إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هجر القرآن وأهميته في حياتنا :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هجر القرآن وأهميته في حياتنا :



    هجر القرآن وأهميته في حياتنا :

    هجر القرآن أنواع

    { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا }
    [ الفرقان : ٣٠ ] .

    قال ابن القيم : وهجر القرآن أنواع - انتبه لهذه الأنواع الخمسة وهذا من نفيس كلام ابن القيم - قال :
    ١- هجر السماع : لا يسمع القرآن أول ما يسمع القرآن في الراديو يغلقه ويشمئذ والعياذ بالله ، وعندما يجد الأغاني الهزلية يسعد قلبه ويفرح ،
    يا رب استرنا يا رب .



    يقول فضيلة الشيخ محمد حسان :
    أقسم بالله طالب من طلابي في المنصورة يقسم لي ويقول لي : يا شيخ محمد ، حاولت مع الجار الذي يسكن أعلى مني أن آتي به درس يوم الأربعاء ورفض ، أعطيته شريط قرآن يسمعه رماه في وجهي ، لا يصلي ولا يعرف ربنا ، وفي يوم من الأيام مللت من الكاسيت الذي يفتحه على الأغاني ويريد أن يسمع الناس معاه ، يقول : فوضت أمري لله فيه ماذا أفعل ؟


    وفي يوم من الأيام وأنا راجع سمعت صرخات ، سألت ماذا هناك ؟ قالوا : الرجل بيموت ، ما أفزع قلبي أن الرجل نائم على فراش الموت والكاسيت بجواره يغني . قلت لأولاده : يا اخواننا حرام عليكم ، اتقوا الله والدكم يحتضر والملائكة حوله والكاسيت يغني ، ضعوا شريط قرآن ، فطلب مني أن آتي لهم بشريط قرآن وأتيت لهم بشريط القرآن ، وأقسم بالله إنه ما فات خمس دقائق وإذا الرجل النائم على فراش الموت أفاق لحظة صحوة بين السكرات والكروبات ، نظر وسمع القرآن وقال : لا ، لا غيروا القرآن ، واتركوا الغناء ؛ لأنه هو الذي سينعش قلبي ، ويقسم أن هذه آخر كلمة نطقها ثم مات عليها .
    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة ، إنما الأعمال بالخواتيم .


    والحافظ ابن كثير يقول - انتبه لهذا الكلام الغالي - يقول : أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ، وأن من مات على شيء بعث عليه - تعيش على القرآن تموت على القرآن - يا رب توفنا على القرآن - وتبعث على القرآن ، تعيش على المعصية تموت على المعصية وتبعث على نفس المعصية ، النبي صلى الله عليه وسلم قال كذلك والحديث في صحيح مسلم قال :

    (( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) (١)
    (١) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت (٢٨٧٨ / ٨٣) ، وأحمد في المسند (٣ / ٣٣١ ، ٣٦٦) من حديث جابر بن عبد الله .
    إذن هجر السماع - يسمع القرآن يغلق الراديو لا يريد سماع القرآن أبداً









    ٢- هجر التلاوة :أغلقالمصحف لا يقرأ، وإن فتح المصحف يفتحه في رمضان قليلاً ثم يعيده في علبته القطيفة بعد رمضان .

    ​​​​​​







    ٣- هجر التدبر: كثير من أخواننا يريد أن يقرأ ، وهو مثلا يقرأ سورة البقرة الجزء الثاني ويقرأ ربعين ويظل يقلب في صفحات المصحف حتى يرى كم متبقي من هذا الجزء ؟ ويقول : متى ينتهي هذا الجزء - ثم يعود لسورة الكهف ويقول لنفسه ياه ! الباقي كثير عن سورة الكهف فمتى أصل لسورة الناس ؟ فكل ما يعنيه أن يقفز ويجري ، لكن اقرأ وعش مع القرآن ، تدبر القرآن ، واسمع القرآن { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }[ محمد : ٢٤ ] .
    اقرأ وتدبر القرآن وعش مع القرآن حتى يرق القلب وتدمع العين وتخشع الجوارح .









    ٤- هجر العمل بأحكام القرآن :وهذه هي المصيبة الكبرى في الأمة ، هجرت الأمة العمل بالقرآن ، أين القرآن في حكمنا ؟ أين القرآن في إعلامنا ؟ أين القرآن في تعليمنا ؟ أين القرآن في اقتصادنا ؟ أين القرآن في شوارعنا ؟ أين القرآن في الأمة ؟ أين القرآن ؟
    والله ، والله العظيم ما ذلت الأمة إلا يوم أن هجرت العمل بالقرآن ، والله ما هانت الأمة إلا يوم أن تخلت عن القرآن ، وحكمت في الأموال والأعراض والدماء قانوناً وضعياً أعمى من صنع حثالة ومهازيل البشر وظنت الأمة بهذا أنها قد ركبت قوارب النجاة وغرقت وأغرقت وهلكت وأهلكت وضلت وأضلت ولن تقوم لها قائمة ، ولن تتذوق يوماً طعم الكرامة ولا مكانة العزة والسؤدد إلا إذا عادت من جديد إلى هذا القرآن ورددت مع السابقين الصادقين الأولين قولتهم الخالدة :
    { سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }[ البقرة : ٢٨٥ ] .
    القرآن يا أخواننا ربنا لم ينزله لكي نزين به جدران المساجد ونكتبه عليها أو ليقرأ على الأموات في القبور ، ما أنزل الله القرآن لهذا ، تذهب على قبر وتقول للقبر :

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ }[ المائدة : ٣٥] .
    اتقوا الله لمن ؟ لمن في القبور وقد انتهت أعمالهم في الدنيا

    { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ }[ البقرة :،٤٣ ] .
    ليس له . قال رب العزة في القرآن :
    { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ }[ يس : ٧٠ ]

    { طه (١) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٣) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ( ٤) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[ طه : ١-٥] .
    ما أنزل الله عليك القرآن يا محمد لتشقى به أو لتشقى به أمتك من بعدك ، أو لتشقى بأوامره أو حدوده أو نواهيه أو تكاليفه ، بل ما أنزل عليك القرآن إلا لتربي به العقول والقلوب والضمائر والأخلاق بل ما أنزل عليك القرآن إلا لتهذب به النفوس ، بل ما أنزل عليك القرآن إلا لتقيم به الأسلام دولة ، إلا لتنشيء به للإسلام أمة . هذه وظيفة القرآن ، ما ذلت الأمة إلا يوم يوم أن هجرت القرآن ويمكنك أن تحكم القرآن ، وأنا أستطيع أن أحكم القرآن في حدود امكانياتك التي ستسأل عنها ،

    { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }[ البقرة : ٢٥٦ ] .

    ومع ذلك نحن ضيعنا القرآن وهجرنا القرآن ، أي : لا نحكم القرآن في كل جزئيات حياتنا وأنا فرد من أفراد الأمة وأنت كذلك ، أنا لا أتكلم عن دولة ، إنما أتكلم عن أمة هجرت القرآن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وما أشقى من تغافل عن دائه ، وأعرض عن دوائه ولم يسع لشفائه فظل في ضنكه وشقائه

    {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }[ طه : ١٢٤ ] .

    فالضنك الذي تحياه الأمة الآن ؛ لأنها هجرت أصل العز ونبع الشرف ومعين الكرامة هجرت القرآن الكريم ، وحكمت قانوناً وضعياً جائراً أعمى في كل شيء ، وهجرت كتاب الله الذي قال فيه :

    { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء : ٩ ] .
    هذا حكم الله فمن يصد ويعرض عن القرآن
    { رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا }[ الفرقان : ٣٠ ]





    ٥- هجر التداوي بالقرآن : أما القسم الخامس فهو هجران التداوي بالقرآن ولكن ليس بالصورة التي نراها الآن ، اليوم أجد بعض إخواننا كاتب على البيت أو واضع يافطة مدون عليها الشيخ فلان الفلاني المعالج الأوحد بالقرآن ، وهذه فتنة جديدة ، أنا لا أنكر الرقية الشرعية ، ولا أنكر التداوي بالقرآن ؛ لكن من الذي أهَّلك ونصبك لتكون مداوياً بالقرآن ؟ فيها تزكية للنفس شديدة - أنا أعالج بالقرآن ! ما ذا يعني ؟ إنما لو عرض الأمر عرضاً كما بحث أولئك عن واحد من بين الصحابة ليرقي الملدوغ . منكم من يرقي ؟ قال الصحابي : أنا أرقي ، ورقاه بالفاتحة .
    إنما أسمي نفسي وأعمل كروت . أقسم بالله كروت وتليفون محمول وتليفون البيت وهنا في الزاوية الحمراء - ذلك الذي يصور الحالة التي يعالجها بالفيديو - صوّر الحالة - امرأة تصرع تتكشف يصورها بالفيديو - هذه معالجة بالقرآن ، أريد أي أخ من أخواننا وأنا لا أقلل من شأن أحد أي أخ يعالج بالقرآن بينه وبين ربه يجيب على هذا السؤال ، إذا جاءتك امرأة يفتن قلبك أم لا يفتن ؟ أنا لا أحتاج منك جواباً ، ومن اضطر - تأتي المرأة بنقابها بمحرم إن اضطرت أو اضطررت أنت ، وإلا فأنا عندي أن المرأة التي ابتليت بمس أو بسحر أو بغير ذلك يجب عليها هي أن ترقي نفسها بنفسها ، أن تصحح عقيدتها ، أن تصحح توحيدها ، أن تصحح إيمانها ، وأن تقوم وتتضرع إلى ربها ، أن تواضب على الصلوات الخمس في أوقاتها ، أن تواضب على أذكار الصباح والمساء ، أن تواضب على الرقية الشرعية بنفسها ، هذا هو العلاج ، ولا تقول لي : ظللت شهراً أو سنة فلتظل سنتين فلتظل ثلاث سنوات .

    سيدنا أيوب - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - لبث في بلائه ثمانية عشر عاماً ، هذا النبي ، وهذا أصح الأقوال كما في الحديث الذي رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في المستدرك والبزار ، وقال الهيثمي في المجمع : ورجاله ثقات من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال :
    (( إن أيوب نبي الله لبث في بلائه ثماني عشرة سنة ))(٢)
    (٢) صحيح : أخرجه الحاكم في المستدرك ( ٢ / ٥٨١ ) ، وصححه ووافقه الذهبي ، وابن حبان في صحيحه ( ٢٨٨٧) ، وأبو يعلى والبزار كما في مجمع الزوائد ( ٣ / ٢٠٨) ، وقال الهيثمي : (( ورجال البزار رجال صحيح )) ، وابن جرير في التفسير ( ٢٢ / ١٠٨) ، وابن الدنيا ، وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور ( ٤ / ٣٣٠) ، وانظر : المطالب العالية ( ٣٤٦٠) .
    مرض دون ولد ودون مال دون صحة ولا عافية - ثمانية عشر عاماً ليس كما يأتي أخ يقول لي : ظللت شهراً ، ظللت سنة ليس هناك فائدة ، اصبر ، هذا ابتلاء والله سبحانه وتعالى يستجيب لأحدنا ما لم يعجل ، فالتداوي بالقرآن - تداوي بالرقية الشرعية - تداوي بسورة الفاتحة ، فالفاتحة هي الراقية الواقية الشافية الكافية .
    آية الكرسي ما قرأها أحد في ليلة إلا وكل الله عز وجل له من يحفظه حتى يصبح ، وإذا قرأها في الصباح حفظه الله حتى يمسي ، ألا أدلك على أفضل ما يتعوذ به المتعوذون

    { آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ ... }[ البقرة : ٢٨٥ ] .

    إلى آخر السورة ، هذا المعنى الذي يريده ابن القيم ألا وهو هجر التداوي بالقرآن .
    هذه خواطر مع القرآن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين به وأن يختم لنا ولكم بخاتمته .
    والسلام


    المصدر :
    كتاب : الخطب المنبرية
    للشيخ : محمد حسان
    الجزء : التاسع
    نقلاً من موضوع : هجر القرآن
    رقم الصفحة : (٦١-٦٦)
    الناشر : مكتبة فياض
    حقوق الطبع محفوظة لعام : ٢٠٠٦ م

    التعديل الأخير تم بواسطة م/ جيهان; الساعة 23-02-2018, 09:54 PM. سبب آخر: إضافة فواصل القسم


  • #2
    للنفع

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
      عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

      تعليق


      • #4
        عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

        تعليق

        يعمل...
        X