إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عقوبات الذنوب 2: الحلقة التاسعة من سلسلة "لا تقنطوا"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [حصري] عقوبات الذنوب 2: الحلقة التاسعة من سلسلة "لا تقنطوا"





    الذنوب هي عبارة عن حقل كبير مليان ألغام، والمشكلة إنت مش عارف اللغم لما ينفجر ممكن ينفجر في إيه، اتكلّمت معاكم في درس امبارح إنّ ممكن اللغم لما ينفجر ممكن ينفجر في طاعتك وعبادتك ودينك، فتبدأ تُسْلَب هذا الدين واحدة ورا التانية، أو إنّ ممكن لما اللغم ينفجر بتاع الذنب ينفجر في ستر الله عليك، فالستر يترفع وتظهر ويتفضح أمر الإنسان قُدَّام كُلّ الخَلْق.

    تابعوا الحلقة التاسعة من سلسلة "لا تقنطوا"
    بعنوان
    عقوبات الذنوب 2







    تحميل الحلقة بجودات مختلفة من هنا:


    http://way2allah.com/khotab-item-136269.htm

    رابط صوت MP3
    http://way2allah.com/khotab-mirror-136269-216907.htm

    رابط تفريغ بصيغة pdf
    http://www.way2allah.com/media/pdf/136/136269.pdf

    رابط تفريغ بصيغة word

    https://archive.org/download/3o9obat...t-addonob2.doc
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 10-03-2018, 03:02 AM.

  • #2



    لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصَحْبِه ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
    الذنوب هي عبارة عن الحمد حقل كبير مليان ألغام، والمشكلة إنت مش عارف اللغم لما ينفجر ممكن ينفجر في إيه، اتكلّمت معاكم في درس امبارح إنّ ممكن اللغم لما ينفجر ممكن ينفجر في طاعتك وعبادتك ودينك، فتبدأ تُسْلَب هذا الدين واحدة ورا التانية، أو إنّ ممكن لما اللغم ينفجر بتاع الذنب ينفجر في ستر الله عليك، فالستر يترفع وتظهر ويتفضح أمر الإنسان قُدَّام كُلّ الخَلْق.

    من عقوبات المعاصي:
    - لا يزال العبد ينتقل بين دركات المعاصي إلى أن يُختَم له بسوء
    مِن أشدّ أنواع العقوبات المُتَعَلِّقَة بالذنوب إنّ الذنوب دي بتوصَّل لبعضها، يعني هو عمل ذنب الذنب ده من عقوبته إنّه يوصّله لذنب تاني، ولذنب تالت، ولذنب رابع، لحدّ لَمَّا -والعياذ بالله- يُختم للعبد بخاتمة السوء بسبب ذنب كان في البداية بسيط جدًّا.
    سهل بن عاصم -رحمه الله -كان يقول: "عقوبة الذنب ذنب آخر".
    وكان أبو الحسن -رحمه الله- يقول: "الذنب بعد الذنب عقوبة".
    وكان بعض السلف يقول: "إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها"، هو عقوبة السيئة اللي عملها إنّه عوقب بعقوبة أخرى.

    ولله درّ حماد بن سلمة -رحمه الله- حين قال: "ليست اللعنة سوادًا في الوجه أو نقصًا في المال، إنَّما اللعنة ألا تخرج من ذنبٍ إلا وقعت في مثله أو في أشرّ منه"، وده المعنى اللي ابن القيّم في يوم من الأيام حَبّ يدّيه للناس فكان بيقول: "مثل المعصية الأولى كبذرة أُلقيت في أرض سوء، خرج منها شجرة خبيثة، لا تُخرِج إلا كل خبيث، ولا يجني صاحبها مِن ورائها إلا كُلّ سوء".

    هي دي مشكلة الذنب إنّ أنا أذنبت ذنب بسيط الذنب ده يبدأ يوصّل للي بعده، أنا نظرت لبنت عقوبتها إنّ أنا أُعجبت بيها، عقوبتها إنّ أنا رُحت كلّمتها، عقوبتها إنّ أنا مسكت إيديها، عقوبتها إنّ أنا عملت معصية أكبر، عقوبتها إنّ أنا وقعت في أكبر وأكبر وأكبر، وهي دي المشكلة.
    فمشكلة الذّنب إنّه لَمَّا انفجر انفجر في معصية تانية.
    والمشكلة الأساسيَّة إنّ لو القلب اعتاد إنّه يطلع من ذنب لذنب، من ذنب لذنب، من ذنب لذنب، ينتقل العبد إلى مرحلة هي مِن أخطر أنواع المراحل، وهي أن ينسلخ من قلب العبد بُغْض المعصية، فبتكون النتيجة فتصير هذه المعصية مُحَبَّبة إلى قلبه، حريص عليها، بعد كده بسبب الذنوب والمعاصي الكتير ينتقل إلى نقطة أخرى لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلام الناس عليه، حتى يرى الإنسان مِنَّا الواحد منهم بيفتخر بالمعصية، ويتحدث عنها أمام الناس، سبحان الله، هي دي المشكلة .




    شُفتوا السّلّم الدركات نازلة ازّاي، هو عمل معصية، المعصية دي سلّمته لمعصية تانية، سلّمته لمعصية تالتة، بعد كده القلب بعد ما كان بيعمل معصية وهو متضايق، لأ هو ألِف المعصية، بقى بيحبّ المعصية، بعد ما حبّها بدأ خلاص مابيهمّهوش كلام الناس ولا نُصْح الناس، بعدها هان الذنب في عينيه أوي، بعدها ألِف المعصية، بعدها بيجهر بالمعصية، بعدها بيدعو الناس للمعصية.
    لله درّ الإمام العالِم المُرَبّي سليمان بن حبيب لَمَّا قال: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا جعل الإثم عليه وبيلا.."، يبقى الإثم عليه سيّء جدًّا، ".. وإذا أراد بعبدٍ شرًّا خُضّر له"، شايف الذنب ده جميل جدًّا.

    إحنا قُدَّام مراحل فِعْل الذنب، ثم دلالة الذنب على الذنب، يهون الذنب ويصغر في عينه وقلبه، يزول من القلب استحقار الذنب، يجاهر بالمعصية، وهكذا يفضل حاله عمَّال ينتقل من معصية لمعصية، مِن معصية لمعصية، ولهذا قيل: مِن الذنوب ذنوبٌ عقوبتها سوءُ الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك.
    ولو جينا نحلّلها نفسيًّا إزَّاي وصل الإنسان ده للمعصية دي، ما أنا هقول لك باختصار ما هي المعصية بتسلّم لمعصية، والمعصية بتسلّم لمعصية، ففضل ده حاله؛ معصية بتسلّم لمعصية، لحدّ آخر لحظة نفسه بينتهي وروحه بتخرج، معصية سلّمت معصية فمات على معصية، ده معنى.
    المعنى التَّاني قاله الإمام الغزالي -رحمه الله- لما كان بيقول: "وجميع ما ألِفه الإنسان في عمره يعود ذِكْره على القلب عند الموت، فإن كان ميله أكثر إلى شهوات الدنيا غلبت هذه الشهوات عليه، فلجأ إلى معصية من المعاصي فيتقيد بها قلبه، ثم يموت عليها".
    وهذا هو قَوْل الله -عزَّ وجلّ-: "بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً" كانت واحدة "وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ" البقرة:٨١، قال الربيع بن خثيم وقال الأعمش ومجاهد وغيرهم: "أحاطت به هذه الذنوب عند موته فمات عليها قبل أن يتوب منها".
    فدِي عقوبة مِن أخطر العقوبات اللي ممكن في يوم من الأيام تخبط في العبد بسبب ذنب أو معصية.

    - زوال محبّتك من قلوب الناس
    ممكن تكون العقوبة أو الانفجار بتاع لغم الذنب اللي انت بتعمله يكون في علاقتك مع الناس، حُبّ الناس ليك يزول من قلوبهم، محبّتهم محبة الناس ليك ترتفع من القلوب، حذيفة بن اليمان كان بيقول: "والله ما استخفَّ أحدٌ منكم بحقٍّ مِن حقوق الله إلا بعث الله -عز وجل- عليه مَن يستخفّ بحقّه".
    ده معنى لازم يوصل لنا.
    للعبد ستران، علاقتين، علاقة بينه وبين الله، وعلاقة بينه وبين الناس، فإذا أهان العلاقة التي بينه وبين الله، هتك الستر اللي بينه وبين ربّنا هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس، هي دي المشكلة إنّ أنا في يوم من الأيام عصيت ربّنا بيظهر ده في علاقتي مع كل الناس.

    ابن الجوزي -رحمه الله- كان بيقول: "وقد يُهان الشيخ في كبره.."، تلاقي واحد كبير في السّنّ جدًّا والناس بتهينه، "وقد يُهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أنَّ هذا كله لإهماله حقّ الله في شبابه، فمتى رأيت معاقَبًا فاعلم أنه لذنوب".




    إنّه خلاص بعد ما كانت الناس بتحبّك ماعادتش بتحبّك، هو الإمام نفسه الإمام ابن الجوزي بيقول: "ورأيتُ أقوامًا من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحقّ إليهم في الخلوات، فمَحَا الله ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين؛ لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحنّ للقائهم".
    حَدّ من الدعاة كان كبير جدًّا، بيعلّم الناس، ويفهّم الناس، والناس كلها مُلتفّة حواليه، وبيحضرله مئات بل آلاف، ولكن في وقت خلوته كان بيعصي ربّنا، فمِن كتر ما هو بيعصي ربّنا محا الله ذِكْره في الجلوات، أيْ في العَلَن، كانوا موجودين بين الناس كالمعدومين؛ لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحنّ للقائهم، هو ايه اللي حصل؟ معصية الله.

    ده اللي عناه أبو الدرداء -رضي الله عنه- لَمَّا كتب لأخيه محمد بن مَسلمة لَمَّا قال له: "ليحذر أحدكم أن تلعنه قلوب الخَلق وهو لا يشعر" فقالوا له: ومِمَّ هذا؟ قال: "إنَّ العبد ليخلو بمعاصي الله فيلقي الله بغضه في قلوب خَلْقِه"، فيلقي الله بغضه في قلوب خلقه، تلاقوا دايمًا أهل المعصية كل الناس اللي في الشارع كرهاهم لا بتحبّهم ولا بتعزّهم، والناس لما بتشوفهم قلوبهم بتشمئزّ، دي عقوبة الذنب اللي هُمّ عملوه.

    فضيل بن عياض قال لأحد إخوانه كان يشكو بقا تغيُّر الزمان وجفاء الإخوان، الدنيا، الدنيا بقت سيّئة جدًّا والناس ماعادتش كويّسة، والناس بتاكل في بعض، فكتب له الفضيل بن عياض قال: "إنّ مما أنكرت مِن تغيُّر الزمان وجفاء الإخوان فذنوبك ورَّثتك ذلك"، ذنوبك هي اللي ورَّثتلك ده.

    وخُد بالك، وكان بكر بن عبد الله المُزني يقول: "إذا رأيت إخوانك يُكْرِمونك فقُل نعمة أحدث ثوابها ذلك، وإذا رأيت منهم تقصيرًا فقُل ذنب أذنبته أحدث ذلك" ده كله بسبب الذنوب اللي إحنا بنعملها.

    فاكرين قصة كعب بن مالك لَمَّا تخلَّف عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، وكان بيقول كلام، بيقول: "حتى تنكَّرَت لي الأرض فما هي بالتي أعرف"، يعني يا إخوانَّا أنا أنكرت نفسي، وأنكرت الأرض اللي إحنا عايشين فيها، والناس، هو ايه اللي بيحصل؟ هي دي مسألة الذَّنْب.
    كانت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت بتقول لسيدنا معاوية بن أبي سفيان: "أمَّا بعد، فإنَّ العبد إذا عمل بمعصية الله عدّ حامده مِن الناس ذامًّا له"، اللي كان بيشَكَّر فيه ويُثني عليه بقى كارهه وبيشتمه وبيغلط فيه، هو ده كله بسبب إيه؟ ده كُلّه بسبب معصية الله -سبحانه وتعالى-، المعصية هي اللي عملت كده.

    - زوال النِّعَم
    ممكن اللغم بتاع الذنب لَمَّا ينفجر ينفجر في النِّعَم، النِّعَم اللي ربّنا -سبحانه وتعالى- في يوم ادّاهالك، سبحان الله ربّنا مَنّ عليك بالمال، بس إنت عصيت ربّنا، المال ده يزول من ايديك.
    فاكرين قصّة أصحاب الجنة لَمَّا قالوا يعني لن نُعطي للفقراء حقّهم، كانت النتيجة "فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ" القلم:٢٠،١٩، قوم سبأ النعيم اللي ربّنا -سبحانه وتعالى- أعطاه لهم "جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ" سبأ:١٥، كل النِّعَم دي راحت فين؟ راحت بسبب الذنوب والمعاصي اللي هُمّ عملوها.
    كان عمر بن عبد العزيز يقول: "قيّدوا نِعَم الله -عزَّ وجلّ- بالشُّكْر له -سبحانه-، وشُكْر الله تَرْك المعصية".

    كان محمد بن لوط الأنصاري يقول: "كان يُقال: الشُّكْر تَرْك المعصية"، ممكن في يوم من الأيام نشوف واحد -سبحان الله- كان قوي وعنده صحّة صحّته كويسة، وطول بعرض، سبحان الله، الصّحّة راحت واتبدّل مكانها أمراض، النبي بيقول لنا: "ما ظهرت الفاحشة في قومٍ حتى يُعلنوا بها إلا ابتلاهم الله بالطاعون" ، أمراض، أصابتهم الأمراض اللي أصابتهم دي بسبب ايه؟ أصابتهم للأسف بسبب الذنوب والمعاصي اللي هُمّ عملوها.
    عمران بن حصين دخل عليه بعض أصحابه وقد ابتُلي في جسده بمرض، فقالوا له: إنَّا لنبأس لك لِمَا نرى ما أنت فيه، فقال: "لا تبتئسوا لِمَا تروا، إنَّما هذا بذنبٍ أذنبتُه، وما يعفو الله عنه أكثر"، ثم تلا قَوْل الله -عزَّ وجلَّ-: "وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" الشورى:٣٠.
    سبحان الله، السيدة أسماء بنت أبي بكر في يوم من الأيام أصابها صداع، فكانت بتأخذ برأسها كده وتقول: "والله ما هذا إلا بذنبٍ أذنبتُه"، ده الصداع ده بذنب أذنبته، سبحان الله.
    أبو سليمان الداراني كان يقول: "إنني لأمرض فأعرف الذنب الذي أمرضني"، أنا عارف الذَّنْب اللي أنا عملته، فبالتَّالي أنا لَمَّا أذنبت ربّنا أزال النّعمة؛ نعمة الصّحّة.

    غالبًا النّعمة اللي بتزول من بين إيديك بسبب ذنب أو معصية في يوم من الأيام إنت عملتها بتكون أحبّ حاجة يملكها الإنسان، غالبًا ما يأتي انفجار الذَّنْب في النِّعَم اللي هي عزيزة أوي على الإنسان، معروف الكرخي كان بيقول كلمة عجيبة جدًّا، كان بيقول: "ما أنعم الله على عبدٍ بنعمةٍ فاستظهر بنعمته على معصية الله -عزَّ وجلَّ- إلَّا ابتلاه الله بفَقْد أعزّ الأشياء عليه"، يفقد أعزّ حاجة وأحسن حاجة.




    - فَقْد اللذة الحلال
    ممكن العقوبة اللي ممكن في يوم من الأيام الإنسان بيُعاقَب بيها فَقْد اللَّذة الحلال، زوجته حبيبته قُرَّة عينه اللي كان بيحبّها وبتحبّه، للأسف بدأ يبصّ برَّه كتير وبدأ -والعياذ بالله- يعمل معاصي كتير برَّه، فكانت النتيجة أيّ لذَّة حلال كانت عنده راحت بسبب المعصية اللي بيعملها.

    - الإصابة بالهَمّ والغَمّ
    ممكن الذنب لَمَّا بينفجر بينفجر في نفسيتك تُصاب بهمّ، بغم،كان محمد بن سيرين قد أصابه هم في يوم من الأيام فقال: "إنني لأعرف هذا الهم وهذا الغم، وأعرف سببه، والله هذا بذنبٍ أصبتُه منذ أربعين سنة".
    علشان كده النبي كان علّمنا دايمًا لو إنت عندك هم أو غم استغفر كتير، استغفر كتير، ليه؟ لإنّ الهم والغم ده كان بسبب ذنب، فانت لما تستغفر ربّنا كتير وتداوم على الاستغفار ربّنا -سبحانه وتعالى- بيكرمك ويرفع عنك همك ويرفع عنك غمك.

    - المعاصي تورث صاحبها الذلّ والهوان
    ممكن الذنب لما بيكرّره الإنسان كتير وبيقع فيه كتير -سبحان الله- بيكون الانفجار في كرامة الإنسان، يبقى بين الناس ذليل حقير، إنّه رايح يخلّص ورقة في مصلحة حكوميَّة تلاقي حد مايساويش شيء أصلًا شتمه، وأهانه، وذلّه، تلاقوا دايمًا أصحاب المعصية مذلولين بين الخَلْق، لإنّ كان انفجار الذنب في كرامتك، حاجة من أغلى ما تملك.
    عمرو بن حريث كان يقول: "مَن تعزَّز بالمعصية أورثه الله الذل"، مَن تعزَّز بالمعصية أورثه الله الذل.
    وكان بعض السلف يقول: "ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله -عز وجل-، ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله -عز وجل-". سبحان الله.
    كان عامَّة دعاء إبراهيم بن أدهم: "اللهم انقلني من ذلّ معصيتك إلى عزّ طاعتك"، اللي عايز العزّة فهي في الطّاعة أمَّا المعصية فهي بتخلّي الإنسان دايمًا ذليل.
    الحسن البصري كان بيقول: "ألا والله لإنْ طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، أبى الله إلَّا أن يُذِلّ مَن عصاه"، تلاقيه غني وثري أموال وجاه وثراء، ولكن -سبحان الله- هو مذلول بين الناس. سفيان الثوري -رحمه الله- كان بيقول: "مَن أراد عِزًّا بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان؛ فليخرج من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة".

    - حرمان العلم ونسيان القرآن
    ممكن الذنب لما بينفجر ينفجر في حرمانك العلم ونسيانك للقرآن، العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور، فمَن أراد أن يتعلَّم مِن علم الله فليبتعد عن معصية الله -سبحانه وتعالى-. ابن مسعود كان بيقول: "إنني لأحسب أنَّ العبد ينسى العلم بالذنب يصيبه".
    قال الحسن الورّاق: "سُئل سفيان بن عُيينة: وهل يُسْلَب العبدُ العِلْمَ؟ قال: يُسلب العبدُ العلمَ بذنبٍ أصابه في يوم من الأيام".

    وكان يحيى بن يحيى بيقول: "سأل رجلٌ مالكًا فقال: هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟" ايه أكتر حاجة تخلّيني أحفظ الأحاديث وأبقى إنسان حافظ، فقال: "أكثر ما يُصلح هذا تَرْك الذنوب"، أكتر حاجة انّك تبعد عن الذنوب المتكرّرة، والمعاصي المتكرّرة، ساعتها ربّنا -سبحانه وتعالى- يوفّقك.
    قال جعفر: "كان ابن دينار مِن أحفظ الناس للقرآن، وكان يقرأ علينا في كل يوم جزءًا من القرآن حتى يختم القرآن، وإنه ذات يومٍ أسقط حرفًا.." أسقط كلمة، نسى آية، ".. فبكى وقال: هذا والله بذنبٍ مني، وما الله -عزَّ وجلَّ- بظلَّامٍ للعبيد".
    وكان بعضهم يقول: "ما تعلم أحدٌ القرآن فنسيه إلا بذنب"، ذنوب متكرّرة على طول على طول كانت هي السبب إنّ الإنسان يعصي الله.
    اللي عايز فعلًا يتعلّم وربّنا يبارك له في العلم ويكون عالِم مِن علماء المسلمين يبعد عن الذنوب والمعاصي وساعتها ينال العلم، وينال الحفظ، وينال الفهم، ويرفع الله قَدْره في الدنيا والآخرة.

    هذا وصلَّى الله على نبيّنا محمد وآله وصَحْبه وسلّم.

    تم بحمد الله
    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله وتفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36



    [1] "لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا" صححه الألباني
    التعديل الأخير تم بواسطة سلمى أم عمر; الساعة 10-03-2018, 02:01 AM.

    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق

      يعمل...
      X