إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد



    قال الله تعالى:
    "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ" الفجر: 1، 2

    قال ابن كثير :والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف
    عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" رواه البخاري
    وفي رواية "ما من عمل أزكى عند الله.." وفي أخرى "ما من أيام أعظم عند الله.." وفي أخرى "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله.."
    عن جابر قال، قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر.." رواه ابن حبان وأبو يعلى وصححه العلامة الألباني





    يسر أخوات الطريق إلى الله أن يقدمن لكم
    مجلة صحبة الخير في ثوبها الجديد
    والذي يتمحور حول هذه الأيام الفاضلة (العشر من ذي الحجة)

    وَلَيَالٍ عَشْرٍ

    سائلين من الله عز وجل أن يتقبل منا هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه الكريم



    التعديل الأخير تم بواسطة فريق صحبة الخير; الساعة 31-08-2016, 11:46 PM.
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ



  • #2
    رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد





    بسم الله الرحمن الرحيم

    ستهل علينا بعد أيام عشر ذي الحجة أو العشر الأوائل من ذي الحجة وهي أيام قد من الله بها علينا لنغتنم ما بها من ثواب، وهي أيضًا تعادل الجهاد في سبيل الله، وحتى قيل إن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة.

    ولقد ورد فضل العشر من ذي الحجة في القرآن الكريم وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - بشكل صريح

    أولا: من القرآن الكريم


    1 - أقسم الله بها في القرآن الكريم
    فقال جل جلاله : {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:1- 2]. قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم"

    2- استحباب الذكر فيها
    فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]. قال ابن عباس وابن كثير: يعني "أيام العشر".


    ثانيا: في سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم -

    - أي الأعمال أحب إلى الله في تلك الأيام؟

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»
    [رواه البخاري].


    - هن أفضل من عدتهن في الجهاد

    الحكم هنا للشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
    [صحيح لغيره] وعن جابرٍ رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أفضلُ أيامِ الدنيا العشرُ -يعني: عشرَ ذي الحجةِ-". قيل: ولا مثلُهن في سبيلِ الله؟ قال: "ولا مثلُهن في سبيلِ الله، إلا رجلٌ عَفَّرَ وجهه بالتراب" الحديث.
    [صحيح لغيره] رواه البزار بإسناد حسن، وأبو يعلى بإسناد صحيح، ولفظه: قال: "ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحِجَّة". قال: فقال رجل: يا رسول الله! هن أفضل أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال: "هُنَّ أفضلُ مِن عِدَّتِهنَّ جهاداً في سبيل الله، إلا عفيرٌ يُعَفِّرُ وجهه في التراب" الحديث.
    ورواه ابن حبان في "صحيحه"


    - أعظم الأيام عند الله


    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "

    ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".
    الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 7/224

    ******
    ومن فضائلها أيضًا

    - أن فيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام

    - أنها أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان ؛ لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟ فأجاب : " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة "

    - أن فيها ( يوم التروية ) ، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه أعمال الحج.
    - أن فيها صيام يوم عرفة


    المصدر: موقعي صيد الفوائد وطريق الإسلام
    قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


    تعليق


    • #3
      رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد




      الآن نبدأ السباق.. سباق؟!.. نعم سباق.. سباق إلى الجنة.. جنة عرضها كعرض السموات والأرض..
      هيا.. استغفر.. أعلنها عودة وتوبة إلى الله.. لا تكن بخيلاً.. فهي الجنة.

      ما رأيكم لو ختمنا القرآن في هذه العشر...
      ماذا تقول؟! نختم القرآن؟! نعم وأنا أتكلم بلا أدنى مبالغة، وتستطيع أن تفعل ذلك، والله يا أخي/ه لو استطعت أن تستغل كل لحظة في هذه الأيام ستصل وستفوز، فكم من الأوقات المهدرة نقضيها بلا أدنى فائدة، فليكن شعارك في هذه العشر لا للكسل لا للغفلة.

      اجعل لكل يوم ثلاثة أجزاء وقسمها على أوقات اليوم، صدقني ستنجح.. لا تقل صعبًا.. اشطب هذه الكلمة من قاموسك، فهي بداية الكسل، قل سأفعل إن شاء الله.

      ما رأيكم لو أدخلنا كل يوم السعادة والسرور على فقير.. ولكن كيف؟ ألا تستطيع أن تخرج في كل يوم صدقة.. تقول ماذا ؟! كل يوم.....

      نعم أقولها بصدق، أليس في إمكانك أن تخرج كل يوم عشرة جنيهات، لا تبخل/ي أخي/ة، أقول لك... الجنة، بل جنان وليست جنة واحدة، تخيل هذه العشرة جنيهات ثمن وجبة طعام، من الممكن أن تبحث عن فقير وتعطها إياه، ما رأيك.. ما رأيكم أن نصل رحمنا كل يوم ولو بمكالمة بسيطة للعم أو للخال، أو لمن هو من رحمك..
      أخي الخير كثير، ويمكنك أن تنهل الكثير من الخير، إذن هيا نبدأ، وتذكر.. إنها الجنة.

      الأعمال التي سنقوم بها على مدار العشرة أيام شرح للعمل (ما الذي سنقوم به)
      شعـــار اليوم سنرفع كل يوم شعارًا، نجعله هدفًا نحاول بقدر الإمكان تحقيقه
      الصيام: صيام التسع الأول من ذي الحجة
      القـــرآن: كما اتفقنا... ثلاثة أجزاء كل يوم، ولو أمعنت النظر، ستجد أن الجزء يأخذ من الوقت ساعة إلا الربع، فبالله عليك تبخل بساعتين وربع في اليوم على نفسك، جرب وستنجح.
      الصـلوات الخمس: صلوات جماعة في المسجد، ونريد أن نركز على صلاة الفجر والعصر والعشاء.
      الـذكـــر: سنتفق كل يوم على ذكر معين.
      الصدقة: ما لا يدرك كله لا يترك كله...
      الدعــاء: الدعاء لوالديك ولإخوانك وللمسلمين في كل مكان.
      صلاة القيـام: ركعتان في اليوم بالقليل من القرآن.
      صلة الرحـم: نصِل الأهل والأقارب ولو باتصال تليفوني.

      اليوم الأول: اعتذِرْ له
      شعار اليوم الذكر
      ما رأيكم لو نبدأ أيامنا بصفاء نفس، وتسامح مع الآخر....
      فالنفس بطبيعتها تعشق ذاتها، لا تهتم بغيرها، أنانية، أمّارة بالسوء، هي ليست ملائكية.. لكنها طينية أرضية.. شهوانية.. تحب الفخر والمدح.. تحب الزعامة والرياسة.. تكره الذم.. تكره الجوع.. تكره الإنصاف منها..
      من أجل ذلك نفرت ونفّرت منك قومًا يحبهم الله، وجافت بينك وبينهم وعلّت سورا عظيمًا بين قلبك وقلوبهم، ولو طلبنا الآخرة ما كان التباعد.. إنما يحصل التباعد لحب الدنيا.
      هيا بنا نرفع شعارا للتسامح فيما بيننا هذا اليوم.
      البرنامج العملي: أحضر ورقة واكتب فيها أحد عيوبك، وورقة أخرى اكتب فيها محاسن أخيك وشمائله، ادع له.. استغفر له.. اعتذر له. لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

      اليوم الثاني : فقلت استغفروا ربكم
      تشتاق إلى مغفرة الغفار، تدعونه دومًا أن يبارك لك في رزقك ويوسع لك في دارك، تدعوه أن يهب لك ذرية صالحة، تشتكي فلتات لسانك وتخشى عاقبتها، تشتكي همومًا وغمومًا وضيقًا وأحزانًا وديونًا...
      تذكر قوله تعالى:
      ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا... ﴾
      المعصوم صلى الله عليه وسلم خير من مست قدمه الأرض يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، وقد غفر له الله ما تقدم وما تأخر من ذنبه.
      فاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فما كان ليعذبك وأنت تستغفر، والله ذو فضل عظيم فيغفر ويعطي الجنة.
      البرنامج العملي: عليك بسيد الاستغفار... استغفر اليوم أكثر من 70 مرة... استغفر للوالدين.
      سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

      اليوم الثالث : ليقال وقد قيل
      تأمرهم وتنهاهم وأنت أسقطهم وأشقاهم...
      ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾.
      كم تالٍ لكتاب الله منسلخٌ من آيات الله! كم من مذكر بالله ناسٍ لله! كم من مخوِّفٍ بالله جريءٌ على الله! كم من داعٍ لله إلى الله فارٌّ من الله!
      ردد معي خلف الفاروق قوله: "اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا"، فطوبى لمن صحَّت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى، فالفكرة إنما تنجح إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في سبيلها.
      سِرْ على درب المخلصين بواطنهم كظواهرهم، وسرائرهم كعلانيتهم، وهممهم عند الثريا، إن عُرفوا تنكروا، وإن رُؤِيت لهم كرامة أنكروا. هيا كن في ركاب المخلصين.
      البرنامج العملي: حدد عملاً بينك وبين الله، ولا تخبر به أحدًا، اجعله سرًا بينك وبين الله.


      لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
      اليوم الرابع: أقسمت يا نفس
      يقول الله تعالى:
      ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾
      "أقسمت يا نفس لتنزلنه أو لتكرهنه" قالها عبد الله بن رواحة ليجبرها ويهزمها ولا تستسلم لمكرها.
      أقسمت يا نفس لتقومين الآن من النوم، فالصلاة خير من النوم، أقسمت يا نفس لتخرجن الصدقة الآن ولا تخوفيني الفقر، أقسمت يا نفس لتصدعن بالحق ولا تخافين الخلق، أقسمت يا نفس لتفتحين المصحف وتقرأين.
      ويحك يا نفس لا تغرك الدنيا ولا يغرنك بالله الغرور، انظري ها هو الموت يقف على بابك.. فكيف تهنئين بعيش؟
      البرنامج العملي: حدد أمرًا يحبه مولاك وأقسم على نفسك بفعله. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. اللهم يا مُصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك

      اليوم الخامس : ولذكر الله أكبر
      يقول الله تعالى:
      ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
      إذا كنت تريد أن تكون في معية الله ويذكرك في الملأ الأعلى.
      إذا كنت تود أن يمحو الله خطاياك وينجيك من عذابه.
      إذا كنت تحب أن تصاحبك الملائكة وترتع في رياض الجنة، إذا أحببت أن تفوز بكل هذا وخير منه فاذكر الله، ولذكر الله أكبر.
      قال معاذ بن جبل: "ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله سبحانه فيها... "
      فاجلس مع الذين يذكرون الله
      ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
      البرنامج العملي: لا تترك أذكار الصباح والمساء يومًا.. ذكِّر إخوانك بها.. لايزال لسانك رطبًا من ذكر الله. "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم". (سبع مرات).
      "من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات كفاه الله ما أهمَّه من أمر الدنيا والآخرة".

      اليوم السادس: أيها النبي صلى الله عليه وسلم
      السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، أنا من أتباعك... من أحبابك... هل أنت راضٍ عني؟ إذا جلست للتشهد، فأقبل عليه بهذا المعنى، لكن... هل أنت صادق في هذا القول؟! فعلاً تقوم بسنته؟
      إن كنت كذلك فأبشر، وإن كنت غير ذلك...
      لكنك ستبدأ الآن في تنفيذ سنته صلى الله عليه وسلم.
      وستفتح صفحة جديدة بيضاء مشرقة في علاقتك معه ومع أوامره ونواهيه، فهو الأسوة والقدوة.
      فهل سننجح في هذا الشعار؟ نعم.... سننجح... إن شاء الله سننجح، إذن قل معي بكل قوة: السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
      فليكن شعارنا (مع سنة الحبيب خطوة بخطوة... إلى جنة رب العالمين). سبحان الله وبحمده (مائة مرة). "من قالها مائة مرة حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه".

      اليوم السابع : يا ربّ

      يقول الله تعالى:
      ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا﴾
      يا رب.. أتيتك أحمل وزري على ظهري.. وزر أثقلني.. بل أوزار تزن الدنيا بأسرها، كيف جرؤت على معصيتك؟!
      ذنوبي تكبلني، طال بي طريق شروري... أختنق... فؤادي يحترق... أنفاس تحرق صدري، ما هذه الوحشة.. ما هذه الظلمة.. ما هذا الوهن.. ما هذا القلق..، لكني عبدك... إنسان... ضعيف.
      سوَّلت لي نفسي، وغلبت عليَّ شقوتي، وغرَّني سترك المرخي عليَّ... فمن يستنقذني اليوم من عذابك؟، قد حان لي أن أستحي من ربي، نار الدموع تشتعل على ما فات.... يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث... لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله....
      اقبلني لا تردني... أتوب إليك يا ربي... توبة تخرج من قلبي، لبيك اللهم لبيك.
      البرنامج العملي لهذا اليوم: اكتب ذنوبك ومعاصيك في ورقة، ثم أعلن التوبة الآن منها. "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة".

      اليوم الثامن : لا تأكل لحمي
      يقول الله تعالى :
      ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾
      يا أحب الناس إلى قلبي.. يا أعز من نفسي علي.. يعجز اللسان أن يعبر عمّا بداخلي من مشاعر وأحاسيس وحب، مهما كانت الفصاحة والبيان.
      لكن أعتب عليك.. فقد بلغني أنك قد أهديت إليَّ من حسناتك واغتبتني، أعلم أني مقصر- لا ريب- لكني أربأ بك أن تأكل من لحمي، لا أدري كيف هان عليك لحمي أن تأكل منه أو تشارك فيه الآكلين.
      أخي وحبيبي إذا جاءك من يغتابني فقل له : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم.."
      أخي وحبيبي، قل: غفر الله لي ولأخي... ولا تذكرني أو غيري في غياب بمكروه.
      البرنامج العملي: قل: اللهم اغفر لي ولأخي فلان "الذي اغتبته" ولا تذكر أخاك في غيابه بما يكره. "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت".

      اليوم التاسع : عقوق الدقيقة
      عن أبي بزرة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه" حديث حسن صحيح
      الوقت هو الحياة... هيا نظم حياتك... اجعل من حياتك شيئًا نافعًا... استغل كل دقيقة في عمرك... اجعل كل دقيقة تشهد لك لا تشهد عليك... إذن فلنتعاهد سويا (لن تمر دقيقة إلا في خير).
      ذكر... قرآن... صلة رحم... بر والدين... قراءة في كتاب...
      هيا استثمر وقتك.
      البرنامج العملي لهذا اليوم: حاسب نفسك في كل دقيقة... احمل معك مصحفًا أو كتيبًا صغيرًا أو مسبحة أو كل ذلك. "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"

      اليوم العاشر : دعاء كالسِّحْر

      "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سمَّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي".

      عليك أن تدعو بهذا الدعاء من قلب مخلص عدة مرات...
      لن أخبرك ماذا سيحدث بعد أن تدعو به... ماذا سيتغير... فهناك دائما مشاعر وأحاسيس لا تستطيع أن تعبر عنها الكلمات والعبارات لكن القلب يستشعرها.
      البرنامج العملي لهذا اليوم: (ادع مخلصًا بهذا الدعاء أكثر من خمس مرات). اللهم إنك سلطت علينا عدوًا عليمًا بعيوبنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، اللهم يئِّسه منا كما يأسته من رحمتك وقنِّته منَّا كما قنته من عفوك وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك.

      المصدر:منتدى ديننا الحنيف
      التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 02-09-2016, 10:03 PM.
      قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


      تعليق


      • #4
        رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد




        1- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل-

        "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ"
        [سورة التوبة : 39].

        والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفة من أيام ذي الحجة.

        2- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج

        قال الله - عز وجل- :
        "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" [سورة البقرة : 197]

        وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.

        3- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه

        قال الله - عز وجل- :
        "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" [سورة الحج:28].

        قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.

        4- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها

        قال الله - عز وجل- :
        "وَلَيَالٍ عَشْرٍ " [سورة الفجر:2].

        قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.

        5- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة:

        قال النبي صلى الله عليه وسلم :
        "ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى

        قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"


        رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.

        6- صيام يوم عرفة

        كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم

        عندما سئل عن صيام يوم عرفة :
        "يكفر السنة الماضية والسنة القابلة" رواه مسلم في الصحيح

        وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف

        7-عظم الدعاء يوم عرفة

        قال النبي صلى الله عليه وسلم:
        "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة.

        قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.

        8- كثرة العتق من النار في يوم عرفة

        قال النبي صلى الله عليه وسلم: "
        ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة" رواه مسلم في الصحيح.

        9- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء

        قال النبي صلى الله عليه وسلم:
        "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء" رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .

        وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن أمر دينهم، وكان من جوابه لهما:
        "وأما وقوفك بعرفة، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبًا، غسلها الله عنك".

        وروى ابن عبد البر أيضًا، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
        "وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: (يا بلال! أنصت لي الناس) فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس، فقال: (معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: (هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب".

        10-فيه ركن الحج العظيم

        قال النبي صلى الله عليه وسلم:
        "الحج عرفة" متفق عليه.


        المصدر: موقع صيد الفوائد

        التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 01-09-2016, 10:49 PM.
        قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


        تعليق


        • #5
          رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد






          إنّ الله تبارك وتعالى فرض فرائض، وشرع شرائع، وأمر بأوامر، وذكر لها حكما وأسرارا، ليتعرّف الناس عليها، ويسرعوا خطاهم نحوها.
          فرض الصلاة فقال: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14] وجعل الصلاة منهاة عن الفحشاء والمنكر، وأخبر عباده أنّها أكبر وسيلة لذكره، فقال عزّ وجل: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].
          فرض الزكاة وبيّن أنّها سبب لتطهير القلوب وتزكية النفوس فقال عزّ وجل:
          ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103].
          فرض الصيام على عباده وجعلها مجلبة للتقوى في النفوس ومطردة لوساوس الشيطان في الصدور فقال عزّ وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].
          وعندما أمر الناس بالحج فقال: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه ﴾ [البقرة: 196] لم يجعل الله تعالى حكمة منوطة بهذا الأمر وهذا الفرض (الحج) سوى ابتغاء وجهه الكريم فقال: لله لا لشيء سوى مرضاته وقال: {﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]، إذن الحج عبادة القلب والروح وهو عبادة كلّها شوق وهيام، وحبّ وغرام، وعاطفة وحنان، وهو تحرّر من كل رقّ، وثورة على كل وثن، وكفر باختلاف الجنس واللون والوطن، يقول الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله: لقد كان المسلم في حاجة - بعد هذه الصلوات التي يصلّيها كلّ يوم، وبعد شهر رمضان الذي يصومه كلّ عام، وبعد الزكاة التي يقوم بها إذا تمّ النصاب وحال الحول- إلى أن يشهد موسما هو ربيع الحبّ والحنان، وملتقى المحبين والمخلصين. (الأركان الأربعة، أبو الحسن علي الحسني الندوي، ص:243).
          فالأعمال التي يقوم بها الحاجّ من الطواف حول البيت العتيق، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، والمكث في منى، والمبيت في المزدلفة، ورمي الجمار، والذبح لله تعالى، كلّها عبارة عن الانقياد الخالص والاستسلام الصادق لله عز وجل.




          وقد تحدّث الإمام الغزّالي رحمه الله عن روح الحج الأصيلة وغايته النبيلة بقوله البليغ: "ووضعه على مثال حضرة الملوك يقصده الزوّار من كلّ فجّ عميق، ومن كلّ أوب سحيق شعثا غبرا متواضعين لربّ البيت، ومستكينين له خضوعا لجلاله واستكانة لعزته مع الاعتراف بتنزيهه عن أن يحويه بيت أو يكتنفه بلد ليكون ذلك أبلغ في رقّهم وعبوديتهم، وأتمّ في إذعانهم وانقيادهم، ولذلك وظّف عليهم فيها أعمالًا لا تأنس بها النفوس، ولا تهتدي إلى معانيها العقول كرمي الجمار بالأحجار والتردّد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار، وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال الرقّ والعبودية. فإنّ الزكاة إرفاق ووجهه مفهوم وللعقل إليه ميل، والصوم كسر للشهوة التي هي آلة عدوّ الله وتفرّغ للعبادة بالكفّ عن الشواغل، والركوع والسجود في الصلاة تواضع لله عز وجل بأفعال هي هيئة التواضع وللنفوس أنس بتعظيم الله عزّ وجل فأما تردّدات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال فلا حظّ للنفوس ولا أنس فيها ولا اهتداء للعقل إلى معانيها فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد وقصد الامتثال للأمر من حيث إنّه أمر واجب الاتباع فقط وفيه عزل للعقل عن تصرّفه وصرف النفس والطبع عن محلّ أنسه فإنّ كلّ ما أدرك العقل معناه مال الطبع إليه ميلًا ما فيكون ذلك الميل معينًا للأمر وباعثًا معه على الفعل فلا يكاد يظهر به كمال الرقّ والانقياد، ولذلك قال - صلّى الله عليه وسلم - في الحج على الخصوص لبّيك بحجة حقًّا تعبّدًا ورقًّا، ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها. وإذا اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى ربط نجاة الخلق بأن تكون أعمالهم على خلاف هوى طباعهم وأن يكون زمامها بيد الشرع فيتردّدون في أعمالهم على سنن الانقياد وعلى مقتضى الاستعباد كان ما لا يهتدي إلى معانيه أبلغ أنواع التعبّدات في تزكية النفوس وصرفها عن مقتضى الطباع والأخلاق مقتضى الاسترقاق. وإذا تفطّنت لهذا فهمت أن تعجب النفوس من هذه الأفعال العجيبة مصدره الذهول عن أسرار التعبّدات وهذا القدر كافٍ في تفهّم أصل الحج إن شاء الله تعالى" (إحياء علوم الدين، الإمام أبو حامد الغزالي، 1/266).

          تنزل الرحمات من الله عزّ وجل على الحاجّ تترى رضًى بما يأتي به انقيادا وامتثالا لأمر الله تعالى. هذا رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول للأنصاري الذي جاء يسأله عن ثواب الحج وأجره،
          عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك، يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة. وأما وقوفك بعرفة، إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج- أي متراكم- أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك، فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك" الطبراني وحسنه ا لألباني.

          فروح الحج هي الشوق إلى لقاء الله عزّ وجل يقول الإمام الدهلوي: ربما يشتاق الإنسان إلى ربّه أشدّ شوق فيحتاج إلى شيء يقضي به شوقه فلا يجده إلا في الحج، (حجة الله البالغة، 1/59).
          ويشير الإمام الغزالي إلى هذه الروح الموجودة في الحج فيقول: فالشوق إلى لقاء الله عزّ وجل يشوقه إلى أسباب اللقاء لا محالة هذا مع أنّ المحب مشتاق إلى كل ماله إلى محبوبه إضافة والبيت مضاف إلى الله عز وجل فبالحريّ أن يشتاق إليه لمجرّد هذه الإضافة فضلًا عن الطلب لنيل ما وعد عليه من الثواب الجزيل. (إحياء علوم الدين،1/267).


          فالحج يتمكّن به المؤمن من إشباع رغبته، وإرواء غلّته، وتحقيق حاجته، وتسلية حنانه وعاطفته، يقول الربّ عزّ وجل: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج: 26 - 29]. فالمؤمن يجد في الحج لذّة عجيبة وفرحة عظيمة لما يرى نفسه منقادة لأمر الله تعالى من غير حظّ للعقل.
          يقول الإمام الغزالي رحمه الله وهو يتحدّث عن الرمي: وأما رمي الجمار فاقصُد به الانقياد للأمر إظهارًا للرقّ والعبودية وانتهاضًا لمجرد الامتثال من غير حظّ للعقل والنفس فيه ثم اقصُد به التشبّه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالى في ذلك الموضع ليدخل على حجّه شبهة أو يفتنه بمعصية فأمره الله عزّ وجل أن يرميه بالحجارة طردًا له وقطعًا لأمله فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان فاعلم أنّ هذا الخاطر من الشيطان وأنّه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي ويخيّل إليك أنّه فعل لا فائدة فيه وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به فاطرده عن نفسك بالجدّ والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان. واعلم أنّك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيمًا له بمجرد الأمر من غير حظّ للنفس والعقل فيه. (إحياء علوم الدين، 1/270).

          وبالحجّ يجدّد المسلم صلته بإمام الملّة الحنيفية إبراهيم عليه السلام ويحاول أن يتشبّع بروحه ويحافظ على إرثه ويقارن بين حياته التي عاشها إبراهيم عليه السلام وحياته التي يعيشها هو اليوم ويستعرض ما يعيش فيه المسلمون في أقطار العالم من أقصاه إلى أقصاه ويسعى للقيام بتصحيح ما وقع في حياتهم من تحريف وفساد وإعادة ذلك كله إلى أصله ومنبعه.
          يقول الإمام الدهلوي رحمه الله: ومن المصالح المرعيّة في الحج موافقة ما توارث الناس عن سيّدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، فإنّهما إماما الملّة الحنيفة ومشرعاها للعرب، والنبي صلّى الله عليه وسلّم بعث لتظهر به الملّة الحنيفية وتعلو بها كلمتها، وهو قوله تعالى:
          ﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الحج: 78]. فمن الواجب المحافظة على ما استفاض عن إماميها كخصال الفطرة ومناسك الحج؛ وهو قوله - صلّى الله عليه وسلّم - " قفوا على مشاعركم فإنّكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم ". (حجة الله البالغة، 2/87).


          فالحج عبادة عظيمة لا تعدلها عبادة في الجمال والكمال، وقد شُبِّه تاركها باليهود والنصارى في الكفر والضلال. كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله: فأعظم بعبادة يعدم الدين بفقدها الكمال ويساوي تاركها اليهود والنصارى في الضلال (إحياء علوم الدين، 1/238).

          وصلّى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وبارك وسلّم



          المصدر: شبكة الألوكة
          قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


          تعليق


          • #6
            رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد




            1- إذا كان ضحى اليوم الثامن من ذي الحجة فاحرم بالحج من مكانك الذي أنت نازل فيه، فاغتسل إن تيسر لك والبس ثياب الإحرام، ثم قل: لبيك حجاً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

            2- ثم اخرج إلى منى وصل بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بلا جمع.
            3- فإذا طلعت الشمس فسر إلى عرفة وصل بها الظهر والعصر جمع تقديم على ركعتين ركعتين ، وامكث فيها إلى غروب الشمس ، وأكثر من الذكر والدعاء هناك مستقبل القبلة.
            4- فإذا غربت الشمس فسر من عرفة إلى مزدلفة وصل بها المغرب والعشاء والفجر، ثم امكث فيها للدعاء والذكر إلى قرب طلوع الشمس.
            وإن كنت ضعيفاً لا تستطيع مزاحمة الناس عند الرمي فلا بأس أن تسير إلى منى آخر الليل لترمي الجمرة قبل زحمة الناس.

            5- فإذا قرب طلوع الشمس فسر من مزدلفة إلى منى ، فإذا وصلت إليها فاعمل ما يلي:
            أ- ارم جمرة العقبة ، وهي أقرب الجمرات إلى مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وكبر مع كل حصاة .
            ب- اذبح الهدي وكل منه ووزع على الفقراء ، والهدي واجب على المتمتع والقارن .
            ج- احلق رأسك أو قصره ، والحلق أفضل (المرأة تقصر منه بقدر أنملة).
            تعمل هذه الثلاثة مبتدئاً بالرمي ثم الذبح ثم الحلق إن تيسر، وإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج .
            وبعد أن ترمي وتحلق أو تقصر تحل التحلل الأول ؛ فتلبس ثيابك ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء .

            6- ثم انزل إلى مكة وطف طواف الإفاضة (طواف الحج) واسع بين الصفا والمروة سعي الحج.
            وبهذا تحل التحلل الثاني ويحل لك جميع محظورات الإحرام حتى النساء .


            7- ثم اخرج بعد الطواف والسعي إلى منى فبت فيها ليلتي أحد عشر واثني عشر.
            8- ثم ارم الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر والثاني عشر بعد الزوال، تبتدئ بالأولى وهي أبعدهن عن مكة، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة ، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات ، تكبر مع كل حصاة ، وتقف بعد الجمرة الأولى والوسطى تدعو الله مستقبل القبلة، ولا يجزئ الرمي قبل الزوال في هذين اليومين

            9- فإذا أتممت الرمي في اليوم الثاني عشر فإن شئت أن تتعجل فاخرج من منى قبل غروب الشمس ، وإن شئت أن تتأخر – وهو أفضل – فبت في منى ليلة الثالث عشر وارم الجمرات الثلاث في يومها بعد الزوال كما رميتها في اليوم الثاني عشر.
            10- فإذا أردت الرجوع إلى بلدك فطف عند سفرك بالكعبة طواف الوداع سبعة أشواط. والحائض والنفساء ليس عليهما طواف الوداع.
            الشيخ ابن عثيمين

            قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


            تعليق


            • #7
              رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد





              لأداء مناسك الحج فضائل متعددة وحِكَم بالغة من وُفِقَ لفهمهما والعمل بها وُفِقَ لخيرٍ عظيمٍ، وسنحاول هنا ذكر ما تيسر:



              1. سفر الإنسان إلى الحج لأداء المناسك: يتذكر سفره إلى الله والدار الآخرة ، وكما أن في السفر فراق الأحبة والأهل والأولاد والوطن ؛ فإن السفر إلى الدار الآخرة كذلك .
              2. وكما أن الذاهب في هذا السفر يتزود من الزاد الذي يبلغه إلى الديار المقدسة ، فليتذكر أن سفره إلى ربه ينبغي أن يكون معه من الزاد ما يبلغه مأمنه ، وفي هذا يقول الله تعالى :
              "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" البقرة: 197 .
              3. وكما أن السفر قطعة من العذاب فالسفر إلى الدار الآخرة كذلك ، وأعظم منه بمراحل ، فأمام الإنسان النزع والموت والقبر والحشر والحساب والميزان والصراط ثم الجنة أو النار ، والسعيد من نجَّاه الله تعالى .
              4. وإذا لبس المحرم ثوبي إحرامه فإنه يذكر كفنه الذي سيكفن فيه ، وهذا يدعوه إلى التخلص من المعاصي والذنوب ، وكما تجرد من ثيابه فعليه أن يتجرد من الذنوب ، وكما لبس ثوبين أبيضين نظيفين ، فكذلك ينبغي أن يكون قلبه وأن تكون جوارحه بيضاء لا يشوبها سواد الإثم والمعصية .
              5. وإذا قال في الميقات " لبيك اللهم لبيك " فهو يعني أنه قد استجاب لربه تعالى ، فما باله باقٍ على ذنوب وآثام لم يقل لربه بها " لبيك اللهم لبيك " يعني : استجبت لنهيك لي عنها وهذا أوان تركها ؟
              6. وتركه للمحظورات أثناء إحرامه ، واشتغاله بالتلبية والذكر : يبين له حال المسلم الذي ينبغي أن يكون عليه ، وفيه تربية له وتعويد للنفس على ذلك ، فهو يروض نفسه ويربيها على ترك مباحات في الأصل لكن الله حرمها عليه ها هنا ، فكيف يتعدى على محرمات حرمها الله عليه في كل زمان ومكان ؟
              7. ودخوله لبيت الله الحرام الذي جعله الله أمناً للناس يتذكر به العبد الأمن يوم القيامة ، وأنه لا يحصله الإنسان إلا بكد وتعب ، وأعظم ما يؤمن الإنسان يوم القيامة التوحيد وترك الشرك بالله ، وفي هذا يقول الله تعالى : "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ" الأنعام: 82 ..وتقبيله للحجر الأسود وهو أول ما يبدأ به من المناسك يربي الزائر على تعظيم السنة ، وأن لا يتعدى على شرع الله بعقله القاصر ، ويعلم أن ما شرع الله للناس فيه الحكمة والخير ، ويربي نفسه على عبوديته لربه تعالى ، وفي هذا يقول عمر رضي الله عنه بعد أن قبَّل الحجر الأسود : "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك" رواه البخاري ( 1520 ) ومسلم ( 1720 ) .
              8. وفي طوافه يتذكر أباه إبراهيم عليه السلام ، وأنه بنى البيت ليكون مثابة للناس وأمناً ، وأنه دعاهم للحج لهذا البيت ، فجاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعا الناس لهذا البيت أيضاً ، وكذا كان يحج إليه موسى وعيسى عليهما السلام ، فكان هذا البيت شعاراً لهؤلاء الأنبياء ، وكيف لا وقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ببنائه وتعظيمه .
              9. وشربه لماء زمزم يذكره بنعمة الله تعالى على الناس في هذا الماء المبارك والذي يشرب منه ملايين الناس على مدى دهور طويلة ولم ينضب ، ويحثه على الدعاء عند شربه لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: " أن ماء زمزم لما شرب له" رواه ابن ماجه ( 3062 ) وأحمد ( 14435 ) وهو حديث حسن حسَّنه ابن القيم رحمه الله في " زاد المعاد " ( 4 / 320 ) .
              10. ويعلمه السعي بين الصفا والمروة عظيم تحمل أمنا هاجر للابتلاء ، وكيف أنها كانت تتردد بين الصفا والمروة بحثاً عن نفسٍ تخلصها مما هي فيه من محنة ، وخاصة في شربة ماء لولدها الصغير – إسماعيل - ، فإذا صبرت هذه المرأة على هذا الابتلاء ولجأت لربها فيه ، فلنا فيها أسوة حسنة ، فالرجل يتذكر جهاد المرأة وصبرها فيخفف عليه ما هو فيه ، والمرأة تتذكر من هي من بنات جنسها فتهون عليها الشدائد .
              11. والوقوف بعرفة يذكر الحاج بازدحام الخلائق يوم المحشر ، وأنه إن كان الحاج ينصب ويتعب من ازدحام آلاف فكيف بازدحام الخلائق حفاة عراة غرلا – غير مختونين – ؟
              12. ومثل ما قلنا في تقبيل الحجر الأسود نقول في رمي الجمار حيث يعوِّد المسلم نفسه على الطاعة ، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا إظهار للعبودية المحضة .
              13. وأما ذبح الهدي فيذكره بالحادثة العظيمة في تنفيذ أبينا إبراهيم لأمر الله تعالى بذبح ولده البكر إسماعيل ، وأنه لا مكان للعاطفة التي تخالف أمر الله ونهيه ، ويعلمه كذلك خلق الاستجابة لما أمر الله بقول الذبيح إسماعيل : "يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" الصافات: 102 .
              14. فإذا ما تحلل من إحرامه وحلَّ له ما حرمه الله عليه بسبب الإحرام ، رباه ذلك على الصبر ، وأن مع العسر يسراً ، وأن عاقبة المستجيب لأمر الله الفرح والسرور وهذه فرحة لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوة الطاعة ، كالفرحة التي يشعرها الصائم عند فطره ، أو القائم في آخر الليل بعد صلاته .
              15. وإذا انتهى من مناسك الحج وجاء به على ما شرع الله وأحب ، وأكمل مناسكه رجا ربه أن يغفر له ذنوبه كلها كما وعد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : "مَن حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" رواه البخاري (1449) ومسلم (1350) ، ودعاه ذلك ليفتح صفحة جديدة في حياته خالية من الآثام والذنوب .
              16. وإذا رجع إلى أهله وبنيه وفرح بلقائهم ذكَّره ذلك بالفرح الأكبر بلقائهم في جنة الله تعالى ، وعرَّفه ذلك بأن الخسارة هي خسارة النفس والأهل يوم القيامة ، كما قال تعالى :
              "قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" الزمر: 15.


              المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.

              التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 01-09-2016, 10:52 PM.
              قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


              تعليق


              • #8
                رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد




                غالبا ما يقع بعض الحجاج في سلوكيات خاطئة أثناء تأدية فريضة الحج

                ونلخص أهمها في ثلاث مواطن:
                1) أثناء إعداده لسفره
                2) في إحرامه
                3) أثناء تأدية مناسكه


                نبدأ على بركة الله ونوضح لكم الاخطاء التي قد تقعون فيها عن جهل منكم لتتفادوها أثناء حجكم ونسأل الله أن يكون حجا مبرورا

                1) السلوكيات الخاطئة قبل السفر:
                -الحج بالمال الحرام
                x
                والصواب : تحري المال الحلال

                -الغفلة عن تعلم مناسك الحج وهو الخطا الأصلي الذي تتفرع عنه كل الأخطاء
                x
                والصواب: قراءة كتاب مبسط لشرح المناسك أو مشاهدة فيديو

                -المبالغة في أخذ الزاد من الطعام وأخذ زاد حرام كالسجائر والشيشة العياذ بالله
                x.
                والصواب: زاد الحاج التقوى والتقليل والاقتصاد من زاد الطعام

                يقول الله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗوَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗوَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚوَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" سورة البقرة: 197.
                -الاحتفالات المصاحبة للسفر وكذلك العودة منه وللأسف هناك من يشغل الغناء وحتى الرقص والألعاب النارية وإطلاق نار البارود ورفع الأعلام
                X
                والصواب: الفرح بحمد الله وشكر النعمة بما هو مباح


                2) سلوكيات خاطئة أثناء الإحرام:
                -تجاوز الميقات وعدم الإحرام منه
                x
                والصواب: لزوم الرجوع إليه والإحرام منه

                -اعتقاد البعض أن للإحرام ركعتين "سنة إحرام"
                x
                والصواب: الإحرام يعني إيقاع نية الإحرام بعد أداء صلاة فريضة أو نافلة (كسنة الوضوء)

                -اعتقاد النساء أن إحرامهن لا يصح إلا إذا لبست الثوب الأبيض كالرجال
                x
                والصواب: المرأة تلبس أي لون شاءت من الثياب وإحرامها صحيح

                -كشف المنتقبة لوجهها ويديها
                x
                والصواب: تغطية المرأة لوجهها بشيء آخر غير النقاب كالبيشة أما اليدين فتخفيهما تحت الخمار

                -اعتقاد البعض من الحجيج أنه لا يجوز له تغيير ملابس الإحرام وتنظيفها
                x
                والصواب: يجوز للحاج (رجل أو امرأة) الاغتسال وتغيير ملابس الإحرام ويجوز تمشيط الشعر ويجوز حك الجلد عند الضرورة

                -اعتقاد البعض أنه لا يجوز لبس الساعة والكمر الذي تكون فيه النقود والتي تكون مخيطة
                x
                والصواب: يجوز للحاج أن يلبس الساعة والكمر لأنها لا تدخل في المحظورات من لبس المخيط والمقصود به المفصل من الثياب المخيطة كالسروال وغيره وكذلك يجوز لبس الخاتم وسماعة الأذن والنظرات الشمسية


                3) سلوكيات خاطئة أثناء تأدية المناسك:
                -وقوع الحجاج في جدل وخصومات مع الغير و الاستهانة بالمعاصي والاقتراب من الجماع ومقدماته
                x
                والصواب: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وينبغي للحاج أن يلتزم الصمت إلا لكلام الضرورة ويكثر من ذكر الله

                -التزاحم والتدافع أثناء أداء المناسك (في الطواف وتقبيل الحجر الأسود ورمي الجمرات وأثناء السير) مما يؤدي إلى أذية الحجاج
                x
                والصواب: التحلي بالخلق الحسن والرفق والحلم في معاملة الغير

                -اضطباع الرجال أثناء تأدية الصلاة
                x
                والصواب: الاضطباع سنة أثناء الطواف فقط

                -الطواف داخل الحجر
                x
                والصواب: الطواف داخل الحجر باطل لأن الحجر من الكعبة والطواف يكون حول الكعبة (في حصن الكعبة)

                -الاستمرار في السعي والطواف عند إقامة الصلاة
                x
                والصواب: يقطع الحاج السعي والطواف لأداء صلاة الجماعة ثم يكمل من حيث قطع

                -استلام جميع أركان الكعبة والتمسح بستار الكعبة وجدرانها ومقام سيدنا إبراهيم
                x
                والصواب : استلام الحجر الأسود والركن اليماني فقط وملازمة الملتزم

                -إسراع النساء في السعي عند العلمين
                x
                والصواب: هذا خاص بالرجال فقط

                -حمل الأطفال أثناء تأدية المناسك مما يشكل خطر على الطفل نفسه في حالة سقوطه وعلى الحاج وغيره ويعيق حركة الحجيج
                x
                الصواب: من الأفضل تجنب اصطحاب الاطفال

                -النزول خارج حدود عرفة
                x
                والصواب: السؤال والتقصي عن حدود عرفة للوقوف بها فالحج عرفة

                -الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس
                x
                والصواب: الوقوف حتى تغرب الشمس

                -اعتقاد البعض بوجوب صعود جبل عرفة والصلاة فيه والتمسح به واستقبال الجبل عند الدعاء
                x
                الصواب: السنة الوقوف على الجبل واستقبال القبلة عند الدعاء

                -عند وصول الحجاج إلى مزدلفة ينصرف الحجاج إلى انتقاء الحصى قبل أداء صلاتي المغرب والعشاء
                X
                والصواب: أداء صلاتي المغرب والعشاء أولا ثم التقاط بعض الحصى من مزدلفة والباقي يلتقط من منى

                -رمي الحصى دفعة واحدة فتحسب له حصاة واحدة
                x
                والصواب: رمي الحصى واحدة تلوى الأخرى

                -اعتقاد الحجاج أن رمي الجمرات لا يكون مجزئا إلا في أول الوقت بعد النزول
                x
                والصواب: يجوز تأخيرها حتى إلى الليل

                -اعتقاد البعض أنهم يرمون الشيطان في مكان رمي الجمرات فيستخدمون حتى الأحذية ويتلفظون بالسب والشتم للشياطين
                x
                والصواب: هذا غلو في الدين وما شرع رمي الجمرات إلا لإقامة ذكر الله

                -الانشغال بوسائل الاتصال: الهاتف والنت وتضييع الوقت وتتبع عورات الحجاج وحتى التطلع للنساء
                x
                والصواب: الانقطاع والتبتل إلى الله والإكثار من الذكر والدعاء واغتنام الأيام المعدودات
                التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 01-09-2016, 10:54 PM.
                قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ


                تعليق


                • #9
                  رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                  الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
                  تقبل الله من الجميع



                  اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                  ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                  ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                    ما شاء الله لا قوة إلا بالله

                    رائع جدا جدا اللهم بارك

                    جزاكم الله خيرا أخواب صحبة الخير ، نفع الله بكن
                    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

                    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
                    بقية المقال هنا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                      جزاكم الله عنا كل خير


                      تعليق


                      • #12
                        رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                        جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
                        عدد ومجهود رائع
                        يا الله
                        علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

                        تعليق


                        • #13
                          رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                          جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: "وَلَيَالٍ عَشْرٍ" مجلة صحبة الخير في عددها الجديد

                            جزاكم الله خيرا

                            تعليق


                            • #15
                              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              جزاكم الله خيرا
                              اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                              ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                              ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X