إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء التاسع والعشرون | تفسير سورة المجادلة (2) للدكتور أحمد عبدالمنعم | بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء التاسع والعشرون | تفسير سورة المجادلة (2) للدكتور أحمد عبدالمنعم | بصائر3



    هذه الحلقة الثانية من وقفات مع سورة المجادِلة، هذه السورة المدنية التي تكلمنا في المرة الماضية عن خصائص هذه السورة التي بدأت بتأكيد وتحقيق أن الله -عز وجل- معنا يسمع كل شيء -سبحانه وتعالى- يعلم كل شيء -سبحانه وتعالى-، لفظ الجلالة الذي تكرَّر في كل آية، أهمية الكلمة، خطورة المصطلحات، الحدود التي وضعها الله -عز وجل-، خطورة تجاوز هذه الحدود، تكلمنا عن هذه المواضيع في المرة الماضية.
    أما اليوم نتكلم بإذن الله -عز وجل- عن مواضيع تخصّ التناجي والنجوى سواء بين المؤمنين أو بين اليهود والمنافقين، علاقة الصفّ المسلم وتجمُّعه عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، هذه مواضيع نتكلم عنها بإذن الله -عز وجل- في هذه الحلقة.




    اللقاء التاسع والعشرون | تفسير سورة المجادلة (2) للدكتور أحمد عبدالمنعم | بصائر3





    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ



    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات

    http://way2allah.com/khotab-item-136646.htm


    رابط صوت mp3

    http://way2allah.com/khotab-mirror-136646-217681.htm

    رابط الجودة hd

    http://way2allah.com/khotab-mirror-136646-217680.htm

    رابط يوتيوب



    رابط ساوند كلاود

    https://soundcloud.com/way2allahcom/tafseer-mogadala-2


    رابط تفريغ بصيغة pdf

    http://way2allah.com/khotab-pdf-136646.htm


    رابط تفريغ بصيغة word

    https://archive.org/download/MOJADAL...84%D8%A9-2.doc


    لمشاهدة جميع دروس الدورة وتحميلها على هذا الرابط:

    http://way2allah.com/category-585.htm


    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.
    التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة باسلامي; الساعة 04-11-2017, 06:19 AM.
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-.


    هذه الحلقة الثانية من وقفات مع سورة المجادِلة، هذه السورة المدنية التي تكلمنا في المرة الماضية عن خصائص هذه السورة التي بدأت بتأكيد وتحقيق أن الله -عز وجل- معنا يسمع كل شيء -سبحانه وتعالى- يعلم كل شيء -سبحانه وتعالى-، لفظ الجلالة الذي تكرَّر في كل آية، أهمية الكلمة، خطورة المصطلحات، الحدود التي وضعها الله -عز وجل-، خطورة تجاوز هذه الحدود، تكلمنا عن هذه المواضيع في المرة الماضية.
    أما اليوم نتكلم بإذن الله -عز وجل- عن مواضيع تخصّ التناجي والنجوى سواء بين المؤمنين أو بين اليهود والمنافقين، علاقة الصفّ المسلم وتجمُّعه عند النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، هذه مواضيع نتكلم عنها بإذن الله -عز وجل- في هذه الحلقة.


    المؤمن لا يجب أن يستهين بالذنب أبدًا
    كنا توقفنا في المرة الماضية عند الآية السادسة، يقول ربنا -سبحانه وتعالى-: "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا" المجادلة:6، ينبئهم يخبرهم النبأ الأمر العظيم، "أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ"، أيضًا دي الشعارات احنا قُلنا عايزين نخرج بشعارات قرآنية من هذه السورة، الشعار الثاني، قُلنا عايزين نخرج من هذه السورة العظيمة بشعارات قرآنية، المرة الماضية تكلَّمنا عن شعار "قد سمع الله"، هذه المرة من الشعارات القرآنية: "أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ"، أحصاه الله أيْ كل ما فعله الإنسان، ولاسيَّما الذنوب الأخطاء التي وقع فيها الإنسان ونسوه.

    لو الآية بتتكلم عن المنافقين تحديدًا تحديد المنافقين، فقضية نسيان هنا فيها نوع من أنواع العتاب، كيف تنسى الذنب؟ كيف تنسى الكبيرة؟ كيف لا يهمك هذا الأمر؟
    سيدنا عمر بن الخطاب لما مجرد نقاش مع النبي صلَّى الله عليه وسلم- في الحديبية قال: فظللتُ أفعل ذلك أعمالًا، أعمل أعمال ظل متذكّر هذا الموقف.
    "إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار" صحيح البخاري.
    إذًا كلمة ونسوه، لو الأمر هنا بيخصّ الكافرين ونوع عتاب أيْ لا تنسى، إياك أن تنسى ذنوبك، حاول أن تتوب منها، إيَّاك أن تتعامل معها تعامُل اللا مبالي، فالنسيان قد يكون إشارة كما أشار إلى ذلك الزمخشري، أن النسيان قد يكون إشارة إلى اللا مبالاة، التعوُّد على المعصية.


    معية الله -سبحانه وتعالى- الشاملة
    لكن الله -سبحانه وتعالى- لم يقل القرآن لم يقل: جمعها الله، "أَحْصَاهُ اللَّهُ"، الإحصاء الجَمْع التام لكل شيء، "أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، كل شيء العموم الله -عز وجل- شهد ذلك، ويعلم ذلك، وسمع ذلك، ورأى ذلك -سبحانه وتعالى-.

    ثم تأتي الآية التي تليها لزيادة الإقرار، شوف السورة مليانة إقرار أن الله سمع، "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ"، "وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا" المجادلة:1، بصيغة المضارع وبصيغة الماضي، وأحصاه الله، وعلى كل شيءٍ شهيد، ثم بعد ذلك تأتي هذه الآية العظيمة التي تتكلم عن علم الله الشامل المحيط "أَلَمْ تَرَ" المجادلة:7، ألم تعلم علمًا يقينيًا يصل إلى درجة الرؤيا، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ"، هذه حقيقة قرآنية لا بُدَّ أن تستقر في قلبك.


    "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا"، منظر إنّ تلاتة بيتكلموا وإنك تتخيل أن معية الله هي رابعهم، علْمه -سبحانه وتعالى- معهم، منظر إن خمسة قاعدين بيتكلموا وبيفكروا، وبيخططوا، وبيرتبوا، تخيل لو أنهم استحضروا هذا المشهد العظيم، أنَّ معية الله معهم تخيل كيف سيفكرون، كيف سيكون نقاشهم، كيف سيكون حديثهم، كيف سيخططون، كيف سيدبرون حياتهم لو استحضروا هذا المشهد العظيم.
    وليست فقط المعيَّة التي لا ينبني عليها شيء، انظر إلى تكملة الآية "ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ينَبَّأ ويُخبَر بما تكلَّم، معية شاملة، ويُعاقب ويُذكَّر وينَبَأ بما فعل يوم القيامة، "إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، لذلك قالوا ختام الآية بالعلم يدلّ أن المعية هنا معية بعلمه -سبحانه وتعالى-.

    طيب بعض العلماء وقف ما المقصود بالنَّجوى هنا؟ وخاصةً بعد آيات الكفار كترابُط بين الآيات، ما المقصود بالنجوى؟ قيل هذه المجالس التي كانت بين قادة المشركين أو اليهود والمنافقين للتخطيط لعداوة أهل الإسلام يخططون كيف يطفئون نور الدين -ولن يستطيعوا أبدًا-، كيف يطفئون نور الإسلام -ولن يستطيعوا أبدًا-، فتكون المجالس قد تكون ثلاثة، قد تكون خمسة.

    ولذلك بعض المفسرين من المتأخرين زي حبنكة، أشار أن الأعداد ذكَر الثلاثة وخمسة، العلماء المفسرين حاولوا يبحثوا عن العلَّة، هل ده مجرد أنّ أقل رقم فذُكر بعده اتنين، وأدنى، وبعد كده أكثر بحيث يشمل كل الأرقام، أو لمقصد، بعضهم قال الأعداد الفردية اللي ذُكرت، لأن جلسات المشورة ممكن تبقى فردية عشان واحد يفصل بينها، يعني مثلًا عشان ما تكونش أعداد زوجية، أيًّا كان المجالس هنا ليست مجالس عابرة، مجالس تخطيط وعداء لأهل الإيمان، فالمؤمن لما يسمع هذه القضية يطمئن أن الله -عز وجل- يعلم ذلك، وأن هذه المجالس التي تحدث بما فيها من كيد وعداء لأهل الإيمان الله -عز وجل- مطلِّع عليها ويعلم ما يدور فيها، وأيضًا المؤمن بينه وبين إخوانه أنه لما يتناجى يعلم الله -عز وجل- يعلم ما يحدث، "وهُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا"، "إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".


    ثم "أَلَمْ تَرَ"، تعجيب من طائفة من الناس، "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ" المجادلة:8، نجد أنَّ القرآن هنا بيتكلم السورة هنا بتتكلم عن التَّنَاجي، فيه نجوى حدثت في الأول كانت بين المرأة وبين النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ذهبت وتُحاوره بينها وبين النبي -صلَّى الله عليه وسلم- حتى أمنا عائشة كانت في جانب البيت لم تسمع هذا الحوار، فالسورة فيها خبايا يعلمها الله:
    الحوار اللي بين المرأة وبين النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، النجوى اللي كانت بين اليهود، النجوى اللي بين المؤمنين، العلاقات اللي بين المنافقين وبين اليهود، المودة التي في قلوب بعض المنافقين لأهل الكفر، العلاقات التي كانت بين المؤمنين وبين أقربائهم من المشركين، كل هذه الخبايا اللي في السورة يعلمها الله -عز وجل-.

    إذًا السورة كاشفة تعلِّم المؤمن أن الله -عز وجل- مُطَّلِعٌ على الكلمات، على الخبايا، على النجوى، على المشاعر، الله -عز وجل- مُطَّلِع على كل ذلك، تخيَّل جيل ينشأ يتربى على هذه العقيدة، تخيَّل الأطفال تنشأ أن هذه السورة التي تحفظونها نزلت بسبب امرأة تكلمت مع النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في شأن حدث بينها وبين زوجها، تخيل لما جيل ينشأ، الطفل يخاف أن يكذب، الرجل يخاف أن يكذب في البيع والشراء، تخيل مجتمع يعيش بهذه القضية، قضية المراقبة من أجَّل الأشياء التي تزرعها هذه السورة في قلب المؤمن المراقبة.


    لماذا نهى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- عن النجوى؟
    "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ" المجادلة:8، غالبًا الآية بتتكلم عن اليهود بسبب "وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ"، لأن اليهود كانوا يأتون النبي -صلَّى الله عليه وسلم- ويقولون السام عليك، عليهم من الله ما يستحقون، هؤلاء هم الذين كانوا يحيّون النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بما لم يحيِّه به الله، وبعض المفسرين قال: السياق ماشي مع المنافقين فممكن دول يكونوا المنافقين، أيًّا كان اليهود أو المنافقين، والأرجح هم اليهود.

    "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ"، كان اليهود قبل أن يجليهم النبي -صلَّى الله عليه وسلم- من المدينة، كان اليهود بينهم وبين رؤوس المنافقين يتناجون أمام أهل الإيمان، يعني تخيَّل مؤمن معدِّي كده، ويجد اليهودي مع المنافق عمَّال يتكلم معاه ويُسِرّ في الكلام، المؤمن يظن إن فيه تخطيط لقتله، إن فيه تخطيط لحرب، إن فيه أذي سيحدث، إن فيه مصيبة ستحدث؛ فيخاف المؤمن.
    فالنبي -صلَّى الله عليه وسلم- نهى عن النجوى التي تحدث، وخاصةً في زمن فيه عدم استقرار، لسه فيه طوائف من اليهود والمنافقين لسه مفيش استقرار لأهل الإيمان في هذه البلد، مفيش تمكين شامل، في هذه اللحظات ينبغي أن نقلل من التَّنَاجِي بين المجموعات الصغيرة، ما ينفعش نعمل مجموعات صغيرة كتير وشلل ويبقى بينهم علاقات مضارَّة بينهم وبين بعضهم البعض.

    لا بُدَّ المؤمن يستفيد من هذه الآيات إنه لاسيَّما في زمن تجمُّع الأعداء على أهل الإيمان إنّ احنا نكون وحدة واحدة، إن احنا نرتبط بأهل العلم، إن يكون فيه ارتباط بين المؤمنين وبعضهم البعض، مايحصلش كثرة التَّناجي اللي يؤدِّي إلى التَّفَرُّق، لكن لو التناجي يؤّدي للطاعة وإن اللقاءات تكون بالطاعة وبالصلاة، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا مطلوب.
    لكن اللقاءات اللي فيها مجموعة بيتقابلوا ويغلطوا في فلان، ومجموعة تتقابل يشتموا في فلان، ومجموعة تتقابل تهدم في فلان، هذه مجموعات تؤدي إلى انهيار المجتمع المسلم، فهؤلاء نُهوا عن النجوى لأن كان ذلك يسبب الحزن والخوف لأهل الإيمان، نُهوا عن النجوى لكنهم لم يلتزموا بالتعليمات، لسه مفيش تمكين شامل.


    الحرب النفسية على المؤمنين
    "ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ"، طب ولما بيعودوا، "وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، بيفكروا في معاصي أو يعتدوا على أهل الإيمان، "وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ"، لأن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- نهى عن هذه النجوى فالبتالي بيصطحبوا المعصية أثناء التناجي، وبعدين يخلَّصوا التناجي وبعدين ييجوا للنبي -صلَّى الله عليه وسلم-، بدل ما ييجي يُوَقِّر النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، "وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ"، إما أنهم يقولون السام عليك أو من معاني "حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ"، وده مش الأشهر، لا يعاملونك المعاملة التي يرضاها الله -عز وجل- لك، ربنا -سبحانه وتعالى- أمر أهل الإيمان أنهم يعاملون النبي -صلَّى الله عليه وسلم- معاملة فيها توقير، فيها احترام، هؤلاء كانوا يتعمدون إنّ هم لا يتعاملون بالتوقير أمام أهل الإيمان، يعني هو بيتعمَّد قدام أهل الإيمان يحصل نجوى فيخاف، يتعمد يروح للقائد، يروح للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- يتعامل بعدم توقير، كل ذلك لبثّ الهزيمة النفسية في قلوب أهل الإيمان، فالمؤمن يشعر بعدم توقير للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- من اليهود، يشعر بخوف من التناجي بين اليهود والمنافقين فيخاف أهل الإيمان، كل دي وسائل ضغط، وسائل هزيمة نفسية.

    وطبعًا قضية الهزيمة النفسية علم الآن كبير، كيف يستخدم العدوّ الهزيمة النفسية، أقوى من سلاح، السلاح المادي، لأن المؤمن إذا هُزم نفسيًّا يستسلم، يستكين، "فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا" آل عمران:146. الهزيمة النفسية تؤدي إلى الوصول لآخر مرحلة، الاستكانة.


    تفكير اليهود الساذج وتعاملهم المادي
    ويقولون شوف طريقة تفكير اليهود، تفكير مادي بحت، "يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ"، بينه وبين نفسه أو بينه وبين مجتمعاتهم، "وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ" المجادلة:8، اليهود يتعامل مع ربنا كأنّه بيتعامل مع البشر، تعامُل سطحي، تعامل ساذج، تعامل في قمة السوء، تعامُل مادي بحت، هو بيقول إيه؟ شوف طريقة تفكيره، بيقول: أنا دلوقت عايز أنا هثبت لكم، اليهود بيقولوا للمنافقين بيقولوا لبعض، إحنا هنثبت لكم إن هو مش نبي، طب هتثبتوا ازاي إن هو مش نبي؟
    إحنا هنروح له ونلحن في الكلام، نقول السام عليك، لو هو نبي المفروض ينزل عقاب فوري من ربنا علينا، فكان اليهودي يروح للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- ومتَّفَق مع اليهود ومتَّفق مع المنافقين، ويقول السام عليك فلا تنزل عقوبة فورية، فيقول لهم شفتوا هو لو كان نبيًّا حقًّا لنزل العقاب، يتعاملون مع الله وكأنه حاشاه -سبحانه وتعالى- يعجل بالعقوبة ليس بحليم.

    لماذا لا يعجل الله بعقوبتهم؟
    الإنسان اللي فيه طيش عايز كل حاجة يبقى فيها عقاب فوري، اللي دايمًا يُعَجِّل بالعقوبة هو الذي يخاف من أن يُفْلِت منه عدوه، لكن الله -عز وجل- لن يفلت أحدٌ من قبضته أبدًا -سبحانه وتعالى-، فالله -عز وجل- لا يُعَاجِل بالعقوبة.
    ثانيًا: النقطة التانية عدم فهم سنة ربنا -سبحانه وتعالى- في خلق الكون، الله -عز وجل- جعل الدنيا دار ابتلاء في الأصل، وجعل الآخرة دار جزاء في الأصل، قد تُعَجَّل بعض العقوبات لبعض الناس في بعض المعاصي، كما حدث في إهلاك فرعون، قد تُعَجَّل بعض العقوبات لكن الأصل أنَّ الجزاء في الآخرة، فبعض الناس مُعْتَقِد إنّ فلان طالما تكلم بكلمة الكفر ولم ينزل عليه عقوبة فورية يبقى إذًا مفيش إله، أو مفيش عقوبة، أو إن ده مش كفر، لا.

    ودي شبهة وللأسف بعض الملاحدة في هذه الأزمنة بيقولوا إيه، بيقول لك إنت ما تدافعش عن ربنا، لو احنا كلامنا غلط المفروض تنزل علينا عقوبة فوريَّة من السماء، ده رد عليهم إيه؟ "حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا" المجادلة:8، أنت حسبك جهنم؛ كافيك جهنم.
    الأصل ليس تعجيل العقوبة ستأتي العقوبة كاملة، وافية، شاملة، في جهنم والعياذ بالله في يوم القيامة.
    "وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ"، الرَّدّ عليهم، "حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ"، ده خطاب لليهود والمنافقين.


    لتكن اجتماعاتنا على طاعة
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ" المجادلة:9، إذا اضطررتم في هذه الأوقات للنجوى، "فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ"، لا تصطحبوا الإثم والعدوان ومعصية الرسول، "وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ"، خلّي العلاقات اللي بينكم، علاقات المجموعات داخل المجتمع المسلم، خلّي المجموعات تكون مجموعات طاعة، خلي دول بيلتقوا على علم، دول على عبادة، دول على طاعة، دول أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ويكون فيه تقارُب بين المجتمع.

    غرض الشيطان أن يحزن المسلم فتُشَلّ حركته.. فاستعن بالله وتوكل عليه
    "فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ*إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا" المجادلة 10:9.
    احنا قلنا الغرض الأساسي من التناجي إن المؤمن يحزن، ده غرض أصيل عند الشيطان ركّز معايا، "إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ"، الشيطان عايز إيه؟ عايز العاقبة والمآل "ليحزن الذي آمنوا"، الشيطان عايز المؤمن يكون حزين، الشيطان يريد أن يكون أهل الإيمان في قمة الحزن، عايزهم يكونوا مهزومين نفسيًّا، عايزهم يكونوا في اكتئاب، في حزن، في حالة من الشلل، وحالة عدم القدرة على المواجهة، الشيطان عايز يوصَّلك دايمًا لكده، يقول لك مفيش أمل، متحاولش، هتظل دايمًا كده في استضعاف، الدين لن ينتصر أبدًا، متحاولش، مفيش رزق، دايمًا، "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ" البقرة:268، الشيطان يُخوّف، الشيطان يَعِد بالفقر، لكن المؤمن دايمًا مستبشر بالله -سبحانه وتعالى-، الله قادر على كل شيء، المؤمن مستبشر بالآخرة، مستبشر بيوم القيامة، مستبشر بقدرة الله -سبحانه وتعالى-، لذلك قال ربنا -سبحانه وتعالى- "وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ" المجادلة:10، يعني لو حصل ضرر فاعلم أنه من عند الله وأن الله أذن لهذا الضرر أن يَصِل إليك، وأن هذا الضرر فيه خيرٌ لك.

    "وَعَلَى اللَّهِ" وحده -سبحانه وتعالى-، " وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، أيْ عليه وحده -سبحانه وتعالى- فليتوكل المؤمنون، لايتوكلون على أحد إلا عليه -سبحانه وتعالى-، فالمؤمن لما يشوف تخطيط المنافقين واليهود والتَّناجي بينهم، والتدبير للكيد يتوكل على الله، يأخذ بالأسباب، ينطلق، لا يصيبه الحزن، لاتصيبه الهزيمة النفسية.

    احنا قلنا غرض أصيل من التناجي، ولو القرآن ذكر مثال اللي هو التناجي بين اليهود والمنافقين، ليست القضية الاقتصار على هذا المثال، دلوقتي اليهود ممكن يعملوا أي طريقة لبثّ الهزيمة النفسية، يعني مثلًا ينشروا فيديوهات تعذيب، ينشروا وثائق معيَّنة تجعل في قلب الإنسان هزيمة إنّ هو مُحْبَط، إنّ مفيش أمل فيصيبه الحزن، لذلك أخطر شيء يصيب المؤمن الحزن الذي يؤدي إلى الشَّلل، ممكن في بعض المشاعر خوف يؤدي إلى العمل، لكن أحيانًا فيه خوف وحزن يؤدي إلى الشلل، هذا نُهينا عنه.
    فمسألة إنّ المؤمن يكون حزين، مكتئب، مُحْبَط هذا نُهينا عنه، لا يُتَعَبَّد لله -عز وجل- بمثل هذه المشاعر، هذه المشاعر المحبطة لا يُتعَبَد إلى الله -سبحانه وتعالى- بها.

    فلذلك بعض الناس اللي بتتابع أخبار المسلمين ومعندهوش رصيد إيماني، رصيد من القيام، رصيد من الطاعة، رصيد من الوحي، رصيد من التوكل، ويتابع تفاصيل أخبار المسلمين في الأرض، يصيبه إحباط، يصيبه يأس، أنت لست مُطالب بذلك، إنت محتاج توازن، تتابع أخبار المسلمين على قَدْر الزَّاد الذي عندك، ممكن تتابع المجملات مبدئيًا ولا تدخل في التفاصيل إلا بقَدَر، فعايزة توازُن ما تبتعدش أبدًا عن أخبار المسلمين، ولا المتابعة التفصيلية المؤلمة التي تُوصِلُك وأنت أعلم بنفسك إلى حالة من الإحباط، وحالة من الحزن، هذا غرض عند الشيطان، "إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".


    ما معنى التفسح في المجالس؟
    ثم النداء الثاني لأهل الإيمان، يبقى النداء الأول قضية التناجي، يبقى هنا السورة بتنظم علاقات مجتمعية، علاقة التناجي بين سواء اليهود والمنافقين، أو بين المؤمنين وبعضهم البعض، العلاقة الثانية، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، في مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم- " إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" المجادلة:11، المفسرين اختلفوا يعني إيه،" إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ"، ما هو هذا المجلس أو المجالس بقراءة حفص عندنا؟ ما هي هذه المجالس التي أُمرنا بالتفسح فيها؟ قيل مجالس العلم كما هو مروي عن قتادة، ومروي عن ابن عباس وإن كان سند فيه مقال عن مجالس القتال. أي مجلس مع النبي –صلَّى الله عليه وسلم- كان بيحدث تزاحم حوالين النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يبقى هنا الدعوة بدأت تصل لمرحلة إن هي تحقق انتشار، بدأ المؤمنين يقبلوا على النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، بدأ الناس عايزة تقرب من النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، لدرجة أن امرأة بتسأل النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في قضايا شخصية تخصها، ففي إقبال وفي تزاحم حوالين النبي –صلَّى الله عليه وسلم-.

    أفضل الناس في الصلاة
    ماذا نفعل في هذه المرحلة؟ يعني أحيانًا ينتشر الدين، أهل العلم عليهم إقبال، عليهم تزاحم يتصرف ازاي في المرحلة دي؟ هنا الدعوة تحتاج إلى التفسح،" إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا"، أي دعوة تفشل في هذا الخُلُق -خُلُق التفسح- تؤدي إلى حالة من الزمزمة والضيق والتنافر عنها. يعني إيه الكلام ده؟ يعني في دعوات بتقوم تدعو إلى الله –سبحان وتعالى- فبتكون قلة في الأول وبعد كده الناس تُقبِل عليها، لو الدعوة دي لم تستطع أن تستقبل الجديد وتتفسح له وتوفر له مكان، ينفر الجديد ويبتعد. دعوة النبي –صلَّى الله عليه وسلم- استطاعت أن تتفسح وتتوسع وأن تجد مكان للمُقبِل، للجديد. الآية دي لها معنيين، ده المعنى الأول، إن لما يكون في ناس قاعدة في مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وجاء واحد يريد أن يحضر مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، كله عايز يقرب من النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، نحاول أن نتفسح له، نجد له مكان، والجزاء، " يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ"، طب يفسح الله لنا فين؟ يفسح الله لنا في المجلس، ولا في الرزق، ولا في العمر، ولا في الصدر؟ قال: العموم، شوف بقا جزاء ربنا –سبحانه وتعالى-، لذلك النبي –عليه الصلاة والسلام- قال أن أفضلنا، أفضل الناس في الصلاة ألينهم مناكب، الحديث" خِيارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَناكِبَ في الصَّلاةِ، وما من خُطْوَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا من خُطْوَةٍ مَشَاها رجلٌ إلى فُرْجَةٍ في الصَّفِّ فَسَدَّها" صححه الألباني، اللي يتفسح لأخيه ويدخله بجواره.

    يجب أن نُفسح المجال لكل جديد
    فلذلك هنا لما نكون في مجلس سواء المجلس ده بنائي، زي مجلس علم زي ما هو مروي عن قتادة، أو مجلس فيه شغل زي القتال، أو دعوة. لابد أن تُفسح المجال لأخيك، واحد عايز يقف بجوارك في الصف، فلابد أن تُفسِح له المجال.
    إذن لابد أن نتعلم هذا الخُلُق في الدعوات اللي بتنشأ أن تفسح المجال للمقبل. اليهود كانوا دعوة منغلقة، كانوا منغلقين على نفسهم رافضين أي حد، لذلك كانوا عايشين في المدينة وما كانتش هذه الدعوة تنتشر، فإن أخلاق الانغلاق هي أخلاق عند اليهود وجاءت أيضًا بعد الكلام عن اليهود. فإذن هذه الدعوة لابد أن تُبنى، أن تُفسح المجال لمن يُقبِل، لذلك كان من علامات موت النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ونجاح هذه الدعوة،" وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا" النصر:2، نداء لأهل الإيمان نعم أنتم تحرصون على القرب من النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، نعم الكل يريد أن يقترب من النبي –صلَّى الله عليه وسلم- الكل يريد أن يشارك سواء في البناء العلمي أو في البذل والعطاء، سواء القتال أو الدعوة أو غير ذلك، لكن إذا جاء الجديد فافسحوا له المجال.


    يجب أن تفسح المجال لأخيك المسلم
    فدائمًا القضية ليست في المكان، القضية في الأنفس، أحيانًا يكون المكان متسع وتشعر بضيق، وأحيانًا يكون المكان فيه ضيق وأنت تشعر بسعة، فالقضية في النفس أن تستشعر بقيمة أخيك بجوارك في الصف، القضية إن احنا الصف يكون فيه مكان؛ الصف يسع الجميع، والثغور كلها مفتوحة لكن أحيانًا الشيطان يزين لنا إن فلان لو جه هيضيق علي في الدعوة، فلان لو جه هيضيق علي في العلم، فلابد إن أنا إيه؟ أطعن فيه في ظهره، أو إن أنا بلاش أطعن فيه في ظهره، إن أنا مش هأقدمه أو إن ميكونش بيننا علاقة، ليه؟ افسح المجال لأخيك في الصف، ويكون عندك مش بس إنك تُفسِح المجال لأخيك، الخُلُق الأعلى من ذلك أن تبحث عن من هو أفضل منك في هذا المجال،" وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا" القصص:34، يعني إنت واقف في مكان في ثغر من ثغور المسلمين، لكن أنت تعلم أن فلان أفضل منك فانت تقدمه لهذا المجال.

    معنى كلمة النشوز في الآية الكريمة
    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا"، هنمشي الأول الآية دي على سياق ده مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم- سواء علم أو غير ذلك والأشهر أنه مجلس علم، الناس كانت بتيجي تحضر مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم- فيجي رجل جديد عايز يحضر المجلس فيجد فيه زحام، فأمر إن احنا نتفسح للقادم، " تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا"، أحد المعاني أي وإذا انتهى المجلس وطُلِب منكم تنفيذ هذه الأوامر أي انشزوا، أي النشوز فيه ارتفاع، المرأة الناشز التي تريد أن ترتفع على زوجها في الأخلاق، فانشزوا أي ارتفعوا من على الأرض كفى جلوسًا وقوموا إلى الأعمال، قوموا إلى الطاعة، قوموا إلى الجهاد، قوموا إلى الدعوة، قوموا إلى البذل، إنت خلاص تلقيت العلم لابد أن تُتبِع العلم بالعمل، فانشزوا.

    يجب أن نعمل في الدعوة على جميع الثغور
    " وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ"، أهل العلم الحقيقيين هم الذين يطبقون ما تعلموا، فكما ارتفعتم من المجلس وقمتم لتطبقوا وتلقيتم العلم وطبقتموه،" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، أحد أسباب زمزمة الدعوات وعدم وجود المكان للجديد إن الناس لاتنشز، أن الناس لا تعمل، الناس لا تطبق ما تفعل، فتجد زحام في أماكن، وأماكن فارغة، تجد ثغور فارغة، وثغور عليها زحام. هذا سوء التنظيم وسوء الترتيب بسبب إن احنا بنتقاتل على أماكن ونترك أماكن، أو ان احنا نكتفي بالسماع ولا نطبق ما نفعل، أحد الأسباب التي وردت وإن كان في سندها مقال في نزول هذه الآية، أن الذي جاء متأخرًا مش الجديد؛ القديم، أصحاب بدر اللي شهدوا بدر مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، أهل الفضل، وإن في ناس سبقت لمجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم-.
    يجب تقديم من يحفظ القرآن في صفوف الصلاة
    فجاء أهل البدر فأراد النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أن يُجلِس الأكابر بجواره، زي بالضبط كده اللي بيقفوا خلف الإمام، المفروض إنهم أولوا الأحلام والنُهى حفظة القرآن، فلو حد سبق من غير حملة القرآن غير ذلك، قيل أنه ممكن يُرجِعه أهل حفظة القرآن وأهل النهى ليقفوا خلف الإمام، لأن ده مكان يحتاج فيه الإمام إلى هذا الرجل خلفه، فكذلك النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يريد أهل بدر بجواره، أصحاب بدر بجواره، فسبق بعض الناس فأراد النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أن يقيم بعض الناس، "وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا"، أن يُقيم ويجلس هؤلاء الأكابر، فوجدوا في صدورهم وتكلم المنافقون، وقالوا يقيم أصحابه ليُجلِس ما عدل بينكم، وحصلت فتنة، السبب كان كما قلت فيه مقال، لكن نتعلم إن الإنسان يُفسِح لأهل العلم، يُفسِح للأكابر، نعم لا يُقيم الرجل من مجلسه ليجلس فيه، يعني هما مش أهل بدر مش هما اللي أقاموا الناس، النبي –صلَّى الله عليه وسلم- هو اللي أقامهم على هذه الرواية، أو روي عن النبي –صلَّى الله عليه وسلم- هو الذي أقامهم.


    أهل العلم يرفعهم الله –سبحانه وتعالى-
    فلذلك نتعلم سواء إن القديم يُفسِح للجديد، أو أن الجديد يحترم الكبير، -فسبحان الله- الآية تحتمل المعنيين، والمعنيان مهمان، أن اللي أقبل وكان له باع في الالتزام، في الدين، يحترم الذي جاء جديد ويُفسِح له المجال وهو يروح يعمل في طرف ويترك له مكان معين، أو يُفسِح له في المكان. أو العاملين لدين الله –عز وجل- يسعوا بعضهم البعض، أو أن الذي جاء جديدًا ولسه في بداية الالتزام، لسه في بداية الدين يحترم أهل العلم والفضل ويعرف لهم فضلهم، لذلك هنا، " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، أي أنكم إذا قمتم من مجلسكم وتركتم هذا المجلس لغيركم فهذا ثواب أن الله –عز وجل- يرفع درجاتكم، فكما أنكم تركتم المكان وتواضعًا منكم، وتركتم هذا الحق لغيركم، فالله –عز وجل- يرفعكم عنده.

    القرب من النبي يوم القيامة ليس بالقرب منه في المكان
    فليست القضية بالقرب من النبي –صلَّى الله عليه وسلم- والبعد، القضية في العلم والتطبيق، في العلم والعمل، يعني لو انتوا بتحرصوا على القرب من شخص النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ليس هذا هو الذي سيحدد الدرجات في الجنة، مش القضية الاقتراب الجسدي، القضية بالعمل والعلم، طب ما ابن سلول كان بجوار النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ويجلس بجوار، ويقف بجانبه، ويصلي خلفه ثم كان ماذا؟ هو رأس من رؤوس المنافقين. وقد يؤمن أحد لم يرَ النبي –صلَّى الله عليه وسلم- أصلًا و يكون بالقرب من مجلس النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يوم القيامة. إذن القضية في العلم والعمل. يبقى إذن الدعوة لابد أن يكون فيها تَفَسُّح فتسع المقبل، دعوة لابد أن يكون فيها عمل، الدعوة التي تكتفي بالكلام فيها زحام في أماكن وفراغ في أماكن، الجديد يحترم القديم، والقديم يقدر الجديد.

    يجب أن نعرف قيمة وقت أهل العلم
    " وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، القضية قضية نفسية، إن الإنسان لابد ان احنا نسع الناس بصدورنا وبالأخلاق، لا نسع الناس بالأموال. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" المجادلة:12، هنا تشريع عجيب جدًا اللي عايز يروح يناجي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- لابد أن يقدم صدقة، مجتمع لسه مسلم ناشيء مفيش فيه الغنى، الفقر أغلب الناس، قضية إن كل مرة يروح يناجي النبي –صلَّى الله عليه وسلم- يقدم صدقة كان أمر شاق، طب لماذا جاء هذا التشريع؟ قيل بسبب التزاحم على النبي –صلَّى الله عليه وسلم- وده أمر مهم جدًا، إن أحيانًا بيحصل تزاحم على أهل العلم، فالإنسان دايمًا اللي بيدفع المال في شيء بيعرف قيمته، يعني لما بتروح تدفع تذكرة طبيب وتقعد وتستنى وتدفع فلوس تعرف قيمة وقته، لكن ممكن أهل العلم لا يُأبه لهم، يقول لك مش مشكلة هو ماله هو وراه إيه أصلًا هو يرد عليا في أي وقت، هو المفروض أجيله في أي وقت، لا يحترم الأوقات. والعجيب أن هذه الآية تأتي سورة في أول السورة إمرأة جاءت تُناقش وتحاور النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في قضية شخصية، فتخيل لو المجتمع كله عمل كده في وقت واحد، يعني النبي –صلَّى الله عليه وسلم- لن يتفرغ لأعبائه وأعماله، فلازم القضية تحتاج إلى ترتيب.


    كان المنافقين يشغلوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عن المؤمنين
    فجاء هذا التشريع لتعرف أولًا قيمة وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، ولا تناجيه إلا في أمر هام ليس عندك فيه علم، لن تستطيع أن تصل إليه إلا من خلال النبي –صلَّى الله عليه وسلم-. فإذا تحققت هذه الشروط تذهب للنبي –صلَّى الله عليه وسلم-. لكن أنت تتعلم أن تحافظ على وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-. وقيل أن المنافقين -ركز معايا- المنافقين كانوا بيحاولوا يشغلوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- حتى لا يجلس مع المؤمنين، فكانوا يسألونه في أي شيء، يروحوا يسألوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في أي حاجة. فيجي أهل الإيمان عايزين يسألوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- المنافق يسأل، والمنافق اللي وراه يسأل، ومرتبين أسئلة عشان يشغلوا النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عن المؤمنين. فالمنافق عنده المال ثقيل فلما يتقال له ادفع صدقة مش هيدفع، إنما المؤمن يدفع صدقة. وقيل الناس اللي كانت بتسأل في الأمور التي ليست بمهمة، فجاءت هذه الآيات لترتيب وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-.

    لماذا كان يجب تقديم صدقة قبل النجوى مع النبي –صلَّى الله عليه وسلم-؟
    "فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً"، طب وقيل لماذا الصدقة؟ لما بتبذل لشيء بتعرف قيمته، وأيضًا أن الصدقة بتشعرك أن هذا الوقت مع النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عبادة، جلوسك بين يدي أهل العلم عبادة، ذهابك وسؤالك لأهل العلم تطلب التوفيق من الله –عز وجل- أن ينزل على لسانهم فتقدم هذه الصدقة لتكون في جو معين من الإيمان. أنت تذهب لأهل العلم تبحث عن مراد الله، فتسأل الله –عز وجل- أن يوفق العلماء للإجابة الصحيحة، فأنت تذهب للنبي –صلَّى الله عليه وسلم- وهذه الصدقة التي تقوم بها تُدخلك في حالة من الإيمان، أن القضية ليست عبث وإنك رايح تقضي وقت، وتضيع وقت أهل العلم، إنك تذهب للنبي –صلَّى الله عليه وسلم- في أي وقت، الأمر ليس كذلك. فالصدقة لمعرفة قيمة وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، لصرف المنافقين، اللي كان بيسأل النبي –صلَّى الله عليه وسلم- في قضايا ليست هامة، أيضًا للدخول في هذه الحالة من الارتباط بالله –سبحانه وتعالى- قبل الجلوس مع النبي –صلَّى الله عليه وسلم- فكأنك ترتبط بالله قبل أن تصل للنبي –صلَّى الله عليه وسلم-، فتحقق ما فعلته المرأة أنها كانت تحاور النبي –صلَّى الله عليه وسلم- لكنها كانت تشتكي إلى الله، كان القلب متعلق بالله، ليس بشخص النبي –صلَّى الله عليه وسلم-.


    تقديم الصدقة بين يدي النجوى هو حُكم قد نُسِخ
    " ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ"، يزكيكم الصدقة،" خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ"، إما أنها تنقي الصف من المنافقين، أو تنقي القلب من التعلق بالدنيا. " ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، دايمًا الشريعة تأتي باليسر. " أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" المجادلة:13، طالما عرفتوا قيمة وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم- عفا الله عنكم ونُسخ هذا التشريع، بعدما عرفنا قيمة وقت النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، " فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ"، العلماء اختلفوا إيه علاقة الأمر،" فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ"، بعد نسخ تشريع حكم إنك تقدم بين يدي نجوى النبي –صلَّى الله عليه وسلم- صدقة؟ بعض أهل العلم -الطبري ومال إليه ابن عاشور- قالوا: إن إذا نُسِخ هذا الحكم، فهناك أحكام لم تُنسَخ. فإياكم أن تعتقدوا أن كلَ حُكمٍ يثقل عليكم يأتي النسخ، عشان متقولش إيه؟ طالما أن الصدقة نُسِخَت خلاص ممكن الصلاة كمان تُنسَخ، فاحنا نقول أن العشاء ثقيلة علينا، أو أن المنافقين طبعًا أثقل الصلوات عليهم الفجر والعشاء، فيقولوا إيه خلاص يبقى الفجر يُنسَخ، وأن العشاء تُنسَخ، وأن أي شيء يستثقله الإنسان قد يُنسَخ، فقال لله –عز وجل- هناك أحكام ثابتة لا تُنسَخ، " فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ"، والطاعة العامة، "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ".

    إذا انشغلت بالطاعة فلن يكون هناك وقت لكثرة الأسئلة
    وقد يكون والله أعلى أعلم الغرض من مجيء،" فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ"، إنشغلوا بالطاعة، ولاتنشغلوا بكثرة المناجاة، لأن أحيانًا الإنسان عايز بس يروح يقعد جنب النبي –صلَّى الله عليه وسلم- ويتكلم معاه، ده أمر قد يكون طيب، لكن في وقت دعوة بتنتشر، ودعوة بتكبر، ودعوة بتحتاج للتَفَسُّح ودعوة فيها ناس جديد، ودعوة ناس عايزة تسأل فيها على قضايا شخصية، ما ينفعش إن احنا نضيع أوقات هؤلاء. فلازم الإنسان يحرص على أوقات أهل العلم وأهل الفضل، هو اللي يحرص على أوقاتهم، هو اللي يوفر لهم الأوقات وينشغل ليس بكثرة الكلام، ينشغل بالطاعة، فإذا انشغل الإنسان بالصلاة، وإيتاء الزكاة، والطاعة لن يحتاج أن يذهب إليهم إلا في الضرورات، في القضايا التي يحتاج إليها فعلًا.

    خلاصة ما نتعلمه من هذه السورة العظيمة
    "فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، الله خبير لماذا ذهبت تسأل النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، لأن بعضهم كان بيسأل النبي صلَّى الله عليه وسلم- لمجرد فقط أن يقول جلست مع النبي –صلَّى الله عليه وسلم-، واحد يروح يسأل الشيخ أنا قعدت معاه واتكلمت معاه فقط، " وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، لاحظ إن اسم الله الخبير تكرر كثيرًا في هذه السورة، كما قلنا هذه السورة التي تعلمك مراقبة الله –عز وجل- في المشاعر، في الأقوال، في المجالس، في الصدور، هذه السورة العظيمة التي تزرع فيك هذا الخُلُق، اسأل الله –عز وجل- أن يجعلنا من أهل المراقبة، ومن أهل القرآن الذين هم أهل الله –عز وجل – وخاصته، وأن يستعملنا في طاعته، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي لكم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.



    تم بحمد الله

    ​​​​​​​
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36

    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    هنـــا
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.


    ​​​​​​​​​​​​​​
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.


      رحمــــةُ الله عليـــكِ أمـــي الغاليــــــــــــة

      اللهــم أعني علي حُسن بِــــر أبــي


      ومَا عِندَ اللهِ خيرٌ وأَبقَىَ.

      تعليق

      يعمل...
      X