إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البرتغال الإسلامية في عهد المرابطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البرتغال الإسلامية في عهد المرابطين

    البرتغال في عهد ملوك الطوائف:
    في سنة (422هـ/1031م) سقطت الدولة الأموية في الأندلس، وأعلن الوزير أبو الحزم بن جهور انتهاء رسم الخلافة جملة لعدم وجود من يستحقها، وأصبح الأمر شورى بأيدي الوزراء وكبار العلماء وصفوة الزعماء.

    وأعقب ذلك فترة من الاضطرابات والتناحر بين أهل الأندلس أدت إلى ظهور دويلات صغيرة متنازعة، فقد استقل كل أمير بناحيته وأعلن نفسه ملكا عليها، فدخلت البلاد بذلك في عصر جديد هو عصر ملوك الطوائف أو عصر الفرق كما يسميه ابن الكردبوس [1], ومن أهمها: إمارة بني جهور في قرطبة، وبني عباد في إشبيلية, وبنو الأفطس في بطليوس، وبني هود في سرقسطة, وبني صمادح في المرية, وبني برزال في قرمونة، وغيرها.
    المرابطون ونهاية ملوك الطوائف:
    وبعد مرور أربعة قرون على الفتح الإسلامي، ظهر المرابطون على أرض المغرب (448هـ - 541هـ/ 1056 - 1147م) الذين عملوا على تركيز الإسلام ونشره بين القبائل البربرية، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. ويعتبر يوسف بن تاشفين مفخرة هذه الدولة، فقد قام بتنظيم الجيش تنظيما محكما، واستكثر من القواد الأكفاء، وقضى على الفتن الداخلية، واستطاع مواجهة جميع الصعاب التي واجهته في أثناء حرب الوحدة والتحرير.
    كما هب لإنقاذ الإسلام من الخطر الداهم الذي أصاب بلاد الأندلس، حيث تمكن ملك قشتالة الفونسو السادس من الاستيلاء على طليطلة سنة (478هـ/1085م)، وفرض الجزية على كبار ملوك الطوائف، أمثال المعتمد بن عباد في إشبيليا والمتوكل بن الأفطس في بطليوس، وغيرهما، وحينئذ لم ير هؤلاء بدا من الاستنجاد بيوسف بن تاشفين الذي لبى النداء، فعبر البحر بجيوشه إلى الأندلس فنزل في الجزيرة الخضراء وقام بتحصينها وما يتبعها من قواعد عسكرية أخرى على المضيق مثل جبل طارق وطريفة.
    ثم زحفت الجيوش نحو إشبيلية ثم بطليوس بغية لقاء العدو الذي أسرع هو الآخر بجيوشه نحو تجمعات المسلمين من المغاربة والأندلسيين، فالتقى بهم في الشمال من بطليوس عند فحص الزلاقة الذي يعرف اليوم باسم (sagrajas)، وهناك دارت المعركة الفاصلة بين الفريقين في منتصف رجب سنة (479هـ / 23 أكتوبر 1086م) حيث انتصر المسلمون انتصارا باهرا.
    وتعتبر هذه المعركة من المعارك الحاسمة التي جرت بين المسلمين والأسبان في بلاد الأندلس, ومهدت السبيل لسيطرة المرابطين عليها فأصبحت تابعة لهم بعد القضاء على ملوك الطوائف. وكان يوسف بن تاشفين يقول في كل مجلس من مجالسه: "إنما كان غرضنا في ملك هذه الجزيرة أن نستنقذها من أيدي الروم، لما رأينا استيلاءهم على أكثرها، وغفلة ملوكهم وإعمالهم للغزو وتواكلهم وتخاذلهم وإيثارهم الراحة، وإنما همة أحدهم كأسٌ يشربها، وقنيةٌ تُسْمِعُه، ولَهْوٌ يقطع به أيامه، ولئن عشت لأعيدن جميع البلاد التي ملكها الروم في طول هذه الفتنة إلى المسلمين، ولأملأنها عليهم -يعني الروم- خيلا ورجالا لا عهد لهم بالدعة، ولا علم عندهم برخاء العيش، وإنما هَمُّ أحدِهم فرس يروضه ويسترفهه, أو سلاح يستجيده، أو صريخ يلبي دعوته" [2].
    فعلا، فقد بذل يوسف بن تاشفين مجهودا عظيما في استصلاح أحوال الأندلس، وذلك انطلاقا لما كان يمليه الموقف لاستمرار السيادة الإسلامية على هذه البلاد وتفادي وقوعها العاجل في يد العدو. ويذكر صاحب الحلل الموشية: "أقامت بلاد الأندلس في مدته سعيدة حميدة في رفاهية عيش وعلى أحسن حال، لم تزل موفورة محفوظة إلى حين وفاته رحمه الله، وترك الثغور المواجهة لبلاد العدو في حكم الأندلسيين لكونهم أخبر بأحوالها، وأدرى بلقاء العدو وشن الغارات مع الإحسان إليهم، فلما قربت وفاته أوصى ابنه ولي العهد بعده أبا الحسن على ثلاث وصايا أحدها: أن يقبل من محسنِ أهلِ الأندلس ويتجاوز عن مسيئهم" [3].
    البرتغال في عهد المرابطين:
    واصل المرابطون الجهاد ضد النصارى في غرب الأندلس بعدما سيطروا على مملكة بطليوس التي كانت تضم مساحة شاسعة في البرتغال الحالية. فسيطروا على شلب ويابرة ولشبونة وشنترة وشنترين وتعتبر هذه الأخيرة "من أحصن المعاقل للمشركين، وأثبت المعاقل على المسلمين، أرحب المدن أمدا للعيون، وأخصبها بلدا في السنين، ولا يَرِيمها الخصب ولا يتخطاها، ولا يرومها الجذب ولا يتعاطاها، فروعها فوق الثريا شامخة وعروقها تحت الثرى راسخة، تباهي بأزهارها نجوم السماء، وتناجي بأسرارها أذن الجوزاء، مواقع القطار في سواها مغبرة مربدة، وهي زاهرة ترف أنداؤها، ومطالع الأنوار في حشاها مقشعرة مسودة، وهي ناضرة تشف أضواؤها، وكانت في الزمن الغابر أعيت على عظيم القياصر فنازلها بأكثر من القطر عددا، وحاولها بأوفر من البحر مددا، فأبت على طاعته كل الإباء، واستعصت على استطاعته أشد الاستعصاء. فأمكننا الله تعالى من ذروتها, وأنزل ركابها لنا عن صهوتها" [4].
    أما قلمرية فقد حاصرها الأمير علي بن يوسف بن تاشفين سنة (511هـ/1117م) حسب صاحب البيان المغرب عشرين يوما وضيق بها ثم انصرف عنها إلى إشبيلية، ومشى عبد الله بن فاطمة والمنصور بن الأفطس فقابلا أرواما في بلاد الروم ثم وردا إلى إشبيلية واستاقا غنيمة عظيمة وأسرى كثيرة وانصرف الناس إلى بلادهم [5]. ولكن صاحب الحلل الموشية يذكر أن عليَّ بن يوسف افتتح هذه المدينة ودوخ بلاد الشرك بجيوش لا تحصى، وكان أثره بها عظيما [6].
    استمر جهاد المرابطين في الأندلس رغم مواجهتهم لخطر الموحدين بالمغرب، فما أكثر ما دارت المعارك والحروب بينهم وبين العدو الذي اشتد بأسه، ولا سيما في غرب الأندلس الذي تكاثرت عليه ضربات القشتاليين، ولكن انشغالهم في حروب مستمرة مع الموحدين على أرض المغرب، أدى إلى ضعف قوتهم، إضافة إلى قيام ثورات وفتن عديدة، لعل أخطرها ثورة المريدين التي قادها ابن قسي في ميرتلة (mertola) بالبرتغال، وثورات أخرى في يابرة وشلب وباجة وغيرها من مدن الأندلس، فانهارت دولة المرابطين، وأفل نجمها، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ المغرب والأندلس مع قيام دولة الموحدين.


    [1] انظر كتاب في تاريخ المغرب والأندلس, أحمد مختار العبادي, ص275, مؤسسة الثقافة الجامعية.
    [2] انظر المعجب, عبد الواحد المراكشي, ص241/242, تحقيق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي.
    [3] تحقيق سهيل زكار والأستاذ عبد القادر زمامة, ص82/83, دار الرشاد الحديثة, الطبعة الأولى 1979م.
    [4] انظر الرسالة التي كتبها الوزير ابن عبدون إلى الخليفة علي بن يوسف بن تاشفين يخبر فيها بفتح المدينة بقيادة يسير بن أبي بكر سنة 1111م, المعجب, ص246 إلى 249.
    [5] الجزء الرابع, ص64.

    المصدر/ موقع قصة الإسلام
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 19-05-2016, 10:29 PM. سبب آخر: حذف رابط خارجي
    سياتى يوما لن اكون بينكم بل اكون فى التراب بالله عليكم لاتنسوا العبد الفقير من الدعاء

  • #2
    رد: البرتغال الإسلامية في عهد المرابطين


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا وينقل إلى قسم تاريخ الأمة الإسلامية

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق


    • #3
      رد: البرتغال الإسلامية في عهد المرابطين


      جزاكم الله خيرا
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ


      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

        تعليق

        يعمل...
        X