إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث :: كيف أنت يا عبد الله .....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث :: كيف أنت يا عبد الله .....

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه

    أما بعد ::

    فإخوتي في الله


    بين فترة وأخرى، نختار حديثاً من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ونقف عنده.

    فمن كلامه يمكن أن يتعرف الناس على واقعهم، ومقدار القرب والبعد عما يريده الله منهم.



    حديثنا، هذا اليوم.................


    هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في مسند الإمام أحمد وبسند صحيح، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة الناس؟))قال: قلت: يا رسول الله، كيف ذلك؟ قال: ((إذا مَرِجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه))، قال قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: ((اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم)).


    ومن عجيب فقه الإمام البخاري رحمه الله تعالى أنه أورد هذا الحديث تعليقاً في كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره.


    ورواية الإمام أبي داود في كتاب الملاحم.
    قال: ((كيف بكم وبزمان، أو يوشك أن يأتي زمان، يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس. قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه))، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله، فقال: ((تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم وتذرون أمر عامتكم)).
    وفي رواية: قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا))، وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فِداك؟ قال: ((الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)).



    أول نقطة في هذا الحديث العظيم، ينبغي الوقوف عنده:

    قوله: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟)).
    الحثالة: هي التي في آخر الإناء.
    والحثالة: هو الرديء من كل شيء، فحثالة التمر هو أردؤه، وما لا خير فيه.
    وكذلك الحثالة من الناس، هم أراذل الناس وشرارهم وسفلتهم، وهم الذين لا خير فيهم.


    نعم أيها الأحبة، إن فئة من الناس قد يصلون، إلى هذا الأمر، الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، حثالة من الناس.

    ولا أظنك أخي المسلم، محتاج إلى كبير جهد، لكي تجد بعض أفراد هذا الصنف من الناس، ومع كل أسف، فإن هذه الحثالة بدأت تنمو، وتزداد، وتتكاثر، حثالة في كل طبقة.


    وحثالة في كل ناحية، هذه الحثالة لا يهمها أمر الناس، لا يهمها إصلاح وضع، ولا يهمها إزالة خطأ، ولا يهمها نشر وعي وخير بين الناس، لأنهم حثالة، يعيشون لبطونهم، ويعيشون لشهواتهم ولا يهمهم إلا أنفسهم، المهم أن يبقى ويأكل ويشبع ويجمع وما سوى ذلك، فليس في تفكيره، كم أيها الأحبة ممن نعرف وممن لا نعرف بهذه الصفة .

    لا تهتم الواقع، ولا يؤلمها آلام الغير، ولا تكترث لأحد، ينام ملء عينه، ويأكل ملء بطنه، ويضحك ملء فمه، وبعد ذلك فليحصل ما يحصل إذا كثر هذا الصنف من الناس في مجتمع أو بلد أو أمة، فإن هذا مؤذن بخطر المسلم، لا ينبغي له أن يعيش لنفسه فحسب، فهذه عيشة الحيوانات والبهائم.

    الأصل في المسلم، أن يعيش لغيره، لأنه لا ينظر فقط إلا عمر هذه الحياة الدنيا بل هو يعتقد بأمور وقضايا وراء هذا العالم المحسوس.

    الحثالة من الناس هم الذين يعيشون لأنفسهم ولا يفكرون إلا في ذواتهم لا يهمهم لو زاد المنكر، ولا يهمهم كذلك لو نقص الخير، لا يحزنون لو مات عالم، ولا يفرحون لو ولد عالم، الحثالة من الناس لا يتفاعلون مع أحداث الأمة، لا يقلقون لتغريب، ولا ينزعجون بتطبيع

    فاحذر أخي المسلم أن تكون من هذه الحثالة، فإنك ما خلقت لتكون حثالة، وما أصبحت مسلماً وانتسبت إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لتكون من حثالة الناس، بل الذي يطلبه منك الإسلام، أن تنظف المجتمع من الحثالة، لا أن تبقى معها، وتسير في ركابها.


    وللبحث تتمة بإذن الله فتابعونا وإحفظ عن نبيك صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هذا الحديث
    وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
    وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
    صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

  • #2
    رد: شرح حديث :: كيف أنت يا عبد الله .....

    جزاك الله خيرا شيخنا د : مسلم .
    وبارك الله فيك
    وما شاء الله فكرة طيبة جدا ان تتحفنا ببعض الاحاديث
    وتوقفنا علي معانيها وبعض المراد بها
    لنقف علي انفسنا ونعرف حدودها
    ومنتظرين باقي البحث والسلسلة وفقكم الله واعانكم
    وتقبل الله منا ومنكم
    اااااامين
    واحبكم في الله
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 28-07-2015, 04:59 PM.
    ... جرِّد الحجة من قائلها، ومن كثرة القائلين وقلّتهم بها، ومن ضغط الواقع وهوى النفس، واخلُ بها والله ثالثكما، تعرف الحق من الباطل . ( الطريفي )




    تعليق


    • #3
      رد: شرح حديث :: كيف أنت يا عبد الله .....

      جزاكم الله خيرًا
      وبارك الله فيكم


      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا
        ينقل لقسم واحة علم الحديث فهو النسب له

        تعليق

        يعمل...
        X