إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

النصيحة وآدابها وكيف تكون .. هام لنا جميع أخواتى وأخوتى فى الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النصيحة وآدابها وكيف تكون .. هام لنا جميع أخواتى وأخوتى فى الله

    :LLL:





    لقد جمعت لكم ثلاث خطب من احد المواقع الإسلامية وهى لخطباء مختلفين وهى من خطب المساجد المفرغة


    أرجو أن تكون مفيدة لنا جميعا وأن ينفعنا الله بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
    الخطبة الأولى

    تحديد مفهوم النصيحة 2 – معنى النصيحة لعوام المسلمين 3 – حال الدعاة مع المنصوحين 4 – صفات الناصحين



    أما بعد:

    فكثيراً ما نردد جميعاً أنه ينبغي علينا أن ننطلق في مواقفنا ومناهجنا من الكتاب والسنة مستعينين على فهمهما بأقوال وكلمات سلفنا الصالح، ولكن عند التطبيق لا ننفذ ذلك بدقة . . وقد تأملت في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه الذي يقول فيه : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) وفي حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه الذي يقول فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)) –ثلاثاً- قال: قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله عز وجل ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
    ثم نظرت إلى كلام علماء سلفنا بدقة وإمعان في معنى النصيحة لعامة المسلمين، فوجدت فيها الدور المطلوب ومنهج التعامل المنشود مع جهود الأمة . .

    نعم إنه مسلك النصيحة لعامة المسلمين، ووجدت أن مسلك النصيحة لعامة المسلمين كما فسره سلفنا يختلف عن المسالك السابقة التي أشرت إليها، ويقدم منهجاً متكاملاً ناجعاً في التعامل والدور الذي ينبغي لكل منا مع جمهور الأمة.

    فالنصيحة أولاً ليست مرادفة لإنكار المنكر، وإن كانت لا تتعارض معه، وإنما إنكار المنكر وتقويم خطأ المخطئ ركن من أركان النصيحة للمسلمين.

    والنصيحة أيضاً ليست مرادفة لمسلك إضمار الخير للمسلمين والشفقة عليهم فحسب، وإنما تلك الشفقة على المسلمين ركن من أركان النصيحة لهم، والنصيحة للمسلمين ليست مرادفة لمسلك إرشادهم إلى مصالح دنياهم وقضائها لهم، وإنما إرشاد المسلمين لمصالح دنياهم وقضائها لهم ركن من أركان النصيحة، ولا يحقق النصيحة الكاملة للمسلمين.

    إذن فالنصيحة للمسلمين كما بين معناها سلفنا تجمع ثلاثة أمور: تقويم المخطئين والشفقة عليهم وقضاء حوائجهم، باجتماع هذه الأمور والأركان في النصيحة تزول السلبيات المختلفة.


    فمع وجود الشفقة على المسلمين وقضاء مصالحهم لا يصبح الإنكار على خطئهم سبب فتنة وانقباض لهم، ومع تقويم أخطائهم وتعليم جهلائهم لا يغدو قضاؤك لمصالحهم عملاً سياسياً بحتاً، ومع تقويم خطلهم وقضاء مصالحهم لا يصير إضمارك للخير لهم والشفقة بهم شيئاً سلبياً لا قيمة له من الناحية العملية.


    وسأذكر لكم كلام أهل العلم السالفين بحروفه في معنى النصيحة حتى تعلموا أن مشكلتنا أننا لا نأخذ بجميع ما أمرنا الله، وأن القوم متى نسوا شيئاً مما ذكرهم الله به اختلفوا واضطربوا كما قال جل وعلا: فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء .

    فأولاً: قالوا في النصيحة: إنها كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وعملاً. هذا ما قاله أبو عمرو ابن الصلاح رحمه الله.

    وقال محمد بن نصر: قال بعض أهل العلم: جماع تفسير النصيحة هي عناية القلب للمنصوح له كائناً من كان.
    وقال الخطابي رحمه الله: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، وأصل النصح في اللغة الخلوص، يقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع.

    فهذا كلامهم في معنى النصيحة عامة – كما ذكره ابن جب رحمه الله -.

    وأما كلامهم في معنى النصيحة لعامة المسلمين، فيقول ابن رجب رحمه الله: ومن أنواع نصحهم دفع الأذى والمكروه عنهم، وإيثار فقيرهم وتعليم جاهلهم ورد من زاغ منهم عن الحق في قول أو عمل بالتلطف في ردهم إلى الحق، والرفق بهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحبة إزالة فسادهم ولو بحصول ضرر له في دنياه كما قال بعض السلف: وددت أن هذا الخلق أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض.

    وكان عمر بن عبد العزيز يقول: يا ليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به، فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي.

    وقال الحسن: إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما يعجز عنه. وهذا تأكيد على أن النصيحة لا تتم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    وكلام ابن رجب وما نقله ظاهر في أنه يدور حول الأركان الثلاثة التي يشملها النصح للمسلمين من العطاء الديني لهم والعطاء الدنيوي والعطاء النفسي القلبي.

    ونحوه أيضاً كلام أبي عمرو ابن الصلاح حيث قال: النصيحة لعامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، وستر عوراتهم وسد خلاتهم ونصرتهم على أعدائهم والذب عنهم، ومجانبة الفسق والحسد لهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك.
    وكذا يقول محمد بن نصر رحمه الله: أما النصيحة للمسلمين فأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ويشفق عليهم ويرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم، ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، وإن أضر ذلك في دنياه كرخص أسعارهم، وإن كان في ذلك فوات ربح ما بيع من تجارته.
    وكذلك يكره جميع ما يضرهم عامة، ويحب ما يصلحهم ويفرح لدوام النعم عليهم، ونصرهم على عدوهم ودفع كل أذى ومكروه عنهم.

    فمن منا يلتزم مع عامة المسلمين بهذه المعاني للنصيحة، وهل التحم الدعاة والملتزمون فعلاً مع الأمة بهذه الصورة . . بل هل التحموا مع بعضهم أولاً بهذه الصورة . .

    وتأمل قول محمد بن نصر رحمه الله: ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم، وإن ضر ذلك في دنياه كرخص أسعارهم، وإن كان في ذلك فوات ربح ما بيع من تجارته . .

    إننا في ما بين يوم وآخر نسمع شكوى لشخص ذهب إلى من يفترض فيه تمام النصح له والإحسان في سلعة يريد شراءها أو صنعة يريد إتمامها أو نحو ذلك وسلم نفسه له تماماً آمناً مطمئناً ثم صدم وخاب ظنه . .

    فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المسلمون وتعلموا كيف يعامل كل منكم سائر المسلمين، وكيف يقوم بدوره نحوهم.

    قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصيام والصلاة، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة، وقال أبو بكر المزني: ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، قال ابن علية: الذي كان في قلبه الحب لله عز وجل والنصيحة لخلقه.

    وقال معمر رحمه الله: كان يقال: أنصح الناس لك من خاف الله فيك.

    وقال الحسن: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله: إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة.

    وقد كان الرسل جميعاً ناصحين لأقوامهم من كل قلوبهم باذلين ما بوسعهم لنفعهم وهدايتهم . . ولذا قال نوح لقومه: وأنصح لكم . وقال هود لقومه: وأنا لكم ناصح أمين . وقال صالح: ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين . وقال شعيب لقومه بعدما هلكوا: لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين .
    =====================================

    يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع


    تمت الإضافة لفهرس قسم التفريغ
    التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 23-02-2018, 01:40 AM.
    دفاعا عنك يا حبيبي يا رسول الله صلوت ربي عليك وتسليماته يا خير خلق الله يا أفضل رسل الله
    نشهد الله على أننا نحبك مهما قالوا ومهما عجزت أيدينا إلا أن تفعل البسيط المتاح في أيدينا
    فسامحنا فى تقصيرنا فى حقك ولهونا بدنيانا

  • #2
    الخطبة الثالثة

    1- النصيحة فرض واجب. 2- فضل النصيحة. 3- معنى النصيحة. 4- الأنبياء أنصح الخلق للخلق. 5- النصيحة الكاذبة. 6- معنى النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.


    وبعد:

    معاشر المسلمين والمسلمات: قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".

    فالنصح من أعظم الخير وأجمل المعروف، ولذلك فإنه مأمور به وواجب على لسان الشارع الحكيم، واجب على الأمة كل بحسب طاقته، وواجب بالخصوص على العلماء المشهود لهم بالخير والعلم بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من أئمتنا أئمة الفقه والحديث قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، فمن لم ينصح لهذه الأمة، أمة محمد فالله تعالى وعده عذابا شديداً، وقال ابن كثير في الآية: "يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو الشر وترك المنكرات وهو التقوى وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم" أهـ.

    أيها المسلمون: إن أعظم حديث يبين معنى النصيحة وحد حدودها الشرعية هو حديث رسول الله الآتي بيانه: الذي يعتبر أعظم قاعدة من قواعد السياسة الشرعية والأخلاق الاجتماعية الرفيعة، فعن تميم بن أوس الداري أن النبي قال: ((الدين النصيحة ثلاثاً قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [رواه مسلم].

    أيها الإخوة: النصيحة خلق من أخلاق القرآن وهدي رشيد من هدي خير الأنام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وفضيلة من فضائل الإسلام العظيمة، فالمسلم دائماً وأبدا يحب النصح والخير لنفسه ولأمته، لأن المسلمين نفس واحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، قال تعالى: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".

    ما هي النصيحة؟

    قال الإمام الخطابي: هي كلمة جامعة معناها حيازة الخير للمنصوح له، وأصل النصح في لغة العرب تقول: نصحت العسل إذا خلّصته من الشمع، وتقول نصحت له المحبة إذا أخلصت له المحبة، فالنصيحة هي إرادة الخير بإخلاص للمنصوح له.

    والنصيحة هي أعظم صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد كانوا أخلص الناس نصحاً لأقوامهم، يخوّفونهم من عذاب الله إن هم عصوه، ويبشرونهم بالجنات والرضوان إن هم أطاعوه، فهذا نوح عليه السلام يقول لقومه: "قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين 5 قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون" وهذا هود عليه السلام يقول لقومه: "قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين"، وهذا النبي صالح عليه السلام يقول: فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين.

    وهذا شعيب عليه السلام يقول: "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين". ولكن هل قبل هؤلاء الكفار نصيحة أنبيائهم لا والله، لقد استكبروا استكباراً وآذوا أنبياءهم، بل أكثر من ذلك استعجلوا عذاب الله من السماء سخرية بالأنبياء كما قال تعالى: "ويستعجلونك بالعذاب ولو لا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتة وهم لا يشعرون".


    معاشر المسلمين: وقد تكون النصيحة خدّاعة وكذّابة فلا يغرنك صاحبها، واعرف عدّوك تنجو منه، وقد ذكر القرآن الكريم أمثلة عن النصيحة الكاذبة، فإخوة يوسف ادعوا النصيحة ليوسف وهم يريدون قتله، كما قال تعالى: "قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون".

    وأعظم مثال على النصيحة الخدّاعة ما حكاه الله تعالى عن عدوه إبليس اللعين الذي أقسم بعزة الله أن يغوي البشرية إلا المخلصين قال تعالى: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين".
    فهاهو إبليس يقسم كاذباً مدعيا النصح لأبوينا آدم وحواء ليأكلا من الشجرة حتى يقعا في الإثم قال تعالى: "وقاسمهما أني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين".

    نعم، إنه إبليس عدو الإنسان يشوّه الحق في صفة الباطل، ويزين الباطل في صفة الحق، فيوقع أكثر البشر في المعاصي: فتراه يزين الخمر ويسميها بالمشروبات الروحية، والربا بالفوائد، والتبرج بالتحررية، والقمار بالألعاب الرياضية، والغناء الفاحش بالثقافة العالمية إلى آخره، وصدق الله إذ قال: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً".

    فالحذر الحذر يا عباد الله من نصائح شياطين الإنس والجن قال : ((الدين النصيحة ثلاثاً)). فسمى الدين بالنصيحة، والدين هو الإسلام قال تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" الآية، فالإسلام هو النصيحة وكل مسلم لا ينصح لأمته فهو ناقص في إسلامه ودينه، قال : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير)) قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين عامتهم)).

    1- فالنصيحة لله تعالى: تكون بالإيمان به وإخلاص العبادة له وعدم الشرك به، ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال، وأنه لا إله إلا هو في ذاته وصفاته وأفعاله وعبادته، وتجنب معصيته والإقبال على طاعته وحبه والحب فيه والبغض فيه، والجهاد في سبيله والتحاكم لشريعته، قال تعالى: "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد".
    2- والنصيحة لكتابه: تكون بالإيمان به وتعظيمه وتنزيهه تلاوته حق التلاوة والوقوف مع أوامره وعند نواهيه، وتدبر آياته والدعوة إليه، وعدم هجرانه والحكم به في كل أمر، والاعتقاد الجازم أنه كلام الله غير مخلوق.
    قال الإمام الطحاوي: "وإن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله وحياً وصدّقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، وليس لمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر" أهـ.
    فهل عظمنا كتاب الله أم هجرناه، فلا نقرؤه إلا على الأموات أو في الحفلات ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
    3- والنصيحة لرسوله : قال الإمام القرطبي: "هي التصديق بنبوته والتزام طاعته في أمره ونهيه، وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه، وتوقيره ومحبته ومحبة آل بيته وإحياء سنته بعد موته ونشرها والدعاء إليها وإماتة كل بدعة تخالفها، فمن أحيا سنة فقد أمات بدعة ومن أحيا بدعة فقد أمات سنة، قال تعالى: "وإن تطيعوه تهتدوا" وقال أيضا: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"" أهـ.

    معاشر المسلمين والمسلمات:


    وتكون النصيحة لأئمة المسلمين: وهم الحكّام والقادة، فالواجب طاعتهم في طاعة الله لا في معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وتذكيرهم بالحق والدعاء لهم بالخير، والصلاة خلفهم والجهاد تحت رايتهم، وإعانتهم على الحق، وعدم الخروج عليهم بالسيف وإن ظلموا، فإن الخروج فيه الفتنة الكبرى على الأمة قال الإمام الطحاوي: "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ولا نطيعهم في معصية، ولا نخرج عليهم بالسيف" أهـ.

    وروى مسلم في صحيحه عن حذيفة بن اليمان ، قال: قلت: ((يا رسول الله إنا كنا بِشرّ فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضُرب ظهرك، وأُخِذ مَالُك فاسمع وأطع)). ولا بد هنا أن نذكر كيف كان السلف الصالح ينصحون الحكّام وكيف كان الحكام يقبلون نصيحة العلماء.
    دخل سليمان بن عبد الملك المدينة، فأقام بها ثلاثاً فقال: ما هاهنا رجل ممن أدرك أصحاب أصحاب رسول الله يحدثنا؟ فقيل له: هاهنا رجل يقال له أبو حازم، فبعث إليه، فجاء، فقال سليمان: يا أبا حازم ما هذا الجفاء؟ فقال له أبو حازم: وأي جفاء رأيت مني؟ فقال له: أتاني وجوه المدينة كلهم ولم تأتني؟ فقال: ما جرى بيني وبينك معرفة آتك عليها. قال: صدق الشيخ، يا أبا حازم: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم عمّرتم دنياكم وخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب، فقال: صدقت، يا أبا حازم فكيف القدوم على الله تعالى؟ قال: أما المحسن، فكالغائب يقدم على أهله فرحاً مسروراً، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه خائفاً محزوناً، فبكى سليمان وقال: ليت شعري ما لنا عند الله يا أبا حازم؟ فقال أبو حازم: اعرض نفسك على كتاب الله فإنك تعلم مالك عند الله، قال: يا أبا حازم: وكيف أصيب تلك المعرفة من كتاب الله؟ قال: عند قوله: "إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم"، قال: يا أبا حازم فأين رحمة الله؟ قال: قريب من المحسنين، قال: يا أبا حازم: من أعقل الناس؟ قال: من تعلم الحكمة وعلّمها الناس، قال: فمن أحمق الناس؟ قال من حطّ نفسه في هوى رجل ظالم فباع آخرته بدنيا غيره، قال: يا أبا حازم فما أنصح الدعاء؟ قال: دعاء المخبتين قال: فما أزكى الصدقة؟ قال: جهد المقلّ، قال: يا أبا حازم ما تقول فيما نحن فيه؟ قال: أعفني من هذا، قال سليمان: نصيحة تلقيها، قال أبو حازم: إن ناساً أخذوا هذا الأمر عنوة من غير مشاورة المسلمين ولا اجماع من رأيهم فسفكوا فيه الدماء على طلب الدنيا ثم ارتحلوا عنها فليت شعري ما قالوا؟ وما قيل لهم؟ فقال بعض جلسائهم: بئس ما قلت يا شيخ، فقال أبو حازم: كذبت إن الله أخذ ميثاق العلماء ليبينُنّه للناس ولا يكتمونه، قال: ياأبا حازم أدع لنا بخير فقال: اللهم إن كان سليمان وليّك فيسره للخير، وإن كان غير ذلك فخذ إلى الخير بناصيته. (أي اهده).

    والنصيحة لعامة المسلمين (الأمة): قال الإمام النووي: "إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكفّ الأذى عنهم، وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم، وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلبا لمنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وترك غشهم وحسدهم، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك والذب عن أموالهم وأعراضهم بالقول والفعل، بل يصل إلى الأضرار بالنفس من أجل مصالحهم" والله تعالى أعلم



    انتهــــــــــــــى
    دفاعا عنك يا حبيبي يا رسول الله صلوت ربي عليك وتسليماته يا خير خلق الله يا أفضل رسل الله
    نشهد الله على أننا نحبك مهما قالوا ومهما عجزت أيدينا إلا أن تفعل البسيط المتاح في أيدينا
    فسامحنا فى تقصيرنا فى حقك ولهونا بدنيانا

    تعليق


    • #3
      حياكم الله ....

      أختى الكريمة "الطبيبة /راجية رحمة ربها"::: ما شاء الله على هذا الموضوع المتميز والطرح الرائع ..جزيتم الفردوس الأعلى....

      إ
      ذن فالنصيحة للمسلمين كما بين معناها سلفنا تجمع ثلاثة أمور: تقويم المخطئين والشفقة عليهم وقضاء حوائجهم، باجتماع هذه الأمور والأركان في النصيحة تزول السلبيات المختلفة.


      فمع وجود الشفقة على المسلمين وقضاء مصالحهم لا يصبح الإنكار على خطئهم سبب فتنة وانقباض لهم، ومع تقويم أخطائهم وتعليم جهلائهم لا يغدو قضاؤك لمصالحهم عملاً سياسياً بحتاً، ومع تقويم خطلهم وقضاء مصالحهم لا يصير إضمارك للخير لهم والشفقة بهم شيئاً سلبياً لا قيمة له من الناحية العملية.
      هذه نقطة فى غاية الروعة والأهمية ....

      2_
      فإذا سمعت – أيها المسلم – عن أخيك المسلم شيئا تكره فلا تبادر إلى تصديق ما يقال لك عنه؛ بل يجب عليك أن تتثبت حتى تستيقنه، فإن كثيرا من الناس اعتاد إشاعة السوء بالباطل، وكثيراً منهم من إساءة الظن عنده أسرع من حسن الظن، فلا تصدق كل ما يقال، ولو سمعته مرارا حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما شاهد، ولا تصدق من تثبت فيما شاهد حتى تتأكد من براءته من الغرض والهوى، ولذلك أمرنا الله تعالى باجتناب كثير من الظن، واعتبر بعضه إثما، فالظن ينافي العلم ولا يغني من الحق شيئا، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا [سورة الحجرات:12]. وقال عز وجل: وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً [سورة النجم:28].


      وهذه نقطة مهمة جدااا وقليلٌ من يعمل بها للأسف إما عن جهل وإما عن سوء تصرف ونزغة شيطانية.....


      3_
      والنصيحة لعامة المسلمين (الأمة): قال الإمام النووي: "إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكفّ الأذى عنهم، وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم، وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلبا لمنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وترك غشهم وحسدهم، وأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك والذب عن أموالهم وأعراضهم بالقول والفعل، بل يصل إلى الأضرار بالنفس من أجل مصالحهم" والله تعالى أعلم



      يا ليتنا نعمل بهذا ولا نكون سلبيين كما يحدث فى كثير من الأحيان.....


      عموماً ::((((موضوع مثبت لأهميته)))).....

      الله المستعان..
      تالله ما الدعوات تُهزم بالأذى أبداً وفى التاريخ بَرُ يمينى
      ضع فى يدىَ القيد ألهب أضلعى بالسوط ضع عنقى على السكين
      لن تستطيع حصار فكرى ساعةً أو نزع إيمانى ونور يقينى
      فالنور فى قلبى وقلبى فى يدىَ ربىَ وربى حافظى ومعينى
      سأظل مُعتصماً بحبل عقيدتى وأموت مُبتسماً ليحيا دينى
      _______________________________
      ""الدعاة أُجراء عند الله ، أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا ، عملوا ، وقبضوا الأجر المعلوم !!!..وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أى مصير ، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير !!!!...
      __________________________________
      نظرتُ إلىَ المناصب كلها.... فلم أجد أشرف من هذا المنصب_أن تكون خادماً لدين الله عزوجل_ لا سيما فى زمن الغربة الثانية!!
      أيها الشباب ::إنَ علينا مسئولية كبيرة ولن ينتصر هذا الدين إلا إذا رجعنا إلى حقيقته.

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        يا الله

        حياكم الله اخى د. غيث

        لقد كنت نسيت هذا الموضوع

        مر عليه وقت طويل

        جزاك ربى الجنة على تعقيبك و التثبيت

        ولكن اوضح اننى طبعااااااااااا لست من كتبه وانا وضحت انه نقل

        دفاعا عنك يا حبيبي يا رسول الله صلوت ربي عليك وتسليماته يا خير خلق الله يا أفضل رسل الله
        نشهد الله على أننا نحبك مهما قالوا ومهما عجزت أيدينا إلا أن تفعل البسيط المتاح في أيدينا
        فسامحنا فى تقصيرنا فى حقك ولهونا بدنيانا

        تعليق


        • #5
          [COLOR="Purple"]بارك الله فيك أختاه ونفع بكم

          وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه[

          اللهم إجعلنا من عبادك المتقين
          /COLOR]
          وأقوال الرسول لنا كتابا وجدنا فيه أقصا مبتغانا
          وعزتنا بغير الدين ذل وقدوتنا شمائل مصطفانا
          صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

          تعليق


          • #6
            رد: النصيحة وآدابها وكيف تكون .. هام لنا جميع أخواتى وأخوتى فى الله

            ولابد في النصيحة من ثلاثة أمور :
            أولها : الإخلاص لله تعالى في النصيحة لأنه لب الأعمال , ولأن النصيحة من حق المؤمن على المؤمن , فوجب فيها التجرد عن الهوى والأغراض الشخصية والنوايا السيئة التي قد تحبط العمل , وتورث الشحناء وفساد ذات البين .
            وثانيها : الرفق في النصح ,وإذا خلت النصيحة من الرفق صارت تعنيفا وتوبيخا لا يقبل ، ومن حرم الرفق فقد حرم الخير كله كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام .
            وثالثها : الحِلْم بعد النصح , لأن الناصح قد يواجه من يتجرأ عليه أو يرد نصيحته , فعليه أن يتحلى بالحلم , ومن مقتضيات الحلم : الستر والحياء وعدم البذاءة , وترك الفحش .
            وإن من الحكمة والبصيرة في النصيحة معرفة أقدار الناس , وإنزالهم منازلهم ، والترفق مع أهل الفضل والسابقة , وتخير وقت النصح المناسب , وتخير أسلوب النصح المتزن البعيد عن الانفعالات , وانتقاء الكلم الطيب والوجه البشوش والصدر الرحب ، فهو أوقع في النفس وأدعى للقبول وأعظم للأجر عند الله .

            فهذه هي حدود النصيحة الشرعية , وخلاف ذلك هو الإرجاف والتعيير والغش الذي هو من علامات النفاق عياذا بالله , قال على رضي الله عنه : " المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ، وقال غيره : " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" .
            فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة , التي تشمل القيام بحقوق الله ، وحقوق كتابه ، وحقوق رسوله ، وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم , فشمل ذلك الدين كله ، ولم يبق منه شيء إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط , فكان لزاما على المسلمين أخذ النصيحة خلقا بينهم , فهي القاطعة لفساد ذات البين والتحريش , والموصلة لمعاني الأخوة والمحبة في الله , وهي العامل الأهم في تماسك الجماعة والأمة , والله الموفق ==

            منقول عن الشبكةالاسلامية





            أخوكم المهدي

            تعليق

            يعمل...
            X