إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطوبتى فشلت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطوبتى فشلت

    السلام عليكم
    ان بشكر ادارة المنتدى انها اتاحت لى هذه الفرصه علشان افضفض معاكم واحكيلكم بدون حرج
    جزاكم الله خير
    انا كنت خطبت اخت منتقبة وحصلت مشاكل مع عيلتها وتم فسخ الخطوبه من الكبار
    لكننا ماكنشى لينا دخل وكنا بنحب بعض جداااا ومازلنا لحد دلوقت بنحترم بعض وبنحب بعض
    لكنى الحمد لله معتش بتواصل معها وانا فهمتها انه مينفعش لانه حرام انى اكلمك من ورا اهلك .. فهى تقبلت الكلام بعد بكاء مرير قطع قلبى ... رحمتك يارب
    انا كنت استخرت ربنا والامر بان ومتيسرش
    لكن فى حاجه انا شايفها مناسبة جدااا ليا كونها متدينه وجميلة ومحتشمة ومنتقبه وتحفظ القرآن وبعض الصفات الاخرى اللى بشوفها فيها بس مش فى بنات تانية من بتوع اليومين دول
    مش عارف ايه اللى حصل بس الاهالى دول حاجه نفخ
    بس اكيد ربنا سبب السبب ده علشان الموضوع يتفركش لانه مش مناسب ليا
    بس انا مش قادر افهم ايه هو اللى فى الموضوع مش مناسب ليا
    لانى تعبت من كتر التفكير ومش لاقى سبب واضح اطمئن له
    يترى ده ضعف ايمان ولا ايه ..
    ارجوا المساعدة جزاكم الله كل خير

  • #2
    رد: خطوبتى فشلت

    فى حاجه كمان اخوانى الافاضل
    ياترى ممكن ادعوا ربنا انه ييسر لى ويجمعنى بها فى غير فتنة او شر
    وقد سبق لى الاستخارة ولم يتيسر الامر لحكمه يعلمها الله ولا اعلمها الى الان
    ارجوا الرد لانى الامر ده محيرنى وانا كل ما افتكر صفه من صفاتها الحسنه كطاعتها لي
    اشعر بحزن شديد عليها فاريد ان ادعوا الله ولكنى اسكت لان الله يعلم ان هناك شر

    فاسكت عن الدعاء حتى لا اكون ادعوا على نفسى وانا معرفش
    ياريت توضحوا لي
    واسالكم الدعاء ان يخفف الله عنى

    تعليق


    • #3
      رد: خطوبتى فشلت

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      اعْلَمْ أخِي الفَاضِل أنَّنَا نَشْعُرُ بحَالَتِكَ ونُقَدِّرُ مَوْقِفكَ، وأغْلَبنَا مَرَّ بمَوْقِفٍ مِثْل هذا؛ إنْ لَمْ يَكُن بنَفْسِهِ فَمَعَ مَنْ حَوْلِهِ، وأنَا شَخْصِيًّا كَانَ لِي صَدِيق مَرَّ بتَجْرِبَةٍ مُشَابِهَةٍ لمَوْقِفِكَ، وكَمَا هُوَ مَعْلُومٌ أنَّ الإثَارَةَ تَشْتَدُّ بقُرْبِ وقُوَّةِ المُثِير، لِذَا فَإنَّنَا دَائِمًا في لَحَظَاتِ الانْفِعَال بالمَوَاقِف نَكُون تَحْتَ تَأثِيرِ الظُّرُوف الحَاصِلَة وقُرْبهَا وشِدَّتهَا، فَلاَ نَكُون في أفْضَلِ حَالاَتنَا للحُكْمِ عَلَى الأُمُورِ، وغَالِبًا مَا تَخْرُج قَرَارَاتنَا في اتِّجَاهٍ وَاحِدٍ فَقَط بغَضِّ النَّظَر عَنْ أيِّ شَيْءٍ، ونَادِرًا مَا تَكُون صَحِيحَة، ولهذا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أوَّلِ صَدْمَةٍ، أو قَالَ: عِنْدَ أوَّلِ الصَّدْمَة]، وقَدْ كُنْتُ أُكَلِّم صَدِيقِي هذا كَثِيرًا، ولَكِنَّهُ لَمْ يَكُن يَسْمَع، ويُصِرّ عَلَى مَا يَشْعُرُ بِهِ ويُرِيدُهُ، لَكِنَّهُ لَمَّا هَدَأ وابْتَعَد عَنِ المَوْقِفِ وصَفَا ذِهْنُهُ، أقَرَّ بنَفْسِهِ وصَارَ يُقِرُّ كُلَّ يَوْمٍ أنَّ مَا حَدَثَ لَهُ هُوَ الخَيْر بعَيْنِهِ، وأنَّهُ كَانَ مُخْطِئًا فِيمَا فَعَلَ، لِذَلِكَ أخِي الكَرِيم إنْ أرَدْتَ العَمَل بالنَّصِيحَةِ الَّتِي طَلَبْتهَا والاسْتِفَادَة مِنْهَا، فَعَلَيْكَ أوَّلاً أنْ تَخْرُجَ مِنْ مَدَارِ الإثَارَة والانْفِعَال بالمَوْقِف، لتَهْدَأ؛ وتُفَكِّر؛ وتَحْكُم؛ وتَتَقَبَّل النُّصْح بطَرِيقَةٍ مُحَايِدَةٍ مَوْضُوعِيَّةٍ تَأتِي لَكَ بالخَيْرِ بإذْنِ الله، ولتَحْقِيقِ هذا الخُرُوج وهذه المَوْضُوعِيَّة، عَلَيْكَ باتِّبَاعِ وتَطْبِيقِ قَوْل رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ عَجَبًا لأمْرِ المُؤْمِن، إنَّ أمْرَهُ كُلّهُ خَيْر، ولَيْسَ ذَاكَ لأحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِنِ، إنْ أصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وإنْ أصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ].

      والآن نَبْدَأُ مَعَ المُشْكِلَةِ، وسَأبْدَؤُهَا مَعَكَ مِنْ خِلاَلِ شَرْح دُعَاء صَلاَة الاسْتِخَارَة طَالَمَا أنَّكَ فَعَلْتَ الاسْتِخَارَة:
      أوَّلاً الدُّعَاءُ: رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ جَابِر بْن عَبْد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُعَلِّمَنَا الاسْتِخَارَة في الأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمنَا السُّورَة مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: إذا هَمَّ أحَدُكُم بالأمْرِ، فَلْيَرْكَع رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَة، ثُمَّ ليَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيم، فَإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِر، وتَعْلَمُ ولا أعْلَم، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوب، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَم أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لِي في دِينِي ومَعَاشِي وعَاقِبَة أمْرِي - أو قَالَ: عَاجِل أمْرِي وآجِلهُ - فَاقْدِرْهُ لِي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِك لِي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَم أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لِي في دِينِي ومَعَاشِي وعَاقِبَة أمْرِي – أو قَالَ: في عَاجِل أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدِر لِيَ الخَيْر حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ. قَالَ: ويُسَمِّي حَاجَتَهُ ].

      ثَانِيًا: صَلاَةُ الاسْتِخَارَةِ لا تُفْعَل مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَط، قَدْ تُفْعَل مَرَّة ويَطْمَئِنُّ الإنْسَانُ لَهَا، ولَكِنْ قَدْ تَكُون هُنَاكَ ظُرُوف تَحُول دُونَ وُقُوع مَا يُرِيد، فَيَظُنّهَا نَتِيجَة الاسْتِخَارَة، وهي لَيْسَت كَذَلِكَ، فَهُنَا عَلَيْهِ بالصَّبْرِ أوَّلاً، وتكْرَارِ الاسْتِخَارَة حَتَّى يَطْمَئِنّ قَلْبهُ أنَّ اللهَ يُبَاعِدُ بَيْنَهُ وبَيْنَ هذا الأمْر أو يُقَرِّبُهُ إلَيْهِ، وفي حَالَتِكَ هذه تَقُول أنَّ الكِبَارَ هُمْ مَنْ تَسَبَّبُوا في الفَسْخِ، وهذا سَبَبٌ، وقَدْ أُمِرْنَا بالأخْذِ بالأسْبَابِ، وأصْلاً صَلاَةُ الاسْتِخَارَة لا تَتَعَارَض مَعَ الأخْذِ بالأسْبَابِ، وبالتَّالِي عَلَيْكَ أنْ تُكَلِّمَ الكِبَار وتَعْرِف مِنْهُم سَبَب هذا الفَسْخ، وتُحَاوِل عِلاَج المُشْكِلَة الَّتِي أدَّت بهم لذَلِكَ، وتَفْعَل هي أيْضًا مَعَ أهْلِهَا، ويُمْكِن تَوْسِيط آخَرِينَ مِمَّنْ يَسْتَمِعُ الأهْلُ لَهُم ويُوَقِّرُونَهُم ويَأخُذُونَ برَأيِهِم، سَوَاء مِنْ دَاخِلِ العَائِلَة أو مِنَ المَعَارِف، وكُلّ ذَلِكَ مَعَ الاسْتِمْرَارِ في الدُّعَاءِ والاسْتِخَارَة، حَتَّى إنْ فَعَلْتُم كُلّ هذا وجَاءَت النَّتِيجَة في النِّهَايَةِ سَلْبِيَّة، يَكُون اليَقِين قَدْ تَرَسَّخَ أنَّ الاسْتِخَارَة قَدْ أتَت بنَتِيجَتِهَا، وأنَّ الخَيْرَ في البُعْدِ، وهَكَذَا تَكُون النَّتِيجَة إيِجَابِيَّة.

      ثَالِثًا: شَرْحُ الدُّعَاءِ:
      (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ) (وتَعْلَمُ ولا أعْلَم): في اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ عِنْدَمَا تَدْخُل الألِفُ والسِّينُ والتَّاءُ عَلَى الفِعْلِ فَهِيَ تَعْنِي الطَّلَب، مِثْل (فَهَمَ – اسْتَفْهَمَ) أي طَلَبَ الفَهْم، و(غَفَرَ - اسْتَغْفَرَ) أي طَلَبَ المَغْفِرَة، وهَكَذَا، فَكَلِمَة (أسْتَخِيرُكَ) هي طَلَبٌ للخَيْرِ، ولَمَّا كَانَ عِلْمُ الإنْسَانِ مَحْدُودًا، وعِلْمُ اللهِ لا يَحُدّهُ شَيْءٌ، كَانَ القَصْدُ في هذا الدُّعَاءِ بكَلِمَةِ (أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ) هُوَ تَرْسِيخ مَعْنَى: أنَّ الإنْسَانَ مَهْمَا عَلِمَ وبَلَغَ بِهِ العَقْل والخِبْرَة والذَّكَاء، فَإنَّهُ لا يَعْلَم الخَيْر لنَفْسِهِ، ولاَبُدَّ لَهُ مِنْ طَلَبِهِ مِنَ العَلِيمِ الخَبِيرِ، فَقَدْ يَكُون مَا أظُنُّهُ خَيْرٌ لِي الآن، هُوَ في حَقِيقَتِهِ شَرٌّ لِي في المُسْتَقْبَل، أو شَرٌّ لِي الآن ولَكِنِّي لا أدْرِي، ولِذَلِكَ بِمَا أنِّي أُرِيدُ الخَيْر لنَفْسِي ولا أعْلَمُهُ، فَأنَا أطْلُبُ مِنَ اللهِ الخَيْر الَّذِي يَعْلَمهُ، سَوَاء كَانَ في هذا الأمْرِ أو في غَيْرِهِ.
      (وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ) (فَإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِر): هي طَلَبٌ للتَّقَوِّي باللهِ وقُدْرَتِهِ، عَلَى شَيَاطِينِ الجِنّ الَّذِينَ يُوَسْوِسُونَ ويُزَيِّنُونَ البَاطِل والشَّرّ، وعَلَى شَيَاطِينِ الإنْس الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بجَهْلٍ وجَهَالَةٍ ويُرِيدُونَ لِي الشَّرّ، وعَلَى نَفْسِي الَّتِي قَدْ تَتَّبِع الهَوَى فَتَضِلّ عَنْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهَا.
      (وأسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيم): طَلَبٌ لمَزِيدٍ مِنَ الخَيْرِ، لَيْسَ فَقَط الخَيْر في الشَّيْء نَفْسه، بَلْ كَمَا في بَقِيَّةِ الدُّعَاء: بالرِّضَا والصَّبْر والبَرَكَة، وهذه أُمُور لا أمْلِكُهَا ولا أمْلِكُ تَحْقِيقهَا بنَفْسِي، فَحَتَّى إنْ أصَبْتُ في تَقْدِيرِي للشَّيْءِ وكَانَ فِعْلاً هُوَ خَيْرٌ في نَفْسِهِ، قَدْ لا أرْضَى بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، قَدْ تُنْزَع مِنْهُ البَرَكَة، وهذا يُؤَكِّد أنَّ الخَيْرَ الَّذِي أرَاهُ هُوَ نَظْرَة قَاصِرَة للشَّيْءِ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَقَط، ولابُدَّ لكَمَالِهَا وإتْمَامِهَا أنْ أسْتَعِينَ بمَنْ يَعْلَم كُلّ شَيْءٍ فِيهَا ويَقْدِر عَلَيْهِ.
      (وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوب): وهذا تَذْكِيرٌ بتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّة، والَّذِي مِنْهُ عِلْمُ الغَيْبِ، ولأنَّنِي لا أعْلَمُ غَيْب اللَّحْظَة القَادِمَة، فَلاَ يُمْكِننِي أنْ أجْزِمَ بشَيْءٍ أنَّهُ خَيْرٌ لِي في المُسْتَقْبَلِ، ونُلاَحِظ أنَّ ألْفَاظَ وعِبَارَاتَ اسْتِفْتَاح الدُّعَاء إلى الآن وكَأنَّهَا تُرَسِّخ في النَّفْسِ مَعْنًى هَامًّا: طَالَمَا أنَّكَ لا تَقْدِر ولا تَعْلَم، فَلاَ تَغْضَب مِنَ النَّتِيجَةِ إذا جَاءَت بِمَا يُخَالِف هَوَاكَ، لأنَّهَا في النِّهَايَةِ قَدَرٌ مَكْتُوبٌ.
      (فَاقْدِرْهُ لِي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِك لِي فِيهِ): وهذا يَعُودُ بِنَا إلى ضَرُورَةِ الأخْذ بالأسْبَابِ لحُصُولِ التَّيْسِير، ويُؤَكِّد أنَّ الشَّيْءَ نَفْسهُ قَدْ يَكُون طَيِّبًا جَمِيلاً، لَكِنْ لَوْ نُزِعَت مِنْهُ البَرَكَة فَسَيَكُون شَرًّا.
      (فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدِر لِيَ الخَيْر حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ): إخْبَارٌ وتَمْهِيدٌ جَدِيدٌ للنَّفْسِ بأنَّهَا قَدْ لا تَصِل لِمَا تُرِيد، حَتَّى إنْ حَدَثَ لا تَقْنَط ولا تَجْزَع، وسُبْحَانَ الله، إنِّي لأعْجَبُ مِمَّنْ يَدْعُو اللهَ أنْ يَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ ثُمَّ يَغْضَب لَمَّا يُحَقِّقُ اللهُ لَهُ رَغْبَتهُ؟ فَطَالَمَا أجَابَ اللهُ دُعَائكَ وصَرَفَ عَنْكَ الشَّيْء الَّذِي دَعَوْتَ مِنْ أجْلِهِ، فَمَعْنَى هذا أنَّهُ كَانَ سُوءًا لَكَ لَوْ تَحَقَّقَ، فَعَلاَمَ تَغْضَب؟
      وبرَبْطِ هذا الشَّرْح لهذا الدُّعَاء مَعَ الحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ سَابِقًا (عَجَبًا لأمْرِ المُؤْمِن، إنَّ أمْرَهُ كُلّهُ خَيْر، ولَيْسَ ذَاكَ لأحَدٍ إلاَّ للمُؤْمِنِ، إنْ أصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وإنْ أصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) يَتَبَيَّن لَنَا أنَّ الأمْرَ مُرْتَبِطٌ بالإيِمَانِ والتَّوْحِيدِ والاعْتِقَادِ وحُسْنِ الظَّنّ باللهِ، ومُرْتَبِطٌ بعِبَادَاتٍ مِثْل الصَّبْر والتَّوَكُّل والدُّعَاء، وأنَّهُ أكْبَر مِنْ مُجَرَّدِ تَحْكِيم هَوَى النَّفْس في الاخْتِيَارِ أو الحُكْم بعِلْمِنَا القَاصِر، ولضَمَانِ الخَيْر في الأمْرِ يَجِب أنْ نُرْجِعَهُ إلى صَاحِبِ الأمْر العَلِيمِ الخَبِيرِ عَلاَّمِ الغُيُوب، وألاَّ نَجْزَع مِنْ حُكْمِهِ ونَغْضَب مِنْ قَضَائِهِ ونَسْخَط عَلَى قَدَرِهِ ونَحْزَن مِنِ اخْتِيَارِهِ.

      لِذَا أخِي الكَرِيم عَلَيْكَ بالآتِي:
      1) تكْرَارُ الاسْتِخَارَةِ والدُّعَاءِ.
      2) الأخْذُ بالأسْبَابِ ومُحَاوَلَةُ عِلاَجِ المَشَاكِل الَّتِي تَسَبَّبَت في الفَسْخِ.
      3) الكَلاَمُ مَعَ الأهْلِ ومُحَاوَلَة نَيْل رِضَاهُم.
      4) تَوْسِيطُ مَنْ لَهُم كَلِمَة مَسْمُوعَة ورَأي مُعْتَبَر عِنْدَ الأهْلِ.
      5) الرِّضَا بنَتِيجَةِ الاسْتِخَارَة وقَضَاءِ الله في حَالِ لَمْ يَتَيَسَّر المَوْضُوع، حَذَرًا مِنَ الوُقُوعِ في مُخَالَفَاتٍ إيِمَانِيَّةٍ خَطِيرَةٍ.
      أخِي الكَرِيمُ: هُنَاكَ بَعْضُ المُؤَشِّرَات في كَلاَمِكَ قَدْ تَكُون سَبَبًا في مَا حَصَلَ، مِثْل طَبِيعَة العِلاَقَة بَيْنَكُمَا، وطَرِيقَة كَلاَمكَ عَنِ الأهْل، وكِلاَهُمَا مَعْصِيَة لا تَجُوز، ومِنْ شُؤْمِ المَعْصِيَة عَلَى صَاحِبِهَا أنَّهُ يُحْرَم الرِّزْق، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَم الزِّرْق بالذَّنْبِ يُصِيبهُ ]، أو تُمْحَق مِنْهُ البَرَكَة ويَكُون سَبَبًا في الوَحْشَةِ بَيْنَهُ وبَيْنَ النَّاسِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ [ إنِّي لأعْصِي الله فَأرَى ذَلِكَ في خُلُقِ دَابَّتِي وامْرَأتِي ]، ومِنْ شُؤْمِهَا أيْضًا تَعْسِير الأُمُور، عَلَى عَكْسِ مَنْ يَتَّقِي الله فَيَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا ويَجْعَل لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرًا.
      وعَلَى ذَلِكَ: فَعَلَيْكَ بمُرَاجَعَةِ نَفْسكَ ومُحَاسَبَتهَا، والتَّوْبَة إلى اللهِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ صَغِيرًا كَانَ أو كَبِيرًا:
      فَأمَّا هذه الفَتَاة: فَلاَ يَحِلّ لَكَ التَّفْكِير فِيهَا ولا الكَلاَم مَعَهَا عَنْ حُبٍّ وخِلاَفه، ولا يَحِلّ لَكُمَا الكَلاَم مَعًا أصْلاً إلاَّ للتَّحْضِيرِ لأُمُورِ الزَّوَاج، ولَوْ فَعَلْتَ مَعَ وَلِيِّهَا لَكَانَ أفْضَل، وإنْ فَعَلْتَ مَعَهَا فَلاَ يَخْرُج الكَلاَم عَنْ هذه الأُمُور فَقَط، ويَكُون بحُضُورِ أحَد مَحَارِمهَا دُونَ خُلْوَة، وهي بنِقَابِهَا، وهذا بَعْدَمَا تَتِمّ الخِطْبَة رَسْمِيًّا.
      وأمَّا الأهْل: فَتُحْسِن الكَلاَم عَنْهُم ومُعَامَلَتهم وبِرّهُم.
      وأمَّا نَفْسكَ: فَتَتُوب مِنَ المَعَاصِي الَّتِي تَعْلَمهَا والَّتِي لا تَعْلَمهَا.
      وتَفْعَل ذَلِكَ لا مِنْ أجْلِ تَحْقِيق مَا تُرِيد، ولَكِنْ تَقْوَى للهِ وعِبَادَة لَهُ، والَّتِي مِنْ نَتَائِج إخْلاَصكَ فِيهَا أنْ تُعْطَى الرِّزْقَ الَّذِي مُنِعْت، ويُيَسَّر لَكَ فِيمَا عُسِّرَ عَلَيْكَ، ويُبَارَك لَكَ فِيمَا مُحِقَت بَرَكَته.

      أمَّا بخُصُوصِ حِكْمَة الله الَّتِي لا تَعْلَمهَا في فَسْخِ هذه الخِطْبَة، فَالحِكَم المَعْلُومَة كَثِيرَة وكَافِيَة:
      - نَتِيجَةُ الاسْتِخَارَة الَّتِي فَعَلْتَهَا.
      - شُؤْمُ مَعْصِيَةٍ يَفْعَلهَا أحَدُكُمَا أو كِلاَكُمَا.
      - قَدَرُ كُلٍّ مِنْكُمَا أنَّهُ لَيْسَ للآخَر.
      - تَسَبُّبُ الأسْبَابِ (المَشَاكِل الَّتِي حَدَثَت وعَدَم رِضَا الأهْل).
      أمَّا الحِكَم غَيْر المَعْلُومَة فَلاَ نَسْأل عَنْهَا، وحَتَّى إنْ سَألْنَا فَلَنْ نَجِد مَنْ يُجِيب، فَسُبْحَانَ الله لا يُسْأل عَمَّا يَفْعَل، وأصْلُ الإسْلاَمِ والتَّسْلِيمِ لله أنَّنَا نُنَفِّذ أوَامِرهُ ونَرْضَى بقَضَائِهِ سَوَاء عَلِمْنَا أو لَمْ نَعْلَم الحِكْمَة مِنْ ذَلِكَ، وسَوَاء فَهِمْنَا مَا عَلِمْنَاهُ أو لَمْ نَفْهَم، نَعَمْ نَسْأل عَنْهَا لنَزْدَاد تَدَبُّرًا وفِقْهًا، ولَكِنْ لا يَمْنَعنَا الجَهْل بِهَا مِنَ التَّنْفِيذِ والرِّضَا والإيِمَانِ والتَّسْلِيمِ.

      وبخُصُوصِ دُعَاء الله بأنْ يَجْمَعَ بَيْنَكُمَا في غَيْرِ فِتْنَةٍ أو شَرٍّ، فَلَمْ نَفْهَم المَقْصُود مِنْهُ، فَإنْ كَانَ القَصْدُ الزَّوَاج، فَقَدْ دَعَوْتَ الاسْتِخَارَة، وإنْ كَانَ عِلاَقَة أُخْرَى إنْ لَمْ يُيَسِّر الله لَكُمَا الزَّوَاج، فَلاَ يَجُوز الدُّعَاء بِمَا فِيهِ مَعْصِيَة لقَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ يُسْتَجَابُ لأحَدِكُم مَاْ لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ أو قَطِيعَةِ رَحِمٍ، أو يَعْجَل؛ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ].
      وسَوَاء دَعَوْتَ أو لَمْ تَدْعُو، فَلاَ يَجِب أنْ تُعَطِّلَ حَيَاتكَ وتُعَطِّلَ حَيَاتَها عَلَى أمْرٍ وَاحِدٍ، فَلَقَد اسْتَخَرْتُمَا ولَمْ يَجْمَع اللهُ بَيْنَكُمَا، فَلْيَبْحَث كُلّ مِنْكُمَا عَنْ قَدَرِهِ مَعَ آخَر حتى وإنْ كَانَ أقَلُّ في بَعْضِ صِفَاتِهِ مِنَ الأوَّل، ولا يُوقِف حَيَاته عَلَى أمَلِ تَحَقُّقِ الاسْتِخَارَة مَعَ نَفْسِ الشَّخْص في وَقْتٍ آخَر، فَهَكَذَا يَضِيعُ العُمْر.

      نَسْألُ اللهَ أنْ يُثَبِّتَكَ ويَرْزُقَكَ الصَّبْرَ والبَصِيرَةَ، وأنْ يَرْزُقَكَ وشَبَاب وبَنَات المُسْلِمِينَ الهُدَى والتُّقَى والعَفَافَ والغِنَى، اللَّهُمَّ آمِينَ.

      وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 09-03-2012, 11:20 PM.

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: خطوبتى فشلت

        [FONT=""][COLOR=""]ماشاء الله لا قوة الا بالله
        اسال الله ان يجايزك كل خير عنى اخى الحبيب
        وان يجعل تعبك معى فى ميزان حسناتك امين يالله
        شرحك لصلاة الاستخاره افضل شرح قراته الى الان .. قود اتطلعت على كثر من كلام للعلماء صلاة الاستخارة لكنى لم اجد شرح وافى بهذ الشكل الرائع المميز
        اخانا الفاضل ساوضح لك بعض الامور
        فى اول مره استخرت الله لكن الله صرف عنى هذا الامر لانه يوجد به شر
        كان سؤالى هل يجوز ان ادعوا الله ان يجمعنى بها اى ( اتزوجها ) فى غير فتنه او شر
        الامر الثانى هل تكون المعصية اسبق فى القدر من صلاة الاستخاره
        يعنى حضرتك قولت ان المعصية شؤم
        وانا اعترف اننا وقع بيننا بعض التنازلات بس والله كنت بستغفر ربنا واخر مره عاهدنا بعض ان مش عيحصل بيننا حاجه تغضب ربنا وهي رقت الى الكلمات وبدات ادعوها للاستغفار بالاسحار واستجابت والحمد لله .. بل ودعتنى لسماع درس للشيخ احمد جلال بعنوان وقفه مع النفس وقالت لى انه اثر فيها جداا وانا سمعته ايضاً وزاد فى قلبى رقه والحمد لله ..
        ياترى بسبب المعصية دى كان البلاء ده ولا بسبب الاستخارة ؟؟
        وللعلم انا خطبتها اول مره وفكرشت برضوا بسبب امها بس ماكنتش اتكلمت معاها الا بقدر الحاجه فقط .. محصلش بيننا تنازلات
        ودى المره التانية برضوا بسبب امها
        امر الرجوع لاهل هذه الفتاه ضيق جدااا
        اوخوها هو الولى بعد ان مات ابوها لا يهمه الا عامة نفسه لا ينظر فى مصالحهم ولا يشملهم .. منطوى
        انا مش لاقى سبب واحد اقدر ارجع بيه لان فعلا حصلت مشاكل تافهه بين النساء من الطرفين وده اللى سبب المشكله
        هل ده من نتيجة الاتسخاره ام من شؤم المعصية
        كمان حاجه البنت دلوقت متعلقه بيا جدااا وانا بصراحه حاسس بالم داخلى لانها متعلقه بيا كده
        حاسس انى عكون سبب فى افساد حياتها ...
        هي بتتواصل مع امى وامى بتنقلى كلامها واخبارها
        اخر مره كانت واحده صديقات امها عرضت عليها ان تزوجها ابنها المهندس .. وهو كُفؤ لكن الفتاة رفضت وقالت لامى ( انا مستحيل اتجوز حد غير فلان ) اللى هو انا
        لكنى قلت لامى ان تقول لها اننى اريد ان اراها سعيدة حتى وان كانت مع غيرى
        ويعلم الله هذه حقيقة وصدق
        سكتت وهى حزينة
        فهل لك اخى الحبيب ان تعطينى حلاً لهذه المشكله
        انا عاوز اخليها متنتظرنيش ويعنى متعطلش نفسها عشانى
        بس هيا متعلقه بيا بشكل جنونى
        يارب فك الكرب
        اسالك الدعاء وجزاك الله خير[/COLOR][/FONT]

        تعليق


        • #5
          رد: خطوبتى فشلت

          [FONT=""][COLOR=""]وأنَا شَخْصِيًّا كَانَ لِي صَدِيق مَرَّ بتَجْرِبَةٍ مُشَابِهَةٍ لمَوْقِفِكَ

          ممكن طلب ياريت تقص عليا القصه بالتفصيل
          من باب السعيد من وعظ بغيره وايضا من باب ان القصص لها تاثير عظيم فى النفوس
          ساكون شاكرا لك جدا
          وجزاك الله خير[/COLOR][/FONT]

          تعليق


          • #6
            رد: خطوبتى فشلت

            شيخنا الفاضل ارجوا الرد وجزاك الله كل خير
            ومعلش تعبتك معايا

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x
            إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
            x
            أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
            x
            x
            يعمل...
            X