﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين؛ حمدًا كثيرًا مباركًا طيبًا فيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله.
أمّا بعد:
أحبابي الكرام، نحن بحاجة إلى موضوع مهم؛ هذا الموضوع لا يكفي أن نتكلّم عنه في العمر مرّة، بل ولا في السنة مرّة، بل ولا في الشهر مرّة، بل ولا في الأسبوع مرّة، بل ولا في اليوم مرّة، بل نحتاج هذا الموضوع في كلّ لحظةٍ من لحظات حياتنا، وفي كلّ موقف من مواقف حياتنا اليوميّة؛ هذا الموضوع ألا وهو موضوع القلوب.
موضوع القلب، هذا القلب الذي هو محطّ نظر الربِّ سبحانه وتعالى، تصوّر أنّ الله العظيم، الكبير، الرحمن، الرحيم, ذو الجلال والإكرام؛ لا ينظر إلى شكلك، ولا إلى صورتك، ولا إلى مرتّبك، ولا إلى أصلك، وفصلك، وإنّما ينظر ربّنا سبحانه وتعالى إلى قلبك؛ كيف هو قلبك مع الله؟
هل فيه الإخلاص؟ هل فيه الصدق؟ هل فيه اليقين؟ هل فيه التوكّل على الله؟ هل فيه حُسن الظنّ بالله سبحانه وتعالى؟
ولهذا أحببت أن يكون هذا اللقاء أحبابي الكرام هو بمثابة المحاسبة الدقيقة والشديدة لقلوبنا، وأسميتُ هذا اللقاء بعنوان: "لماذا لا تحزن على قلبك؟".
نحن نحزن على كلّ شهوةٍ من شهوات الدّنيا إذا فقدناها، نحزن إذا فُقِد منّا مبلغ من المال، نحزن إذا فُقِد منّا منصب من المناصب الدنيويّة، نحزن إذا فُقِدَت منّا متعة من متع الدّنيا، لكن هل نحزن لقلوبنا؟
تعليق