إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فوائد من كتاب الفوائد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فوائد من كتاب الفوائد

    السلام عليكم



    فائدة
    رأيت للسهيلي فصلاً حسناً في اشتقاق الفعل من المصدر هذا لفظه . قال : فائدة اشتقاق الفعل من المصدر . إن المصدر اسم كسائر الأسماء يخبر عنه ، كما يخبر عنها . كقولك : أعجبني خروج زيد ، فإذا ذكر المصدر وأخبر عنه كان الاسم الذي هو الفاعل له مجروراً بالإضافة ، والمضاف إليه تابع للمضاف ، فإذا أرادوا أن يخبروا عن الاسم الفاعل للمصدر لم يكن الإخبار عنه وهو مخفوض تابع في اللفظ لغيره ، وحق المخبر عنه أن يكون مرفوعاً مبدوءاً به فلم يبق إلا أن يدخلوا عليه حرفاً يدل على أنه مخبر عنه ، كما تدل الحروف على معاني في الأسماء . وهذا لو فعلوه لكان الحرف حاجزاً بينه وبين الحدث في اللفظ . والحدث يستحيل انفصاله عن فاعله كما يستحيل انفصال الحركة عن محلها . فوجب أن يكون اللفظ غير منفصل ، لأنه تابع للمعنى فلم يبق إلا أن يشتق من لفظ الحدث لفظ يكون كالحرف في النيابة عنه دالاً على معنى في غيره ، ويكون متصلاً اتصال المضاف بالمضاف إليه وهو الفعل المشتق من لفظ الحدث ، فإنه يدل على الحدث بالتضمن ويدل على الاسم مخبراً عنه لا مضافاً إليه ، إذ يستحيل إضافة لفظ الفعل إلى الاسم كاستحالة إضافة الحرف ، لأن المضاف هو الشيء بعينه .


    والفعل ليس هو الشيء بعينه ولا يدل على معنى في نفسه ، وإنما يدل على معنى في الفاعل وهو كونه مخبراً عنه فإن قلت : كيف لا يدل على معنى في نفسه وهو يدل على الحدث . قلنا : إنما يدل على الحدث بالتضمن . والدال عليه بالمطابقة هو الضرب والقتل لا ضرب وقتل ، ومن ثم وجب أن لا يضاف ولا يعرف بشيء من آلات التعريف ، إذ التعريف يتعلق بالشيء بعينه لا بلفظ يدل على معنى في غيره ، ومن ثم وجب أن لا يثنى ولا يجمع كالحرف ، ومن ثم وجب أن يبنى كالحرف ، ومن ثم وجب أن يكون عاملاً في الاسم كالحرف كما أن الحرف لما دل على معنى في غيره وجب أن يكون له أثر في لفظ ذلك الغير . كما له أثر في معناه ، وإنما أعرب المستقبل ذو الزوائد لأنه تضمن معنى الاسم إذ الهمزة تدل على المتكلم والتاء على المخاطب والياء على الغالب .


    فلما تضمن بها معنى الاسم ضارعه فاعرب . كما أن الاسم إذا تضمن معنى الحرف بني . وأما الماضي والأمر فإنهما وإن تضمنا معنى الحدث وهو اسم فما شار كافيه الحرف من الدلالة على معنى في غيره وهي حقيقة الحرف أوجب بناءهما حتى إذا ضارع الفعل الاسم من وجه آخر غير التضمن للحدث خرج عن مضارعة الحرف وكان أقرب شبهاً بالأسماء كما تقدم . ولما قدمناه من دلالة الفعل على معنى في الاسم وهو كون الاسم مخبراً عنه وجب أن لا يخلو عن ذلك الاسم مضمراً أو مظهراً بخلاف الحدث ، فإنك تذكره ولا تذكر الفاعل مضمراً ولا مظهراً نحو قوله تعالى : أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة [ البلد : 14 ] ، وقوله : وأقام الصلاة [ البقرة : 177 ] ، [ التوبة : 18 ] ، والفعل لا بد من ذكر الفاعل بعده كما لا بد بعد الحرف من الاسم . فإذا ثبت المعنى في اشتقاق الفعل من المصدر وهو كونه دالاً على معنى في الاسم ، فلا يحتاج من الأفعال الثلاثة إلا إلى صيغة واحدة . وتلك الصيغة هي لفظ الماضى لأنه أخف وأشبه بلفظ الحدث إلا أن تقوم الدلالة على اختلاف أحوال المحدث فتختلف صيغة الفعل . ألا ترى كيف تختلف صيغته بعد ما الظرفية من قولهم : لا أفعله ما لاح برق وما طار طائر لأنهم يريدون الحدث مخبراً . عنه على الإطلاق من غير تعرض لزمن ولا حال من أحوال الحدث ، فاقتصروا على صيغة واحدة وهي أخف أبنية الفعل . وكذلك فعلوا بعد التسوية نحو قوله : سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم [ البقرة : 6 ] ، وقوله : أدعوتموهم أم أنتم صامتون [ الأعراف : 193 ] ، لأنه أراد التسوية بين الدعاء والصمت على الإطلاق من غير تقييد بوقت ولا حال ، فلذلك لم يحتج إلا إلى صيغة واحدة وهي صيغة الماضي كما سبق . فالحدث إذاً على ثلاثة أضرب . ضرب يحتاج إلى الإخبار عن فاعله وإلى اختلاف أحوال الحدث ، فيشتق منه الفعل دلالة على كون الفاعل مخبراً عنه ، وتختلف أبنية دلالته على اختلاف أحوال الحدث . وضرب يحتاج إلى الإخبار عن فاعله على الإطلاق من غير تقييد بوقت ولا حال فيشتق منه الفعل ولا تختلف أبنية نحو ما ذكرناه من الفعل الواقع بعد التسوية وبعد ما الظرفية .


    وضرب لا يحتاج إلى الإخبار عن فاعله بل يحتاج إلى ذكره خاصة على الإطلاق مضافاً إلى ما بعده نحو سبحان الله [ يوسف : 108 ] . وسبحان اسم ينبىء عن العظمة والتنزيه فوقع القصد إلى ذكره مجرداً من التقييدات بالزمان أو بالأحوال ولذلك وجب نصبه . كما يجب نصب كل مقصود إليه بالذكر نحو إياك وويله وويحه وهما مصدران لم يشتق منهما فعل حيث لم يحتج إلى الإخبار عن فاعلهما ولا احتيج إلى تخصيصهما بزمن ، فحكمها حكم سبحان ونصبهما كنصبه ، لأنه مقصود إليه ومما انتصب لأنه مقصود إليه بالذكر زيداً ضربته في قول شيخنا أبي الحسن وغيره من النحويين ، وكذلك زيداً ضربت بلا ضمير لا نجعله مفعولاً مقدماً لأن المعمول لا يتقدم على عامله وهو مذهب قوي ، ولكن لا يبعد عندي قول النحويين أنه مفعول مقدم وإن كان المعمول لا يتقدم على العامل والفعل كالحرف ، لأنه عامل في الاسم ودال على معنى فيه فلا ينبغي للاسم أن يتقدم على الفعل كما لا يتقدم على الحرف ، ولكن الفعل في قولك زيداً ضربت قد أخذ معموله وهو الفاعل فمعتمده عليه ومن أجله صيغ . وأما المفعول فلم يبالوا به إذ ليس اعتماد الفعل عليه كاعتماده على الفاعل ، ألا ترى أنه يحذف والفاعل لا يحذف فليس تقديمه على الفعل العامل فيه بأبعد من حذفه . وأما زيداً ضربته فينتصب بالقصد إليه كما قال الشيخ : هذا الفصل من أعجب كلامه . ولم أعرف أحداً من النحويين سبقه إليه .




    فائدة

    قولهم للضرب ونحوه مصدر إن أريد بحروف مصدر . مصدر صدر يصدر مصدراً فهو يقوي قول الكوفيين : إن المصدر صادر عن الفعل مشتق منه والفعل أصله . وأصله على هذا صادر، ولكن توسعوا فيه كصوم وزوز وعلل في صائم وبابه . قال السهيلي : هو على جهة المكان استعارة كأنه الموضع الذي صدرت عنه الأفعال والأصل الذي نشأت منه ، قلت : وكأنه يعني مصدوراً عنه لا صادر عن غيره ، قال : ولا بد من المجاز على القولين : فالكوفي يحتاج أن يقول الأصل صادر ، فإذا قيل : مصدر قدر فيه حذف أي ذو مصدر ، كما يقدر في صوم وبابه . ونحن نسميه مصدر استعارة من المصدر الذي هو المكان .


    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 03-04-2015, 12:35 AM.

  • #2
    رد: فائدة 5 من كتاب الفوائد

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

    جزاكم الله خيراا
    ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    تعليق


    • #3
      فائدة 6 من كتاب الفوائد

      السلام عليكم





      فائدة
      أصل الحروف أن تكون عاملة ، لأنها ليس لها معان في أنفسها ، وإنما معانيها في غيرها ، وأما الذي معناه في غيره وهو الاسم ، فأصله أن لا يعمل في غيره ، وإنما وجب أن يعمل الحرف في كل ما دل على معنى فيه ، لأن اقتضاءه معنى فتقتضيه عملاً لأن الألفاظ تابعة للمعاني ، فكما تشبث الحرف عما دخل عليه معنى وجب أن يتشبث به لفظاً ، وذلك هو العمل


      فأصل الحرف أن يكون عاملاً فنسأل عن غير العامل ، فنذكر الحروف التي لم تعمل وسبب سلبها العمل فمنها هل فإنها تدخل على جملة قد عمل بعضها في بعض وسبق إليها عمل الابتداء أو الفاعلية فدخلت لمعنى في الجملة ، لا لمعنى في اسم مفرد ، فاكتفي بالعمل السابق قبل هذا الحرف وهو الابتداء ونحوه ، وكذلك الهمزة نحو أعمرو خارج فإن الحرف دخل لمعنى في الجملة ولا يمكن الوقوف عليه ولا يتوهم انقطاع الجملة عنه ، لأنه حرف مفرد لا يوقف عليه ولو توهم ذلك فيه لعمل في الجمله ليؤكدوا بظهور أثره فيها تعلقه بها ودخوله عليها واقتضاؤه لها ، كما فعلوا في إن وأخواتها حيث كانت كلمات من ثلاثة أحرف فصاعداً يجوز الوقف عليها كأنه وليته ولعله فأعملوها في الجملة إظهاراً لارتباطها وشدة تعلقها بالحديث الواقع بعدها ، وربما أرادوا توكيد تعلق الحرف بالجملة إذ كان مؤلفاً من حرفين . نحو هل فربما توهم الوقف عليه أو خيف ذهول السامع عنه ، فأدخل في الجملة حرف زائد ينبه السامع عليه وقام ذلك الحرف مقام العمل نحو . هل زيد بذاهب ؟ وما زيد بقائم . فإذا سمع المخاطب الباء وهي لا تدخل في الثبوت تأكد عنده ذكر النفي والاستفهام وأن الجملة غير منفصلة عنده ، ولذلك أعمل أهل الحجاز ما النافية لشبهها بالجملة .


      ومن العرب من اكتفى في ذلك التعلق ، وتأكيده بإدخال الباء في الخبر ورآها ثابتة في التأثير عن العمل الذي هو النصب ، وإنما اختلفوا في ما ولم يختلفوا في هل لمشاركة ما لليس في النفي . فحين أرادوا أن يكون لها أثر في الجملة يؤكد تشبهها بها .
      جعلوا ذلك الأثر كأثر ليس وهو النصب والعمل في باب ليس أقوى ، لأنها كلمة كليت ولعل وكأن . والوهم إلى انفصال الجملة عنها أسرع منه إلى توهم انفصال الجملة عن ما وهل فلم يكن بد من إعمال ليس وإبطال معنى الابتداء السابق ، ولذلك إذا قلت : ما زيد إلا قائم لم يعملها أحد منهم ، لأنه لا يتوهم انقطاع زيد عن ما ، لأن إلا لا تكون إيجاباً إلا بعد نفي فلم يتوهم انفصال الجملة عن ما .


      ولذلك لم يعملوها عند تقديم الخبر نحو ما قائم زيد إذ ليس من رتبة النكرة أن يكون مبدوءاً بها مخبراً عنها إلا مع الاعتماد على ما قبلها ، فلم يتوهم المخاطب انقطاع الجملة عما قبلها ، لهذا السبب فلم يحتج إلى إعمالها وإظهارها كما كان قبل دخولها مستغنياً عن تأثيرها فيه ، وأما حرف لا فإن كان عاطفاً فحكمه حكم حروف العطف ولاشيء فها عامل . وإن لم تكن عاطفة نحو لا زيد قائم ولا عمرو ، فلا حاجة إلى إعمالها في الجملة ، لأنه لا يتوهم انفصال الجملة بقوله : ولا عمرو لأن الواو مع لا الثانية تشعر بالأولى لا محالة وتربط الكلام بها فلم يحتج إلى إعمالها وبقيت الجملة عاملاً فيها الابتداء كما كانت قبل دخول لا . فإن قلت : فلو لم يعطف .


      وقلت : لا زيد قائم قلت هذا لا يجوز لأن لا ينفي بها في أكثر الكلام ما قبلها تقول هل قام زيد ؟ فيقال : لا ، وقال سبحانه : لا أقسم بيوم القيامة [ القيامة : 1 ] وليست نفياً لما بعدها هنا بخلاف ما لو قيل : ما أقسم فإن ما لا تكون أبداً إلا نفياً لما بعدها ، فلذلك قالوا : ما زيد قائم ، ولم يخشوا توهم انقطاع الجملة عنها . ولو قالوا : لا زيد قائم لخيف أن يتوهم أن الجملة موجبة وأن لا كهي في النكرات نحو لا لغو فيها ولا تأثيم [ الطور : 23 ] ، إلا أنهم في النكرات قد أدخلوها على المبتدأ والخبر تشبيهاً لها بليس ، لأن النكرة أبعد في الابتداء من المعرفة ، والمعرفة أشد استبداداً بأول الكلام ، وأما التي للتنزيه ، فللنحويين فيها اختلاف أهي عاملة أم لا . فإن كانت عاملة فكما اعملوا أن حرصاً على اظهار تشبثها بالحديث وإن كانت غير عاملة كما ذهب إليه سيبويه والاسم بعدها مركب معها مبني على الفتح فليس الكلام فيه .
      وأما حرف النداء فعامل في المنادى عند بعضهم قال : والذي يظهر لي الآن أن النداء تصويت بالمنادى نحوها . وأن المنادى منصوب بالقصد إليه وإلى ذكره ، كما تقدم من قولنا في كل مقصود إلى ذكره مجرداً عن الإخبار عنه أنه منصوب ، ويدلك على أن حرف النداء ليس بعامل وجود العمل في الاسم دونه نحو صاحب زيد أقبل ويوسف أعرض عن هذا ، وإن كان مبنياً عندهم فإنه بناء كالعمل .


      ألا تراه ينعت على اللفظ كما ينعت المعرب ولو كان حرف النداء عاملاً لما جاز حذفه وإبقاء عمله . فإن قلت : فلم عملت النواصب والجوازم في المضارع والفعل بعدها جملة قد عمل بعضه في بعض . ثم إن المضارع قبل دخول العامل عليه كان مرفوعاً ورفعه يعامل وهو وقوعه موقع الاسم . فهلا منع هذا العامل هذه الحروف من العمل كما منع كل مخبر عنه أن يكون مرفوعاً لفظاً وحساً ، كما أنه مرفوع معنى وعقلاً ، ولذلك استحق الفاعل الرفع دون المفعول لأنه المحدث عنه بالفعل فهو أرفع رتبة في المعنى فوجب أن يكون اللفظ ، كذلك لأنه تابع للمعنى .
      وأما رفع الفعل المضارع فلوقوعه موقع الاسم المخبر عنه والاسم التابع له ، فلم يقو قوته في استحقاق الرفع . فلم يمنع شيئاً من الحروف اللفظية عن العمل ، إذ اللفظي أقوى من المعنوي وامتنع ذلك في بعض الأسماء المبتدأة لضعف الحروف وقلة العامل السابق للمبتدأ .


      الجواب الثاني أن هذه الحروف لم تدخل لمعنى في الجملة إنما دخلت لمعنى في الفعل المتضمن للحدث من نفي أو إنكار أو نهي أو جزاء أو غيره ، وذلك كله يتعلق بالفعل خاصة لا بالجملة فوجب عملها فيها كما وجب عمل حروف الجر في الأسماء من حيث دلت على معنى فيها ولم تكن داخلة على جملة ، وقد سبق إليها عامل معنوي ولا لفظي ، ومما ينبغي أن يعلم أن النواصب والجوازم لا تدخل على الفعل الواقع موقع الاسم لحصوله في موضع الأسماء ، فلا سبيل لنواصب الأفعال وجوازمها أن تدخل على الأسماء ولا ما هو واقع موقعها فهي إذا دخلت على الفعل خلصته للاستقبال ونفت عنه معنى الحال . وهذا معنى يختص بالفعل لا بالجملة .
      وأما إلا في الاستثناء فقد زعم بعضهم أنها عاملة ونقض ذلك بقولهم : ما قام أحد إلا زيد وما جاءني إلا عمرو . والصحيح أنها موصلة الفعل إلى العمل في الاسم بعدها كتوصيل واو المفعول معه الفعل إلى العمل فيما بعدها ، وليس هذا يكسر الأصل الذي قدمناه ، وهو استحقاق جميع الحروف العمل فيما دخلت عليه من الأسماء المفردة والأفعال ، لأنها إذا كانت موصلة للفعل . والفعل عامل فكأنها هي العاملة ، فإذا قلت : ما قام إلا زيد ، فقد اعملت الفعل على معنى الإيجاب . كما لو قلت قام زيد لا عمرو .



      وقامت لا مقام نفي الفعل عن عمرو ، فلذلك قامت إلا مقام إيجاب الفعل لزيد . إذا قلت : ما جاءني إلا زيد ، فكأنها هي العاملة فاستغنوا عن أعمالها عملاً آخر ، وكذلك حروف العطف وإن لم تكن عوامل ، فإنما جاءت الواو الجامعة منها لتجمع بين الاسمين في الإخبار عنهما بالفعل فقد أوصلت الفعل إلى العمل في الثاني وسائر حروف العطف يتقدر بعدها العامل ، فيكون في حكم الحروف الداخلة على الجمل . وإذا قلت : قام زيد وعمرو . فكأنك قلت : قام زيد وقام عمرو فصارت هذه الحروف كالداخلة على الجمل . فقد تقدم في الحروف الداخلة على الجمل أنها لا تستحق من العمل فيها ما تستحق الحروف الداخلة على الأسماء المفردة والأفعال .
      ونقيس على ما تقدم لام التوكيد وتركهم أعمالها في الجملة مع أنها لا تدخل لمعنى في الجملة فقط ، بل لتربط ما قبلها من القسم بما بعدها . وهذا هو الأصل فيها حتى أنهم ليذكرونها دون القسم فيشعر عند المخاطب بالنهي كقوله :
      إني لأمنحك الصدود وإنني قسماً إليك مع الصدود لأميل


      لأنه حين قال : لأمنحك علم أنه قد أقسم ، فلذلك قال : قسماً وهذا الأصل محيط بجميع أصول أعمال الحروف وغيرها من العوامل وكاشف عن أسرار العمل للأفعال وغيرها من الحروف في الأسماء ، ومنبهة على سر امتناع الأسماء أن تكون عاملة في غيرها ، هذا لفظ السهيلي والله أعلم .
      فائدة
      اختص الأعراب بالأواخر ، لأنه دليل على المعاني اللاحقة للمعرب ، وتلك المعاني لا تلحقه إلا بعد تحصيله وحصول العلم بحقيقته ، فوجب أن يترتب الأعراب بعده كما ترتب مدلوله الذي هو الوصف في المعرب .

      تعليق


      • #4
        فائدة 7 من كتاب الفوائد

        السلام عليكم




        فائدة
        قولهم حرف متحرك وتحركت الواو ، ونحو ذلك تساهل منهم ، فإن الحركة عبارة عن انتقال الجسم من حيز إلى حيز ، والحرف جزء من المصوت ومحال أن تقوم الحركة بالحرف ، لأنه عرض والحركة لا تقوم بالعرض ، وإنما المتحرك في الحقيقة هو العضو من الشفتين أو اللسان أو الحنك الذي يخرج منه الحرف . فالضمة عبارة عن تحريك الشفتين بالضم عند النطق فيحدث مع ذلك صويت خفي مقارن للحرف إن امتد كان واواً ،

        وإن قصر كان ضمة ، وكذلك الفتحة عبارة عن فتح الشفتين عند النطق بالحرف وحدوث الصوت الخفي الذي يسمى فتحة أو نصبة وإن مدت كانت ألفاً وإن قصرت فهي فتحة ، وكذلك القول في الكسرة ، والسكون عبارة عن خلو العضو من الحركات عند النطق بالحرف فلا يحدث بعد الحرف صوت فينجزم عند ذلك أي ينقطع ، فلذلك سمي جزماً اعتباراً بانجزام المصوت وهو انقطاعه وسكوناً اعتباراً بالعضو الساكن ،

        فقولهم : فتح وضم وكسر هو من صفة العضو . وإذا سميت ذلك رفعاً ونصباً وجزماً وجراً في من صفة الصوت ، لأنه يرتفع عند ضم الشفتين ، وينتصب عند فتحهما ، وينخفض عند كسرهما ، وينجزم عند سكونهما ، ولهذا عبروا عنه بالرفع والنصب والجر عن حركات الإعراب ، إذ الإعراب لا يكون إلا بعامل وسبب . كما أن هذه الصفات التي تضاف إلى الصوت من رفع ونصب وخفض ، إنما تكون بسبب وهو حركة العضو . واقتضت الحكمة اللفظية أن يعبر بما يكون عن سبب عما يكون عن سبب وهو الإعراب .


        وأن يعبر بالفتح والضم والكسر والسكون عن أحوال البناء ، فإن البناء لا يكون بسبب ، وأعني بالسبب العامل فاقتضت الحكمة أن يعبر عن تلك الأحوال بما يكون وجوده تغيراً له إذ الحركات الموجودة في العضو لا تكون إلا بآلة كما تكون الصفات المضافة إلى الموصوف . وعندي أن هذا ليس باستدراك على النحاة فإن الحرف وإن كان عرضاً فقد يوصف بالحركة تبعاً لحركة محله . فإن الأعراض وإن لم تتحرك بأنفسها فهي تتحرك بحركة محالها وعلى هذا ، فقد اندفع الإشكال جملة . وأما المناسبة إلى ذكرها في اختصاص الألقاب فحسنة . غير أن كثيراً من النحاة يطلقون كلاً منها على الآخر . ولهذا يقولون : في قام زيد مرفوع علامة رفعه ضمة آخره ولا يقولون رفعه آخره فدل على إطلاق كل منهما على الآخر .




        فائدة
        تقول : نونت الكلمة ألحقت بها نوناً ، وسينتها ألحقت بها سيناً ، وكوفتها ألحقت بها كافاً . فإن ألحقت بها زاياً . قلت : زويتها لأن ألف الزاي منقلبة عن واو لأن باب طويت أكثر من باب حوة وقوة ، وقال بعضهم : زينتها وليس بشيء .




        فائدة
        التنوين فائدته التفرقة بين فصل الكلمة ووصلها فلا تدخل في الاسم إلا علامة على انفصاله عما بعده ، ولهذا كثر في النكرات لفرط احتياجها إلى التخصيص بالإضافة ، فإذا لم تضف احتاجت إلى التنوين تنبيهاً على أنها غير مضافة ولا تكاد المعارف تحتاج إلى ذلك ، إلا فيما قل من الكلام لاستغنائها في الأكثر عن زيادة تخصيصها وما لا يتصور فيه الإضافة بحال ، كالمضمر والمبهم لا ينون بحال ،


        وكذلك المعرف باللام وهذه علة عدم التنوين وقفاً إذ الموقوف عليه لا يضاف . واختصت النون الساكنة بالدلالة على هذا المعنى لأن الأصل في الدلالة على المعاني الطارئة على الأسماء أن تكون بحروف المد واللين وأبعاضها وهي الحركات الثلاث فمتى قدر عليها فهي الأصل .

        فإن تعذرت فأقرب شبهاً بها وآخر الأسماء المعربة قد لحقها حركات الإعراب فلم يبق لدخول حركة أخرى عليها سبيل ولا لحروف المد واللين ، لأنها مشبعة من تلك الحركات ولأنها عرضة الإعلال والتغير . فأشبه شيء بها النون الساكنة لخفائها وسكونها وإنها من حروف الزيادة وإنها من علامات الإعراب ، ولهذه العلة لا ينون الفعل لاتصاله بفاعله واحتياجه إلى ما بعده .

        تعليق


        • #5
          رد: فائدة 7 من كتاب الفوائد

          جزاكم الله خيراا
          و
          بارك الله فيكم
          ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

          تعليق


          • #6
            رد: فائدة 6 من كتاب الفوائد

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

            جزاكم الله خيراا ونفع بكم
            ~وقفات مع الصحابة وامهات المؤمنين~ ♥♥♥متجدد♥♥♥

            سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

            تعليق


            • #7
              رد: فائدة 6 من كتاب الفوائد

              بارك الله فيك على الطرح الرااائع اخيتي

              تعليق


              • #8
                رد: فائدة 7 من كتاب الفوائد

                بارك الله فيك اخيتي

                تعليق


                • #9
                  رد: فوائد من كتاب الفوائد

                  جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                  وتم دمج الموضوعات لتعم الفائدة


                  "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                  وتولني فيمن توليت"

                  "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                  تعليق

                  يعمل...
                  X