إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الداعية الميداني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الداعية الميداني


    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن من سمات أية حركة اجتماعية وليدة أن تكون ضعيفة تتلمس أسباب القوة، وتنفر من عوامل الضعف، وهكذا كانت دعوات الأنبياء، مصداقة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الدين غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء".رواه مسلم والترمذي وابن ماجه



    الداعية الميداني هو الداعية المتحرك في كل صوب، المتقن لدعوته في كل ثوب، إن كان في بيته فنعم العائل والمربي، فإن نزل الشارع وخالط الناس ووسعهم بدعوته، فإن ركب وسيلة مواصلات تناثرت بركات دعوته على من حوله من الركب، إذا دخل مصلحة لم يخرج منها إلا بغنيمة دعوية؛ نصيحة يسار بها موظفا، أو موعظة يسمعها لسافرة، أو كلمة معروف يذكر بها من يقف معه في الطابور، إنه المبارك في حله وترحاله، كالغيث أينما وقع نفع.
    فلامزنة ودقت ودقها ... ولا ارض ابقلت ابقالها
    قلب عامر وعقل يثابر، وعزم مغامر وإيمان يجاهر، تقي خفي، نقي أبي، جبهته شماءن كبرياء دينه بلغ عنان السماءن ونفعه متعد، وخيره عامن يتجذر هداه في كل أرض أقام فيها، وويينع غرسه حتى في الأرض القاحلة، تنداح جحافل وعظه كالسيل العرم تذهب بكل سد منيع جاثم على قلوب الغافلين، إذا قالأسمع، وإذا وعظ أخضع، دؤوب الخطو بدهي التصرف، إذا اعترضتته العوائق نظر إليها شزرا وقال: أقبلي يا صعاب او لا تكوني، محمدي الخلق، صديقي الإيمان، عمري الشكيمة، عثماني الحياء، علوي الصلابة، فضيلي العبرة، حنبلي الإمامة، تيموي الثبات.


    إنه الداعية الذي لا تعوقه عوائق الكون عن القيام بواجب الدعوة أينما كاننن إذا حيل بينه وبين الدعوة فكأنما أخرجت سمكا من ماء، أو أسكنت بشرا في الصحراءء، حركي كالنمل والنحل لا يعرف القرار.
    إنه الداعية الفصيحن جنانه حاضر، وبديهته كالبرق الخاطف، ولسانه لا يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخيرن وما عدا ذلك فذاكر شاكر، أو صامت صابر.
    إن مظهره متناسق مع وظيفته السرمدية، هندام نظيف ومتواضع، وهيئة تقية، وإخبات غير متكلف، إذا رآه الخلق ذكروا الله تعالى.
    وهو داعية متعال على السفاسف، لا يستنكف عن فعل الخير وإن استهجنه الناس، إنه لا يساوم الباعة أو يلح في خفضض الأسعار، ولا يأنف من إماطة الأذى عن الطريق، يسلم على من عرف ومن لم يعرف، يبتسم في وجوه الناس أجمعين، ويحظ حشمتته من نزق الطائشين وسمود العابثين.
    مستعد للدعوة في كل ميدان، إذا فتشت حقيبته وجدتها مليئة بالحلوى والكتيبات والهدايا الصغيرة غير المكلفة. يصطحب معه في سيره أشرطة الدعاة والخطباء والوعاظ، بل وأشرطة القرآن الكريم لمشاهير القراء، يحمل معه العطر والطيب دوما، إنها أسلحة الداعية الميداني.
    يستخدم الحلوى ي التعارف، والكتيبات في التأليف والوعظ والإرشاد، والهدايا مع دعوة لحضور محاضرة أو خطبة، والاسطونات لتكون البديل عن الأغاني أقنع صاحبه بهجره، والطيب لإزالة حزازات النفوس، وتوجس الخائفين من مظهر الدعاة.


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

  • #2
    رد: الداعية الميداني

    إذا ما ألقى السلام فكأنك تسمع ترنيمة كونية تطرب لها أذناكن ذاك صوت الداعية الشجي، فإذا ما رأيته أقبلب بوجهه الضحوك وسلامه المرونق (الفيت كل تميمة لا تنفع).

    لقد وقع القلب في شرك هذا الداعية واشتبكت القلوب المؤمنة وائتلفت، والتقت العيون والمقل، فإذا أدمع الخووف من الله تتعرف على نفسها، حتى إذا ما سكب ذلك الداعية الميداني كلمات الود والمحبة في الله والتقت إرادة الله بالهداية أبصرت الهوى صريعا في ساحته، والقلب تتهاوى شهواته وغرائزه أمام هذا السيل الدافق من فيض الإيمان والتقى، وكأنك بالشيطان رابض ثم ينادي بالوييل والثبور: ويلي ويلي قد اختطفه فلان الصالح مني!
    إن الداعية الميداني متحرك لدينه، سواء كان مدرسا أو طالبا، مهندسا أو طبيبا، عالما أو متعلما، سائقا أو راكبا، حلا أو مرتحلا، أميرا أو مأمورا، رئيسا أو مرؤوسان زوجا كان أو عزبا، فقيرا كان أو غنيا، صحيحا كان أو سقيما، مبصرا كان أو اعمى، سليم الأعضاء أو معوقا، في الشارع أو في البيت أو في الجامعة أو في المدرسة، أو في الدكان أو في الحافلة أو في اي مصلحة حكومية، بلسانه ويده، بنفسه وماله، بكله يتحرك للدين ويينافح عنه، لسان حاله:
    (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) وشعاره: (
    هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
    إن من أولى المهمات التي يجب أن تكون في همة كل ملتزم بالدين وساع في البذل له ان يمهد لنفسه أن يكون ذلك الداعية الميداني، أو ان يربي منن حوله على أخلاق هذا الداعيةة. ولننجب لأمتنا بضع مئات من هؤلاء الدعاة الميدانيين يكونو جحافل حق، وجنود صدق تغزو القلوب في عقر دارها، وتهاجم أوكار الخبث في فؤاد كل ضال، فتسفك دماء الشياطين الغوية وتقتل الأبالسة المدججة بأسلحة الشهوات والشبهات، وتسبي ذراريهم من بقايا والجات الهوى، غن هؤلاء هم المقصودون من قول الله تعالى: (
    وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).

    ولنحاول صياغة بعض وظائف هذا الداعية الميداني واستعداداته وصفاته في نقاط مركزة فيما يلي:
    1- داعية مخلص يمحص النية قل العمل، ولا يعتذر عن أي جهد يستطيع القيام به بزعم العجز أو خوف الرياء، بل يتعلم ويعالج الهوى ويخوض غمار التكليف، مملوء الثقة بمعوة االله وكلاءته.

    2- لا يبخل على الدعوة بأي مجهود أو طاقة، فأينما دعاه داعي البذل شمر، لا يدخر وقتا خاصا للدعوة، بل أصل عمره موقوف للدعوة إلى الله -تبارك وتعالى-.

    3- يهتم بالمظهر الذي له دور في التأثير على الناس، هندامه محترم، منظم الخطوات، رشيق العبارة (ينتقي الألفاظ ولا يلقيها خبط عشواء)، يستولي على اللب إذا تحدث أو وعظ أو حاضر أو نصح، طيب الرائحة، حلو المعشر، طلق الوجه مبتسمه.
    4- مستعد لكل موقف، فلديه الحلوى والكتيبات والأوراق الإرشادية، ولديه الأساليب الجاهزة لغزو القلوب، والطرق المنمقة لاستمالتهان والأسلحة التاكة في محاربة هوى النفوس، والمغريات الشرعية في جذب الشاردين.
    5-
    إنه لا يجعل مقصوده الأساسي في الدعوة أن يتنسك كل الناس وينخرطوا في سلك الدعوة إلى الله وإن كان يتمنى حصول ذلك، بل يتفانى في تقديم كل معونة للرقي بحال المدعوين إلى مستوى، ينقذهم من نفوسهم الأمارة بالسوء وشياطينهم الغوية أو أعداء ملتهم المتربصين بهم.
    6- إن الداعية الميداني يترقب الفرص ويسعى إليها ولا ينتظر مجيئها إليه، يباغت المواقف ولا يكون هو رد فعل لها، لا يترك فرصة لما يسميه الناس الصدق أو الفجأة، بل تراه بدهيا مستعدا لكل موقف بما يناسبه.
    7- إن الداعية الميداني يتجاوب مع المشكلات التي تهدد المجتمع المسلم، ولا يشغل نفسه بتوافه الأمور وسفسافها، يقيم لأولويات الدين قسطاسا مستقيما يضبط اهتماماتهن ويوجه تحركاته، يتعامى عن أذية المغرضين وسفه المستهززئين، يمضي إلى هدفه غير ملتفت، قد أرقه حال الإسلام والمسلمين، وأفزعه طرق العدو لأبواب الحصون، فكأنه في رباط ينافح عن ثغر مثلوم يرد العدوو من قبله.
    8- يعتمد الداعية الميداني على كل الإمكانيات المتاحةن ويستل الظروف لصالحه، لا يلعن الظلام ولكنه يشارك في إيقاد شمعة، إذا قصرت به وسيلة نزل إلى التي دونها، حتى لو لم يجد إلا لساننهن أو الإشارة باليدين لاستعملها متوكلا على الله الهادي غلى صراط مستقيم.
    9- الداعية الميداني متحرك في كل الجهات، يشارك في كل مجالات الدعوة، بالقدر الذي يتقن به دوره، ولكنه عنصر حيوي في كل عملن فالدعوة تعتمد على حركيته الواسعة وعلاقاته المتشعبة وقبوله لدى قلوب الناس وتمكنه من الانخراط في أي عمل يسند إليه.
    10- من أكثر سمات الداعية الميداني جدية أنه يعمل في صمت ويؤثر العمل الدؤوب على الثرثرة والتفيهقن ليس بالمنان ولا بالمعجب، شعاره بعد سماع الأمر من القادة: علم وسينفذ إن شاء الله، وإذا سئل عن تكليف أنيط به قال: جار التنفيذ بعون الله، فإذا أتم مهامه أبللغ المسئول في صممت: تم التنفيذ والحمد للهن إنها الجندية في أرقى صورها.

    قال بعض السلف: ما ادعى أحد قط إلا لخلوه عن الحقائق، ولو تحقق في شيء نطقت عنه الحيقة وأغنته عن الدعوى.


    كما أن الفرد غذا امتلأ سكت ونطق عنه حاله، ولم تكن به حاجة إلى دعاية نفسه، فكذلك جماعة المؤمنين، إذا اتصفت بما تدعو غليه، وانبثت وأحكمت صفوفها ووفرت أسباب القوة -أغنتها هذه الحقائق عن الدعوى والمقال، وكان فعلها مغنيا لها عن الوصف أو التهديد، ولست ترى جماعة كثيرة الكلام إلا كان كلامها دليلا على ضعف رصيدها العملي.

    إنها حقائق معبرة تتمثل في كل جزء من مفردات الأخلاق تحوزهن وفي كل لبنة من البناء التنظيمي، وفي كل فن من فنون التخصص والخبرة العملية، وتعبيرها يكفي ويغنين وإنما يطيل اللسان ويذكر الأمنيات من لا يملك الشيء، وأما من يملك فإن ملكه يفصح عنه، والناس تشعر بالقوة الحقيية تلقائيا، ويأسرها النظر وتتبع الأثر

    المصدر: المسار- للراشد حفظه الله


    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        آمين ووإياكم ورفع قدركم وزادكم علما وفقها

        الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

        تعليق

        يعمل...
        X