إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصائح نبوية للمرأة المسلمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصائح نبوية للمرأة المسلمة


    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فالأدب والسلوك والأخلاق الحسنة من الأسس التي جاءت الشريعة الإسلامية فحرصت على غرسها في نفوس أهل الإسلام بشتى الوسائل والأساليب، ومن الموضوعات الهامة التي طرحت في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة الموضوعات التي تتعلق بالآداب والسلوك الحسن، والتخلي عن السلوك السيء، ومن الأمثلة التي تدلل على ذلك ما يلي:

    حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين أمرها بالرفق ونهاها عن نقيضه، فيقول لها: احذري وابتعدي عن العنف والشدة والقسوة، ويحثها على التحلي بالخلق الحسن ولين الجانب والأخذ بالأسهل حتى وإن أساء إليها الآخرين، فعن عائشة رضي الله عنها: أن اليهودَ أتَوُا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا :
    السامُ عليك، قال : ( وعليكم ) .
    فقالتْ عائشَةُ : السامُ عليكم، ولعَنَكمُ اللهُ وغضِبَ عليكم،
    فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( مَهلًا يا عائشَةُ، عليكِ بالرِّفقِ، وإياكِ والعُنفَ،
    أو الفُحشَ ) . قالتْ : أولم تسمَعْ ما قالوا ؟
    قال : ( أو لم تسمعي ما قلتُ، ردَدْتُ عليهم،
    فيُستَجابُ لي فيهم، ولا يُستَجابُ لهم فيَّ ) رواه البخاري.

    ويحث النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على حسن معاملة الآخرين خاصة وإن كانوا ذوو أخلاق سيئة،
    فعن عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها اخبرته قالت:
    استأذنَ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائْذَنوا له، بِئْسَ أخو العشيرةَ،
    أو ابن العشيرةَ. فلما دخل أَلاَنَ له الكلامَ، فقلتُ له:
    يا رسولَ اللهِ، قلتَ الذي قلتَ: ثم ألنتَ له في الكلام؟ !
    قال: أيْ عائشةُ، إن شرَّ الناسِ من تركَه الناس،
    أوْ وَدَعَه الناسُ، اتقاءَ فُحْشِه. رواه البخاري.
    وفي رواية: "فلما جلس تطلق النبي صلى اله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل الت له عائشة:
    يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم طلقت في وجهه وانبسطت غليه؟
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، متى عهدتني فحاشا،
    إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره" رواه البخاري

    وهنا دليل على أهمية حفظ المسلمة لسانها عن الكلمات الفاحشة، أو البذيئة، أو المستقبحة،
    أو التعدي بالعنف، أو رد الإساءة بالإساءة، أو زيادة القبح في القول والجواب،
    ويؤكد أيضا على أهمية إلانة القول، والإحسان إلى الآخرين حتى وإن جهلوا على المحاور، ولا يدفع المحاور جهل الجاهلين إلى الجهل عليهم، أو مقابلة الإساءة بالإساءة، بل ينبغي أن يتحلى الرد بأخلاق الإسلام.

    ويوجه النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته رضي الله عنها إلى عدم الخصومة وهذا خل من أهم الأخلاق الحسنة التي يجب أن تتحلى بها المرأة، ويحل صلى الله عليه وسلم المشاكل والخلافات الأسرية بأسهل طريقة، وذلك لما حدث خلاف بين فاطمة وعائشة رضي الله عنهما فحاورهما وكانت النتيجة أن من أخطأت قالت لن أكرر ذلك مرة ثانية، وقد كان،فعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: ما يبكيك ؟ قلت:
    سبتني فاطمة فقال: يا فاطمة سببت عائشة ؟ قالت:
    نعم يا رسول الله قال: يا فاطمة أليس تحبين من أحب؟" قالت:
    نعم. "وتبغضين من أبغض ؟ قالت:
    بلى قالت: فإني أحب عائشة فأحبيها قالت فاطمة: لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا
    رواه أبي يعلي في مسنده.

    وللحديث صلة
    فتابعونا
    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    ما أجمل التحلي بالرفق في معالجة المشكلات خاصة الأسرية منها، وما أروع أن يكون ذلك بفهم شخصية المحاور، لقد علم النبي صلى الله عليه وسلم مدى تعلق ابنته رضي الله عنها به وحبها له، فانتهز ذلك وأثار مشاعرها الفياضة ووجهها حو ذلك بعدم التعرض لعائشة، لا ما أجلها بل من اجله هو، فهو يحبها،
    لقد استطاع النبي صلى الله علييه وسلم بفطنته أن يصل إلى ما يريد بحكمته، فما أحوجنا إلى هذا المنهج الذي يكون سببا في استقرار البيوت.

    ويحث النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على عدم الغضب والغيرة التي لا داعي لها، فعن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، حدثته أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج من عندها ليلًا . قالت فغِرْتُ عليه . فجاء فرأى ما أصنع . فقال
    "
    مالكِ ؟ يا عائشةُ ! أَغِرْتِ ؟ "
    فقلتُ : وما لي لا يغارُ مثلي على مثلِك ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
    "
    أقد جاءك شيطانُكِ ؟ " قالت : يا رسولَ اللهِ !
    أو معي شيطانٌ ؟ قال "
    نعم "
    قلت : ومعك ؟ يا رسولَ اللهِ !
    قال "
    نعم . ولكنَّ ربي أعانَني عليه حتى أسلمَ "
    .
    رواه مسلم

    ويتضح أهمية التفاهم بين الزوجين، حيث علم النبي صلى الله عليه وسلم طبيعة النساء، فلما كان من عائشة رضي الله عنها ما كان سألها عن سبب ذلك أهو الغيرة؟ وكانت افجابة منها أيضا بكياسة وفطانة، وكيف لا يغار مثلي على مثلك يارسول الله؟ وينتهي الحوار بدون مشاكل تذكر أو اضرار على بيت الزوجية، ما أحوج الزوجين إلى التفاهم فيما بينهم للمحافظة على تماسك أسرتهم.

    ويحث النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ألا تعتد في بيت أم الشريك ولتقضي عدتها في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى إن وضعت ثيابها لن يراها، والبعد عن الأماكن التي يرتادها الرجال خاصة وهي امرأة لا زوج لها مما تكون عرضة لشبهة ما، او قيل وقال، فاتقاء للشبهات والبعد عنها حثها النبي صلى الله عليه وسلم عن البعد عن بيت أم شريك. فعن فاطمة بنت قيس، أن أبا عمرو بن حفص طلقَها البتةَ ، وهو غائبٌ،
    فأرسلَ إليها وكيلهُ بشعيرٍ فسخطتهُ ، فقال : واللهِ ما لكِ علينا من شيء ،
    فجاءتْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذكرتْ ذلكَ لهُ ، فقال :
    ليسَ لكِ عليهِ نفقةٌ ،
    فأمرَها أن تعتدّ في بيتِ أمّ شريكٍ ، ثم قال :
    تلكَ امرأةٌ يغشاها أصحابِي ،
    اعتدّي عند ابن أم مكتومٍ ، فإنه رجلٌ أعمَى ، تضعينَ ثيابكِ ،
    فإذا حللتِ فآذنينِي ،
    قالت : فلما حللْتُ ذكرتُ لهُ أن معاويةَ بن أبي سفيانٍ وأبا جهمِ بن هشام ٍخَطبانِي ،
    فقال رسولُ اللِه صلى الله عليه وسلم :
    أما أبو جهم فلا يضعُ عصاهُ عن عاتقهِ ، وأما معاويةُ فصعْلُوكٌ لا مالَ لهُ ،
    انكحِي أسامةً بن زيدٍ
    : فكرهتُه ، ثم قال :
    انكحي أسامةَ، فنكحتُه ، فجعلَ اللهُ في ذلك خيرا واغْتبَطْتُ به

    رواه مسلم.

    وأيضا، إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين زينب رضي الله عنها عن اقتراب الساعة وقرب خروج يأجوج ومأجوج وهو من علامات الساعة الكبرى مما يلفت انتباه أم المؤمنين زيننب فتسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهلاك العام الذي يصيب الناس يومها ولا ينفعهم ووجود الصالحين بينهم فيجيبها النبي صلى الله عليه وسلم بحدوث ذلك إذا انتشر فيهم الفسووق والفجور والمعاصي. فعن زينب بنت جحش، رضي الله عنها أن النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ دخل عليها فزعا يقول :
    (
    لا إله إلا اللهُ، ويلٌ للعربِ من شرٍّ قد اقترب، فتحَ اليومَ من ردمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه ) .
    وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله : أنهلِك وفينا الصالحون ؟
    قال : (
    نعم، إذا كثُر الخبثُ )
    .
    رواه البخاري.

    وفي هذا الحوار يظهر منه فزع النبي صلى الله عليه وسلم وخوه على أمته من نزول العقاب، والفتن التي تكون سببا من أسباب هلاك العباد، وبيان للهلاك العام الذي يصيب العباد في فترة من فترات الزمان، ولا ينفع معه صلاح لطائفة من أفراد الأمة، والسبب هو شيوع الفساد، وانتشار المعاصي والموبقات.

    وكذلك حوار دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن بعض أحداث يوم القيامة وما يكون فيها، وكيفية الناس يوم الحشر ووضعهم، مما يثير انتباه أم المؤمنين ويلفت انتباهها فتستفهم عن وضع الرجال والنساء وكيفية وجودهم في أرض المحشر بلا ثياب تستر أجسادهم ونظر بعضهم إلى عورة بعضن ويخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بان الأمر أشد على الناس من أن ينشغلوا بمثل هذا الأمرن فالهول شديد، والكرب عظيم، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُحشَرون حُفاةً
    -بلا خف ولا نعل-
    عُراةً -بلا ثياب تستر أجسامكم-
    غُرلًا -جمع أغرل وهو الذي لم تقطع منه قلفة الذكر وهي الجلدة التي تقطع عند الختان ومثلها كل عضو قطع من الإنسان فإنه يرجع على حاله- . قالت عائشةُ : فقلتُ :
    يا رسولَ اللهِ ، الرِّجالُ والنِّساءُ ينظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ ؟ فقال :

    الأمرُ أشدُّ من أن يَهِمَّهم ذاك
    رواه البخاري.

    وللحديث صلة
    فتابعونا


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    تعليق


    • #3
      ويثبت النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها الوحي ونزوله بالرسالة، فعن خديجةَ رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ابنَ عمِّ أتستطيعُ أن تُخبرني بصاحبِك هذاالذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال :
      نعم ،قالت:فغذا جاءك فأخبرني به.
      فجاءَه جبريلُ عليه السلام، كما كان يصنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة:

      يا خديجةُ ، هذا جبريلُ قد جاءني"، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ،
      قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها، قالت : هل تراهُ ؟
      قال : نعم ، قالت فتحولَ فاجلس على فخذي اليمنى،
      قالت : فتحولْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلسْ على فخذها اليمنى، فقالت:
      هل تراه؟ قال: "
      نعم".
      قالت: فتحول فاجلس في حجري، قالت:
      فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟
      قال: "
      نعم"، قال:
      فتحسرت وألقت خمارَها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرِها ثم قالت له: هل تراهُ ؟ قال :

      لا ، قالت : يا ابن عم،
      اثبُتْ وأبشر، فواللهِ إنَّهُ لملكٌ وما هذا بشيطانٍ رواه الطبراني. وفي هذا الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين رضي الله عنها إثبات للوحي، والوحي من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها، وهي تتعلق بأمور العقيدة.
      وفي حوار دار بين النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن سبب امتناع مجيء جبريل عليه السلام في الموعد الذي واعده فيه، وعن سبب وجود ما منع من دخوله، وفيه ما يثبت الوحي وتنزله على النبي صلى الله عليه وسلم، وما يمنع من دخوله، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت:
      واعد رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جبريلُ عليه السلامُ ، في ساعٍة يأتيه فيها . فجاءت تلك الساعةُ ولم يأتِه .
      وفي يدِه عصا فألقاها من يدِه . وقال (
      ما يخلف اللهُ وعدَه ،
      ولا رسلَه
      ) ثم التفت فإذا جَروُ كلبٍ تحت سريرِه . فقال
      (
      يا عائشةُ ! متى دخل هذا الكلبُ هاهنا ؟ ) فقالت :
      واللهِ ! ما دَريتُ . فأمر به فأُخرِج .
      فجاء جبريلُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ (
      واعدتَني فجلستُ لك فلم تأتِ ) .
      فقال :
      منعني الكلبُ الذي كان في بيتِك . إنا لا ندخل بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ .

      رواه مسلم.

      الشريعة
      من الموضوعات الهامة التي طرحت بكثرة بين النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة الموضوعات التي تتعلق بالشريعة، ومن الأمثلة التي تدلل على ذلك ما يلي:
      حرصت المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على التفقه في أمور دينها، فجاء بعضهن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحكام التي تتعلق بالشريعة، وحاورته في أدق التفاصيل في بعض العبادات، ومن أمثلة ذلك موقف أم سليم رضي الله عنها في سؤالها واستفسارها عن حكم المرأة إذا احتلمت. فعن أم سلمة، قالت:
      جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ الله لا يَسْتَحِي منَ الحقِّ،
      فهل على المرْأةِ من غُسلٌ إذا احْتَلَمتْ ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (
      إذا رَأتِ الماءَ ) .
      فَغطت أُم سَلَمةَ، تعني وجهها، وقالتْ :
      يا رسول الله أو تَحتلِمُ المرْأةُ ؟ قال : (
      نعم،
      تربت يمينك، فَبِمَ شَبَهُها ولدها
      ) .
      رواه البخاري

      وفي هذا دلالة على عدم الحياء عند طلب العلم وهو ما فعلته أم سليم رضي الله عنها، فنعم المرأة التي تهتم بأمر دينها لتعبد ربها على بصيرة، وهذا دافع لكل مسلمة أن تحرص على طلب العلم، وألا يمنعها حياءها من طلب العلم خاصة في بعض المسائل الخاصة المتعلقة بها، لكن يكون ذلك بالتلميح لا بالتصريح المخجل ما استطاعت غلى ذلك سبيلا، وانتقاء أحسن العبارات واهذبها، وما يصل به الفكرة للمستفتي. وفي موقف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حين غطت وجهها يستفاد منه شدة حياءها، فالحياء على جهة الإجلال والتوقير فهو من محاسن النساء وطبائع العفيفات كما فعلت أم المؤمنين حين غطت وجهها رضي الله عنها.

      وتلك امرأة من الأنصار تأتي رسول الله صل الله عليه وسلم فتحاوره في كيية غسل المرأة من الحيض والجنابة، ويخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بالطريقة بكل حياء، فعن عائشة، أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض؟
      فقال: "
      تأخذُ إِحداكُنَّ ماءَها وسِدْرَتَهَا -السدرة شجر النبق،
      والمراد هنا: ورقها الذي ينتفع به في الغسل-
      فتَطَهَّرُ ،
      فتُحْسِنُ الطُّهورَ ، ثم تَصبُّ على رأسِها فتُدَلِّكُه دَلْكًا شديدًا ؛ حتى يَبلُغَ شُؤُونَ رأسِها

      -أصول شعر راسها وأصول الشؤون الخطوط التي في عظم الجمجمة وهو مجتمع شعب عظامها الواحد منها شأن وفي النهاية هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله- ، ثمَّ تصبُّ عليها الماءَ ، ثم تأخذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بها"
      فقالت أسماء: وكيف تطهر بها؟ فقال:
      "
      سبحان الله، تطهرين بها" فقالت عائشة:
      كأنها تخفي ذلك -قالت لها كلاما خفيا تسمعه المخاطبة لا يسمعه الحاضرون- تتبعين أثر الدم،
      وسأته عن غسل الجنابة؟ فقال: "
      تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور،
      ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء
      " فقالت عائشة:
      "
      نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين"
      رواه مسلم.

      وفاطمة بنت حبيش رضي الله عنها تأتي لتحاور النبي صلى الله عليه وسلم وتخبره بأمرها وهو جريان الدم في غير أوانه هل هذا مانع للصلاة؟ فبين لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا عرق وليس بالحيضة، فإذا أتى موعد الحيض فدعي الصلاة وإذا انقطاع الحيض فصلي. فعن هشام بن عروة، عن أبيه،
      عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمةُ بنتُ أبي حُبَيْشٍ إلى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالت :
      يا رسولَ اللهِ ! إني امرأة أُستحاضُ -يستمر بي الدم بعد أيام الحيض-
      فلا أَطْهُرُ ، أَفَأَدَعُ الصلاةَ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :

      لا، إنَّما ذلك عِرْقٌ -دم عرق ينزف-،
      وليس بحَيْضَ، فإذا أَقْبَلَتْ حَيْضَتك
      -بدأت أيام عادتك أو بدأ دم الحيض المتميز عما سواه- ،
      فدَعِي الصلاةَ . وإذا أَدْبَرَتْ
      -انتهت أيام العادة أو انقطع دم الحيض المتميز-،
      فاغْسِلِي عنكِ الدمِ ، ثم صلي" قال:
      وقال ابي: "ثم توضئي لكل صلاة، حتى يجيء ذلك الوقت".

      رواه البخاري.

      وتحاور خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم في شأن زوجها رضي الله عنه وكان قد ظاهر منها، حيث قال لها: أنت علي كظهر أمي وحرمها على نفسه، وتجادله في أمر ظهاره منها،
      ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيها به خيرا. قالت عائشةَ رضي الله عنها: تبارك الذي وسعَ سمعُه كلَّ شيٍء ،
      إنِّي لأسمعُ كلامَ خولةَ بنتِ ثعلبةَ ، ويخفى عليَّ بعضُه ، وهي تشتكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ،
      وهي تقول: يا رسولَ اللَّهِ ، أَكَلَ شَبابي ،
      ونثرتُ لَهُ بَطني -أكثرت له الأولاد-، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي ،
      وانقطعَ ولَدي ، ظاهرَ منِّي ، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ ،
      فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ :
      قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ المجادلة: 1.
      رواه ابن ماجه. وعن خولة بنت ثعلبة قالت: فيَّ واللهِ وفي أوسِ بنِ الصَّامتِ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا صدرَ سورةِ المجادلةِ قالت:
      كُنْتُ عندَه وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلُقُه وضجِر قالت: فدخَل علَيَّ يومًا فراجَعْتُه في شيءٍ فغضِب فقال: أنتِ عليَّ كظهرِ أمِّي قالت: ثمَّ خرَج فجلَس في نادي قومِه ساعةً ثمَّ دخَل عليَّ فإذا هو يُريدُني على نفسي قالت: فقُلْتُ:
      كلَّا والَّذي نفسُ خُويلةَ بيدِه لا تخلُصُ إليَّ وقد قُلْتَ ما قُلْتَ حتَّى يحكُمَ اللهُ ورسولُه فينا بحُكمِه قالت: فواثَبني وامتنَعْتُ منه فغلَبْتُه بما تغلِبُ به المرأةُ الشَّيخَ الضَّعيفَ فألقَيْتُه عني، قالت: ثمَّ خرَجْتُ إلى بعضِ جاراتي فاستعَرْتُ منها ثيابًا ثمَّ خرَجْتُ حتَّى جِئْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فذكَرْتُ له ما لقيتُ منه فجعَلْتُ أشكو إليه صلى الله عليه وسلم ما ألقى مِن سوءِ خُلُقِه قالت: فجعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (
      يا خُوَيلةُ ابنُ عمِّكِ شيخٌ كبيرٌ فاتَّقي اللهَ فيه )
      قالت: فواللهِ ما برِحْتُ حتَّى نزَل القرآنُ فتغشَّى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما كان يتغشاه ثمَّ سُرِّي عنه فقال لي: (
      يا خُويلةُ قد أنزَل اللهُ فيكِ وفي صاحبِك ) قالت: ثمَّ قرَأ عليَّ:
      {
      قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّـهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [المجادلة: 1]
      إلى قولِه: {
      وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المجادلة:
      4] فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (
      مُرِيه فلْيُعتِقْ رقبةً )
      قالت: فقُلْتُ: والله يا رسولَ اللهِ ما عندَه ما يُعتِقُ قال:
      (
      فلْيصُمْ شهرينِ مُتتابعينِ ) قالت: فقُلْتُ:
      واللهِ يا رسولَ اللهِ إنَّه شيخٌ كبيرٌ ما به مِن صيامٍ قال: (
      فلْيُطعِمْ ستِّينَ مسكينًا وَسْقًا مِن تمرٍ ) قالت:
      فقُلْتُ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما ذلك عندَه قالت: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
      (
      فإنَّا سنُعينُه بعَرَقٍ مِن تمرٍ ) قالت: فقُلْتُ:
      وأنا يا رسولَ اللهِ سأُعينُه بعَرَقٍ آخَرَ قال: (
      قد أصَبْتِ وأحسَنْتِ فاذهَبي فتصدَّقي عنه ثمَّ استوصي بابنِ عمِّكِ خيرًا ) قالت: ففعَلْتُ، قال: عبد الله قال:
      أبي قال سعد: العرق الصن. رواه أحمد في مسنده



      وللحديث صلة
      فتابعونا

      الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

      تعليق


      • #4
        وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحاور النبي صلى الله عليه وسلم في رجل يستأذن على أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وهو عمها من الرضاعة، فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب،فعن عمرة بنت عبد الرحمن، أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم،
        أخبرتها:
        أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ كانَ عندهَا ، وأنَّهَا سَمِعَت صوتَ رجلٍ يستَأْذِنُ في بيتِك ،
        قالتْ: فقال رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
        أُرَاهُ فلانًا ،
        لِعَمِّ حَفْصَةَ من الرضَاعَةِ ، فقالتْ عائِشَةُ : لو كانَ فلانُ حيًّا
        - لِعَمِّهَا من الرضاعَةِ - دخَلَ عليَّ ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ :
        (
        نَعمْ ، إنَّ الرضاعَةَ تُحَرِّمُ ما يَحْرُمُ من الولادَةِ )
        .رواه البخاري.


        وفي هذا الحوار يبين النبي صلى الله عليه وسلم حكماعاما تشريعيا للأمة الإسلامية: بانه يحرم من الرضاع ما يحرم من الولادة، وفيه: حن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في حواره مع عائشة رضي الله عها حين أخبرته بخبر من جاء يستأذن في بيته حيث بين لها علة قدومه، وعدم حرمة دخوله على زوجته حفصة رضي الله عنها.

        ونرى في هذا الحوار الذي دار بين النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات في الأمثلة السابقة لم يكن جواب سؤالهن خاصا بهن بل هو عام لكل النساء، وصار هذا الجواب حكما شرعيا يستند إليه الفقهاء في تلك المسائل التي طرحت وتحاورت فيها المرأة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

        الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

        تعليق

        يعمل...
        X