إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حجة الوداع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حجة الوداع




    ..في اليوم التاسع من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة النبوية، وقف نبي الهدى في بطن الوادي وهو على ناقته القصواء، وحوله أربعين ألفاً من الصحابة[1]، ما بين راكب وواقف حتى بلغوا مد البصر، وفيهم ربيعة بن أمية بن خلف[2] الذي كان يصرخ في الناس بقول رسول الله . فكانت هذه الخطبة البليغة التي افتتحها بقرب أجله :

    أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بـهذا الموقف أبداً.
    إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب،فإنه موضوع كله.
    فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
    وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله.
    وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
    فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس اللهم اشهد .. اللهم اشهد .. اللهم اشهد.
    وبعد أن فرغ النبي من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى:
    {
    الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا} [المائدة:3] .
    وعندما سمعها عمر بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان[3].
    بهذه الخطبة البليغة قرر رسول الله قواعد الإسلام، وهدم قواعد الشرك والجاهلية، وقرر فيها تحريم المحرمات التي اتفقت الملل على تحريمها، وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدميه، وأوصاهم بالنساء خيراً، وبشر الأمة بأنها لن تضل أبداً ما دامت معتصمة بكتاب الله. ثم أخبرهم بأنه مسؤول عنهم عند ربهم، بل واستنطقهم فقالوا بلسان واحد: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت[4].



    وخطب النبي يوم النحر -عاشر ذي الحجة- حين ارتفع الضحى، وهو على بغلة شهباء، والناس بين قائم وقاعد.
    وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، ثم زاد عليها :
    أيها الناس {
    إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة:37] .
    الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
    كانت قبيلة مضر إحدى القبائل العربية التي تحافظ على حرمة شهر رجب أشد من سائر العرب، ولكن هذه المحافظة ليست لله وحده، وإنما هي عادة توارثوها عن آبائهم، فنالوا بذلك حظ الدنيا، حيث أُضيف لقبهم إلى شهر رجب، بينما القبائل الأخرى لا تستحله ولكنهم يتحايلون على توقيته.




    واستمر الرسول في خطبته هذه قائلاً :
    أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى. قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليست البلدة؟ قلنا: بلى. فأي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلى قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في شهركم هذا.
    "وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض.
    ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع[5].



    لقد اكتمل الدين وأتم الله الشريعة الخالدة. حتى الآداب التي تعلمها الصحابة من نبيهم قد بلغت قمتها، فقد كانوا قبل ذلك يقدموا بين يدي الله ورسوله حتى أنزل الله فيهم قرآناً {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات:1] فهاهم اليوم، يوم اكتمال الدين عندما سألهم نبيهم أي شهر هذا؟ لم يجب أحدٌ منهم وهم يعلمون أنه الشهر الحرام. بل أجابوا جميعاً إجابة التأدب مع نبيهم :
    الله ورسوله أعلم.
    ثم كرر عليهم السؤال للمرة الثانية والثالثة، ورغم معرفتهم بالإجابة إلا أنهم أجابوا جميعاً :
    الله ورسوله أعلم.
    حتى قال :
    أليس ذا الحجة؟ .. أليست البلدة؟ .. أليس يوم النحر؟
    قلنا: بلى .. بلى .. بلى.





    [1] على أقل تقدير وقيل بلغوا مائة ألف.
    [2] السيرة النبوية لابن هشام، 4/605.
    [3] صحيح البخاري 5/148.
    [4] زاد المعاد، 2/233.
    [5] صحيح لبخاري، 5/148



    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامى 2; الساعة 07-10-2013, 02:55 AM. سبب آخر: التنسيق وضع الفواصل وتشكيل الأيات بارك الله فيكم
    فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً



  • #2
    خطبة الوداع



    نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون
    نص الخطبة التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يوم عرفة:
    وخطبة الوداع هي آخر خطبة ألقاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه هي الخطبة التي ألقاها بجبل عرفات في التاسع من ذي الحجة سنة 10 هـ

    أيها الناس: اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.


    أيها الناس:
    " إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.
    ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضعه من دمائنا: دم ابن ربيعة بن الحارث [ كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل]
    وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا: ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله
    واتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن - بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.

    وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وسنة نبيه. وأنتم تسألون عني، فماذا أنتم قائلون؟
    [ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: " اللهم اشهد " [ ثلاث مرات].

    أما الخطبة التي ألقاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق فنصها كما يلي:

    " يا أيها الناس !
    أتدرون في أي شهر أنتم وفي أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم

    " [ فقالوا: في يوم حرام، وبلد حرام، وشهر حرام]
    قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، وفي بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه.

    اسمعوا مني تعيشوا: ألا لا تظلموا ! ألا لا تظلموا ! ألا لا تظلموا ! إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه، ألا وإن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه، إلى يوم القيامة وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، وإن الله عز وجل قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد المطلب، لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون.

    ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض [ثم قرأ]، إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكنه رضي بالتحريش بينكم

    واتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا، ولكم عليهن حقا: ألا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه. فإن خفتم نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل

    ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها [ وبسط يديه وقال:] ألا هل بلغت ؟ ألا هل بلغت، [ ثم قال:] ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع .

    نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون
    ياحبيبي وقرة عيني واحب الي من نفسي ومن الدنيا ومافيها
    فقد بلغت الامانة واديت الرسالة ونصحت الامة
    وجاهدت في الله حتى اتاك اليقين

    اللهم اشهد وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا محمد خير خلق الله اجمعين


    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 18-10-2012, 08:42 PM. سبب آخر: التنسيق

    تعليق


    • #3
      رد: خطبة الوداع

      نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون
      ياحبيبي وقرة عيني واحب الي من نفسي ومن الدنيا ومافيها

      فقد بلغت الامانة واديت الرسالة ونصحت الامة
      وجاهدت في الله حتى اتاك اليقين

      اللهم صلي وسلم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا محمد خير خلق الله اجمعين

      صلى الله عليه وسلم
      جزاكِ الله خيراً اخيتى ام سارة


      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #4
        رد: خطبة الوداع

        جزاكِ الله خيرا
        ونفع بك



        تعليق


        • #5
          رد: خطبة الوداع

          .نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون
          ياحبيبي وقرة عيني واحب الي من نفسي ومن الدنيا ومافيها
          فقد بلغت الامانة واديت الرسالة ونصحت الامة
          وجاهدت في الله حتى اتاك اليقين


          اللهم اشهد وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا محمد خير خلق الله اجمعين

          جزاك الله خير ..
          رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
          قال صلوات ربي وسلامه عليه
          - : ( طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً )
          MostaFa Mahmoud ELmasry‎‏

          تعليق


          • #6
            رد: خطبة الوداع


            واتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا، ولكم عليهن حقا: ألا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه. فإن خفتم نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل
            وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وسنة نبيه.
            بأبي أنت وأمي يارسول الله
            اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته
            اللهم اجمعنا به في أعلى جنان الخلد إنك ولي ذلك والقادر عليه.

            جزاك الله خيرا أخي الكريمة ونفع الله بك.
            ~ كلمات من ذهب ~
            [FLV]http://www.archive.org/download/kalemat.flv/kalemat.flv[/FLV]




            تعليق


            • #7
              رد: خطبة الوداع

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              بارك الله فيك أختنا الكريمة وتقبل الله منا ومنكم

              تعليق


              • #8
                خطبة الرسول في حجة الوداع

                قال ابن إسحاق : ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه فأرى الناس مناسكهم وأعلمهم سنن حجهم وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت ، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون . قضى الله أنه لا ربا ، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان مستر ضعا في بني ليث فقتلته هذيل فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية . أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله . إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر ، الذي بين جمادى وشعبان . أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقا ، ولهن عليكم حقا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي ، فإني قد بلغت ، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا ، أمرا بينا ، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟ فذكر لي أن الناس قالوا : اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم ا شهد

                اسم الصارخ بكلام الرسول وما كان يردده

                قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد قال كان الرجل الذي يصرخ في الناس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة ربيعة بن أمية بن خلف . قال يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلا تدرون أي شهر هذا ؟ " فيقول لهم فيقولون الشهر الحرام فيقول قل لهم " إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا " ; ثم يقول قل " يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هل تدرون أي بلد هذا ؟ " قال فيصرخ به قال فيقولون البلد الحرام ، قال فيقول قل لهم " إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة بلدكم هذا " . قال ثم يقول قل " يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هل تدرون أي يوم هذا ؟ قال فيقوله لهم . فيقولون يوم الحج الأكبر قال فيقول قل لهم إن الله قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا .

                رواية ابن خارجة عما سمعه من الرسول في حجة الوداع

                قال ابن إسحاق : حدثني ليث بن أبى سليم عن شهر بن حوشب الأشعري عن عمرو بن خارجة قال بعثني عتاب بن أسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة فبلغته ، ثم وقفت تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لغامها ليقع على رأسي ، فسمعته وهو يقول أيها الناس إن الله قد أدى إلى كل ذي حق حقه وإنه لا تجوز وصية لوارث والولد للفراش ، وللعاهر الحجر ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا

                بعض تعليم الرسول في الحج

                قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف بعرفة قال هذا الموقف للجبل الذي هو عليه وكل عرفة موقف وقال حين وقف على قزح صبيحة المزدلفة : هذا الموقف وكل المزدلفة موقف ثم لما نحر بالمنحر بمنى قال هذا المنحر وكل منى منحر فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج وقد أراهم مناسكهم وأعلمهم ما فرض الله عليهم من حجهم من الموقف ورمي الجمار وطواف بالبيت وما أحل لهم من حجهم وما حرم عليهم فكانت حجة البلاغ وحجة الوداع وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج بعدها .

                وقوله عليه السلام في خطبة الوداع ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان إنما قال ذلك لأن ربيعة كانت تحرم في رمضان وتسميه رجبا من رجبت الرجل ورجبته إذا عظمته ، ورجبت النخلة إذا دعمتها ، فبين عليه السلام أنه رجب مضر لا رجب ربيعة ، وأنه الذي بين جمادى وشعبان وقد تقدم تفسيره قوله إن الزمان قد استدار وتقدم اسم ابن أبي ربيعة المسترضع في هذيل ، وأن اسمه آدم وقيل تمام وكان سبب قتله حرب كانت بين قبائل هذيل تقاذفوا فيها بالحجارة فأصاب الطفل حجر وهو يحبو بين البيوت كذلك ذكر الزبير .
                التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 07-10-2013, 01:53 AM.

                تعليق


                • #9
                  رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                  فداك ابي وامي يا رسول الله

                  تعليق


                  • #10
                    رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                    جزاك الله كل خير
                    وبارك الله فيك
                    وفداك ابي وامى يا رسول الله
                    لا إله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

                    تعليق


                    • #11
                      رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                      اللهم ارحم ابي برحمتك الواسعة وغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
                      اللهم إجعل قبره روضه من رياض الجنه

                      تعليق


                      • #12
                        رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                        جزاكم الله خيرا

                        تعليق


                        • #13
                          رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                          جزاكم الله خيرا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: خطبة الرسول في حجة الوداع

                            وجزاكم الله كل الخير
                            ونفع بعلمكم جميع المسلمين
                            آمييييييييييييييييييييييييييين
                            و

                            تعليق


                            • #15
                              خطبة الوداع





                              خطبة الوداع
                              =============
                              وفي السنة العاشرة حج الله صلى الله عليه وسلم بالناس حجة ودّع فيها المسلمين ولم يحج غيرها. وخرج لها يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة وولّى على المدينة أبا دجانة الأنصاري، وكان مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عظيم يبلغ تسعين ألفاً، وأحرم للحج حيث انبعثت به راحلته ثم لبّى، فقال: «لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شرك لك لبّيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلْك لا شريك لك». ولم يَزَل الله صلى الله عليه وسلم سائراً حتى دخل مكة ضحى من الثنية العليا وهي ثنية كَدَاء. ولما رأى البيت قال: «اللهمّ زدْه تشريفاً وتعظيماً ومهابةً وبراً». ثم طاف بالبيت سبعاً، واستلم الحجر الأسود، وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم شرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة سبعاً راكباً على راحلته، وكان إذا صعد الصفا يقول: «لا إله إلا الله، الله أكبر، لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». وفي الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات بها.



                              حجة الوداع
                              ==============
                              وفي التاسع منه توجه إلى عَرَفة، وهناك خطب خطبته الشريفة التي بيَّن فيها الدين كله أُسَّهُ وفرعه، وهاكَ نصها:
                              «الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. مَنْ يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضْلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: أُوصيكم عباد الله بتقوى الله وأَحُثُّكُم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير، أما بعد: أيها الناس اسمعوا منّي أُبَيِّن لكم فإني لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.
                              أيّها الناس إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم إلى أن تلقَوا ربَّكم، كحُرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهمّ فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها.
                              إن ربا الجاهلية موضوع، وإنَّ أول رباً أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن دماءَ الجاهلية موضوعة وأوَّلُ دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعَمْد قَوَدٌ، وَشِبْهُ العَمْد ما قُتِل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية.
                              أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يُعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحقرِون من أعمالكم.
                              أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يُضَلُّ به الذين كفروا يحلّونه عاماً، ويحرمونه عاماً، ليواطئوا عدة ما حرّم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، وإن عِدَّةَ الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض، منها أربعة حُرُمٌ، ثلاث متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب الذي بين جُمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهمّ اشهد.
                              أيُها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهنّ حقٌّ ألا يوطئن فرشَكُم غيركم، ولا يُدخلنَ أحداً تكرهونه بيوتَكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن، فإن الله أذن لكم أن تَعْضُلُوهُنَّ، وتهجروهُنَّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضرباً غير مُبَرِّح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وإنما النساء عندكم عَوَان، لا يملكن لأنفسهنّ شيئاً، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهنّ خيراً، ألا هل بلغت؟ اللهمّ اشهد.
                              أيّها الناس إنما المؤمنون إخوة، ولا يَحِلُّ لامرىء مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلّغت؟ اللهمّ اشهد، فلا تَرْجِعُنَّ بعدي كُفَّاراً يضرب بعضكم رقابَ بعضٍ، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضِلوا بعده: كتاب الله، ألا هل بلغت؟ اللهمّ اشهد.
                              أيها الناس إن ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضلٌ على عجمي إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ اللهمّ اشهد، فليبلغ الشاهدُ منكم الغائب.
                              أيُّها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا تجوز لوارثٍ وصية، ولا تجوز وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش، وللعاهر الحَجَرُ، من ادّعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، والسلام عليكم ورحمة الله»[1] وفي هذا اليوم امتنَّ الله على المؤمنين بقوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً)[2]. فلا غرابة أن اتخذه المسلمون عيداً، ويوماً سعيداً، يُظهرون فيه شكر الله على هذه النعمة الكبرى. ثم إنه عليه الصلاة والسلام أدَّى مناسك الحج من رمي الجمار، والنحر، والحلق، والطواف. وبعد أن أقام بمكة عشرة أيام قَفَلَ إلى المدينة ولما رآها كبَّر ثلاثاً وقال: «لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».

                              [1] رواه مسلم

                              [2] سورة المائدة 3

                              التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 18-10-2012, 08:48 PM. سبب آخر: التنسيق


                              تعليق

                              يعمل...
                              X