إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللقاء الثاني عشر | شُبهات حول السنة للشيخ أحمد جلال | بصائر3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الثاني عشر | شُبهات حول السنة للشيخ أحمد جلال | بصائر3


    [ مع حلقة من أهم الحلقات المتعلقة بدورة السُنَّة،
    وهي
    الشبهات التي تُثار من وقتٍ لآخر حول السُنَّة،
    والشبهات التي طُرِحَت في أواخر زمن الصحابة إلى يومنا

    يعني الشبهات هي الشبهات،
    هنحاول مع بعض ناخد أكبر الشبهات طَرْحًا وأهمها،
    ونحاول بِقَدْر المُسْتَطاع إن احنا نجاوب عليها إجابة بسيطة جدًّا.
    ]


    اللقاء الثاني عشر | شُبهات حول السنة للشيخ أحمد جلال | بصائر3





    تفضلوا معنا في تحميل الدرس بجميع الصيغ


    رابط الدرس على الموقع وبه جميع الجودات
    http://way2allah.com/khotab-item-136489.htm

    رابط صوت mp3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136489-217349.htm


    رابط الجودة hd
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136489-217348.htm



    رابط يوتيوب






    رابط ساوند كلاود
    https://soundcloud.com/way2allahcom/12-shobohat

    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136489.pdf



    رابط تفريغ بصيغة word
    هنـــا

    لمشاهدة جميع دروس الدورة وتحميلها على هذا الرابط:
    http://way2allah.com/category-585.htm


    | جدول دورة بصائر لإعداد المسلم الرباني | الجزء الثالث |


    موضوع مخصص للاستفسارات الخاصة بالدورة العلمية " بصائر3 "


    لقراءة التفريغ مكتوب
    تابعونا في المشاركة الثانية بإذن الله.





    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

  • #2
    حياكم الله وبياكم الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات:
    يسر
    فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
    أن يقدم لكم تفريغ: شُبهات حول السنة
    مع الشيخ/ أحمد جلال

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبِه ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
    أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا.
    مع حلقة من أهم الحلقات المتعلقة بدورة السُنَّة، وهي الشبهات التي تُثار من وقتٍ لآخر حول السُنَّة، والشبهات التي طُرِحَت في أواخر زمن الصحابة إلى يومنا يعني الشبهات هي الشبهات، هنحاول مع بعض ناخد أكبر الشبهات طَرْحًا وأهمها، ونحاول بِقَدْر المُسْتَطاع إن احنا نجاوب عليها إجابة بسيطة جدًّا.


    شبهات حول السنة
    الشبهة الأولى: يكفينا القرآن
    الشُّبْهَة الأولى: كفاية القرآن، الشبهة دي مُتَدَاوَلة من زمان، مِن لَدُن أواخر جيل الصحابة لحد النهارده، كفاية القرآن، هو مش ربنا -سبحانه وتعالى- قال في القرآن: "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ" الأنعام:٣٨، يبقى إذن الكتاب فيه كل شيء.
    هو مش ربنا -سبحانه وتعالى- قال في القرآن: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ" العنكبوت:٥١، هو ربنا بيقول لنا دلوقتي مش كفاية ليكم القرآن، ها إنتوا مؤمنين بالقرآن ولّالا؟ أهو القرآن أهو، شايفين يا..، هو كده، هو ده الكلام دايمًا اللي بيُطْرَح علينا، كفاية علينا القرآن، كفاية جدًّا القرآن.


    أولًا لنفهم معنى الآيات في سياقها


    نقول لهم أولًا، ودي نقطة مُهِمَّة جدًّا لازم تبقوا فاهمينها وانتوا بتتعاملوا مع الناس دي، لما يقول لك آية هات الآية وافهم الآية في سياقها، لما يقول لك حديث أو حتّة من حديث، هات الحديث كامل وافهم سياقه، عشان تقدر تحكم هي دي معانا ولّا لا.
    فعلًا القرآن بيقول: "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"، يبقى القرآن بقى فيه كل حاجة.
    وبعدين ربنا بيقول: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ"، يبقى إذن الكتاب كفاية لينا، صَحّ؟ آه فعلًا صح، يبقى الناس دي كلامها صح؟
    لا لا، واحدة واحدة، تعالوا نطبّق مع بعض أَوّل قاعدة وأهم قاعدة عندنا، أنا مش هينفع أفهم الآية غير لما أعرف اللي قبلها واللي بعدها. تعالوا نشوف الآيات:

    أما الآية الأولى إنّ ربنا بيقول: "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ".
    تعالو نقرأ الآية ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" يونس:٦١.
    فالآية بتاعت "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"، هي آية بتدلّ على إنّ الكتاب اللي ربنا ما فرَّط فيه من شيء هو اللَّوْح المحفوظ الذي في السَّمَاء، الذي أحصى الله -عز وجل- فيه ما كان وما هو كائن وما سيكون إلى قيام الساعة، فالآية دي مش بتتكلم خالص على القرآن، ولكن هذه الآية إنما تتكلم عن اللوح المحفوظ الذي في السماء.
    ما أنا بقول لك دايمًا المُبْتَدِع لما بيحب يرمي شُبْهَة بيجيبلك جزء من الآية، يجيب حتَّة من هنا وحتَّة من هنا ولا يجمع باقي الآيات اللي توضّح لنا معنى هذه الآية، فالآية ليس لها أي علاقة بكتاب الله -عز وجل- وإنما المقصود بالكتاب هنا الكتاب المحفوظ الذي في السماء.

    طب والآية التانية واضحة جدًّا، الآية التانية واضحة وبعدين هُمَّ حَطّوا الآية كلها "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" أهو جابلك الآية كاملة أهو، أقول لك بس افهم واحدة واحدة. ما تيجي نجيب ما قبل الآية ونجيب ما بعد الآية.

    قبل ما ننتقل للآية دي، على فكرة الآية بتاعت "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"، دي في سورة الأنعام ودي كانت سورة مَكّيّة، وكون إنّ سورة الأنعام سورة مكية ماكانش فيه أحكام شُرِّعت، الصلاة، الصيام، والزكاة شُرِّعت سنة اتنين من الهجرة يعني بعد هجرة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، سورة الأنعام قبل، الأحكام المتعلقة بالحج بعد، الأحكام المتعلقة بالتشريع الحلال والحرام كل ده كان بعد سورة الأنعام؛ لإن سورة الأنعام كانت في مكة.
    فمعنى "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"، دا دلالة واضحة جدًّا إنّ مش معناه الكتاب، لأن القرآن إذا كان مقصود به القرآن فأحكام الصيام والزكاة والحلال والحرام ما نزلت إلّا في المدينة، ما نزلتش أصلًا في مكة، "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ" دي الأحكام اللي كانت موجودة في اللوح المحفوظ الذي في السماء.

    طب الآية التانية: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"، تعالوا نجيب قبلها بآية ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول قبلها بآية "وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ" العنكبوت:٥٠، الآية ٥١: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ". يبقى مشركي مكة عَمَّالين يقولوا إحنا عايزين آيات وعايزين نشوف آيات كونية وعايزين نشوف مش عارف إيه، فربنا بيقول وهل هناك آية أعظم من كتاب الله -سبحانه وتعالى-؟
    فالكلام كان للمشركين ماكانش للمؤمنين أصلًا والكلام للي هم بيقولوا احنا عايزين نشوف آيات بعينينا فربنا بيقول لهم أعظم آية هي القرآن، الآية ليس لها أي علاقة أن القرآن كافي للناس في الأحكام الشرعية.


    ثانيًا لو عطلنا السنة فإننا بذلك نعطل أغلب أركان الإسلام

    الأمر الثاني: إن احنا لو عطَّلنا السُنَّة وقلنا مش عايزين سُنَّة احنا هناخد أحكامنا الشرعية من القرآن، إحنا كده بنعطّل معظم أركان الإسلام، أربعة من أحكام الإسلام، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج، القرآن ليس فيه من أحكام الصلاة سوى تقرير وجوبها وحُسن أدائها، ليس في القرآن عن الزكاة إلا الأمر بأدائها وبيان الجهات الثماني اللي هي المصارف التي تستفيد من الزكاة، ليس في القرآن عن الصيام إلا بعض الأحكام اليسيرة من الصيام بعد بيان وجوبه على المُكَلَّفين، وليس في القرآن عن الحج إلا طائفة قليلة جدًّا من الأحكام.

    علشان كده في آخر جيل التابعين وسيدنا عمران بن حصين عَمَّال يُحَدِّث الناس وبيكلّمهم عن قال رسول الله كذا، وبيدّيلهم الحُكْم، قام إليه رجل وقال: "دَعْنا مِن حَدَّثَنا وأَخْبِرنا عن كتاب الله"، فسيدنا عمران بن حصين قال له:
    "إنك امرؤ أحمق، وهل وجدت في كتاب الله أنَّ صلاة الفجر ركعتان، والظهر والعصر والعشاء أربع ركعات، والمغرب ثلاثة؟" حَدّ يجيبلي آية من كتاب الله تقول إنّ المغرب ثلاث ركعات.
    ثم قال له عمران بن حصين: "وهل وجدت في كتاب الله أنك تجهر في المغرب والعشاء والفجر وتُسِرُّ في صلاتَي الظهر والعصر؟ وهل وجدت في كتاب الله ما تقول في ركوعك، وما تقول في سجودك؟"
    الراجل بُهِت ما بقاش عارف يرُدّ، "هل وجدت في كتاب الله -عز وجل- قَدْر نِصَاب الزَّكاة؟" الزكاة المال يوصل قَدّ إيه عشان أطلَّع زكاته، "هل وجدت في كتاب الله -عز وجل- كم تُخْرِج من الزكاة؟ هل وجدت في كتاب الله -عز وجل- من أين تُحْرِم، وماذا تقول بين الصفا والمروة، وماذا تقول في السَّعْي؟ هل وجدت في كتاب الله عدد مرات الطواف، هل وجدت في كتاب الله -عز وجل- رَمْي الجمرات؟" وظَلَّ سيدنا عمران بن حصين إدّاله سيل من الأسئلة حوالين الأحكام الشرعية وهو يعجز عن الرد.
    ربنا -سبحانه وتعالى- إدّالنا في القرآن المجملات، وجاءت السُّنَّة لتُبَيّن لنا هذه المجملات.


    ثالثًا لنفهم العلاقة بين القرآن والسُّنَّة
    الجزئية الثالثة وده بيدفعنا دَفْع، الناس اللي بتقول "مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ"، بيدفعنا دَفْع إنّ احنا نقول إنّ فيه علاقة قويَّة جدًّا بين القرآن والسُّنَّة، القرآن وحده لا يكفي حتى يكون القرآن معه السُّنَّة، والدليل على كده، تعالوا مع بعض نركّز واحدة واحدة..

    السُّنَّة تُوَضِّح المُبْهَم من القرآن

    جاءت السُّنَّة لتُبيِّن ما جاء في القرآن مُبْهَمًا، فيه حاجات كتيرة في القرآن جاءت مُبْهَمَة، إحنا مانعرفش نفهمها إلا من خلال السُّنَّة. أضرب لكم مثال:
    ربنا في القرآن بيقول: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ" البقرة:١٨٧، الآية دي أشكلت على صحابة كتير جدًّا، حتى جاء أحدهم بعِقال أبيض وعِقال أسود وجات السُّنَّة اللي تُفَسِّر الآية دي، دا ده بياض الليل وسواد النهار.

    ربنا لما قال في القرآن: "غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ" الفاتحة:٧، مين هُمَّ؟ السُّنَّة فَسَّرت، النبي قال: "إنَّ "الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" اليهودُ، و"الضَّالِّينَ" النَّصارى" صحيح ابن حبان.
    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- سُنّته جاءت لتُبَيِّن ما جاء في القرآن مُبْهَمًا.

    الصحابة -رضوان الله عليهم- لَمَّا نزل قَوْل الله -سبحانه وتعالى-: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ" الأنعام:٨٢، أشكلت على الصحابة، فقالوا: يا رسول الله أيُنا لم يظلم نفسه، فقال -صلَّى الله عليه وسلم-: "إنه ليس بذاك، ألا تسمعُ إلى قولِ لقمانَ لابنِه: إن الشرك لظلم عظيم" صحيح البخاري.
    فآيات القرآن بعضها بيبقى مُبْهَم، مين اللي فَكّ الإبهام ده؟ مين اللي حَلّ لنا الإشكال ده؟ سُنَّة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلم-.


    السنة توضح المُجْمَل من القرآن
    الأمر الثاني: السُّنَّة جاءت لتُبَيِّن ما جاء في القرآن مُجْمَلًا.
    "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ" البقرة:٤٣، كيف أُقِيْمُ الصَّلاة؟ ماذا أقول في ركوعي؟ ماذا أقول في سجودي؟ متى أقرأ الفاتحة؟ في الركعة الأولى ولا في التانية ولا في كل الركعات؟ أصلي كام ركعة في صلاة المغرب؟ السُّنَن بتاعتي مفيش ولا آية في القرآن بتتكلم عن سُنَن الصلاة القبلية أو البعدية. جاءت السُنَّة لتُبين ما جاء في القرآن مجمَلًا.
    "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ" البقرة:١٨٣. هيبدأ الصيام من إمتى وينتهي إمتى؟ الحامل المُرْضِع لها صيام ولالا؟ ما هي شروط الصيام؟ ما هي أركانه؟ وما هي واجباته؟ كل ده موجود فين؟ كل ده موجود في سُنَّة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- فجاءت السُنَّة لتُبَيّن لنا ما جاء في القرآن مُجْمَلًا.

    السنة تُخَصِّص بعض عمومات القرآن
    جاءت السُّنَّة لتُخَصِّص بعض عمومات القرآن، زَيّ إيه؟ ربنا -سبحانه وتعالى- بيقول في القرآن: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ" المائدة:٣، فالميتة علينا حرام، أيّ شيء مات رغم أنفه ده حرام علينا، إلا..
    النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "أحلَّت لَكُم ميتتانِ ودَمانِ، فأمَّا الميتَتانِ، فالحوتُ والجرادُ" صححه الألباني.
    الجراد والسمك حتى لو ماتوا حلال إنّ إحنا نأكلهم.


    جاءت السُّنَّة ببعض الأحكام التي لم تَرِد في القرآن
    كمان السُّنَّة جاءت بعلاقة قوية جدًّا، إنّ هي جاءت بأحكام جديدة أصلًا لم تُوْجَد في القرآن، يعني فيه كتير جدًّا من الأحكام التي ذُكِرت في السُّنِّة لم تُذْكَر في القرآن، إيه البيوع الحلال، وإيه البيوع الحرام، دي ذُكرت في السُّنَّة، الطلاق صورته ازاي وكيفيته ازاي، وامتى يقع وامتى لا يقع، ده ورد في السُنَّة، الأحكام المتعلقة بالمأكولات والمشروبات، دي جات في السُنَّة ما جاتش في القرآن إلا النَّذْر اليسير منها.
    عشان كده النبي لما تنبأ -صلَّى الله عليه وسلم- بظهور هؤلاء الذين يردُّون سنته -صلَّى الله عليه وسلم- قال:
    "ألا يوشِكُ رجلٌ شبعانٌ علَى أريكتِهِ يقولُ: عليكم بِهَذا القرآنِ، فما وجدتُمْ فيهِ من حلالٍ فأحلُّوا، وما وجدتُمْ فيهِ من حرامٍ فحرِّموهُ، وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كما حرَّمَ اللَّهُ، ألا لا يحلُّ لَكُمُ الحمارُ الأَهْليُّ" صححه الألباني.
    ده حُكْم مش موجود في القرآن، ولكن تفرَّدت به السُّنَّة، اختصَّت به السُّنَّة، الحُكْم ده لم يَرِد إلا في السُّنَّة.
    الآداب المُتَعَلِّقَة بقراءة القرآن وغير ذلك ما جاتش إلا في السُّنَّة، إذن عشرات ومئات بل آلاف من الأحكام جاءت في السُّنَّة ولم تَرِد في كتاب الله -عز وجل-.

    جاءت السُّنَّة بتفصيل ما جاء مختصرًا في القرآن
    كذلك أيضًا ما جاء مُخْتَصَرًا في كتاب الله -عز وجل- جاءت السُنَّة علشان تبين لنا هذا الاختصار، قصص الأنبياء، سيدنا أيوب -عليه الصلاة والسلام- إيه المرض اللي جاله، جه في السُّنَّة، المرض قعد معاه قَدّ إيه؟ 18 سنة، جات في السُنَّة، لم يَرِد في القرآن، الأحكام المتعلقة بحياة سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- هو ليه خرج للخضر وإيه الظروف اللي خلّت سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- خرج للخضر، الحاجات اللي جات في القرآن مختصرة جات السُّنَّة عشان توضَّحها وتبيّنها لينا أكتر.


    ضرورة الرجوع للسُّنَّة لِفَهْم القرآن
    يوم ما حَدّ يقول لنا إحنا هنكتفي بالقرآن نقول له الكلام ده غير صحيح، الدستور في حَدّ ذاته لا يحفظ الحقوق، علشان كده جاء علماء الدستور وعلماء القانون بصُّوا للدستور وبدؤوا يطَلَّعوا من كل مادة بعض البنود المتعلقة بيها، والبند اتفصّل لبنود، دي العلاقة بالظَّبط زَيّ القرآن والسُّنَّة.
    بتلاقي مثلًا الطَّلَبة مثلًا في صيدلة أو في طب أسنان بتمر عليهم مصطلحات هُمَّ مش فاهمينها أصلًا، المصطلح موجود بس أنا مش فاهم إيه هو المصطلح، لازم بيرجع للقاموس عشان يقدر يفهم إيه المراد بالمصطلح ده، وإيه الأمور المتعلقة بهذا الأمر، ده أَيّ حَدّ في الدنيا بيعمل كده.
    هكذا هو الحال في القرآن مع سُنَّة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.


    الشهبة الثانية: النبي أمر بعدم كتابة السنة
    الشُبهة الثانية: إنتوا جمعتوا السُّنَّة والبخاري جمع الأحاديث في كتاب، ومسلم، وغيره، جمعوا السُّنَّة في كتاب، وخالفوا أمر النبي -صلِّى الله عليه وسلم-، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصلًا نهى عن كتابة الحديث، فقال كما في حديث أبي سعيد الخدري: "لا تكتبُوا عني. ومن كتب عني غيرَ القرآنِ فليمْحُه" صحيح مسلم.
    إنتوا خالفتوا كلام النبي، إنتوا بتقولوا انتوا سُنّيّة وبتوع الأحاديث وبتتّبعوا هَدْي النبي، وعَمَّالين تقولوا لنا طول الدورة السُّنَّة وحي من السماء ونتّبع السُّنِّة، طيب يا أساتذة النبي قال في الحديث: لاتكتبوا عني شيئًا سوى القرآن، وطالما لا تكتبوا عنّي شيئًا سوى القرآن يبقى إذن مفيش حاجة اسمها إنّ حد يجمع لنا السُّنَّة في كتاب.


    لا بُدَّ من النَّظَر لكل النصوص مجتمعة
    هو كلام جميل أوي على فكرة، بس على فكرة لازم تاخد بالك من حاجة، زَيّ ما قُلنا في أول شُبْهَة إحنا لازم نجمع نبُصّ على الآية في سياقها أولها وآخرها، اللي قبلها واللي بعدها، لما حَدّ يكلّمك عن السُّنَّة ما تحاولش إن انت في يوم من الأيام عشان تحكم في مسألة تاخد نَصّ واحد، ولكن اجمع النصوص كلها عشان تقدر تخرج بحُكْم، يعني مثلًا هضرب ليكم مثال ويتّضِح لينا الأمر.

    النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في حجة الوداع كان يرمي في أيام التشريق، بيرمي جمرة العقبة الصُّغْرَى والوسطى والكبرى بعد الزَّوال مباشرةً، ويوم العيد الصُّبْح أول يوم العيد رَمَى النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بعد طلوع الشمس، حد لو سأل في يوم من الأيام هو هل يجوز ليَّ إن أنا أرمي بالليل؟ اللي هياخد حديث النبي بس، إن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- رمى في أول يوم بعد طلوع الشمس والأيام اللي بعد كده بعد الزوال، هنقول له لا، لايجوز، لإن النبي قال: "خُذُوا عَنِّي مناسكَكم" صححه الألباني، والنبي -صلَّى الله عليه وسلم- رمى في أول يوم بعد طلوع الشمس، والأيام اللي بعد كده بعد الظهر، يبقى إذن لا يَحِلُّ لك أن ترمي في هذا الوقت، كلامك صحيح؟ آه كلامك صحيح، ومُتَمَسِّك بأدلة؟ آه مُتَمَسِّك بأدلة.
    بس هي المشكلة الكبيرة إنّ فيه حديث تاني إنّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- جاءه رَجُلٌ ".. فقالَ: رميتُ بعدَ ما أمسيتُ؟ قالَ: لا حرجَ" صححه الألباني. يبقى ده جاله من المساء من بعد العصر لحد الفجر، ده كله اسمه وقت المساء، قال له: أرمي في الوقت ده؟ قال له افعل ولا حرج.
    العلماء من فوق بَصُّوا على الدليلين قالوا يبقى أفضل أوقات الرَّمْي في أول يوم بعد طلوع الشمس وتاني وتالت ورابع أيام العيد بعد الزوال بعد الظهر، وإذا رمى الإنسان من الليل فلا شيء في ذلك، دي الناس اللي بتفهم، إنما الناس اللي ما بتفهمش تاخد حديث وتطلع تجري به وتطلع باللي هي عايزاه.

    نفس الكلام بالظبط، لو واحد في يوم من الأيام سألني وأنا في القرآن ربنا بيقول: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ" البقرة:١٨٤، يبقى ربنا -سبحانه وتعالى- رخَّص لصنفين بس من الناس إنّ هُمَّ يفطروا، مين ومين؟ المريض والمسافر، طب أنا عندي واحدة مُرْضِع أو عندي واحدة حامل، لا، لا يجوز لكِ أن تُفْطِري لإن ربنا لما رخَّص إنما رَخَّص لِمَن؟ رَخَّص للمريض ورَخَّص للمسافر بس، دي الناس اللي مابتفهمش، إنما الناس اللي بتفهم بصّت من فوق على كل الأحاديث اللي وردت في المسألة فوجدوا حديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ، أوِ الصِّيام" حسن صحيح، فقالوا يجوز لِدِي، ويجوز لِدِي، ويجوز لدي، إنّ هُمّ مايصوموش.

    نفس الكلام في المسألة بتاعتنا ماينفعش آخد حديث وأخطفه وأطلع أجري، يقول لك النبي نهى عن كتابة الحديث، نقول لهم على فكرة ده فِعْل الناس اللي مابتفهمش، أمَّا الناس اللي بتفهم فهي بتطلع فوق وتبدأ تبُصّ على الأحاديث كلها.


    الأدلة على كتابة السنة
    الناس -والعياذ بالله- المُبْتَدِعَة اللي هُمَّ ردوا السُّنَّة اللي بيسمّوا نفسهم قرآنيين قال لك النبي نهى عن كتابة الحديث كما قال أبو سعيد الخدري، نقول لهم الناس اللي بتفهم بتجمع الأحاديث كلها، طب إنت هتعمل إيه في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "ما من أحد من الصحابة أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمر فإنه كان يحفظ وأحفظ وكان يكتب ولا أكتب". عبد الله بن عمر قاعد مع النبي عمَّال يكتب أحاديث.

    هتعمل إيه في حديث عبد الله بن عمر نفسه لما راح للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال له يا رسول كنت أكتب كل شيء أسمعه منك، "فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: اكتب فوالذي نفسي بيده، ما يخرج منه إلا حق" صححه الألباني.

    هتعملوا إيه في حديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما خطب خطبةً في مكة، "فقام أبو شاهٍ، رجلٌ من أهلِ اليمنِ، فقال: اكتُبوا لي يا رسولَ اللهِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتبوا لأبي شاهٍ" صحيح البخاري ومسلم، الخطبة دي تعليمات النبي، وكلام النبي، وسُنّة النبي اللي اتقالت في الخُطبة، اكتبوها لأبي شاه، هتعملوا إيه في الحديث ده؟

    هتعملوا إيه في حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "ما كتَبنا عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم إلاَّ القرآنَ وما في هذِهِ الصَّحيفةِ. قالَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم المدينةُ حرامٌ ما بينَ عائرٍ إلى ثورٍ فمن أحدثَ حدَثًا أو آوى مُحدِثًا فعليْهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ لاَ يُقبَلُ منْهُ عدلٌ ولاَ صرفٌ" ثم قال: "وذمَّةُ المسلمينَ واحدةٌ يسعى بِها أدناهم فمن أخفرَ مسلمًا فعليْهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ" ثم قال: "ومن والى قومًا بغيرِ إذنِ مواليهِ فعليْهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ لاَ يُقبَلُ منْهُ عدلٌ ولاَ صرفٌ" صححه الألباني.
    آدي علي بن أبي طالب بيقول لنا إنّ ده إحنا كتبناه عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.

    هتعملوا إيه في حديث ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ النبي قال في مَرَض موته -صلَّى الله عليه وسلم-: "ائْتوني بكِتابٍ أكتُبْ لكُم كتابًا لن تضِلُّوا بعدَهُ أبدًا" صحيح البخاري.

    كل الأحاديث دي اللي النبي أمر فيها بكتابة الأحاديث، أو الصحابة كان بيكتبوا بين إيدين النبي، أو بيستشيروا النبي إحنا بنكتب يا رسول الله وراك، نكتب ولا مانكمّلش، هنعمل إيه في الأحاديث دي؟ فالناس اللي مابتفهمش خدت حديث إنّ النبي نهى عن كتابة شيء إلا القرآن وقال لك بس أهو ده دليل أهو، النبي ماقالّناش نجمع السُّنَّة، يبقى البخاري غلط، ومسلم غلط، وأبو داود غلط، والنسائي غلط، والترمذي غلط، كل دول غلط. إنما الناس اللي بتفهم بقى ما شاء الله بتجمع الأحاديث دي كلها.


    لماذا نهى النبي عن تدوين السنة في البداية؟
    طب أنا عايز أفهم هو ليه النبي قال ما تكتبوش عني حاجة إلا القرآن، وبعد كده قال اكتبوا ورخَّص في الكتابة، المسألة باختصار خالص خَشِي النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في بداية الإسلام كان الصحابي يجيب الورقة ويبدأ يكتب السورة عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ويبدأ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يفسّر السورة، فخَشِي النبي -صلَّى الله عليه وسلم- والناس لسّه في بداية الإسلام إنّ القرآن يخُشّ مع غير القرآن، أو خاف إن الأجيال اللي بعد كده تلاقي دي صحيفة مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى كذا وكذا وكذا، وتحتها كلام يبقى كل ده قال الله.
    فلمَّا استقر الإيمان في قلوب الناس وعرف الناس ما يُمَيّزون به بين القرآن وبين السُّنَّة أَذِن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في شأن الكتابة.

    فاللي يقول لك إحنا أصلًا ماينفعش نكتب السُّنَّة، أصل النبي نهى عن السُّنَّة، نقول له أنت من الناس اللي..، لأن الناس اللي بتفهم بصّت على الأحاديث من فوق فوجدت أن النبي منع في أول الأمر ثم بعد ذلك بدأ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- يُرَخِّص في الكتابة زي ما فعل مع عبد الله بن عمرو بن العاص، بل وأمر الصحابة أن يكتبوا للناس سُنّته كما فعل مع أبي جهم -رضي الله عنه-، بل وأقرب الناس لرسول الله علي بن أبي طالب كتب عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بل وابن عباس ابن عم النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال إن آخر حاجات في زمن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في حياته كلها قبل ما يموت قال، قال النبي في مرضه الذي مات فيه: "ائْتوني بكِتابٍ أكتُبْ لكُم كتابًا لن تضِلُّوا بعدَهُ أبدًا"، النبي -صلى الله عليه وسلم- في فتح مكة قال اكتبوا لأبي شاه.
    كُلّ دي أحاديث تدل على إنّ الكتابة كانت موجودة في زمن النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، فاللي يقول لك أصل السُّنَّة ما دُوّنتش في زمن النبي ده إنسان مش مظبوط خالص، ده إنسان عكس الناس اللي بتفهم.




    الشهبة الثالثة: لو كان تدوين السُّنَّة مُهِمًّا لبادر به الصحابة

    نرجع تاني ونقول الشبهة الثالثة اللي طرحوها علينا، بيقول لك لو كان أصحاب النبي -صلَّى الله عليه وسلم- بيرَون للسُّنَّة أهمية متعلقة بالدين يعني لعَجَّلوا بكتابة الأحاديث ودوَّنوا السُّنِّة زي ما دوّنوا القرآن، الصحابة في أول حياتهم على طول جمعوا القرآن زي ما فعل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وفعل عثمان، فجمعوا القرآن في كتاب واحد، هُمَّ لو كانوا شايفين أصلًا إنّ السُّنِّة دي مُهِمَّة كانوا جمعوا السُّنَّة زي ما جمعوا القرآن.
    وعلى فكرة سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في خلافته استشار الصحابة نجمع السُّنَّة زي ما أبو بكر جمع القرآن؟ قالوا له لا بلاش دلوقت، فلو كانت السُّنَّة مُهِمَّة عندهم كانوا جمعوها في كتاب واحد زَيّ ما جمعوا القرآن.


    السُّنَّة كانت مُدَوَّنة ومكتوبة زمن الصحابة

    نقول لهم الكلام ده برضو غلط تمامًا، بل كانت السُّنَّة مكتوبة ومُدَوَّنة ومُسَجَّلَة في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم-، والكلام ده برضو غير صحيح تمامًا، بل كانت السُّنَّة في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم- مجموعة، زَيّ ما ذكرت ليكم في الدرس اللي فات.
    صحيفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، الكتاب اللي الصديق -رضي الله عنه- جمع فيه كل المسائل والأحكام المتعلقة بالزكاة اللي سمعها من النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، وسجّلها الصدّيق وكتبها، وكان بيجمع كل الأحاديث اللي النبي ذَكَرها في مسألة الزكاة، وكتبها في كتاب واحد، وكانت هذه الصحيفة هي صحيفة الصدقة اللي كانت خاصّة بأبي بكر الصديق، اللي ختم عليها بختم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-، وقال هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- على المسلمين.

    كانت فيه صحيفة تانية هي صحيفة علي بن أبي طالب، اللي جمع فيها كثير من الأحكام التي سمعها من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- وهذه الصحيفة ذكرها الخطيب البغدادي في كتاب الفقيه والمُتَفَقِّه وذكرها ابن عبد البر -رحمه الله- أيضًا في كتاب جامع بيان العلم وفضله.

    فيه صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص اللي كانت بتُسَمَّى بالصحيفة الصادقة، مجاهد بيحكي عنها وده يدل إن جَمْع السُّنَّة بادئ من زمان من زمن الصحابة، سيدنا مجاهد -رحمه الله رحمةً واسعة- بيقول: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فتناولْتُ صحيفته، صحيفة من تحت مفرشه، أو من تحت فراشه، فمنعني، قلتُ: ما كنت تمنعني شيئًا، فقال: هذه هي الصَّادقة، هذه ما سمعتُ من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- ليس بيني وبينه شيء، يبقى عبد الله بن عمرو بن العاص كان له صحيفة مجمّع فيها سُنّة النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.

    وكذلك فَعَل عبد الله بن أبي أوفى جمع صحيفة وجمع فيها الأحاديث اللي سمعها من النبي -صلَّى الله عليه وسلم-.
    وصحيفة أبي موسى الأشعري.
    وصحيفة جابر بن عبد الله.
    والصحيفة الصحيحة التي يرويها همام عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
    دي كلها صُحُف كان كُلّ واحد من الصحابة مجمّع الأحاديث اللي سمعها من النبي وكتبها في الكتب أو في الصحائف دي عشان يكون هَدْي النبي -صلَّى الله عليه وسلم- دايمًا قُدَّام عينيه، فمش زَيّ ما انتوا بتقولوا إنّ السُّنَّة أصلًا ماكانتش موجودة أو مجموعة في زمن النبي، أو الصحابة ما اهتمّوش إنّ هُمَّ يجمعوا السُّنَّة، كلامكم غير صحيح، وإنْ دَلَّ فإنَّما يدلّ فعلًا إنّ الناس دي جاهلة جدًّا بالدّين.


    جَمْع الصحابة السنة في كتب وتناقلها فيما بينهم

    بل الصحابة ما اكتَفُوش بجَمْعها وبس، بل كان كل واحد من الصحابة -رضوان الله عليهم- كان بيجمع بعض الكتب اللي كان بيجمع فيها أحاديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ويبدأ الصحابة يتناولوا هذه الكتب اللي جُمعت فيها السُّنَّة ما بينهم وما بين بعض.
    سيدنا أسيد بن حضير الأنصاري -رضي الله عنه- كتب بعض الأحاديث ومع هذه الأحاديث قضاء أبي بكر وعمر وعثمان، وأرسلها إلى مروان بن الحكم لما كان والي على المدينة في هذا الوقت، قال له بُصّ الكتاب ده مليان أحاديث عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر وعن عمر استخدمه في القضاء اللي انت بتقوم به.

    سيدنا جابر بن سمرة -رضي الله عنه- جمع أحاديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- اللي سمعها وبعث بها إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص بناءً على طلبٍ منه -رضي الله عنه-.

    سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- كتب في أمر الجَدّ إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، لما عمر بيسأل يا جماعة الجَدّ له في الميراث ولالا؟ كتب سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- ما سَمِعه عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- في شأن الجَدّ.

    سيدنا جابر بن سمرة -رضي الله عنه- جمع ما عنده من أحاديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كل الأحاديث اللي سمعها من النبي وجمعها في كتاب وبعث بها إلى ابنه سليمان.

    وكتب عبد الله بن أبي أوفى بأحاديث النبي -صلَّى الله عليه وسلم- إلى عمرو بن عبيد.

    وبعد كده ييجي واحد من هؤلاء ويقول لو كانت السُّنَّة مُهِمَّة كان الصحابة جمعوها، هو فعلًا الصحابة عملوا كده، الصحابة -رضوان الله عليهم- عملوا كده، وكان موجود جَمْع الأحاديث في الكُتُب زي ما ذكرنا وكانوا بيتناقلوها بينهم وبين بعض.


    لماذا كانت كتب الأحاديث قليلة في زمن الصحابة؟
    طيب بس هي ليه الأحاديث عندهم كانت قليلة والكتب كانت قليلة؟ ده لا يُجِيْب على هذا السؤال إلا واحد قارئ كويّس جدًّا في تاريخ العرب، العرب أُمَّة أصلًا كانت مشهورة بالحِفْظ، كان الواحد منهم بيقرأ المُعَلَّقَة مائة وخمسين بيت يقرأ من أولها لآخرها هو خلاص حفظها أصلًا، دي ناس كانت مشهورة جدًّا بالحِفْظ، ومشهورة جدًّا بمهارة الحِفْظ، فكانوا يعتمدون على الحفظ، ما كانوش بيعتمدوا على الكتابة، لأن النبي كان بيقول:
    "إنَّا أمةٌ أميةٌ" صحيح البخاري، فكانوا في البداية بيعتمدوا على الحِفْظ، وبيعتمدوا على التَّلْقين. وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- اللي احنا بنسمّيهم دايمًا الطبقة الأولى، الطبقة الأولى لما كانوا بيلقّنوا التابعين السُّنَّة كانوا بيلقّنوهم حِفْظًا.

    يبقى إذن نرجع ونقول ليه كانت كُتُب الأحاديث في زمن الصحابة قليلة؟ هي موجودة أولًا ولّا مش موجودة؟ لا هي موجودة، زيّ صحيفة أبي هريرة، وصحيفة سيدنا أبي بكر الصديق، وصحيفة علي بن أبي طالب، والصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص.
    يبقى كان موجود كتب، بس هي كانت قليلة بالنسبة لِمَن جاء بعدهم، قلنا ده راجع لحاجتين:
    اعتمادهم الأكبر في هذا الزمان كان على الحِفْظ.
    الأمر الثاني أنَّ الصحابة لما لقّنوا التّابعين كانوا يلقّنونهم حِفْظًا.




    الشبهة الرابعة: رواة السنة بشر لذا قد يكونوا على خطأ

    رواة السُّنَّة الناس اللي روت لينا السُنَّة بشر يخطئون ويصيبون، همَّ مش معصومين أصلًا، فكيف نؤمن بصحة وصدق ما رووه لنا من مئات آلاف الأحاديث المنسوبة للنبي -صلَّى الله عليه وسلم-؟ دي شبهة من الشبهات اللي بيطرحها هؤلاء إنّ الناس دي إحنا مش واثقين فيها أصلًا، فيهم ناس ممكن تسهى، ممكن إحنا طبعًا النسيان وارد على كل أحد فممكن الناس اللي روت السُّنَّة تنسى.
    نقول لهم بردو ممكن اللي روى القرآن ينسى، كلامكم فارغ، كلامكم مش صحيح خالص أصلًا، ولو كلامكم فعلًا صحيح فيمشي على أي علم عندكم أنتم؛ لإن إحنا عندنا كمسلمين وضعنا بفضل الله ضوابط وشروط لأي حد نقبل حديثه أو لا نقبل حديثه.


    اهتمام العلماء بأخذ الموثوق من الأحاديث

    عندنا علم الإسناد المستشرقين أهل الإنصاف بيقولوا أن هذا الإسناد الذي ابتكره المسلمون أدَّى إلى دراسة أكتر من 500 ألف رجل عن قصة حياتهم، وشيوخهم، وتلامذتهم، وسمعوا من مين، وما طرأ عليهم في حياتهم، إحنا عندنا كمسلمين اهتمّينا جدًّا بالسند، ده ناخد منه ولا ما ناخدش منه، وناخد منه إمتى، لما كبر في السن ناخد منه ولا لأ. إحنا عندنا كمسلمين فيه راوي، الرواي ده ثقة، سافر لبلاد الشام وهو راجع الكتب اللي كتب فيها الأحاديث عن أهل الشام طارت منه بسبب عاصفة أصابت هذا الرجل فملحقش فبدأ يُحَدّث من حفظه، فبدأ يغلط كتير، فعلمائنا قالوا إحنا هناخد منه أي حديث ما عدا روايته عن الشاميين.

    عبد الله بن لهيعة عالم كبير جدًّا من علماء أهل مصر، كان يُحَدّث الناس من كتبه، سافر للعلماء وكتب ولما رجع قعد شوية وحدّث الناس وبعد كده المكتبة بتاعته اتحرقت، فلما المكتبة اتحرقت بدأ يُحَدِّث الناس من حفظه فبدأ يَهِم، بدأ ينسى، بدأ يرَكِّب أحاديث بعضها على بعض، فالعلماء قالوا ناخد ما قبل حرق الكتب، ما بعد حرق الكتب لا نأخذه، عالم من العلماء كبر في السن فبدأ ينسى ناخد منه ما قبل كبر السن.


    شروط وضوابط وضعها أهل العلم لمن نأخذ عنه الحديث

    العلماء فعلًا عرفوا إنّ البشر دول يعني ممكن يصيب وممكن يخطئ، وطالما بيصيب وبيخطئ يبقى إحنا لازم نضع شروط وضوابط، لازم إنّ احنا نضعها، فوضعوا شرط الحفظ قالوا لا نقبل إلا من الثقة، والثقة ده وضعوا شرطين مهمين:

    - الشرط الأول:هو ما يتعلق بالإنسان نفسه، اللي هو عدالته، إنه يكون إنسان بالغ، مسلم، سالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة، متيقظ غير مغفل.
    - الشرط الثاني: أن يكون حافظًا، أن يكون ضابطًا، ضبط الحفظ يعني عنده قدرة على استرجاع الحديث في أي لحظة من اللحظات من غير ما يغلط في لفظة واحدة من ألفاظ الحديث.

    الإمام مالك -رحمه الله- كان بيقول: "إنني قد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- وهم أمناء" الناس دي كانت أمناء "حتى لو اؤتمن أحدهم على بيت مال المسلمين لكان أمينًا، ولكن لم آخذ عنهم العلم؛ لأنهم ليسوا من أهل الشأن".
    وضعوا ضوابط لكل واحد، عرفوا مين الشيخ بتاعه، ومين اللي بيحدثه، ومين التلامذة بتوعه، وهذا الرجل كيف كان حاله، وكيف كانت أخلاقه، -سبحان الله-.

    كان عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله- يقول: "يحرم على الرجل أن يروي حديثًا في أمر الدين حتى يتقنه ويحفظه كالآية من القرآن وكَاسم الرجال".
    الشافعي -رحمه الله- يقول: "من عُرف من أهل العراق ومن أهل بلدنا بالصِّدق والحفظ قَبِلنا حديثه، ومن عُرف منهم ومن أهل بلدنا بالغلط رددنا حديثه، وما حابينا أحدًا ولا حملنا عليه".

    سبحان الله المسألة واضحة، آه فعلًا رواة السُّنَّة دول بشر، ولإن همَّ بشر علماء الحديث وضعوا ضوابط، مش أي حد هناخد عنه حديث.
    هذا الحديث هنشوف أنا مثلًا فيه شيخ معين حدّث التلامذة بحديث، إحنا نشوف التلامذة قالوا الحديث إزاي، والشخص اللي لوحده ده قال الحديث إزاي، والشخص ده ثقة ولا مش ثقة، الشخص ده أخباره إيه دَيِّن ولا مش دَيِّن، إنسان أمين ولا مش أمين، إنسان ضابط ولا مش ضابط، وضعوا ضوابط بحيث إنّ الحديث إذا ذكره الإنسان نبقى عارفين كويس جدًّا كل واحد في السلسلة دي أخباره إيه دينًا وخُلُقًا وصدقًا.





    الشبهة الخامسة: الأحاديث أحاديث آحاد
    قالوا أصل الأحاديث دي أحاديث آحاد، وطالما إنّ الأحاديث دي أحاديث آحاد فاحنا هنردّها؛ لإن ده ظن وربنا بيقول في القرآن: "إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا" يونس:٣٦.
    وعلى فكرة النبي -صلَّى الله عليه وسلم- وهو بيصلي في يوم من الأيام لما واحد من الصحابة بيقول له: يا رسول أنت صليت ركعتين مش صليت أربعة، فالنبي ما أخدش بخبر الواحد ولكن قال أحقًّا ما يقول ذو اليدين؟ فلما الصحابة كلهم قالوا له: آه يا رسول الله قَبِل النبي -صلَّى الله عليه وسلم- منهم الكلام، إنما لما جاله واحد بس رد حديثه.



    الأدلة على صحة خبر الآحاد
    الرد على الشبهة باختصار إنّ الأحاديث عندنا نوعين:
    فيه أحاديث بنسميها الأحاديث المتواترة، يعني إيه المتواترة؟ رواها عدد كبير جدًّا، يعني خمسين صحابي، وبعد كده الصحابة دول اتوزّعوا في أماكن مختلفة، ابن مسعود راح الكوفة فحدّث الناس فروى الحديث ده عن ابن مسعود ٢٠٠، ٣٠٠ واحد، ومش عارف مين راح فين رواه ٢٠٠ واحد، فهو رواه جَمْع عن جمع عن جمع من مبدأ السند إلى منتهاه.

    قالوا احنا ممكن نقبل الأحاديث المتواترة وهي قليلة جدًّا، إنما أحاديث الآحاد إحنا لن نقبلها أبدًا، الحديث اللي رواه واحد بس إحنا لن نقبله أبدًا، نقول لهم: طيب هو ربنا لما بعث لهذه الأمة رسول يبلغنا عنه بعت واحد ولا جمع كبير؟ آه صحيح ده بعت واحد بس، طيب ما هو كده ربنا بيقول لنا اقبلوا خبر الآحاد.
    هو ربنا لما نزّل الأخبار من السماء للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- كان على لسان كام ملك من الملائكة؟ واحد بس.


    آه صحيح قولوا لي بجد هو النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لما حب يدعو أهل اليمن للإسلام أرسل إليهم كام واحد من الصحابة؟ في ظنكم كده كام واحد؟ ١٠٠ صحابي ولا ٢٠٠ صحابي؟ لأ هو معاذ بن جبل، طيب ما هو ده خبر واحد، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- كان كل ما بيبعت حد اللي بعثه لكسرى، واللي بعثه لقيصر، واللي بعثه للنجاشي كانوا كام واحد؟ هو كان واحد بس.
    آه النبي -صلَّى الله عليه سلم- كان بيقول لنا في الحديث، البخاري بوَّب بابًا في صحيحه قال: باب ما جاء في إجازة خبر الواحد وذكر فيه حديث الأذان، النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال لنا: "أنَّ بِلالا كان يؤَذِّنُ بليلٍ، فقال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: كلوا واشربوا حتى يُؤَذِّنَ ابنُ أمَّ مكتومٍ" صحيح البخاري، هو اللي بيخبرنا بخبر الصلاة مش ده خبر؟ آه، واحد ولا؟ هو واحد بس واحنا قَبِلنا خبر هذا الإنسان.

    والصحابة قبلوا خبر الآحاد، الصحابة اللي كانوا بيصلوا في قباء وعدَّى عليهم واحد قال لهم: إنتم لسه بتصلوا ناحية بيت المقدس؟ ده النبي نزل عليه آيات إن احنا نوجه وجوهنا ناحية بيت الله الحرام، فاستداروا واستدار إمامهم، قبلوا خبر الواحد.
    سيدنا أنس ابن مالك -رضي الله عنه- بيسقي الصحابة الخمرة سمع واحد بس بينادي: ألا إن الخمر قد حُرمت وقبلوا خبر الآحاد، وهمَّ بياكلوا لحوم الحمير نادي المنادي: رسول الله بيحَرِّم لحوم الحمر واستجابوا لهذا الرجل.

    لما جاء أهل نجران للنبي -صلَّى الله عليه وسلم- وقال: "لأبعثنَّ إليكم رجلًا..." صحيح البخاري، واحد "..أمينًا حَقَّ أمينٍ، فاستشرَفَ لهُ الناسُ فبعثَ أبا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ" إلى اليمن، شفتم الدايرة ماشية إزاي؟ هو واحد بس.
    سلمة ابن الأكوع قال: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لرجلٍ من أسلمَ: أذِّنْ في قومِكَ، أو في الناسِ -يومَ عاشوراءَ- أنَّ منْ أكل فليُتمَّ بقيةَ يومِهِ، ومنْ لم يكنْ أكلَ فليصُم" صحيح البخاري، هنا معناها إيه؟ معناها النبي بردو بعت واحد بس، لذا أجمعت الأمة على قبول خبر الواحد.

    كل دي أخبار جت من فرد واحد بس في عبادات، وطاعات، وقربات، وأحكام، قَبِلنا خبر الواحد بس، فلو كان خبر الواحد مردود إحنا هنرد كل ده، إحنا هنرد النبي -صلَّى الله عليه وسلم-؛ لإن النبي كان خبره آحاد بس؛ لإن هو المبعوث لينا بس -صلَّى الله عليه وسلم-، كان النبي هيرد خبر جبريل؛ لإن ده واحد بس، لأ لأ الكلام ده غير صحيح تمامًا.

    إنما الكلام الصحيح اللي ذكره لينا علماء الأمة إنّ الأمة مجمعة إذا خبر الآحاد ده كان صحيح أنها تعمل به.

    علشان كده واحد زي الإمام الشافعي -رحمه الله- كان يقول: "أجمع المسلمون قديمًا وحديثًا على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، لا نعرف في ذلك خلافًا بين العلماء".
    الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- كان يقول: "وأجمع أهل العلم وأهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وإيجاب العمل به إذا ثبت".
    ابن القيم -رحمه الله- بيقول: "وانعقاد الإجماع المعلوم المتيَقَّن على قبول هذه الأحاديث وإثباتها إذا جاءت من طريق واحد فرد عدل".
    الأمة كلها مُجْمِعَة على كده، إنما ماذا يريد هؤلاء؟ أمر خطير يعني.



    الخاتمة
    إذًا دي بعض الشبهات اللي بيثيرها هؤلاء من وقت لآخر، وزي ما إنتم شايفين كلها شبهات أصلًا واهية لا تساوي شيئًا.
    ياريت الحلقة دي نسمعها مرة واتنين وثلاثة وأربعة؛ علشان نقدر نفهمها كويس جدًّا، ونعرف إزاي نرد على مثل هذه الشبهات، وده كان رد مختصر جدًّا و إلا كل شبهة من الشُّبه دي أنا عامل فيه أربع دروس الدرس حوالي ساعة ونص، فده حاجة مختصرة كده؛ نظرًا لإن الدورة طبعًا وقتها بسيط جدًّا ووقتها مضغوط، حبيت إنّ أنا أختصر ليكم هذه الشبهات.

    واللي عايز يرجع فيه كتاب جميل جدًّا مهم جدًّا اسمه: ثلاثون شبهة حول السُّنَّة، ياريت نرجع له ونقرأه كويس
    ونذاكره كويس، جمع تقريبًا معظم الشبهات حوالين السُنَّة ورد عليها ردًّا وافيًا.

    جزاكم الله خيرًا، ربنا يارب يوفقكم، وهذا وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


    تم بحمد الله



    وللمزيد من تفريغات الفريق تفضلوا:
    ​​هنـــا​​
    ونتشرف بانضمامكم لفريق عمل التفريغ بالموقع
    فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
    رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول.

    اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت. اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

    الداعية مهمته الأساسية أن يربح نفسه أولا.. ويحسن إلى نفسه أولا
    بقية المقال هنا

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
        اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا

          تعليق

          يعمل...
          X