إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجهاد مصيره الجنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجهاد مصيره الجنة

    :LLL:


    هذه مقتطفات من كتاب جهاد الاخوان المسلمين في القناة و فلسطين للمجاهد حسن الجمل رحمه الله و الذي أوصى أن لا ينشر هذا الكتاب الا بعد وفاته و سنعمل على أن يكون الكتاب كاملا في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى

    كيف تم عبور الحدود ليلا؟
    فى صباح يوم 28 من أبريل 1948 كانت الكتيبة مستعدة للرحيل، وبعد تناول الغداء؟ بدأت سيارات النقل المحملة بالأسلحه والذخيرة ومواد التموين بقيادة اليوزباشى محمد عبد السلام فى التحرك وانتظارنا عند أبو عجيلة، وقاد الحملة البكباشى أحمد عبد العزيز بسيارته " البيك أب " الخضراء ومعه اليوزباشى عبد المنعم عبد الرؤوف، يرافقهم حرس يحمل رشاش "برن" ومن خلفهم سيارات المدفعية، ثم سيارات الأتوبيس التى تقل أفراد الكتيبة حسب ترتيب السرايا، وسار الركب حتى لحقنا بقافلة الإمداد والتموين عند الغروب، فانتظرنا قليلا حتى يخيم الظلام، وكان القمر لا يظهر إلا بعد منتصف الليل، ثم عاودنا المسيرإلى أن اقتربنا من الحدود بطريق رفح، واتجهنا إلى خط السكة الحديد، وأوقفنا السيارات فوق فلنكات القضبان، ودفعناها بالأيدي دون إدارة الموتورات، حتى لا تشعر بنا القوات البريطانية، المرابطة على الطريق الأسفلتى، والتى كانت تبعد عنا بحوالى مائتى مترفقط.. ونجحنا فى هذه المهمة الصعبة حتى وصلنا إلى مشارف " خان يونس " حيث خرج عدد كبير من أهالى البلدة لاستقبالنا قبل وصولنا إليها، وما أن وصلنا إلى مدخل القرية حتى أطلق الأهالى العيارات النارية ابتهاجا وترحيبا بقدومنا، لتخليصهم من بطش اليهود، المتدفقين من الغرب والشرق لزرع دولة لهم فى هذه البقعة الطاهرة.. أرض فلسطين الحبيبة.

    دخلنا " خان يونس " فى التاسعة مساء تقريبا، وهى تشبه- إلى حد كبير- القرية المصرية الوادعة.. كان أهالى البلدة فى انتظارنا. وما أن وصلنا حتى انطلقت الزغاريد من داخل البيوت والأعيرة النارية تلمع فى السماء وكان على رأس المرحبين بنا أحد أعيان " خان يونس " ويدعى إبراهيم أبو مدين.. سرنا فى شوارع القرية فى شبه مظاهرة عسكرية شعبية، تفيض بالحماس والعزيمة وقوة الإرادة، وفرحة الأهل وترحيبهم بنا، ودخلنا إحدى مدارس القرية واتخذنا فناءها كمعسكر، وتم توزيع الحراسات الليلية فى الداخل والخارج بالتعاون مع رجال إبراهيم أبو مدين لمراقبة تحركات الدوريات اليهودية..



    أول شهيد
    وفى اليوم التالى بدأت سلسلة من المحاضرات فى العسكرية يلقيها علينا اليوزباشى عبد المنعم عبد الرؤوف والملازم معروف الحضري، وبدأنا نخرج لعمل دوريات استطلاع ومراقبة لمدة أسبوع، ثم وصلت إلى القيادة أخبار بأن دورية يهودية مصفحة تحوم حول " خان يونس " وتطلق النار عشوائيا على الأهالى لإرهابهم. فأمر قائد فصيلة " البويز" الملازم محمد نور الدين بالتصدى لهذه الدورية، فخرجت مجموعة بقيادة جاويشى، وهذه العملية هى أول عملية لنا مع العصابات الصهيونية، وعادت المجموعة بجثة الأخ الشهيد فتحى الخولى، وهو أول شهيد فى الكتيبة الأولى، وهو من إخوان السيدة زينب بالقاهرة.. ولما حضرت الجثة، قفزت فوق العربة، وكشفت عن وجهها فوجدت الابتسامة، والنور الساطع يشع من صاحبها.. رحمه الله رحمة واسعة..

    وأذكر هنا حديث الصحابى الجليل عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب فى ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم، وحسن منقلبهم، قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله بنا، لئلا يزهدوا فى الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله عز وجل أنا أبلغهم عنكم، فأنزل سبحانه وتعالى هذه الآيات (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)آل عمران: 169، رواه مسلم وأحمد وأبو داوود.

    ودفن الأخ فتحى الخولى فى مقابر " خان يونس " فى جنازة عسكرية، قبل غروب الشمس بنحو ساعة.. وانشغلت القيادة بعد ذك فى جمع المعلومات ومراقبة تحركات اليهود من وإلى مستعمرة " كفار ديروم " بدير البلح، وهى بلدة تقع على طريق غزة- خان يونس، فوق تبة مسطحة تبعد عن الطريق بحوالى مائتين وخمسين مترا.. وهناك واد وشريط سكة حديد بطول الطريق إلى غزة ولكنه متوقف.. وبجانب التبة التى فى مستوى ارتفاع الطريق واد صغير لا يزيد عمقه على مترين، يشبه الترع، ويمر الوادى من أسفل شريط السكة الحديد والمستعمرة.. كانت المستعمرة مربعة الشكل بها ثكنتان، كل واحدة من ثلاثة طوابق، وتمتد على الأرض بحوالى خمسين مترا، ومحاطة بالأسلاك الشائكة من جهاتها الأربع..



    أول معركة مع عدو نجهل إمكانياته

    بعد أن حصلت القيادة على ما تحتاجه من معلومات وتحريات، تمهيدا لمعركة فاصلة ضد مستعمرة "كفار ديروم " التى تتحكم فى الطريق بين " خان يونس " و" غزة " عند دير البلح. انطلقت مجموعة من القيادة وعلى رأسهم أحمد عبد العزيز وعبد المنعم عبد الرؤوف ومعروف الحضرمي وكمال الدين حسين وحسن فهمى عبد المجيد، يرتدون زيا فلسطينيا للتمويه عبارة عن شال أحمر مزركش مثبت بعقال أسود، انطلقت المجموعة إلى دير البلح لاستكشاف المستعمرة واستحكاماتها ووديانها وسهولها، ثم عادت واجتمعت مع قادة الفصائل لشرح المهام المطلوبة من كل فصيلة ومن كل فرد فيها.

    كانت خطة الهجوم على المستعمرة تبدأ فى الثالثة قبيل فجر الثالث عشر من مايو، بحيث تطلق المدفعية قذائفها لمدة عشر دقائق قبل الثالثة يبدأ الهجوم بتقدم مجموعة التفجيرإلى الأسلاك الشائكة لعمل فتحا "بالبنجالور" يعقبها اقتحام شامل بالسنكى تحت ستار نيران البنادق والرشاشات " البرن " فى داخل المستعمرة فى أول ضوء النهار، وصدر التعليمات بالاستعداد، وفى الواحدة بعد منتصف الليل بدأ موكب جند الله فى التوجه إلى مستعمرة " كفار ديروم"

    كنت ضمن مجموعة مدفعية الهاون 62 مللى. وكان قائد الفصيله الملازم معروف الحضرى وأخذنا مواقعنا بجانب الأشجار الكثيفة بالقرب من الطريق العام. وبجوارنا فصيلة مدفعية 7.3 مللى، والمسئول عنها الملازم كمال الدين حسين، وفصيلة مدفعية 2 رطل والمسئول عنها الملازم حسن فهمى عبد المجيد.. وكان اليوزباشى عبد المنعم عبد الرؤوف مسئولا عن موقع شمال المستعمرة، وعليه أن يبدأ الهجوم بعد قذائف المدفعمه وففا للخطة الموضوعة.. ولكن لسبب ما، تأخرت المدفعية فى إطلاق قذائفها عن الموعد المتفق عليه، وبالتالى توففت الخطة وانتظر الجميع حتى بدأ ضوء النهار يظهر.. وكانت الكارثة..



    المأساة والدروس المستفادة
    ما حدث فى معركة اقتحام " كفار ديروم " كان نتيجة خطأ غير مقصود، والأخطاء بالطبع واردة لأننا بشر، ولكن من الا!فضل أن يتم معالجتها سريعا حتى لا تتكرر.. انطلقت المدفعية بعد الساعة الرابعة من صباح الثالث عشر من مايو 1948. أى بعد أكثر من ساعة وعشر دقائق من الخطة، وكان قد انبثق أول ضوء للنهار، وتوقفت بعد عشر دقائق واشتعلت المستعمرة وسقطت الأبراج التى كانت بها. دون أن تنطلق منها رصاصة واحدة، وعندئذ بدأت عملية الاقتحام. وفى شمال المستعمرة كانت المجموعة المكلفة بنسف الأسلاك الشائكة بألغام " البنجالور " قد اصيبت ببعض الألغام، وكانت تريد الهجوم فتقدم الأخ " عمر عثمان بلال " وهو من إخوان الإسكندرية، وطلب من القوة الرجوع للخلف ثم قذف بنفسه فوق الأسلاك الشائكة المشحونة بالألغام، فتطايرت الأسلاك، وتطاير معها جسده أشلاءا ممزقة بعد أن حقق المعجزة وفتح لإخوانه ثغرة فى الأسلاك بدمه الطاهر الذكى، وفتحت السماء أبوابها لتستقبل ضيفا جديدا من أهل الدنيا هو الشهيد " عمر عثمان بلال " الذى قدم لإخوانه أعظم تضحية فى سبيل الله وأن الموت فى سبيل الله أسمى أمانى الأخ المسلم..

    بدأ الهجوم بعد ذلك على المستعمرة من كل اتجاه، ومن كل المجموعات والفصائل حتى إن فصيلة المدفعية التى كنت بها. أمرها قائدها معروف الحضرى بالتقدم للهجوم، رغم أن الخطة لم تأمرنا بذلك، وفعلأ تقدمنا فى مواجهة المستعمرة.. كانت المستعمرة عبارة عن أرض زراعية مغطاة بالقمح فى مرحلة النضج، واليهود- لعنهم الله- أقاموا بها سراديب وخنادق تحت الأرض، ودشما يظهر بعضها فوق سطح الأرض.. ولم يكن هذا فى حسابنا.. ظلت العصابات اليهودية ساكنة فى الدشم والخنادق والسراديب، حتى اقترب الإخوان من الأسلاك الشائكة، وهنا انطلقت النيران من جميع الاتجاهات لتحصد الكثير من الشهداء وتصيب آخرين فى مشهد مروع مباغت.. وبلغ عدد الشهداء فى هذه المأساة 46 شهيدا وحوالى 30 جريحا.. ومن المواقف التى أذكرها أن معروف الحضرى كان يقف بجوار الأسلاك الشائكة عندما رأى رجلا فى زى أعرابى، يقول له: تقدم، فظن أنه معنا، ولكن اتضح أنه جاسوس مختوم بخاتم عصابات " الهاجاناه " الصهيونية، وتقدم معروف الحضرى، فأطلقوا عليه دفعة من رشاش " برن " فى جسده، فسقط مضرجا فى دمائه، وقام من بجواره بسحبه إلى الخلف حيث كانت سيارة الإسعاف تنتظر وبها طبيب يدعى الدكتور " غراب " يد اوى الجرحى لحين وصولهم إلى المستشفى..

    ولما اشتدت المعركة أرسلنى القائد أحمد عبد العزيز إلى الخطوط الأمامية لأطلب من الجميع الانسحاب، وزحفت وسط أعواد القمح وطلقات الرصاص من العصابات اليهودية حتى أبلغت الجميع وانسحبنا من المعركة الدامية بهذا العدد من الشهداء والجرحى، والخسائر المادية و المعنوية..

    وتم نقل الجرحى للعلاج فى المستشفى العربى بغزة، وفى المساء حضر عدد من الإخوان من كتيبة المجاهد الأستاذ محمود عبده ليقوموا بدفن الشهداء فى مدافن الشهداء فى غزة، وكان من بينهم أخوان شقيقان من السرية الرابعة، عشت معهم فى معسكر الهايكستب فرأيت الكثير من كريم صفاتهم وأخلاقهم.. أصيب الأخ محمد حسن العنانى فى فخذه، فلم يتمكن من وضع " البنجالور" تحت الأسلاك الشائكة لنسفها وفتح ثغرة، كما كان مكلفا بذلك، ونزف نزفا شديدا بعد الإصابة، فاستغاث بشقيقه عبد الوكيل بصوت منخفض وكان أخوه من مجموعة " البرن " فبدأ يتحرك نحوه، رغم ما فى ذلك من مخالفة للأوامر العسكرية، وتراجع عبد الوكيل للخلف وسحب بندقية شقيقه وسلمها لقائد الفصيلة، وعندما حاول محمد الانسحاب لم يستطع بسبب الجرح، فلم يتحمل شقيقه عبد الوكيل المشهد واندفع بعاطفته نحو أخيه، فأصابته دفعة من طلقات الرصاص فاستشهد فى الحال.



    رؤيا صالحة
    كان استشهاد الأخوين: محمد وعبد الوكيل، تحقيقا لرؤيا صالحة رآها أبوهما الرجل الصالح، فتحققت كفلق الصبح.. رآهما أبوهما يجلسان فى الجنة.. وعندما ذهب بعض الإخوان من المركز العام لابلاغ والدهما بالخبر، فتح لهم الباب قائلأ: لا أحد يعزينى.. فقد أدرك الرجل الصالح ما يريدون.. ومن المشاهد والمواقف التى لا تنسى أن هذا الرجل الصالح ذهب إلى المركز العام للإخوان المسلمين فى اليوم التالى والتقى بالإمام الأستاذ حسن البنا، وقدم له ابنه الثالث قائلا: أريد أن أرسله ليشارك إخوانه الجهاد فى فلسطين، فداعبه المرشد بقوله "يارجل يا طماع خذ ابنك وعد وكفاك أن لك اثنين فى الجنة"..

    أعاد موقف الأب المجاهد الصابر القلوب والنفوس إلى ذكريات عهد الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، وها هو يتجسد الآن فى أمثال هذا الرجل العظيم، تقبل الله منه شهيديه، وأنزلهما منازل الأبرار..



    أسماء شهداء معركة "كفار ديروم" وعددهم 46 شهيدا:

    محمد محمد كرم حسين.

    محمد عثمان بدر.

    هارون عبد العزيز حسان.

    محمود عبد الجواد أحمد.

    محمد حسن العنانى.

    عبد الوكيل حسن العنانى.

    نور الدين الغزالى.

    رشاد محمد مرسى.

    محمد كامل بيومى.

    على متولى خليل.

    محمد حسن على.

    جميل أنور الأعسر.

    محمد عثمان عبد الله.

    محمود إبراهيم السيد.

    محمد مختار حمزة.

    محمد إبراهيم رضيه.

    أحمد محمد السيد

    على حسن بركات.

    أمين محمود سليمان.

    زين العابد عوض الله محمد.

    محمود شعبان.

    مصطفى حسن المزين.

    عبد الحميد حسنين.

    حسن صالح أبو عيسى الكواكبى.

    سيد فرج السيد.

    عبد العزيز إسماعيل.

    فتحى محمود مراد.

    محمد عبد الجليل عبد الله.

    عبد الظاهر سليمان.

    عبد السميع قنديل.

    عبد الرازق أبو السعود.

    مصطفى شديد.

    حماد الدين أحمد إدريسى.

    جابر عبد الجواد.

    مصطفى عبد المطلب عبد الحميد.

    عدلى محمود شيش.

    والعشرة المتبقون لا أتذكر أسماءهم، لكن الله يعلمهم، ومنهم المتطوع الفونس جيد فانوس، الذى نطق بالشهادتين عند صعود التبة، ولقى ربه راضيا مرضيا..

    عن المقداد بن معد يكرب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له فى أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع فى سبعين من أقربائه" رواه الترمذى وابن ماجه. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "والذى نفسى بيده لوددت أن أقتل فى سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل " رواه البخارى ومسلم. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال: "ما من عبد يموت- له عند الله خير- يسره أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى" رواه البخارى.

    وفى اليوم التالى عقب المعركة انتقلت قواتنا إلى معسكر " النسيرات" وانضمت كتيبتنا إلى قوات الإخوان تحت قيادة المجاهد اليوزباشى محمود عبده، أما المستعمرة، فقد عدلت القيادة عن مهاجمتها، واكتفت بحصارها عن بعد.

    وفى يوم 15 من مايو 1948 وهو موعد خروج القوات البريطانية من فلسطين إلى شرق قناة السويس، ودخول الجيش المصرى إليها، وصلت إشارة إلى القيادة بأن الجيشى المصرى فى الطريق إلى فلسطين، والمطلوب فرض حراسة مشددة على مستعمرة " كفار ديروم " التى تتحكم فى الطريق إلى غزة. وكلفت القيادة اليوزباشى عبد المنعم عبد الرؤوف بتأمين دخول الجيش المصرى وحصار المستعمرة، وعقب خروج الإنجليز ودخول الجيش المصرى، بدأنا فى آخر النهار الانسحاب- وكنت ضمن القوة المكلفة بحراسة المستعمرة- وركبت سيارة عسكرية مع اليوزباشى عبد المنعم عبد الرؤوف، وفوجئنا باقتراب طائرة إنجليزية من سيارتنا وإطلاق النار عليها، وقفزنا من العربة حتى انصرفت، والحمد لله لم يصب أحد من القوة بسوء، وعدنا إلى معسكر النسيرات.

    فى المعسكر الجديد كنت مكلفا بحراسة الجاسوس العربى المختوم بخاتم عصابات الهاجاناه اليهودية، الذى قبضنا عليه أثناء معركة " كفار ديروم " واستخدمنا الجاسوس الذى كان يعرف اللغة العبرية فى ضبط جهاز اللاسلكى على إحدى المحطات الإذاعية اليهودية، وبالفعل التقط خبرا أن قافلة من المصفحات قادمة إلى مستعمرة " كفار ديروم " وأبلغنا القيادة بذلك، فأرسلت قوة بقيادة اليوزباشى حسن فهمى عبد المجيد، ووجدت 11 عربة مصفحة وونشا، وفوجئت القوة اليهودية بالإخوة المتطوعين، وحدث بينهما تراشق بالأسلحة حتى قتل جميع أفراد العدو، وعاد اليوزباشى حسن فهمى عبد المجيد إلى المعسكر بالغنائم، وكانت عبارة عن إحدى عشرة عربة مصفحة وونشا وأسلحة وذخائر كثيرة ومواد غذائية وملابس.. وكانت الفرحة كبيرة لكل أفراد المعسكر، بعد مأساة معركة " كفار ديروم " خصوصا أننا لم نكن نملك مصفحة واحدة، وارتفعت الروح المعنوية للجميع.

    منقووووووووووووول من
    http://www.khayma.com/islamissolution
    /iis/index.htm
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ أحمد المصرى; الساعة 06-07-2011, 12:07 AM.
    • إن الأمم والشعوب والدول، تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرفنا، ولا رأينا، رجلاً أسدى لبني جنسه ولأمته من المجد والعطاء والتاريخ، أعظم ولا أجل من رسول الله

    • ادع لى


  • #2
    رد: الجهاد مصيره الجنة

    بورك فيكم اخوة جزيتم خيرا

    تعليق

    يعمل...
    X