا عظمه قالت إذا فهنأني الآن إنه شهيد بإذن ربه تبارك وتعالى
    قال فما هذا الخرج أوصاني أن أعطيك إياه قالت أتدري ماذا فيه ثم أخرجت ما فيه فإذا هو قيد
    وإذا هو لباس من صوف خشن قال ما هذا يا أمة الله
    قالت كان إذا جنه الليل أخذ هذا القيد فقيد نفسه ثم أخذ هذا اللباس فلبسه
    ثم بقي طول ليله يذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبه يبكي يضرع إلى الله فإذا جاء وقت السحر
    وقت نزول الرب تبارك وتعالى هل من داع فأستجيب له
    يوم يأتي ذاك الوقت يرفع يديه ويقول اللهم لا تحشرني إلا من حواصل الطير شهيدا في سبيلك
    اللهم لا تحشرني إلا من حواصل الطير شهيدا في سبيلك رجل
    أو طفل صدق الله فأعطاه الله ما سأل فله في الجنة
    ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
    فللَّه ما فِي حشْوِهَا من مَسرةٍ *** وأصنافُ لذَّاتٍ بها يَتَنَعَّمُ
    وللهِ درب العَيشِ بيْنَ خِيامِها *** وَرَوْضَاتهَا والثَّغْرُ فِي الرَّوضاتِ يبسِمُ
    وللهِ واديهَا الَّذِي هُوَ موعدٌ *** المزيد لِوَقْتِ الحب لو كنتَ منهُمُ
    ولله أفْرَاحُ المحبِّينَ عندمَا *** يُخاطِبُهُم مَولاهُمُ ويُسلِّمُ
    ولله كمْ حوريةٍ إنْ تبسمتْ *** أضاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ
    فيَا لذَّةَ الأبصارِ إنْ هِيَ أقْبَلتْ *** ويا لذة الأسماع حين تكلم
    فيا خاطِبَ الحسناءِ إنْ كنْتَ بَاغِيًا *** فهذا زمانُ المَهرِ فَهْوَ المُقدَّمُ
    فأقْدِمْ ولا تقنعْ بعيشٍ مُنغصٍ *** فَمَا فَاتَتِ اللّذاتُ مَن ليس يَقْدُمُ
    وإن ضاقتْ الدنيَا عليكَ بأسرِها *** ولَمْ يكن فيها مَنزِلٌ لك يُعْلَمُ
    فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنَّها *** منازلُنَا الأُولَى وفيها المخيمُ







يعمل...
X