إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفة مع آيات – (ألهاكم التكاثر)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفة مع آيات – (ألهاكم التكاثر)

    ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ *كَلَّا..) التكاثر

    { ألهاكم}
    أي أغفلكم إلا النادر منكم غفلة عظيمة عن الموت الذي هو وحده كاف في البحث على الزهد فكيف بما بعده
    { التكاثر }
    وهو المباهاة والمفاخرة بكثرة الأعراض الفانية من متاع الدنيا:
    المال والجاه والبنين ونحوها مما هو شاغل عن الله،
    فكان ذلك موجبًا لصرف الهمة كلها إلى الجمع، فصرفكم ذلك إلى اللهو، فأغفلكم عما أمامكم من الآخرة والدين الحق وعن ذكر ربكم وعن كل ما ينجيكم من سخطه، أو عن المنافسة في الأعمال الموصلة إلى أعلى الدرجات بكثرة الطاعات، وذلك كله لأنكم لا تسلمون بما غلب عليكم من الجهل الذي سببه شهوة النفس وحب الراحة فخفت موازينكم، وحذف هذا الشيء الملهو عنه لتعظيمه والدلالة على أنه ليس غيره مما يؤسف على اللهو عنه.
    ولما كانوا ينكرون البعث، ويعتقدون دوام – الإقامة في القبور، عبر بالزيارة إشارة إلى أن البعث لا بد منه ولا مرية فيه، وأن اللبث في البرزخ وإن طال فإنما هو كلبث الزائر عند مزوره في جنب الإقامة بعد البعث في دار النعيم أو غار الجحيم، وأن الإقامة فيه محبوبة للعلم بما بعده من الأهوال والشدائد والأوجال،

    فقال: { حتى}
    أي استمرت مباهاتكم ومفاخرتكم إلى أن

    { زرتم المقابر }
    أي بالموت والدفن، فكنتم فيها عرضة للبعث لا تتمكنون من عمل ما ينجيكم لأن دار العمل فاتت كما أن الزائر ليس بصدد العلم عند المزور، لا يمكثون بها إلا ريثما يتكمل المجموعون بالموت كما أن الزائر معرض للرجوع إلى داره وحل قراره، فلو لم يكن لكم وازع عن الإقبال على الدنيا إلا الموت لكان كافيًا

    فكيف والأمر أعظم من ذلك؟
    فإن الموت مقدمة من مقدمات العرض، قال أبو حيان: سمع بعض الأعراب الآية فقال: بعث القوم للقيامة ورب الكعبة، فإن الزائر منصرف لا مقيم، وروى ابن أبي الدنيا عن عمر بن عبد العزيز أنه قرأها ثم قال: ما أرى المقابر إلا زيارة، ولا بد لمن زار أن يرجع إلى بيته، إما إلى الجنة أو إلى النار.


    ولما كان الاشتغال بالتكاثر في غاية الدلالة على السفه لأن من المعلوم قطعًا أن هذا الكون على هذا النظام لا يكون إلا بصانع حكيم، وكان العقلاء المنتفعون بالكون في غاية التظالم، وكان الحكيم لا يرضى أصلاً أن يكون عبيده يظلم بعضهم بعضًا ثم لا يحكم بينهم ولا ينظر في مصالحهم علم قطعًا أنه يبعثه ليحكم بينهم لأنه كما قدر على إبدائهم يقدر على إعادتهم، وقد وعد بذلك وأرسل به رسله وأنزل به كتبه، فثبت ذلك ثبوتًا لا مرية فيه ولا مزيد عليه، وكان الحال مقتضيًا لأن يردع غاية الردع من أعرض عما يعنيه وأقبل على ما لا يعنيه، فقال سبحانه معبرًا بأم الروادع، وجامعة الزواجر والصوادع:

    { كلا}
    أي ارتدعوا أتم ردع وانزجروا أعظم زجر عن الاشتغال بما لا يجدي، فإنه ليس الأمر كما تظنون من أن الفخر في المكاثرة بالأعراض الدنيوية ولم تخلقوا لذلك، إنما خلقتم لأمر عظيم، فهو الذي يهمكم فاشتغلتم عنه بما لا يهمكم – فكنتم لاهين كمن كان يكفيه كل يوم درهم فاشتغل بتحصيل أكثر، وكذا من ترك المهم من التفسير واشتغل بالأقوال الشاذة أو ترك المهم من الفقه واشتغل بنوادر الفروغ وعلل النحو وغيرها وترك ما هو أهم منه مما لا عيش له إلا به.

    ما الذي يلهينا في حياتنا؟!
    ما الذي نتكاثر منه؟!
    ما الذي نتهافت عليه ونبذل كل شيء للاستزادة منه؟!!
    ما الذي تضيع فيه الأوقات والأموال والصحة والعافية؟!!



    إن كان ما يشغلنا في حياتنا ينفعنا في اليوم الآخر ويثقل موازيننا
    فنعم الشغل ونعم ما تقضى به الأوقات…
    وإن كان ما يلهينا إكثار من المال أو مباهاة بمناصب وشهادات أو تكالب لجمع مال أو جمع أكبر عدد من المعجبين والأصدقاء على شبكات التواصل فينبغي لنا أن نفيق قبل أن يأتي يوم الزيارة المحدد ولنتذكر قول الله تعالى

    ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد 20

    بيّن لنا الله سبحانه وتعالى حقيقة الدنيا ثم بيّن، لنا ما الذي يستحق المسارعة والمسابقة فيه فقال تعالى
    (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)…الحديد 21


    يا رب أشغلنا بطاعتك وجنّبنا اللهو واللغو وما تضيع به الأعمار والأعمال
    واجعل قبورنا أول منازل الآخرة روضة من رياض الجنة يا ذا الجلال والإكرام…



    صفحة اسلاميات
    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 02-08-2017, 01:10 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيرًا
    يا رب أشغلنا بطاعتك وجنّبنا اللهو واللغو وما تضيع به الأعمار والأعمال
    واجعل قبورنا أول منازل الآخرة روضة من رياض الجنة يا ذا الجلال والإكرام…
    اللهم آمين

    اللهم ارحم أبى وأمى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة
    اللهم اعتق رقابنا من النار
    يا وهاب هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

    تعليق

    يعمل...
    X