إعـــــــلان

**لؤلؤة باسلامي** · 28-10-2017, 09:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" آل عمران:102.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" النساء:1.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" الأحزاب:70-71.
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهَدْي هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد:

مرحبًا بكم أيها الإخوة الكرام الأحباب، وأسأل الله -جل وعلا- في هذه السلسلة الكريمة الطيبة المباركة أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا وإياكم حسن الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن يرزقني وإياكم رفقته في أعلى جنان الخلد في الفردوس الأعلى بفضله وكرمه إنه نعم المولى ونعم النصير.

ثم أما بعد أيها الكرام الأحباب لا زلنا مع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ووالله يا له من شرف، ويا لها من سعادة، ويا لها من فرحة حين نتكلم عن رسول الله، أو نسمع عن رسول الله، أو نقرأ عن رسول الله، أو نعيش عيش رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-.
ولقاؤنا بفضل الله -جل وعلا- في هذه السلسلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حاكم دولة الإسلام، نعم النبي -صلى الله عليه وسلم- أهَّله الله -جل وعلا-، هيأه الله -جل وعلا-؛ ليكون إمامًا، وليكون حاكمًا، لا أقول للدولة الإسلامية بل للعالم بأجمعه، ولا أقول ليقود النبي -صلى الله عليه وسلم- دولته الإسلامية التي أسَّسها على تقوى من الله -جل وعلا- ورضوان بل ليقود النبي -صلى الله عليه وسلم- الدنيا في زمانه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قاد الدنيا، وحكم دولة الإسلام التي أنشأها بفضل الله -جل وعلا- في حياته، وشريعته كتابًا وسنة باقيةٌ إلى قيام الساعة بفضل الله -جل وعلا- تستطيع أن تحكم بتشريع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة.

أنت من أمة محمد .. فارفع رأسك

يقول الأستاذ الدكتور شبرل عميد كلية الحقوق في جامعة فيينا بالنمسا في مؤتمر حقوق العالميّ الذي جمع أكابر علماء القانون والحقوقيين والمستشارين في العالم، مؤتمر حقوق العالمي الذي عُقد في فيينا عام 1922 وجمع أكابر علماء القانون ليخرج رئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور شبرل ويقول أمام هؤلاء العلماء وأمام القانونيين: لقد استطاع محمدٌ -عليه الصلاة والسلام- أن يأتي بتشريع من عند ربه؛ ليحكم به الدنيا، وليٌسَيِّر به الدنيا، سنكون نحن الأوروبيون أسعد ما نكون لو وصلنا إلى ما وصل إليه محمدٌ بعد ألفَي سنة..
يعني احنا لو صلنا بعد ألفين سنة لطريقة الحكم التي حكم بها النبي -عليه الصلاة والسلام- للتشريع الذي أنزله الله -جل وعلا- على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ليحكم به الدنيا، ليكون حاكمًا لدولته ولكل العالم في زمانه وإلى قيام الساعة، لو وصل الأوروبيون -دا كلام الأستاذ الدكتور شبرل-، لو وصل الأوروبيون إلى ما وصل إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من طريقة حكمه ستكون أوروبا أسعد ما يكون ولو بعد ألفين سنة.

لترفع رأسك أيها المسلم أنت من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، النبي -صلى الله عليه وسلم- حاكم دولة الإسلام، هيأه الله -جل وعلا- لذلك، أعدَّه الله -جل وعلا-؛ ليحكم الدنيا، ربَّاه الله -جل وعلا-؛ ليكون حاكمها الأول، بل والله حاكمها الأوحد، فما دار الزمان على رجلٍ مثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا وطئ الأرض رجلٌُ مثل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ولا حَكَم العالمين بالحزم، وبالرفق، وباللين، وبالقوة، وبالأمانة، وبالصدق، وبالزهد، وبالحب، وبالقبول إلا رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-.

السياسة عمل كل الأنبياء

فالسياسة عمله، ببساطة السياسة عمل النبي -عليه الصلاة والسلام-، استطاع بفضل الله -جل وعلا- أن يَسُوس الناس، أن يسوس القريب والبعيد، والعربي والعجمي، والحر والعبد، والرجل والمرأة، والقريب والبعيد، بل والصديق والحبيب، والعدو والمحارِب، استطاع النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسوس الدنيا.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: "كانت بنو إسرائيلَ تسوسهم الأنبياءُ..." أنا عاوز أعرَّفك إن السياسة شغلانة النبي وشغلانة كل الأنبياء، يسوس الدنيا، يقود الدنيا، يحكم الدنيا، وهذا الحديث يُبطل مزاعم العلمانيين الذين يريدون أن يجعلوا الدين في المسجد داخل جدرانه وفقط، بل رسول الله يحكم في السياسة، وفي الاقتصاد، وفي العسكر، وفي الجيش، وفي الشارع، وفي السوق، وفي البيت، وفي التجارة،
وفي كل مكان فهو حاكم دولة الإسلام -صلى الله عليه وسلم-.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كانت بنو إسرائيلَ تسوسهم الأنبياءُ، كلما هلك نبيٌّ خَلَفه نبيٌّ، وإنه لا نبيَّ بعدي" يعني النبي يقول: أنا الحاكم الذي ليس بعدي حاكم مثلي، أنا الحاكم الذي أقود الناس وأسوس الناس، ومن أراد أن يقود الناس ويسوسهم فلن يأتي بتشريع جديد إنما لا بد أن يسير على طريقة حكم النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا بد أن يتعلم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا بد أن يقتفي أثر رسول الله في كل مناحي الحياة؛ ليسوس الناس، ليحكم الأرض كما أراد خالقها -جل وعلا-.

مؤهلات النبي ليكون حاكم الدولة الإسلامية

لقد أُعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قِبَل ربه، وهُيئ من قِبَل خالقه؛ ليحكم العالم كله، ليحكم دولة الإسلام وليحكم العالم كله، أولًا دي مؤهلات النبي؛ علشان تعرف ليه النبي حاكم دولة الإسلام، علشان اللي عاوز يحكم بالعدل، اللي عاوز يُسيِّر الدنيا لطريق الإصلاح يَسِير على خُطى النبي -عليه الصلاة والسلام- ويضع في نفسه تلك المؤهلات وإن لم يجد فليعتذر، فها هو النبي -صلى الله عليه وسلم- يهيئه ربه.

أنه نبيٌّ يوحى إليه

أولًا هو نبيٌّ يوحى إليه، رسولٌ أعطاه الله -جل وعلا- حكم الأرض وطريقة حكمها.

عارف حضرتك لو أنت جبت جهاز جديد، موتور جديد، ماكينة جديدة وحطيتها عندك في مكانك هتلاقي الكرتونة اللي محطوط فيها الجهاز الكبير دا مكتوب عليها من برَّا من فضلك لا تستخدم الجهاز إلا بعد قراءة التعليمات المدونة بالكتالوج صح؟ موجود، أي جهاز كده، طيب حضرتك لو أنت استخدمت الجهاز الكبير دا بدون ما تقرأ الكتالوج، بدون ما تعرف التعليمات ايه اللي يحصل؟ حاجة من اتنين:

إما أن تُفسد الجهاز، تبوّظه.
وإما أن يُفسدك الجهاز، يضرك الجهاز.

يا تبوّظه ماعدش يشتغل، يا يفرقع فيك ولَّا يعمل ماس ولَّا أي حاجة يؤذيك، إذن فلا بد من قراءة التعليمات المدونة داخل الكتالوج؛ لتستطيع أن تُسيِّر الجهاز.

ولله المثل الأعلى حين أوجد الله -جل وعلا- الناس في الأرض أنزل عليهم مش هقول بقى كتالوج أنزل عليهم كتابه الذي فيه طريقة استعمال الدنيا، طريقة حكم الدنيا، طريقة السير في الأرض، طريقة سياسة الناس، طريقة حتى الحكم العسكري، طريقة الدفاع عن النفس، طريقة التجارة، طريقة البيع، فيه كل ما يُسيِّر الحياة، ولو لم تَسِر على تلك التعليمات التي حملها رسول الله بهذه الرسالة التي آتاه الله -جل وعلا- إياها، لو لم تسر على تلك التعليمات
برضو حاجة من اتنين: إما أن تُفسد الدنيا وإما أن تُفسدك الدنيا.
عرفت ليه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو حاكم دولة الإسلام؟ لأن الله جعله رسولًا، آتاه بهذا القرآن، أنزل عليه تلك الرسالة؛ ليستطيع أن يحكم الدنيا كما أراد الله فيُصلح ولا يُفسد، بل يُصلح ما فسد بأبي أنت وأمي ونفسي يا رسول الله.

أنه الصادق الأمين

ثانيًا من مؤهلات النبي -صلى الله عليه وسلم- ليكون حاكم الدولة الإسلامية أنه الصادق الأمين.
حد مختلف عليها؟ حد من الأطفال والأولاد ما يعرفوهاش؟ هو الصادق الأمين حد من المشركين ممن حاربوه وأرادوا قتله وآذوه يُنكر أنه الصادق الأمين؟ أبدًا.

مواقف عن أمانته –عليه الصلاة والسلام-

دا النبي -عليه الصلاة والسلام- 19 رجل يقفون على بابه يوم الهجرة يريدون قتله، سيوفهم المسلولة مُصْلَطَة والنبي -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ودونهم الباب وينتظرون أن يقطعوا رأس النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم يُخرج الله -جل وعلا- نبيه -عليه الصلاة والسلام- من بين هؤلاء وقد شاهت وجوههم، وجعل الله -جل وعلا- من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا؛ ليُغشيهم الله -جل وعلا- فلا يبصروا النبي –صلى الله عليه وسلم، ويَخرج رسول الله ويُبقي النبي -صلى الله عليه وسلم- في فراشه تحت هذا التهديد معرَّضًا للقتل علي بن أبي طالب لماذا؟ ليه؟ دا ابن عمه، وحبيب قلبه، وحبيب ربنا وحبيب رسوله، والنبي -عليه الصلاة والسلام- خايف عليه، إنما ليه أبقى النبي علي بن أبي طالب؟ لأنه الأمين أراد رسول الله أن يَرُد عليٌّ الأمانات إلى أصحابها، همَّ بيحاربوه وجايين يقتلوه وعارفين إن أماناتهم جوا عند النبي مش هيخون، هذا هو الحاكم المسلم لا يخون أبدًا.

هو الذي قال -صلى الله عليه وسلم-: "أدِّ الأمانةَ إلى مَنْ ائتمَنك، ولا تخنْ مَنْ خَانَكَ" صححه الألباني، همَّ خانوا النبي، ومكروا بالنبي، وعاوزين يقتلوا النبي، "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ" الأنفال:30، ومع ذلك لم يخنهم رسول الله بل أدى الأمانات وهم يعلمون ذلك، لقد سموه قبل الرسالة بالصادق الأمين بأبي أنت وأمي ونفسي يا رسول الله.

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أمانته التي زُكِّي بها بل قال هو عن نفسه بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد يقول للصحابة: "ألا تأمَنوني؟ وأنا أمينُ مَن في السماءِ" ربنا استأمنه على الرسالة خلاص، ببساطة لقد استأمنَّا رسول الله بعد أن استأمنه الله على الدين أفلا نستأمنه على الدنيا؟! اللي هي أقل من الدين، اللي هي دنيا.
اسمع تاني: لقد استأمن ربنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على دينه، ورضينا بأمانة رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وحكمه في دينه، أفلا نرضى بأمانته وحكمه في دنيانا؟! إي والله نرضى، فمَن أمِنَّاه على ديننا لا بد ألا يكون أبدًا في الدين أو في الدنيا بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-.

وقد ذكرت لكم في اللقاء الماضي كيف أن النبي وهو مهيأ من قِبَل ربه؛ ليكون حاكم دولة الإسلام لم يخن أبدًا حتى أعداؤه الذين قاتلوه وحاولوا قتله وآذوه أشد الإيذاء، حتى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح الله عليه سنة 8 هجرية مكة ودخل النبي إلى مكة فاتحًا بقوةٍ وعنوةٍ منتصرًا، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُقتل ثلاثة عشر رجلًا وامرأة من المشركين حتى لو كانوا على أستار الكعبة، وبالفعل قُتل عبد الله بن خطل وقُتلت امرأتان كانتا تهجيان النبي -صلى الله عليه وسلم-...
لكن من ضمن هؤلاء واحد اسمه: عبد الله بن سعد بن أبي السرح النبي قال: اقتلوه لو على الكعبة، استخبَّى واستأمن له عثمان بن عفان وخرج إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- مد إيده للنبي، عثمان بيقول للنبي: بايع عبد الله يا رسول الله، عبد الله يمدّ إيده والنبي –عليه الصلاة والسلام- لَمّ إيده ومارضاش يبايع، وقايل للصحابة اقتلوه محدش قتله، فمد إيده تاني والنبي عثمان يقول له: بايع يا رسول الله، النبي يقبض يده، في المرة التالتة بايع فبايعه رسول الله وأسلم وحسن إسلام عبد الله بن سعد بن أبي السرح وجاهد في سبيل الله وأبلى بلاءً حسنًا...
الشاهد بعد ما عبد الله مشي وعثمان مشي النبي بيقول للصحابة: أليس منكم رجلٌ رشيد رآني قبضت يدي عنه فقام إليه فقتله؟ يعني مش أنا قلت لكم اقتلوه وهو جه قدامكم أهو ما قتلتهوش ليه؟ حتى لما مدّ إيده أنا ما رضيتش أمدّ إيدي محدش قتله ليه؟ قالوا: يا رسول الله هلَّا أومأت لنا بعينك، كنت غمزت غمزة بس نقوم نقتله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّهُ لا يَنبغي لنبيٍّ أن تكونَ له خائنةُ الأعينِ" صححه الألباني، ما ينفعش النبي يخون، ما ينفعش حاكم دولة الإسلام يخون، لا بد أن يكون أمينًا حتى مع عدوه الذي لا زال على الكفر، لا يخون أبدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو الصادق الأمين.

لذلك في نفس اليوم يوم فتح مكة المسلمين كانوا مشتاقين للكعبة التي حُرموا منها سنوات طويلة، ودخلوا إلى الكعبة وإذا بالنبي يأمر أن يؤتى بمفتاح الكعبة؛ علشان يدخل النبي من الباب، المفتاح مع مين؟ مع واحد اسمه: عثمان بن طلحة، دا المسئول إلى الآن عثمان بن طلحة وذريته هم مسئولون إلى الآن عن فتح باب الكعبة معهم المفتاح اسمهم: سَدَنة الكعبة، فعلي بن أبي طالب راح لعثمان بن طلحة وطلب منه المفتاح فأبي فأخذه علي بن طالب عنوة وفتح ودخل النبي -عليه الصلاة والسلام- ودخل الصحابة في يوم العز للمسلمين.

ولما خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا بعثمان بن طلحة الذي كان ساعة إذٍ على الكفر، كان مشرك، كان كافر بس النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: مَن دخل بيته فهو آمِن، دخل بيته وقفل عليه وخد المفتاح، علي بن أبي طالب خد منه المفتاح رغمًا عنه ودفعه لرسول الله وفتحوا الباب ودخلوا، لما خرج النبي وجد عثمان بن طلحة، فيه إيه؟ قال: المفتاح لي يا محمد، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: اليوم يوم بِرٍّ ووفاء، وأمر النبي علي بن أبي طالب أن يعطي المفتاح للمشرك، ساعة إذٍ عثمان بن طلحة قال: خذها تالدةً خالدةً لا ينزعها منكم أحد، خليها فيكم على طول، فلما رأى عثمان إن النبي إداله المفتاح ورجع بالمفتاح بيته ورأى أنه في مأمن اغتسل ورجع إلى النبي وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وبقي مفتاح الكعبة في ذرية عثمان بن طلحة.

هو دا الحاكم المسلم الأمين، مش معنى إنك بقى معاك سلطان تنتزع من الناس أملاكهم، تنتزع من الناس بيوتهم، تسرقهم، تيجي عندهم في البيت بأيّ حجة وتسرق الدهب وتسرق الفلوس وتصادر المش عارف إيه وتقول دا قبضنا عليه وفي بيته 100 ألف جنيه، وإيه يعني في بيته 100 ألف جنيه؟ هؤلاء الخونة لن يُصلح الله -جل وعلا- عملهم أبدًا "إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ" يونس:81.

وأنزل الله في هذه القصة قصة مفتاح الكعبة أنزل قوله تعالى: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ" النساء:58، هو دا النبي -عليه الصلاة والسلام- أدى الأمانات إلى أهلها، وحكم بين الناس بالعدل، وردَّ المفتاح إلى أصحابه رغم أنهم كانوا على الشرك؛ لأنه حاكم دولة الإسلام بأبي أنت وأمي ونفسي يا رسول الله.

مواقف عن صدقه –عليه الصلاة والسلام-

هو الأمين وهو الصادق، فما عُرف عن رسول الله لا أيام الجاهلية ولا بعد النبوة ما عُرف عنه كذبةً أبدًا، مش أنا اللي قلت دا أبو سفيان قُدَّام هِرَقل كافر قدام واحد نصراني بيسألوا بعض، هِرَقل بيسأله: هل يغدر؟ هل يكذب؟ فقال أبو سفيان: لا هو فينا صادقٌ أمين، ما جربنا عليه كذبًا قط.
كلمة أجواره أبو لهب ومن معه، لئن أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغِير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: بلى ما جرَّبنا عليك إلا صدقًا، ما جربنا عليك كذبًا قطّ، قال: فإني رسول الله إليكم.

هو دا الحاكم المسلم لا يكذب أبدًا، إنما حاكم ويكذب ما تنفعش، هقول لك ما تليقش بيكذب ليه؟ هو خايف من إيه؟ دا الملك أو الحاكم اللي بيكذب يبقى بيكذب على شعبه، وبيخون شعبه، وبيلف ويدور على شعبه، أو بيسرق شعبه دا مش حاكم، دا يلعنه الله ويلقيه في النار، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- كما ثبت في صحيح مسلم: "ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ -قال أبُو مُعاوِيَةَ: ولا يَنظُرُ إليهِمْ- ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ شَيْخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ" ما يمشيش المُلك أبدًا مع الكذاب، ما ينفعش، ما يبقاش ملك، ما يبقاش حاكم، أما نبينا -صلى الله عليه وسلم- حاكم دولة الإسلام فهو الصادق الأمين.

أنه لا يريد الدنيا

مؤهلات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- النبي حاكم دولة الإسلام؛ لأنه لا يريد الدنيا، الحاكم اللي عاوز الدنيا
هيسرق شعبه، وهيجوَّع شعبه، وهيحط أرصدة في البنوك له هنا وبرَّا وفي كل حتة، ويلم الدهب، ويلم الفلوس، ويشبع والكل جعان وما يهمهوش، أما الحاكم الذي لا يريد الدنيا فهو الذي هُيئ من قِبَل ربه أن يحكم بالعدل.

وهذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يريد دنيا مع أن الله -جل وعلا- أعطى للنبي -صلى الله عليه وسلم- لوحده خُمس الغنائم، عارف يعني إيه خُمس الغنائم؟ يعني لو النبي -عليه الصلاة والسلام- كان بيحارب وفي معركة وغنموا مليون دينار دهب النبي لوحده 200 ألف دينار دهب، لو غنموا عشرة آلاف رأس من الأبقار والإبل والأغنام النبي لوحده ألفين الخُمس، ومع ذلك يأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- فيردها فيهم، فربما يرجع النبي بثوبه المرقَّع إلى بيته ينسى نفسه وينسى أهله، لا يريد الدنيا هو دا الحاكم.

وهو على فراش الموت كان عنده في البيت سبع دنانير، أغشي عليه ثم أفاق قال: يا عائشة أخرجي الدنانير، يُغشَى عليه ويفيق مرة تانية أول ما يفوق: يا عائشة ماذا فعلتِ بالدنانير، قالت: شُغلنا بك يا رسول الله، يُغشى على النبي أول ما يفوق: ماذا فعلتم بالدنانير؟ ما ظن محمد أن يلقى ربه -جل وعلا- وفي بيته سبعة دنانير؟ يعني ما ظن محمد الحاكم الذي يحكم دولة الإسلام أن يلقى الله -جل وعلا- ومعه من المال سبعة دنانير، يقول لربنا جابهم منين، أومال اللي عنده سبعة مليار وسبعين مليار وسرق البلاد ويظن أنه حاكم يبقى دا حاكم؟!!

النبي -صلى الله عليه وسلم- حاكم دولة الإسلام لا يريد الدنيا، حاكم دولة الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- الحاكم أهو يتفقد رعيته، يواصل ليله بنهاره، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَسمُر بالليل مع أن النبي قال: لا سمر بعد العشاء "لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ، أوْ مُسافِرٍ" صححه الألباني، لكن النبي كان يَسمُر مع أبي بكر في أمور المسلمين، مش عارف ينام، قاعد يتكلم مع أبي بكر نعمل إيه مع المسلمين والفتوحات والجوعانين والمجاهدين، بيتكلم في أمور المسلمين، يواصل ليله بنهاره؛ لأجل أمته -عليه الصلاة والسلام-، هو دا الحاكم المسلم مش ينام ملء عينه ويخرج يتفسح في بلاد العالم وينسى شعبه الجائع ويبقى اسمه حاكم مسلم.

أنه لا يغش رعيته أبدًا

الحاكم المسلم هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يغش رعيته أبدًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معقل بن يسار في صحيح البخاري: "ما من عبدٍ يسترعيهِ اللهُ رعيةً، فلم يَحُطْها بنُصحِه، لم يجد رائحةَ الجنةِ"، وفي روايةٍ أخرى: "ما مِن عبدٍ يسترعيه اللهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌّ لرعيَّتِه إلَّا حرَّم اللهُ عليه الجنَّةَ" صحيح مسلم، ما يخشش الجنة ولا يشمّ ريحتها.

أنه يتفقد رعيته

لكن النبي كان يتفقد رعيته، يتفقد أصحابه لدرجة والله يا إخواننا حكاية عجيبة، النبي يذهب لصلاة الفجر ووراءه
عدد الصحابة، النبي مات وعدد الصحابة اللي كانوا بيحجوا معاه قبل ما يموت بأربع شهور كانوا حوالي 130 ألف أو 140 ألف، تخيل النبي -عليه الصلاة والسلام- بيصلي الفجر ووراؤه عدد من الصحابة مانعرفش نعدّهم ومع ذلك النبي يسأل عنهم، لو فُقِد واحدٌ منهم، أو مرض واحد منهم، أو تأخر واحد منهم، أو حدث شيء لواحد منهم يسأل النبي عنه...

يقف النبي فيصلي وقبل أن يصلي قبل ما يكبّر في صلاة الفجر يسأل: أشاهد فلان؟ أحاضر فلان؟ فيه صحابي كان اسمه أبو ضمضم أنا كنت بشوفه هو فين؟ موجود؟ لأ مش موجود، دا واحد صاحبه أهو: دا جاري يا رسول الله بس مريض، مريض؟ وازاي ما نزورهوش؟! هاتوه من البيت، الصحابة يروحوا يسندوه فيأتى بالرجل يهادى بين رجلين مسنود على اتنين؛ علشان يشارك الصحابة هذا الخير في بيت الله -جل وعلا- مع رسول الله، النبي يتفقد أصحابه، هو دا الحاكم المسلم الذي يتفقد رعيته -صلى الله عليه وسلم-.

أنه رحيم رفيق

الحاكم المسلم لا يجامل، الحاكم المسلم يحكم بالعدل ولا يجامل أحدًا، الحاكم المسلم حازمٌ في رفق، لَينٌ في حزم، دون أن يُكسر، أصله الرفق يرفق برعيته وهو رسول الله الذي دعا، وقبل أن يُبَلغ الناس وقبل أن يدعو طبَّق -عليه الصلاة والسلام-، فهو رحيمٌ بالعالمين، عارف يعني إيه؟ يعني رحيم حتى بالكافرين، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" الأنبياء:107، هو دا الحاكم المسلم.

رحمته –عليه الصلاة والسلام- بالخلق أجمعين
رحيم بالجمادات، يبكي الجزع الذي يحن إلى قدمي رسول الله فيترك النبي خطبته وينزل يهدهده كأنه طفلٌ يأخذه إلى صدره حتى يسكن، رحيمٌ بالحيوانات تأتي الحيوانات؛ لتشتكي إليه ظلم أصحابها لها، فيقوم خطيبًا أن ارفقوا بالحيوانات.

يمرض جاره اليهودي أو ابن جاره اليهودي فيعوده النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يهودي فيُسْلم على يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتبول رجلٌ في مسجده، رجلٌ أمام الناس يتبول عند قبلة المسجد النبوي، ويهمّ الصحابة به لكن الرحمة المهداة -صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزرموه، فيدعو ويقول: اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا، الوحيد اللي شافه يحكم بالرفق واللين والرحمة.
يُسَلِّم معاوية بن الحكم السلمي في مسجده والناس يصلون على الناس ثم يُشَمّت العاطس ثم يتكلم ويقول: ما لكم تنظرون إليّ وا ثكل أُمَّياه، فالكل يشدّ عليه إلا رسول الله يقول: بأبي وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن منه خُلُقًا.
هذا هو الحاكم المسلم، أحلم الناس فلا ينتصر لنفسه أبدًا، مش بقى القوة في إيده، والسلطان في إيده، والسلاح في إيده يبدأ يصفي حسابات أبدًا، بل ما عنده الحاكم المسلم تصفية حسابات، دخل مكة قال: لا تثريب عليكم اليوم، مفيش حاجة اسمها تصفية حسابات، الحاكم المسلم رفيقٌ وهو حازم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-، اسمع دي: أنا نبي المرحمة، أنا نبي الملحمة، أنا نبي المرحمة رحمة مهداة، أنا نبي الملحمة "أنا محمدُ، وأحمدُ، والمقفِّي، والحاشرُ، ونبيُّ التوبةِ، و نبيُّ الرحمةِ، ونبيُّ الملحمةِ" صححه الألباني، عنده حزم وقوة وبأس في الجهاد لكنه في كل هذا رحيمٌ بفضل الله -جل وعلا-.

لذلك يُستجاب دعاؤه حين دعا كما في حديث عائشة في صحيح مسلم وهذا الدعاء مستجاب فيك يا من تحكم الناس الآن: "اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليهِ. ومن ولىَ من أمرِ أمتي شيئًا فرفقَ بهم، فارفقْ بهِ" لو رفقت على الناس، ويسَّرت لهم الطعام والشراب، وأرخصت أسعارهم، ودعَّمت طعامهم وشرابهم، وهيأت لهم أسباب العيش، ورحمت ضعيفهم، وأسقطت الضرائب عن محتاجيهم يرفق الله بك ويعينك، ولو شققت على المساكين، وأحوجت الناس إلى البحث عن الطعام وسط الزبالات ووسط أماكن القمامة لا بد أن يُشَق عليك من قِبَل ربك، هذه دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- الحاكم المسلم.

أنه كان محبوبًا

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاكم دولة الإسلام لا بد -دا الحاكم المسلم- أن يهيَّأ بأن يُجعل له القبول وسط الناس، لازم الحاكم المسلم يكون محبوب مش رغمًا عن الناس، مش يبقى قدامه يتزلفوا له وينافقوه ومن ورائه يبغضوه ويدعون عليه، لأ رسول الله يحكم الناس وقلوبهم لا تُحب معه أحد، ولا تحب مثله أحد.

كما قال النبي -صلى الله وآله وصحبه وسلم- في صحيح مسلم: "خِيارُ أئِمَّتِكمُ الَّذِين تُحِبُّونَهم ويُحِبُّونَكم ويُصلُّونَ عليكم وتُصلُّونَ عليهم..." وتدعون لهم ويدعون لكم "..وشِرارُ أئِمَّتِكم الَّذين تُبْغِضُونَهم ويُبْغِضُونَكم وتَلْعَنُونَهم ويَلْعَنُونكم" وتدعون عليهم ويدعون عليكم، دي علامة إنّ الأمة كلها كانت بتحبّ النبي وبتصلي على النبي وبتدعو للنبي، والنبي يحب الأمة كلها ويدعو لها ويرفق بها، الأمة كلها تحب رسول الله ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الأمة كلها، فهو خير إمام وخير حاكم حكم الدنيا بأبي أنت وأمي ونفسي يا رسول الله.

لذلك قبل أن يكون حاكمًا سعد المشركون بحكمه، اختلفوا في نقل الحجر الأسود لما أتمُّوا الكعبة على قواعد إبراهيم الكل يقول احنا القبيلة اللي ننقلها واحنا اللي ننقلها، قالوا خلاص نرضى بحكم أول مَن يأتي، أول مَن جه طلع النبي محمد الكل استبشر، الكل يحبه، الكل سُرَّ به، الكل رضي أن يحكم، دا الكلام دا امتى؟ دا قبل النبوة، الكل كل القبائل رضيت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- حكمًا قالوا: رضينا بالصادق الأمين حكمًا.
فخلع النبي -صلى الله عليه وسلم- رداءه ووضع بيده الحجر الأسود فيه، طيب محدش قال: لأ أنت من بني هاشم
طيب اشمعنى أنت؟ أنت من بني عبد مناف طيب اشمعنى أنت؟ لأ، كلهم راضيين، محمد راضيين بيه، رفع النبي الحجر بيده في ردائه هو، محدش قال: طيب اشمعنى رداءك، ثم أمر كل واحدٍ من قبيلة أن يأخذ طرفًا؛ ليذهبوا بالحجر يحملوه إلى الكعبة ليحمله النبي بنفسه ليضعه في مكانه والكل رضي بحكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، هو دا المحبوب.

علشان كده أبو طالب الذي مات على الشرك يمدح النبي في قصيدةٍ كبيرة يقول فيها:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمةٌ للأرامل
دا محمد ده -عليه الصلاة والسلام- اللي احنا لما بنشوف وشه بنحس إن الخير جاي من السما، البياض وجه النبي -عليه الصلاة والسلام- لما بنشوفه بنحسّ إن الخير جاي، إن المطر جاي، إن البركة جاية، إن الرزق جاي، الأيتام لما يشوفوه يحسوا إنهم هيشبعوا خلاص، الأرامل لما تشوف النبي -عليه الصلاة والسلام- تحسّ إن هي هتتهنى وتسعد خلاص، هذا هو رسول الله الذي رضي به القريب والبعيد، والقاصي والداني، فجعل الله له القبول في الأرض.

لابد للحاكم المسلم أن يكون صاحب قلبٍ كبير، وهو رسول الله حمل قلبًا لم يحمل ضغينةً لأحد، استوعب كل أحد، رحم كل أحد، رفق بكل أحد بفضل من ربه "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ" آل عمران:159، جيَّاله من عند ربنا، "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ"، رحم الأطفال، وسلَّم عليهم وهو في الطريق، وظل ساجدًا حين جعلوه كالدابة وقاموا عليه، رحم النساء وخطب فيهم ووصى بهم حتى قبل أن يموت، رحم الدواب والهوام فكانت الدابة تأتي إلى أذنه تشتكي له ظلم أصحابها لها، بل رحم حتى الكفار قال: "مَن آذَى ذمِّيًا فأنا خصمُه، ومَن كنتُ خصمُه خصمتُه يومَ القيامةِ" ضعفه الألباني، "قدْ أجَرْنا من أجَرْتِ يا أُمَّ هانئٍ" صحيح البخاري، هذا هو رسول الله حاكم دولة الإسلام.

نسأل الله -جل وعلا أن يرزقنا- من يحكمنا ويسير على خطاه، اللهم ارزقنا حاكمًا يسير مقتفيًا أثر نبينا -صلى الله عليه وسلم-، اللهم ارزقنا حاكمًا يحكمنا بالعدل، ولِّ علينا يا ربّ خيارنا ولا تولِّ علينا شرارنا، اصرف عنا شرارنا وارزقنا خيرنا؛ ليحكم فينا بالعدل وبالتقوى وبالإيمان، اللهم ارزقنا من يُحَكِّم فينا شرعك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- ويعود بنا إلى شريعتك يا ربّ العالمين إنك يا ربنا نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله ربِّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله


شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
هنـــا
ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

***أمة الرحيم*** · 01-11-2017, 12:40 AM

جزاكم الله خيرًا

إعـــــــلان

اللقاء الثاني والعشرون | النبي - صلى الله عليه وسلم - حاكم دولة الإسلام للدكتور عبدالرحمن الصاوي | بصائر3

اللقاء الثاني والعشرون | النبي - صلى الله عليه وسلم - حاكم دولة الإسلام للدكتور عبدالرحمن الصاوي | بصائر3

تعليق

تعليق