إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

همسة في أذن طلبة العلم والعلماء // مفهرس

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • همسة في أذن طلبة العلم والعلماء // مفهرس







    همسة في أذن طلبة العلم والعلماء


    أن تكون عالمًا، فهذا فضلُ الله يؤتيه من يشاء، أن تكون مبرِّزًا، فهذا حسن، أن تكون داعيةً إلى الله - تعالى -
    فهذا موروث الرسُل والأنبِياء، ودأب العلماء واصطِفاء من الله تعالى،

    ولكن هذا لا يُعلم أثرُه وحقيقتُه إلاَّ مع خاتمتِه؛
    لأنَّ الأعمال بالخواتيم، ولا تُدرك ثمرتُه إلاَّ يوم أن ترى نفسَك تُزَحْزح عن النَّار،
    ولا تكون مِن أوَّل من تسعَّر بهم، فحينئذٍ يكون الفلاح والفوز.




    فالعِلم والتعلُّم والتَّعليم هي خيرُ الدّنيا وخير سبيل للآخرة؛ فقد أثنى الله - تعالى - على العُلماء ووصفَهم وخصَّهم بكريم الخِصال وعظيم المراتِب،
    وقدَّمهم على الخلق أجْمعين، وذلك ممَّا يدلّ عليْه الكثير من الآيات القُرآنيَّة، وأمَّا الأحاديث النَّبويَّة فحدِّث ولا حرج،


    وأمَّا التَّصانيف العِلْميَّة الَّتي أفردت الكلام عن العِلْم وفضله، وفضْل أهله، والتَّحذير من اتّخاذه سُلَّمًا للأغراض الدنيويَّة،
    ومنهلاً لإشباع الرَّغبات والشَّهوات الخفيَّة، فهذه التَّصانيف كثيرة، وفى الجُملة فالمادَّة النظريَّة الكثيرة وفيرة، ولكنَّ أمر العِلم والدَّعوة
    لا يُبنى على الأمور النَّظريَّة المسطَّرة في بطون الكتُب، وليس العالِم أو الدَّاعية كالآلة الميكانيكيَّة أو الحاسوب الَّذي يُملأ بالبيانات
    وعندما تَحتاج إليْها تضغط على أحد الأزْرار فتظهر لك المعلومات.




    ولكن هذا العالِم أو الدَّاعية بشَر، له رُوحٌ وقلْب، بشَر حيٌّ تعْتريه الآفاتُ والنَّقائص،
    يتأثَّر ويؤثّر، ليس جامدًا لا رُوح فيه، وليس كالوعاء يَحمل العلم ولا يَدْرِي ما فيه؛ بل إنَّ الله - تعالى - قد بيَّن أنَّ ما لا يؤثِّر في صاحبِه من
    العلم، فلا خير فيه، من خلال مفهوم مثالٍ عظيم ضربه الله - تعالى - في سورة الحشر عند قوله - تعالى -:
    ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]؛

    فالقرآن وما فيه من علوم إذا تُلِيت على الجبَل، أصابتْه الخشْية والخشوع والذّلَّة، والسّكون والرّكون، والرَّغبة والرَّهبة،
    فما بالُك بالقُرآن الَّذي يُتْلَى على الأحْياء أصحاب القلوب والعقول؟ وما بالُك بأثرِه على قلوبِهم وسلوكهم؟
    ولأنَّ العلم فرعُ القرآن، فكذلك تأثير العِلم في القلوب والسّلوك.




    فعلى هذا يجِب أن يكون العالِم أو الدَّاعية ذا قلبٍ حيّ، له مشاعر على درجةٍ من الفطنة والذَّكاء؛ فيكون للعلم والقُرآن فيه التَّأثير العظيم،
    ممَّا يَجعله يستشعر آيات القرآن، فيظهر ذلك على سلوكِه، ممَّا يُعينه على فهْم النَّاس، فيظهر ذلك على عملِه وقوله تجاهَهم.





    وغرضي هنا التَّنبيه على أمرٍ شديد الخطورة،
    التمستُه من تجارِبَ مع الكثير ممَّن ينتسبون إلى العلم، وهو إحساس العالِم أو الدَّاعية بالحالة الَّتي يتكلَّم عليها، وخصوصًا مسائل الوعْظ والأخلاق
    والتَّربية، هذه المسائِل الحسَّاسة البالغة الخطورة، تعدُّ رأسَ العلوم الأُخْرى من علوم المقاصد والآلات؛ لأنَّها تتعامل مع القلْب فتُصْلحه
    وتُهذِّبه وتنقِّيه، ممَّا يَجعله قابلاً للتَّحْلِية بالعلوم والمعارف.




    فإذا كان العالم فاقدًا للتصوُّر الكامل لِما يتكلَّم عنه، أو فاقدًا لاستِشْعار تلك المعاني الَّتي تتناولها دروسُه، فلا يظهر عليه كبير أثَرٍ لبذله؛
    لأنَّ التَّجربة الشخصيَّة، والإحساس القلْبي، وتَمام التَّصوّر، لها مدخل قوي في إخراج الكلام وإلقائه؛ فإن خرج من القلْب دخل القلب،
    وإن خرج لمجرَّد التلفّظ سقط على المسامع، وسرعان ما يهجرها ولا يألفها ولا تألفُه،


    فالتَّجربة واستشعار ما يتناولُه المرء في دروسه وتصانيفه، يجعل من المادَّة المُقدَّمة وحدة حيَّة، يستشْعِر فيها القارئ
    والسَّامع رُوحَ الصِّدق والإخلاص، وعمق التَّصوير والبيان، ممَّا يُعينُه على مُعايشة ما يُلقى إليه، فيتأثَّر به ويؤثّر فيه، فيحصل المقصود - بإذن الله تعالى.





    فانظُر إلى السَّلف،
    وقبلهم الأنبياء، وبعدهم صحابة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - ومن سار على دربهم، تجِد أنَّ كلامهم في أمرٍ ما كلام الثَّكلى، لا كلام النَّائحة
    المستأْجَرة، فالمُعايشة للأحْداث ومباشرة الأمور تؤثِّر إيجابيًّا في المتعرّض له، بِخلاف النَّاقل دون تَجربة أو معايشة،
    فعجيبٌ أن تجد مَن يتكلَّم عن الفقْر وهو لَم يعْرِفه، أو يتكلَّم عن الزُّهد وهو لم يذُق طعمَه، أو يتكلَّم عن الإنفاق ولم يستشْعِر لذَّته،


    وكذلك من يتكلَّم عن مسائل الاعتِقاد ورقائقها وهي لَم تُخالط فؤادَه، أو يتعرَّض لقضايا فقهيَّة لم يَخُض غمارَها أو يحسن تصوُّرها،
    وأمَّا أن يعرض بضاعةً لا عن تجربة، ولا عن ملابسة مباشرة، ولا حُسْن تصوّر، فهذا ما يؤخذ عليْهم كعائِق للاتِّصال بين القلوب،
    بصورة تفوق ثمرتها الجهد المبذول أو توازيه.




    وكذلك أن يكون العِلم في وادٍ والتَّطبيق في وادٍ، فهذا من كبير السّدود المنيعة الَّتي تجعل من العمل بالعلم والنَّفع به عائقًا،
    فإن لم يكن سبَّاقًا إلى ما يعِظ به ويرشد إليْه، فما النَّفع حينئذٍ من كلامٍ خلا عن الصِّدْق فصادف قلوبًا مغلَّقة الأبواب؟!




    فإنَّ التَّجرِبة والإخلاص في التصوُّر، والصدق في النُّصح، والعمل بالعلْم، وتَطبيق ذلك مع العامَّة والخاصَّة، وعدم الغفلة،
    والحذَر من الاستِسْلام لحظّ النَّفس في مواطن نُصْرة الحقّ - لَمِن الأسباب التي تبارك الجهود، وتُعين على النفع.




    فليس لِما خرج من قلبٍ يَحترق صدقًا، إلاَّ أن يَخترق قلبًا يلتهب شوقًا!



    وبالله التوفيق.




    المصدر/ موقع الألوكة




    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 29-01-2018, 06:33 PM.

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36


  • #2
    رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

    جزاكم الله خيراً ونفع بكم


    يا الله
    علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

    تعليق


    • #3
      رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

      جزاكم الله خيرًا .... ونفع الله بكم ،،،

      تعليق


      • #4
        رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرا ونفع بكم

        تعليق


        • #5
          رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم
          ما شاء الله تذكرة نحتاج اليها لتستيقظ القلوب الغافلة


          تعليق


          • #6
            رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              رد: همسة في أذن طلبة العلم والعلماء

              المشاركة الأصلية بواسطة كريمه بركات مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيراً ونفع بكم


              المشاركة الأصلية بواسطة *أمة الرحيم* مشاهدة المشاركة
              جزاكم الله خيرًا .... ونفع الله بكم ،،،
              المشاركة الأصلية بواسطة ام هالة30 مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرا ونفع بكم
              المشاركة الأصلية بواسطة أبو مالك محمد عيسى مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              أحسن الله تعالى اليكم وبارك الله فيكم
              ما شاء الله تذكرة نحتاج اليها لتستيقظ القلوب الغافلة
              المشاركة الأصلية بواسطة عطر الفجر مشاهدة المشاركة
              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

              اللهم آمين وإياكم
              أحسن الله إليكم جميعًا

              "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
              وتولني فيمن توليت"

              "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

              تعليق

              يعمل...
              X