إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المجاهرة بالذنوب: الحلقة العاشرة من سلسلة "لا تقنطوا"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] المجاهرة بالذنوب: الحلقة العاشرة من سلسلة "لا تقنطوا"



    كُلُّ ذَنْبٍ تُرجَى مغفرتُه إلَّا المجاهرة


    تابعوا الحلقة العاشرة من سلسلة "لا تقنطوا"
    بعنوان


    المجاهرة بالذنوب






    تحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:
    http://way2allah.com/khotab-item-136270.htm

    رابط صوت MP3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136270-216909.htm

    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136270.pdf

    رابط تفريغ بصيغة word
    https://archive.org/download/Mogahara/Mogahara.doc
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 11-03-2018, 06:41 AM.


    اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

  • #2



    الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصَحْبه ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

    كُلُّ ذَنْبٍ تُرجَى مغفرتُه إلَّا المجاهرة
    من أعظم الحِيَل الإبليسيَّة اللي الشيطان دايمًا بيحاول يستغلّها مع الناس حتّة المجاهرة بالذَّنب، سواء الإنسان عمله أو ماعملهوش، يعني في بعض الأوقات لَمَّا بنقعد مع شباب ييجي الشاب ويقول: يا شيخ أنا عملت كل الذنوب، وعملت كل المعاصي، وأنا عملت كذا، وعملت كذا، وعملت كذا.
    إذا كان السؤال من الباب إنّ أنا ازَّاي أعرف أتوب من الذنب فدي مفيش فيها مشكلة، والصحابة كانوا بيسألوا النبي -صلَّى الله عليه وسلم- لو في يوم من الأيام وقعوا في ذنب نعمل إيه، ولكن أنا مش بتكلّم على الصنف ده من الناس، أنا بتكلّم على صنف تاني خالص؛ الصنف اللي هو ربّنا يا ربّ يعافيني وإياكم هو قاعد مع أصحابه فيقول لهم: ده أنا عملت امبارح كذا، دا أنا سوّيت كذا. والشيطان بيوسوس له إنّ هو لما بيقول لزمايله إنّ أنا عملت معاصي، وعلمت ذنوب، وأنا عملت كبائر، إنّ هو كده بقى راجل، وإنّ هو كده بقى له شخصيته، وإنّ هو بقى كده حدّ يعني مقطّع السمكة وديلها.

    ودي مشكلة الشَّيطان دايمًا بيوقَّعنا فيها علشان إذا كان كُلّ ذَنْب تُرْجَى مغفرته إذا تاب صاحبه إلَّا ما يتعلَّق بالمجاهرة، الشيطان دايمًا زَيّ ما قُلت لكم هو مش عايز يوقَّعنا في ذنب صغير، هو عايز الذنب الصغير ده مايكونش النهاية، هو عايزُه يكون البداية، وبخاصة في مسألة المجاهرة، هو لما بيعمل الذنب الصغير ده ويبدأ يتكلّم فيه مع الناس هو الشيطان عايز باختصار يوصَّله من الذنب ده مش لذنب تاني، لا، هو عايز يوصَّله من الذنب طريق موصّل إلى عدم المغفرة وعدم الرحمة.
    النبي قال لنا كده في الحديث، حديث أبي هريرة قال النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: "كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ" صحيح البخاري.
    "كُلّ أُمَّتِي مُعَافى" يعني يعفو اللهُ -عزَّ وجلَّ- عن ذنوبهم ولا يؤاخذهم بها، وقيل: المعافاة هنا معناها أنْ يُسَلِّمه اللهُ -عزَّ وجلّ- من البلايا والعِلَل. "إلَّا المجاهرين"، إلا المجاهرين معناها الناس اللي بتقعد تتكلّم مع الناس في -والعياذ بالله- في فِعْل المعصية. فالمجاهر اللي بات طول الليل بيعصي ربّنا، ربّنا -سبحانه وتعالى- ستره، وهو بيُصْبِح الصُّبْح يكشف ستر ربّنا -سبحانه وتعالى- عليه، ويتحدَّث أمام الناس بالمعصية، "إلا المجاهرين"، إلا المجاهرين يعني لا يعفو الله -سبحانه وتعالى- عنهم، ومعناها إنّ الإنسان ده اللي بيجهر بالذَّنب وبيجهر بالمعصية لن يغفر الله له، ولن يعفو الله -عزَّ وجلَّ- عنه.

    لماذا لا يغفر الله عزّ وجلّ للمُجاهِر؟
    وأنا قعدت فترة طويلة أسأل نفسي: هو ليه الإنسان اللي بيقعد قُدَّام صحابه وبيعمل نفسه ولد خُطّ كده ومقطّع السمكة وديلها، لماذا لا يعفو اللهُ -عزَّ وجلَّ- عنه؟
    • لأنّ المجاهرة بالذنب فيها استخفافٌ بحقّ الله ورسوله
    لحدّ وأنا بقلب في بطون الكتب وقفت على كلام للإمام ابن بطال -رحمه الله-، فبيقول ابن بطال -رحمه الله-: "لأنَّ المجاهرة بالذنب فيها استخفافٌ بحقّ الله -سبحانه وتعالى- ورسوله". بحقّ الله -عزَّ وجلَّ- ورسوله. عارف في يوم من الأيام لَمَّا تروح تكلّم حدّ أنت مثلًا سرقت منه فلوس تروح تقول له على فكرة أنا أخدت منّك فلوس امبارح اللي أنت قادر تعمله اعمله، ولله المثل الأعلى، اللي بيجهر دايمًا بالذنب ده بيستخفّ بحقّ الله -سبحانه وتعالى- وحقّ رسوله -صلَّى الله عليه وسلم-.
    • المجاهرةُ بالذَّنْبِ عنادٌ لله تعالى
    ابن بطال بيقول لنا كمان إنّ مسألة المجاهرة بالذنب هي نوع من أنواع أو ضرب من ضروب العناد لله -سبحانه وتعالى، طب أنا عملت المعصية ممكن ربّنا يعاقبني بإيه؟ فهو مُعَانِد لله -سبحانه وتعالى-.
    • لأنّ الله يحبّ الستر.. فمَن يجاهر بذنبه فقد أغضب ربَّه تبارك وتعالى
    زَادَ الحافظ بن حجر -رحمه الله- معنى تالت ليه اللي بيجهر بالمعصية ربّنا لا يغفر له، فالحافظ بن حجر بيقول: "لأنَّ الله -عزَّ وجلّ- يحبّ الستر، وستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه، فمَن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها فقد أغضب ربّه تبارك وتعالى".
    • المجاهرة بالذنب دعايةٌ له
    فيه نقطة رابعة وخامسة أنا حابب أضيفهم، بعد كلام علمائنا ومشايخنا، النقطة الرابعة: لإنّ الإنسان اللي بيجهر بالمعصية دايمًا قُدَّام الناس هو نوع من أنواع الدعاية للظُّلْم، أو للمعصية اللي هو عملها، وهو مش واخد باله،
    فالنَّاس إذا اعتادت سماع المعصية بتَأْلَف المعصية، وممكن تعملها عادي. تخيَّل الشاب اللي في يوم من الأيام عمَّال يتكلم عن الفاحشة واللَّذة اللي شافها في الفاحشة ده بيدعو اللي جنبه اللي عمره -والعياذ بالله- ما عمل المعصية دي إنّه يروح يعمل المعصية.

    الشاب اللي عمَّال يتكلم إنّه كان ماشي مع بنت وبيحبّها والحياة جميلة جدًّا وأنا بحب البنت وأنا متعلّق بيها، ده بيدعو اللي جنبه اللي هو مابيعملش كده إنّه في يوم من الأيام يعمل كده.
    واللي في يوم من الأيام -والعياذ بالله- قاعد في يوم من الأيام يتكلّم أنا أبويا امبارح جاي بيكلّمني في كذا فأنا زعّقت، وعملتله كذا، وقُمت سايب له البيت، وقُمت ضارب له الباب، وكاسر الشّباك بتاع الباب، وقُمت عامل ومسَوّي، بعدها بشويَّة صاحبه اللي كان قاعد جنبه اللي طول عمره بارّ بوالديه لَمَّا والده في يوم من الأيام كلّمه افتكر موقف صاحبه فزعَّق لوالده وخَبَط الباب عمل مشكلة.
    فالمجاهرة بالمعصية هي دعوة لهذه المعصية من غير أن يشعر الإنسان.
    • المجاهرة بالذنب دليلٌ على فرح العبد به.. وفرحه به أعظم من ذنبه
    كمان اللي بيجهر بالمعصية ده دليل على فرح العبد بذنبه، إنّه فرحان بهذا الذنب، وعلى فكرة الفرح بالذنب أعظم عند الله -عزَّ وجلّ- من الوقوع في الذنب نفسه، يعني أنا لو في يوم من الأيام عملت معصية ووقعت فيها أخدت عليها عشر سيّئات بسبب إنّ هي كان فيها كذا حاجة، لو فرحت بيها أنا ممكن بيتضاعف هذا الكَمّ الهائل من المعاصي، عشان كده عبد الله بن عباس كان بيقول:

    "يا صاحب الذنب لا تأمنن من سوء عاقبته، وما يتبع الذنب أعظم عند الله -عزَّ وجلَّ- مِن الذَّنْب، قلة حيائك مِمَّن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي عملته، ضحكك -الضحك بتاعك- وأنت لا تدري ما الله صانعٌ بك أعظم عند الله -عزَّ وجلَّ- مِن ذنبك، وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم عند الله -عزَّ وجلَّ- من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب الذي عملته، وخوفك من الريح إذا حرَّكت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب".
    شُفتوا كُلّ الحاجات دي، كُلّ الحاجات دي مشكلة كبيرة جدًّا، اللي قاعد مع صحابه وبيضحك لهم كده: وامبارح عملت كذا، وامبارح عملت كذا، وامبارح عملت كذا، سبحان الله.

    كان بكر بن عبد الله المزني -رحمه الله- يقول: "إنَّ مَن يأتي الخطيئة في الدنيا وهو يضحك بين الناس يُدخله النار يوم القيامة وهو يبكي بينهم". اللي كان قاعد قُدَّام الناس يقول أنا عملت وسوّيت وبيضحك، يوم القيامة ربّنا -سبحانه وتعالى- يدخله النار والعياذُ بالله.

    المجاهرة بالذنوب تحوّلها من صغيرة لكبيرة

    حابب أضيف أمر آخر هو ليه الشيطان دايمًا بيخلّينا نجهر بالذَّنْب؟ علشان الذنب ده ولو كان صغيرة المجاهرة بيه والفرحة بيه والتبجُّح بيه أمام الناس بيحوّله لكبيرة، شُفتوا حِيَل الشيطان، هو مش وقَّعك في الذنب وخلاص ده هو مكمّل معاك.
    الإمام المُرَبّي الإمام الغزالي -رحمه الله- بيتكلّم على الأسباب اللي بتخلّي الصغيرة دايمًا تتحوّل إلى كبيرة فبيقول:
    "ومنها -أيْ مِن هذه الأسباب اللي بتخلّي الصغيرة كبيرة- ومنها السرور بالصغيرة، والفرح بها، والتبجُّح بها، والحديث عنها أمام الناس، -يااه، يقول:- وكل هذا هو سبب الشقاوة التي ممكن أن تصيب الإنسان في يوم من الأيام". سبحان الله.

    الإمام المناوي بيتكلّم في حاجة حابب أختم بيها، الإمام المناوي -رحمه الله- بيقول عن الإنسان اللي بيجاهر بالذنب ليه ربّنا -سبحانه وتعالى- لا يعافيه ولا يغفر له قال: "لأنَّ فيه تحريكٌ لرغبة الشَّرِّ فيمن سمعه أو شهده" هي دي المشكلة، دي المشكلة الأساسية اللي دايمًا بتتبع الذنب بتاعنا.

    نحنُ مُطالبون بثلاثة أشياء:
    علشان كده بقول لكم احنا مُطالبين بثلاث حاجات:
    • أوَّلًا: عدم الحديث عن ذنوبنا أو ذنوب غيرنا
    الحاجة الأوَّلانية: احنا محتاجين لا نتكلم أصلًا عن الذنوب والعاصي سواء بتاعتنا أو غيرنا، وده اللي قاله سلمان الفارسي -رحمه الله- "أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا في المعصية"، أوّل حاجة عندي، أول حاجة عندي أنا محتاج إنّ أنا ما أتكلّمش في المعصية.
    • ثانيًا: الستر على أنفسنا وعلى غيرنا
    ٢. لو في يوم من الأيام عملت معصية أو حدّ في يوم من الأيام عمل معصية وأنا شُفتها أنا محتاج أستر على نفسي، وأستر على غيري، فمَن ستر مسلمًا ستره الله، "ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ" صحيح البخاري، ستره الله، لازم نفهم ده.
    • ثالثًا: اعلم أنَّ أعظم الذَّنب أن يتحدَّث العبد بما فعل
    ولازم نفهم آخر حاجة تالت حاجة أختم بيها إنّ أعظم الذنب مش الذنب نفسه، ولكن أعظم الذنب أن يتحدث العبد بما فعل، ودي كلمة إبراهيم التيمي -رحمه الله-، وكلمة العوام بن حوشب، ونختم بالكلمتين دول.
    أمَّا إبراهيم التيمي -رحمه الله- فكان يقول: "أعظم الذنب عند الله -عزَّ وجلَّ- أن يتحدث العبد بما ستر الله عليه". هي دي المشكلة.
    وأمَّا كلمة العوام بن حوشب -رحمه الله- كان يقول: "الابتهار بالذنب.." اللي هو التَّبجُّح يعني الكلام بيه قُدَّام الناس، "الابتهار بالذنب أعظم عند الله -عز وجل- من ركوب الذنب".

    ياريت الإنسان مِنَّا مايقعش في الحيلة الشيطانيَّة دي، بل يحاول بقَدْر المُستطاع إنّه يستر على نفسه، وإلا لربما تحدّث عن ذنبه في يوم من الأيام واحد سمعه فقلّده فيأتي يوم القيامة وهو شايل الخطايا بتاعت الذنب وخطايا أخرى، فيسأل ربّه -عزَّ وجلّ- إيه الخطايا اللي أنا شايلها دي؟ آه دا دي الخطايا بتاعت ناس في يوم من الأيام أنت اتكلّمت وجهرت بالذنب بتاعك قُدَّامهم، فقلّدوك وعملوا ما عملت "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ" العنكبوت:١٣. احذروا المجاهرة بالذنب فهي أعظم عند الله -عزَّ وجلَّ- من ركوب الذنب.

    جزاكم الله خيرًا، هذا وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36




    اللهم بارك لى فى اولادى وارزقنى برهم وأحسن لنا الختام وارزقنا الفردوس الأعلى

    تعليق


    • #3
      نسأل الله السلامة والعافية والستر في الدنيا والآخرة
      جزاكم الله خيرا أختنا وتقبل الله منك جهدك
      يا الله
      علّمني خبيئة الصَّدر حتّى أستقيم بِكَ لك، أستغفر الله مِن كُلِّ مَيلٍ لا يَليق، ومِن كُلّ مسارٍ لا يُوافق رضاك، يا رب ثبِّتني اليومَ وغدًا، إنَّ الخُطى دونَك مائلة

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

        "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
        وتولني فيمن توليت"

        "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

        تعليق

        يعمل...
        X